'); }
مقدمة الخطبة
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي تفرّد بالكمال، وتعالى عن الأشباه والأمثال، الحمد لله الذي أكرم عباده بفريضة الصلاة، وجعلها صلة بينه وبينهم، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير من صلى وصام وقام، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.[١]
الوصية بتقوى الله
عباد الله، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله في السرِّ والعلن، قال الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهِ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).[٢]
الخطبة الأولى
أيُّها الأحبة في الله، حديثنا اليوم عن أهمية الصلاة، وهي عمود الدين، والركن الثاني من أركان الإسلام، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بُني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا).[٣]
'); }
أيُّها الإخوة الأفاضل، إنّ أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت قد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر).[٤]
وللصلاة فضائل كثيرة فهي تُكفّر الذنوب والخطايا، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا).[٥][٦]
وهي راحة للنفس، إذ تنهى المسلم عن الفحشاء والمنكر، عن سالم بن أبي الجعد -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يا بلال أقم الصلاة، أرحنا بها)،[٧]وقال -تعالى- في كتابه العزيز: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).[٨][٦]
وهي صلةٌ بين العبد وربه، فقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإكثار من الدعاء في السجود؛ لأن العبد يكون أكثر صلة وقربًا من الله، عن أبي هريرة ر-ضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء).[٩][٦]
وكما تعلمون أيّها الكرام أنّ الصلاة تُزكّي النفوس، وتنير القلوب، وتهذب الأخلاق، وترفع الدرجات، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخطأ إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ).[١٠][٦]
الخطبة الثانية
إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، وأتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.[١١]
عبد الله؛ فلنحرص جميعاً على تعليم أبنائنا الصلاة، حتى لا يتهاونوا في أدائها عندما يكبرون، فقد أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتعليمهم الصلاة قبل سن التكليف، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم بالمضاجع).[١٢]
أيّها الكرام؛ علمنا أنّ للصلاة فضلاً عظيماً؛ من تزكية للنفوس، وراحةٍ للقلوب، فلنحرص على أدائها في المساجد؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً).[١٣]
الدعاء
معاشر المسلمين، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة:
- (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[١٤]
- (اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها).[١٥]
- (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك).[١٦]
- (اللهمَّ اهدِنا فيمن هدَيْتَ، وعافِنِا فيمن عافيْتَ، وتولَّنِا فيمن توليْتَ، وبارِكْ لنا فيما أعطيْتَ، وقنا شرَّ ما قضيْتَ، فإِنَّكَ تقضي ولا يُقْضَى عليْكَ، وإِنَّه لا يَذِلُّ من واليْتَ، تباركْتَ ربَّنا وتعاليْتَ).[١٧]
- (اللهمَّ اقسِمْ لنا من خَشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصِيك، ومن طاعتك ما تُبَلِّغُنا به جنَّتَك، ومن اليقينِ ما تهوِّنُ علينا مُصائب الدُّنيا، ومَتِّعْنا اللهم بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتِنا ما أحيَيتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأْرَنا على مَن ظلمَنا، وانصُرْنا على من عادانا، ولا تجعلْ مُصيبتَنا في دِينِنا، ولا تجعلِ الدُّنيا أكبرَ همِّنا، ولا مَبلغَ عِلمِنا، ولا تُسلِّطْ علينا من لا يَرحمُنا).[١٨]
- اللهم ثبّتنا على الصلاة حباً، واجعلها من أجلّ وأحبّ الأمور إلينا.
- اللهمّ حبّب إليّ الصلاة واجعلها لصدري نوراً، ولقبي راحةً، ولعمري بركةً، ولجسمي قوة، يا أكرم الأكرمين.
- اللهمّ ارزقنا الهداية، اللهمّ أعنّا على صلاة القيام في آناء الليل.
- اللهم اجعلني وإياكم من المحافظين على أداء الصلاة في وقتها.
- اللهم ثبت قلبي على دينك واجعلني من السبّاقين إلى المساجد.
عباد الله، إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
المراجع
- ↑ رافع العنزي (30/3/2018)، “خطبة عن الصلاة وأهميتها”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران ، آية:102
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترغيب ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:540، صحيح لغيره .
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:667، صحيح.
- ^ أ ب ت ث “تعظيم قدر الصلاة “، طريق الإسلام، 3/7/2014، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابي داود، عن سالم بن أبي الجعد ، الصفحة أو الرقم:4985، صحيح.
- ↑ سورة العنكبوت ، آية:45
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، الصفحة أو الرقم:1175، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:251، صحيح.
- ↑ ابن حجر العسقلاني ، بلوغ المرام من أدلة الأحكام، صفحة 375.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع الصغير وزيادته ، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:5868، حسن.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:666، صحيح.
- ↑ سورة ابراهيم، آية:40
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:29296، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الارناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة رضي الله عنها ، الصفحة أو الرقم:26133، صحيح لغيره .
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن الحسن بن علي ، الصفحة أو الرقم:464، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1268، حسن.