التعريف بالمذهب المالكي
يعود نسب المذهب المالكي إلى الإمام الكبير أنس بن مالك الأصبحي الذي وُلد في سنة 179 هجريًا على الرّاجح، وهو من أقدم المذاهب الأربعة وثانيهم، وتميّز الإمام مالك -رحمه الله- بالأخذ بالمدارس الأخرى غير المألوفة، ومن الأمثلة على ذلك: عمل أهل المدينة، ومن الجدير بالذّكر أنه تُوفّي في المدينة المنورة ودُفن فيها، بالإضافة إلى نشوء هذا المذهب وتطوّره فيها أيضًا.[١]
ثم انتشر مذهب الإمام مالك في الحجاز، ومن ثمّ ببغداد كثيرًا إلى انتهاء القرن الرابع، كما أنّه غلب هذا المذهب على أهل البصرة ومصر والمغرب وصقلية والبلاد الإفريقية والمسلمين الذين يقطنون السودان وغيرها من البلاد.[١]
أمّا بالنّسبة لشيوخ الإمام مالك فهم على قسميْن: قسمٌ تلقى عنهم الفقه الإسلامي؛ كيحيى بن سعيد وربيعة الرأي بن عبدالرحمن، والقسم الآخر تلقى عنهم الحديث الشريف؛ كابن هرمز وأبي الزّناد ونافع ويحيى بن سعيد وابن شهاب، حيث قام بالرواية عنهم سند الحديث كثقافةٍ عامّة، وجاء في بعض الرّوايات أنّ شيوخ الإمام مالك قد تجاوزوا تسعمئة شيخ، وورد في روايات أنهم ثلاثمئة من التّابعين وستمئة وأكثر من تابعي التابعين.[٢]
وأمّا بالنّسبة لتلاميذ الإمام مالك -رحمه الله- سيتمّ فيما يأتي بيان بعضٍ منهم:[٣]
- عبد الرحمن بن القاسم.
- عبد الله بن وهب.
- أشهب بن عبد العزيز القيسي.
- أسد بن الفرات.
- عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون.
- ابن أبي إياس أبو الحسن الخرساني.
- ابن الوليد أبو يحمد الحميري.
- ابن خداش أبو الهيثم المهلبي.
- أبو عبد الله اللخمي.
- سعيد ابن شعبة أبو عثمان الخرساني.
- سليمان بن جارود أبو داوود الطيالسي.
- ابن ذكوان أبو عبد الله الترمذي.
خصائص المذهب المالكي
فيما يأتي بيان أهم خصائص المذهب المالكي:[٤]
- كثرة المصادر التي استُنبطت منها الأحكام وتنوّعها، حيث كانت تتراوح بين النّقل والاجتهاد المتعلق بالسّند الرّئيس.
- التوسّع الكبير بالاستعانة بالمصادر الرّئيسة المُتّفق عليها؛ كالقرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة.
- قبول بعض الأحاديث النّبوية التي لم تقبلها غيرها من المذاهب، ومثال ذلك: قبول الأحاديث المرسلة؛ أيْ الأحاديث التي سقط منها الصّحابي.
- الصّدر الرّحب والمرونة في المسائل الفقهية، مع اتفاقها مع المصادر الرّئيسة.
- التطوّر والتجديد الذي تميّز به المذهب، ممّا يكون مناسبًا للنّوازل الواقعة في الأمّة.
- السماحة والمرونة والتّيسير.
- الاعتدال والواقعية والوسطية.
- خلوّه من البدع مع مراعاته للمصلحة العامة والمجتمع.
- مراعاة الآثار المترتبة على الأخذ بالأحكام.
مصنفات الإمام مالك
سيتمّ فيما يأتي بيان بعض مصنّفات المذهب المالكي:[٥]
- الموطأ، لمؤلفه مالك بن أنس -رحمه الله-.
- الواضحة في السنن والفقه، لمؤلفه السلمي.
- الموّازيّة، لمؤلفه ابن الموّاز.
- العُتبيّة، لمؤلفه العتبيّ.
- المجموعة، لمؤلفه محمد بن إبراهيم بن عبدوس.
- التلقين، لمؤلفه القاضي عبد الوهّاب بن نصر.
- عيون الأدلّة في مسائل الخلاف بين فقهاء الأمصار، لمؤلّفه أبي الحسن القصّار.
- المبسوط في الفقه، لمؤلفه أبي إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي.
المراجع
- ^ أ ب أحمد تيمور باشا، نظرة تاريخية في حدوث المذاهب الفقهية الأربعة، صفحة 61. بتصرّف.
- ↑ كوكب عبيد، فقه العبادات على المذهب المالكي، صفحة 19. بتصرّف.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 152. بتصرّف.
- ↑ محمد التاويل، خصائص المذهب المالكي، صفحة 19-35. بتصرّف.
- ↑ محمد إبراهيم علي، اصطلاح المذهب عند المالكية، صفحة 90. بتصرّف.