أحاديث

حديث الرسول في أهل اليمن

حديث الرسول في أهل اليمن

وردّت عدّة أحاديث صحيحةٍ، أخرجها الإمامين؛ البخاري، ومسلم، تبيّن فضل أهل اليمن، فيما يأتي تفصيلها وبيانها:

  • أخرج الإمام البخاري في صحيحه، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا).[١]
  • أخرج البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أتاكم أهلُ اليمنِ، هم أرقُّ أفئدةً وألينُ قلوبًا، الإيمانُ يَمانٌ والحكمةُ يمانيةٌ)،[٢] وورد في روايةٍ أخرى أخرجها الإمام مسلم في صحيحه: (جاءَ أهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أرَقُّ أفْئِدَةً، الإيمانُ يَمانٍ، والْفِقْهُ يَمانٍ، والْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ).[٣]
  • أخرج البخاري في صحيحه، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه- قال: (أَشَارَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ نَحْوَ اليَمَنِ فَقالَ الإيمَانُ يَمَانٍ هَا هُنَا).[٤]
  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ).[٥]

شرح حديث اللهمّ بارك لنا في يَمَنِنا

ثبت في صحيح الإمام البخاري من قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا)،[١] والبركة الواردة في الحديث السابق يُقصد بها بركة الحياة الدنيا؛ كالطعام، والشراب، وغيرهما، ونُقل عن ابن حجر فيما يتعلّق بالبركة؛ أنّ تحقّقها في الدنيا لا يلزم تحقّقها في الآخرة، أو نيل الفضل في أمور الآخرة، يؤكّد ذلك ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (اللهمَّ باركْ لنا في مدينتِنا وباركْ لنا في شامِنا وباركْ لنا في يمنِنا وباركْ لنا في صاعِنا وباركْ لنا في مُدِّنا)،[٦] فالمُدّ والصاع يدلّان على أنّ المقصود بالبركة؛ بركة الحياة الدنيا، كالبركة في الطعام، وورد في تحفة الأحوذي أنّ تخصيص اليمن والشام بالبركة؛ لأنّ طعام المدينة منهما، وقيل عن الأشرف أنّ النبي دعا لهما؛ لأنّه وُلد في مكّة، وأصلها من اليمن، وأنّه سكن ودُفن في المدينة، وأصلها من الشام.[٧]

شرح حديث الإيمان يمانٍ

قال أبو هريرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أتاكم أهلُ اليمنِ، هم أرقُّ أفئدةً وألينُ قلوبًا، الإيمانُ يَمانٌ والحكمةُ يمانيةٌ)،[٢] وقيل في تفسيره إنّ إيمان أهل اليمن مميّزٌ، وذلك نسبةً إلى بعض الأشخاص الذين أتَوْا إلى النبيّ -عليه السلام- مسلمين، وكانوا من أهل اليمن،[٨] وقيل إنّ إيمانهم كان سهلاً على المسلمين، ولم يعانوا معهم في الدعوة إلى الدِّين الإسلاميّ، وترتبط الحكمة بالفقه؛ بمعرفة الأحكام الشرعيّة، وإجراءها في مجراها بحكمةٍ من الله -تعالى-، وذلك ليس في أهل اليمن جميعهم، وإنّما قد يقتضي من كانوا في تلك الفترة.[٩]

شرح حديث إنّ الله يبعث رِيحاً من اليمن

ثبت في صحيح الإمام مسلم أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ)،[٥] أي أنّ رِيح اليمن تكون لطيفةً على المؤمنين في قبض أرواحهم.[١٠]

المراجع

  1. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7094، صحيح.
  2. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4388، صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 52، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3302، صحيح.
  5. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 117، صحيح.
  6. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8/219، إسناده صحيحٌ.
  7. إسلام ويب (25-4-2010 م)، “معنى حديث: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.
  8. النووي (1392 هـ)، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (الطبعة الثانية)، بيروت: دار إحياء التراث، صفحة 33، جزء 2. بتصرّف.
  9. محمد صالح المنجّد (25-09-2012)، “شرح حديث: (الإيمان يمان والحكمة يمانية)”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.
  10. المناوي (1356هـ)، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة الأولى)، مصر: المكتبة التجارية، صفحة 282، جزء 2. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

حديث الرسول في أهل اليمن

وردّت عدّة أحاديث صحيحةٍ، أخرجها الإمامين؛ البخاري، ومسلم، تبيّن فضل أهل اليمن، فيما يأتي تفصيلها وبيانها:

  • أخرج الإمام البخاري في صحيحه، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا).[١]
  • أخرج البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أتاكم أهلُ اليمنِ، هم أرقُّ أفئدةً وألينُ قلوبًا، الإيمانُ يَمانٌ والحكمةُ يمانيةٌ)،[٢] وورد في روايةٍ أخرى أخرجها الإمام مسلم في صحيحه: (جاءَ أهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أرَقُّ أفْئِدَةً، الإيمانُ يَمانٍ، والْفِقْهُ يَمانٍ، والْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ).[٣]
  • أخرج البخاري في صحيحه، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه- قال: (أَشَارَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ نَحْوَ اليَمَنِ فَقالَ الإيمَانُ يَمَانٍ هَا هُنَا).[٤]
  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ).[٥]

شرح حديث اللهمّ بارك لنا في يَمَنِنا

ثبت في صحيح الإمام البخاري من قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا)،[١] والبركة الواردة في الحديث السابق يُقصد بها بركة الحياة الدنيا؛ كالطعام، والشراب، وغيرهما، ونُقل عن ابن حجر فيما يتعلّق بالبركة؛ أنّ تحقّقها في الدنيا لا يلزم تحقّقها في الآخرة، أو نيل الفضل في أمور الآخرة، يؤكّد ذلك ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (اللهمَّ باركْ لنا في مدينتِنا وباركْ لنا في شامِنا وباركْ لنا في يمنِنا وباركْ لنا في صاعِنا وباركْ لنا في مُدِّنا)،[٦] فالمُدّ والصاع يدلّان على أنّ المقصود بالبركة؛ بركة الحياة الدنيا، كالبركة في الطعام، وورد في تحفة الأحوذي أنّ تخصيص اليمن والشام بالبركة؛ لأنّ طعام المدينة منهما، وقيل عن الأشرف أنّ النبي دعا لهما؛ لأنّه وُلد في مكّة، وأصلها من اليمن، وأنّه سكن ودُفن في المدينة، وأصلها من الشام.[٧]

شرح حديث الإيمان يمانٍ

قال أبو هريرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أتاكم أهلُ اليمنِ، هم أرقُّ أفئدةً وألينُ قلوبًا، الإيمانُ يَمانٌ والحكمةُ يمانيةٌ)،[٢] وقيل في تفسيره إنّ إيمان أهل اليمن مميّزٌ، وذلك نسبةً إلى بعض الأشخاص الذين أتَوْا إلى النبيّ -عليه السلام- مسلمين، وكانوا من أهل اليمن،[٨] وقيل إنّ إيمانهم كان سهلاً على المسلمين، ولم يعانوا معهم في الدعوة إلى الدِّين الإسلاميّ، وترتبط الحكمة بالفقه؛ بمعرفة الأحكام الشرعيّة، وإجراءها في مجراها بحكمةٍ من الله -تعالى-، وذلك ليس في أهل اليمن جميعهم، وإنّما قد يقتضي من كانوا في تلك الفترة.[٩]

شرح حديث إنّ الله يبعث رِيحاً من اليمن

ثبت في صحيح الإمام مسلم أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ)،[٥] أي أنّ رِيح اليمن تكون لطيفةً على المؤمنين في قبض أرواحهم.[١٠]

المراجع

  1. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7094، صحيح.
  2. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4388، صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 52، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3302، صحيح.
  5. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 117، صحيح.
  6. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8/219، إسناده صحيحٌ.
  7. إسلام ويب (25-4-2010 م)، “معنى حديث: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.
  8. النووي (1392 هـ)، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (الطبعة الثانية)، بيروت: دار إحياء التراث، صفحة 33، جزء 2. بتصرّف.
  9. محمد صالح المنجّد (25-09-2012)، “شرح حديث: (الإيمان يمان والحكمة يمانية)”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.
  10. المناوي (1356هـ)، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة الأولى)، مصر: المكتبة التجارية، صفحة 282، جزء 2. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى