جراحة عامة

جديد جراحة تطويل العظام

تركيب العظم وأنواعه

يُقسم العظم إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسيّة؛ وهي العظام الطويلة (بالإنجليزية: Long bones)، والعظام القصيرة (بالإنجليزية: Short bones)، والعظام المُسطّحة (بالإنجليزية: Flat bones)، حيث تتركّب العظام الطويلة في أصلها من الغضروف (بالإنجليزية: Cartilage)، الذي يتحوّل إلى العظم عن طريق التحجّر الغضروفيّ (بالإنجليزية: Endochondral ossification)، وتتفاوت هذه العظام في حجمها.[١]

تتكوّن العظام الطويلة من أجزاءٍ رئيسيّةٍ وهي المشاشة (بالإنجليزية: Epiphysis)، وهي النّهايات الطرفيّة للعظام، وهناك الصفيحة المشاشيّة (بالإنجليزية: Epiphyseal plate)، وهي المسؤولة عن النمو الطوليّ للهيكل العظميّ وبالتالي مسؤولة عن طول الشخص وقوامه، بالإضافة إلى الكردوس (بالإنجليزية: Metaphysis) وهي غالباً المنطقة التي ترتبط فيها الأوتار (بالإنجليزية: Tendon) بالعظم، والسّاق (بالإنجليزية: Diaphysis) التي تتوسط العظم الطويل وتتكوّن من العظم القشريّ السميك، وهو النوع الذي يُكوّن الطبقة الخارجيّة لأغلب العظام ويكون قاسياً وقويّاً في تركيبه ويُشكّل ما نسبته 80% من وزن الهيكل العظميّ البشريّ، وتحتوي السّاق على أقل كميّة من العظم التربيقيّ (بالإنجليزية: Trabecular bone)، وهو نوع العظم الذي يكون ذا كثافةٍ وقوّةٍ وصلابةٍ أقلّ من العظم القشري السميك، ويحتوي على تجاويف غير منتظمة الشّكل تحتوي على نُخاع العظم، ويُسمّى أيضاً العظم الإسفنجيّ.[١][٢]

أمّا بالنّسبة للعظام القصيرة فتتركّب هي أيضاً من الغضروف، لكنّها تتّخذ أشكالاً ووظائف مُختلفةً، وتتكوّن العظام المُسطّحة من أصلٍ مُختلفٍ تماماً؛ إذ لا تتكوّن من أصلٍ غضروفيّ بل تتكوّن من ألواح اللحمة المُتوسطة (بالإنجليزيّة: Mesenchymal tissue sheets) وهي نسيج يتكوّن من خلايا ليّنةٍ موجودةٍ في النسيج خارج الخلوي المُحتوي على البروتينات والسوائل، وتلعب دوراً مُهمّاً في نشأة وتطوّر بناء وتركيب الجسم خلال المرحلة الجنينيّة.[١][٣]

جراحة تطويل العظام

تُستخدَم جراحة تطويل العظام لبعض الحالات التي يكون فيها طول أحد الأطراف السفليّة قصيراً بشكلٍ غير طبيعيّ، وقد يكون ذلك بسبب التئام العظم بشكلٍ غير سليمٍ بعد حدوث كسرٍ وخاصةً عند حدوث عدّة كسورٍ في العظم، أو بسبب بعض الالتهابات والعدوى في العظم وتحدث غالباً في فترة الطفولة، أو بسبب الأمراض التي تُصيب العظام مثل الأورام العصبيّة الليفيّة (بالإنجليزية: Neurofibromatosis)، وبعض الحالات المرضيّة التي قد تتسبّب في حدوث التهابٍ في المفاصل في فترة النموّ مثل التهاب المفاصل اليفعيّ (بالإنجليزية: Juvenile arthritis)، وغيرها، وقد تُستخدَم أيضاً مع الأشخاص قصيري القامة، وتتكوّن هذه الجراحة من عدّة مراحل من العمليّات، ولها العديد من المخاطر بالإضافة إلى أنّها تحتاج لفترةٍ طويلةٍ من أجل الشفاء، ومن المُمكن أن تزيد من طول العظام بقدرٍ قد يصل إلى ستّ إنشاتٍ، ويتمّ إجراؤها تحت تأثير التّخدير العام من دون أن يشعر المريض بالألم خلال إجراء العمليّة.[٤][٥]

كيفيّة عمل جراحة تطويل العظام

تتمّ هذه الجراحة عن طريق قصّ العظم المُراد إطالته، ويتمّ تثبيت براغي أو مشابك معدنيّة في العظم عن طريق الجلد في أعلى مكان القصّ وأسفله، ويتمّ إغلاق الجروح عن طريق الدرزات والغُرز، ثمّ يتمّ وضع وتثبيت جهازٍ معدنيٍّ خارجيٍّ على هذه المشابك والبراغي ليقوم بسحب وإبعاد العظم الذي تمّ قصّه وفصله بشكلٍ بطيءٍ جداً، ويتمّ إجراء ذلك على مدى أشهر، حيث يعمل إبعاد العظم على تكوين فراغٍ بين النهايات العظميّة ليتمّ ملؤه بنسيجٍ عظميٍّ جديد، وعندما يتمّ الانتهاء والوصول للطول المُراد والتئام العظم، يتمّ إزالة البراغي المعدنيّة عن طريق عمليّة جراحيّةٍ أُخرى.[٤]

هناك تقنيةٌ أُخرى لجراحة تطويل العظام حيث يتمّ قصّ العظم المُراد إطالته، ولكن يتمّ زراعة قضيبٍ معدنيٍّ قابلٍ للإطالة داخل عظم المريض، حيث يزيد طول هذا القضيب ويتمدّد بحسب استجابته للحركات الطبيعيّة لأطراف المريض، وكلّما تمدّد هذا القضيب زادت المسافة بين جزئيّ العظم الذي تمّ قصّه ونما عظمٌ جديد في هذا الفراغ، ويوفّر القضيب ثباتاً وارتكازاً أكثر للعظم النامي، وبسبب عدم وجود جهازٍ خارجيٍّ في هذه التقنية فإنّ المريض يكون أقلّ عُرضةً لحدوث التهاباتٍ وعدوى، كما أنّ هذه الطريقة تقلّل من المشاكل والتحدّيات النفسيّة والجسديّة التي قد يتعرّض لها المريض مُقارنةً بتلك التي تحدث عند استخدامه الجهاز الخارجيّ، ومن ناحيةٍ أُخرى فإنّها قد تُقلّل من دقّة مُتابعة وضبط مُعدّل نموّ العظم وإطالته.[٥]

حالات خاصة لجراحة تطويل العظام

من الجدير بالذّكر أنّه من المُمكن إجراء هذه العمليّة بشكلٍ ناجحٍ وآمِنٍ عند الأطفال وحتّى عند البالغين الذين تتراوح أعمارهم من العشرينات إلى الخمسينيّات، لكن من المُهمّ اتّخاذ إجراءات الرعاية المُتخصّصة في حال تمّ إجراؤها عند الأطفال وذلك لتجنّب الإضرار بصفيحة النمو للعظم (بالإنجليزية: Growth plate)، ويُنصَح في بعض الحالات التي يكون فيها قِصَرٌ خَلقيّ في عظم الفخذ (بالإنجليزية: Congenital short femur)، بإجراء العمليّة على مرحلتين، وذلك لأنّ الأطفال أثناء نموهم يظهر لديهم عدم تكافؤ الطول بشكلٍ أوضح من السابق على مدى السنوات، وهذا يجعل الطبيب مُضطراً لتصحيح عدم التكافؤ هذا على أكثر من مرحلةٍ حال ملاحظته، ومن المهمّ جداً أن يكون لدى المريض دافعيّةً كبيرةً، حيث تلعب دوراً مُهمّاً وفعّالاً جداً في الحفاظ على الجهاز الذي تمّ تركيبه وتعديله بشكلٍ يوميّ، وممارسة العلاج الفيزيائيّ، ومراجعة الطبيب المُعالِج بشكلٍ مُنتظمٍ كلّ عشرة أيّام إلى أربعة عشر يوماً خلال فترة العلاج، وغيرها.[٦]

مخاطر جراحة تطويل العظام

قد يتعرّض الشخص لبعض المخاطر عند إجرائه هذه العمليّة، ومن هذه المخاطر ما يأتي:[٤]

  • حدوث ردّ فعلٍ تحسسيّ، أو حدوث مشاكل في التنفّس، أو حدوث نزيفٍ أو تجلّطات، أو التقاط عدوى، وقد تحدث هذه المخاطر نتيجةً لاستخدام الأدوية المُخدّرة في العمليّة.
  • حدوث التهابات في العظم (بالإنجليزية: Osteomyelitis).
  • إلحاق الضرر بالأوعية الدّمويّة.
  • تلف الأعصاب.
  • عدم التئام العظم بشكلٍ جيّد.

تثقيف المريض بعد العمليّة

من المُهمّ إخبار المريض بضرورة إبقائه في المستشفى لمدّة أسبوعٍ أو أكثر بعد عمليّة تطويل العظام، وتعتمد مدّة بقاء جهاز الإطالة ومدّة التئام العظم على كمية إطالة العظم المُراد تحقيقها، حيث أنّ كلّ سنتيميترٍ واحدٍ في الإطالة يحتاج إلى ستة وثلاثين يوماً ليلتئم، ومن المُهمّ جداً زيارة الطبيب بانتظامٍ لضبط وتعديل جهاز الإطالة، ومن المهمّ أيضاً معرفة المريض بكيفيّة العناية بالبراغي المعدنيّة والمشابك؛ لمنع حدوث التهاباتٍ وعدوى مكانها، كما ويُفضّل فحص لون الجلد، ودرجة الحرارة، ومدى الإحساس بالأقدام والأصابع بانتظامٍ بسبب اشتراك الأوعية الدمويّة، والجلد، والعضلات في هذه العمليّة، وذلك لمنع حدوث أيّ ضررٍ لأيٍّ منهم أو أيّ ضررٍ للأعصاب.[٤]

فيديو تطويل العظام

شاهد الفيديو لتتعرف على طريقة تطويل العظام: 

المراجع

  1. ^ أ ب ت Benjamin McVay Petre, Samer Attar, Thomas R Gest (2013-07-18), “Osteology (Bone Anatomy)”، Medscape, Retrieved 2017-07-10.
  2. DR ARUN PAL SINGH, “Cortical Bone and Cancellous Bone”، Bone And Spine, Retrieved 2017-07-21.
  3. Kate MacCord (2012-09-14), “Mesenchyme”، The Embryo Project Encyclopedia, Retrieved 2017-07-21.
  4. ^ أ ب ت ث Neil K. Kaneshiro, David Zieve, Brenda Conaway and others (2016-09-12), “Leg lengthening and shortening”، Medline Plus, Retrieved 2017-07-10.
  5. ^ أ ب members of POSNA (2016-05), “Limb Length Discrepancy”، American Academy of Orthopeadic Surgeons, Retrieved 2017-07-10.
  6. Dr. S. Robert Rozbruch (2009-09-22), “Limb Lengthening – An Overview”، Hospital for Special Surgery, Retrieved 2017-07-10.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى