محتويات
'); }
ثمرات الصبر على الابتلاء
إنّ الله -تعالى- كتب على عباده المؤمنين جميعاً في الحياة الدنيا الابتلاء، قال الله -تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)،[١] ولكن الله -تعالى- كلّف عباده المؤمنين أن يتعاملوا مع الابتلاءات بالصبر والاحتساب والتحمل، والصبر خلق عظيم ثماره طيبة في الدنيا والآخرة، وفيما يلي بيان ثمراته في الدنيا والآخرة:
ثمرات الصبر على الابتلاء في الدنيا
إنّ المؤمن إذا صبر على ابتلاءاته مهما كانت سواء من فقر أو مرض أو غيره، فإنّه سيجني ثمار هذا الصبر عاجلاً في حياته الدنيا قبل الآخرة، وهي كما يأتي:[٢][٣]
- عوض الله -تعالى- للمرء المبتلى
'); }
فإن الله تعالى قد يعوض عبده الصابر على الابتلاء بالعطاء الجزيل في الدنيا قبل الآخرة، وهناك الكثير من الأمثلة والقصص التي تحكي عن أناس كانوا فقراء ثم أبدلهم الله -تعالى- غنىً، وأناس ابتلوا بأمراض عديدة فأبدلهم الله -تعالى- صحةً وعافية بعد صبرهم وتحمّلهم.
- ازدياد قرب المبتلى من الله -تعالى-
وذلك بكون الابتلاء يجعل المسلم أقرب إلى ربه -عز وجل-، فيُقبل بالطاعات ويكثر من القربات رجاء أن يُخلّصه الله -تعالى- من ابتلائه، فالله -تعالى- لا ينزل البلاء إلا على من يحبّ، فينزل عليه البلاء حتى يصل إلى مرتبة الأنبياء والصالحين محبة به، جاء في الحديث: (سُئِلَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: أَيُّ الناسِ أَشَدُّ بلاءً؟! قال: الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبْتَلَى الرجلُ على حَسَبِ دِينِهِ؛ فإن كان في دينِهِ صُلْبًا اشتَدَّ بلاؤُهُ، وإن كان في دينِهِ رِقَّةٌ هُوِّنَ عليه، فما يَزالُ كذلك، حتى يَمْشِيَ على الأرضِ ما له من ذنبٍ).[٤]
- الصبر على البلاء يورث محبّة الناس وقربهم.
ثمرات الصبر على الابتلاء في الآخرة
يجني الصابرون ثمرات صبرهم وتحمّلهم يوم القيامة، ويفرحون بما أعدّه الله -تعالى- لهم، إذا سلّموا أمرهم لله -تعالى-، وتعاملوا مع قدر الله كما يُحب الله ويرضى وهي كما يلي:[٣]
- تتنزّل رحمة الله تعالى- بالصابرين وبركاته وصلواته عليهم، قال الله -تعالى-: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).[٥]
- تكفير الذنوب والسيئات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).[٦]
- يأمن الصابرون يوم القيامة من الفزع الأكبر، فلا يخافون ولا يفزعون كما يفزع سائر الناس.
- مضاعفة أجر الصابرين يوم القيامة، قال الله -تعالى-: (أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).[٧][٨]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:155
- ↑ عبد الملك قاسم، اصبر واحتسب، صفحة 63. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 316. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:1506، إسناده حسن.
- ↑ سورة البقرة، آية:155-157
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5641، صحيح.
- ↑ سورة القصص، آية:54
- ↑ أبو طالب مكي، قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد، صفحة 335. بتصرّف.