النوافل

جديد تحية المسجد قبل صلاة المغرب

تحيّة المسجد قبل صلاة المغرب

تُعدُّ تحية المسجد من السُنن المُؤكدة في أي وقت حتَّى وإن كان وقت كراهة؛ لأنَّ النَّص الذي ورد في بيانها لم يَقْتصر على وقتٍ دون غيْره، وهو قول النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-: (إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ)،[١] وأمّا صلاة تحية المسجد بعد أذان المغرب وقبل الإقامة فهي من السُّنن الواردة عن النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وفِعْل الصَّحابةِ -رضي الله عنهم-، فقد جاء في الحديث:(صَلُّوا قَبْلَ صَلاةِ المَغْرِبِ، قالَ في الثَّالِثَةِ: لِمَن شاءَ)،[٢] وكان من فعل الصَّحابة -رضي الله عنهم- صلاةُ ركعتين بعد الأذان وقبل الإقامة بحضور النبي -عليه الصلاة والسلام- ولم ينهَهُم عن فعلها،[٣] وهذا يُبين مشروعية صلاة تحية المسجد بين أذان المغرب وإقامتها،[٤] فتكون بذلك قد وردت بقول وفعل وإقرار النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، فيُستحبُّ لداخِلِ المسجد في أي وقت صلاةُ ركعتي التَّحية قبل الجلوس فيه، مع المُحافظة عليها، وعدم تركها أو التهاون بها.[٥][٦]

حكم صلاة تحيّة المسجد

يُستحب للإنسان الذي يدخُل المسجد التأدب بآدابه، ومنها فعل ما يُعظِّم به بيت الله -تعالى-، وتكريم مكان العبادة، ويكون هذا التكريم بأداء ما يُسمى بتحية المسجد؛ وهي صلاة ركعتين عند دخول المسجد، وقد سميت بتحية المسجد؛ لأن الإنسان عندما يدخُل المسجد يبدأ بها، كما يبدأ من دخل على قومٍ بتحيّتهم.[٧]

كيفية صلاة تحية المسجد

  • تُصلَّى تحية المسجد ركعتين، وللمُسلم أن يزيدَ عليْها ما شاء من الركعات؛ بشرط أن تكونَ بنيَّة تحيَّةِ المسجد، وهذا عند الجُمهور من الشافعيّة والحنابلة، ويرى الحنفيّة أنه لا يُزاد عن أربع ركعات لتحية المسجد، في حين يرى المالكيّة أنها تُصلى ركعتين فقط،[٨] وهي من السُنن المُستحبة عند دُخول المسجد وقبل الجُلوس فيه؛ لقوله صلى الله عليه وسلّم:(إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يَجْلِسَ).[٩]،[١٠]
  • أمّا إذا كان المسجد هو المسجد الحرام فإن التحية للبيت الحرام تكون بالطَّوافِ إلا إذا كان عليه طواف آخر، فيدخُل طواف التحية معه، ويسقُط طواف التَّحية في حال كان هُناك مانعٌ يحول بين الإنسان وبينه،[١١]
  • يجوز جمعُ نيَّةِ صلاة تحية المسجد مع نيّة أي صلاةٍ أُخرى، لقول النَّبي -عليه الصلاة والسلام-:(إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّةِ)،[١٢] ولأن المقصود من تحية المسجد إشغال المكانِ والوقتِ بالطَّاعة، فيجوز أداؤها مع أي صلاةٍ بشرط أن تكون ركعتين أو أكثرويُستحب صلاتها بقصد التقرب لله -تعالى-؛ لأنها تحيةٌ له سبحانه وتعالى؛ فالإنسان عندما يدخُل بيتَ ملِكٍ فإنّه يُحييه وتكون التحية له هو لا لبيته.[١٣].[١٤]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 1163، صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله المزني، الصفحة أو الرقم: 7368، صحيح.
  3. جمع وترتيب) : محمد بن عبد العزيز بن عبد الله المسند (1413 هـ )، فتاوى إسلامية لأصحاب الفضيلة العلماء، عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، محمد بن صالح بن محمد العثيمين ، عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين ، إضافة إلى اللجنة الدائمة، وقرارات المجمع الفقهي (الطبعة الثانية)، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 333، جزء 1. بتصرّف.
  4. محمد بن صالح بن محمد العثيمين (1413 هـ )، مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (الطبعة الأخيرة)، الرياض: دار الوطن، صفحة 341، جزء 14. بتصرّف.
  5. محمد بن صالح العثيمين (2006)، فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام (الطبعة الأولى)، القاهرة: المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع، صفحة 231، جزء 2. بتصرّف.
  6. عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله، صفحة 62، جزء 30. بتصرّف.
  7. محمد صالح المنجد، سلسلة الآداب، صفحة 16، جزء 10. بتصرّف.
  8. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 302، جزء 1. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 444، صحيح.
  10. أبو الحسين يحيى بن أبي الخير بن سالم العمراني (2000)، البيان في مذهب الإمام الشافعي (الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج، صفحة 286، جزء 2. بتصرّف.
  11. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 123، جزء 29. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 6953، صحيح.
  13. كوكب عبيد (1986)، فقه العبادات على المذهب المالكي (الطبعة الأولى)، دمشق: مطبعة الإنشاء، صفحة 197. بتصرّف.
  14. عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير، شرح بلوغ المرام، صفحة 6، جزء 16. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى