النوافل

هل يجوز صيام ايام التشريق

عيد الأضحى

حرصت الشريعة الإسلامية على تشويق النفوس دائماً لما يتفضّل الله سبحانه وتعالى به على عباده، فجعلت بين كل فينة وفينة أوقاتاً مخصوصةً لها من التشريعات والأحكام والأفضال، ما تتميز به عن غيرها، ومن ذلك أيام ذي الحجة التي تُختَتَم بأعظم الأيام عند الله سبحانه وتعالى وهو يوم النحر، ويوم النحر هو يوم عيد الأضحى ويوم الحجّ الأكبر، ويكون في العاشر من ذي الحجة، وإنما كان يوم الحجّ الأكبر لما فيه من أعمال عظيمة كالوقوف بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق، وطواف الإفاضة، وصلاة العيد، وقد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (أعظمُ الأيّامِ عند اللهِ يومُ النَّحرِ).[١][٢]

وعيد الأضحى هو أحد أعياد المسلمين التي شرعها الله سبحانه وتعالى في الإسلام، وقد حدّدها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم إلى المدينة فوجد لأهلها يومين يلعبون فيهما، فقال: (إنَّ اللهَ قد أبدلَكم بِهما خيراً منهما؛ يومَ الأضحى، ويومَ الفطرِ)،[٣] وتجتمع في عيد الأضحى أعظم أيام، وهي يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وفيه يخرج المسلمون جميعاً كباراً وصغاراً ورجالاً ونساءً إلى المساجد والمصليات لأداء صلاة العيد، فيستمعون للخطبة والدعاء، ويُؤدّون الصلاة شكراً لله على نعمة العيد، وتعلو في صبيحة يوم العيد تكبيرات المسلمين المسنونة لهم في العيد، أمّا حُجّاج بيت الله الحرام فتعلو أصواتهم بالتلبية لله تعالى، وفيه تترسّخ روابط المحبّة والإخاء بين المسلمين من أقارب وجيران وأصدقاء، فيتبادلون التهاني والزيارات، ويُهدون بعضهم البعض لحوم الأضاحي.[٤]

والتهنئة بين المسلمين بالعيد مُستحبَّة؛ لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأنّهم كانوا يقولون لبعضهم يوم العيد: (تقبّل الله منّا ومنكم)، وتكون التهنئة بعد أداء صلاة العيد، وقد سنّ الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين أن يمسكوا عن الأكل يوم عيد الأضحى إلى حين عودتهم من الصلاة، فإذا عادوا من الصلاة نحروا أضاحيهم، ويُستحبّ في العيد أن يكون الإنسان بشوشاً مسروراً، ويوسّع على أهله وعياله فيُدخِل السرور إلى قلوبهم، ويصل رحمه ويسامح الناس ويعفو عنهم، وكذلك اللعب واللهو المُباح لما في الإسلام من فسحة وَسَعة، ويُندَب للمسلمين الاستمرار بالتكبير طيلة أيام عيد الأضحى بعد كلّ صلاة مفروضة من الصلوات الخمسة، وذلك بقول: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد).[٢][٥]

أيام التشريق وصيامها

تلحق أيام التشريق الثلاثة بعيد الأضحى، فتكون هي أيّام الحادي والثاني والثالث عشر من ذي الحجة، وفيها قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيّامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] ومن فضلها كذلك أن ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم واصفاً إياها بالأيام المعدودات، وأرشد إلى الإكثار من ذكره فيها، فقال: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)،[٧] وفيها يوم القرّ الذي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه خير الأيام عند الله عز وجل بعد يوم النحر، ويجتمع فيها للإنسان المسلم نعيم القلب ونعيم البدن؛ فنعيم القلب ذِكر الله تبارك وتعالى وشكره، ونعيم البدن بالأكل والشرب والسرور.[٨][٩]

ذهب أكثر العلماء إلى عدم جواز صيام أيام التشريق تطوعاً، واستدلوا لذلك بأحاديث كثيرة منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيامُ التشريقِ أيامُ أكْلٍ، وشُرْبٍ، وذِكْرِ اللهِ)،[١٠] ومنها ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه أرسل رجلاً يطوف في الناس أيام التشريق، ويقول لهم: (لا تصومُوا هذه الأيامَ، فإنّها أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذكرِ اللهِ)،[١١] أمّا في صوم هذه الأيّام قضاءً لفريضة صيام رمضان؛ فقد ذهب بعض العلماء إلى جواز ذلك وذهب آخرون إلى عدم جوازه، وفي صومها للحاج المتمتع والقارن إذا لم يجدا الهدي، ذهب أكثر العلماء للقول بجواز ذلك، واستدلوا لذلك بما رواه عبد الله بن عمر وعائشة رضي الله عنهما حين قالا (لم يُرَخَّصْ في أيامِ التشريقِ أن يُصَمْنَ، إلا لمَن لم يجِدِ الهَديَ).[١٢][١٣]

أفعال الحاجّ في أيام التشريق

يظلّ الحاجّ خلال أيام التشريق في مِنى، ويبيت تلك الليالي فيها، ويُعدّ ذلك أحد واجبات الحج، وفي كل يوم من أيام التشريق الثلاثة يرمي الحاجّ الجمرات بعد زوال الشمس، فمن تعجّل يرميها في أول يومين منها فقط؛ أي اليوم الحادي عشر والثاني عشر، أمّا من تأخر فيرميها في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر جميعاً، ويكون رمي الجمرات برمي الجمرة الصُّغرى أولاً بسبع حصيات، ثمّ الوسطى بسبع حصيات أيضاً، ثمّ الكبرى بسبع حصيات كذلك، ويكبّر مع كل حصى يرميها، وفي أيام التشريق أيضاً يذبح من كان عليه هدي من الحجاج هديه، وكذلك من أراد التطوّع بهدي.[١٤]

مِن سُنَن العيد

يُسَنّ للمسلم في العيد أن يغتسل ويتطيّب، ويلبس أفضل ما لديه من الثياب، ولا يجوز للرجل أن يلبس ما فيه إسبال من الثياب، كما لا يجوز للمرأة أن تتطيّب أو تتبرّج خارج بيتها أو أمام الرجال الأجانب حتّى في ذهابها إلى صلاة العيد؛ فالإنسان إذا قصد طاعة الله عز وجل لا يجوز له أن يقصدها بمعصيته، ويُسَنّ كذلك للإنسان إذا ضحّى في عيد الأضحى أن يأكل من أضحيته؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، ويُسَنّ للمسلمين أن يؤدّوا صلاة العيد في المصليات لا في المساجد إلا إذا كان هناك مانع من ذلك كالمطر مثلاً، والسُّنة أيضاً أن يذهب الإنسان إلى المصلّى ماشياً، والأفضل أن يختار طريقاً لعودته مختلفاً عن طريق ذهابه، فهذا سنّة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[١٥]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن قرط، الصفحة أو الرقم: 1064، صحيح.
  2. ^ أ ب عبد الحميد المحيمد، “عيد الأضحى … من أعظم الأيام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1134، صحيح.
  4. عبد الحميد المحيمد، “إنه عيد الأضحى .. فاخلعوا الأحزان”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  5. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.fatwa.islamweb.net، 2002-1-5، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. سورة البقرة، آية: 203.
  8. “الدليل على تحديد أيام العيدين”، www.fatwa.islamweb.net، 2011-8-16، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  9. إبراهيم بن محمد الحقيل، “فضل أيام التشريق”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن نبيشة الخير الهذلي، الصفحة أو الرقم: 2689، صحيح.
  11. رواه الطحاوي، في شرح معاني الآثار، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/244، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر وعائشة، الصفحة أو الرقم: 1997، صحيح.
  13. “حكم صيام أيام التشريق”، www.islamqa.info/ar، 2005-1-18، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  14. “أيام التشريق، وما يفعل فيها”، www.ar.islamway.net، 2006-12-1، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  15. “أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عيد الأضحى

حرصت الشريعة الإسلامية على تشويق النفوس دائماً لما يتفضّل الله سبحانه وتعالى به على عباده، فجعلت بين كل فينة وفينة أوقاتاً مخصوصةً لها من التشريعات والأحكام والأفضال، ما تتميز به عن غيرها، ومن ذلك أيام ذي الحجة التي تُختَتَم بأعظم الأيام عند الله سبحانه وتعالى وهو يوم النحر، ويوم النحر هو يوم عيد الأضحى ويوم الحجّ الأكبر، ويكون في العاشر من ذي الحجة، وإنما كان يوم الحجّ الأكبر لما فيه من أعمال عظيمة كالوقوف بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق، وطواف الإفاضة، وصلاة العيد، وقد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (أعظمُ الأيّامِ عند اللهِ يومُ النَّحرِ).[١][٢]

وعيد الأضحى هو أحد أعياد المسلمين التي شرعها الله سبحانه وتعالى في الإسلام، وقد حدّدها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم إلى المدينة فوجد لأهلها يومين يلعبون فيهما، فقال: (إنَّ اللهَ قد أبدلَكم بِهما خيراً منهما؛ يومَ الأضحى، ويومَ الفطرِ)،[٣] وتجتمع في عيد الأضحى أعظم أيام، وهي يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وفيه يخرج المسلمون جميعاً كباراً وصغاراً ورجالاً ونساءً إلى المساجد والمصليات لأداء صلاة العيد، فيستمعون للخطبة والدعاء، ويُؤدّون الصلاة شكراً لله على نعمة العيد، وتعلو في صبيحة يوم العيد تكبيرات المسلمين المسنونة لهم في العيد، أمّا حُجّاج بيت الله الحرام فتعلو أصواتهم بالتلبية لله تعالى، وفيه تترسّخ روابط المحبّة والإخاء بين المسلمين من أقارب وجيران وأصدقاء، فيتبادلون التهاني والزيارات، ويُهدون بعضهم البعض لحوم الأضاحي.[٤]

والتهنئة بين المسلمين بالعيد مُستحبَّة؛ لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأنّهم كانوا يقولون لبعضهم يوم العيد: (تقبّل الله منّا ومنكم)، وتكون التهنئة بعد أداء صلاة العيد، وقد سنّ الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين أن يمسكوا عن الأكل يوم عيد الأضحى إلى حين عودتهم من الصلاة، فإذا عادوا من الصلاة نحروا أضاحيهم، ويُستحبّ في العيد أن يكون الإنسان بشوشاً مسروراً، ويوسّع على أهله وعياله فيُدخِل السرور إلى قلوبهم، ويصل رحمه ويسامح الناس ويعفو عنهم، وكذلك اللعب واللهو المُباح لما في الإسلام من فسحة وَسَعة، ويُندَب للمسلمين الاستمرار بالتكبير طيلة أيام عيد الأضحى بعد كلّ صلاة مفروضة من الصلوات الخمسة، وذلك بقول: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد).[٢][٥]

أيام التشريق وصيامها

تلحق أيام التشريق الثلاثة بعيد الأضحى، فتكون هي أيّام الحادي والثاني والثالث عشر من ذي الحجة، وفيها قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيّامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] ومن فضلها كذلك أن ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم واصفاً إياها بالأيام المعدودات، وأرشد إلى الإكثار من ذكره فيها، فقال: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)،[٧] وفيها يوم القرّ الذي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه خير الأيام عند الله عز وجل بعد يوم النحر، ويجتمع فيها للإنسان المسلم نعيم القلب ونعيم البدن؛ فنعيم القلب ذِكر الله تبارك وتعالى وشكره، ونعيم البدن بالأكل والشرب والسرور.[٨][٩]

ذهب أكثر العلماء إلى عدم جواز صيام أيام التشريق تطوعاً، واستدلوا لذلك بأحاديث كثيرة منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيامُ التشريقِ أيامُ أكْلٍ، وشُرْبٍ، وذِكْرِ اللهِ)،[١٠] ومنها ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه أرسل رجلاً يطوف في الناس أيام التشريق، ويقول لهم: (لا تصومُوا هذه الأيامَ، فإنّها أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذكرِ اللهِ)،[١١] أمّا في صوم هذه الأيّام قضاءً لفريضة صيام رمضان؛ فقد ذهب بعض العلماء إلى جواز ذلك وذهب آخرون إلى عدم جوازه، وفي صومها للحاج المتمتع والقارن إذا لم يجدا الهدي، ذهب أكثر العلماء للقول بجواز ذلك، واستدلوا لذلك بما رواه عبد الله بن عمر وعائشة رضي الله عنهما حين قالا (لم يُرَخَّصْ في أيامِ التشريقِ أن يُصَمْنَ، إلا لمَن لم يجِدِ الهَديَ).[١٢][١٣]

أفعال الحاجّ في أيام التشريق

يظلّ الحاجّ خلال أيام التشريق في مِنى، ويبيت تلك الليالي فيها، ويُعدّ ذلك أحد واجبات الحج، وفي كل يوم من أيام التشريق الثلاثة يرمي الحاجّ الجمرات بعد زوال الشمس، فمن تعجّل يرميها في أول يومين منها فقط؛ أي اليوم الحادي عشر والثاني عشر، أمّا من تأخر فيرميها في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر جميعاً، ويكون رمي الجمرات برمي الجمرة الصُّغرى أولاً بسبع حصيات، ثمّ الوسطى بسبع حصيات أيضاً، ثمّ الكبرى بسبع حصيات كذلك، ويكبّر مع كل حصى يرميها، وفي أيام التشريق أيضاً يذبح من كان عليه هدي من الحجاج هديه، وكذلك من أراد التطوّع بهدي.[١٤]

مِن سُنَن العيد

يُسَنّ للمسلم في العيد أن يغتسل ويتطيّب، ويلبس أفضل ما لديه من الثياب، ولا يجوز للرجل أن يلبس ما فيه إسبال من الثياب، كما لا يجوز للمرأة أن تتطيّب أو تتبرّج خارج بيتها أو أمام الرجال الأجانب حتّى في ذهابها إلى صلاة العيد؛ فالإنسان إذا قصد طاعة الله عز وجل لا يجوز له أن يقصدها بمعصيته، ويُسَنّ كذلك للإنسان إذا ضحّى في عيد الأضحى أن يأكل من أضحيته؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، ويُسَنّ للمسلمين أن يؤدّوا صلاة العيد في المصليات لا في المساجد إلا إذا كان هناك مانع من ذلك كالمطر مثلاً، والسُّنة أيضاً أن يذهب الإنسان إلى المصلّى ماشياً، والأفضل أن يختار طريقاً لعودته مختلفاً عن طريق ذهابه، فهذا سنّة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[١٥]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن قرط، الصفحة أو الرقم: 1064، صحيح.
  2. ^ أ ب عبد الحميد المحيمد، “عيد الأضحى … من أعظم الأيام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1134، صحيح.
  4. عبد الحميد المحيمد، “إنه عيد الأضحى .. فاخلعوا الأحزان”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  5. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.fatwa.islamweb.net، 2002-1-5، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. سورة البقرة، آية: 203.
  8. “الدليل على تحديد أيام العيدين”، www.fatwa.islamweb.net، 2011-8-16، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  9. إبراهيم بن محمد الحقيل، “فضل أيام التشريق”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن نبيشة الخير الهذلي، الصفحة أو الرقم: 2689، صحيح.
  11. رواه الطحاوي، في شرح معاني الآثار، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/244، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر وعائشة، الصفحة أو الرقم: 1997، صحيح.
  13. “حكم صيام أيام التشريق”، www.islamqa.info/ar، 2005-1-18، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  14. “أيام التشريق، وما يفعل فيها”، www.ar.islamway.net، 2006-12-1، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  15. “أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عيد الأضحى

حرصت الشريعة الإسلامية على تشويق النفوس دائماً لما يتفضّل الله سبحانه وتعالى به على عباده، فجعلت بين كل فينة وفينة أوقاتاً مخصوصةً لها من التشريعات والأحكام والأفضال، ما تتميز به عن غيرها، ومن ذلك أيام ذي الحجة التي تُختَتَم بأعظم الأيام عند الله سبحانه وتعالى وهو يوم النحر، ويوم النحر هو يوم عيد الأضحى ويوم الحجّ الأكبر، ويكون في العاشر من ذي الحجة، وإنما كان يوم الحجّ الأكبر لما فيه من أعمال عظيمة كالوقوف بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق، وطواف الإفاضة، وصلاة العيد، وقد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (أعظمُ الأيّامِ عند اللهِ يومُ النَّحرِ).[١][٢]

وعيد الأضحى هو أحد أعياد المسلمين التي شرعها الله سبحانه وتعالى في الإسلام، وقد حدّدها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم إلى المدينة فوجد لأهلها يومين يلعبون فيهما، فقال: (إنَّ اللهَ قد أبدلَكم بِهما خيراً منهما؛ يومَ الأضحى، ويومَ الفطرِ)،[٣] وتجتمع في عيد الأضحى أعظم أيام، وهي يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وفيه يخرج المسلمون جميعاً كباراً وصغاراً ورجالاً ونساءً إلى المساجد والمصليات لأداء صلاة العيد، فيستمعون للخطبة والدعاء، ويُؤدّون الصلاة شكراً لله على نعمة العيد، وتعلو في صبيحة يوم العيد تكبيرات المسلمين المسنونة لهم في العيد، أمّا حُجّاج بيت الله الحرام فتعلو أصواتهم بالتلبية لله تعالى، وفيه تترسّخ روابط المحبّة والإخاء بين المسلمين من أقارب وجيران وأصدقاء، فيتبادلون التهاني والزيارات، ويُهدون بعضهم البعض لحوم الأضاحي.[٤]

والتهنئة بين المسلمين بالعيد مُستحبَّة؛ لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأنّهم كانوا يقولون لبعضهم يوم العيد: (تقبّل الله منّا ومنكم)، وتكون التهنئة بعد أداء صلاة العيد، وقد سنّ الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين أن يمسكوا عن الأكل يوم عيد الأضحى إلى حين عودتهم من الصلاة، فإذا عادوا من الصلاة نحروا أضاحيهم، ويُستحبّ في العيد أن يكون الإنسان بشوشاً مسروراً، ويوسّع على أهله وعياله فيُدخِل السرور إلى قلوبهم، ويصل رحمه ويسامح الناس ويعفو عنهم، وكذلك اللعب واللهو المُباح لما في الإسلام من فسحة وَسَعة، ويُندَب للمسلمين الاستمرار بالتكبير طيلة أيام عيد الأضحى بعد كلّ صلاة مفروضة من الصلوات الخمسة، وذلك بقول: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد).[٢][٥]

أيام التشريق وصيامها

تلحق أيام التشريق الثلاثة بعيد الأضحى، فتكون هي أيّام الحادي والثاني والثالث عشر من ذي الحجة، وفيها قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيّامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] ومن فضلها كذلك أن ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم واصفاً إياها بالأيام المعدودات، وأرشد إلى الإكثار من ذكره فيها، فقال: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)،[٧] وفيها يوم القرّ الذي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه خير الأيام عند الله عز وجل بعد يوم النحر، ويجتمع فيها للإنسان المسلم نعيم القلب ونعيم البدن؛ فنعيم القلب ذِكر الله تبارك وتعالى وشكره، ونعيم البدن بالأكل والشرب والسرور.[٨][٩]

ذهب أكثر العلماء إلى عدم جواز صيام أيام التشريق تطوعاً، واستدلوا لذلك بأحاديث كثيرة منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيامُ التشريقِ أيامُ أكْلٍ، وشُرْبٍ، وذِكْرِ اللهِ)،[١٠] ومنها ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه أرسل رجلاً يطوف في الناس أيام التشريق، ويقول لهم: (لا تصومُوا هذه الأيامَ، فإنّها أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذكرِ اللهِ)،[١١] أمّا في صوم هذه الأيّام قضاءً لفريضة صيام رمضان؛ فقد ذهب بعض العلماء إلى جواز ذلك وذهب آخرون إلى عدم جوازه، وفي صومها للحاج المتمتع والقارن إذا لم يجدا الهدي، ذهب أكثر العلماء للقول بجواز ذلك، واستدلوا لذلك بما رواه عبد الله بن عمر وعائشة رضي الله عنهما حين قالا (لم يُرَخَّصْ في أيامِ التشريقِ أن يُصَمْنَ، إلا لمَن لم يجِدِ الهَديَ).[١٢][١٣]

أفعال الحاجّ في أيام التشريق

يظلّ الحاجّ خلال أيام التشريق في مِنى، ويبيت تلك الليالي فيها، ويُعدّ ذلك أحد واجبات الحج، وفي كل يوم من أيام التشريق الثلاثة يرمي الحاجّ الجمرات بعد زوال الشمس، فمن تعجّل يرميها في أول يومين منها فقط؛ أي اليوم الحادي عشر والثاني عشر، أمّا من تأخر فيرميها في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر جميعاً، ويكون رمي الجمرات برمي الجمرة الصُّغرى أولاً بسبع حصيات، ثمّ الوسطى بسبع حصيات أيضاً، ثمّ الكبرى بسبع حصيات كذلك، ويكبّر مع كل حصى يرميها، وفي أيام التشريق أيضاً يذبح من كان عليه هدي من الحجاج هديه، وكذلك من أراد التطوّع بهدي.[١٤]

مِن سُنَن العيد

يُسَنّ للمسلم في العيد أن يغتسل ويتطيّب، ويلبس أفضل ما لديه من الثياب، ولا يجوز للرجل أن يلبس ما فيه إسبال من الثياب، كما لا يجوز للمرأة أن تتطيّب أو تتبرّج خارج بيتها أو أمام الرجال الأجانب حتّى في ذهابها إلى صلاة العيد؛ فالإنسان إذا قصد طاعة الله عز وجل لا يجوز له أن يقصدها بمعصيته، ويُسَنّ كذلك للإنسان إذا ضحّى في عيد الأضحى أن يأكل من أضحيته؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، ويُسَنّ للمسلمين أن يؤدّوا صلاة العيد في المصليات لا في المساجد إلا إذا كان هناك مانع من ذلك كالمطر مثلاً، والسُّنة أيضاً أن يذهب الإنسان إلى المصلّى ماشياً، والأفضل أن يختار طريقاً لعودته مختلفاً عن طريق ذهابه، فهذا سنّة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[١٥]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن قرط، الصفحة أو الرقم: 1064، صحيح.
  2. ^ أ ب عبد الحميد المحيمد، “عيد الأضحى … من أعظم الأيام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1134، صحيح.
  4. عبد الحميد المحيمد، “إنه عيد الأضحى .. فاخلعوا الأحزان”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  5. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.fatwa.islamweb.net، 2002-1-5، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. سورة البقرة، آية: 203.
  8. “الدليل على تحديد أيام العيدين”، www.fatwa.islamweb.net، 2011-8-16، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  9. إبراهيم بن محمد الحقيل، “فضل أيام التشريق”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن نبيشة الخير الهذلي، الصفحة أو الرقم: 2689، صحيح.
  11. رواه الطحاوي، في شرح معاني الآثار، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/244، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر وعائشة، الصفحة أو الرقم: 1997، صحيح.
  13. “حكم صيام أيام التشريق”، www.islamqa.info/ar، 2005-1-18، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  14. “أيام التشريق، وما يفعل فيها”، www.ar.islamway.net، 2006-12-1، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.
  15. “أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-25. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى