حشرات و كائنات دقيقة

بحث عن النحل وفوائده

مقالات ذات صلة

نبذة عن النحل

يصنف النحل على اختلاف أنواعه البالغ عددها 20000 كنوع من الحشرات التي تعود في تصنيفها إلى رتيبة ذوات الخصر*، التي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، وتختلف هذه الأنواع في طبيعتها تبعاً لاختلاف أشكالها، وألوانها، وأحجامها، ويذكر أنّ حجم النحل البالغ يتراوح بين 2ملم- 4سم تقريباً، وأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبور،[١] كما يُلاحظ اختلاف في أنماط حياة كل نوع منها، والأماكن التي تتخذها بيوتاً، بالإضافة إلى مواسم نشاطها، ونوع الأزهار التي تزورها، فبعض أنواع النحل تقوم بعملية تلقيح الزهور تبعاً لموعد تفتُّحها وإنتاجها للرحيق، وهناك أنواع تمارس نشاط التلقيح خاصتها طوال النّهار، وأنواع أخرى عند الفجر، وثالثة ليلية تعمل في ضوء القمر،[٢] ورغم تعدد أنواع النحل ومواسم نشاطه إلى أنّه يقدم للعالم خدمة بيئية لا تقدّر بثمن، تكمن في كونّه المسؤول عن تلقيح 80% من النباتات المزهرة بالإضافة إلى تلقيح ما نسبته 75% من أشجار الفواكه، والخضروات، والمكسرات.[٣]

مستعمرة النحل

يعمل جميع أفراد مستعمرة النحل الواحدة بروح الفريق معاً على الرغم من تنوع المهام والمسميات فيها، حيث توجد فيها ملكات النحل، والعاملات، والذكور، التي تختلف في تركيبها ومهامها، لكن تبدأ جميعها كبيضة واحدة طولية الشكل توضع داخل أحد ثقوب المستعمرة لثلاثة أيام، ثم تفقس وتدخل طور اليرقة طالبةً العناية الحثيثة ليلاً ونهاراً، وتُغذّى بغذاء ملكات النحل الذي تصنعه العاملات في المستعمرة لعدة أيام، ثم تُغذى بما يسمى خبز النحل، وهو مزيج من العسل وغبار الطلع، وبعد ذلك تغلق أبواب الثقوب على اليرقة لمدة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين ليتسنى لها التحول إلى شرنقة، ثم تدخل بعدها طور الحشرة الكاملة التي لها جسم كامل، ورأس، وأجنحة.[٤]

أنواع النحل

النحل الطّنان

يتميّز النحل الطّنان (بالإنجليزية: Bumble bees) بحجمه الكبير نسبياً، وغطائه الفرويّ مقارنة بأنواع النحل الأخرى، كما يعرف بلونيه الأسود والأصفر بالغالب، وقد يمتلك بعضه لونين إضافيين هما الأبيض والبرتقالي، ومن الجدير بالذكر أن هنالك ما يقارب 25 نوعاً منه في شرق الولايات المتحدة.[٥]

النحل النجّار

يتخذ النحل النجّار (بالإنجليزية: Carpenter bees) من الخشب بيتاً، ويشبه النحل الطنّان لكنه يعدّ نحلاً انفرادياً، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تمييزه من خلال حجمه الكبير ولمعان بطنه الأسود، وينتشر هذا النوع من النحل في أنحاء شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يُذكر أنه يدخل في فترة سبات طوال فصل الشتاء يعقبها موسم تزاوج في فصل الربيع.[٥]

نحل العرق

يسمى نحل العَرَق (بالإنجليزية: Sweat bees) بهذا الاسم بسبب انجذاب بعض أنواعه لعَرَق الإنسان، ويتخذ في الأرض بيوتاً على الأغلب، إلا أن بعضه قد يعيش في الخشب، كما تعد بعض أنواع هذا النحل اجتماعية بطبعها لكنها تولي أمور مملكتها لملكة واحدة، في حين أنّ بعضها الآخر انفرادي يعيش خارج مستعمرة النحل، ويُشار إلى وجود أنواع طفيلية منه تعتمد في مواردها على أنواع النحل الأخرى، ويتميّز نحل العَرَق بلونه الداكن، أو الأخضر بشكل كامل، أو بجزء أخضر فقط.[٥]

النحل الحفّار

يعيش النحل الحفّار (بالإنجليزية: Mining bees) في الأرض، حيث يحفر الأنفاق التي تتفرع إلى حجرات مستقلة تحتوي على مزيج من غبار الطلع والرحيق المُعَدّ لمساعدة البويضات على التطور ليرقات استعداداً لانطلاقها في فصل الربيع أو الصيف.[٥]

النحل البنَّاء

ويسمى النحل البنّاء (بالإنجليزية: Mason bees)، وهو نوع يعيش في أغصان الأشجار المجوفة، أو في الأماكن ذات التجاويف، كما أنه يستخدم الطين كمقصورات بين مكان وضع كل بيضة والأخرى، وتتميز هذه النحلات بلونيها الأخضر أو الأزرق اللامعين، أو اللون الأسود، كما تعرف إناثها بأنها انفرادية تعيش بشكل منفصل عن المستعمرة.[٥]

النحل القارض

ويسمى النحل القارض (بالإنجليزية: Leafcutter bees) بهذا الاسم لأنه يقوم بقطع دوائر من الأوراق ومن ثم باستخدامها في بيوته التي يضعها في معظم الأحيان في الأخشاب أو السيقان المجوفة، أو في الأرض، أو في أي شقٍ مثل شقوق الخرسانة مثلاً، ويتميّز هذا النوع من النحل بحمل حبوب اللقاح على الجزء السفلي من بطنه على خلاف معظم أنواع النحل الأخرى حيث تحمله على أرجلها، كما تصنّف معظم أنواعه بأنها فرادية.[٥]

نحل العسل الأوروبي

ويسمى نحل العسل الأوروبي (بالإنجليزية: European honey bee)، تباعاً لاسمه فإن هذا النوع ذو اللون الذهبي أو الأصفر المائل إلى البني والذي يبلغ حجمه 1.25سم تقريباً لم يكن معروفاً في أمريكا حتى أحضره المستعمرون الأوروبييون في القرن السادس عشر، ويعرف عن هذا النوع من النحل أنه نوع اجتماعي يعيش بتكامل داخل المستعمرة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن معظم النحل يكون انفرادي، باستثناء نحل العسل وأنواع قليلة أخرى الذي يعيش على شكل مستعمرات كبيرة، وعندما يتعرض هذا النوع من النحل إلى الخطر يُظهر عدوانيته للدفاع عن نفسه، وذلك عن طريق إبرة شائكة تخرج من بطنه، ويغرسها بجسم المعتدي، وخلال هذه العملية يتمزق جلده، ويفقد أجزاء من أحشائه وأعضائه الداخلية فيموت بعد بعض دقائق، ولكن هناك أنواع لا تحتوي على الإبرة الشائكة مما يساعدها ذلك على اللدغ لأكثر من مرة، وفي أمريكا الشمالية فقط نحل العسل من يصنع العسل، أما النحل الآخر مثل: نحل الطنان فيخزن الرحيق وتختلف طبيعة المادة أوالرحيق المُخزن بينهما.[٥]

يتكون قرص العسل بجميع أنواع نحل العسل من خلايا شمعية بيضاء سداسية الشكل، وهي مادة تفرز من الغدد البطنية للنحل العامل، ويتم مضغها ووضعها داخل قوالب على شكل رقائق صغيرة، كما أنها محاطة بالعكبر أو صمغ النحل أو البروبوليس (بالإنجليزية: Propolis) وهي عبارة عن مادة بلسمية شمعية تجمعه نحلات العسل من براعم وعصارة الأشجار أو مصادر أخرى، ويتم تخزين العسل في هذا القرص، ومن ناحية أخرى يتنقل نحل العسل من موقع لآخر عن طريق التكاثر؛ بحيث جزء من نحل المستعمرة يغادرها مع الملكة القديمة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن نحل العسل يهرب عادةً عندما يشعر بالتهديد لمستعمرته أو نفاذ المؤن والغذاء.[٦]

تركيب النحل

يتركب جسم النحلة كما بقية الحشرات من الرأس، والبطن، والصدر، وستة من الأرجل وزوجين من الأجنحة، وفيما يلي ذكر مفصل للأجزاء التي يتكون منها كل عضو من هذه الأعضاء:[٧]

  • الرأس ويتكوّن من:
    • قرني استشعار للمس والشم.
    • عينين مركبتين.
    • ثلاثة عيون بسيطة.
    • فك سفلي يستخدم للقضم والحفر.
  • الصدر ويتكوّن من:
    • زوجين من الأجنحة الغشائية.
    • ثلاثة أزواج من الأرجل.
  • البطن ويتكون من:
    • تنقسم بالإناث إلى ست قطع، وسبعة في الذكور.
    • غدد شمعية داخلية.
    • الإبرة عند الإناث.
    • شعر متفرع.

بعض إناث النحل لديها خصلة شعر صغيرة تشبه الفرشاة ليتجمع عليها غبار الطلع على ساق النحلة.

غذاء النحل

يبدو النحل انتقائياً فيما يخص موضوع الغذاء، فقد تجد النحل يَحطُّ على العديد من أنواع الزهور إلى أنه نادراً ما يجمع حبوب اللقاح منها، ويعرف عن النحل اعتماده على الرحيق في تغذيته لِما يوفره له من مصدر للكربوهيدرات والماء، بالإضافة إلى اعتماده على حبوب اللقاح التي تعد من مصادر البروتين، والأحماض الأمينية، والدهون، والليبيدات، والستيرول، والكولسترول بالنسبة للعديد من أنواع النحل، كما لوحظ وجود تأثير لتنوع النباتات الموجودة حول مستعمرة ما على نمو اليرقات فيها.[٥]

السلوك الاجتماعي للنحل

ينقسم السلوك الاجتماعي للنحل إلى نوعين رئيسيين، وهو كما يأتي:[٨]

النحل الانفرادي

يتصف هذا النوع من النحل بالعزلة والانفراد، ولا يعتمد على مساعدة النحل الآخر، فكل أنثى تنشىء الملجأ الخاص بها، ووظيفتها جمع  الغذاء الوفير للصغار أو اليرقات، ومن الجدير بالإشارة إليه أنها ببعض الأحيان قد تغادر أو تموت قبل نضوج النسل، وفي حالة من الحالات التي يطلق عليها بالعلاقة شبه اجتماعية تقوم الأنثى بالاهتمام بهم بدلاً من تخزين الغذاء والحصول عليه، وهناك  نحل قد يتشابه مع النحل الانفرادي عدا أن الإناث تستخدم نفس العش وتصنع كل منها خليتها وغرفتها الخاصة لتبيت فيها، وتضع يرقاتها بها ويُطلق عليه بالنحل الطائفي.  

النحل الاجتماعي

يتكون هذا المجتمع من مستعمرات كبيرة وخاصة، وتنشئ الإناث ملجأ واحد لهم جميعاً، و تتكون من: الملكات المسؤولة عن التزاوج، وتكون أكبر حجماً من النحل العامل، والعاملات ووظيفتها الاهتمام بالحاضنة، والبحث عن مؤن، والحراسة، كما أنها غير قادرة على التزاوج، ومن الجدير بالإشارة إليه أن ذكر النحل لا يمثل جزءاً من منظومة المستعمرة، ووظيفته الوحيدة التزاوج مع الملكة،[٩]ومن النحل الاجتماعي من يتصف بالسلوك التعاوني العالي والذي ينشأ على شكل جماعات، وبالجانب الآخر هناك نوع بدائي الحياة الاجتماعية يكون على شكل مستعمرات صغيرة، ويختلف بالمظهر والسلوك.

مواطن النحل

يتوّزع النحل في جميع أنواع المناخات على اختلافها في جميع أنحاء العالم من غابات أوروبا إلى صحارى إفريقيا وحتى المنطقة القطبية الشمالية، على عكس نحل العسل، والنحل البري الموجود في الولايات المتحدة.[١٠]

لغة النحل

يحتاج النحل كما حال معظم الحيوانات الذكية إلى لغة تواصل فيما بينه تساعده على التعبير عن حاجاته فيما يخصُّ مواقع وجود الغذاء، أو تحديد مواقع الخلايا الجديدة مثلاً، وتتمثل هذه اللغة بطرق ثلاث هي:[١١]
  • اللمس: حيث يُعدُّ اللمس الذي يتم بين قرون استشعار أفراد النحل وسيلة للتعرف على بعضهم البعض وتحديد هوياتهم، كما يعدّ اللمس بالأرجل طريقة لقياس حجم قرص العسل، وهو الأمر الذي يجعل النحل حريصاً على إبقاء قرونها الاستشعارية نظيفة.
  • الفيرمونات: تعطي الفيرمونات التي يطلقها أفراد النحل رائحة مميزة للمستعمرة تساعدهم على التعرف على بعضهم البعض، كما تستخدم الملكة فيرموناتها الخاصة لمنع إناث المستعمرة من وضع البيوض، ويُضاف إلى ذلك إفراز بعض الفيرمونات عند الشعور بتهديد ما في المحيط.
  • الرقص: قد يبدو الرقص وسيلة غير مألوفة من وسائل التواصل، إلا أنّه يعد وسيلة إيقاعية فاعلة ينبئُ بها النحل العائد من رحلة البحث عن مكان مستعمرة جديد بصلاحية ذلك المكان وجودته، فيما تنضم النحلات المؤيدات لهذا المكان إلى مجموعة النحل الراقص بتأدية حركات راقصة معقدة تعبيراً عن قبولها، حيث لا يتم نقل النحل إلا عند الوصول إلى قرار بالإجماع على الموقع الجديد.

في حقيقة الأمر شعور النحل بالخطر هو ما يدفعها لاستخدام الإبرة، فتقوم بتحذير الشخص المقترب منها عن طريق الأزير أو الطنين الذي تصدره، ويختلف نحل العسل عن النحل الإفريقي بأمر مطاردة أو تتبع المتعدي عليه، وفور التخلص من المصدر المهدد يباشروا بإكمال عملهم، والعودة للوضع الطبيعي.

أهمية النحل في تلقيح النباتات

يُعدّ نحل العسل من أهم ملقحات المحاصيل في العالم نظراً لكونه النوع الأكثر انتشاراً من الأنواع الأخرى، وتشير التقديرات إلى أن ثلث الطعام المستهلك يومياً يعتمد على التلقيح الذي يقوم به النحل بشكل رئيسي جنباً إلى جنب مع الطيور والحشرات الأخرى والخفافيش، فعلى سبيل المثال يؤدي نحل العسل دوراً أساسيا في تلقيح حوالي 80% من المحاصيل التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قُدّرت مساهمة نحل العسل في الاقتصاد البريطاني عام 2008م بنحو 165 مليون جنيه استرليني.[١٢]

تبدأ رحلة التلقيح في النباتات عندما تبدي النباتات استعداداً لهذه لعملية، والتي تنتقل فيها حبوب اللقاح من الجزء الذكري في النباتات إلى الجزء الأنثوي فيها بطرق عدة يعتبر النحل إحداها، إذا يتعاطى النحل خلال عملية التلقيح هذه مع النباتات وفقاً لطبيعتها، ففي الحين الذي يتم به نقل حبوب اللقاح من الأجزاء الذكرية إلى الأجزاء الأنثوية بيسرٍ وسهولة تحتاج بعض النباتات مثل الطماطم والبطاطس إلى رجّة تعمل على هزِّ حبوب اللقاح في النبتة بقدر كافٍ لإتمام عملية التلقيح هذه مما يؤدي إلى انتشار الحبوب ووصولها إلى الجزء الأنثوي، أو بحملها عبر الزغب على جسم النحلة بعد التصاقها عليه.[٥]

كما وُجد أن هناك علاقة طردية بين حجم النحلة المختلف باختلاف أنواعها والمسافة التي تستطيع قطعها خلال عملية التلقيح، ففي الحين الذي تستطيع به بعض أنواع النحل السفر في رحلتها إلى مسافة تقدر بالأميال، تنحصر المسافة التي تستطيع أنواع أخرى من النحل قطعها في الآف المترات تبعاً لحجمها، ويذكر أنّ حبوب اللقاح التي يعمل النحل على جمعها قد تكون نقية تحتوي على نوع واحد من حبوب اللقاح، أو مختلطة تحتوي على أنواع عدة قام النحل بجمعها من نباتات مختلفة أثناء رحلته.[٥]

بعض سلوكيات النحل

يُلاحظ للنحل مجموعة من السلوكيات الرائعة، والتي قد توصف في الغريبة في بعض الأحيان، ومنها:[١٣]

  • يستطيع نحل العرق القيام بتلقيح النباتات التي تزهر ليلاً مستعيناً بضوء القمر والنجوم.
  • تقوم ملكة النحل الطنّان ببناء أعشاش صغيرة لوضع بيوضها فيها، كما تحرص على إبقائها دافئة ضمن درجة الحرارة الكافية لتحوّلها إلى يرقات وذلك عن طريق الجلوس عليها، فيما تضع وعاء مملوءاً بالرحيق إلى جانبها لمساعدتها على تغذية نفسها دون أن تضطر لمغادرة بيوضها تلك.
  • تستطيع بعض أنواع النحل تحديد نوع النباتات ذات الأزهار الغنية بالرحيق من خلال قياس الشحنة الكهربائية الموجبة التي تصدرها هذه النباتات وتذكر بصمتها للتوجه إليها في المرات المقبلة.

تربية النحل

تتطلب عملية تربية النحل أموراً عدة تحصر فيما يأتي:[١٤]

  • شراء النحل: يُطلب النحل من جمعيات تربية النحل بحلول شهر كانون الثاني حتى يتم شحنه ووصوله في شهر نيسان أو أيّار.
  • اختيار نمط الخلية: يُعد اختيار نوع الخلية أمراً عائداً لمن يريد تربية النحل، حيث إنّ هناك شكلين من أشكال الخلايا، فهناك الخلايا الحديثة العمودية وتسمى بقفيرة لانجستروث (بالإنجليزية :Langstroth hive) وخلايا أفقية لها.
  • الحصول على اللوازم: تتطلب تربية النحل من الفرد الحصول على لوازم مناسبة لهذه العملية، مثل الملابس الواقية ولوازم التغذية.
  • وضع النحل في الخلية: يوضع النحل فور وصوله في الخلية التي أعدت مسبقاً لذلك، مع إتاحة الوقت اللازم لاستقراره في خليته الجديدة.
  • مراقبة الخلية: إنّ مراقبة نشاط النحل داخل الخلية باستمرار وفحصه بشكل مستمر هو أمر ضروري للاطمئنان على صحته وضمان الحصول على العسل المرغوب فيه وقت الحصاد.

مهددات وحلول

تُظهر بعض أنواع النحل حول العالم انخفاضاً في وفرتها ومدى انتشارها، الأمر الذي يعزوه الباحثون إلى أمور عدة يذكر منها ما يأتي: [٥]

  • تغيُّر المناخ: يعتبر تغيُّر المناخ العالمي وما يتبعه من مظاهر مناخية تتمثل بالاحترار، والعواصف الشديدة، والأمطار المتكررة والجفاف من الأمور التي يمكن أن تؤثر على وفرة أنواع النحل في العالم.
  • المبيدات الحشرية: إن استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات بما تحويه من مواد كيميائية ضارة يشكل تهديداً واضحاً بالنسبة للنحل لا سيما بعد اتساع نطاق استخدامها في بداية تسعينيات القرن الحالي.
  • فقدان الموائل: يعتبر فقدان الموائل هو النشاط البشري الأخطر والأكثر تدميراً للنحل البري بما يحتويه من تدمير، أو تجزئة لهذه الموائل.
  • انتشار مسببات الأمراض: بعض أنواع النحل التجاري مثل: نحل العسل والنحل الطنان، يمتاز هذا النوع من النحل بالتنقل المستمر، وخلال ذلك قد يصطدم بالعديد من الآفات والأمراض الضارة، ويشمل بعض أنواع الطفيليات، والفطريات، والفيروسات، والبكتيريا.
  • غزو الأنواع الدخيلة: تساهم بعض الكائنات الحية الغريبة والنباتات بتدمير العديد من أنواع المُلقحات الضرورية، وقد تقوم بانتزاعها، فعلى سبيل المثال قد يجتاح نوع غريب من النباتات ملجأ ملائم لنوع معين من النحل، و تسبب بتشريده .

يستطيع الأفراد المساعدة في الحفاظ على أنواع النحل باتّخاذ تدابير عدّة قد تتمثل فيما يأتي:[٧]

  • زراعة النباتات المزهرة على مدار الفصول لإنتاج أكبر قدر ممكن من حبوب اللقاح والرحيق.
  • توفير الموائل التي قد تكون مناسبة لتعشيش النحل مثل: كمية من الرمال، أو جذع شجرة ميت.
  • شراء أو بناء منازل خاصة للنحل حيث تعد متوافرة في الأسواق.

الفرق بين النحل والدبور

يتميَز الدبور في مملكة النحل عن النحلة فيها بعدة أمور وهي:[١٥]

وجه الاختلاف النحلة الدبور
الجسم جسم عريض جسمه نحيل مع خصر رفيع
وجود الشعر ليس هناك شعر فضي على الوجه مع وجود شعر على عموم الجسم هناك شعر فضي على الوجه ولا وجود للشعر على بقية الأجزاء
جمع حبوب اللقاح تجمع حبوب اللقاح بواسطة شعيرات على الأرجل أو أسفل البطن لدى الإناث ليس هناك شعر لجمع حبوب اللقاح
الأرجل تمتلكك أرجلاً بدينة مع القليل من الزَّغَب عليها تمتلك أرجلاً طويلة عليها الزَّغَب.

الهوامش

*ذوات الخصر: رتيبة تتبع رتبة غِشائيات الأجنحة في تصنيف الحيوانات، حيث تشمل كل من النمل، والنحل، والدبور، وغيرها.[١٦]

فوائد النحل

تتعدّد فوائد النحل، فبالإضافة إلى إنتاجه للعسل الذي يُعدّ سائلاً سكرياً حلو المذاق، وذو قيمة كبيرة لكونه منتجاً غنياً بالطاقة والخصائص العلاجية، فإنّ النحل يلعب أيضاً دوراً هامّاً في عملية تلقيح النباتات التي تُعدّ أساس نموّ العديد من المحاصيل الزراعية، والخضراوات، والفواكه المختلفة، والتي تشكّل مصدر غذاء للحيوانات والبشر، وعلى الرغم من تنوّع وسائل التلقيح التي تشمل الحشرات، والرياح، والطيور، والخفافيش، إلّا أنّ النحل هو أحد أهمّ هذه الملقّحات، ويعود السبب في ذلك إلى قدرته على تلقيح النباتات على نطاق واسع، ومن أهمّ المحاصيل التي تعتمد في تلقيحها على النحل؛ البروكلي، و الخيار، والفراولة، والمشمش، والتفاح، والطماطم، واللوز، ويجدر بالذكر أنّه وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة فإنّ ما يُقارب 80% من إجمالي النباتات الزهرية حول العالم تعتمد في تلقيحها على الحشرات بما في ذلك النحل.[١٧]

المراجع

  1. “Bee”, www.britannica.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  2. “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov. Edited.
  3. “Bee Basics: An Introduction to Our Native Bees”, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 1-9-2019.
  4. “Life Cycle of a Bee”, study.com, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز “A Review on Bees “, ag.umass.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  6. “Honey Bees and Their Homes”, cals.arizona.edu, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  8. Charles Duncan Michener, The Bees of the World, Volume 1, Page 9. Edited.
  9. “The Roles of Queens, Drones and Worker Honey Bees”, www.thoughtco.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  10. “Fact Sheet: Bees”, www.earthday.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  11. “The language of bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  12. “Why bees are important”, www.sustainweb.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  13. “The Incredible Diversity of Bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  14. “Beekeeping for Beginners Step By Step”, www.thespruce.com, Retrieved 1-9-2019. Edited.
  15. “The Bees in Your Backyard: A Guide to North America’s Bees – Introduction”, assets.press.princeton.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  16. “Apocrita”, www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  17. Hannah Vickers (17-7-2018), “Why are bees important? And how you can help them”، www.woodlandtrust.org.uk, Retrieved 26-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

نبذة عن النحل

يصنف النحل على اختلاف أنواعه البالغ عددها 20000 كنوع من الحشرات التي تعود في تصنيفها إلى رتيبة ذوات الخصر*، التي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، وتختلف هذه الأنواع في طبيعتها تبعاً لاختلاف أشكالها، وألوانها، وأحجامها، ويذكر أنّ حجم النحل البالغ يتراوح بين 2ملم- 4سم تقريباً، وأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبور،[١] كما يُلاحظ اختلاف في أنماط حياة كل نوع منها، والأماكن التي تتخذها بيوتاً، بالإضافة إلى مواسم نشاطها، ونوع الأزهار التي تزورها، فبعض أنواع النحل تقوم بعملية تلقيح الزهور تبعاً لموعد تفتُّحها وإنتاجها للرحيق، وهناك أنواع تمارس نشاط التلقيح خاصتها طوال النّهار، وأنواع أخرى عند الفجر، وثالثة ليلية تعمل في ضوء القمر،[٢] ورغم تعدد أنواع النحل ومواسم نشاطه إلى أنّه يقدم للعالم خدمة بيئية لا تقدّر بثمن، تكمن في كونّه المسؤول عن تلقيح 80% من النباتات المزهرة بالإضافة إلى تلقيح ما نسبته 75% من أشجار الفواكه، والخضروات، والمكسرات.[٣]

مستعمرة النحل

يعمل جميع أفراد مستعمرة النحل الواحدة بروح الفريق معاً على الرغم من تنوع المهام والمسميات فيها، حيث توجد فيها ملكات النحل، والعاملات، والذكور، التي تختلف في تركيبها ومهامها، لكن تبدأ جميعها كبيضة واحدة طولية الشكل توضع داخل أحد ثقوب المستعمرة لثلاثة أيام، ثم تفقس وتدخل طور اليرقة طالبةً العناية الحثيثة ليلاً ونهاراً، وتُغذّى بغذاء ملكات النحل الذي تصنعه العاملات في المستعمرة لعدة أيام، ثم تُغذى بما يسمى خبز النحل، وهو مزيج من العسل وغبار الطلع، وبعد ذلك تغلق أبواب الثقوب على اليرقة لمدة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين ليتسنى لها التحول إلى شرنقة، ثم تدخل بعدها طور الحشرة الكاملة التي لها جسم كامل، ورأس، وأجنحة.[٤]

أنواع النحل

النحل الطّنان

يتميّز النحل الطّنان (بالإنجليزية: Bumble bees) بحجمه الكبير نسبياً، وغطائه الفرويّ مقارنة بأنواع النحل الأخرى، كما يعرف بلونيه الأسود والأصفر بالغالب، وقد يمتلك بعضه لونين إضافيين هما الأبيض والبرتقالي، ومن الجدير بالذكر أن هنالك ما يقارب 25 نوعاً منه في شرق الولايات المتحدة.[٥]

النحل النجّار

يتخذ النحل النجّار (بالإنجليزية: Carpenter bees) من الخشب بيتاً، ويشبه النحل الطنّان لكنه يعدّ نحلاً انفرادياً، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تمييزه من خلال حجمه الكبير ولمعان بطنه الأسود، وينتشر هذا النوع من النحل في أنحاء شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يُذكر أنه يدخل في فترة سبات طوال فصل الشتاء يعقبها موسم تزاوج في فصل الربيع.[٥]

نحل العرق

يسمى نحل العَرَق (بالإنجليزية: Sweat bees) بهذا الاسم بسبب انجذاب بعض أنواعه لعَرَق الإنسان، ويتخذ في الأرض بيوتاً على الأغلب، إلا أن بعضه قد يعيش في الخشب، كما تعد بعض أنواع هذا النحل اجتماعية بطبعها لكنها تولي أمور مملكتها لملكة واحدة، في حين أنّ بعضها الآخر انفرادي يعيش خارج مستعمرة النحل، ويُشار إلى وجود أنواع طفيلية منه تعتمد في مواردها على أنواع النحل الأخرى، ويتميّز نحل العَرَق بلونه الداكن، أو الأخضر بشكل كامل، أو بجزء أخضر فقط.[٥]

النحل الحفّار

يعيش النحل الحفّار (بالإنجليزية: Mining bees) في الأرض، حيث يحفر الأنفاق التي تتفرع إلى حجرات مستقلة تحتوي على مزيج من غبار الطلع والرحيق المُعَدّ لمساعدة البويضات على التطور ليرقات استعداداً لانطلاقها في فصل الربيع أو الصيف.[٥]

النحل البنَّاء

ويسمى النحل البنّاء (بالإنجليزية: Mason bees)، وهو نوع يعيش في أغصان الأشجار المجوفة، أو في الأماكن ذات التجاويف، كما أنه يستخدم الطين كمقصورات بين مكان وضع كل بيضة والأخرى، وتتميز هذه النحلات بلونيها الأخضر أو الأزرق اللامعين، أو اللون الأسود، كما تعرف إناثها بأنها انفرادية تعيش بشكل منفصل عن المستعمرة.[٥]

النحل القارض

ويسمى النحل القارض (بالإنجليزية: Leafcutter bees) بهذا الاسم لأنه يقوم بقطع دوائر من الأوراق ومن ثم باستخدامها في بيوته التي يضعها في معظم الأحيان في الأخشاب أو السيقان المجوفة، أو في الأرض، أو في أي شقٍ مثل شقوق الخرسانة مثلاً، ويتميّز هذا النوع من النحل بحمل حبوب اللقاح على الجزء السفلي من بطنه على خلاف معظم أنواع النحل الأخرى حيث تحمله على أرجلها، كما تصنّف معظم أنواعه بأنها فرادية.[٥]

نحل العسل الأوروبي

ويسمى نحل العسل الأوروبي (بالإنجليزية: European honey bee)، تباعاً لاسمه فإن هذا النوع ذو اللون الذهبي أو الأصفر المائل إلى البني والذي يبلغ حجمه 1.25سم تقريباً لم يكن معروفاً في أمريكا حتى أحضره المستعمرون الأوروبييون في القرن السادس عشر، ويعرف عن هذا النوع من النحل أنه نوع اجتماعي يعيش بتكامل داخل المستعمرة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن معظم النحل يكون انفرادي، باستثناء نحل العسل وأنواع قليلة أخرى الذي يعيش على شكل مستعمرات كبيرة، وعندما يتعرض هذا النوع من النحل إلى الخطر يُظهر عدوانيته للدفاع عن نفسه، وذلك عن طريق إبرة شائكة تخرج من بطنه، ويغرسها بجسم المعتدي، وخلال هذه العملية يتمزق جلده، ويفقد أجزاء من أحشائه وأعضائه الداخلية فيموت بعد بعض دقائق، ولكن هناك أنواع لا تحتوي على الإبرة الشائكة مما يساعدها ذلك على اللدغ لأكثر من مرة، وفي أمريكا الشمالية فقط نحل العسل من يصنع العسل، أما النحل الآخر مثل: نحل الطنان فيخزن الرحيق وتختلف طبيعة المادة أوالرحيق المُخزن بينهما.[٥]

يتكون قرص العسل بجميع أنواع نحل العسل من خلايا شمعية بيضاء سداسية الشكل، وهي مادة تفرز من الغدد البطنية للنحل العامل، ويتم مضغها ووضعها داخل قوالب على شكل رقائق صغيرة، كما أنها محاطة بالعكبر أو صمغ النحل أو البروبوليس (بالإنجليزية: Propolis) وهي عبارة عن مادة بلسمية شمعية تجمعه نحلات العسل من براعم وعصارة الأشجار أو مصادر أخرى، ويتم تخزين العسل في هذا القرص، ومن ناحية أخرى يتنقل نحل العسل من موقع لآخر عن طريق التكاثر؛ بحيث جزء من نحل المستعمرة يغادرها مع الملكة القديمة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن نحل العسل يهرب عادةً عندما يشعر بالتهديد لمستعمرته أو نفاذ المؤن والغذاء.[٦]

تركيب النحل

يتركب جسم النحلة كما بقية الحشرات من الرأس، والبطن، والصدر، وستة من الأرجل وزوجين من الأجنحة، وفيما يلي ذكر مفصل للأجزاء التي يتكون منها كل عضو من هذه الأعضاء:[٧]

  • الرأس ويتكوّن من:
    • قرني استشعار للمس والشم.
    • عينين مركبتين.
    • ثلاثة عيون بسيطة.
    • فك سفلي يستخدم للقضم والحفر.
  • الصدر ويتكوّن من:
    • زوجين من الأجنحة الغشائية.
    • ثلاثة أزواج من الأرجل.
  • البطن ويتكون من:
    • تنقسم بالإناث إلى ست قطع، وسبعة في الذكور.
    • غدد شمعية داخلية.
    • الإبرة عند الإناث.
    • شعر متفرع.

بعض إناث النحل لديها خصلة شعر صغيرة تشبه الفرشاة ليتجمع عليها غبار الطلع على ساق النحلة.

غذاء النحل

يبدو النحل انتقائياً فيما يخص موضوع الغذاء، فقد تجد النحل يَحطُّ على العديد من أنواع الزهور إلى أنه نادراً ما يجمع حبوب اللقاح منها، ويعرف عن النحل اعتماده على الرحيق في تغذيته لِما يوفره له من مصدر للكربوهيدرات والماء، بالإضافة إلى اعتماده على حبوب اللقاح التي تعد من مصادر البروتين، والأحماض الأمينية، والدهون، والليبيدات، والستيرول، والكولسترول بالنسبة للعديد من أنواع النحل، كما لوحظ وجود تأثير لتنوع النباتات الموجودة حول مستعمرة ما على نمو اليرقات فيها.[٥]

السلوك الاجتماعي للنحل

ينقسم السلوك الاجتماعي للنحل إلى نوعين رئيسيين، وهو كما يأتي:[٨]

النحل الانفرادي

يتصف هذا النوع من النحل بالعزلة والانفراد، ولا يعتمد على مساعدة النحل الآخر، فكل أنثى تنشىء الملجأ الخاص بها، ووظيفتها جمع  الغذاء الوفير للصغار أو اليرقات، ومن الجدير بالإشارة إليه أنها ببعض الأحيان قد تغادر أو تموت قبل نضوج النسل، وفي حالة من الحالات التي يطلق عليها بالعلاقة شبه اجتماعية تقوم الأنثى بالاهتمام بهم بدلاً من تخزين الغذاء والحصول عليه، وهناك  نحل قد يتشابه مع النحل الانفرادي عدا أن الإناث تستخدم نفس العش وتصنع كل منها خليتها وغرفتها الخاصة لتبيت فيها، وتضع يرقاتها بها ويُطلق عليه بالنحل الطائفي.  

النحل الاجتماعي

يتكون هذا المجتمع من مستعمرات كبيرة وخاصة، وتنشئ الإناث ملجأ واحد لهم جميعاً، و تتكون من: الملكات المسؤولة عن التزاوج، وتكون أكبر حجماً من النحل العامل، والعاملات ووظيفتها الاهتمام بالحاضنة، والبحث عن مؤن، والحراسة، كما أنها غير قادرة على التزاوج، ومن الجدير بالإشارة إليه أن ذكر النحل لا يمثل جزءاً من منظومة المستعمرة، ووظيفته الوحيدة التزاوج مع الملكة،[٩]ومن النحل الاجتماعي من يتصف بالسلوك التعاوني العالي والذي ينشأ على شكل جماعات، وبالجانب الآخر هناك نوع بدائي الحياة الاجتماعية يكون على شكل مستعمرات صغيرة، ويختلف بالمظهر والسلوك.

مواطن النحل

يتوّزع النحل في جميع أنواع المناخات على اختلافها في جميع أنحاء العالم من غابات أوروبا إلى صحارى إفريقيا وحتى المنطقة القطبية الشمالية، على عكس نحل العسل، والنحل البري الموجود في الولايات المتحدة.[١٠]

لغة النحل

يحتاج النحل كما حال معظم الحيوانات الذكية إلى لغة تواصل فيما بينه تساعده على التعبير عن حاجاته فيما يخصُّ مواقع وجود الغذاء، أو تحديد مواقع الخلايا الجديدة مثلاً، وتتمثل هذه اللغة بطرق ثلاث هي:[١١]
  • اللمس: حيث يُعدُّ اللمس الذي يتم بين قرون استشعار أفراد النحل وسيلة للتعرف على بعضهم البعض وتحديد هوياتهم، كما يعدّ اللمس بالأرجل طريقة لقياس حجم قرص العسل، وهو الأمر الذي يجعل النحل حريصاً على إبقاء قرونها الاستشعارية نظيفة.
  • الفيرمونات: تعطي الفيرمونات التي يطلقها أفراد النحل رائحة مميزة للمستعمرة تساعدهم على التعرف على بعضهم البعض، كما تستخدم الملكة فيرموناتها الخاصة لمنع إناث المستعمرة من وضع البيوض، ويُضاف إلى ذلك إفراز بعض الفيرمونات عند الشعور بتهديد ما في المحيط.
  • الرقص: قد يبدو الرقص وسيلة غير مألوفة من وسائل التواصل، إلا أنّه يعد وسيلة إيقاعية فاعلة ينبئُ بها النحل العائد من رحلة البحث عن مكان مستعمرة جديد بصلاحية ذلك المكان وجودته، فيما تنضم النحلات المؤيدات لهذا المكان إلى مجموعة النحل الراقص بتأدية حركات راقصة معقدة تعبيراً عن قبولها، حيث لا يتم نقل النحل إلا عند الوصول إلى قرار بالإجماع على الموقع الجديد.

في حقيقة الأمر شعور النحل بالخطر هو ما يدفعها لاستخدام الإبرة، فتقوم بتحذير الشخص المقترب منها عن طريق الأزير أو الطنين الذي تصدره، ويختلف نحل العسل عن النحل الإفريقي بأمر مطاردة أو تتبع المتعدي عليه، وفور التخلص من المصدر المهدد يباشروا بإكمال عملهم، والعودة للوضع الطبيعي.

أهمية النحل في تلقيح النباتات

يُعدّ نحل العسل من أهم ملقحات المحاصيل في العالم نظراً لكونه النوع الأكثر انتشاراً من الأنواع الأخرى، وتشير التقديرات إلى أن ثلث الطعام المستهلك يومياً يعتمد على التلقيح الذي يقوم به النحل بشكل رئيسي جنباً إلى جنب مع الطيور والحشرات الأخرى والخفافيش، فعلى سبيل المثال يؤدي نحل العسل دوراً أساسيا في تلقيح حوالي 80% من المحاصيل التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قُدّرت مساهمة نحل العسل في الاقتصاد البريطاني عام 2008م بنحو 165 مليون جنيه استرليني.[١٢]

تبدأ رحلة التلقيح في النباتات عندما تبدي النباتات استعداداً لهذه لعملية، والتي تنتقل فيها حبوب اللقاح من الجزء الذكري في النباتات إلى الجزء الأنثوي فيها بطرق عدة يعتبر النحل إحداها، إذا يتعاطى النحل خلال عملية التلقيح هذه مع النباتات وفقاً لطبيعتها، ففي الحين الذي يتم به نقل حبوب اللقاح من الأجزاء الذكرية إلى الأجزاء الأنثوية بيسرٍ وسهولة تحتاج بعض النباتات مثل الطماطم والبطاطس إلى رجّة تعمل على هزِّ حبوب اللقاح في النبتة بقدر كافٍ لإتمام عملية التلقيح هذه مما يؤدي إلى انتشار الحبوب ووصولها إلى الجزء الأنثوي، أو بحملها عبر الزغب على جسم النحلة بعد التصاقها عليه.[٥]

كما وُجد أن هناك علاقة طردية بين حجم النحلة المختلف باختلاف أنواعها والمسافة التي تستطيع قطعها خلال عملية التلقيح، ففي الحين الذي تستطيع به بعض أنواع النحل السفر في رحلتها إلى مسافة تقدر بالأميال، تنحصر المسافة التي تستطيع أنواع أخرى من النحل قطعها في الآف المترات تبعاً لحجمها، ويذكر أنّ حبوب اللقاح التي يعمل النحل على جمعها قد تكون نقية تحتوي على نوع واحد من حبوب اللقاح، أو مختلطة تحتوي على أنواع عدة قام النحل بجمعها من نباتات مختلفة أثناء رحلته.[٥]

بعض سلوكيات النحل

يُلاحظ للنحل مجموعة من السلوكيات الرائعة، والتي قد توصف في الغريبة في بعض الأحيان، ومنها:[١٣]

  • يستطيع نحل العرق القيام بتلقيح النباتات التي تزهر ليلاً مستعيناً بضوء القمر والنجوم.
  • تقوم ملكة النحل الطنّان ببناء أعشاش صغيرة لوضع بيوضها فيها، كما تحرص على إبقائها دافئة ضمن درجة الحرارة الكافية لتحوّلها إلى يرقات وذلك عن طريق الجلوس عليها، فيما تضع وعاء مملوءاً بالرحيق إلى جانبها لمساعدتها على تغذية نفسها دون أن تضطر لمغادرة بيوضها تلك.
  • تستطيع بعض أنواع النحل تحديد نوع النباتات ذات الأزهار الغنية بالرحيق من خلال قياس الشحنة الكهربائية الموجبة التي تصدرها هذه النباتات وتذكر بصمتها للتوجه إليها في المرات المقبلة.

تربية النحل

تتطلب عملية تربية النحل أموراً عدة تحصر فيما يأتي:[١٤]

  • شراء النحل: يُطلب النحل من جمعيات تربية النحل بحلول شهر كانون الثاني حتى يتم شحنه ووصوله في شهر نيسان أو أيّار.
  • اختيار نمط الخلية: يُعد اختيار نوع الخلية أمراً عائداً لمن يريد تربية النحل، حيث إنّ هناك شكلين من أشكال الخلايا، فهناك الخلايا الحديثة العمودية وتسمى بقفيرة لانجستروث (بالإنجليزية :Langstroth hive) وخلايا أفقية لها.
  • الحصول على اللوازم: تتطلب تربية النحل من الفرد الحصول على لوازم مناسبة لهذه العملية، مثل الملابس الواقية ولوازم التغذية.
  • وضع النحل في الخلية: يوضع النحل فور وصوله في الخلية التي أعدت مسبقاً لذلك، مع إتاحة الوقت اللازم لاستقراره في خليته الجديدة.
  • مراقبة الخلية: إنّ مراقبة نشاط النحل داخل الخلية باستمرار وفحصه بشكل مستمر هو أمر ضروري للاطمئنان على صحته وضمان الحصول على العسل المرغوب فيه وقت الحصاد.

مهددات وحلول

تُظهر بعض أنواع النحل حول العالم انخفاضاً في وفرتها ومدى انتشارها، الأمر الذي يعزوه الباحثون إلى أمور عدة يذكر منها ما يأتي: [٥]

  • تغيُّر المناخ: يعتبر تغيُّر المناخ العالمي وما يتبعه من مظاهر مناخية تتمثل بالاحترار، والعواصف الشديدة، والأمطار المتكررة والجفاف من الأمور التي يمكن أن تؤثر على وفرة أنواع النحل في العالم.
  • المبيدات الحشرية: إن استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات بما تحويه من مواد كيميائية ضارة يشكل تهديداً واضحاً بالنسبة للنحل لا سيما بعد اتساع نطاق استخدامها في بداية تسعينيات القرن الحالي.
  • فقدان الموائل: يعتبر فقدان الموائل هو النشاط البشري الأخطر والأكثر تدميراً للنحل البري بما يحتويه من تدمير، أو تجزئة لهذه الموائل.
  • انتشار مسببات الأمراض: بعض أنواع النحل التجاري مثل: نحل العسل والنحل الطنان، يمتاز هذا النوع من النحل بالتنقل المستمر، وخلال ذلك قد يصطدم بالعديد من الآفات والأمراض الضارة، ويشمل بعض أنواع الطفيليات، والفطريات، والفيروسات، والبكتيريا.
  • غزو الأنواع الدخيلة: تساهم بعض الكائنات الحية الغريبة والنباتات بتدمير العديد من أنواع المُلقحات الضرورية، وقد تقوم بانتزاعها، فعلى سبيل المثال قد يجتاح نوع غريب من النباتات ملجأ ملائم لنوع معين من النحل، و تسبب بتشريده .

يستطيع الأفراد المساعدة في الحفاظ على أنواع النحل باتّخاذ تدابير عدّة قد تتمثل فيما يأتي:[٧]

  • زراعة النباتات المزهرة على مدار الفصول لإنتاج أكبر قدر ممكن من حبوب اللقاح والرحيق.
  • توفير الموائل التي قد تكون مناسبة لتعشيش النحل مثل: كمية من الرمال، أو جذع شجرة ميت.
  • شراء أو بناء منازل خاصة للنحل حيث تعد متوافرة في الأسواق.

الفرق بين النحل والدبور

يتميَز الدبور في مملكة النحل عن النحلة فيها بعدة أمور وهي:[١٥]

وجه الاختلاف النحلة الدبور
الجسم جسم عريض جسمه نحيل مع خصر رفيع
وجود الشعر ليس هناك شعر فضي على الوجه مع وجود شعر على عموم الجسم هناك شعر فضي على الوجه ولا وجود للشعر على بقية الأجزاء
جمع حبوب اللقاح تجمع حبوب اللقاح بواسطة شعيرات على الأرجل أو أسفل البطن لدى الإناث ليس هناك شعر لجمع حبوب اللقاح
الأرجل تمتلكك أرجلاً بدينة مع القليل من الزَّغَب عليها تمتلك أرجلاً طويلة عليها الزَّغَب.

الهوامش

*ذوات الخصر: رتيبة تتبع رتبة غِشائيات الأجنحة في تصنيف الحيوانات، حيث تشمل كل من النمل، والنحل، والدبور، وغيرها.[١٦]

فوائد النحل

تتعدّد فوائد النحل، فبالإضافة إلى إنتاجه للعسل الذي يُعدّ سائلاً سكرياً حلو المذاق، وذو قيمة كبيرة لكونه منتجاً غنياً بالطاقة والخصائص العلاجية، فإنّ النحل يلعب أيضاً دوراً هامّاً في عملية تلقيح النباتات التي تُعدّ أساس نموّ العديد من المحاصيل الزراعية، والخضراوات، والفواكه المختلفة، والتي تشكّل مصدر غذاء للحيوانات والبشر، وعلى الرغم من تنوّع وسائل التلقيح التي تشمل الحشرات، والرياح، والطيور، والخفافيش، إلّا أنّ النحل هو أحد أهمّ هذه الملقّحات، ويعود السبب في ذلك إلى قدرته على تلقيح النباتات على نطاق واسع، ومن أهمّ المحاصيل التي تعتمد في تلقيحها على النحل؛ البروكلي، و الخيار، والفراولة، والمشمش، والتفاح، والطماطم، واللوز، ويجدر بالذكر أنّه وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة فإنّ ما يُقارب 80% من إجمالي النباتات الزهرية حول العالم تعتمد في تلقيحها على الحشرات بما في ذلك النحل.[١٧]

المراجع

  1. “Bee”, www.britannica.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  2. “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov. Edited.
  3. “Bee Basics: An Introduction to Our Native Bees”, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 1-9-2019.
  4. “Life Cycle of a Bee”, study.com, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز “A Review on Bees “, ag.umass.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  6. “Honey Bees and Their Homes”, cals.arizona.edu, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  8. Charles Duncan Michener, The Bees of the World, Volume 1, Page 9. Edited.
  9. “The Roles of Queens, Drones and Worker Honey Bees”, www.thoughtco.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  10. “Fact Sheet: Bees”, www.earthday.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  11. “The language of bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  12. “Why bees are important”, www.sustainweb.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  13. “The Incredible Diversity of Bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  14. “Beekeeping for Beginners Step By Step”, www.thespruce.com, Retrieved 1-9-2019. Edited.
  15. “The Bees in Your Backyard: A Guide to North America’s Bees – Introduction”, assets.press.princeton.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  16. “Apocrita”, www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  17. Hannah Vickers (17-7-2018), “Why are bees important? And how you can help them”، www.woodlandtrust.org.uk, Retrieved 26-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

نبذة عن النحل

يصنف النحل على اختلاف أنواعه البالغ عددها 20000 كنوع من الحشرات التي تعود في تصنيفها إلى رتيبة ذوات الخصر*، التي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، وتختلف هذه الأنواع في طبيعتها تبعاً لاختلاف أشكالها، وألوانها، وأحجامها، ويذكر أنّ حجم النحل البالغ يتراوح بين 2ملم- 4سم تقريباً، وأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبور،[١] كما يُلاحظ اختلاف في أنماط حياة كل نوع منها، والأماكن التي تتخذها بيوتاً، بالإضافة إلى مواسم نشاطها، ونوع الأزهار التي تزورها، فبعض أنواع النحل تقوم بعملية تلقيح الزهور تبعاً لموعد تفتُّحها وإنتاجها للرحيق، وهناك أنواع تمارس نشاط التلقيح خاصتها طوال النّهار، وأنواع أخرى عند الفجر، وثالثة ليلية تعمل في ضوء القمر،[٢] ورغم تعدد أنواع النحل ومواسم نشاطه إلى أنّه يقدم للعالم خدمة بيئية لا تقدّر بثمن، تكمن في كونّه المسؤول عن تلقيح 80% من النباتات المزهرة بالإضافة إلى تلقيح ما نسبته 75% من أشجار الفواكه، والخضروات، والمكسرات.[٣]

مستعمرة النحل

يعمل جميع أفراد مستعمرة النحل الواحدة بروح الفريق معاً على الرغم من تنوع المهام والمسميات فيها، حيث توجد فيها ملكات النحل، والعاملات، والذكور، التي تختلف في تركيبها ومهامها، لكن تبدأ جميعها كبيضة واحدة طولية الشكل توضع داخل أحد ثقوب المستعمرة لثلاثة أيام، ثم تفقس وتدخل طور اليرقة طالبةً العناية الحثيثة ليلاً ونهاراً، وتُغذّى بغذاء ملكات النحل الذي تصنعه العاملات في المستعمرة لعدة أيام، ثم تُغذى بما يسمى خبز النحل، وهو مزيج من العسل وغبار الطلع، وبعد ذلك تغلق أبواب الثقوب على اليرقة لمدة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين ليتسنى لها التحول إلى شرنقة، ثم تدخل بعدها طور الحشرة الكاملة التي لها جسم كامل، ورأس، وأجنحة.[٤]

أنواع النحل

النحل الطّنان

يتميّز النحل الطّنان (بالإنجليزية: Bumble bees) بحجمه الكبير نسبياً، وغطائه الفرويّ مقارنة بأنواع النحل الأخرى، كما يعرف بلونيه الأسود والأصفر بالغالب، وقد يمتلك بعضه لونين إضافيين هما الأبيض والبرتقالي، ومن الجدير بالذكر أن هنالك ما يقارب 25 نوعاً منه في شرق الولايات المتحدة.[٥]

النحل النجّار

يتخذ النحل النجّار (بالإنجليزية: Carpenter bees) من الخشب بيتاً، ويشبه النحل الطنّان لكنه يعدّ نحلاً انفرادياً، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تمييزه من خلال حجمه الكبير ولمعان بطنه الأسود، وينتشر هذا النوع من النحل في أنحاء شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يُذكر أنه يدخل في فترة سبات طوال فصل الشتاء يعقبها موسم تزاوج في فصل الربيع.[٥]

نحل العرق

يسمى نحل العَرَق (بالإنجليزية: Sweat bees) بهذا الاسم بسبب انجذاب بعض أنواعه لعَرَق الإنسان، ويتخذ في الأرض بيوتاً على الأغلب، إلا أن بعضه قد يعيش في الخشب، كما تعد بعض أنواع هذا النحل اجتماعية بطبعها لكنها تولي أمور مملكتها لملكة واحدة، في حين أنّ بعضها الآخر انفرادي يعيش خارج مستعمرة النحل، ويُشار إلى وجود أنواع طفيلية منه تعتمد في مواردها على أنواع النحل الأخرى، ويتميّز نحل العَرَق بلونه الداكن، أو الأخضر بشكل كامل، أو بجزء أخضر فقط.[٥]

النحل الحفّار

يعيش النحل الحفّار (بالإنجليزية: Mining bees) في الأرض، حيث يحفر الأنفاق التي تتفرع إلى حجرات مستقلة تحتوي على مزيج من غبار الطلع والرحيق المُعَدّ لمساعدة البويضات على التطور ليرقات استعداداً لانطلاقها في فصل الربيع أو الصيف.[٥]

النحل البنَّاء

ويسمى النحل البنّاء (بالإنجليزية: Mason bees)، وهو نوع يعيش في أغصان الأشجار المجوفة، أو في الأماكن ذات التجاويف، كما أنه يستخدم الطين كمقصورات بين مكان وضع كل بيضة والأخرى، وتتميز هذه النحلات بلونيها الأخضر أو الأزرق اللامعين، أو اللون الأسود، كما تعرف إناثها بأنها انفرادية تعيش بشكل منفصل عن المستعمرة.[٥]

النحل القارض

ويسمى النحل القارض (بالإنجليزية: Leafcutter bees) بهذا الاسم لأنه يقوم بقطع دوائر من الأوراق ومن ثم باستخدامها في بيوته التي يضعها في معظم الأحيان في الأخشاب أو السيقان المجوفة، أو في الأرض، أو في أي شقٍ مثل شقوق الخرسانة مثلاً، ويتميّز هذا النوع من النحل بحمل حبوب اللقاح على الجزء السفلي من بطنه على خلاف معظم أنواع النحل الأخرى حيث تحمله على أرجلها، كما تصنّف معظم أنواعه بأنها فرادية.[٥]

نحل العسل الأوروبي

ويسمى نحل العسل الأوروبي (بالإنجليزية: European honey bee)، تباعاً لاسمه فإن هذا النوع ذو اللون الذهبي أو الأصفر المائل إلى البني والذي يبلغ حجمه 1.25سم تقريباً لم يكن معروفاً في أمريكا حتى أحضره المستعمرون الأوروبييون في القرن السادس عشر، ويعرف عن هذا النوع من النحل أنه نوع اجتماعي يعيش بتكامل داخل المستعمرة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن معظم النحل يكون انفرادي، باستثناء نحل العسل وأنواع قليلة أخرى الذي يعيش على شكل مستعمرات كبيرة، وعندما يتعرض هذا النوع من النحل إلى الخطر يُظهر عدوانيته للدفاع عن نفسه، وذلك عن طريق إبرة شائكة تخرج من بطنه، ويغرسها بجسم المعتدي، وخلال هذه العملية يتمزق جلده، ويفقد أجزاء من أحشائه وأعضائه الداخلية فيموت بعد بعض دقائق، ولكن هناك أنواع لا تحتوي على الإبرة الشائكة مما يساعدها ذلك على اللدغ لأكثر من مرة، وفي أمريكا الشمالية فقط نحل العسل من يصنع العسل، أما النحل الآخر مثل: نحل الطنان فيخزن الرحيق وتختلف طبيعة المادة أوالرحيق المُخزن بينهما.[٥]

يتكون قرص العسل بجميع أنواع نحل العسل من خلايا شمعية بيضاء سداسية الشكل، وهي مادة تفرز من الغدد البطنية للنحل العامل، ويتم مضغها ووضعها داخل قوالب على شكل رقائق صغيرة، كما أنها محاطة بالعكبر أو صمغ النحل أو البروبوليس (بالإنجليزية: Propolis) وهي عبارة عن مادة بلسمية شمعية تجمعه نحلات العسل من براعم وعصارة الأشجار أو مصادر أخرى، ويتم تخزين العسل في هذا القرص، ومن ناحية أخرى يتنقل نحل العسل من موقع لآخر عن طريق التكاثر؛ بحيث جزء من نحل المستعمرة يغادرها مع الملكة القديمة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن نحل العسل يهرب عادةً عندما يشعر بالتهديد لمستعمرته أو نفاذ المؤن والغذاء.[٦]

تركيب النحل

يتركب جسم النحلة كما بقية الحشرات من الرأس، والبطن، والصدر، وستة من الأرجل وزوجين من الأجنحة، وفيما يلي ذكر مفصل للأجزاء التي يتكون منها كل عضو من هذه الأعضاء:[٧]

  • الرأس ويتكوّن من:
    • قرني استشعار للمس والشم.
    • عينين مركبتين.
    • ثلاثة عيون بسيطة.
    • فك سفلي يستخدم للقضم والحفر.
  • الصدر ويتكوّن من:
    • زوجين من الأجنحة الغشائية.
    • ثلاثة أزواج من الأرجل.
  • البطن ويتكون من:
    • تنقسم بالإناث إلى ست قطع، وسبعة في الذكور.
    • غدد شمعية داخلية.
    • الإبرة عند الإناث.
    • شعر متفرع.

بعض إناث النحل لديها خصلة شعر صغيرة تشبه الفرشاة ليتجمع عليها غبار الطلع على ساق النحلة.

غذاء النحل

يبدو النحل انتقائياً فيما يخص موضوع الغذاء، فقد تجد النحل يَحطُّ على العديد من أنواع الزهور إلى أنه نادراً ما يجمع حبوب اللقاح منها، ويعرف عن النحل اعتماده على الرحيق في تغذيته لِما يوفره له من مصدر للكربوهيدرات والماء، بالإضافة إلى اعتماده على حبوب اللقاح التي تعد من مصادر البروتين، والأحماض الأمينية، والدهون، والليبيدات، والستيرول، والكولسترول بالنسبة للعديد من أنواع النحل، كما لوحظ وجود تأثير لتنوع النباتات الموجودة حول مستعمرة ما على نمو اليرقات فيها.[٥]

السلوك الاجتماعي للنحل

ينقسم السلوك الاجتماعي للنحل إلى نوعين رئيسيين، وهو كما يأتي:[٨]

النحل الانفرادي

يتصف هذا النوع من النحل بالعزلة والانفراد، ولا يعتمد على مساعدة النحل الآخر، فكل أنثى تنشىء الملجأ الخاص بها، ووظيفتها جمع  الغذاء الوفير للصغار أو اليرقات، ومن الجدير بالإشارة إليه أنها ببعض الأحيان قد تغادر أو تموت قبل نضوج النسل، وفي حالة من الحالات التي يطلق عليها بالعلاقة شبه اجتماعية تقوم الأنثى بالاهتمام بهم بدلاً من تخزين الغذاء والحصول عليه، وهناك  نحل قد يتشابه مع النحل الانفرادي عدا أن الإناث تستخدم نفس العش وتصنع كل منها خليتها وغرفتها الخاصة لتبيت فيها، وتضع يرقاتها بها ويُطلق عليه بالنحل الطائفي.  

النحل الاجتماعي

يتكون هذا المجتمع من مستعمرات كبيرة وخاصة، وتنشئ الإناث ملجأ واحد لهم جميعاً، و تتكون من: الملكات المسؤولة عن التزاوج، وتكون أكبر حجماً من النحل العامل، والعاملات ووظيفتها الاهتمام بالحاضنة، والبحث عن مؤن، والحراسة، كما أنها غير قادرة على التزاوج، ومن الجدير بالإشارة إليه أن ذكر النحل لا يمثل جزءاً من منظومة المستعمرة، ووظيفته الوحيدة التزاوج مع الملكة،[٩]ومن النحل الاجتماعي من يتصف بالسلوك التعاوني العالي والذي ينشأ على شكل جماعات، وبالجانب الآخر هناك نوع بدائي الحياة الاجتماعية يكون على شكل مستعمرات صغيرة، ويختلف بالمظهر والسلوك.

مواطن النحل

يتوّزع النحل في جميع أنواع المناخات على اختلافها في جميع أنحاء العالم من غابات أوروبا إلى صحارى إفريقيا وحتى المنطقة القطبية الشمالية، على عكس نحل العسل، والنحل البري الموجود في الولايات المتحدة.[١٠]

لغة النحل

يحتاج النحل كما حال معظم الحيوانات الذكية إلى لغة تواصل فيما بينه تساعده على التعبير عن حاجاته فيما يخصُّ مواقع وجود الغذاء، أو تحديد مواقع الخلايا الجديدة مثلاً، وتتمثل هذه اللغة بطرق ثلاث هي:[١١]
  • اللمس: حيث يُعدُّ اللمس الذي يتم بين قرون استشعار أفراد النحل وسيلة للتعرف على بعضهم البعض وتحديد هوياتهم، كما يعدّ اللمس بالأرجل طريقة لقياس حجم قرص العسل، وهو الأمر الذي يجعل النحل حريصاً على إبقاء قرونها الاستشعارية نظيفة.
  • الفيرمونات: تعطي الفيرمونات التي يطلقها أفراد النحل رائحة مميزة للمستعمرة تساعدهم على التعرف على بعضهم البعض، كما تستخدم الملكة فيرموناتها الخاصة لمنع إناث المستعمرة من وضع البيوض، ويُضاف إلى ذلك إفراز بعض الفيرمونات عند الشعور بتهديد ما في المحيط.
  • الرقص: قد يبدو الرقص وسيلة غير مألوفة من وسائل التواصل، إلا أنّه يعد وسيلة إيقاعية فاعلة ينبئُ بها النحل العائد من رحلة البحث عن مكان مستعمرة جديد بصلاحية ذلك المكان وجودته، فيما تنضم النحلات المؤيدات لهذا المكان إلى مجموعة النحل الراقص بتأدية حركات راقصة معقدة تعبيراً عن قبولها، حيث لا يتم نقل النحل إلا عند الوصول إلى قرار بالإجماع على الموقع الجديد.

في حقيقة الأمر شعور النحل بالخطر هو ما يدفعها لاستخدام الإبرة، فتقوم بتحذير الشخص المقترب منها عن طريق الأزير أو الطنين الذي تصدره، ويختلف نحل العسل عن النحل الإفريقي بأمر مطاردة أو تتبع المتعدي عليه، وفور التخلص من المصدر المهدد يباشروا بإكمال عملهم، والعودة للوضع الطبيعي.

أهمية النحل في تلقيح النباتات

يُعدّ نحل العسل من أهم ملقحات المحاصيل في العالم نظراً لكونه النوع الأكثر انتشاراً من الأنواع الأخرى، وتشير التقديرات إلى أن ثلث الطعام المستهلك يومياً يعتمد على التلقيح الذي يقوم به النحل بشكل رئيسي جنباً إلى جنب مع الطيور والحشرات الأخرى والخفافيش، فعلى سبيل المثال يؤدي نحل العسل دوراً أساسيا في تلقيح حوالي 80% من المحاصيل التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قُدّرت مساهمة نحل العسل في الاقتصاد البريطاني عام 2008م بنحو 165 مليون جنيه استرليني.[١٢]

تبدأ رحلة التلقيح في النباتات عندما تبدي النباتات استعداداً لهذه لعملية، والتي تنتقل فيها حبوب اللقاح من الجزء الذكري في النباتات إلى الجزء الأنثوي فيها بطرق عدة يعتبر النحل إحداها، إذا يتعاطى النحل خلال عملية التلقيح هذه مع النباتات وفقاً لطبيعتها، ففي الحين الذي يتم به نقل حبوب اللقاح من الأجزاء الذكرية إلى الأجزاء الأنثوية بيسرٍ وسهولة تحتاج بعض النباتات مثل الطماطم والبطاطس إلى رجّة تعمل على هزِّ حبوب اللقاح في النبتة بقدر كافٍ لإتمام عملية التلقيح هذه مما يؤدي إلى انتشار الحبوب ووصولها إلى الجزء الأنثوي، أو بحملها عبر الزغب على جسم النحلة بعد التصاقها عليه.[٥]

كما وُجد أن هناك علاقة طردية بين حجم النحلة المختلف باختلاف أنواعها والمسافة التي تستطيع قطعها خلال عملية التلقيح، ففي الحين الذي تستطيع به بعض أنواع النحل السفر في رحلتها إلى مسافة تقدر بالأميال، تنحصر المسافة التي تستطيع أنواع أخرى من النحل قطعها في الآف المترات تبعاً لحجمها، ويذكر أنّ حبوب اللقاح التي يعمل النحل على جمعها قد تكون نقية تحتوي على نوع واحد من حبوب اللقاح، أو مختلطة تحتوي على أنواع عدة قام النحل بجمعها من نباتات مختلفة أثناء رحلته.[٥]

بعض سلوكيات النحل

يُلاحظ للنحل مجموعة من السلوكيات الرائعة، والتي قد توصف في الغريبة في بعض الأحيان، ومنها:[١٣]

  • يستطيع نحل العرق القيام بتلقيح النباتات التي تزهر ليلاً مستعيناً بضوء القمر والنجوم.
  • تقوم ملكة النحل الطنّان ببناء أعشاش صغيرة لوضع بيوضها فيها، كما تحرص على إبقائها دافئة ضمن درجة الحرارة الكافية لتحوّلها إلى يرقات وذلك عن طريق الجلوس عليها، فيما تضع وعاء مملوءاً بالرحيق إلى جانبها لمساعدتها على تغذية نفسها دون أن تضطر لمغادرة بيوضها تلك.
  • تستطيع بعض أنواع النحل تحديد نوع النباتات ذات الأزهار الغنية بالرحيق من خلال قياس الشحنة الكهربائية الموجبة التي تصدرها هذه النباتات وتذكر بصمتها للتوجه إليها في المرات المقبلة.

تربية النحل

تتطلب عملية تربية النحل أموراً عدة تحصر فيما يأتي:[١٤]

  • شراء النحل: يُطلب النحل من جمعيات تربية النحل بحلول شهر كانون الثاني حتى يتم شحنه ووصوله في شهر نيسان أو أيّار.
  • اختيار نمط الخلية: يُعد اختيار نوع الخلية أمراً عائداً لمن يريد تربية النحل، حيث إنّ هناك شكلين من أشكال الخلايا، فهناك الخلايا الحديثة العمودية وتسمى بقفيرة لانجستروث (بالإنجليزية :Langstroth hive) وخلايا أفقية لها.
  • الحصول على اللوازم: تتطلب تربية النحل من الفرد الحصول على لوازم مناسبة لهذه العملية، مثل الملابس الواقية ولوازم التغذية.
  • وضع النحل في الخلية: يوضع النحل فور وصوله في الخلية التي أعدت مسبقاً لذلك، مع إتاحة الوقت اللازم لاستقراره في خليته الجديدة.
  • مراقبة الخلية: إنّ مراقبة نشاط النحل داخل الخلية باستمرار وفحصه بشكل مستمر هو أمر ضروري للاطمئنان على صحته وضمان الحصول على العسل المرغوب فيه وقت الحصاد.

مهددات وحلول

تُظهر بعض أنواع النحل حول العالم انخفاضاً في وفرتها ومدى انتشارها، الأمر الذي يعزوه الباحثون إلى أمور عدة يذكر منها ما يأتي: [٥]

  • تغيُّر المناخ: يعتبر تغيُّر المناخ العالمي وما يتبعه من مظاهر مناخية تتمثل بالاحترار، والعواصف الشديدة، والأمطار المتكررة والجفاف من الأمور التي يمكن أن تؤثر على وفرة أنواع النحل في العالم.
  • المبيدات الحشرية: إن استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات بما تحويه من مواد كيميائية ضارة يشكل تهديداً واضحاً بالنسبة للنحل لا سيما بعد اتساع نطاق استخدامها في بداية تسعينيات القرن الحالي.
  • فقدان الموائل: يعتبر فقدان الموائل هو النشاط البشري الأخطر والأكثر تدميراً للنحل البري بما يحتويه من تدمير، أو تجزئة لهذه الموائل.
  • انتشار مسببات الأمراض: بعض أنواع النحل التجاري مثل: نحل العسل والنحل الطنان، يمتاز هذا النوع من النحل بالتنقل المستمر، وخلال ذلك قد يصطدم بالعديد من الآفات والأمراض الضارة، ويشمل بعض أنواع الطفيليات، والفطريات، والفيروسات، والبكتيريا.
  • غزو الأنواع الدخيلة: تساهم بعض الكائنات الحية الغريبة والنباتات بتدمير العديد من أنواع المُلقحات الضرورية، وقد تقوم بانتزاعها، فعلى سبيل المثال قد يجتاح نوع غريب من النباتات ملجأ ملائم لنوع معين من النحل، و تسبب بتشريده .

يستطيع الأفراد المساعدة في الحفاظ على أنواع النحل باتّخاذ تدابير عدّة قد تتمثل فيما يأتي:[٧]

  • زراعة النباتات المزهرة على مدار الفصول لإنتاج أكبر قدر ممكن من حبوب اللقاح والرحيق.
  • توفير الموائل التي قد تكون مناسبة لتعشيش النحل مثل: كمية من الرمال، أو جذع شجرة ميت.
  • شراء أو بناء منازل خاصة للنحل حيث تعد متوافرة في الأسواق.

الفرق بين النحل والدبور

يتميَز الدبور في مملكة النحل عن النحلة فيها بعدة أمور وهي:[١٥]

وجه الاختلاف النحلة الدبور
الجسم جسم عريض جسمه نحيل مع خصر رفيع
وجود الشعر ليس هناك شعر فضي على الوجه مع وجود شعر على عموم الجسم هناك شعر فضي على الوجه ولا وجود للشعر على بقية الأجزاء
جمع حبوب اللقاح تجمع حبوب اللقاح بواسطة شعيرات على الأرجل أو أسفل البطن لدى الإناث ليس هناك شعر لجمع حبوب اللقاح
الأرجل تمتلكك أرجلاً بدينة مع القليل من الزَّغَب عليها تمتلك أرجلاً طويلة عليها الزَّغَب.

الهوامش

*ذوات الخصر: رتيبة تتبع رتبة غِشائيات الأجنحة في تصنيف الحيوانات، حيث تشمل كل من النمل، والنحل، والدبور، وغيرها.[١٦]

فوائد النحل

تتعدّد فوائد النحل، فبالإضافة إلى إنتاجه للعسل الذي يُعدّ سائلاً سكرياً حلو المذاق، وذو قيمة كبيرة لكونه منتجاً غنياً بالطاقة والخصائص العلاجية، فإنّ النحل يلعب أيضاً دوراً هامّاً في عملية تلقيح النباتات التي تُعدّ أساس نموّ العديد من المحاصيل الزراعية، والخضراوات، والفواكه المختلفة، والتي تشكّل مصدر غذاء للحيوانات والبشر، وعلى الرغم من تنوّع وسائل التلقيح التي تشمل الحشرات، والرياح، والطيور، والخفافيش، إلّا أنّ النحل هو أحد أهمّ هذه الملقّحات، ويعود السبب في ذلك إلى قدرته على تلقيح النباتات على نطاق واسع، ومن أهمّ المحاصيل التي تعتمد في تلقيحها على النحل؛ البروكلي، و الخيار، والفراولة، والمشمش، والتفاح، والطماطم، واللوز، ويجدر بالذكر أنّه وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة فإنّ ما يُقارب 80% من إجمالي النباتات الزهرية حول العالم تعتمد في تلقيحها على الحشرات بما في ذلك النحل.[١٧]

المراجع

  1. “Bee”, www.britannica.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  2. “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov. Edited.
  3. “Bee Basics: An Introduction to Our Native Bees”, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 1-9-2019.
  4. “Life Cycle of a Bee”, study.com, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز “A Review on Bees “, ag.umass.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  6. “Honey Bees and Their Homes”, cals.arizona.edu, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  8. Charles Duncan Michener, The Bees of the World, Volume 1, Page 9. Edited.
  9. “The Roles of Queens, Drones and Worker Honey Bees”, www.thoughtco.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  10. “Fact Sheet: Bees”, www.earthday.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  11. “The language of bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  12. “Why bees are important”, www.sustainweb.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  13. “The Incredible Diversity of Bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  14. “Beekeeping for Beginners Step By Step”, www.thespruce.com, Retrieved 1-9-2019. Edited.
  15. “The Bees in Your Backyard: A Guide to North America’s Bees – Introduction”, assets.press.princeton.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  16. “Apocrita”, www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  17. Hannah Vickers (17-7-2018), “Why are bees important? And how you can help them”، www.woodlandtrust.org.uk, Retrieved 26-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

نبذة عن النحل

يصنف النحل على اختلاف أنواعه البالغ عددها 20000 كنوع من الحشرات التي تعود في تصنيفها إلى رتيبة ذوات الخصر*، التي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، وتختلف هذه الأنواع في طبيعتها تبعاً لاختلاف أشكالها، وألوانها، وأحجامها، ويذكر أنّ حجم النحل البالغ يتراوح بين 2ملم- 4سم تقريباً، وأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبور،[١] كما يُلاحظ اختلاف في أنماط حياة كل نوع منها، والأماكن التي تتخذها بيوتاً، بالإضافة إلى مواسم نشاطها، ونوع الأزهار التي تزورها، فبعض أنواع النحل تقوم بعملية تلقيح الزهور تبعاً لموعد تفتُّحها وإنتاجها للرحيق، وهناك أنواع تمارس نشاط التلقيح خاصتها طوال النّهار، وأنواع أخرى عند الفجر، وثالثة ليلية تعمل في ضوء القمر،[٢] ورغم تعدد أنواع النحل ومواسم نشاطه إلى أنّه يقدم للعالم خدمة بيئية لا تقدّر بثمن، تكمن في كونّه المسؤول عن تلقيح 80% من النباتات المزهرة بالإضافة إلى تلقيح ما نسبته 75% من أشجار الفواكه، والخضروات، والمكسرات.[٣]

مستعمرة النحل

يعمل جميع أفراد مستعمرة النحل الواحدة بروح الفريق معاً على الرغم من تنوع المهام والمسميات فيها، حيث توجد فيها ملكات النحل، والعاملات، والذكور، التي تختلف في تركيبها ومهامها، لكن تبدأ جميعها كبيضة واحدة طولية الشكل توضع داخل أحد ثقوب المستعمرة لثلاثة أيام، ثم تفقس وتدخل طور اليرقة طالبةً العناية الحثيثة ليلاً ونهاراً، وتُغذّى بغذاء ملكات النحل الذي تصنعه العاملات في المستعمرة لعدة أيام، ثم تُغذى بما يسمى خبز النحل، وهو مزيج من العسل وغبار الطلع، وبعد ذلك تغلق أبواب الثقوب على اليرقة لمدة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين ليتسنى لها التحول إلى شرنقة، ثم تدخل بعدها طور الحشرة الكاملة التي لها جسم كامل، ورأس، وأجنحة.[٤]

أنواع النحل

النحل الطّنان

يتميّز النحل الطّنان (بالإنجليزية: Bumble bees) بحجمه الكبير نسبياً، وغطائه الفرويّ مقارنة بأنواع النحل الأخرى، كما يعرف بلونيه الأسود والأصفر بالغالب، وقد يمتلك بعضه لونين إضافيين هما الأبيض والبرتقالي، ومن الجدير بالذكر أن هنالك ما يقارب 25 نوعاً منه في شرق الولايات المتحدة.[٥]

النحل النجّار

يتخذ النحل النجّار (بالإنجليزية: Carpenter bees) من الخشب بيتاً، ويشبه النحل الطنّان لكنه يعدّ نحلاً انفرادياً، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تمييزه من خلال حجمه الكبير ولمعان بطنه الأسود، وينتشر هذا النوع من النحل في أنحاء شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يُذكر أنه يدخل في فترة سبات طوال فصل الشتاء يعقبها موسم تزاوج في فصل الربيع.[٥]

نحل العرق

يسمى نحل العَرَق (بالإنجليزية: Sweat bees) بهذا الاسم بسبب انجذاب بعض أنواعه لعَرَق الإنسان، ويتخذ في الأرض بيوتاً على الأغلب، إلا أن بعضه قد يعيش في الخشب، كما تعد بعض أنواع هذا النحل اجتماعية بطبعها لكنها تولي أمور مملكتها لملكة واحدة، في حين أنّ بعضها الآخر انفرادي يعيش خارج مستعمرة النحل، ويُشار إلى وجود أنواع طفيلية منه تعتمد في مواردها على أنواع النحل الأخرى، ويتميّز نحل العَرَق بلونه الداكن، أو الأخضر بشكل كامل، أو بجزء أخضر فقط.[٥]

النحل الحفّار

يعيش النحل الحفّار (بالإنجليزية: Mining bees) في الأرض، حيث يحفر الأنفاق التي تتفرع إلى حجرات مستقلة تحتوي على مزيج من غبار الطلع والرحيق المُعَدّ لمساعدة البويضات على التطور ليرقات استعداداً لانطلاقها في فصل الربيع أو الصيف.[٥]

النحل البنَّاء

ويسمى النحل البنّاء (بالإنجليزية: Mason bees)، وهو نوع يعيش في أغصان الأشجار المجوفة، أو في الأماكن ذات التجاويف، كما أنه يستخدم الطين كمقصورات بين مكان وضع كل بيضة والأخرى، وتتميز هذه النحلات بلونيها الأخضر أو الأزرق اللامعين، أو اللون الأسود، كما تعرف إناثها بأنها انفرادية تعيش بشكل منفصل عن المستعمرة.[٥]

النحل القارض

ويسمى النحل القارض (بالإنجليزية: Leafcutter bees) بهذا الاسم لأنه يقوم بقطع دوائر من الأوراق ومن ثم باستخدامها في بيوته التي يضعها في معظم الأحيان في الأخشاب أو السيقان المجوفة، أو في الأرض، أو في أي شقٍ مثل شقوق الخرسانة مثلاً، ويتميّز هذا النوع من النحل بحمل حبوب اللقاح على الجزء السفلي من بطنه على خلاف معظم أنواع النحل الأخرى حيث تحمله على أرجلها، كما تصنّف معظم أنواعه بأنها فرادية.[٥]

نحل العسل الأوروبي

ويسمى نحل العسل الأوروبي (بالإنجليزية: European honey bee)، تباعاً لاسمه فإن هذا النوع ذو اللون الذهبي أو الأصفر المائل إلى البني والذي يبلغ حجمه 1.25سم تقريباً لم يكن معروفاً في أمريكا حتى أحضره المستعمرون الأوروبييون في القرن السادس عشر، ويعرف عن هذا النوع من النحل أنه نوع اجتماعي يعيش بتكامل داخل المستعمرة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن معظم النحل يكون انفرادي، باستثناء نحل العسل وأنواع قليلة أخرى الذي يعيش على شكل مستعمرات كبيرة، وعندما يتعرض هذا النوع من النحل إلى الخطر يُظهر عدوانيته للدفاع عن نفسه، وذلك عن طريق إبرة شائكة تخرج من بطنه، ويغرسها بجسم المعتدي، وخلال هذه العملية يتمزق جلده، ويفقد أجزاء من أحشائه وأعضائه الداخلية فيموت بعد بعض دقائق، ولكن هناك أنواع لا تحتوي على الإبرة الشائكة مما يساعدها ذلك على اللدغ لأكثر من مرة، وفي أمريكا الشمالية فقط نحل العسل من يصنع العسل، أما النحل الآخر مثل: نحل الطنان فيخزن الرحيق وتختلف طبيعة المادة أوالرحيق المُخزن بينهما.[٥]

يتكون قرص العسل بجميع أنواع نحل العسل من خلايا شمعية بيضاء سداسية الشكل، وهي مادة تفرز من الغدد البطنية للنحل العامل، ويتم مضغها ووضعها داخل قوالب على شكل رقائق صغيرة، كما أنها محاطة بالعكبر أو صمغ النحل أو البروبوليس (بالإنجليزية: Propolis) وهي عبارة عن مادة بلسمية شمعية تجمعه نحلات العسل من براعم وعصارة الأشجار أو مصادر أخرى، ويتم تخزين العسل في هذا القرص، ومن ناحية أخرى يتنقل نحل العسل من موقع لآخر عن طريق التكاثر؛ بحيث جزء من نحل المستعمرة يغادرها مع الملكة القديمة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن نحل العسل يهرب عادةً عندما يشعر بالتهديد لمستعمرته أو نفاذ المؤن والغذاء.[٦]

تركيب النحل

يتركب جسم النحلة كما بقية الحشرات من الرأس، والبطن، والصدر، وستة من الأرجل وزوجين من الأجنحة، وفيما يلي ذكر مفصل للأجزاء التي يتكون منها كل عضو من هذه الأعضاء:[٧]

  • الرأس ويتكوّن من:
    • قرني استشعار للمس والشم.
    • عينين مركبتين.
    • ثلاثة عيون بسيطة.
    • فك سفلي يستخدم للقضم والحفر.
  • الصدر ويتكوّن من:
    • زوجين من الأجنحة الغشائية.
    • ثلاثة أزواج من الأرجل.
  • البطن ويتكون من:
    • تنقسم بالإناث إلى ست قطع، وسبعة في الذكور.
    • غدد شمعية داخلية.
    • الإبرة عند الإناث.
    • شعر متفرع.

بعض إناث النحل لديها خصلة شعر صغيرة تشبه الفرشاة ليتجمع عليها غبار الطلع على ساق النحلة.

غذاء النحل

يبدو النحل انتقائياً فيما يخص موضوع الغذاء، فقد تجد النحل يَحطُّ على العديد من أنواع الزهور إلى أنه نادراً ما يجمع حبوب اللقاح منها، ويعرف عن النحل اعتماده على الرحيق في تغذيته لِما يوفره له من مصدر للكربوهيدرات والماء، بالإضافة إلى اعتماده على حبوب اللقاح التي تعد من مصادر البروتين، والأحماض الأمينية، والدهون، والليبيدات، والستيرول، والكولسترول بالنسبة للعديد من أنواع النحل، كما لوحظ وجود تأثير لتنوع النباتات الموجودة حول مستعمرة ما على نمو اليرقات فيها.[٥]

السلوك الاجتماعي للنحل

ينقسم السلوك الاجتماعي للنحل إلى نوعين رئيسيين، وهو كما يأتي:[٨]

النحل الانفرادي

يتصف هذا النوع من النحل بالعزلة والانفراد، ولا يعتمد على مساعدة النحل الآخر، فكل أنثى تنشىء الملجأ الخاص بها، ووظيفتها جمع  الغذاء الوفير للصغار أو اليرقات، ومن الجدير بالإشارة إليه أنها ببعض الأحيان قد تغادر أو تموت قبل نضوج النسل، وفي حالة من الحالات التي يطلق عليها بالعلاقة شبه اجتماعية تقوم الأنثى بالاهتمام بهم بدلاً من تخزين الغذاء والحصول عليه، وهناك  نحل قد يتشابه مع النحل الانفرادي عدا أن الإناث تستخدم نفس العش وتصنع كل منها خليتها وغرفتها الخاصة لتبيت فيها، وتضع يرقاتها بها ويُطلق عليه بالنحل الطائفي.  

النحل الاجتماعي

يتكون هذا المجتمع من مستعمرات كبيرة وخاصة، وتنشئ الإناث ملجأ واحد لهم جميعاً، و تتكون من: الملكات المسؤولة عن التزاوج، وتكون أكبر حجماً من النحل العامل، والعاملات ووظيفتها الاهتمام بالحاضنة، والبحث عن مؤن، والحراسة، كما أنها غير قادرة على التزاوج، ومن الجدير بالإشارة إليه أن ذكر النحل لا يمثل جزءاً من منظومة المستعمرة، ووظيفته الوحيدة التزاوج مع الملكة،[٩]ومن النحل الاجتماعي من يتصف بالسلوك التعاوني العالي والذي ينشأ على شكل جماعات، وبالجانب الآخر هناك نوع بدائي الحياة الاجتماعية يكون على شكل مستعمرات صغيرة، ويختلف بالمظهر والسلوك.

مواطن النحل

يتوّزع النحل في جميع أنواع المناخات على اختلافها في جميع أنحاء العالم من غابات أوروبا إلى صحارى إفريقيا وحتى المنطقة القطبية الشمالية، على عكس نحل العسل، والنحل البري الموجود في الولايات المتحدة.[١٠]

لغة النحل

يحتاج النحل كما حال معظم الحيوانات الذكية إلى لغة تواصل فيما بينه تساعده على التعبير عن حاجاته فيما يخصُّ مواقع وجود الغذاء، أو تحديد مواقع الخلايا الجديدة مثلاً، وتتمثل هذه اللغة بطرق ثلاث هي:[١١]
  • اللمس: حيث يُعدُّ اللمس الذي يتم بين قرون استشعار أفراد النحل وسيلة للتعرف على بعضهم البعض وتحديد هوياتهم، كما يعدّ اللمس بالأرجل طريقة لقياس حجم قرص العسل، وهو الأمر الذي يجعل النحل حريصاً على إبقاء قرونها الاستشعارية نظيفة.
  • الفيرمونات: تعطي الفيرمونات التي يطلقها أفراد النحل رائحة مميزة للمستعمرة تساعدهم على التعرف على بعضهم البعض، كما تستخدم الملكة فيرموناتها الخاصة لمنع إناث المستعمرة من وضع البيوض، ويُضاف إلى ذلك إفراز بعض الفيرمونات عند الشعور بتهديد ما في المحيط.
  • الرقص: قد يبدو الرقص وسيلة غير مألوفة من وسائل التواصل، إلا أنّه يعد وسيلة إيقاعية فاعلة ينبئُ بها النحل العائد من رحلة البحث عن مكان مستعمرة جديد بصلاحية ذلك المكان وجودته، فيما تنضم النحلات المؤيدات لهذا المكان إلى مجموعة النحل الراقص بتأدية حركات راقصة معقدة تعبيراً عن قبولها، حيث لا يتم نقل النحل إلا عند الوصول إلى قرار بالإجماع على الموقع الجديد.

في حقيقة الأمر شعور النحل بالخطر هو ما يدفعها لاستخدام الإبرة، فتقوم بتحذير الشخص المقترب منها عن طريق الأزير أو الطنين الذي تصدره، ويختلف نحل العسل عن النحل الإفريقي بأمر مطاردة أو تتبع المتعدي عليه، وفور التخلص من المصدر المهدد يباشروا بإكمال عملهم، والعودة للوضع الطبيعي.

أهمية النحل في تلقيح النباتات

يُعدّ نحل العسل من أهم ملقحات المحاصيل في العالم نظراً لكونه النوع الأكثر انتشاراً من الأنواع الأخرى، وتشير التقديرات إلى أن ثلث الطعام المستهلك يومياً يعتمد على التلقيح الذي يقوم به النحل بشكل رئيسي جنباً إلى جنب مع الطيور والحشرات الأخرى والخفافيش، فعلى سبيل المثال يؤدي نحل العسل دوراً أساسيا في تلقيح حوالي 80% من المحاصيل التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قُدّرت مساهمة نحل العسل في الاقتصاد البريطاني عام 2008م بنحو 165 مليون جنيه استرليني.[١٢]

تبدأ رحلة التلقيح في النباتات عندما تبدي النباتات استعداداً لهذه لعملية، والتي تنتقل فيها حبوب اللقاح من الجزء الذكري في النباتات إلى الجزء الأنثوي فيها بطرق عدة يعتبر النحل إحداها، إذا يتعاطى النحل خلال عملية التلقيح هذه مع النباتات وفقاً لطبيعتها، ففي الحين الذي يتم به نقل حبوب اللقاح من الأجزاء الذكرية إلى الأجزاء الأنثوية بيسرٍ وسهولة تحتاج بعض النباتات مثل الطماطم والبطاطس إلى رجّة تعمل على هزِّ حبوب اللقاح في النبتة بقدر كافٍ لإتمام عملية التلقيح هذه مما يؤدي إلى انتشار الحبوب ووصولها إلى الجزء الأنثوي، أو بحملها عبر الزغب على جسم النحلة بعد التصاقها عليه.[٥]

كما وُجد أن هناك علاقة طردية بين حجم النحلة المختلف باختلاف أنواعها والمسافة التي تستطيع قطعها خلال عملية التلقيح، ففي الحين الذي تستطيع به بعض أنواع النحل السفر في رحلتها إلى مسافة تقدر بالأميال، تنحصر المسافة التي تستطيع أنواع أخرى من النحل قطعها في الآف المترات تبعاً لحجمها، ويذكر أنّ حبوب اللقاح التي يعمل النحل على جمعها قد تكون نقية تحتوي على نوع واحد من حبوب اللقاح، أو مختلطة تحتوي على أنواع عدة قام النحل بجمعها من نباتات مختلفة أثناء رحلته.[٥]

بعض سلوكيات النحل

يُلاحظ للنحل مجموعة من السلوكيات الرائعة، والتي قد توصف في الغريبة في بعض الأحيان، ومنها:[١٣]

  • يستطيع نحل العرق القيام بتلقيح النباتات التي تزهر ليلاً مستعيناً بضوء القمر والنجوم.
  • تقوم ملكة النحل الطنّان ببناء أعشاش صغيرة لوضع بيوضها فيها، كما تحرص على إبقائها دافئة ضمن درجة الحرارة الكافية لتحوّلها إلى يرقات وذلك عن طريق الجلوس عليها، فيما تضع وعاء مملوءاً بالرحيق إلى جانبها لمساعدتها على تغذية نفسها دون أن تضطر لمغادرة بيوضها تلك.
  • تستطيع بعض أنواع النحل تحديد نوع النباتات ذات الأزهار الغنية بالرحيق من خلال قياس الشحنة الكهربائية الموجبة التي تصدرها هذه النباتات وتذكر بصمتها للتوجه إليها في المرات المقبلة.

تربية النحل

تتطلب عملية تربية النحل أموراً عدة تحصر فيما يأتي:[١٤]

  • شراء النحل: يُطلب النحل من جمعيات تربية النحل بحلول شهر كانون الثاني حتى يتم شحنه ووصوله في شهر نيسان أو أيّار.
  • اختيار نمط الخلية: يُعد اختيار نوع الخلية أمراً عائداً لمن يريد تربية النحل، حيث إنّ هناك شكلين من أشكال الخلايا، فهناك الخلايا الحديثة العمودية وتسمى بقفيرة لانجستروث (بالإنجليزية :Langstroth hive) وخلايا أفقية لها.
  • الحصول على اللوازم: تتطلب تربية النحل من الفرد الحصول على لوازم مناسبة لهذه العملية، مثل الملابس الواقية ولوازم التغذية.
  • وضع النحل في الخلية: يوضع النحل فور وصوله في الخلية التي أعدت مسبقاً لذلك، مع إتاحة الوقت اللازم لاستقراره في خليته الجديدة.
  • مراقبة الخلية: إنّ مراقبة نشاط النحل داخل الخلية باستمرار وفحصه بشكل مستمر هو أمر ضروري للاطمئنان على صحته وضمان الحصول على العسل المرغوب فيه وقت الحصاد.

مهددات وحلول

تُظهر بعض أنواع النحل حول العالم انخفاضاً في وفرتها ومدى انتشارها، الأمر الذي يعزوه الباحثون إلى أمور عدة يذكر منها ما يأتي: [٥]

  • تغيُّر المناخ: يعتبر تغيُّر المناخ العالمي وما يتبعه من مظاهر مناخية تتمثل بالاحترار، والعواصف الشديدة، والأمطار المتكررة والجفاف من الأمور التي يمكن أن تؤثر على وفرة أنواع النحل في العالم.
  • المبيدات الحشرية: إن استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات بما تحويه من مواد كيميائية ضارة يشكل تهديداً واضحاً بالنسبة للنحل لا سيما بعد اتساع نطاق استخدامها في بداية تسعينيات القرن الحالي.
  • فقدان الموائل: يعتبر فقدان الموائل هو النشاط البشري الأخطر والأكثر تدميراً للنحل البري بما يحتويه من تدمير، أو تجزئة لهذه الموائل.
  • انتشار مسببات الأمراض: بعض أنواع النحل التجاري مثل: نحل العسل والنحل الطنان، يمتاز هذا النوع من النحل بالتنقل المستمر، وخلال ذلك قد يصطدم بالعديد من الآفات والأمراض الضارة، ويشمل بعض أنواع الطفيليات، والفطريات، والفيروسات، والبكتيريا.
  • غزو الأنواع الدخيلة: تساهم بعض الكائنات الحية الغريبة والنباتات بتدمير العديد من أنواع المُلقحات الضرورية، وقد تقوم بانتزاعها، فعلى سبيل المثال قد يجتاح نوع غريب من النباتات ملجأ ملائم لنوع معين من النحل، و تسبب بتشريده .

يستطيع الأفراد المساعدة في الحفاظ على أنواع النحل باتّخاذ تدابير عدّة قد تتمثل فيما يأتي:[٧]

  • زراعة النباتات المزهرة على مدار الفصول لإنتاج أكبر قدر ممكن من حبوب اللقاح والرحيق.
  • توفير الموائل التي قد تكون مناسبة لتعشيش النحل مثل: كمية من الرمال، أو جذع شجرة ميت.
  • شراء أو بناء منازل خاصة للنحل حيث تعد متوافرة في الأسواق.

الفرق بين النحل والدبور

يتميَز الدبور في مملكة النحل عن النحلة فيها بعدة أمور وهي:[١٥]

وجه الاختلاف النحلة الدبور
الجسم جسم عريض جسمه نحيل مع خصر رفيع
وجود الشعر ليس هناك شعر فضي على الوجه مع وجود شعر على عموم الجسم هناك شعر فضي على الوجه ولا وجود للشعر على بقية الأجزاء
جمع حبوب اللقاح تجمع حبوب اللقاح بواسطة شعيرات على الأرجل أو أسفل البطن لدى الإناث ليس هناك شعر لجمع حبوب اللقاح
الأرجل تمتلكك أرجلاً بدينة مع القليل من الزَّغَب عليها تمتلك أرجلاً طويلة عليها الزَّغَب.

الهوامش

*ذوات الخصر: رتيبة تتبع رتبة غِشائيات الأجنحة في تصنيف الحيوانات، حيث تشمل كل من النمل، والنحل، والدبور، وغيرها.[١٦]

فوائد النحل

تتعدّد فوائد النحل، فبالإضافة إلى إنتاجه للعسل الذي يُعدّ سائلاً سكرياً حلو المذاق، وذو قيمة كبيرة لكونه منتجاً غنياً بالطاقة والخصائص العلاجية، فإنّ النحل يلعب أيضاً دوراً هامّاً في عملية تلقيح النباتات التي تُعدّ أساس نموّ العديد من المحاصيل الزراعية، والخضراوات، والفواكه المختلفة، والتي تشكّل مصدر غذاء للحيوانات والبشر، وعلى الرغم من تنوّع وسائل التلقيح التي تشمل الحشرات، والرياح، والطيور، والخفافيش، إلّا أنّ النحل هو أحد أهمّ هذه الملقّحات، ويعود السبب في ذلك إلى قدرته على تلقيح النباتات على نطاق واسع، ومن أهمّ المحاصيل التي تعتمد في تلقيحها على النحل؛ البروكلي، و الخيار، والفراولة، والمشمش، والتفاح، والطماطم، واللوز، ويجدر بالذكر أنّه وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة فإنّ ما يُقارب 80% من إجمالي النباتات الزهرية حول العالم تعتمد في تلقيحها على الحشرات بما في ذلك النحل.[١٧]

المراجع

  1. “Bee”, www.britannica.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  2. “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov. Edited.
  3. “Bee Basics: An Introduction to Our Native Bees”, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 1-9-2019.
  4. “Life Cycle of a Bee”, study.com, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز “A Review on Bees “, ag.umass.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  6. “Honey Bees and Their Homes”, cals.arizona.edu, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  8. Charles Duncan Michener, The Bees of the World, Volume 1, Page 9. Edited.
  9. “The Roles of Queens, Drones and Worker Honey Bees”, www.thoughtco.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  10. “Fact Sheet: Bees”, www.earthday.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  11. “The language of bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  12. “Why bees are important”, www.sustainweb.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  13. “The Incredible Diversity of Bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  14. “Beekeeping for Beginners Step By Step”, www.thespruce.com, Retrieved 1-9-2019. Edited.
  15. “The Bees in Your Backyard: A Guide to North America’s Bees – Introduction”, assets.press.princeton.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  16. “Apocrita”, www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  17. Hannah Vickers (17-7-2018), “Why are bees important? And how you can help them”، www.woodlandtrust.org.uk, Retrieved 26-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

نبذة عن النحل

يصنف النحل على اختلاف أنواعه البالغ عددها 20000 كنوع من الحشرات التي تعود في تصنيفها إلى رتيبة ذوات الخصر*، التي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، وتختلف هذه الأنواع في طبيعتها تبعاً لاختلاف أشكالها، وألوانها، وأحجامها، ويذكر أنّ حجم النحل البالغ يتراوح بين 2ملم- 4سم تقريباً، وأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبور،[١] كما يُلاحظ اختلاف في أنماط حياة كل نوع منها، والأماكن التي تتخذها بيوتاً، بالإضافة إلى مواسم نشاطها، ونوع الأزهار التي تزورها، فبعض أنواع النحل تقوم بعملية تلقيح الزهور تبعاً لموعد تفتُّحها وإنتاجها للرحيق، وهناك أنواع تمارس نشاط التلقيح خاصتها طوال النّهار، وأنواع أخرى عند الفجر، وثالثة ليلية تعمل في ضوء القمر،[٢] ورغم تعدد أنواع النحل ومواسم نشاطه إلى أنّه يقدم للعالم خدمة بيئية لا تقدّر بثمن، تكمن في كونّه المسؤول عن تلقيح 80% من النباتات المزهرة بالإضافة إلى تلقيح ما نسبته 75% من أشجار الفواكه، والخضروات، والمكسرات.[٣]

مستعمرة النحل

يعمل جميع أفراد مستعمرة النحل الواحدة بروح الفريق معاً على الرغم من تنوع المهام والمسميات فيها، حيث توجد فيها ملكات النحل، والعاملات، والذكور، التي تختلف في تركيبها ومهامها، لكن تبدأ جميعها كبيضة واحدة طولية الشكل توضع داخل أحد ثقوب المستعمرة لثلاثة أيام، ثم تفقس وتدخل طور اليرقة طالبةً العناية الحثيثة ليلاً ونهاراً، وتُغذّى بغذاء ملكات النحل الذي تصنعه العاملات في المستعمرة لعدة أيام، ثم تُغذى بما يسمى خبز النحل، وهو مزيج من العسل وغبار الطلع، وبعد ذلك تغلق أبواب الثقوب على اليرقة لمدة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين ليتسنى لها التحول إلى شرنقة، ثم تدخل بعدها طور الحشرة الكاملة التي لها جسم كامل، ورأس، وأجنحة.[٤]

أنواع النحل

النحل الطّنان

يتميّز النحل الطّنان (بالإنجليزية: Bumble bees) بحجمه الكبير نسبياً، وغطائه الفرويّ مقارنة بأنواع النحل الأخرى، كما يعرف بلونيه الأسود والأصفر بالغالب، وقد يمتلك بعضه لونين إضافيين هما الأبيض والبرتقالي، ومن الجدير بالذكر أن هنالك ما يقارب 25 نوعاً منه في شرق الولايات المتحدة.[٥]

النحل النجّار

يتخذ النحل النجّار (بالإنجليزية: Carpenter bees) من الخشب بيتاً، ويشبه النحل الطنّان لكنه يعدّ نحلاً انفرادياً، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تمييزه من خلال حجمه الكبير ولمعان بطنه الأسود، وينتشر هذا النوع من النحل في أنحاء شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يُذكر أنه يدخل في فترة سبات طوال فصل الشتاء يعقبها موسم تزاوج في فصل الربيع.[٥]

نحل العرق

يسمى نحل العَرَق (بالإنجليزية: Sweat bees) بهذا الاسم بسبب انجذاب بعض أنواعه لعَرَق الإنسان، ويتخذ في الأرض بيوتاً على الأغلب، إلا أن بعضه قد يعيش في الخشب، كما تعد بعض أنواع هذا النحل اجتماعية بطبعها لكنها تولي أمور مملكتها لملكة واحدة، في حين أنّ بعضها الآخر انفرادي يعيش خارج مستعمرة النحل، ويُشار إلى وجود أنواع طفيلية منه تعتمد في مواردها على أنواع النحل الأخرى، ويتميّز نحل العَرَق بلونه الداكن، أو الأخضر بشكل كامل، أو بجزء أخضر فقط.[٥]

النحل الحفّار

يعيش النحل الحفّار (بالإنجليزية: Mining bees) في الأرض، حيث يحفر الأنفاق التي تتفرع إلى حجرات مستقلة تحتوي على مزيج من غبار الطلع والرحيق المُعَدّ لمساعدة البويضات على التطور ليرقات استعداداً لانطلاقها في فصل الربيع أو الصيف.[٥]

النحل البنَّاء

ويسمى النحل البنّاء (بالإنجليزية: Mason bees)، وهو نوع يعيش في أغصان الأشجار المجوفة، أو في الأماكن ذات التجاويف، كما أنه يستخدم الطين كمقصورات بين مكان وضع كل بيضة والأخرى، وتتميز هذه النحلات بلونيها الأخضر أو الأزرق اللامعين، أو اللون الأسود، كما تعرف إناثها بأنها انفرادية تعيش بشكل منفصل عن المستعمرة.[٥]

النحل القارض

ويسمى النحل القارض (بالإنجليزية: Leafcutter bees) بهذا الاسم لأنه يقوم بقطع دوائر من الأوراق ومن ثم باستخدامها في بيوته التي يضعها في معظم الأحيان في الأخشاب أو السيقان المجوفة، أو في الأرض، أو في أي شقٍ مثل شقوق الخرسانة مثلاً، ويتميّز هذا النوع من النحل بحمل حبوب اللقاح على الجزء السفلي من بطنه على خلاف معظم أنواع النحل الأخرى حيث تحمله على أرجلها، كما تصنّف معظم أنواعه بأنها فرادية.[٥]

نحل العسل الأوروبي

ويسمى نحل العسل الأوروبي (بالإنجليزية: European honey bee)، تباعاً لاسمه فإن هذا النوع ذو اللون الذهبي أو الأصفر المائل إلى البني والذي يبلغ حجمه 1.25سم تقريباً لم يكن معروفاً في أمريكا حتى أحضره المستعمرون الأوروبييون في القرن السادس عشر، ويعرف عن هذا النوع من النحل أنه نوع اجتماعي يعيش بتكامل داخل المستعمرة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن معظم النحل يكون انفرادي، باستثناء نحل العسل وأنواع قليلة أخرى الذي يعيش على شكل مستعمرات كبيرة، وعندما يتعرض هذا النوع من النحل إلى الخطر يُظهر عدوانيته للدفاع عن نفسه، وذلك عن طريق إبرة شائكة تخرج من بطنه، ويغرسها بجسم المعتدي، وخلال هذه العملية يتمزق جلده، ويفقد أجزاء من أحشائه وأعضائه الداخلية فيموت بعد بعض دقائق، ولكن هناك أنواع لا تحتوي على الإبرة الشائكة مما يساعدها ذلك على اللدغ لأكثر من مرة، وفي أمريكا الشمالية فقط نحل العسل من يصنع العسل، أما النحل الآخر مثل: نحل الطنان فيخزن الرحيق وتختلف طبيعة المادة أوالرحيق المُخزن بينهما.[٥]

يتكون قرص العسل بجميع أنواع نحل العسل من خلايا شمعية بيضاء سداسية الشكل، وهي مادة تفرز من الغدد البطنية للنحل العامل، ويتم مضغها ووضعها داخل قوالب على شكل رقائق صغيرة، كما أنها محاطة بالعكبر أو صمغ النحل أو البروبوليس (بالإنجليزية: Propolis) وهي عبارة عن مادة بلسمية شمعية تجمعه نحلات العسل من براعم وعصارة الأشجار أو مصادر أخرى، ويتم تخزين العسل في هذا القرص، ومن ناحية أخرى يتنقل نحل العسل من موقع لآخر عن طريق التكاثر؛ بحيث جزء من نحل المستعمرة يغادرها مع الملكة القديمة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن نحل العسل يهرب عادةً عندما يشعر بالتهديد لمستعمرته أو نفاذ المؤن والغذاء.[٦]

تركيب النحل

يتركب جسم النحلة كما بقية الحشرات من الرأس، والبطن، والصدر، وستة من الأرجل وزوجين من الأجنحة، وفيما يلي ذكر مفصل للأجزاء التي يتكون منها كل عضو من هذه الأعضاء:[٧]

  • الرأس ويتكوّن من:
    • قرني استشعار للمس والشم.
    • عينين مركبتين.
    • ثلاثة عيون بسيطة.
    • فك سفلي يستخدم للقضم والحفر.
  • الصدر ويتكوّن من:
    • زوجين من الأجنحة الغشائية.
    • ثلاثة أزواج من الأرجل.
  • البطن ويتكون من:
    • تنقسم بالإناث إلى ست قطع، وسبعة في الذكور.
    • غدد شمعية داخلية.
    • الإبرة عند الإناث.
    • شعر متفرع.

بعض إناث النحل لديها خصلة شعر صغيرة تشبه الفرشاة ليتجمع عليها غبار الطلع على ساق النحلة.

غذاء النحل

يبدو النحل انتقائياً فيما يخص موضوع الغذاء، فقد تجد النحل يَحطُّ على العديد من أنواع الزهور إلى أنه نادراً ما يجمع حبوب اللقاح منها، ويعرف عن النحل اعتماده على الرحيق في تغذيته لِما يوفره له من مصدر للكربوهيدرات والماء، بالإضافة إلى اعتماده على حبوب اللقاح التي تعد من مصادر البروتين، والأحماض الأمينية، والدهون، والليبيدات، والستيرول، والكولسترول بالنسبة للعديد من أنواع النحل، كما لوحظ وجود تأثير لتنوع النباتات الموجودة حول مستعمرة ما على نمو اليرقات فيها.[٥]

السلوك الاجتماعي للنحل

ينقسم السلوك الاجتماعي للنحل إلى نوعين رئيسيين، وهو كما يأتي:[٨]

النحل الانفرادي

يتصف هذا النوع من النحل بالعزلة والانفراد، ولا يعتمد على مساعدة النحل الآخر، فكل أنثى تنشىء الملجأ الخاص بها، ووظيفتها جمع  الغذاء الوفير للصغار أو اليرقات، ومن الجدير بالإشارة إليه أنها ببعض الأحيان قد تغادر أو تموت قبل نضوج النسل، وفي حالة من الحالات التي يطلق عليها بالعلاقة شبه اجتماعية تقوم الأنثى بالاهتمام بهم بدلاً من تخزين الغذاء والحصول عليه، وهناك  نحل قد يتشابه مع النحل الانفرادي عدا أن الإناث تستخدم نفس العش وتصنع كل منها خليتها وغرفتها الخاصة لتبيت فيها، وتضع يرقاتها بها ويُطلق عليه بالنحل الطائفي.  

النحل الاجتماعي

يتكون هذا المجتمع من مستعمرات كبيرة وخاصة، وتنشئ الإناث ملجأ واحد لهم جميعاً، و تتكون من: الملكات المسؤولة عن التزاوج، وتكون أكبر حجماً من النحل العامل، والعاملات ووظيفتها الاهتمام بالحاضنة، والبحث عن مؤن، والحراسة، كما أنها غير قادرة على التزاوج، ومن الجدير بالإشارة إليه أن ذكر النحل لا يمثل جزءاً من منظومة المستعمرة، ووظيفته الوحيدة التزاوج مع الملكة،[٩]ومن النحل الاجتماعي من يتصف بالسلوك التعاوني العالي والذي ينشأ على شكل جماعات، وبالجانب الآخر هناك نوع بدائي الحياة الاجتماعية يكون على شكل مستعمرات صغيرة، ويختلف بالمظهر والسلوك.

مواطن النحل

يتوّزع النحل في جميع أنواع المناخات على اختلافها في جميع أنحاء العالم من غابات أوروبا إلى صحارى إفريقيا وحتى المنطقة القطبية الشمالية، على عكس نحل العسل، والنحل البري الموجود في الولايات المتحدة.[١٠]

لغة النحل

يحتاج النحل كما حال معظم الحيوانات الذكية إلى لغة تواصل فيما بينه تساعده على التعبير عن حاجاته فيما يخصُّ مواقع وجود الغذاء، أو تحديد مواقع الخلايا الجديدة مثلاً، وتتمثل هذه اللغة بطرق ثلاث هي:[١١]
  • اللمس: حيث يُعدُّ اللمس الذي يتم بين قرون استشعار أفراد النحل وسيلة للتعرف على بعضهم البعض وتحديد هوياتهم، كما يعدّ اللمس بالأرجل طريقة لقياس حجم قرص العسل، وهو الأمر الذي يجعل النحل حريصاً على إبقاء قرونها الاستشعارية نظيفة.
  • الفيرمونات: تعطي الفيرمونات التي يطلقها أفراد النحل رائحة مميزة للمستعمرة تساعدهم على التعرف على بعضهم البعض، كما تستخدم الملكة فيرموناتها الخاصة لمنع إناث المستعمرة من وضع البيوض، ويُضاف إلى ذلك إفراز بعض الفيرمونات عند الشعور بتهديد ما في المحيط.
  • الرقص: قد يبدو الرقص وسيلة غير مألوفة من وسائل التواصل، إلا أنّه يعد وسيلة إيقاعية فاعلة ينبئُ بها النحل العائد من رحلة البحث عن مكان مستعمرة جديد بصلاحية ذلك المكان وجودته، فيما تنضم النحلات المؤيدات لهذا المكان إلى مجموعة النحل الراقص بتأدية حركات راقصة معقدة تعبيراً عن قبولها، حيث لا يتم نقل النحل إلا عند الوصول إلى قرار بالإجماع على الموقع الجديد.

في حقيقة الأمر شعور النحل بالخطر هو ما يدفعها لاستخدام الإبرة، فتقوم بتحذير الشخص المقترب منها عن طريق الأزير أو الطنين الذي تصدره، ويختلف نحل العسل عن النحل الإفريقي بأمر مطاردة أو تتبع المتعدي عليه، وفور التخلص من المصدر المهدد يباشروا بإكمال عملهم، والعودة للوضع الطبيعي.

أهمية النحل في تلقيح النباتات

يُعدّ نحل العسل من أهم ملقحات المحاصيل في العالم نظراً لكونه النوع الأكثر انتشاراً من الأنواع الأخرى، وتشير التقديرات إلى أن ثلث الطعام المستهلك يومياً يعتمد على التلقيح الذي يقوم به النحل بشكل رئيسي جنباً إلى جنب مع الطيور والحشرات الأخرى والخفافيش، فعلى سبيل المثال يؤدي نحل العسل دوراً أساسيا في تلقيح حوالي 80% من المحاصيل التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قُدّرت مساهمة نحل العسل في الاقتصاد البريطاني عام 2008م بنحو 165 مليون جنيه استرليني.[١٢]

تبدأ رحلة التلقيح في النباتات عندما تبدي النباتات استعداداً لهذه لعملية، والتي تنتقل فيها حبوب اللقاح من الجزء الذكري في النباتات إلى الجزء الأنثوي فيها بطرق عدة يعتبر النحل إحداها، إذا يتعاطى النحل خلال عملية التلقيح هذه مع النباتات وفقاً لطبيعتها، ففي الحين الذي يتم به نقل حبوب اللقاح من الأجزاء الذكرية إلى الأجزاء الأنثوية بيسرٍ وسهولة تحتاج بعض النباتات مثل الطماطم والبطاطس إلى رجّة تعمل على هزِّ حبوب اللقاح في النبتة بقدر كافٍ لإتمام عملية التلقيح هذه مما يؤدي إلى انتشار الحبوب ووصولها إلى الجزء الأنثوي، أو بحملها عبر الزغب على جسم النحلة بعد التصاقها عليه.[٥]

كما وُجد أن هناك علاقة طردية بين حجم النحلة المختلف باختلاف أنواعها والمسافة التي تستطيع قطعها خلال عملية التلقيح، ففي الحين الذي تستطيع به بعض أنواع النحل السفر في رحلتها إلى مسافة تقدر بالأميال، تنحصر المسافة التي تستطيع أنواع أخرى من النحل قطعها في الآف المترات تبعاً لحجمها، ويذكر أنّ حبوب اللقاح التي يعمل النحل على جمعها قد تكون نقية تحتوي على نوع واحد من حبوب اللقاح، أو مختلطة تحتوي على أنواع عدة قام النحل بجمعها من نباتات مختلفة أثناء رحلته.[٥]

بعض سلوكيات النحل

يُلاحظ للنحل مجموعة من السلوكيات الرائعة، والتي قد توصف في الغريبة في بعض الأحيان، ومنها:[١٣]

  • يستطيع نحل العرق القيام بتلقيح النباتات التي تزهر ليلاً مستعيناً بضوء القمر والنجوم.
  • تقوم ملكة النحل الطنّان ببناء أعشاش صغيرة لوضع بيوضها فيها، كما تحرص على إبقائها دافئة ضمن درجة الحرارة الكافية لتحوّلها إلى يرقات وذلك عن طريق الجلوس عليها، فيما تضع وعاء مملوءاً بالرحيق إلى جانبها لمساعدتها على تغذية نفسها دون أن تضطر لمغادرة بيوضها تلك.
  • تستطيع بعض أنواع النحل تحديد نوع النباتات ذات الأزهار الغنية بالرحيق من خلال قياس الشحنة الكهربائية الموجبة التي تصدرها هذه النباتات وتذكر بصمتها للتوجه إليها في المرات المقبلة.

تربية النحل

تتطلب عملية تربية النحل أموراً عدة تحصر فيما يأتي:[١٤]

  • شراء النحل: يُطلب النحل من جمعيات تربية النحل بحلول شهر كانون الثاني حتى يتم شحنه ووصوله في شهر نيسان أو أيّار.
  • اختيار نمط الخلية: يُعد اختيار نوع الخلية أمراً عائداً لمن يريد تربية النحل، حيث إنّ هناك شكلين من أشكال الخلايا، فهناك الخلايا الحديثة العمودية وتسمى بقفيرة لانجستروث (بالإنجليزية :Langstroth hive) وخلايا أفقية لها.
  • الحصول على اللوازم: تتطلب تربية النحل من الفرد الحصول على لوازم مناسبة لهذه العملية، مثل الملابس الواقية ولوازم التغذية.
  • وضع النحل في الخلية: يوضع النحل فور وصوله في الخلية التي أعدت مسبقاً لذلك، مع إتاحة الوقت اللازم لاستقراره في خليته الجديدة.
  • مراقبة الخلية: إنّ مراقبة نشاط النحل داخل الخلية باستمرار وفحصه بشكل مستمر هو أمر ضروري للاطمئنان على صحته وضمان الحصول على العسل المرغوب فيه وقت الحصاد.

مهددات وحلول

تُظهر بعض أنواع النحل حول العالم انخفاضاً في وفرتها ومدى انتشارها، الأمر الذي يعزوه الباحثون إلى أمور عدة يذكر منها ما يأتي: [٥]

  • تغيُّر المناخ: يعتبر تغيُّر المناخ العالمي وما يتبعه من مظاهر مناخية تتمثل بالاحترار، والعواصف الشديدة، والأمطار المتكررة والجفاف من الأمور التي يمكن أن تؤثر على وفرة أنواع النحل في العالم.
  • المبيدات الحشرية: إن استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات بما تحويه من مواد كيميائية ضارة يشكل تهديداً واضحاً بالنسبة للنحل لا سيما بعد اتساع نطاق استخدامها في بداية تسعينيات القرن الحالي.
  • فقدان الموائل: يعتبر فقدان الموائل هو النشاط البشري الأخطر والأكثر تدميراً للنحل البري بما يحتويه من تدمير، أو تجزئة لهذه الموائل.
  • انتشار مسببات الأمراض: بعض أنواع النحل التجاري مثل: نحل العسل والنحل الطنان، يمتاز هذا النوع من النحل بالتنقل المستمر، وخلال ذلك قد يصطدم بالعديد من الآفات والأمراض الضارة، ويشمل بعض أنواع الطفيليات، والفطريات، والفيروسات، والبكتيريا.
  • غزو الأنواع الدخيلة: تساهم بعض الكائنات الحية الغريبة والنباتات بتدمير العديد من أنواع المُلقحات الضرورية، وقد تقوم بانتزاعها، فعلى سبيل المثال قد يجتاح نوع غريب من النباتات ملجأ ملائم لنوع معين من النحل، و تسبب بتشريده .

يستطيع الأفراد المساعدة في الحفاظ على أنواع النحل باتّخاذ تدابير عدّة قد تتمثل فيما يأتي:[٧]

  • زراعة النباتات المزهرة على مدار الفصول لإنتاج أكبر قدر ممكن من حبوب اللقاح والرحيق.
  • توفير الموائل التي قد تكون مناسبة لتعشيش النحل مثل: كمية من الرمال، أو جذع شجرة ميت.
  • شراء أو بناء منازل خاصة للنحل حيث تعد متوافرة في الأسواق.

الفرق بين النحل والدبور

يتميَز الدبور في مملكة النحل عن النحلة فيها بعدة أمور وهي:[١٥]

وجه الاختلاف النحلة الدبور
الجسم جسم عريض جسمه نحيل مع خصر رفيع
وجود الشعر ليس هناك شعر فضي على الوجه مع وجود شعر على عموم الجسم هناك شعر فضي على الوجه ولا وجود للشعر على بقية الأجزاء
جمع حبوب اللقاح تجمع حبوب اللقاح بواسطة شعيرات على الأرجل أو أسفل البطن لدى الإناث ليس هناك شعر لجمع حبوب اللقاح
الأرجل تمتلكك أرجلاً بدينة مع القليل من الزَّغَب عليها تمتلك أرجلاً طويلة عليها الزَّغَب.

الهوامش

*ذوات الخصر: رتيبة تتبع رتبة غِشائيات الأجنحة في تصنيف الحيوانات، حيث تشمل كل من النمل، والنحل، والدبور، وغيرها.[١٦]

فوائد النحل

تتعدّد فوائد النحل، فبالإضافة إلى إنتاجه للعسل الذي يُعدّ سائلاً سكرياً حلو المذاق، وذو قيمة كبيرة لكونه منتجاً غنياً بالطاقة والخصائص العلاجية، فإنّ النحل يلعب أيضاً دوراً هامّاً في عملية تلقيح النباتات التي تُعدّ أساس نموّ العديد من المحاصيل الزراعية، والخضراوات، والفواكه المختلفة، والتي تشكّل مصدر غذاء للحيوانات والبشر، وعلى الرغم من تنوّع وسائل التلقيح التي تشمل الحشرات، والرياح، والطيور، والخفافيش، إلّا أنّ النحل هو أحد أهمّ هذه الملقّحات، ويعود السبب في ذلك إلى قدرته على تلقيح النباتات على نطاق واسع، ومن أهمّ المحاصيل التي تعتمد في تلقيحها على النحل؛ البروكلي، و الخيار، والفراولة، والمشمش، والتفاح، والطماطم، واللوز، ويجدر بالذكر أنّه وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة فإنّ ما يُقارب 80% من إجمالي النباتات الزهرية حول العالم تعتمد في تلقيحها على الحشرات بما في ذلك النحل.[١٧]

المراجع

  1. “Bee”, www.britannica.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  2. “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov. Edited.
  3. “Bee Basics: An Introduction to Our Native Bees”, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 1-9-2019.
  4. “Life Cycle of a Bee”, study.com, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز “A Review on Bees “, ag.umass.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  6. “Honey Bees and Their Homes”, cals.arizona.edu, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  8. Charles Duncan Michener, The Bees of the World, Volume 1, Page 9. Edited.
  9. “The Roles of Queens, Drones and Worker Honey Bees”, www.thoughtco.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  10. “Fact Sheet: Bees”, www.earthday.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  11. “The language of bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  12. “Why bees are important”, www.sustainweb.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  13. “The Incredible Diversity of Bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  14. “Beekeeping for Beginners Step By Step”, www.thespruce.com, Retrieved 1-9-2019. Edited.
  15. “The Bees in Your Backyard: A Guide to North America’s Bees – Introduction”, assets.press.princeton.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  16. “Apocrita”, www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  17. Hannah Vickers (17-7-2018), “Why are bees important? And how you can help them”، www.woodlandtrust.org.uk, Retrieved 26-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

نبذة عن النحل

يصنف النحل على اختلاف أنواعه البالغ عددها 20000 كنوع من الحشرات التي تعود في تصنيفها إلى رتيبة ذوات الخصر*، التي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، وتختلف هذه الأنواع في طبيعتها تبعاً لاختلاف أشكالها، وألوانها، وأحجامها، ويذكر أنّ حجم النحل البالغ يتراوح بين 2ملم- 4سم تقريباً، وأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبور،[١] كما يُلاحظ اختلاف في أنماط حياة كل نوع منها، والأماكن التي تتخذها بيوتاً، بالإضافة إلى مواسم نشاطها، ونوع الأزهار التي تزورها، فبعض أنواع النحل تقوم بعملية تلقيح الزهور تبعاً لموعد تفتُّحها وإنتاجها للرحيق، وهناك أنواع تمارس نشاط التلقيح خاصتها طوال النّهار، وأنواع أخرى عند الفجر، وثالثة ليلية تعمل في ضوء القمر،[٢] ورغم تعدد أنواع النحل ومواسم نشاطه إلى أنّه يقدم للعالم خدمة بيئية لا تقدّر بثمن، تكمن في كونّه المسؤول عن تلقيح 80% من النباتات المزهرة بالإضافة إلى تلقيح ما نسبته 75% من أشجار الفواكه، والخضروات، والمكسرات.[٣]

مستعمرة النحل

يعمل جميع أفراد مستعمرة النحل الواحدة بروح الفريق معاً على الرغم من تنوع المهام والمسميات فيها، حيث توجد فيها ملكات النحل، والعاملات، والذكور، التي تختلف في تركيبها ومهامها، لكن تبدأ جميعها كبيضة واحدة طولية الشكل توضع داخل أحد ثقوب المستعمرة لثلاثة أيام، ثم تفقس وتدخل طور اليرقة طالبةً العناية الحثيثة ليلاً ونهاراً، وتُغذّى بغذاء ملكات النحل الذي تصنعه العاملات في المستعمرة لعدة أيام، ثم تُغذى بما يسمى خبز النحل، وهو مزيج من العسل وغبار الطلع، وبعد ذلك تغلق أبواب الثقوب على اليرقة لمدة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين ليتسنى لها التحول إلى شرنقة، ثم تدخل بعدها طور الحشرة الكاملة التي لها جسم كامل، ورأس، وأجنحة.[٤]

أنواع النحل

النحل الطّنان

يتميّز النحل الطّنان (بالإنجليزية: Bumble bees) بحجمه الكبير نسبياً، وغطائه الفرويّ مقارنة بأنواع النحل الأخرى، كما يعرف بلونيه الأسود والأصفر بالغالب، وقد يمتلك بعضه لونين إضافيين هما الأبيض والبرتقالي، ومن الجدير بالذكر أن هنالك ما يقارب 25 نوعاً منه في شرق الولايات المتحدة.[٥]

النحل النجّار

يتخذ النحل النجّار (بالإنجليزية: Carpenter bees) من الخشب بيتاً، ويشبه النحل الطنّان لكنه يعدّ نحلاً انفرادياً، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تمييزه من خلال حجمه الكبير ولمعان بطنه الأسود، وينتشر هذا النوع من النحل في أنحاء شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يُذكر أنه يدخل في فترة سبات طوال فصل الشتاء يعقبها موسم تزاوج في فصل الربيع.[٥]

نحل العرق

يسمى نحل العَرَق (بالإنجليزية: Sweat bees) بهذا الاسم بسبب انجذاب بعض أنواعه لعَرَق الإنسان، ويتخذ في الأرض بيوتاً على الأغلب، إلا أن بعضه قد يعيش في الخشب، كما تعد بعض أنواع هذا النحل اجتماعية بطبعها لكنها تولي أمور مملكتها لملكة واحدة، في حين أنّ بعضها الآخر انفرادي يعيش خارج مستعمرة النحل، ويُشار إلى وجود أنواع طفيلية منه تعتمد في مواردها على أنواع النحل الأخرى، ويتميّز نحل العَرَق بلونه الداكن، أو الأخضر بشكل كامل، أو بجزء أخضر فقط.[٥]

النحل الحفّار

يعيش النحل الحفّار (بالإنجليزية: Mining bees) في الأرض، حيث يحفر الأنفاق التي تتفرع إلى حجرات مستقلة تحتوي على مزيج من غبار الطلع والرحيق المُعَدّ لمساعدة البويضات على التطور ليرقات استعداداً لانطلاقها في فصل الربيع أو الصيف.[٥]

النحل البنَّاء

ويسمى النحل البنّاء (بالإنجليزية: Mason bees)، وهو نوع يعيش في أغصان الأشجار المجوفة، أو في الأماكن ذات التجاويف، كما أنه يستخدم الطين كمقصورات بين مكان وضع كل بيضة والأخرى، وتتميز هذه النحلات بلونيها الأخضر أو الأزرق اللامعين، أو اللون الأسود، كما تعرف إناثها بأنها انفرادية تعيش بشكل منفصل عن المستعمرة.[٥]

النحل القارض

ويسمى النحل القارض (بالإنجليزية: Leafcutter bees) بهذا الاسم لأنه يقوم بقطع دوائر من الأوراق ومن ثم باستخدامها في بيوته التي يضعها في معظم الأحيان في الأخشاب أو السيقان المجوفة، أو في الأرض، أو في أي شقٍ مثل شقوق الخرسانة مثلاً، ويتميّز هذا النوع من النحل بحمل حبوب اللقاح على الجزء السفلي من بطنه على خلاف معظم أنواع النحل الأخرى حيث تحمله على أرجلها، كما تصنّف معظم أنواعه بأنها فرادية.[٥]

نحل العسل الأوروبي

ويسمى نحل العسل الأوروبي (بالإنجليزية: European honey bee)، تباعاً لاسمه فإن هذا النوع ذو اللون الذهبي أو الأصفر المائل إلى البني والذي يبلغ حجمه 1.25سم تقريباً لم يكن معروفاً في أمريكا حتى أحضره المستعمرون الأوروبييون في القرن السادس عشر، ويعرف عن هذا النوع من النحل أنه نوع اجتماعي يعيش بتكامل داخل المستعمرة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن معظم النحل يكون انفرادي، باستثناء نحل العسل وأنواع قليلة أخرى الذي يعيش على شكل مستعمرات كبيرة، وعندما يتعرض هذا النوع من النحل إلى الخطر يُظهر عدوانيته للدفاع عن نفسه، وذلك عن طريق إبرة شائكة تخرج من بطنه، ويغرسها بجسم المعتدي، وخلال هذه العملية يتمزق جلده، ويفقد أجزاء من أحشائه وأعضائه الداخلية فيموت بعد بعض دقائق، ولكن هناك أنواع لا تحتوي على الإبرة الشائكة مما يساعدها ذلك على اللدغ لأكثر من مرة، وفي أمريكا الشمالية فقط نحل العسل من يصنع العسل، أما النحل الآخر مثل: نحل الطنان فيخزن الرحيق وتختلف طبيعة المادة أوالرحيق المُخزن بينهما.[٥]

يتكون قرص العسل بجميع أنواع نحل العسل من خلايا شمعية بيضاء سداسية الشكل، وهي مادة تفرز من الغدد البطنية للنحل العامل، ويتم مضغها ووضعها داخل قوالب على شكل رقائق صغيرة، كما أنها محاطة بالعكبر أو صمغ النحل أو البروبوليس (بالإنجليزية: Propolis) وهي عبارة عن مادة بلسمية شمعية تجمعه نحلات العسل من براعم وعصارة الأشجار أو مصادر أخرى، ويتم تخزين العسل في هذا القرص، ومن ناحية أخرى يتنقل نحل العسل من موقع لآخر عن طريق التكاثر؛ بحيث جزء من نحل المستعمرة يغادرها مع الملكة القديمة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن نحل العسل يهرب عادةً عندما يشعر بالتهديد لمستعمرته أو نفاذ المؤن والغذاء.[٦]

تركيب النحل

يتركب جسم النحلة كما بقية الحشرات من الرأس، والبطن، والصدر، وستة من الأرجل وزوجين من الأجنحة، وفيما يلي ذكر مفصل للأجزاء التي يتكون منها كل عضو من هذه الأعضاء:[٧]

  • الرأس ويتكوّن من:
    • قرني استشعار للمس والشم.
    • عينين مركبتين.
    • ثلاثة عيون بسيطة.
    • فك سفلي يستخدم للقضم والحفر.
  • الصدر ويتكوّن من:
    • زوجين من الأجنحة الغشائية.
    • ثلاثة أزواج من الأرجل.
  • البطن ويتكون من:
    • تنقسم بالإناث إلى ست قطع، وسبعة في الذكور.
    • غدد شمعية داخلية.
    • الإبرة عند الإناث.
    • شعر متفرع.

بعض إناث النحل لديها خصلة شعر صغيرة تشبه الفرشاة ليتجمع عليها غبار الطلع على ساق النحلة.

غذاء النحل

يبدو النحل انتقائياً فيما يخص موضوع الغذاء، فقد تجد النحل يَحطُّ على العديد من أنواع الزهور إلى أنه نادراً ما يجمع حبوب اللقاح منها، ويعرف عن النحل اعتماده على الرحيق في تغذيته لِما يوفره له من مصدر للكربوهيدرات والماء، بالإضافة إلى اعتماده على حبوب اللقاح التي تعد من مصادر البروتين، والأحماض الأمينية، والدهون، والليبيدات، والستيرول، والكولسترول بالنسبة للعديد من أنواع النحل، كما لوحظ وجود تأثير لتنوع النباتات الموجودة حول مستعمرة ما على نمو اليرقات فيها.[٥]

السلوك الاجتماعي للنحل

ينقسم السلوك الاجتماعي للنحل إلى نوعين رئيسيين، وهو كما يأتي:[٨]

النحل الانفرادي

يتصف هذا النوع من النحل بالعزلة والانفراد، ولا يعتمد على مساعدة النحل الآخر، فكل أنثى تنشىء الملجأ الخاص بها، ووظيفتها جمع  الغذاء الوفير للصغار أو اليرقات، ومن الجدير بالإشارة إليه أنها ببعض الأحيان قد تغادر أو تموت قبل نضوج النسل، وفي حالة من الحالات التي يطلق عليها بالعلاقة شبه اجتماعية تقوم الأنثى بالاهتمام بهم بدلاً من تخزين الغذاء والحصول عليه، وهناك  نحل قد يتشابه مع النحل الانفرادي عدا أن الإناث تستخدم نفس العش وتصنع كل منها خليتها وغرفتها الخاصة لتبيت فيها، وتضع يرقاتها بها ويُطلق عليه بالنحل الطائفي.  

النحل الاجتماعي

يتكون هذا المجتمع من مستعمرات كبيرة وخاصة، وتنشئ الإناث ملجأ واحد لهم جميعاً، و تتكون من: الملكات المسؤولة عن التزاوج، وتكون أكبر حجماً من النحل العامل، والعاملات ووظيفتها الاهتمام بالحاضنة، والبحث عن مؤن، والحراسة، كما أنها غير قادرة على التزاوج، ومن الجدير بالإشارة إليه أن ذكر النحل لا يمثل جزءاً من منظومة المستعمرة، ووظيفته الوحيدة التزاوج مع الملكة،[٩]ومن النحل الاجتماعي من يتصف بالسلوك التعاوني العالي والذي ينشأ على شكل جماعات، وبالجانب الآخر هناك نوع بدائي الحياة الاجتماعية يكون على شكل مستعمرات صغيرة، ويختلف بالمظهر والسلوك.

مواطن النحل

يتوّزع النحل في جميع أنواع المناخات على اختلافها في جميع أنحاء العالم من غابات أوروبا إلى صحارى إفريقيا وحتى المنطقة القطبية الشمالية، على عكس نحل العسل، والنحل البري الموجود في الولايات المتحدة.[١٠]

لغة النحل

يحتاج النحل كما حال معظم الحيوانات الذكية إلى لغة تواصل فيما بينه تساعده على التعبير عن حاجاته فيما يخصُّ مواقع وجود الغذاء، أو تحديد مواقع الخلايا الجديدة مثلاً، وتتمثل هذه اللغة بطرق ثلاث هي:[١١]
  • اللمس: حيث يُعدُّ اللمس الذي يتم بين قرون استشعار أفراد النحل وسيلة للتعرف على بعضهم البعض وتحديد هوياتهم، كما يعدّ اللمس بالأرجل طريقة لقياس حجم قرص العسل، وهو الأمر الذي يجعل النحل حريصاً على إبقاء قرونها الاستشعارية نظيفة.
  • الفيرمونات: تعطي الفيرمونات التي يطلقها أفراد النحل رائحة مميزة للمستعمرة تساعدهم على التعرف على بعضهم البعض، كما تستخدم الملكة فيرموناتها الخاصة لمنع إناث المستعمرة من وضع البيوض، ويُضاف إلى ذلك إفراز بعض الفيرمونات عند الشعور بتهديد ما في المحيط.
  • الرقص: قد يبدو الرقص وسيلة غير مألوفة من وسائل التواصل، إلا أنّه يعد وسيلة إيقاعية فاعلة ينبئُ بها النحل العائد من رحلة البحث عن مكان مستعمرة جديد بصلاحية ذلك المكان وجودته، فيما تنضم النحلات المؤيدات لهذا المكان إلى مجموعة النحل الراقص بتأدية حركات راقصة معقدة تعبيراً عن قبولها، حيث لا يتم نقل النحل إلا عند الوصول إلى قرار بالإجماع على الموقع الجديد.

في حقيقة الأمر شعور النحل بالخطر هو ما يدفعها لاستخدام الإبرة، فتقوم بتحذير الشخص المقترب منها عن طريق الأزير أو الطنين الذي تصدره، ويختلف نحل العسل عن النحل الإفريقي بأمر مطاردة أو تتبع المتعدي عليه، وفور التخلص من المصدر المهدد يباشروا بإكمال عملهم، والعودة للوضع الطبيعي.

أهمية النحل في تلقيح النباتات

يُعدّ نحل العسل من أهم ملقحات المحاصيل في العالم نظراً لكونه النوع الأكثر انتشاراً من الأنواع الأخرى، وتشير التقديرات إلى أن ثلث الطعام المستهلك يومياً يعتمد على التلقيح الذي يقوم به النحل بشكل رئيسي جنباً إلى جنب مع الطيور والحشرات الأخرى والخفافيش، فعلى سبيل المثال يؤدي نحل العسل دوراً أساسيا في تلقيح حوالي 80% من المحاصيل التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قُدّرت مساهمة نحل العسل في الاقتصاد البريطاني عام 2008م بنحو 165 مليون جنيه استرليني.[١٢]

تبدأ رحلة التلقيح في النباتات عندما تبدي النباتات استعداداً لهذه لعملية، والتي تنتقل فيها حبوب اللقاح من الجزء الذكري في النباتات إلى الجزء الأنثوي فيها بطرق عدة يعتبر النحل إحداها، إذا يتعاطى النحل خلال عملية التلقيح هذه مع النباتات وفقاً لطبيعتها، ففي الحين الذي يتم به نقل حبوب اللقاح من الأجزاء الذكرية إلى الأجزاء الأنثوية بيسرٍ وسهولة تحتاج بعض النباتات مثل الطماطم والبطاطس إلى رجّة تعمل على هزِّ حبوب اللقاح في النبتة بقدر كافٍ لإتمام عملية التلقيح هذه مما يؤدي إلى انتشار الحبوب ووصولها إلى الجزء الأنثوي، أو بحملها عبر الزغب على جسم النحلة بعد التصاقها عليه.[٥]

كما وُجد أن هناك علاقة طردية بين حجم النحلة المختلف باختلاف أنواعها والمسافة التي تستطيع قطعها خلال عملية التلقيح، ففي الحين الذي تستطيع به بعض أنواع النحل السفر في رحلتها إلى مسافة تقدر بالأميال، تنحصر المسافة التي تستطيع أنواع أخرى من النحل قطعها في الآف المترات تبعاً لحجمها، ويذكر أنّ حبوب اللقاح التي يعمل النحل على جمعها قد تكون نقية تحتوي على نوع واحد من حبوب اللقاح، أو مختلطة تحتوي على أنواع عدة قام النحل بجمعها من نباتات مختلفة أثناء رحلته.[٥]

بعض سلوكيات النحل

يُلاحظ للنحل مجموعة من السلوكيات الرائعة، والتي قد توصف في الغريبة في بعض الأحيان، ومنها:[١٣]

  • يستطيع نحل العرق القيام بتلقيح النباتات التي تزهر ليلاً مستعيناً بضوء القمر والنجوم.
  • تقوم ملكة النحل الطنّان ببناء أعشاش صغيرة لوضع بيوضها فيها، كما تحرص على إبقائها دافئة ضمن درجة الحرارة الكافية لتحوّلها إلى يرقات وذلك عن طريق الجلوس عليها، فيما تضع وعاء مملوءاً بالرحيق إلى جانبها لمساعدتها على تغذية نفسها دون أن تضطر لمغادرة بيوضها تلك.
  • تستطيع بعض أنواع النحل تحديد نوع النباتات ذات الأزهار الغنية بالرحيق من خلال قياس الشحنة الكهربائية الموجبة التي تصدرها هذه النباتات وتذكر بصمتها للتوجه إليها في المرات المقبلة.

تربية النحل

تتطلب عملية تربية النحل أموراً عدة تحصر فيما يأتي:[١٤]

  • شراء النحل: يُطلب النحل من جمعيات تربية النحل بحلول شهر كانون الثاني حتى يتم شحنه ووصوله في شهر نيسان أو أيّار.
  • اختيار نمط الخلية: يُعد اختيار نوع الخلية أمراً عائداً لمن يريد تربية النحل، حيث إنّ هناك شكلين من أشكال الخلايا، فهناك الخلايا الحديثة العمودية وتسمى بقفيرة لانجستروث (بالإنجليزية :Langstroth hive) وخلايا أفقية لها.
  • الحصول على اللوازم: تتطلب تربية النحل من الفرد الحصول على لوازم مناسبة لهذه العملية، مثل الملابس الواقية ولوازم التغذية.
  • وضع النحل في الخلية: يوضع النحل فور وصوله في الخلية التي أعدت مسبقاً لذلك، مع إتاحة الوقت اللازم لاستقراره في خليته الجديدة.
  • مراقبة الخلية: إنّ مراقبة نشاط النحل داخل الخلية باستمرار وفحصه بشكل مستمر هو أمر ضروري للاطمئنان على صحته وضمان الحصول على العسل المرغوب فيه وقت الحصاد.

مهددات وحلول

تُظهر بعض أنواع النحل حول العالم انخفاضاً في وفرتها ومدى انتشارها، الأمر الذي يعزوه الباحثون إلى أمور عدة يذكر منها ما يأتي: [٥]

  • تغيُّر المناخ: يعتبر تغيُّر المناخ العالمي وما يتبعه من مظاهر مناخية تتمثل بالاحترار، والعواصف الشديدة، والأمطار المتكررة والجفاف من الأمور التي يمكن أن تؤثر على وفرة أنواع النحل في العالم.
  • المبيدات الحشرية: إن استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات بما تحويه من مواد كيميائية ضارة يشكل تهديداً واضحاً بالنسبة للنحل لا سيما بعد اتساع نطاق استخدامها في بداية تسعينيات القرن الحالي.
  • فقدان الموائل: يعتبر فقدان الموائل هو النشاط البشري الأخطر والأكثر تدميراً للنحل البري بما يحتويه من تدمير، أو تجزئة لهذه الموائل.
  • انتشار مسببات الأمراض: بعض أنواع النحل التجاري مثل: نحل العسل والنحل الطنان، يمتاز هذا النوع من النحل بالتنقل المستمر، وخلال ذلك قد يصطدم بالعديد من الآفات والأمراض الضارة، ويشمل بعض أنواع الطفيليات، والفطريات، والفيروسات، والبكتيريا.
  • غزو الأنواع الدخيلة: تساهم بعض الكائنات الحية الغريبة والنباتات بتدمير العديد من أنواع المُلقحات الضرورية، وقد تقوم بانتزاعها، فعلى سبيل المثال قد يجتاح نوع غريب من النباتات ملجأ ملائم لنوع معين من النحل، و تسبب بتشريده .

يستطيع الأفراد المساعدة في الحفاظ على أنواع النحل باتّخاذ تدابير عدّة قد تتمثل فيما يأتي:[٧]

  • زراعة النباتات المزهرة على مدار الفصول لإنتاج أكبر قدر ممكن من حبوب اللقاح والرحيق.
  • توفير الموائل التي قد تكون مناسبة لتعشيش النحل مثل: كمية من الرمال، أو جذع شجرة ميت.
  • شراء أو بناء منازل خاصة للنحل حيث تعد متوافرة في الأسواق.

الفرق بين النحل والدبور

يتميَز الدبور في مملكة النحل عن النحلة فيها بعدة أمور وهي:[١٥]

وجه الاختلاف النحلة الدبور
الجسم جسم عريض جسمه نحيل مع خصر رفيع
وجود الشعر ليس هناك شعر فضي على الوجه مع وجود شعر على عموم الجسم هناك شعر فضي على الوجه ولا وجود للشعر على بقية الأجزاء
جمع حبوب اللقاح تجمع حبوب اللقاح بواسطة شعيرات على الأرجل أو أسفل البطن لدى الإناث ليس هناك شعر لجمع حبوب اللقاح
الأرجل تمتلكك أرجلاً بدينة مع القليل من الزَّغَب عليها تمتلك أرجلاً طويلة عليها الزَّغَب.

الهوامش

*ذوات الخصر: رتيبة تتبع رتبة غِشائيات الأجنحة في تصنيف الحيوانات، حيث تشمل كل من النمل، والنحل، والدبور، وغيرها.[١٦]

فوائد النحل

تتعدّد فوائد النحل، فبالإضافة إلى إنتاجه للعسل الذي يُعدّ سائلاً سكرياً حلو المذاق، وذو قيمة كبيرة لكونه منتجاً غنياً بالطاقة والخصائص العلاجية، فإنّ النحل يلعب أيضاً دوراً هامّاً في عملية تلقيح النباتات التي تُعدّ أساس نموّ العديد من المحاصيل الزراعية، والخضراوات، والفواكه المختلفة، والتي تشكّل مصدر غذاء للحيوانات والبشر، وعلى الرغم من تنوّع وسائل التلقيح التي تشمل الحشرات، والرياح، والطيور، والخفافيش، إلّا أنّ النحل هو أحد أهمّ هذه الملقّحات، ويعود السبب في ذلك إلى قدرته على تلقيح النباتات على نطاق واسع، ومن أهمّ المحاصيل التي تعتمد في تلقيحها على النحل؛ البروكلي، و الخيار، والفراولة، والمشمش، والتفاح، والطماطم، واللوز، ويجدر بالذكر أنّه وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة فإنّ ما يُقارب 80% من إجمالي النباتات الزهرية حول العالم تعتمد في تلقيحها على الحشرات بما في ذلك النحل.[١٧]

المراجع

  1. “Bee”, www.britannica.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  2. “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov. Edited.
  3. “Bee Basics: An Introduction to Our Native Bees”, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 1-9-2019.
  4. “Life Cycle of a Bee”, study.com, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز “A Review on Bees “, ag.umass.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  6. “Honey Bees and Their Homes”, cals.arizona.edu, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  8. Charles Duncan Michener, The Bees of the World, Volume 1, Page 9. Edited.
  9. “The Roles of Queens, Drones and Worker Honey Bees”, www.thoughtco.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  10. “Fact Sheet: Bees”, www.earthday.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  11. “The language of bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  12. “Why bees are important”, www.sustainweb.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  13. “The Incredible Diversity of Bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  14. “Beekeeping for Beginners Step By Step”, www.thespruce.com, Retrieved 1-9-2019. Edited.
  15. “The Bees in Your Backyard: A Guide to North America’s Bees – Introduction”, assets.press.princeton.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  16. “Apocrita”, www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  17. Hannah Vickers (17-7-2018), “Why are bees important? And how you can help them”، www.woodlandtrust.org.uk, Retrieved 26-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

نبذة عن النحل

يصنف النحل على اختلاف أنواعه البالغ عددها 20000 كنوع من الحشرات التي تعود في تصنيفها إلى رتيبة ذوات الخصر*، التي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، وتختلف هذه الأنواع في طبيعتها تبعاً لاختلاف أشكالها، وألوانها، وأحجامها، ويذكر أنّ حجم النحل البالغ يتراوح بين 2ملم- 4سم تقريباً، وأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبور،[١] كما يُلاحظ اختلاف في أنماط حياة كل نوع منها، والأماكن التي تتخذها بيوتاً، بالإضافة إلى مواسم نشاطها، ونوع الأزهار التي تزورها، فبعض أنواع النحل تقوم بعملية تلقيح الزهور تبعاً لموعد تفتُّحها وإنتاجها للرحيق، وهناك أنواع تمارس نشاط التلقيح خاصتها طوال النّهار، وأنواع أخرى عند الفجر، وثالثة ليلية تعمل في ضوء القمر،[٢] ورغم تعدد أنواع النحل ومواسم نشاطه إلى أنّه يقدم للعالم خدمة بيئية لا تقدّر بثمن، تكمن في كونّه المسؤول عن تلقيح 80% من النباتات المزهرة بالإضافة إلى تلقيح ما نسبته 75% من أشجار الفواكه، والخضروات، والمكسرات.[٣]

مستعمرة النحل

يعمل جميع أفراد مستعمرة النحل الواحدة بروح الفريق معاً على الرغم من تنوع المهام والمسميات فيها، حيث توجد فيها ملكات النحل، والعاملات، والذكور، التي تختلف في تركيبها ومهامها، لكن تبدأ جميعها كبيضة واحدة طولية الشكل توضع داخل أحد ثقوب المستعمرة لثلاثة أيام، ثم تفقس وتدخل طور اليرقة طالبةً العناية الحثيثة ليلاً ونهاراً، وتُغذّى بغذاء ملكات النحل الذي تصنعه العاملات في المستعمرة لعدة أيام، ثم تُغذى بما يسمى خبز النحل، وهو مزيج من العسل وغبار الطلع، وبعد ذلك تغلق أبواب الثقوب على اليرقة لمدة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين ليتسنى لها التحول إلى شرنقة، ثم تدخل بعدها طور الحشرة الكاملة التي لها جسم كامل، ورأس، وأجنحة.[٤]

أنواع النحل

النحل الطّنان

يتميّز النحل الطّنان (بالإنجليزية: Bumble bees) بحجمه الكبير نسبياً، وغطائه الفرويّ مقارنة بأنواع النحل الأخرى، كما يعرف بلونيه الأسود والأصفر بالغالب، وقد يمتلك بعضه لونين إضافيين هما الأبيض والبرتقالي، ومن الجدير بالذكر أن هنالك ما يقارب 25 نوعاً منه في شرق الولايات المتحدة.[٥]

النحل النجّار

يتخذ النحل النجّار (بالإنجليزية: Carpenter bees) من الخشب بيتاً، ويشبه النحل الطنّان لكنه يعدّ نحلاً انفرادياً، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تمييزه من خلال حجمه الكبير ولمعان بطنه الأسود، وينتشر هذا النوع من النحل في أنحاء شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يُذكر أنه يدخل في فترة سبات طوال فصل الشتاء يعقبها موسم تزاوج في فصل الربيع.[٥]

نحل العرق

يسمى نحل العَرَق (بالإنجليزية: Sweat bees) بهذا الاسم بسبب انجذاب بعض أنواعه لعَرَق الإنسان، ويتخذ في الأرض بيوتاً على الأغلب، إلا أن بعضه قد يعيش في الخشب، كما تعد بعض أنواع هذا النحل اجتماعية بطبعها لكنها تولي أمور مملكتها لملكة واحدة، في حين أنّ بعضها الآخر انفرادي يعيش خارج مستعمرة النحل، ويُشار إلى وجود أنواع طفيلية منه تعتمد في مواردها على أنواع النحل الأخرى، ويتميّز نحل العَرَق بلونه الداكن، أو الأخضر بشكل كامل، أو بجزء أخضر فقط.[٥]

النحل الحفّار

يعيش النحل الحفّار (بالإنجليزية: Mining bees) في الأرض، حيث يحفر الأنفاق التي تتفرع إلى حجرات مستقلة تحتوي على مزيج من غبار الطلع والرحيق المُعَدّ لمساعدة البويضات على التطور ليرقات استعداداً لانطلاقها في فصل الربيع أو الصيف.[٥]

النحل البنَّاء

ويسمى النحل البنّاء (بالإنجليزية: Mason bees)، وهو نوع يعيش في أغصان الأشجار المجوفة، أو في الأماكن ذات التجاويف، كما أنه يستخدم الطين كمقصورات بين مكان وضع كل بيضة والأخرى، وتتميز هذه النحلات بلونيها الأخضر أو الأزرق اللامعين، أو اللون الأسود، كما تعرف إناثها بأنها انفرادية تعيش بشكل منفصل عن المستعمرة.[٥]

النحل القارض

ويسمى النحل القارض (بالإنجليزية: Leafcutter bees) بهذا الاسم لأنه يقوم بقطع دوائر من الأوراق ومن ثم باستخدامها في بيوته التي يضعها في معظم الأحيان في الأخشاب أو السيقان المجوفة، أو في الأرض، أو في أي شقٍ مثل شقوق الخرسانة مثلاً، ويتميّز هذا النوع من النحل بحمل حبوب اللقاح على الجزء السفلي من بطنه على خلاف معظم أنواع النحل الأخرى حيث تحمله على أرجلها، كما تصنّف معظم أنواعه بأنها فرادية.[٥]

نحل العسل الأوروبي

ويسمى نحل العسل الأوروبي (بالإنجليزية: European honey bee)، تباعاً لاسمه فإن هذا النوع ذو اللون الذهبي أو الأصفر المائل إلى البني والذي يبلغ حجمه 1.25سم تقريباً لم يكن معروفاً في أمريكا حتى أحضره المستعمرون الأوروبييون في القرن السادس عشر، ويعرف عن هذا النوع من النحل أنه نوع اجتماعي يعيش بتكامل داخل المستعمرة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن معظم النحل يكون انفرادي، باستثناء نحل العسل وأنواع قليلة أخرى الذي يعيش على شكل مستعمرات كبيرة، وعندما يتعرض هذا النوع من النحل إلى الخطر يُظهر عدوانيته للدفاع عن نفسه، وذلك عن طريق إبرة شائكة تخرج من بطنه، ويغرسها بجسم المعتدي، وخلال هذه العملية يتمزق جلده، ويفقد أجزاء من أحشائه وأعضائه الداخلية فيموت بعد بعض دقائق، ولكن هناك أنواع لا تحتوي على الإبرة الشائكة مما يساعدها ذلك على اللدغ لأكثر من مرة، وفي أمريكا الشمالية فقط نحل العسل من يصنع العسل، أما النحل الآخر مثل: نحل الطنان فيخزن الرحيق وتختلف طبيعة المادة أوالرحيق المُخزن بينهما.[٥]

يتكون قرص العسل بجميع أنواع نحل العسل من خلايا شمعية بيضاء سداسية الشكل، وهي مادة تفرز من الغدد البطنية للنحل العامل، ويتم مضغها ووضعها داخل قوالب على شكل رقائق صغيرة، كما أنها محاطة بالعكبر أو صمغ النحل أو البروبوليس (بالإنجليزية: Propolis) وهي عبارة عن مادة بلسمية شمعية تجمعه نحلات العسل من براعم وعصارة الأشجار أو مصادر أخرى، ويتم تخزين العسل في هذا القرص، ومن ناحية أخرى يتنقل نحل العسل من موقع لآخر عن طريق التكاثر؛ بحيث جزء من نحل المستعمرة يغادرها مع الملكة القديمة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن نحل العسل يهرب عادةً عندما يشعر بالتهديد لمستعمرته أو نفاذ المؤن والغذاء.[٦]

تركيب النحل

يتركب جسم النحلة كما بقية الحشرات من الرأس، والبطن، والصدر، وستة من الأرجل وزوجين من الأجنحة، وفيما يلي ذكر مفصل للأجزاء التي يتكون منها كل عضو من هذه الأعضاء:[٧]

  • الرأس ويتكوّن من:
    • قرني استشعار للمس والشم.
    • عينين مركبتين.
    • ثلاثة عيون بسيطة.
    • فك سفلي يستخدم للقضم والحفر.
  • الصدر ويتكوّن من:
    • زوجين من الأجنحة الغشائية.
    • ثلاثة أزواج من الأرجل.
  • البطن ويتكون من:
    • تنقسم بالإناث إلى ست قطع، وسبعة في الذكور.
    • غدد شمعية داخلية.
    • الإبرة عند الإناث.
    • شعر متفرع.

بعض إناث النحل لديها خصلة شعر صغيرة تشبه الفرشاة ليتجمع عليها غبار الطلع على ساق النحلة.

غذاء النحل

يبدو النحل انتقائياً فيما يخص موضوع الغذاء، فقد تجد النحل يَحطُّ على العديد من أنواع الزهور إلى أنه نادراً ما يجمع حبوب اللقاح منها، ويعرف عن النحل اعتماده على الرحيق في تغذيته لِما يوفره له من مصدر للكربوهيدرات والماء، بالإضافة إلى اعتماده على حبوب اللقاح التي تعد من مصادر البروتين، والأحماض الأمينية، والدهون، والليبيدات، والستيرول، والكولسترول بالنسبة للعديد من أنواع النحل، كما لوحظ وجود تأثير لتنوع النباتات الموجودة حول مستعمرة ما على نمو اليرقات فيها.[٥]

السلوك الاجتماعي للنحل

ينقسم السلوك الاجتماعي للنحل إلى نوعين رئيسيين، وهو كما يأتي:[٨]

النحل الانفرادي

يتصف هذا النوع من النحل بالعزلة والانفراد، ولا يعتمد على مساعدة النحل الآخر، فكل أنثى تنشىء الملجأ الخاص بها، ووظيفتها جمع  الغذاء الوفير للصغار أو اليرقات، ومن الجدير بالإشارة إليه أنها ببعض الأحيان قد تغادر أو تموت قبل نضوج النسل، وفي حالة من الحالات التي يطلق عليها بالعلاقة شبه اجتماعية تقوم الأنثى بالاهتمام بهم بدلاً من تخزين الغذاء والحصول عليه، وهناك  نحل قد يتشابه مع النحل الانفرادي عدا أن الإناث تستخدم نفس العش وتصنع كل منها خليتها وغرفتها الخاصة لتبيت فيها، وتضع يرقاتها بها ويُطلق عليه بالنحل الطائفي.  

النحل الاجتماعي

يتكون هذا المجتمع من مستعمرات كبيرة وخاصة، وتنشئ الإناث ملجأ واحد لهم جميعاً، و تتكون من: الملكات المسؤولة عن التزاوج، وتكون أكبر حجماً من النحل العامل، والعاملات ووظيفتها الاهتمام بالحاضنة، والبحث عن مؤن، والحراسة، كما أنها غير قادرة على التزاوج، ومن الجدير بالإشارة إليه أن ذكر النحل لا يمثل جزءاً من منظومة المستعمرة، ووظيفته الوحيدة التزاوج مع الملكة،[٩]ومن النحل الاجتماعي من يتصف بالسلوك التعاوني العالي والذي ينشأ على شكل جماعات، وبالجانب الآخر هناك نوع بدائي الحياة الاجتماعية يكون على شكل مستعمرات صغيرة، ويختلف بالمظهر والسلوك.

مواطن النحل

يتوّزع النحل في جميع أنواع المناخات على اختلافها في جميع أنحاء العالم من غابات أوروبا إلى صحارى إفريقيا وحتى المنطقة القطبية الشمالية، على عكس نحل العسل، والنحل البري الموجود في الولايات المتحدة.[١٠]

لغة النحل

يحتاج النحل كما حال معظم الحيوانات الذكية إلى لغة تواصل فيما بينه تساعده على التعبير عن حاجاته فيما يخصُّ مواقع وجود الغذاء، أو تحديد مواقع الخلايا الجديدة مثلاً، وتتمثل هذه اللغة بطرق ثلاث هي:[١١]
  • اللمس: حيث يُعدُّ اللمس الذي يتم بين قرون استشعار أفراد النحل وسيلة للتعرف على بعضهم البعض وتحديد هوياتهم، كما يعدّ اللمس بالأرجل طريقة لقياس حجم قرص العسل، وهو الأمر الذي يجعل النحل حريصاً على إبقاء قرونها الاستشعارية نظيفة.
  • الفيرمونات: تعطي الفيرمونات التي يطلقها أفراد النحل رائحة مميزة للمستعمرة تساعدهم على التعرف على بعضهم البعض، كما تستخدم الملكة فيرموناتها الخاصة لمنع إناث المستعمرة من وضع البيوض، ويُضاف إلى ذلك إفراز بعض الفيرمونات عند الشعور بتهديد ما في المحيط.
  • الرقص: قد يبدو الرقص وسيلة غير مألوفة من وسائل التواصل، إلا أنّه يعد وسيلة إيقاعية فاعلة ينبئُ بها النحل العائد من رحلة البحث عن مكان مستعمرة جديد بصلاحية ذلك المكان وجودته، فيما تنضم النحلات المؤيدات لهذا المكان إلى مجموعة النحل الراقص بتأدية حركات راقصة معقدة تعبيراً عن قبولها، حيث لا يتم نقل النحل إلا عند الوصول إلى قرار بالإجماع على الموقع الجديد.

في حقيقة الأمر شعور النحل بالخطر هو ما يدفعها لاستخدام الإبرة، فتقوم بتحذير الشخص المقترب منها عن طريق الأزير أو الطنين الذي تصدره، ويختلف نحل العسل عن النحل الإفريقي بأمر مطاردة أو تتبع المتعدي عليه، وفور التخلص من المصدر المهدد يباشروا بإكمال عملهم، والعودة للوضع الطبيعي.

أهمية النحل في تلقيح النباتات

يُعدّ نحل العسل من أهم ملقحات المحاصيل في العالم نظراً لكونه النوع الأكثر انتشاراً من الأنواع الأخرى، وتشير التقديرات إلى أن ثلث الطعام المستهلك يومياً يعتمد على التلقيح الذي يقوم به النحل بشكل رئيسي جنباً إلى جنب مع الطيور والحشرات الأخرى والخفافيش، فعلى سبيل المثال يؤدي نحل العسل دوراً أساسيا في تلقيح حوالي 80% من المحاصيل التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قُدّرت مساهمة نحل العسل في الاقتصاد البريطاني عام 2008م بنحو 165 مليون جنيه استرليني.[١٢]

تبدأ رحلة التلقيح في النباتات عندما تبدي النباتات استعداداً لهذه لعملية، والتي تنتقل فيها حبوب اللقاح من الجزء الذكري في النباتات إلى الجزء الأنثوي فيها بطرق عدة يعتبر النحل إحداها، إذا يتعاطى النحل خلال عملية التلقيح هذه مع النباتات وفقاً لطبيعتها، ففي الحين الذي يتم به نقل حبوب اللقاح من الأجزاء الذكرية إلى الأجزاء الأنثوية بيسرٍ وسهولة تحتاج بعض النباتات مثل الطماطم والبطاطس إلى رجّة تعمل على هزِّ حبوب اللقاح في النبتة بقدر كافٍ لإتمام عملية التلقيح هذه مما يؤدي إلى انتشار الحبوب ووصولها إلى الجزء الأنثوي، أو بحملها عبر الزغب على جسم النحلة بعد التصاقها عليه.[٥]

كما وُجد أن هناك علاقة طردية بين حجم النحلة المختلف باختلاف أنواعها والمسافة التي تستطيع قطعها خلال عملية التلقيح، ففي الحين الذي تستطيع به بعض أنواع النحل السفر في رحلتها إلى مسافة تقدر بالأميال، تنحصر المسافة التي تستطيع أنواع أخرى من النحل قطعها في الآف المترات تبعاً لحجمها، ويذكر أنّ حبوب اللقاح التي يعمل النحل على جمعها قد تكون نقية تحتوي على نوع واحد من حبوب اللقاح، أو مختلطة تحتوي على أنواع عدة قام النحل بجمعها من نباتات مختلفة أثناء رحلته.[٥]

بعض سلوكيات النحل

يُلاحظ للنحل مجموعة من السلوكيات الرائعة، والتي قد توصف في الغريبة في بعض الأحيان، ومنها:[١٣]

  • يستطيع نحل العرق القيام بتلقيح النباتات التي تزهر ليلاً مستعيناً بضوء القمر والنجوم.
  • تقوم ملكة النحل الطنّان ببناء أعشاش صغيرة لوضع بيوضها فيها، كما تحرص على إبقائها دافئة ضمن درجة الحرارة الكافية لتحوّلها إلى يرقات وذلك عن طريق الجلوس عليها، فيما تضع وعاء مملوءاً بالرحيق إلى جانبها لمساعدتها على تغذية نفسها دون أن تضطر لمغادرة بيوضها تلك.
  • تستطيع بعض أنواع النحل تحديد نوع النباتات ذات الأزهار الغنية بالرحيق من خلال قياس الشحنة الكهربائية الموجبة التي تصدرها هذه النباتات وتذكر بصمتها للتوجه إليها في المرات المقبلة.

تربية النحل

تتطلب عملية تربية النحل أموراً عدة تحصر فيما يأتي:[١٤]

  • شراء النحل: يُطلب النحل من جمعيات تربية النحل بحلول شهر كانون الثاني حتى يتم شحنه ووصوله في شهر نيسان أو أيّار.
  • اختيار نمط الخلية: يُعد اختيار نوع الخلية أمراً عائداً لمن يريد تربية النحل، حيث إنّ هناك شكلين من أشكال الخلايا، فهناك الخلايا الحديثة العمودية وتسمى بقفيرة لانجستروث (بالإنجليزية :Langstroth hive) وخلايا أفقية لها.
  • الحصول على اللوازم: تتطلب تربية النحل من الفرد الحصول على لوازم مناسبة لهذه العملية، مثل الملابس الواقية ولوازم التغذية.
  • وضع النحل في الخلية: يوضع النحل فور وصوله في الخلية التي أعدت مسبقاً لذلك، مع إتاحة الوقت اللازم لاستقراره في خليته الجديدة.
  • مراقبة الخلية: إنّ مراقبة نشاط النحل داخل الخلية باستمرار وفحصه بشكل مستمر هو أمر ضروري للاطمئنان على صحته وضمان الحصول على العسل المرغوب فيه وقت الحصاد.

مهددات وحلول

تُظهر بعض أنواع النحل حول العالم انخفاضاً في وفرتها ومدى انتشارها، الأمر الذي يعزوه الباحثون إلى أمور عدة يذكر منها ما يأتي: [٥]

  • تغيُّر المناخ: يعتبر تغيُّر المناخ العالمي وما يتبعه من مظاهر مناخية تتمثل بالاحترار، والعواصف الشديدة، والأمطار المتكررة والجفاف من الأمور التي يمكن أن تؤثر على وفرة أنواع النحل في العالم.
  • المبيدات الحشرية: إن استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات بما تحويه من مواد كيميائية ضارة يشكل تهديداً واضحاً بالنسبة للنحل لا سيما بعد اتساع نطاق استخدامها في بداية تسعينيات القرن الحالي.
  • فقدان الموائل: يعتبر فقدان الموائل هو النشاط البشري الأخطر والأكثر تدميراً للنحل البري بما يحتويه من تدمير، أو تجزئة لهذه الموائل.
  • انتشار مسببات الأمراض: بعض أنواع النحل التجاري مثل: نحل العسل والنحل الطنان، يمتاز هذا النوع من النحل بالتنقل المستمر، وخلال ذلك قد يصطدم بالعديد من الآفات والأمراض الضارة، ويشمل بعض أنواع الطفيليات، والفطريات، والفيروسات، والبكتيريا.
  • غزو الأنواع الدخيلة: تساهم بعض الكائنات الحية الغريبة والنباتات بتدمير العديد من أنواع المُلقحات الضرورية، وقد تقوم بانتزاعها، فعلى سبيل المثال قد يجتاح نوع غريب من النباتات ملجأ ملائم لنوع معين من النحل، و تسبب بتشريده .

يستطيع الأفراد المساعدة في الحفاظ على أنواع النحل باتّخاذ تدابير عدّة قد تتمثل فيما يأتي:[٧]

  • زراعة النباتات المزهرة على مدار الفصول لإنتاج أكبر قدر ممكن من حبوب اللقاح والرحيق.
  • توفير الموائل التي قد تكون مناسبة لتعشيش النحل مثل: كمية من الرمال، أو جذع شجرة ميت.
  • شراء أو بناء منازل خاصة للنحل حيث تعد متوافرة في الأسواق.

الفرق بين النحل والدبور

يتميَز الدبور في مملكة النحل عن النحلة فيها بعدة أمور وهي:[١٥]

وجه الاختلاف النحلة الدبور
الجسم جسم عريض جسمه نحيل مع خصر رفيع
وجود الشعر ليس هناك شعر فضي على الوجه مع وجود شعر على عموم الجسم هناك شعر فضي على الوجه ولا وجود للشعر على بقية الأجزاء
جمع حبوب اللقاح تجمع حبوب اللقاح بواسطة شعيرات على الأرجل أو أسفل البطن لدى الإناث ليس هناك شعر لجمع حبوب اللقاح
الأرجل تمتلكك أرجلاً بدينة مع القليل من الزَّغَب عليها تمتلك أرجلاً طويلة عليها الزَّغَب.

الهوامش

*ذوات الخصر: رتيبة تتبع رتبة غِشائيات الأجنحة في تصنيف الحيوانات، حيث تشمل كل من النمل، والنحل، والدبور، وغيرها.[١٦]

فوائد النحل

تتعدّد فوائد النحل، فبالإضافة إلى إنتاجه للعسل الذي يُعدّ سائلاً سكرياً حلو المذاق، وذو قيمة كبيرة لكونه منتجاً غنياً بالطاقة والخصائص العلاجية، فإنّ النحل يلعب أيضاً دوراً هامّاً في عملية تلقيح النباتات التي تُعدّ أساس نموّ العديد من المحاصيل الزراعية، والخضراوات، والفواكه المختلفة، والتي تشكّل مصدر غذاء للحيوانات والبشر، وعلى الرغم من تنوّع وسائل التلقيح التي تشمل الحشرات، والرياح، والطيور، والخفافيش، إلّا أنّ النحل هو أحد أهمّ هذه الملقّحات، ويعود السبب في ذلك إلى قدرته على تلقيح النباتات على نطاق واسع، ومن أهمّ المحاصيل التي تعتمد في تلقيحها على النحل؛ البروكلي، و الخيار، والفراولة، والمشمش، والتفاح، والطماطم، واللوز، ويجدر بالذكر أنّه وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة فإنّ ما يُقارب 80% من إجمالي النباتات الزهرية حول العالم تعتمد في تلقيحها على الحشرات بما في ذلك النحل.[١٧]

المراجع

  1. “Bee”, www.britannica.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  2. “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov. Edited.
  3. “Bee Basics: An Introduction to Our Native Bees”, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 1-9-2019.
  4. “Life Cycle of a Bee”, study.com, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز “A Review on Bees “, ag.umass.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  6. “Honey Bees and Their Homes”, cals.arizona.edu, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  8. Charles Duncan Michener, The Bees of the World, Volume 1, Page 9. Edited.
  9. “The Roles of Queens, Drones and Worker Honey Bees”, www.thoughtco.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  10. “Fact Sheet: Bees”, www.earthday.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  11. “The language of bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  12. “Why bees are important”, www.sustainweb.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  13. “The Incredible Diversity of Bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  14. “Beekeeping for Beginners Step By Step”, www.thespruce.com, Retrieved 1-9-2019. Edited.
  15. “The Bees in Your Backyard: A Guide to North America’s Bees – Introduction”, assets.press.princeton.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  16. “Apocrita”, www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  17. Hannah Vickers (17-7-2018), “Why are bees important? And how you can help them”، www.woodlandtrust.org.uk, Retrieved 26-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

نبذة عن النحل

يصنف النحل على اختلاف أنواعه البالغ عددها 20000 كنوع من الحشرات التي تعود في تصنيفها إلى رتيبة ذوات الخصر*، التي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، وتختلف هذه الأنواع في طبيعتها تبعاً لاختلاف أشكالها، وألوانها، وأحجامها، ويذكر أنّ حجم النحل البالغ يتراوح بين 2ملم- 4سم تقريباً، وأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبور،[١] كما يُلاحظ اختلاف في أنماط حياة كل نوع منها، والأماكن التي تتخذها بيوتاً، بالإضافة إلى مواسم نشاطها، ونوع الأزهار التي تزورها، فبعض أنواع النحل تقوم بعملية تلقيح الزهور تبعاً لموعد تفتُّحها وإنتاجها للرحيق، وهناك أنواع تمارس نشاط التلقيح خاصتها طوال النّهار، وأنواع أخرى عند الفجر، وثالثة ليلية تعمل في ضوء القمر،[٢] ورغم تعدد أنواع النحل ومواسم نشاطه إلى أنّه يقدم للعالم خدمة بيئية لا تقدّر بثمن، تكمن في كونّه المسؤول عن تلقيح 80% من النباتات المزهرة بالإضافة إلى تلقيح ما نسبته 75% من أشجار الفواكه، والخضروات، والمكسرات.[٣]

مستعمرة النحل

يعمل جميع أفراد مستعمرة النحل الواحدة بروح الفريق معاً على الرغم من تنوع المهام والمسميات فيها، حيث توجد فيها ملكات النحل، والعاملات، والذكور، التي تختلف في تركيبها ومهامها، لكن تبدأ جميعها كبيضة واحدة طولية الشكل توضع داخل أحد ثقوب المستعمرة لثلاثة أيام، ثم تفقس وتدخل طور اليرقة طالبةً العناية الحثيثة ليلاً ونهاراً، وتُغذّى بغذاء ملكات النحل الذي تصنعه العاملات في المستعمرة لعدة أيام، ثم تُغذى بما يسمى خبز النحل، وهو مزيج من العسل وغبار الطلع، وبعد ذلك تغلق أبواب الثقوب على اليرقة لمدة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين ليتسنى لها التحول إلى شرنقة، ثم تدخل بعدها طور الحشرة الكاملة التي لها جسم كامل، ورأس، وأجنحة.[٤]

أنواع النحل

النحل الطّنان

يتميّز النحل الطّنان (بالإنجليزية: Bumble bees) بحجمه الكبير نسبياً، وغطائه الفرويّ مقارنة بأنواع النحل الأخرى، كما يعرف بلونيه الأسود والأصفر بالغالب، وقد يمتلك بعضه لونين إضافيين هما الأبيض والبرتقالي، ومن الجدير بالذكر أن هنالك ما يقارب 25 نوعاً منه في شرق الولايات المتحدة.[٥]

النحل النجّار

يتخذ النحل النجّار (بالإنجليزية: Carpenter bees) من الخشب بيتاً، ويشبه النحل الطنّان لكنه يعدّ نحلاً انفرادياً، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تمييزه من خلال حجمه الكبير ولمعان بطنه الأسود، وينتشر هذا النوع من النحل في أنحاء شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يُذكر أنه يدخل في فترة سبات طوال فصل الشتاء يعقبها موسم تزاوج في فصل الربيع.[٥]

نحل العرق

يسمى نحل العَرَق (بالإنجليزية: Sweat bees) بهذا الاسم بسبب انجذاب بعض أنواعه لعَرَق الإنسان، ويتخذ في الأرض بيوتاً على الأغلب، إلا أن بعضه قد يعيش في الخشب، كما تعد بعض أنواع هذا النحل اجتماعية بطبعها لكنها تولي أمور مملكتها لملكة واحدة، في حين أنّ بعضها الآخر انفرادي يعيش خارج مستعمرة النحل، ويُشار إلى وجود أنواع طفيلية منه تعتمد في مواردها على أنواع النحل الأخرى، ويتميّز نحل العَرَق بلونه الداكن، أو الأخضر بشكل كامل، أو بجزء أخضر فقط.[٥]

النحل الحفّار

يعيش النحل الحفّار (بالإنجليزية: Mining bees) في الأرض، حيث يحفر الأنفاق التي تتفرع إلى حجرات مستقلة تحتوي على مزيج من غبار الطلع والرحيق المُعَدّ لمساعدة البويضات على التطور ليرقات استعداداً لانطلاقها في فصل الربيع أو الصيف.[٥]

النحل البنَّاء

ويسمى النحل البنّاء (بالإنجليزية: Mason bees)، وهو نوع يعيش في أغصان الأشجار المجوفة، أو في الأماكن ذات التجاويف، كما أنه يستخدم الطين كمقصورات بين مكان وضع كل بيضة والأخرى، وتتميز هذه النحلات بلونيها الأخضر أو الأزرق اللامعين، أو اللون الأسود، كما تعرف إناثها بأنها انفرادية تعيش بشكل منفصل عن المستعمرة.[٥]

النحل القارض

ويسمى النحل القارض (بالإنجليزية: Leafcutter bees) بهذا الاسم لأنه يقوم بقطع دوائر من الأوراق ومن ثم باستخدامها في بيوته التي يضعها في معظم الأحيان في الأخشاب أو السيقان المجوفة، أو في الأرض، أو في أي شقٍ مثل شقوق الخرسانة مثلاً، ويتميّز هذا النوع من النحل بحمل حبوب اللقاح على الجزء السفلي من بطنه على خلاف معظم أنواع النحل الأخرى حيث تحمله على أرجلها، كما تصنّف معظم أنواعه بأنها فرادية.[٥]

نحل العسل الأوروبي

ويسمى نحل العسل الأوروبي (بالإنجليزية: European honey bee)، تباعاً لاسمه فإن هذا النوع ذو اللون الذهبي أو الأصفر المائل إلى البني والذي يبلغ حجمه 1.25سم تقريباً لم يكن معروفاً في أمريكا حتى أحضره المستعمرون الأوروبييون في القرن السادس عشر، ويعرف عن هذا النوع من النحل أنه نوع اجتماعي يعيش بتكامل داخل المستعمرة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن معظم النحل يكون انفرادي، باستثناء نحل العسل وأنواع قليلة أخرى الذي يعيش على شكل مستعمرات كبيرة، وعندما يتعرض هذا النوع من النحل إلى الخطر يُظهر عدوانيته للدفاع عن نفسه، وذلك عن طريق إبرة شائكة تخرج من بطنه، ويغرسها بجسم المعتدي، وخلال هذه العملية يتمزق جلده، ويفقد أجزاء من أحشائه وأعضائه الداخلية فيموت بعد بعض دقائق، ولكن هناك أنواع لا تحتوي على الإبرة الشائكة مما يساعدها ذلك على اللدغ لأكثر من مرة، وفي أمريكا الشمالية فقط نحل العسل من يصنع العسل، أما النحل الآخر مثل: نحل الطنان فيخزن الرحيق وتختلف طبيعة المادة أوالرحيق المُخزن بينهما.[٥]

يتكون قرص العسل بجميع أنواع نحل العسل من خلايا شمعية بيضاء سداسية الشكل، وهي مادة تفرز من الغدد البطنية للنحل العامل، ويتم مضغها ووضعها داخل قوالب على شكل رقائق صغيرة، كما أنها محاطة بالعكبر أو صمغ النحل أو البروبوليس (بالإنجليزية: Propolis) وهي عبارة عن مادة بلسمية شمعية تجمعه نحلات العسل من براعم وعصارة الأشجار أو مصادر أخرى، ويتم تخزين العسل في هذا القرص، ومن ناحية أخرى يتنقل نحل العسل من موقع لآخر عن طريق التكاثر؛ بحيث جزء من نحل المستعمرة يغادرها مع الملكة القديمة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن نحل العسل يهرب عادةً عندما يشعر بالتهديد لمستعمرته أو نفاذ المؤن والغذاء.[٦]

تركيب النحل

يتركب جسم النحلة كما بقية الحشرات من الرأس، والبطن، والصدر، وستة من الأرجل وزوجين من الأجنحة، وفيما يلي ذكر مفصل للأجزاء التي يتكون منها كل عضو من هذه الأعضاء:[٧]

  • الرأس ويتكوّن من:
    • قرني استشعار للمس والشم.
    • عينين مركبتين.
    • ثلاثة عيون بسيطة.
    • فك سفلي يستخدم للقضم والحفر.
  • الصدر ويتكوّن من:
    • زوجين من الأجنحة الغشائية.
    • ثلاثة أزواج من الأرجل.
  • البطن ويتكون من:
    • تنقسم بالإناث إلى ست قطع، وسبعة في الذكور.
    • غدد شمعية داخلية.
    • الإبرة عند الإناث.
    • شعر متفرع.

بعض إناث النحل لديها خصلة شعر صغيرة تشبه الفرشاة ليتجمع عليها غبار الطلع على ساق النحلة.

غذاء النحل

يبدو النحل انتقائياً فيما يخص موضوع الغذاء، فقد تجد النحل يَحطُّ على العديد من أنواع الزهور إلى أنه نادراً ما يجمع حبوب اللقاح منها، ويعرف عن النحل اعتماده على الرحيق في تغذيته لِما يوفره له من مصدر للكربوهيدرات والماء، بالإضافة إلى اعتماده على حبوب اللقاح التي تعد من مصادر البروتين، والأحماض الأمينية، والدهون، والليبيدات، والستيرول، والكولسترول بالنسبة للعديد من أنواع النحل، كما لوحظ وجود تأثير لتنوع النباتات الموجودة حول مستعمرة ما على نمو اليرقات فيها.[٥]

السلوك الاجتماعي للنحل

ينقسم السلوك الاجتماعي للنحل إلى نوعين رئيسيين، وهو كما يأتي:[٨]

النحل الانفرادي

يتصف هذا النوع من النحل بالعزلة والانفراد، ولا يعتمد على مساعدة النحل الآخر، فكل أنثى تنشىء الملجأ الخاص بها، ووظيفتها جمع  الغذاء الوفير للصغار أو اليرقات، ومن الجدير بالإشارة إليه أنها ببعض الأحيان قد تغادر أو تموت قبل نضوج النسل، وفي حالة من الحالات التي يطلق عليها بالعلاقة شبه اجتماعية تقوم الأنثى بالاهتمام بهم بدلاً من تخزين الغذاء والحصول عليه، وهناك  نحل قد يتشابه مع النحل الانفرادي عدا أن الإناث تستخدم نفس العش وتصنع كل منها خليتها وغرفتها الخاصة لتبيت فيها، وتضع يرقاتها بها ويُطلق عليه بالنحل الطائفي.  

النحل الاجتماعي

يتكون هذا المجتمع من مستعمرات كبيرة وخاصة، وتنشئ الإناث ملجأ واحد لهم جميعاً، و تتكون من: الملكات المسؤولة عن التزاوج، وتكون أكبر حجماً من النحل العامل، والعاملات ووظيفتها الاهتمام بالحاضنة، والبحث عن مؤن، والحراسة، كما أنها غير قادرة على التزاوج، ومن الجدير بالإشارة إليه أن ذكر النحل لا يمثل جزءاً من منظومة المستعمرة، ووظيفته الوحيدة التزاوج مع الملكة،[٩]ومن النحل الاجتماعي من يتصف بالسلوك التعاوني العالي والذي ينشأ على شكل جماعات، وبالجانب الآخر هناك نوع بدائي الحياة الاجتماعية يكون على شكل مستعمرات صغيرة، ويختلف بالمظهر والسلوك.

مواطن النحل

يتوّزع النحل في جميع أنواع المناخات على اختلافها في جميع أنحاء العالم من غابات أوروبا إلى صحارى إفريقيا وحتى المنطقة القطبية الشمالية، على عكس نحل العسل، والنحل البري الموجود في الولايات المتحدة.[١٠]

لغة النحل

يحتاج النحل كما حال معظم الحيوانات الذكية إلى لغة تواصل فيما بينه تساعده على التعبير عن حاجاته فيما يخصُّ مواقع وجود الغذاء، أو تحديد مواقع الخلايا الجديدة مثلاً، وتتمثل هذه اللغة بطرق ثلاث هي:[١١]
  • اللمس: حيث يُعدُّ اللمس الذي يتم بين قرون استشعار أفراد النحل وسيلة للتعرف على بعضهم البعض وتحديد هوياتهم، كما يعدّ اللمس بالأرجل طريقة لقياس حجم قرص العسل، وهو الأمر الذي يجعل النحل حريصاً على إبقاء قرونها الاستشعارية نظيفة.
  • الفيرمونات: تعطي الفيرمونات التي يطلقها أفراد النحل رائحة مميزة للمستعمرة تساعدهم على التعرف على بعضهم البعض، كما تستخدم الملكة فيرموناتها الخاصة لمنع إناث المستعمرة من وضع البيوض، ويُضاف إلى ذلك إفراز بعض الفيرمونات عند الشعور بتهديد ما في المحيط.
  • الرقص: قد يبدو الرقص وسيلة غير مألوفة من وسائل التواصل، إلا أنّه يعد وسيلة إيقاعية فاعلة ينبئُ بها النحل العائد من رحلة البحث عن مكان مستعمرة جديد بصلاحية ذلك المكان وجودته، فيما تنضم النحلات المؤيدات لهذا المكان إلى مجموعة النحل الراقص بتأدية حركات راقصة معقدة تعبيراً عن قبولها، حيث لا يتم نقل النحل إلا عند الوصول إلى قرار بالإجماع على الموقع الجديد.

في حقيقة الأمر شعور النحل بالخطر هو ما يدفعها لاستخدام الإبرة، فتقوم بتحذير الشخص المقترب منها عن طريق الأزير أو الطنين الذي تصدره، ويختلف نحل العسل عن النحل الإفريقي بأمر مطاردة أو تتبع المتعدي عليه، وفور التخلص من المصدر المهدد يباشروا بإكمال عملهم، والعودة للوضع الطبيعي.

أهمية النحل في تلقيح النباتات

يُعدّ نحل العسل من أهم ملقحات المحاصيل في العالم نظراً لكونه النوع الأكثر انتشاراً من الأنواع الأخرى، وتشير التقديرات إلى أن ثلث الطعام المستهلك يومياً يعتمد على التلقيح الذي يقوم به النحل بشكل رئيسي جنباً إلى جنب مع الطيور والحشرات الأخرى والخفافيش، فعلى سبيل المثال يؤدي نحل العسل دوراً أساسيا في تلقيح حوالي 80% من المحاصيل التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قُدّرت مساهمة نحل العسل في الاقتصاد البريطاني عام 2008م بنحو 165 مليون جنيه استرليني.[١٢]

تبدأ رحلة التلقيح في النباتات عندما تبدي النباتات استعداداً لهذه لعملية، والتي تنتقل فيها حبوب اللقاح من الجزء الذكري في النباتات إلى الجزء الأنثوي فيها بطرق عدة يعتبر النحل إحداها، إذا يتعاطى النحل خلال عملية التلقيح هذه مع النباتات وفقاً لطبيعتها، ففي الحين الذي يتم به نقل حبوب اللقاح من الأجزاء الذكرية إلى الأجزاء الأنثوية بيسرٍ وسهولة تحتاج بعض النباتات مثل الطماطم والبطاطس إلى رجّة تعمل على هزِّ حبوب اللقاح في النبتة بقدر كافٍ لإتمام عملية التلقيح هذه مما يؤدي إلى انتشار الحبوب ووصولها إلى الجزء الأنثوي، أو بحملها عبر الزغب على جسم النحلة بعد التصاقها عليه.[٥]

كما وُجد أن هناك علاقة طردية بين حجم النحلة المختلف باختلاف أنواعها والمسافة التي تستطيع قطعها خلال عملية التلقيح، ففي الحين الذي تستطيع به بعض أنواع النحل السفر في رحلتها إلى مسافة تقدر بالأميال، تنحصر المسافة التي تستطيع أنواع أخرى من النحل قطعها في الآف المترات تبعاً لحجمها، ويذكر أنّ حبوب اللقاح التي يعمل النحل على جمعها قد تكون نقية تحتوي على نوع واحد من حبوب اللقاح، أو مختلطة تحتوي على أنواع عدة قام النحل بجمعها من نباتات مختلفة أثناء رحلته.[٥]

بعض سلوكيات النحل

يُلاحظ للنحل مجموعة من السلوكيات الرائعة، والتي قد توصف في الغريبة في بعض الأحيان، ومنها:[١٣]

  • يستطيع نحل العرق القيام بتلقيح النباتات التي تزهر ليلاً مستعيناً بضوء القمر والنجوم.
  • تقوم ملكة النحل الطنّان ببناء أعشاش صغيرة لوضع بيوضها فيها، كما تحرص على إبقائها دافئة ضمن درجة الحرارة الكافية لتحوّلها إلى يرقات وذلك عن طريق الجلوس عليها، فيما تضع وعاء مملوءاً بالرحيق إلى جانبها لمساعدتها على تغذية نفسها دون أن تضطر لمغادرة بيوضها تلك.
  • تستطيع بعض أنواع النحل تحديد نوع النباتات ذات الأزهار الغنية بالرحيق من خلال قياس الشحنة الكهربائية الموجبة التي تصدرها هذه النباتات وتذكر بصمتها للتوجه إليها في المرات المقبلة.

تربية النحل

تتطلب عملية تربية النحل أموراً عدة تحصر فيما يأتي:[١٤]

  • شراء النحل: يُطلب النحل من جمعيات تربية النحل بحلول شهر كانون الثاني حتى يتم شحنه ووصوله في شهر نيسان أو أيّار.
  • اختيار نمط الخلية: يُعد اختيار نوع الخلية أمراً عائداً لمن يريد تربية النحل، حيث إنّ هناك شكلين من أشكال الخلايا، فهناك الخلايا الحديثة العمودية وتسمى بقفيرة لانجستروث (بالإنجليزية :Langstroth hive) وخلايا أفقية لها.
  • الحصول على اللوازم: تتطلب تربية النحل من الفرد الحصول على لوازم مناسبة لهذه العملية، مثل الملابس الواقية ولوازم التغذية.
  • وضع النحل في الخلية: يوضع النحل فور وصوله في الخلية التي أعدت مسبقاً لذلك، مع إتاحة الوقت اللازم لاستقراره في خليته الجديدة.
  • مراقبة الخلية: إنّ مراقبة نشاط النحل داخل الخلية باستمرار وفحصه بشكل مستمر هو أمر ضروري للاطمئنان على صحته وضمان الحصول على العسل المرغوب فيه وقت الحصاد.

مهددات وحلول

تُظهر بعض أنواع النحل حول العالم انخفاضاً في وفرتها ومدى انتشارها، الأمر الذي يعزوه الباحثون إلى أمور عدة يذكر منها ما يأتي: [٥]

  • تغيُّر المناخ: يعتبر تغيُّر المناخ العالمي وما يتبعه من مظاهر مناخية تتمثل بالاحترار، والعواصف الشديدة، والأمطار المتكررة والجفاف من الأمور التي يمكن أن تؤثر على وفرة أنواع النحل في العالم.
  • المبيدات الحشرية: إن استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات بما تحويه من مواد كيميائية ضارة يشكل تهديداً واضحاً بالنسبة للنحل لا سيما بعد اتساع نطاق استخدامها في بداية تسعينيات القرن الحالي.
  • فقدان الموائل: يعتبر فقدان الموائل هو النشاط البشري الأخطر والأكثر تدميراً للنحل البري بما يحتويه من تدمير، أو تجزئة لهذه الموائل.
  • انتشار مسببات الأمراض: بعض أنواع النحل التجاري مثل: نحل العسل والنحل الطنان، يمتاز هذا النوع من النحل بالتنقل المستمر، وخلال ذلك قد يصطدم بالعديد من الآفات والأمراض الضارة، ويشمل بعض أنواع الطفيليات، والفطريات، والفيروسات، والبكتيريا.
  • غزو الأنواع الدخيلة: تساهم بعض الكائنات الحية الغريبة والنباتات بتدمير العديد من أنواع المُلقحات الضرورية، وقد تقوم بانتزاعها، فعلى سبيل المثال قد يجتاح نوع غريب من النباتات ملجأ ملائم لنوع معين من النحل، و تسبب بتشريده .

يستطيع الأفراد المساعدة في الحفاظ على أنواع النحل باتّخاذ تدابير عدّة قد تتمثل فيما يأتي:[٧]

  • زراعة النباتات المزهرة على مدار الفصول لإنتاج أكبر قدر ممكن من حبوب اللقاح والرحيق.
  • توفير الموائل التي قد تكون مناسبة لتعشيش النحل مثل: كمية من الرمال، أو جذع شجرة ميت.
  • شراء أو بناء منازل خاصة للنحل حيث تعد متوافرة في الأسواق.

الفرق بين النحل والدبور

يتميَز الدبور في مملكة النحل عن النحلة فيها بعدة أمور وهي:[١٥]

وجه الاختلاف النحلة الدبور
الجسم جسم عريض جسمه نحيل مع خصر رفيع
وجود الشعر ليس هناك شعر فضي على الوجه مع وجود شعر على عموم الجسم هناك شعر فضي على الوجه ولا وجود للشعر على بقية الأجزاء
جمع حبوب اللقاح تجمع حبوب اللقاح بواسطة شعيرات على الأرجل أو أسفل البطن لدى الإناث ليس هناك شعر لجمع حبوب اللقاح
الأرجل تمتلكك أرجلاً بدينة مع القليل من الزَّغَب عليها تمتلك أرجلاً طويلة عليها الزَّغَب.

الهوامش

*ذوات الخصر: رتيبة تتبع رتبة غِشائيات الأجنحة في تصنيف الحيوانات، حيث تشمل كل من النمل، والنحل، والدبور، وغيرها.[١٦]

فوائد النحل

تتعدّد فوائد النحل، فبالإضافة إلى إنتاجه للعسل الذي يُعدّ سائلاً سكرياً حلو المذاق، وذو قيمة كبيرة لكونه منتجاً غنياً بالطاقة والخصائص العلاجية، فإنّ النحل يلعب أيضاً دوراً هامّاً في عملية تلقيح النباتات التي تُعدّ أساس نموّ العديد من المحاصيل الزراعية، والخضراوات، والفواكه المختلفة، والتي تشكّل مصدر غذاء للحيوانات والبشر، وعلى الرغم من تنوّع وسائل التلقيح التي تشمل الحشرات، والرياح، والطيور، والخفافيش، إلّا أنّ النحل هو أحد أهمّ هذه الملقّحات، ويعود السبب في ذلك إلى قدرته على تلقيح النباتات على نطاق واسع، ومن أهمّ المحاصيل التي تعتمد في تلقيحها على النحل؛ البروكلي، و الخيار، والفراولة، والمشمش، والتفاح، والطماطم، واللوز، ويجدر بالذكر أنّه وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة فإنّ ما يُقارب 80% من إجمالي النباتات الزهرية حول العالم تعتمد في تلقيحها على الحشرات بما في ذلك النحل.[١٧]

المراجع

  1. “Bee”, www.britannica.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  2. “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov. Edited.
  3. “Bee Basics: An Introduction to Our Native Bees”, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 1-9-2019.
  4. “Life Cycle of a Bee”, study.com, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز “A Review on Bees “, ag.umass.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  6. “Honey Bees and Their Homes”, cals.arizona.edu, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  8. Charles Duncan Michener, The Bees of the World, Volume 1, Page 9. Edited.
  9. “The Roles of Queens, Drones and Worker Honey Bees”, www.thoughtco.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  10. “Fact Sheet: Bees”, www.earthday.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  11. “The language of bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  12. “Why bees are important”, www.sustainweb.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  13. “The Incredible Diversity of Bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  14. “Beekeeping for Beginners Step By Step”, www.thespruce.com, Retrieved 1-9-2019. Edited.
  15. “The Bees in Your Backyard: A Guide to North America’s Bees – Introduction”, assets.press.princeton.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  16. “Apocrita”, www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  17. Hannah Vickers (17-7-2018), “Why are bees important? And how you can help them”، www.woodlandtrust.org.uk, Retrieved 26-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

نبذة عن النحل

يصنف النحل على اختلاف أنواعه البالغ عددها 20000 كنوع من الحشرات التي تعود في تصنيفها إلى رتيبة ذوات الخصر*، التي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، وتختلف هذه الأنواع في طبيعتها تبعاً لاختلاف أشكالها، وألوانها، وأحجامها، ويذكر أنّ حجم النحل البالغ يتراوح بين 2ملم- 4سم تقريباً، وأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبور،[١] كما يُلاحظ اختلاف في أنماط حياة كل نوع منها، والأماكن التي تتخذها بيوتاً، بالإضافة إلى مواسم نشاطها، ونوع الأزهار التي تزورها، فبعض أنواع النحل تقوم بعملية تلقيح الزهور تبعاً لموعد تفتُّحها وإنتاجها للرحيق، وهناك أنواع تمارس نشاط التلقيح خاصتها طوال النّهار، وأنواع أخرى عند الفجر، وثالثة ليلية تعمل في ضوء القمر،[٢] ورغم تعدد أنواع النحل ومواسم نشاطه إلى أنّه يقدم للعالم خدمة بيئية لا تقدّر بثمن، تكمن في كونّه المسؤول عن تلقيح 80% من النباتات المزهرة بالإضافة إلى تلقيح ما نسبته 75% من أشجار الفواكه، والخضروات، والمكسرات.[٣]

مستعمرة النحل

يعمل جميع أفراد مستعمرة النحل الواحدة بروح الفريق معاً على الرغم من تنوع المهام والمسميات فيها، حيث توجد فيها ملكات النحل، والعاملات، والذكور، التي تختلف في تركيبها ومهامها، لكن تبدأ جميعها كبيضة واحدة طولية الشكل توضع داخل أحد ثقوب المستعمرة لثلاثة أيام، ثم تفقس وتدخل طور اليرقة طالبةً العناية الحثيثة ليلاً ونهاراً، وتُغذّى بغذاء ملكات النحل الذي تصنعه العاملات في المستعمرة لعدة أيام، ثم تُغذى بما يسمى خبز النحل، وهو مزيج من العسل وغبار الطلع، وبعد ذلك تغلق أبواب الثقوب على اليرقة لمدة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين ليتسنى لها التحول إلى شرنقة، ثم تدخل بعدها طور الحشرة الكاملة التي لها جسم كامل، ورأس، وأجنحة.[٤]

أنواع النحل

النحل الطّنان

يتميّز النحل الطّنان (بالإنجليزية: Bumble bees) بحجمه الكبير نسبياً، وغطائه الفرويّ مقارنة بأنواع النحل الأخرى، كما يعرف بلونيه الأسود والأصفر بالغالب، وقد يمتلك بعضه لونين إضافيين هما الأبيض والبرتقالي، ومن الجدير بالذكر أن هنالك ما يقارب 25 نوعاً منه في شرق الولايات المتحدة.[٥]

النحل النجّار

يتخذ النحل النجّار (بالإنجليزية: Carpenter bees) من الخشب بيتاً، ويشبه النحل الطنّان لكنه يعدّ نحلاً انفرادياً، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تمييزه من خلال حجمه الكبير ولمعان بطنه الأسود، وينتشر هذا النوع من النحل في أنحاء شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يُذكر أنه يدخل في فترة سبات طوال فصل الشتاء يعقبها موسم تزاوج في فصل الربيع.[٥]

نحل العرق

يسمى نحل العَرَق (بالإنجليزية: Sweat bees) بهذا الاسم بسبب انجذاب بعض أنواعه لعَرَق الإنسان، ويتخذ في الأرض بيوتاً على الأغلب، إلا أن بعضه قد يعيش في الخشب، كما تعد بعض أنواع هذا النحل اجتماعية بطبعها لكنها تولي أمور مملكتها لملكة واحدة، في حين أنّ بعضها الآخر انفرادي يعيش خارج مستعمرة النحل، ويُشار إلى وجود أنواع طفيلية منه تعتمد في مواردها على أنواع النحل الأخرى، ويتميّز نحل العَرَق بلونه الداكن، أو الأخضر بشكل كامل، أو بجزء أخضر فقط.[٥]

النحل الحفّار

يعيش النحل الحفّار (بالإنجليزية: Mining bees) في الأرض، حيث يحفر الأنفاق التي تتفرع إلى حجرات مستقلة تحتوي على مزيج من غبار الطلع والرحيق المُعَدّ لمساعدة البويضات على التطور ليرقات استعداداً لانطلاقها في فصل الربيع أو الصيف.[٥]

النحل البنَّاء

ويسمى النحل البنّاء (بالإنجليزية: Mason bees)، وهو نوع يعيش في أغصان الأشجار المجوفة، أو في الأماكن ذات التجاويف، كما أنه يستخدم الطين كمقصورات بين مكان وضع كل بيضة والأخرى، وتتميز هذه النحلات بلونيها الأخضر أو الأزرق اللامعين، أو اللون الأسود، كما تعرف إناثها بأنها انفرادية تعيش بشكل منفصل عن المستعمرة.[٥]

النحل القارض

ويسمى النحل القارض (بالإنجليزية: Leafcutter bees) بهذا الاسم لأنه يقوم بقطع دوائر من الأوراق ومن ثم باستخدامها في بيوته التي يضعها في معظم الأحيان في الأخشاب أو السيقان المجوفة، أو في الأرض، أو في أي شقٍ مثل شقوق الخرسانة مثلاً، ويتميّز هذا النوع من النحل بحمل حبوب اللقاح على الجزء السفلي من بطنه على خلاف معظم أنواع النحل الأخرى حيث تحمله على أرجلها، كما تصنّف معظم أنواعه بأنها فرادية.[٥]

نحل العسل الأوروبي

ويسمى نحل العسل الأوروبي (بالإنجليزية: European honey bee)، تباعاً لاسمه فإن هذا النوع ذو اللون الذهبي أو الأصفر المائل إلى البني والذي يبلغ حجمه 1.25سم تقريباً لم يكن معروفاً في أمريكا حتى أحضره المستعمرون الأوروبييون في القرن السادس عشر، ويعرف عن هذا النوع من النحل أنه نوع اجتماعي يعيش بتكامل داخل المستعمرة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن معظم النحل يكون انفرادي، باستثناء نحل العسل وأنواع قليلة أخرى الذي يعيش على شكل مستعمرات كبيرة، وعندما يتعرض هذا النوع من النحل إلى الخطر يُظهر عدوانيته للدفاع عن نفسه، وذلك عن طريق إبرة شائكة تخرج من بطنه، ويغرسها بجسم المعتدي، وخلال هذه العملية يتمزق جلده، ويفقد أجزاء من أحشائه وأعضائه الداخلية فيموت بعد بعض دقائق، ولكن هناك أنواع لا تحتوي على الإبرة الشائكة مما يساعدها ذلك على اللدغ لأكثر من مرة، وفي أمريكا الشمالية فقط نحل العسل من يصنع العسل، أما النحل الآخر مثل: نحل الطنان فيخزن الرحيق وتختلف طبيعة المادة أوالرحيق المُخزن بينهما.[٥]

يتكون قرص العسل بجميع أنواع نحل العسل من خلايا شمعية بيضاء سداسية الشكل، وهي مادة تفرز من الغدد البطنية للنحل العامل، ويتم مضغها ووضعها داخل قوالب على شكل رقائق صغيرة، كما أنها محاطة بالعكبر أو صمغ النحل أو البروبوليس (بالإنجليزية: Propolis) وهي عبارة عن مادة بلسمية شمعية تجمعه نحلات العسل من براعم وعصارة الأشجار أو مصادر أخرى، ويتم تخزين العسل في هذا القرص، ومن ناحية أخرى يتنقل نحل العسل من موقع لآخر عن طريق التكاثر؛ بحيث جزء من نحل المستعمرة يغادرها مع الملكة القديمة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن نحل العسل يهرب عادةً عندما يشعر بالتهديد لمستعمرته أو نفاذ المؤن والغذاء.[٦]

تركيب النحل

يتركب جسم النحلة كما بقية الحشرات من الرأس، والبطن، والصدر، وستة من الأرجل وزوجين من الأجنحة، وفيما يلي ذكر مفصل للأجزاء التي يتكون منها كل عضو من هذه الأعضاء:[٧]

  • الرأس ويتكوّن من:
    • قرني استشعار للمس والشم.
    • عينين مركبتين.
    • ثلاثة عيون بسيطة.
    • فك سفلي يستخدم للقضم والحفر.
  • الصدر ويتكوّن من:
    • زوجين من الأجنحة الغشائية.
    • ثلاثة أزواج من الأرجل.
  • البطن ويتكون من:
    • تنقسم بالإناث إلى ست قطع، وسبعة في الذكور.
    • غدد شمعية داخلية.
    • الإبرة عند الإناث.
    • شعر متفرع.

بعض إناث النحل لديها خصلة شعر صغيرة تشبه الفرشاة ليتجمع عليها غبار الطلع على ساق النحلة.

غذاء النحل

يبدو النحل انتقائياً فيما يخص موضوع الغذاء، فقد تجد النحل يَحطُّ على العديد من أنواع الزهور إلى أنه نادراً ما يجمع حبوب اللقاح منها، ويعرف عن النحل اعتماده على الرحيق في تغذيته لِما يوفره له من مصدر للكربوهيدرات والماء، بالإضافة إلى اعتماده على حبوب اللقاح التي تعد من مصادر البروتين، والأحماض الأمينية، والدهون، والليبيدات، والستيرول، والكولسترول بالنسبة للعديد من أنواع النحل، كما لوحظ وجود تأثير لتنوع النباتات الموجودة حول مستعمرة ما على نمو اليرقات فيها.[٥]

السلوك الاجتماعي للنحل

ينقسم السلوك الاجتماعي للنحل إلى نوعين رئيسيين، وهو كما يأتي:[٨]

النحل الانفرادي

يتصف هذا النوع من النحل بالعزلة والانفراد، ولا يعتمد على مساعدة النحل الآخر، فكل أنثى تنشىء الملجأ الخاص بها، ووظيفتها جمع  الغذاء الوفير للصغار أو اليرقات، ومن الجدير بالإشارة إليه أنها ببعض الأحيان قد تغادر أو تموت قبل نضوج النسل، وفي حالة من الحالات التي يطلق عليها بالعلاقة شبه اجتماعية تقوم الأنثى بالاهتمام بهم بدلاً من تخزين الغذاء والحصول عليه، وهناك  نحل قد يتشابه مع النحل الانفرادي عدا أن الإناث تستخدم نفس العش وتصنع كل منها خليتها وغرفتها الخاصة لتبيت فيها، وتضع يرقاتها بها ويُطلق عليه بالنحل الطائفي.  

النحل الاجتماعي

يتكون هذا المجتمع من مستعمرات كبيرة وخاصة، وتنشئ الإناث ملجأ واحد لهم جميعاً، و تتكون من: الملكات المسؤولة عن التزاوج، وتكون أكبر حجماً من النحل العامل، والعاملات ووظيفتها الاهتمام بالحاضنة، والبحث عن مؤن، والحراسة، كما أنها غير قادرة على التزاوج، ومن الجدير بالإشارة إليه أن ذكر النحل لا يمثل جزءاً من منظومة المستعمرة، ووظيفته الوحيدة التزاوج مع الملكة،[٩]ومن النحل الاجتماعي من يتصف بالسلوك التعاوني العالي والذي ينشأ على شكل جماعات، وبالجانب الآخر هناك نوع بدائي الحياة الاجتماعية يكون على شكل مستعمرات صغيرة، ويختلف بالمظهر والسلوك.

مواطن النحل

يتوّزع النحل في جميع أنواع المناخات على اختلافها في جميع أنحاء العالم من غابات أوروبا إلى صحارى إفريقيا وحتى المنطقة القطبية الشمالية، على عكس نحل العسل، والنحل البري الموجود في الولايات المتحدة.[١٠]

لغة النحل

يحتاج النحل كما حال معظم الحيوانات الذكية إلى لغة تواصل فيما بينه تساعده على التعبير عن حاجاته فيما يخصُّ مواقع وجود الغذاء، أو تحديد مواقع الخلايا الجديدة مثلاً، وتتمثل هذه اللغة بطرق ثلاث هي:[١١]
  • اللمس: حيث يُعدُّ اللمس الذي يتم بين قرون استشعار أفراد النحل وسيلة للتعرف على بعضهم البعض وتحديد هوياتهم، كما يعدّ اللمس بالأرجل طريقة لقياس حجم قرص العسل، وهو الأمر الذي يجعل النحل حريصاً على إبقاء قرونها الاستشعارية نظيفة.
  • الفيرمونات: تعطي الفيرمونات التي يطلقها أفراد النحل رائحة مميزة للمستعمرة تساعدهم على التعرف على بعضهم البعض، كما تستخدم الملكة فيرموناتها الخاصة لمنع إناث المستعمرة من وضع البيوض، ويُضاف إلى ذلك إفراز بعض الفيرمونات عند الشعور بتهديد ما في المحيط.
  • الرقص: قد يبدو الرقص وسيلة غير مألوفة من وسائل التواصل، إلا أنّه يعد وسيلة إيقاعية فاعلة ينبئُ بها النحل العائد من رحلة البحث عن مكان مستعمرة جديد بصلاحية ذلك المكان وجودته، فيما تنضم النحلات المؤيدات لهذا المكان إلى مجموعة النحل الراقص بتأدية حركات راقصة معقدة تعبيراً عن قبولها، حيث لا يتم نقل النحل إلا عند الوصول إلى قرار بالإجماع على الموقع الجديد.

في حقيقة الأمر شعور النحل بالخطر هو ما يدفعها لاستخدام الإبرة، فتقوم بتحذير الشخص المقترب منها عن طريق الأزير أو الطنين الذي تصدره، ويختلف نحل العسل عن النحل الإفريقي بأمر مطاردة أو تتبع المتعدي عليه، وفور التخلص من المصدر المهدد يباشروا بإكمال عملهم، والعودة للوضع الطبيعي.

أهمية النحل في تلقيح النباتات

يُعدّ نحل العسل من أهم ملقحات المحاصيل في العالم نظراً لكونه النوع الأكثر انتشاراً من الأنواع الأخرى، وتشير التقديرات إلى أن ثلث الطعام المستهلك يومياً يعتمد على التلقيح الذي يقوم به النحل بشكل رئيسي جنباً إلى جنب مع الطيور والحشرات الأخرى والخفافيش، فعلى سبيل المثال يؤدي نحل العسل دوراً أساسيا في تلقيح حوالي 80% من المحاصيل التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قُدّرت مساهمة نحل العسل في الاقتصاد البريطاني عام 2008م بنحو 165 مليون جنيه استرليني.[١٢]

تبدأ رحلة التلقيح في النباتات عندما تبدي النباتات استعداداً لهذه لعملية، والتي تنتقل فيها حبوب اللقاح من الجزء الذكري في النباتات إلى الجزء الأنثوي فيها بطرق عدة يعتبر النحل إحداها، إذا يتعاطى النحل خلال عملية التلقيح هذه مع النباتات وفقاً لطبيعتها، ففي الحين الذي يتم به نقل حبوب اللقاح من الأجزاء الذكرية إلى الأجزاء الأنثوية بيسرٍ وسهولة تحتاج بعض النباتات مثل الطماطم والبطاطس إلى رجّة تعمل على هزِّ حبوب اللقاح في النبتة بقدر كافٍ لإتمام عملية التلقيح هذه مما يؤدي إلى انتشار الحبوب ووصولها إلى الجزء الأنثوي، أو بحملها عبر الزغب على جسم النحلة بعد التصاقها عليه.[٥]

كما وُجد أن هناك علاقة طردية بين حجم النحلة المختلف باختلاف أنواعها والمسافة التي تستطيع قطعها خلال عملية التلقيح، ففي الحين الذي تستطيع به بعض أنواع النحل السفر في رحلتها إلى مسافة تقدر بالأميال، تنحصر المسافة التي تستطيع أنواع أخرى من النحل قطعها في الآف المترات تبعاً لحجمها، ويذكر أنّ حبوب اللقاح التي يعمل النحل على جمعها قد تكون نقية تحتوي على نوع واحد من حبوب اللقاح، أو مختلطة تحتوي على أنواع عدة قام النحل بجمعها من نباتات مختلفة أثناء رحلته.[٥]

بعض سلوكيات النحل

يُلاحظ للنحل مجموعة من السلوكيات الرائعة، والتي قد توصف في الغريبة في بعض الأحيان، ومنها:[١٣]

  • يستطيع نحل العرق القيام بتلقيح النباتات التي تزهر ليلاً مستعيناً بضوء القمر والنجوم.
  • تقوم ملكة النحل الطنّان ببناء أعشاش صغيرة لوضع بيوضها فيها، كما تحرص على إبقائها دافئة ضمن درجة الحرارة الكافية لتحوّلها إلى يرقات وذلك عن طريق الجلوس عليها، فيما تضع وعاء مملوءاً بالرحيق إلى جانبها لمساعدتها على تغذية نفسها دون أن تضطر لمغادرة بيوضها تلك.
  • تستطيع بعض أنواع النحل تحديد نوع النباتات ذات الأزهار الغنية بالرحيق من خلال قياس الشحنة الكهربائية الموجبة التي تصدرها هذه النباتات وتذكر بصمتها للتوجه إليها في المرات المقبلة.

تربية النحل

تتطلب عملية تربية النحل أموراً عدة تحصر فيما يأتي:[١٤]

  • شراء النحل: يُطلب النحل من جمعيات تربية النحل بحلول شهر كانون الثاني حتى يتم شحنه ووصوله في شهر نيسان أو أيّار.
  • اختيار نمط الخلية: يُعد اختيار نوع الخلية أمراً عائداً لمن يريد تربية النحل، حيث إنّ هناك شكلين من أشكال الخلايا، فهناك الخلايا الحديثة العمودية وتسمى بقفيرة لانجستروث (بالإنجليزية :Langstroth hive) وخلايا أفقية لها.
  • الحصول على اللوازم: تتطلب تربية النحل من الفرد الحصول على لوازم مناسبة لهذه العملية، مثل الملابس الواقية ولوازم التغذية.
  • وضع النحل في الخلية: يوضع النحل فور وصوله في الخلية التي أعدت مسبقاً لذلك، مع إتاحة الوقت اللازم لاستقراره في خليته الجديدة.
  • مراقبة الخلية: إنّ مراقبة نشاط النحل داخل الخلية باستمرار وفحصه بشكل مستمر هو أمر ضروري للاطمئنان على صحته وضمان الحصول على العسل المرغوب فيه وقت الحصاد.

مهددات وحلول

تُظهر بعض أنواع النحل حول العالم انخفاضاً في وفرتها ومدى انتشارها، الأمر الذي يعزوه الباحثون إلى أمور عدة يذكر منها ما يأتي: [٥]

  • تغيُّر المناخ: يعتبر تغيُّر المناخ العالمي وما يتبعه من مظاهر مناخية تتمثل بالاحترار، والعواصف الشديدة، والأمطار المتكررة والجفاف من الأمور التي يمكن أن تؤثر على وفرة أنواع النحل في العالم.
  • المبيدات الحشرية: إن استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات بما تحويه من مواد كيميائية ضارة يشكل تهديداً واضحاً بالنسبة للنحل لا سيما بعد اتساع نطاق استخدامها في بداية تسعينيات القرن الحالي.
  • فقدان الموائل: يعتبر فقدان الموائل هو النشاط البشري الأخطر والأكثر تدميراً للنحل البري بما يحتويه من تدمير، أو تجزئة لهذه الموائل.
  • انتشار مسببات الأمراض: بعض أنواع النحل التجاري مثل: نحل العسل والنحل الطنان، يمتاز هذا النوع من النحل بالتنقل المستمر، وخلال ذلك قد يصطدم بالعديد من الآفات والأمراض الضارة، ويشمل بعض أنواع الطفيليات، والفطريات، والفيروسات، والبكتيريا.
  • غزو الأنواع الدخيلة: تساهم بعض الكائنات الحية الغريبة والنباتات بتدمير العديد من أنواع المُلقحات الضرورية، وقد تقوم بانتزاعها، فعلى سبيل المثال قد يجتاح نوع غريب من النباتات ملجأ ملائم لنوع معين من النحل، و تسبب بتشريده .

يستطيع الأفراد المساعدة في الحفاظ على أنواع النحل باتّخاذ تدابير عدّة قد تتمثل فيما يأتي:[٧]

  • زراعة النباتات المزهرة على مدار الفصول لإنتاج أكبر قدر ممكن من حبوب اللقاح والرحيق.
  • توفير الموائل التي قد تكون مناسبة لتعشيش النحل مثل: كمية من الرمال، أو جذع شجرة ميت.
  • شراء أو بناء منازل خاصة للنحل حيث تعد متوافرة في الأسواق.

الفرق بين النحل والدبور

يتميَز الدبور في مملكة النحل عن النحلة فيها بعدة أمور وهي:[١٥]

وجه الاختلاف النحلة الدبور
الجسم جسم عريض جسمه نحيل مع خصر رفيع
وجود الشعر ليس هناك شعر فضي على الوجه مع وجود شعر على عموم الجسم هناك شعر فضي على الوجه ولا وجود للشعر على بقية الأجزاء
جمع حبوب اللقاح تجمع حبوب اللقاح بواسطة شعيرات على الأرجل أو أسفل البطن لدى الإناث ليس هناك شعر لجمع حبوب اللقاح
الأرجل تمتلكك أرجلاً بدينة مع القليل من الزَّغَب عليها تمتلك أرجلاً طويلة عليها الزَّغَب.

الهوامش

*ذوات الخصر: رتيبة تتبع رتبة غِشائيات الأجنحة في تصنيف الحيوانات، حيث تشمل كل من النمل، والنحل، والدبور، وغيرها.[١٦]

فوائد النحل

تتعدّد فوائد النحل، فبالإضافة إلى إنتاجه للعسل الذي يُعدّ سائلاً سكرياً حلو المذاق، وذو قيمة كبيرة لكونه منتجاً غنياً بالطاقة والخصائص العلاجية، فإنّ النحل يلعب أيضاً دوراً هامّاً في عملية تلقيح النباتات التي تُعدّ أساس نموّ العديد من المحاصيل الزراعية، والخضراوات، والفواكه المختلفة، والتي تشكّل مصدر غذاء للحيوانات والبشر، وعلى الرغم من تنوّع وسائل التلقيح التي تشمل الحشرات، والرياح، والطيور، والخفافيش، إلّا أنّ النحل هو أحد أهمّ هذه الملقّحات، ويعود السبب في ذلك إلى قدرته على تلقيح النباتات على نطاق واسع، ومن أهمّ المحاصيل التي تعتمد في تلقيحها على النحل؛ البروكلي، و الخيار، والفراولة، والمشمش، والتفاح، والطماطم، واللوز، ويجدر بالذكر أنّه وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة فإنّ ما يُقارب 80% من إجمالي النباتات الزهرية حول العالم تعتمد في تلقيحها على الحشرات بما في ذلك النحل.[١٧]

المراجع

  1. “Bee”, www.britannica.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  2. “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov. Edited.
  3. “Bee Basics: An Introduction to Our Native Bees”, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 1-9-2019.
  4. “Life Cycle of a Bee”, study.com, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز “A Review on Bees “, ag.umass.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  6. “Honey Bees and Their Homes”, cals.arizona.edu, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  8. Charles Duncan Michener, The Bees of the World, Volume 1, Page 9. Edited.
  9. “The Roles of Queens, Drones and Worker Honey Bees”, www.thoughtco.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  10. “Fact Sheet: Bees”, www.earthday.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  11. “The language of bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  12. “Why bees are important”, www.sustainweb.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  13. “The Incredible Diversity of Bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  14. “Beekeeping for Beginners Step By Step”, www.thespruce.com, Retrieved 1-9-2019. Edited.
  15. “The Bees in Your Backyard: A Guide to North America’s Bees – Introduction”, assets.press.princeton.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  16. “Apocrita”, www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  17. Hannah Vickers (17-7-2018), “Why are bees important? And how you can help them”، www.woodlandtrust.org.uk, Retrieved 26-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

نبذة عن النحل

يصنف النحل على اختلاف أنواعه البالغ عددها 20000 كنوع من الحشرات التي تعود في تصنيفها إلى رتيبة ذوات الخصر*، التي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، وتختلف هذه الأنواع في طبيعتها تبعاً لاختلاف أشكالها، وألوانها، وأحجامها، ويذكر أنّ حجم النحل البالغ يتراوح بين 2ملم- 4سم تقريباً، وأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبور،[١] كما يُلاحظ اختلاف في أنماط حياة كل نوع منها، والأماكن التي تتخذها بيوتاً، بالإضافة إلى مواسم نشاطها، ونوع الأزهار التي تزورها، فبعض أنواع النحل تقوم بعملية تلقيح الزهور تبعاً لموعد تفتُّحها وإنتاجها للرحيق، وهناك أنواع تمارس نشاط التلقيح خاصتها طوال النّهار، وأنواع أخرى عند الفجر، وثالثة ليلية تعمل في ضوء القمر،[٢] ورغم تعدد أنواع النحل ومواسم نشاطه إلى أنّه يقدم للعالم خدمة بيئية لا تقدّر بثمن، تكمن في كونّه المسؤول عن تلقيح 80% من النباتات المزهرة بالإضافة إلى تلقيح ما نسبته 75% من أشجار الفواكه، والخضروات، والمكسرات.[٣]

مستعمرة النحل

يعمل جميع أفراد مستعمرة النحل الواحدة بروح الفريق معاً على الرغم من تنوع المهام والمسميات فيها، حيث توجد فيها ملكات النحل، والعاملات، والذكور، التي تختلف في تركيبها ومهامها، لكن تبدأ جميعها كبيضة واحدة طولية الشكل توضع داخل أحد ثقوب المستعمرة لثلاثة أيام، ثم تفقس وتدخل طور اليرقة طالبةً العناية الحثيثة ليلاً ونهاراً، وتُغذّى بغذاء ملكات النحل الذي تصنعه العاملات في المستعمرة لعدة أيام، ثم تُغذى بما يسمى خبز النحل، وهو مزيج من العسل وغبار الطلع، وبعد ذلك تغلق أبواب الثقوب على اليرقة لمدة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين ليتسنى لها التحول إلى شرنقة، ثم تدخل بعدها طور الحشرة الكاملة التي لها جسم كامل، ورأس، وأجنحة.[٤]

أنواع النحل

النحل الطّنان

يتميّز النحل الطّنان (بالإنجليزية: Bumble bees) بحجمه الكبير نسبياً، وغطائه الفرويّ مقارنة بأنواع النحل الأخرى، كما يعرف بلونيه الأسود والأصفر بالغالب، وقد يمتلك بعضه لونين إضافيين هما الأبيض والبرتقالي، ومن الجدير بالذكر أن هنالك ما يقارب 25 نوعاً منه في شرق الولايات المتحدة.[٥]

النحل النجّار

يتخذ النحل النجّار (بالإنجليزية: Carpenter bees) من الخشب بيتاً، ويشبه النحل الطنّان لكنه يعدّ نحلاً انفرادياً، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تمييزه من خلال حجمه الكبير ولمعان بطنه الأسود، وينتشر هذا النوع من النحل في أنحاء شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يُذكر أنه يدخل في فترة سبات طوال فصل الشتاء يعقبها موسم تزاوج في فصل الربيع.[٥]

نحل العرق

يسمى نحل العَرَق (بالإنجليزية: Sweat bees) بهذا الاسم بسبب انجذاب بعض أنواعه لعَرَق الإنسان، ويتخذ في الأرض بيوتاً على الأغلب، إلا أن بعضه قد يعيش في الخشب، كما تعد بعض أنواع هذا النحل اجتماعية بطبعها لكنها تولي أمور مملكتها لملكة واحدة، في حين أنّ بعضها الآخر انفرادي يعيش خارج مستعمرة النحل، ويُشار إلى وجود أنواع طفيلية منه تعتمد في مواردها على أنواع النحل الأخرى، ويتميّز نحل العَرَق بلونه الداكن، أو الأخضر بشكل كامل، أو بجزء أخضر فقط.[٥]

النحل الحفّار

يعيش النحل الحفّار (بالإنجليزية: Mining bees) في الأرض، حيث يحفر الأنفاق التي تتفرع إلى حجرات مستقلة تحتوي على مزيج من غبار الطلع والرحيق المُعَدّ لمساعدة البويضات على التطور ليرقات استعداداً لانطلاقها في فصل الربيع أو الصيف.[٥]

النحل البنَّاء

ويسمى النحل البنّاء (بالإنجليزية: Mason bees)، وهو نوع يعيش في أغصان الأشجار المجوفة، أو في الأماكن ذات التجاويف، كما أنه يستخدم الطين كمقصورات بين مكان وضع كل بيضة والأخرى، وتتميز هذه النحلات بلونيها الأخضر أو الأزرق اللامعين، أو اللون الأسود، كما تعرف إناثها بأنها انفرادية تعيش بشكل منفصل عن المستعمرة.[٥]

النحل القارض

ويسمى النحل القارض (بالإنجليزية: Leafcutter bees) بهذا الاسم لأنه يقوم بقطع دوائر من الأوراق ومن ثم باستخدامها في بيوته التي يضعها في معظم الأحيان في الأخشاب أو السيقان المجوفة، أو في الأرض، أو في أي شقٍ مثل شقوق الخرسانة مثلاً، ويتميّز هذا النوع من النحل بحمل حبوب اللقاح على الجزء السفلي من بطنه على خلاف معظم أنواع النحل الأخرى حيث تحمله على أرجلها، كما تصنّف معظم أنواعه بأنها فرادية.[٥]

نحل العسل الأوروبي

ويسمى نحل العسل الأوروبي (بالإنجليزية: European honey bee)، تباعاً لاسمه فإن هذا النوع ذو اللون الذهبي أو الأصفر المائل إلى البني والذي يبلغ حجمه 1.25سم تقريباً لم يكن معروفاً في أمريكا حتى أحضره المستعمرون الأوروبييون في القرن السادس عشر، ويعرف عن هذا النوع من النحل أنه نوع اجتماعي يعيش بتكامل داخل المستعمرة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن معظم النحل يكون انفرادي، باستثناء نحل العسل وأنواع قليلة أخرى الذي يعيش على شكل مستعمرات كبيرة، وعندما يتعرض هذا النوع من النحل إلى الخطر يُظهر عدوانيته للدفاع عن نفسه، وذلك عن طريق إبرة شائكة تخرج من بطنه، ويغرسها بجسم المعتدي، وخلال هذه العملية يتمزق جلده، ويفقد أجزاء من أحشائه وأعضائه الداخلية فيموت بعد بعض دقائق، ولكن هناك أنواع لا تحتوي على الإبرة الشائكة مما يساعدها ذلك على اللدغ لأكثر من مرة، وفي أمريكا الشمالية فقط نحل العسل من يصنع العسل، أما النحل الآخر مثل: نحل الطنان فيخزن الرحيق وتختلف طبيعة المادة أوالرحيق المُخزن بينهما.[٥]

يتكون قرص العسل بجميع أنواع نحل العسل من خلايا شمعية بيضاء سداسية الشكل، وهي مادة تفرز من الغدد البطنية للنحل العامل، ويتم مضغها ووضعها داخل قوالب على شكل رقائق صغيرة، كما أنها محاطة بالعكبر أو صمغ النحل أو البروبوليس (بالإنجليزية: Propolis) وهي عبارة عن مادة بلسمية شمعية تجمعه نحلات العسل من براعم وعصارة الأشجار أو مصادر أخرى، ويتم تخزين العسل في هذا القرص، ومن ناحية أخرى يتنقل نحل العسل من موقع لآخر عن طريق التكاثر؛ بحيث جزء من نحل المستعمرة يغادرها مع الملكة القديمة، ومن الجدير بالإشارة إليه أن نحل العسل يهرب عادةً عندما يشعر بالتهديد لمستعمرته أو نفاذ المؤن والغذاء.[٦]

تركيب النحل

يتركب جسم النحلة كما بقية الحشرات من الرأس، والبطن، والصدر، وستة من الأرجل وزوجين من الأجنحة، وفيما يلي ذكر مفصل للأجزاء التي يتكون منها كل عضو من هذه الأعضاء:[٧]

  • الرأس ويتكوّن من:
    • قرني استشعار للمس والشم.
    • عينين مركبتين.
    • ثلاثة عيون بسيطة.
    • فك سفلي يستخدم للقضم والحفر.
  • الصدر ويتكوّن من:
    • زوجين من الأجنحة الغشائية.
    • ثلاثة أزواج من الأرجل.
  • البطن ويتكون من:
    • تنقسم بالإناث إلى ست قطع، وسبعة في الذكور.
    • غدد شمعية داخلية.
    • الإبرة عند الإناث.
    • شعر متفرع.

بعض إناث النحل لديها خصلة شعر صغيرة تشبه الفرشاة ليتجمع عليها غبار الطلع على ساق النحلة.

غذاء النحل

يبدو النحل انتقائياً فيما يخص موضوع الغذاء، فقد تجد النحل يَحطُّ على العديد من أنواع الزهور إلى أنه نادراً ما يجمع حبوب اللقاح منها، ويعرف عن النحل اعتماده على الرحيق في تغذيته لِما يوفره له من مصدر للكربوهيدرات والماء، بالإضافة إلى اعتماده على حبوب اللقاح التي تعد من مصادر البروتين، والأحماض الأمينية، والدهون، والليبيدات، والستيرول، والكولسترول بالنسبة للعديد من أنواع النحل، كما لوحظ وجود تأثير لتنوع النباتات الموجودة حول مستعمرة ما على نمو اليرقات فيها.[٥]

السلوك الاجتماعي للنحل

ينقسم السلوك الاجتماعي للنحل إلى نوعين رئيسيين، وهو كما يأتي:[٨]

النحل الانفرادي

يتصف هذا النوع من النحل بالعزلة والانفراد، ولا يعتمد على مساعدة النحل الآخر، فكل أنثى تنشىء الملجأ الخاص بها، ووظيفتها جمع  الغذاء الوفير للصغار أو اليرقات، ومن الجدير بالإشارة إليه أنها ببعض الأحيان قد تغادر أو تموت قبل نضوج النسل، وفي حالة من الحالات التي يطلق عليها بالعلاقة شبه اجتماعية تقوم الأنثى بالاهتمام بهم بدلاً من تخزين الغذاء والحصول عليه، وهناك  نحل قد يتشابه مع النحل الانفرادي عدا أن الإناث تستخدم نفس العش وتصنع كل منها خليتها وغرفتها الخاصة لتبيت فيها، وتضع يرقاتها بها ويُطلق عليه بالنحل الطائفي.  

النحل الاجتماعي

يتكون هذا المجتمع من مستعمرات كبيرة وخاصة، وتنشئ الإناث ملجأ واحد لهم جميعاً، و تتكون من: الملكات المسؤولة عن التزاوج، وتكون أكبر حجماً من النحل العامل، والعاملات ووظيفتها الاهتمام بالحاضنة، والبحث عن مؤن، والحراسة، كما أنها غير قادرة على التزاوج، ومن الجدير بالإشارة إليه أن ذكر النحل لا يمثل جزءاً من منظومة المستعمرة، ووظيفته الوحيدة التزاوج مع الملكة،[٩]ومن النحل الاجتماعي من يتصف بالسلوك التعاوني العالي والذي ينشأ على شكل جماعات، وبالجانب الآخر هناك نوع بدائي الحياة الاجتماعية يكون على شكل مستعمرات صغيرة، ويختلف بالمظهر والسلوك.

مواطن النحل

يتوّزع النحل في جميع أنواع المناخات على اختلافها في جميع أنحاء العالم من غابات أوروبا إلى صحارى إفريقيا وحتى المنطقة القطبية الشمالية، على عكس نحل العسل، والنحل البري الموجود في الولايات المتحدة.[١٠]

لغة النحل

يحتاج النحل كما حال معظم الحيوانات الذكية إلى لغة تواصل فيما بينه تساعده على التعبير عن حاجاته فيما يخصُّ مواقع وجود الغذاء، أو تحديد مواقع الخلايا الجديدة مثلاً، وتتمثل هذه اللغة بطرق ثلاث هي:[١١]
  • اللمس: حيث يُعدُّ اللمس الذي يتم بين قرون استشعار أفراد النحل وسيلة للتعرف على بعضهم البعض وتحديد هوياتهم، كما يعدّ اللمس بالأرجل طريقة لقياس حجم قرص العسل، وهو الأمر الذي يجعل النحل حريصاً على إبقاء قرونها الاستشعارية نظيفة.
  • الفيرمونات: تعطي الفيرمونات التي يطلقها أفراد النحل رائحة مميزة للمستعمرة تساعدهم على التعرف على بعضهم البعض، كما تستخدم الملكة فيرموناتها الخاصة لمنع إناث المستعمرة من وضع البيوض، ويُضاف إلى ذلك إفراز بعض الفيرمونات عند الشعور بتهديد ما في المحيط.
  • الرقص: قد يبدو الرقص وسيلة غير مألوفة من وسائل التواصل، إلا أنّه يعد وسيلة إيقاعية فاعلة ينبئُ بها النحل العائد من رحلة البحث عن مكان مستعمرة جديد بصلاحية ذلك المكان وجودته، فيما تنضم النحلات المؤيدات لهذا المكان إلى مجموعة النحل الراقص بتأدية حركات راقصة معقدة تعبيراً عن قبولها، حيث لا يتم نقل النحل إلا عند الوصول إلى قرار بالإجماع على الموقع الجديد.

في حقيقة الأمر شعور النحل بالخطر هو ما يدفعها لاستخدام الإبرة، فتقوم بتحذير الشخص المقترب منها عن طريق الأزير أو الطنين الذي تصدره، ويختلف نحل العسل عن النحل الإفريقي بأمر مطاردة أو تتبع المتعدي عليه، وفور التخلص من المصدر المهدد يباشروا بإكمال عملهم، والعودة للوضع الطبيعي.

أهمية النحل في تلقيح النباتات

يُعدّ نحل العسل من أهم ملقحات المحاصيل في العالم نظراً لكونه النوع الأكثر انتشاراً من الأنواع الأخرى، وتشير التقديرات إلى أن ثلث الطعام المستهلك يومياً يعتمد على التلقيح الذي يقوم به النحل بشكل رئيسي جنباً إلى جنب مع الطيور والحشرات الأخرى والخفافيش، فعلى سبيل المثال يؤدي نحل العسل دوراً أساسيا في تلقيح حوالي 80% من المحاصيل التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قُدّرت مساهمة نحل العسل في الاقتصاد البريطاني عام 2008م بنحو 165 مليون جنيه استرليني.[١٢]

تبدأ رحلة التلقيح في النباتات عندما تبدي النباتات استعداداً لهذه لعملية، والتي تنتقل فيها حبوب اللقاح من الجزء الذكري في النباتات إلى الجزء الأنثوي فيها بطرق عدة يعتبر النحل إحداها، إذا يتعاطى النحل خلال عملية التلقيح هذه مع النباتات وفقاً لطبيعتها، ففي الحين الذي يتم به نقل حبوب اللقاح من الأجزاء الذكرية إلى الأجزاء الأنثوية بيسرٍ وسهولة تحتاج بعض النباتات مثل الطماطم والبطاطس إلى رجّة تعمل على هزِّ حبوب اللقاح في النبتة بقدر كافٍ لإتمام عملية التلقيح هذه مما يؤدي إلى انتشار الحبوب ووصولها إلى الجزء الأنثوي، أو بحملها عبر الزغب على جسم النحلة بعد التصاقها عليه.[٥]

كما وُجد أن هناك علاقة طردية بين حجم النحلة المختلف باختلاف أنواعها والمسافة التي تستطيع قطعها خلال عملية التلقيح، ففي الحين الذي تستطيع به بعض أنواع النحل السفر في رحلتها إلى مسافة تقدر بالأميال، تنحصر المسافة التي تستطيع أنواع أخرى من النحل قطعها في الآف المترات تبعاً لحجمها، ويذكر أنّ حبوب اللقاح التي يعمل النحل على جمعها قد تكون نقية تحتوي على نوع واحد من حبوب اللقاح، أو مختلطة تحتوي على أنواع عدة قام النحل بجمعها من نباتات مختلفة أثناء رحلته.[٥]

بعض سلوكيات النحل

يُلاحظ للنحل مجموعة من السلوكيات الرائعة، والتي قد توصف في الغريبة في بعض الأحيان، ومنها:[١٣]

  • يستطيع نحل العرق القيام بتلقيح النباتات التي تزهر ليلاً مستعيناً بضوء القمر والنجوم.
  • تقوم ملكة النحل الطنّان ببناء أعشاش صغيرة لوضع بيوضها فيها، كما تحرص على إبقائها دافئة ضمن درجة الحرارة الكافية لتحوّلها إلى يرقات وذلك عن طريق الجلوس عليها، فيما تضع وعاء مملوءاً بالرحيق إلى جانبها لمساعدتها على تغذية نفسها دون أن تضطر لمغادرة بيوضها تلك.
  • تستطيع بعض أنواع النحل تحديد نوع النباتات ذات الأزهار الغنية بالرحيق من خلال قياس الشحنة الكهربائية الموجبة التي تصدرها هذه النباتات وتذكر بصمتها للتوجه إليها في المرات المقبلة.

تربية النحل

تتطلب عملية تربية النحل أموراً عدة تحصر فيما يأتي:[١٤]

  • شراء النحل: يُطلب النحل من جمعيات تربية النحل بحلول شهر كانون الثاني حتى يتم شحنه ووصوله في شهر نيسان أو أيّار.
  • اختيار نمط الخلية: يُعد اختيار نوع الخلية أمراً عائداً لمن يريد تربية النحل، حيث إنّ هناك شكلين من أشكال الخلايا، فهناك الخلايا الحديثة العمودية وتسمى بقفيرة لانجستروث (بالإنجليزية :Langstroth hive) وخلايا أفقية لها.
  • الحصول على اللوازم: تتطلب تربية النحل من الفرد الحصول على لوازم مناسبة لهذه العملية، مثل الملابس الواقية ولوازم التغذية.
  • وضع النحل في الخلية: يوضع النحل فور وصوله في الخلية التي أعدت مسبقاً لذلك، مع إتاحة الوقت اللازم لاستقراره في خليته الجديدة.
  • مراقبة الخلية: إنّ مراقبة نشاط النحل داخل الخلية باستمرار وفحصه بشكل مستمر هو أمر ضروري للاطمئنان على صحته وضمان الحصول على العسل المرغوب فيه وقت الحصاد.

مهددات وحلول

تُظهر بعض أنواع النحل حول العالم انخفاضاً في وفرتها ومدى انتشارها، الأمر الذي يعزوه الباحثون إلى أمور عدة يذكر منها ما يأتي: [٥]

  • تغيُّر المناخ: يعتبر تغيُّر المناخ العالمي وما يتبعه من مظاهر مناخية تتمثل بالاحترار، والعواصف الشديدة، والأمطار المتكررة والجفاف من الأمور التي يمكن أن تؤثر على وفرة أنواع النحل في العالم.
  • المبيدات الحشرية: إن استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات بما تحويه من مواد كيميائية ضارة يشكل تهديداً واضحاً بالنسبة للنحل لا سيما بعد اتساع نطاق استخدامها في بداية تسعينيات القرن الحالي.
  • فقدان الموائل: يعتبر فقدان الموائل هو النشاط البشري الأخطر والأكثر تدميراً للنحل البري بما يحتويه من تدمير، أو تجزئة لهذه الموائل.
  • انتشار مسببات الأمراض: بعض أنواع النحل التجاري مثل: نحل العسل والنحل الطنان، يمتاز هذا النوع من النحل بالتنقل المستمر، وخلال ذلك قد يصطدم بالعديد من الآفات والأمراض الضارة، ويشمل بعض أنواع الطفيليات، والفطريات، والفيروسات، والبكتيريا.
  • غزو الأنواع الدخيلة: تساهم بعض الكائنات الحية الغريبة والنباتات بتدمير العديد من أنواع المُلقحات الضرورية، وقد تقوم بانتزاعها، فعلى سبيل المثال قد يجتاح نوع غريب من النباتات ملجأ ملائم لنوع معين من النحل، و تسبب بتشريده .

يستطيع الأفراد المساعدة في الحفاظ على أنواع النحل باتّخاذ تدابير عدّة قد تتمثل فيما يأتي:[٧]

  • زراعة النباتات المزهرة على مدار الفصول لإنتاج أكبر قدر ممكن من حبوب اللقاح والرحيق.
  • توفير الموائل التي قد تكون مناسبة لتعشيش النحل مثل: كمية من الرمال، أو جذع شجرة ميت.
  • شراء أو بناء منازل خاصة للنحل حيث تعد متوافرة في الأسواق.

الفرق بين النحل والدبور

يتميَز الدبور في مملكة النحل عن النحلة فيها بعدة أمور وهي:[١٥]

وجه الاختلاف النحلة الدبور
الجسم جسم عريض جسمه نحيل مع خصر رفيع
وجود الشعر ليس هناك شعر فضي على الوجه مع وجود شعر على عموم الجسم هناك شعر فضي على الوجه ولا وجود للشعر على بقية الأجزاء
جمع حبوب اللقاح تجمع حبوب اللقاح بواسطة شعيرات على الأرجل أو أسفل البطن لدى الإناث ليس هناك شعر لجمع حبوب اللقاح
الأرجل تمتلكك أرجلاً بدينة مع القليل من الزَّغَب عليها تمتلك أرجلاً طويلة عليها الزَّغَب.

الهوامش

*ذوات الخصر: رتيبة تتبع رتبة غِشائيات الأجنحة في تصنيف الحيوانات، حيث تشمل كل من النمل، والنحل، والدبور، وغيرها.[١٦]

فوائد النحل

تتعدّد فوائد النحل، فبالإضافة إلى إنتاجه للعسل الذي يُعدّ سائلاً سكرياً حلو المذاق، وذو قيمة كبيرة لكونه منتجاً غنياً بالطاقة والخصائص العلاجية، فإنّ النحل يلعب أيضاً دوراً هامّاً في عملية تلقيح النباتات التي تُعدّ أساس نموّ العديد من المحاصيل الزراعية، والخضراوات، والفواكه المختلفة، والتي تشكّل مصدر غذاء للحيوانات والبشر، وعلى الرغم من تنوّع وسائل التلقيح التي تشمل الحشرات، والرياح، والطيور، والخفافيش، إلّا أنّ النحل هو أحد أهمّ هذه الملقّحات، ويعود السبب في ذلك إلى قدرته على تلقيح النباتات على نطاق واسع، ومن أهمّ المحاصيل التي تعتمد في تلقيحها على النحل؛ البروكلي، و الخيار، والفراولة، والمشمش، والتفاح، والطماطم، واللوز، ويجدر بالذكر أنّه وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة فإنّ ما يُقارب 80% من إجمالي النباتات الزهرية حول العالم تعتمد في تلقيحها على الحشرات بما في ذلك النحل.[١٧]

المراجع

  1. “Bee”, www.britannica.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  2. “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov. Edited.
  3. “Bee Basics: An Introduction to Our Native Bees”, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 1-9-2019.
  4. “Life Cycle of a Bee”, study.com, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز “A Review on Bees “, ag.umass.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  6. “Honey Bees and Their Homes”, cals.arizona.edu, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “Bee Basics “, efotg.sc.egov.usda.gov, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  8. Charles Duncan Michener, The Bees of the World, Volume 1, Page 9. Edited.
  9. “The Roles of Queens, Drones and Worker Honey Bees”, www.thoughtco.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  10. “Fact Sheet: Bees”, www.earthday.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  11. “The language of bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  12. “Why bees are important”, www.sustainweb.org, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  13. “The Incredible Diversity of Bees”, www.perfectbee.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  14. “Beekeeping for Beginners Step By Step”, www.thespruce.com, Retrieved 1-9-2019. Edited.
  15. “The Bees in Your Backyard: A Guide to North America’s Bees – Introduction”, assets.press.princeton.edu, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  16. “Apocrita”, www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  17. Hannah Vickers (17-7-2018), “Why are bees important? And how you can help them”، www.woodlandtrust.org.uk, Retrieved 26-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى