الطيور
تُعدّ الطيور مجموعةً مُهمّةً من المملكة الحيوانية الواسعة؛ فهي حيوانات فقاريّة من ذوات الدم الحار، وتمتاز بوضعها البيض ذي القشرة الصلبة، وهي أيضاً حيوانات ثنائيّة الحركة، يُغطّي جسدها الريش والأجنحة.
يوجد حوالي ما يَزيد عن تسعة آلاف نوعٍ من الطيور في العالم، ومن هنا فإنّ طائفة الطيور تُعدّ الأكثر تنوّعاً بين طوائف الفقاريات، والأكثر تنوّعاً من الفقاريات ذوات الأطراف الأربعة، هذا وتندرج الطيور الحيّة اليوم تحت الطبقة المُسمَّاة بطبقة الطيور الحديثة تمييزاً لها عن الكائات الأخرى التي تتشاركُ معها الأسلاف نفسها.[١]
خصائص الطيور
تتوزّع الطيور اليوم في مختلف أرجاء الكرة الأرضية؛ فهي تعيش في جميع قارّات العالم على اليابسة والبحار، كما تتراوح أحجامها بين الصغيرة والكبيرة؛ فهناك طيور لا تتجاوز خمسة سنتيمترات (مثل الطائر الطنَّان الذي يعيش في أمريكا اللاتينية)، في حين أنّ النعامة تتعدّى بطُولها حاجز المترين وخمسين سنتيمتراً تقريباً.
تُظهر دراسة علم المستحاثات أنّ الطيور كانت موجودةً في القدم؛ إذ يُشار إلى أنّها بدأت بالظهور في العصر الجوراسي قبل ما يقارب مائة وأربعين مليون سنة، حيث اكتشفت أحافيرها الأولى خلال القرن التاسع عشر، وكانت بدائيّةً جداً في ذلك الزمن، لكن يُعتقد أنّ الطيور الحديثة الأولى ظهرت قبل 65 مليون سنة، أي في زمن قريب جداً من وقت انقراض الديناصورات، حيث كانت طيوراً مائيّةً عديمة الأسنان، وتُعدّ أسلافَ البط والنعام والبجع الحديث.[١]
تمتاز الطيور بريشها الذي يغطّي أجسادها، فهو يُعدّ سمةً أساسيّةً سائدةً بين جميع أنواعها، يُميّزها عن سائر أنواع الحيوانات الأخرى؛ حيث يكون ناعماً ورقيقاً يدفئ جسدها، وأمّا أطرافهُ الخارجية فهي صلبة وقويَّة لتمنح الطائر قدرته المميّزة على الطيران وتوجيه نفسه في السماء، كما أنّ الطيور تمتازُ بمناقيرها التي تخلو من الأسنان، وتمتاز أيضاً بأنّها تضع البيض المعروف بصلابة قشرته. من السمات التشريحية للطيور أنّ قلبها رُباعي الحجرات (مثل الإنسان والثدييات)، ولها هيكل عظميّ خفيف الكتلة وذلك لأنّه مُجوَّفٌ ورقيق يُساعدها على تخفيف حملها أثناء الطيران.[٢]
من أهمّ الخصائص التي تمتلكها الطيور وتتميّز بها عن الأنواع الأخرى من الكائنات الحية أجنحتها التي تسمح لها بالطيران، ومع أنّ بعض أنواعها لا تستطيع الطيران والتحليق في السماء ولكنّها تمتلك أجنحةً أيضاً، ومن أبرز أنواع الطيور غير القادرة على الطيران: البطاريق، والنعاميات، بالإضافة إلى الكيوي، والعديد من الطيور الأخرى.[٣]
الريش
يتكوّن ريش الطائر من مادة بروتينيّة تُسمّى الكيراتين -هي ذات المادة التي تتكوّن منها الأظافر والشعر في الإنسان-، وينمو ريش الطائر الواحد بمعدّل ما بين ملليمتر واحد إلى ثلاثة عشر ملليمتراً يومياً، ولذلك فإنّه يتبدّل سنوياً ما يتراوح من مرّة إلى اثنتين.
إنّ الريش الذي يمتلكه الطائر له عدّة مهام؛ فهو يبقيه دافئاً في الأجواء مُنخفضة الحرارة، ويحمي جلده، ويُوفّر لها التمويه في بيئته الطبيعية، كما أنه يُستعمل أحياناً كوسيلة استعراضية لاجتذاب شريك تزاوج؛ حيث يتكوّن الريش من طبقتين، تكون إحداهما سُفليّة تحمي الطائر وتُدّفئه، والأخرى خارجيّة تُساعده على الطيران، ونظراً لأهميّة الريش بالنسبة للطيورفهي تُمضي الكثير من وقتها في تنظيفه وترتيبه. [٤]
العناية بالصغار
تتكاثرُ جميع أنواع الطيور بوضع البيض، ولذلك فإنَّ مُعظمها تحتاج إلى بناء أعشاش لوضع البيض فيها ورعايته وحمايته، ويُعدّ أكبر عشٍّ بين جميع أنواع الطيور هو عش النسر الأصلع؛ حيث قد يصل عرضه إلى مِترين ونصف، وعمقه إلى أكثر من ثلاثة امتار، وبالتالي فهو يتّسع لأكثر من إنسانٍ بالغ.
لا تضَع جميع الطّيور بيضاً بيضويّ الشكل؛ فالطوقان يضع بيضاً كروياً، كما أنّ الشّكل يختلفُ قليلاً بين النوع والآخر، وتكون لبيضة الطائر قشرة صُلْبة فيها مسام دقيقة تسمح بمُرور الأكسجين إلى الداخل وخروج ثاني أكسيد الكربون؛ بحيث لا تُعيق تنفّس الجنين، ويحتاجُ الأبوان إلى حضْن البيض منذ وضعه؛ حيث يجلسان فوقه للحفاظ على دفئه أثناء نموّ الجنين، وقد تتراوحُ مدن الحضن ما بين عشرة أيام إلى ما يُقارب ثلاثة شهور.[٤]
تفقسُ من البيوض فراخ صغيرة عارية من الريش – على الأغلب – بعد انتهاء الحضانة، وأنواعٌ كثيرة منها تكون عمياء وعاجزةً تماماً عن البقاء دُون مساندة والديها -تستثنى من ذلك أنواع من أهمّها فراخ البط والوز، التي تفقسُ وهي مَكسوَّة بالريش وقادرة على الحركة- وقد تحتاجُ الفراخ للبقاء في العشّ لأسابيع حتى ينمو ريشها وتتعلّم الطيران، ومن ثم يكونُ عليها أيضاً تعلّم الصيد والعثور على الغذاء لإطعام نفسها والاعتماد على ذاتها في البقاء، وتحتاج بعض فراخ الطيور مثل النسر الذهبي إلى ما يُقارب ثلاثة شهور من العناية قبل أن تستطيع تَرك والديها.[٤]
الهجرة
تلجأ العديد من أنواع الطيور إلى الهجرة بين بيئتها الأصليّة ومنطقة جغرافيّة أكثر دفئاً على مرّ السنة، وذلك للحصول على غذاءٍ أفضل ومكانٍ مُناسب للتزاوج. تُسافر الطيور المُهاجرة مرّتين في السنة؛ حيث ترحلُ إلى موقع التزاوج والتكاثر صيفاً، وإلى منطقة ذات مناخٍ جيّد في الشتاء، وقد تحتاجُ الطيور لقطع مسافاتٍ شاسعة في فتراتٍ قصيرة جداً عند الهجرة، ولذلك تحتاجُ إلى تخزين كمية من الدهون واستهلاك الكثير من الطعام قبل البدء بها؛ حيث تصل هجرة بعض الطيور إلى آلاف الكيلومترات. تعتمد الطيور على وسائل عديدة للاهتداء إلى طريقها في هجرتها، ويَعتقد العلماء أنّها تَستعين بمكانِ الشّمس في السماء ومواقع النجوم وشعورها بالمجال المِغناطيسي للأرض.[٤]
المراجع
- ^ أ ب هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 355 – 405، جزء 15 (ص – ض – ط – ظ).
- ↑ هيئة من المؤلفين (2004)، موسوعة الأجيال (الطبعة الأولى)، جدة، السعودية: دار الأجيال، صفحة 24-28، جزء الحيوانات.
- ↑ Frank Gill, Austin L. Rand, Robert W. Storer,، “Bird | Animal”، Encyclopedia Britannica، Retrieved 16-01-2017.
- ^ أ ب ت ث جيني جونسون (2009)، موسوعة 1000 حقيقة عن الطيور (الطبعة الأولى)، جدة، السعودية: دار الأجيال، صفحة 7 – 15.