احلام

الصلاة في المنام

الصلاة في المنام

مقالات ذات صلة

الصلاة في المنام عند ابن شاهين

من رأى أنّه يصلي جهة الشرق فإن كان الرائي مشهوراً بالخير يحجّ، وإن كان بخلاف ذلك يكون ميله إلى أهل الذمة، وقيل: من رأى أنّه يصلي شرقاً أو غرباً فقد ينحرف عن الإسلام بعمل منه يخالف الشريعة، ومن رأى أنّه يصلّي نحو الشمال مستدبر القبلة فقد نبذ الإسلام وراء ظهره لقوله تعالى: (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ)،[١] وقال بعضهم: ربما يرزق توبة هذا إذا كان الرائي من أهل الدين والصلاح، ومن رأى أهل المسجد يصلون إلى غير القبلة يعزل رئيس ذلك المكان، ومن رأى عالماً يصلي إلى غير القبلة أو عمل بخلاف السنّة فقد خالف الشريعة واتبع الهوى، ومن رأى أنّ صلاته فاتت عن وقتها ولا يجد موضعاً أو مكاناً يصلي فيه فإنّه يدلّ على أمر عسير، وقيل يتعذر عليه طلب شيء في أمر آخرته.[٢]

ومن رأى أنّه يؤم قوماً في الصلاة فإنّه يلي ولاية يعدل فيها، وإن لم يكن أهلاً لذلك يستقيم أمره ويصلح حاله، ومن رأى أنّه يؤم قوماً مجهولين في مكان مجهول ولا يدري ما يقرأ فهو على شرف الموت فليتقِ ربّه، ومن رأى أنّه يصلي نحو القبلة مستقيماً فإنّه يتبع الشريعة والسنّة، وقال الكرماني: من رأى أنّه يؤم قوماً فإنّه علو قدر ونفاذ أمر، ومن رأى أنّه يصلي في السوق فلا خير فيه، وقيل: من رأى أنّه يؤم قوماً بمكان يقتضي ذلك فإن ذلك المكان ينظر إليه بالخير، ويحصل له تقدم على غيره ويكون مسموع القول.[٢]

تفسير ابن غنام لرؤية الصلاة في المنام

الصلاة في الرؤيا هي الدعاء على قدر ما صلى فإنّه يدعو الله ويبتهل إليه، ومن رأى أنّه صلى الفجر وأتمّها فإنّه ينال شيئاً وعد به من خير أو شر لقوله تعالى: (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)،[٣] وأمّا صلاة الظهر فمن صلاها ظهر على عدوّه، ومن صلى العصر فإنّه ينال يسراً بعد عسر، وأمّا المغرب فمن صلاها في منامه فإنّه في أمره قد انتهى ويدركه عاجلاً، والعتمة كذلك، ومن كان طالب حاجة ورأى كأنّه يصلي فريضة وأتمها فإنّ حاجته تقضى، وإن كان عليه دين فإنّه يقضَى.[٤]

ومن صلى نصف صلاة فإنّه يقضي نصف دينه لقوله تعالى: (فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ)،[٥] ومن رأى كأنّه يصلي نافلة فإنّه ينال عند الله مقاماً محموداً لقوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا)،[٦] ومن صلى وهو سكران فإنّه يشهد بالزور أو يأتي ما نهاه الله عنه لقوله تعالى: (لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ)،[٧] وصلاة الاستسقاء طلب ولد لأنّ الماء من السماء فحل الأرض فتخرج النبات ومن صلّى بلا وضوء فإنّه يتقرب إلى السلطان، ومن صلى الظهر ركعتين فإنّه يسافر ومن صلى في محراب ونودي منه بشِّر بولد ذكر لقوله تعالى: (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ)،[٨] وصلاة العيد فرح وسرور، وصلاة الكسوف هم من امرأة وقيل أمير أو وزير أو ملك أو هم، وربما كانت صلاة الكسوف دليلاً على موت عالم.[٤]

قول النابلسي في رؤية الصلاة في المنام

من رأى أنّه يصلي في بستان فإنّه يستغفر الله تعالى، فإن صلى في أرض من مزرعة قضى دينه، وإن رأى أنّه يصلي جالساً من عذر فإنّ عمله لا يقبل، فإن صلى على جنبه فإنّه يمرض، وإن صلى وخرج من المسجد فإنّه ينال فضلاً وخيراً، ومن رأى أنّه يصلي راكباً فإنّه يصيبه خوف شديد وقتال، فإن صلى الإمام راكباً ومعه ناس منهم في الركوع ركباناً ومنهم في السجود ركباناً ومنهم في القيام ركباناً فإنّهم إن كانوا في حرب أو قتال نصروا، وإن رأى أنّه يصلي الفريضة ركعتين فإنّه يسافر، ومن رأى أنّه يصلي ويأكل العسل فإنّه يأتي امرأته وهو صائم، وإن رأت امرأة أنّها تصلي الفريضة ركعتين فإنّها تحيض في يومها.[٩]

وإن رأى أن صلاة فاتته عن وقتها وأنّه لا يجد موضعاً يصلي فيه تلك الصلاة فإنّه يتعسر عليه ما هو فيه من أمر دين أو دنيا، وإن ترك الصلاة عمداً أو جاحداً أو مقراً ونوى أن يقضيها فإنّه يستخف شريعة الإسلام ويرجو أن يصلحها، وصلاة الجمعة في المنام دليل على الفرح والسرور وشهود الأعياد والمواسم والحج والاقتصار من الدين على بعضه، وصلاة عيد الفطر في المنام دالة على قضاء الدين وشفاء المريض والخلاص من الشدائد وزوال الهموم والأنكاد، وصلاة عيد الأضحى تدل على تقليد الأمور وحفظ الوصية والوفاء بالنذر، وربما دلت الصلاتان على ملاقاة الأعداء وملاقاتهم تكون بالتكبير، وصلاة الضحى في المنام دالة على البراءة من الشرك والقسم البار، وربما دلت صلاتها على السرور أو الأنكاد والخلف وإذا صلى الصحيح صلاة المريض في المنام كان دليلاً على نقص الحظ والتردد في القول والعمل.[٩]

وصلاة التراويح في المنام دالة على التعب والنصب وقضاء الدين والاهتداء، وصلاة الاستسقاء في المنام دالة على الخوف والتقتير وغلو الأسعار وكساد المعيشة والنكد بسبب الزرع والأنشاب والعقارات، وصلاة الكسوف للشمس والخسوف للقمر تدلّان على السعي في إيصال الراحة لمن دلت الشمس أو القمر عليه، وربما دل فعل ذلك في المنام على توبة الفاسق وإسلام الكافر، وربما دل على الخوف والشدّة من قبل الملوك والوزراء، ويدل على ظهور آية عامة، وصلاة الخوف تدل على الألفة والاتفاق واجتماع الكلمة، وعلى الأمن من الخوف، وصلاة الجنازة في المنام دالة على الشفاعة فيمن دلّ الميت عليه، فإن لم يكن الميت معروفاً دلّ على الخدمة للبطال والرزق من الشركة، وربما دلت صلاة الجنازة في المنام على النقص في الصلوات المفروضة كالسهو في القيام والقعود.[٩]

المراجع

  1. سورة آل عمران، آية: 187.
  2. ^ أ ب خليل بن شاهين الظاهري، الإشارات في علم العبارات ، بيروت: دار الفكر، صفحة 621.
  3. سورة هود، آية: 81.
  4. ^ أ ب إبراهيم بن يحيى بن غنام، تعبير الرؤيا (مخطوط)، الأردن: صورة مخطوطة – مكتبة الجامعة الأردنية، صفحة 179.
  5. سورة البقرة، آية: 237.
  6. سورة الإسراء، آية: 79.
  7. سورة النساء، آية: 43.
  8. سورة آل عمران، آية: 39.
  9. ^ أ ب ت عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي, تعطير الأنام في تعبير المنام , بيروت: دار الفكر, Page 210.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى