محتويات
تعريف الشفاعة لغة واصطلاحًا
الشّفاعة لغةً مصدرها شَفع، والشفع ضدّ الوتر وخلافه، ففيها يصبح الواحد اثنين، أي يصير الوتر شفعًا، والثلاثة أربعًا،وهلّم جرّا، أمّا اصطلاحًا فإنّ الشفاعة هي التوسط عند الآخرين بغرض جلب منفعة، أو دفع مضرة، وأطراف الشفاعة هم الشافع، والمشفوع إليه، والمشفوع له، وتقسم الشفاعة إلى قسمين هي الشفاعة الثابتة المشروعة، والشفاعة الباطلة.[١]
أنواع الشّفاعة الشّرعية
للشّفاعة الشّرعية أنواعٌ سبعةٌ هي:[٢]
- الشّفاعة العظمى: وهي شفاعة النبي عليه الصّلاة والسّلام في الخلائق، وتكون بعد البعث والحشر، وهذه الشّفاعة خاصّة به عليه السّلام، فبشفاعة النّبي لهم يقضي الله بينهم.
- شفاعة النّبي عليه الصّلاة والسّلام بدخول أهل الجنّة إليها.
- شفاعة النبي عليه الصّلاة والسّلام عند الله تعالى بتخفيف العذاب عن عمّه أبي طالب الذي مات كافرًا، وهو مخلد في النّار، ولكن بشفاعة النّبي سيخفّف عنه العذاب.
- الشّفاعة التي يُخرج بها الموحّدين من النّار، للحديث: (يَخرجُ منَ النَّارِ ، وقالَ شعبةُ : أخرَجوا منَ النَّارِ مَن قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَكانَ في قلبِهِ منَ الخيرِ ما يزِنُ شعيرةً ، أخرِجوا منَ النَّارِ من قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَكانَ في قلبِهِ منَ الخيرِ ما يَزِنُ بُرَّةً أخرِجوا منَ النَّارِ من قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَكانَ في قَلبِهِ ما يزنُ ذرَّةً).[٣]
- الشّفاعة التي لا يدخل بها النار من استحقّ دخولها.
- الشّفاعة في أهل الجنّة درجة برفع درجاتهم فيها، وهذه الشّفاعة خاصّة بالأنبياء، والمؤمنين، والصّدّيقين.
- الشّفاعة التي يدخل بها قوم من أمّة محمد عليه الصلاة والسلام الجنّة بلا حساب ولا عذاب، وهي شفاعة خاصّة به عليه السّلام.
شروط الشّفاعة الشرعية
الشّفاعة مقيّدة بشروط، ومتى توافرت صحّة هذه الشّروط حصلت الشّفاعة، وأوّل هذه الشّروط هي رضى الله تعالى على المشفوع له، فالشّفاعة محصورة في أهل الإيمان، ولا تشمل أهل الكفر، فلن تنفع الكفّارَ شفاعةُ أحد، أما الشّرط الثاني فهو رضا الله عن الشّافع، بحيث يكون الشّافع أهلًا لهذه الشّفاعة، ويقتضي ذلك أن يكون الشّافع من أهل التقوى والصلاح؛ فالشّفاعة إنّما تستمد قوتها تبعًا لمقام الشافع ومنزلته عند الله تعالى، أما الشرط الثالث فمتعلق بإذن الله تعالى بالشفاعة؛ لكونها ملكا لله، لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه،[٤] قال تعالى: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ).[٥]
الشفاعة الشركيّة
هي الشفاعة التي يدّعي المشركون وجودها، وهي شفاعة آلهتهم ومعبوداتهم لهم يوم القيامة عند ربهم الحقّ، وتسمى بالشفاعة الباطلة، فلا يمكن لله تعالى أن يرضى أو يأذن بهذه الشفاعة، فهي لا تنفعهم، وتزيدهم من الله تعالى بعدًا،[١] قال تعالى: (فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ).[٦]
المراجع
- ^ أ ب “ما هي الشفاعة ؟ وما هي أقسامها؟ “، طريق الإسلام ، 11-1-2007، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2018. بتصرّف.
- ↑ د. عبدالله بن حمود الفريح (29-1-2016)، “أنواع الشّفاعة الشّرعية”، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2593 ، صحيح.
- ↑ “شروط الشفاعة عند أهل السنة والجماعة”، إسلام ويب، 4-8-2013، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 255.
- ↑ سورة المدثر، آية: 48.