محتويات
'); }
ما المقصود بالسور المكية والمدنية؟
ذهب العُلماء في تعريفهم للسّور المكيّة والمدنيّة إلى العديد من التعريفات، وجاءت أشهرها كما يأتي:[١][٢]
- التعريف الأول: المكّي ما نزل بمكّة وضواحيها كعرفات، والمدنيّ ما نزل بالمدينة وضواحيها، كبدر وأُحد، فالعبرة حسب هذا التعريف المكان، ولكنه غير ضابطٍ؛ لوجود بعض الآيات التي نزلت في تبوك، أو في بيت المقدس.
- التعريف الثاني: المكّي ما كان خِطاباً لأهل مكّة، والمدنيّ ما كان خطاباً لأهل المدينة، فالعبرة هنا للمُخاطبين، وهذا تعريف غير ضابطٌ أيضاً؛ لوجود بعض الآيات التي خاطب الله فيها نبيه.[٣]
- التعريف الثالث: وهو أشهر الأقوال والتعريفات كما قال بذلك جلال الدين السيوطيّ؛ أنَّ المكّي ما نزل قبل الهجرة إلى المدينة، وإن كان نُزوله في غير مكّة، والمدنيّ ما نزل بعد الهجرة حتى وإن نزل في مكّة، فالعبرة هنا للزمان، واشتهر هذا التعريف بين العُلماء واعتمدوه.
'); }
عدد السور المكية والمدنية
ذكر الإمام السيوطيّ أنَّ عدد السور المدنية المُتَّفق عليها عشرون سورة،[٤] وأمّا المكيّة المُتَّفق عليها فهي اثنان وثمانون سورة، واختلفوا في اثنتا عشرة سورة،[٥] والسُّور المدنية بالاتفاق هي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، والتحريم، والنصر.[٦]
وأمّا السور المُختلف فيها فهي اثنتا عشرة سورة، وقيل: ثلاث عشرة سورة، وهي: الفاتحة، والرعد، والنحل، والحج، والإنسان، والمطففون، والقدر، ولم يكن، وإذا زلزلت، وأرأيت، والإخلاص، والمعوذتان، وما عداها فهي مكيّةٌ بإتفاق، وقد يقع بعض الآيات المكيّة في السور المدنية، أو العكس،[٦]ووصف السور بالمكيّة أو المدنيّة هي مما نُقل عن السلف، وليس توقيفياً من الله -تعالى- أو رسوله -صلى الله عليه وسلم-.[٧]
خصائص السور المكية والمدنية
للسور المكية والمدنية العديد من الخصائص التي تُميزها، نُبين هذه الخصائص على الوجه الآتي:
خصائص السور المكية
تتميز السُّور المكيّة بعدة أمور، ومنها ما يأتي:[٨][٩]
- دعوتها إلى التوحيد، وإثبات الرسالة، واليوم الآخر، والوعد والوعيد، ومُجادلة المُشركين بالأدلّة العقلية والآيات الكونيّة.
- وضعها للقواعد العامّة في التشريع؛ كالحلال والحرام، وتركيزها على مكارم الأخلاق؛ كالعدل، وإبطال مساوئ الأخلاق التي كانت مُنتشرةٌ في الجاهليّة، كالظُلم.
- ذكرها لقصص الأنبياء والأُمم الماضية؛ وذلك من أجل تثبيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.
- قصر الآيات مع قوّتها في الوقع والإيجاز في العبارة.
- ورود فيها لفظ “كلَّا”، وافتتاحها بالحُروف المُقطعة على الأغلب، وبدؤها بالنداء ب: “يا أيّها الناس” إلاّ في سورة الحجّ، وبدؤها أيضاً ب: “يا بني آدم”.[١٠]
- احتواؤها على سجدة التلاوة، وورود قصة آدم وإبليس فيها ما عدا سورة البقرة.[١١]
خصائص السور المدنية
توجد العديد من الخصائص التي تمتاز بها السور المدنيّة في القرآن الكريم، ومنها ما يأتي:[١٢][١٣]
- تفصيلها في العبادات، والمُعاملات، والحُدود، والفرائض بما يتناسب مع واقع المُجتمع المُسلم، وتركيزها على دعوة أهل الكتاب، وبيان ضلالهم، مع كشفها لحقيقة المُنافقين،[١٤] ما عدا سورة العنكبوت.
- امتيازها بطول الآيات مع الشرح لشرائع الإسلام.
- أمرها بالجهاد والإذن فيه، وبحثها في أُمور الحُكم والشورى.[١٥]
- بدؤها في الخطاب ب: “يا أيّها الذين آمنوا” ما عدا سبعة مواضع وردت فيها ب: “يا أيّها الناس”.
المراجع
- ↑ محمد الزُرقانيّ، مناهل العرفان في علوم القرآن (الطبعة 3)، صفحة 193-194، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد الحفناوي (2002)، دراسات أصولية في القرآن الكريم، القاهرة:مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية، صفحة 459-461. بتصرّف.
- ↑ فهد الرومي (2003)، دراسات في علوم القرآن (الطبعة 12)، صفحة 128-129. بتصرّف.
- ↑ فهد الرومي (2003)، دراسات في علوم القرآن (الطبعة 12)، صفحة 125. بتصرّف.
- ↑ مصطفى البغا، محيي الدين مستو (1998)، الواضح في علوم القرآن (الطبعة 2)، دمشق:دار الكلم الطيب، صفحة 68. بتصرّف.
- ^ أ ب مساعد الطيار (1431)، شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي (الطبعة 1)، صفحة 65-66. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الجديع (2001)، المقدمات الأساسية في علوم القرآن (الطبعة 1)، بريطانيا:مركز البحوث الإسلامية ليدز ، صفحة 63-64. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الجديع (2001)، المقدمات الأساسية في علوم القرآن (الطبعة 1)، بريطانيا:مركز البحوث الإسلامية ليدز، صفحة 58-59. بتصرّف.
- ↑ محمد الحفناوي (2002)، دراسات أصولية في القرآن الكريم، القاهرة:مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية ، صفحة 465-466. بتصرّف.
- ↑ مصطفى البغا، محيي الدين مستو (1998)، الواضح في علوم القرآن (الطبعة 2)، دمشق:دار الكلم الطيب، صفحة 65-66. بتصرّف.
- ↑ مناع القطان (2000)، مباحث في علوم القرآن (الطبعة 3)، صفحة 62-64. بتصرّف.
- ↑ مناع القطان (2000)، مباحث في علوم القرآن (الطبعة 3)، صفحة 63-64. بتصرّف.
- ↑ محمد الحفناوي (2002)، دراسات أصولية في القرآن الكريم، القاهرة:مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية، صفحة 466-468. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الجديع (2001)، المقدمات الأساسية في علوم القرآن (الطبعة 1)، بريطانيا:مركز البحوث الإسلامية ليدز، صفحة 59. بتصرّف.
- ↑ مصطفى البغا، محيي الدين مستو (1998)، الواضح في علوم القرآن (الطبعة 2)، دمشق:دار الكلم الطيب، صفحة 66. بتصرّف.