إسلام

كم عدد آيات سورة المائدة

كم عدد آيات سورة المائدة

مقالات ذات صلة

عدد آيات سورة المائدة

يبلغ عدد آيات سورة المائدة مئةً وعشرون آية،[١][٢] وأمّا عددُ كلماتها فتبلُغ ألفان وثمانُ مئة وأربع كلمات، وأمّا حُروفها فتبلُغ إحدى عشر ألفاً وتسعُ مئة وثلاثةٌ وثلاثون حرفاً،[٣] وتُعدُ سورة المائدة من السور السبع الطِوال.[٤]

التعريف بسورة المائدة

تُعدُ سورة المائدة من السور المدنيّة، وهي السورة الخامسة بحسب ترتيب المُصحف، وسُمّيت بالمائدة؛ لذكرها لقصة نزول المائدة من السماء بعد أن طلبها الحواريون من عيسى -عليه السلام-، لتدل على صدق نبوته، وتكون لهم عيداً، ونزلت بعد الهجرة بعد انصراف الصحابة من الحُديبية، إلا آيةٍ واحدة فقد نزلت في حجة الوداع، والتي جاء ذكرها في الحديث: (قالَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ لِعُمَرَ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لو أنَّ عليْنا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: (اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا) [المائدة: 3]، لاتَّخَذْنا ذلكَ اليومَ عِيدًا، فقالَ عُمَرُ: إنِّي لَأَعْلَمُ أيَّ يَومٍ نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ، نَزَلَتْ يَومَ عَرَفَةَ، في يَومِ جُمُعَةٍ).[٥][٦]

وسُمّيت بسورة العُقود؛ لوقوع لفظ العُقود في بدايتها، وأمّا تسميتُها بالمُنقذة؛ لأنها تُنقذ صاحبها من ملائكة العذاب، كما تُسمّى سورة الأخبار، ونزلت بعد سورة المُمتحنة بِمُدّة.[٧][٦] وجاء عن مُقاتل: إنها من السور المدنية بالإجماع، وكان نُزولها في النهار،[٨]

ولما دخلت عائشة -رضي الله عنها- على جُبير وهو يقرأ بها، قالت له: “أما أنها آخر سُورَة نزلت فَمَا وجدْتُم فِيهَا من حَلَال فاستحلوه وَمَا وجدْتُم من حرَام فحرموه”، وجاء عن عبد الله بن عمر أنها نزلت على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وهو راكبٌ على راحلته، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها، وكان نُزولها في حجة الوداع بين مكة والمدينة، وجاء عن أبي ميسرة أنها تحتوي على سبعةَ عشر فريضة، وقيل: ثمانيةَ عشرة.[٩]

مناسبتها لما قبلها

جاءت سورة المائدة بعد سورة النساء التي تحدثت عن كثيرٍ من العُقود، كالنكاح، والصداق، والوصية، والدّين، والميراث، فجاءت سورة المائدة بعدها تطلب الحفاظ والوفاء بالعُقود، وكأن الله -تعالى- يقول لنا: لقد عرفتم ما في سورة النساء من عقود، فحافظوا عليها وأوفوا بها.[١٠]

وكان نُزولها بعد سورة الفتح، بين صُلح الحُديبية وغزوة تبوك، وهي من أواخر ما نزل من القُرآن، فقد نزلت خلال السنوات الأربع الآخيرة من حياة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام.[١١]

موضوعات سورة المائدة

تناولت سورة المائدة العديد من الموضوعات، وهي كما يأتي:[١٢]

  • اشتملت على العديد من الأحكام التشريعية؛ كأحكام العقود، ونكاح الكتابيات، والوصيّة عند الموت، والمطعومات من ذبائح وصيد، وصيد الإحرام وجزائه، والطهارة من وضوءٍ، وغُسلٍ، وتيمم، وتحريم الخمر والميسر، وجزاء الردة، وحد السرقة وحد الحرابة؛ أي قطع الطريق، وكفارة اليمين، وحكم تارك العمل بما أنزل الله -تعالى-، ونحو ذلك في أثناء مناقشة ومجادلة النصارى، واليهود، والمشركين، والمنافقين، وذكر أهل التفسير أن فيها ثمانية عشر فريضةٍ لا توجدُ في غيرها، وجاء عن القُرطبي إنها تسعة عشر فريضة، كالمُنخنقة، والمُترديّة، والنطيحة، وما أكل السبُع، وغير ذلك.[١٣]
  • تناولت العديد من التشريعات التي تُبين استكمال شرائع الإسلام، ووجوب الوفاء بالعُقود، كما أنها بينت الحلال من الحرام في المأكولات، وعلى حفظ شعائر الله في الحج والأشهُر الحُرُم.

أفكار سورة المائدة

تناولت سورة المائدة العديد من الأفكار التابعة لموضوعاتها، وهي ما يأتي:[١٤][١٥]

  • افتتاحها في بيان الحلال والحرام من الذبائح، والمأكل، والمشرب، والنكاح، وعددٍ من الأحكام الشرعيّة والعبادات.
  • بيانُها لحقيقة العقيدة الصحيحة، والعُبوديّة، والألوهيّة.
  • بيانُها للعلاقات بين المؤمن وغيره، وتكليف الأُمّة في القيام لربها، والشهادة بالقسط، وأن القُرآن هو المُهيمنُ على كُل الكُتب قبله.
  • تناولها لتسعة عشر فريضة، كالآذان، وحد السرقة، والمُحرمات من المأكولات، وغير ذلك.
  • بيانُها إكمال الله -تعالى- دينه للمؤمنين، وإتمامُ نعمته عليهم بالإسلام، كما تناولت النهي عن سؤال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عن أشياء قد تسوء المؤمنين إذا ظهرت لهم.
  • تناولت كمال الدين المبني على العلم اليقيني في العقيدة، والهداية، والأعمال، وأن أُصول الدين عند كُل الرُسل قائمةٌ على الإيمان بالله، واليوم الآخر، والعمل الصالح، وأن الأنبياء دينهم واحد، ولكن شرائعهم مُختلفة.
  • بيان العُموم من بعثة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وعصمته من الناس، مع تاكيد وُجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، ورفع الحرج عن المؤمنين، وتحريم الغلو في الدين.

المراجع

  1. سعيد حوّى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام، صفحة 1293، جزء 3. بتصرّف.
  2. أبو السعود العمادي، تفسير أبي السعود إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 2، جزء 3. بتصرّف.
  3. الكشف والبيان عن تفسير القرآن (2002)، أحمد الثعلبي (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.
  4. صالح المغامسي، القطوف الدانية، صفحة 9، جزء 11. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:7268، صحيح.
  6. ^ أ ب وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 60، جزء 6. بتصرّف.
  7. محمد الطاهر بن عاشور (1984)، التحرير والتنوير تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، تونس:الدار التونسية للنشر ، صفحة 69، جزء 6. بتصرّف.
  8. سعيد القحطاني، من أحكام سورة المائدة، الرياض:مطبعة سفير، صفحة 8، جزء 1. بتصرّف.
  9. عبد الرحمن السيوطي، الدر المنثور، بيروت:دار الفكر، صفحة 3-4، جزء 3. بتصرّف.
  10. محمد متولي الشعراوي، تفسير الشعراوي الخواطر، صفحة 2887، جزء 5. بتصرّف.
  11. جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 205، جزء 2. بتصرّف.
  12. محمد الطاهر بن عاشور (1984)، التحرير والتنوير تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، تونس:الدار التونسية للنشر ، صفحة 72-73، جزء 6. بتصرّف.
  13. وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر ، صفحة 61-62، جزء 6. بتصرّف.
  14. سعيد القحطاني، من أحكام سورة المائدة، الرياض:مطبعة سفير، صفحة 9-10، جزء 1. بتصرّف.
  15. جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 209-211، جزء 2. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى