إعراب التوكيد المعنوي

'); }

حالات إعراب التوكيد المعنوي

إنّ التوكيد تابع من التوابع، أي أنه يأخذ حكم متبوعه من حيث الموقع الإعرابي، فإن كان المتبوع مرفوعًا كان التابع مرفوعًا، وقل مثل هذا في النصب والجر، وقد عَلِمنا أن التوكيد المعنوي مختصّ بالأسماء، وقد عَلِمنا أن الاسم لا يخرج عن الرفع والنصب والجر، وعليه فإن حالات التوكيد المعنوي هي هذه الثلاثة فقط، فإمّا أن يكون مرفوعًا وإما أن يكون منصوبًا وإما أن يكون مجرورًا.[١]

ومن أمثلة ذلك: “جاء الغلامُ نفسُهُ”، فكلمة (نفس) هي التوكيد المعنوي، وقد جاءت مرفوعة لأنها تابعة للمؤكَّد، وهو الغلام. وتقول: سلّمت على الغلامِ عينِه، فكلمة (عين) هي التوكيد المعنوي، وقد جاءت مجرورة لأنها تابعة للمؤكَّد منه، وهو الغلام، وتقول: “أكرمت الرجالَ كلَّهم”، فكلمة (كل) هي التوكيد المعنوي، وقد جاءت منصوبة لأنها تابعة للمؤكَّد منه، وهو الرجال.[١]

'); }

الإعراب بحركات الإعراب الأصلي

من المتقرر عندنا أنّ حركات الإعراب تُقسَم لحركات أصلية، ولحركات فرعية، وعليه فإن التوكيد المعنوي من حيث إعرابُه يمكن تقسيمه إلى هذين القسمين، فإنه يُعرَب بالحركات الأصلية وهي الضمة رفعًا، والفتحة نصبًا، والكسرة جرًّا، وذلك يكون في بعض ألفاظه، وهي: “نفس، وعين، وكل، وجميع” فهذه الألفاظ من التوكيد المعنوي دائمًا ما تكون مُعربة بالحركات الأصلية لا الفرعية.[٢]

  • التوكيد بكلمة (نفس) و(عين): يصحّ أن نؤكِّد بهما مفردًا أو مثنى أو جمعًا، ويبقى الإعراب في كل هذه الحالات بالحركات الأصلية[٣]، فتقول:
    • فاز المجتهدُ نفسُه، وفازت المجتهدةُ نفسُها، وفاز المجتهدان أنفسُهما، وفاز المجتهدون أنفسُهم، وفازت المجتهداتُ أنفسُهنَّ
    • وصل المثابرُ عينُه، ووصلت المثابرةُ عينُها، ووصل المثابران أعيُنُهما، ووصل المثابرون أعينُهم، ووصلت المثابراتُ أعيُنُهنَّ.
      • إعراب كلمة (نفس) و(عين) في الأمثلة السابقة: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
      • إعراب كلمة (أنفس) و(أعين) في كل الأمثلة السابقة: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
    • رأيت المعلمَ نفسَه، ورأيت المعلمةَ نفسَها، ورأيت المعلمَين أنفُسَهما، ورأيت المعلمِين أنفسَهم، ورأيت المعلماتِ أنفسَهنَّ.
    • ضربت الطالبَ عينَه، وضربت الطالبةَ عينَها، وضربت الطالبَين أعينَهما، وضربت الطلاب أعينَهم، وضربت الطالباتِ أعينَهنَّ.
      • إعراب كلمة (نفس) و(عين) في الأمثلة السابقة: توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
      • إعراب كلمة (أنفس) و(أعين) في الأمثلة السابقة: توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
    • سلَّمت على الصديقِ نفسِه، وسلَّمت على الصديقةِ نفسِها، وسلَّمت على الصديقَين أنفسِهما، وسلمت على الأصدقاءِ أنفسِهم، وسلمت على الصديقاتِ أنفسِهنَّ
    • جئت إلى البائعِ عينِه، وجئت إلى البائعةِ عينِها، وجئت إلى البائعَين أعينِهما، وجئت إلى الباعةِ أعينِهم، وجئت إلى البائعاتِ أعينِهنَّ.
      • إعراب كلمة (نفس) و(عين) في الأمثلة السابقة: توكيد معنوي مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
      • إعراب كلمة (أنفس) و(أعين) في الأمثلة السابقة: توكيد معنوي مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.[١]
  • التوكيد بكلمة (كل) و(جميع): يؤَكَّد بهما المفرد الذي من الممكن أن يتجزّأ ككلمة (جيش)، ويؤَكَّد بهما الجمع، ولا يؤكد بهما المثنى، وفي كل تلك الحالات فإنهما يُعربان بالحركات الأصلية،[٤] فتقول:
    • عاد الجيشُ كلُّه، وقُرئ الكتابُ جميعُهُ، وزارني الأصدقاءُ كلُّهم، وانهزمَ الكُفّارُ جميعُهم.
      • إعراب كلمة (كل) و(جميع) في هذه الأمثلة: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
    • مشيت في المزرعةِ كلِّها، وأرسلت إلى القومِ جميعِهم، وسجلت في الشركاتِ كلِّها، وضعت عن الطرقِ جميعِها.
      • إعراب كلمة (كل) و(جميع) في هذه الأمثلة: توكيد معنوي مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.[١]

الإعراب بحركات الإعراب الفرعية

أمّا ألفاظ التوكيد المعنوي التي تُعرَب بالحركات الفرعية فهي: “كلا، وكلتا، وأجمعون” فأما “كِلا وكلتا” فلا يؤكَّد بهما إلا المثنى،[٥] ويُشترَط لهما أن يتصل بهما ضمير يعود على المؤكَّد، فيُعربان إعراب المثنى، يُرفَعان بالألف، ويُنصبان ويُجرّان بالياء[١]، فتقول:

  • كلاهما وكلتاهما:
    • نام الطفلان كلاهما: كلا: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف.
    • نامت البنتان كلتاهما: كلتا: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف
    • كتبت المقالَين كليهما: كليهما: توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف.
    • كتبت القصتين كلتيهما: كلتيهما: توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف.
    • كتبت إلى المعلمَين كليهما: كليهما: توكيد معنوي مجرور وعلامة جره الياء لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف.
    • كتبت إلى المدرستين كلتيهما: كلتيهما: توكيد معنوي مجرور وعلامة جره الياء لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف.
  • أجمعون: تُعرب إعراب جمع المذكر السالم، فتُرفَع بالواو، وتُنصَب وتُجَرّ بالياء.
    • تعففّ الفقراءُ أجمعون: أجمعون: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
    • سجنت الدولة المجرمين أجمعين: أجمعين: توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
    • صرفت الرواتب إلى الموظفين أجمعين: أجمعين: توكيد معنوي مجرور وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.[١]

الإعراب عند فقد أحد شروط التوكيد المعنوي

إنّ الإعراب المتقدم إنما يكون إذا تحقّقت شروط التوكيد المعنوي، فهذه الألفاظ لها شروط، إذا انعدمت فإنها تُعرَب حسب موقعها في الكلام ولا تكون توكيدًا معنويًّا حينئذ، فإنه يُشتَرَط لكلّ من (نفس، وعين، وكل، وجميع، وكلا، وكلتا) أن يتّصل بها ضمير يعود على المؤكَّد، فكلمة (جميعًا) في قولنا: “جاء الرجال جميعًا” ليست توكيدًا معنويًّا بل إعرابها: حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها، وأما أجمعون فلا يتصل بها ضمير.[٦]

تكون هذه الألفاظ جميعها بعد المؤكَّد، فإذا لم تكن كذلك أُعرِبت حسب موقعها، فمثلًا كلمة (عين) في قولنا: “عين الفتاة جميلة”، ليست توكيدًا معنويًّا، بل هي مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.[٧]

تدريبات على إعراب التوكيد المعنوي

فيما يلي بعض تدريبات على إعراب التوكيد المعنوي:

وضع علامة الإعراب الصحيحة

ضع علامة الإعراب الصحيحة على كل توكيد معنوي في الجمل التالية مع تعبئة الجدول بما يناسبه:

الجملة
حركة الإعراب الصحيحة
التبرير
مشى الأسدُ نفسه إلى الفريسة
الضمة
لأن المؤكَّد مرفوع
قطعت الشجرةَ عينها
الفتحة
لأن المؤكَّد منصوب
أرسلت الدعوة للناسِ أجمعين
الياء
لأن المؤكَّد مجرور، والمؤكِّد ملحق بجمع المذكر السالم
لاحقت المجرمين كلهم
الفتحة
لأن المؤكَّد منصوب
كلا الرجلين كاذبان
——–
ليست توكيدا معنويا لأنها سبقت المؤكَّد ولم يتصل بها ضمير يعود عليه
أغلقت النوافذَ جميعها
الفتحة
لأن المؤكَّد منصوب
إن جميع الطلبة مجتهدون
———–
ليست توكيدا معنويا لأنها سبقت المؤكَّد ولم يتصل بها ضمير يعود عليه
الكتابان كلاهما قديم
الألف
لأن المؤكَّد مرفوع، والمؤكِّد ملحق بالمثنى
خرقت عين الصقر بسهمي
——–
ليست توكيدا معنويا لأنها سبقت المؤكَّد ولم يتصل بها ضمير يعود عليه

إعراب التوكيد في الجملة

أعرب التوكيد المعنوي في الجمل التالية إعرابًا كاملًا:

  • سارت السفينةُ نفسُها غربًا: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
  • إن القومَ أجمعين قد رحلوا: توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم.
  • ذهبت إلى القططِ كلِّها لأطعمها: توكيد معنوي مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
  • كان السائقُ عينُه متعبًا: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
  • خرقت السفينتين كلتيهما: توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، والضمير (هما) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
  • أبلغ سلامي للطلاب جميعِهم: توكيد معنوي مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والضمير (هم) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خالد عبدالعزيز، النحو التطبيقي، صفحة 535-539. بتصرّف.
  2. أحمد السجاعي (2020)، حاشية السجاعي على قطر الندى وبل الصدى (الطبعة 1)، لبنان:دار تحقيق الكتاب، صفحة 544-547، جزء 1. بتصرّف.
  3. ابن هشام الأنصاري (2019)، شذور الذهب في معرفة كلام العرب (الطبعة 1)، سوري-دمشق-حلبوني:دار الدقاق، صفحة 405-407، جزء 1. بتصرّف.
  4. زين الدين الأزهري، شرح المقدمة الآجرومية في أصول علم العربية للطلاب والمبتدئين، صفحة 94-98. بتصرّف.
  5. ابن عقيل (2020)، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (الطبعة 1)، لبنان – بيروت:الرسالة الناشرون، صفحة 179-180، جزء 3. بتصرّف.
  6. أبو عبد الله الحطاب الرعيني، الفواكه الجنية وهو شرح على متممة الآجرومية، صفحة 236-240. بتصرّف.
  7. ابن هشام الأنصاري (2008)، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك (الطبعة 1)، لبنان-بيروت-صيدا:المكتبة العصرية، صفحة 292-300، جزء 3. بتصرّف.
Exit mobile version