'); }
أين ولد يوسف عليه السلام
ذكر العلماء أن سيدنا يوسف -عليه السلام- ولد في مدينة فدان آرام، وقد ولد لسيدنا يعقوب -عليه السلام- اثني عشرؤ ولداً جميعهم في منطقة فدان آرام إلا ولده بنيامين، وذلك أثناء رعي غنم خاله “لابان” مقابل تزويجه ابنتيه، أما ولده بنيامين فقد ولد في أرض كنعان بعد رحيل سيدنا يعقوب -عليه السلام- إليها.[١]
وهو سيدنا يوسف بن يعقوب بن إبراهيم -عليه السلام-، وكان سيدنا يوسف -عليه السلام- شديد الجمال، وكان محبوباً لدى والديه، وفي سن السابعة عشر أو الثانية عشر رأى في المنام أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدين له، فأخبر أباه بما رأى؛ فبشره أبوه بالنبوة والمكانة العظيمة، وأخبره بعدم إخبار إخوته عن رؤياه.[١]
إلقاء يوسف في البئر
اجتمع إخوة يوسف وأجمعوا أمرهم على إلقاء سيدنا يوسف في البئر؛ وذلك لأنهم يريدون إبعاده عن أبيهم ليخلوا لهم وجهه وحدهم، فقد كان سيدنا يعقوب -عليه السلام- يحب يوسف -عليه السلام- حباً شديداً، وفي تلك الأوقات استأذن إخوة يوسف أبيهم باصطحاب يوسف معهم إلى الصيد، فشعر سيدنا يعقوب بمكيدتهم وأخبرهم بأنه يخاف عليه.[٢]
'); }
فأعطوه موثقهم بالمحافظة عليه ورعايته، وعندما وصلوا إلى البئر قاموا بإلقاء سيدنا يوسف -عليه السلام- في البئر، وعادوا إلى أبيهم بدمٍ كذب على قميصه؛ فلم يصدقهم سيدنا يعقوب -عليه السلام- وأخبرهم بأنهم كادوا مكيدة ليوسف، وصبر واحتسب أمره إلى الله -تعالى-، وابيضت عيناه من الحزن على سيدنا يوسف -عليه السلام-.[٢]
قال -تعالى-: (قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ* قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ* أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ* قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ* قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ).[٣]
تمكين يوسف ودعوته
أخرج الله -تعالى- سيدنا يوسف من البئر، ولبث في قصر العزيز، ودخل السجن ولم يثنه ذلك عن الدعوة لله -تعالى-، وعدما خرج سيدنا يوسف -عليه السلام- من السجن مكنه الله -تعالى- في الأرض فجعله عزيزاً على خزائن مصر، وكان الناس يقبلون عليه من كل مكان طلباً للمؤنة والعون.[٤]
وقام إخوة يوسف بالقدوم من مدينة الشام إلى مصر طلباً للمؤنة لأهلهم؛ فعرفهم سيدنا يوسف -عليه السلام- وأخبرهم بإحضار أبيه وأهلهم جميعاً إلى مصر؛ فرجعوا إلى أبيهم بالبشرى، وقام سيدنا يوسف بمسامحة إخوته وضمه إلى مكانه، وتحققت رؤيا سيدنا يوسف -عليه السلام-.[٤]
قال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ* وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ* وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ* وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ ۚ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ).[٥]
المراجع
- ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 190- 191. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط، صفحة 287- 294. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:10- 14
- ^ أ ب الشعراوي، تفسير الشعراوي، صفحة 7001- 7003. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:56- 59