'); }
أين عاش سيدنا نوح
القرآن الكريم والسنة النبوية لم يوضحّا المكان الذي حدث فيه الطوفان وأين سكن قوم نوح بعد ذلك، فتُرِك المجال للعلماء في الاجتهاد والبحث عن المكان، فرّجح بعضهم أن المكان الذي كان يسكنه قوم نوح قبل الطوفان كان يقع في بلاد الرافدين؛ أي العراق، وبعد نجاتهم من الطوفان تفرّق الناجون في البلاد فبعضهم سكن اليمن وبعضهم الهند والبلاد الأخرى.[١]
دعوة سيدنا نوح
سيدنا نوح هو من أنبياء الله -تعالى-، أرسله الله -سبحانه وتعالى- إلى قومٍ كافرين؛ لدعوتهم إلى عبادة الله -سبحانه وتعالى- وحده لا شريك له وترك عبادة ما لا ينفعهم ولا يضرّهم، ولكن ما كان منهم إلاّ أن ازدادوا إصراراً على الكفر والاستهزاء بسيدنا نوح وبمن اتبعه من المؤمنين، واستمر سيدنا نوح في دعوة قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاماً، وبعد أن بطشوا وازدادوا ظلماً وتجبّراً في الأرض، حذّرهم الله -سبحانه وتعالى- من عذاب أليم.[٢]
قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ* أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِي* فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ* قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ).[٣]
'); }
بناء سفينة نوح
أمر الله -سبحانه وتعالى- بدأ سيدنا نوح ببناء سفينة، وأثناء بناء السفينة استمر قوم سيدنا نوح بالظلم والاستهزاء بسيدنا نوح وشتمه وإيذائه إلى أن سالت دمائه، وكان لصنع السفينة مراحل عديدة، فصنع نوح -عليه السلام- السفينة على شكل ثلاثة أجزاء: سفلي وأوسط وعلوي، حيث إنّ الجزء السفلي كان للحيوانات والأوسط للناس والعلوي للطير.[٤]
العذاب الذي أصاب قوم نوح
أنهى سيدنا نوح بناء السفينة بعد ثمانين سنة من العمل بها، وفي كل يوم لم يعرض عن هداية قومه ودعوتهم لعبادة الله وحده لا شريك له ولكن دون جدوى، وبعد الانتهاء من بناء السفينة، وفي يوم عاصف حمل سيدنا نوح من الناس من آمن بالله واتبعه ومن الحيوانات من كل زوج اثنين كما أمره الله -سبحانه وتعالى- فمن الطير اثنين ومن العجل اثنين ومن الأسد اثنين وهكذا.[٥]
وبعد ذلك أرسل الله -تعالى- الطوفان فابتلع من أعرض عن عبادته والإيمان به، وهدم منازلهم، ونجى من آمن بالله وركب السفينة مع سيدنا نوح -عليه السلام-، قال -تعالى-: (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ).[٦][٥]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى دار الإفتاء المصرية، صفحة 159.
- ↑ أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 59. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:25- 28
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط للزحيلي، صفحة 1685. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد طنطاوي، التفسير الوسيط لطنطاوي، صفحة 28. بتصرّف.
- ↑ سورة المؤمنون، آية:27