محتويات
مدينة سور الغزلان
تُعتبر منطقة سور غزلان من المُدن الجزائرية ذات التاريخ العريق، وتُنطق بكسر الغين. وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى السور الذي يحيط بها، أما الغزلان فهي كناية عن النوافذ الموجودة في ذلك السور، والتي تتميز بأنها كبيرة من الخارج وصغيرة وضيقة من الداخل. وتنقسم المدينة إلى جزأين، الجزء القديم وهو الجزء الروماني المعروف باسم أوزيا، والذي يوجد فيه بعض المنازل الرومانية، بالإضافة إلى ضريح القائد الأمازيغي ماسينيسا، أما الجزء الحديث فيوجد به أبنيةٌ على الطراز الإسلامي.[١]
موقع مدينة سور الغزلان
تقع مدينة سور الغزلان في ولاية البويرة في الجزائر، وتبلغ مساحتها 102,330.14 هكتار، أما سكانها فيبلغ عددهم 75,195 نسمة. ويحدها من الشمال ولاية دائرتا وعين بسام، ومن الجنوب ولاية المسيلة، ومن الشرق دائرة برج خريص، ومن الغرب ولاية المدية. وهي مركز تجاري لتجارة الأغنام، والخيول، والماشية.[٢][٣]
تاريخ مدينة سور الغزلان
تمتلك هذه المدينة تراثاً تاريخياً يعود إلى قرون ما قبل التاريخ، ويعود تاريخ اكتشافها إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، وقد شهدت الكثير من الأحداث والحروب، وهي معروفة بوصف التاج المفقود، وهو لقب معنوي يدُل على أنها منطقة غنية بالتراث والتاريخ. ومن أشهر المعالم في مدينة سور الغزلان المسجد العتيق، الذي بناه الأتراك خلال وجودهم العثماني عام 1735م، إلا أن الاستعمار الفرنسي قام بتحويله إلى اسطبل للخيول في عام 1904م، وبالرغم من كونه لم يعد الآن اسطبلاً للخيول، إلا أنه لم يستعِد مكانته التاريخية التي يستحقها، وقد أصبح اليوم مكان سكن للعائلات التي ليس لها مأوى.[٤][٥]
التقسيم الإداري لمدينة سور الغزلان
تنقسم مدينة سور الغزلان لست بلديات، هي كما يأتي:[٣]
- سور الغزلان.
- الدشمية.
- الحاكمية.
- المعمورة.
- ديرة.
- ريدان.
المناخ في مدينة سور الغزلان
يسود المدينةَ المناخُ شبه الرطب، ويتميز فصل الصيف فيها بالحرارة والجفاف أما الشتاء فهو باردٌ مع هطول الأمطار.[٣]
سكان مدينة سور الغزلان
ينقسم سكان مدينة سور الغزلان إلى عدة عروش، وهي المجموعات التي تُشكل في اتحادها قوة في العدة والعدد، ومن أهمها ما يأتي:[٣]
- أولاد فارهة: تتمركز هذه الفئة في الجزء الشمالي من بلدية سور الغزلان، كما يسكنون بلدية ريدان والدشمية.
- أولاد إدريس: تتمركز هذه الفئة في بلدية ديرة، وفي الجزء الجنوبي من بلدية سور الغزلان.
- أولاد مريم وأولاد بو عريف: يتمركزون في بلدية الدشمية، وذلك بعد أن نزحوا من بلدية جواب.
- عروش أخرى: مثل أولاد خلوف، وأولاد قمرة، وأولاد فلتان.
- كما يوجد بعض الأمازيغ بشكل بسيط في مدينة سور الغزلان، وذلك بسبب العمل.
لباس سكان مدينة سور الغزلان
إن لباس سكان المنطقة هو عبارة عن مزيج عربي أمازيغي، ومن أبرز الألبسة ما يأتي:[٣]
- البرنوس: وهو قطعةٌ من الملابس ذات أصلٍ أمازيغي، ويتميز كل لون بأنه مصنوع من حيوان مختلف، حيث إن البرنوس ذا اللون الأبيض مصنوع من الأغنام، أما البرنوس ذو اللون الرمادي مصنوع من وبر الإبل.
- السروال الفضفاض: ويُعرف أيضاً باسم السروال العربي، وهو سروال عريض خاص بالرجال.
- البلوزة: وهي طويلة وذات طراز تقليدي.
- العمامة: وهي قماشة طويلة، يقوم الرجل بلفها على منطقة الرأس.
- القشابية: وهي رداء مصنوع من الصوف، يتم ارتداءها عند الشعور بالبرد.
- المحرمة: وهي قُبعة نسائية ذات شكل مربع أو مستطيل.
وظائف سكان مدينة سور الغزلان
امتهن سكان مدينة سور الغزلان عدداً من الوظائف التي تتناسب مع بيئتها وطبيعتها، ومن أهمها ما يأتي:[٣]
- التجارة: عمل عدد من سكان هذه المدينة في التجارة، وذلك نظراً لأنها حلقة وصلٍ ما بين الشمال والجنوب.
- الزراعة: عمل عدد من السكان في زراعة القمح والشعير في منطقة الشمال، والسبب في ذلك هو وجود الأراضي الخصبة بكثرة في تلك المنطقة
- الصناعة: حيث يوجد مصنع وطني للاسمنت يتوسط مدينة سور الغزلان، حيث يُعتبر أكبر ممولٍ للإسمنت في الجزائر، كما يوجد مصنع آخر للعطور ومواد التنظيف.
- الصناعات التقليدية: يوجد عددٌ كبير من الصناعات التقليدية في مدينة سور الغزلان مثل آلات الزراعة والنسيج التقليدي.
عادات وتقاليد سكان مدينة سور الغزلان
هناك العديد من العادات والتقاليد المتوارثة لدى سكان مدينة سور الغزلان، مما ساعد على الحفاظ على هويتها، كما أن لهذه العادات أبعاداً دينيةً واجتماعيةً وفلكلوريةً، ومنها ما يأتي:[٣]
- عادات الزواج: يتم الزواج في مدينة سور الغزلان وفقاً لتعاليم الدين الإسلامي، لكنه يختلف في طقوسه من قبيلة لأخرى، وينقسم إلى قسمين:
- تحضير الرجل لحفل الزواج: في القديم كان الأهل يقومون باختيار العروس مع الإشراف على تحضيرات العرس، ولا يرى العريس عروسه أثناء التحضيرات إلا في ليلة الدخلة، ويكون حفل الزفاف بسيطاً، فتقوم الأم بدعوة النساء، ويعمل الأب على توفير الذبائح من أجل الوليمة، كما تذهب العروس إلى بيت زوجها يوم الخميس أو الجمعة، وذلك على حسب عادات أهل القرية، حيث إن لكل قريةٍ يوماً مفضلاً، أما الآن فإن العريس هو الذي يقوم باختيار عروسه.
- تحضير العروس لزواجها: حيث كان الأمر بسيطاً وغير مكلف في قديم الزمان، حيث كان يقتصر على الأغطية، والملابس، والحلي المصنوعة من الفضة، بالإضافة إلى صندوق كبير من الأثاث، أما الآن فقد تغيرت الأحوال، وذلك بسبب تغيير الظروف المعيشية.
- عادات الولادة: تتميز ولادة الطفل في مدينة سور الغزلان بالمراسم الاحتفالية التي ترافق الولادة، حيث يتم استقبال الأم بعد عودتها إلى منزلها عند مدخل المنزل، وتقوم إحدى النسوة برش الماء مع إطلاق بعض الزغاريد، كما يتم توزيع حلوى مصنوعة من الدقيق المحمص، والسمن والمكسرات والعسل، وتُدعى بـ “الطمنية”، ومن ثم يتم دعوة الأهل والجيران إلى العشاء المعروف باسم عشاء المولود الجديد، وعند بلوغ الطفل عمر السبعة أيام يتم تحضير السبوع، حيث يتم ذبح كبش مع طهي الأكلة الشعبية الكسكسي.
المراجع
- ↑ “عن الولاية”، www.pebouira.com، 20/5/2017، اطّلع عليه بتاريخ 2/12/2017. بتصرّف.
- ↑ “Bouira”, www.britannica.com, Retrieved 2/12/2017. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ يوسف العارفي (2012)، الشعر الشعبي في منطقة سور الغزلان -دراسة أثنوغرافية-، تيزي وزو-الجزائر: جامعة مولود معمري، صفحة 6-26. بتصرّف.
- ↑ “كتاب سور الغزلان “تاريخ و حضارة”: تاريخ لملكة…تاجها مفقود!!”، www.ennaharonline.com، 12/12/2007، اطّلع عليه بتاريخ 2/12/2017. بتصرّف.
- ↑ فتيحة بوروينة (12/5/2007)، “مسجد “سور الغزلان” العتيق يسترجع مكانته”، جريدة الرياض، العدد 14140، صفحة -. بتصرّف.