هو لوط بن هاران بن تارح، ومن هذا النَسب فإنَ لوطاً – عليه الصلاة والسلام – هو ابن أخ نبي الله ورسوله وخليله إبراهيم – عليه الصلاة والسلام، وهذا النسب اتُّفق عليه بين كافّة المختصين بالتأريخ والأنساب من أتباع الديانات السماوية الثلاث.
أرسل الله تعالى لوطاً – عليه السلام – إلى قومٍ مجرمين، كانوا يسكنون في قرية يقال لها سدوم، وهي تقع في منطقة البحر الميت، ومنطقة البحر الميت حاليَاً، هي منطقة تقع في الجنوب من بلاد الشام في القارة الآسيوية، إلى الشرق من البحر الأبيض المتوسط. هناك اعتقاد سائد مفاده أن هذا البحر لم يكن موجوداً قبل أن يخسف الله تعالى الأرض بقوم لوط، وأنه كان قد تشكَل بعد أن حدث الخسف وبعد أن فني قوم لوط.
لم يكن قوم لوط – عليه السلام – على قدرٍ عالٍ من الأخلاق الرَفيعة والحميدة بل كانوا طغاةً جبَارين سيَئي السمعة، فقد كان قوم لوط شاذَين جنسياً، ولم يكونوا يستترون عندما كانوا يمارسون المعصية، بل كانت ممارستهم لها ممارسةً علنيَة. أيضاً كان قوم لوط – عليه السلام – قطَاع طرق، يأخذون أموال الناس بالباطل.
هناك خطأ شائع بين النَاس، وهو أنَهم يطلقون على الشذوذ الجنسي بين الرجال تسمية لواط، وهذا أمر خاطئ، حيث إنَه ليس من اللائق أن يتم نسب هذا الفعل الشَنيع القبيح إلى نبيَ كريم مثل نبيَ الله لوط – عليه السلام -.
بسبب معاصي هؤلاء القوم المتكرَرة وعدم ارتداعهم عمّا كانوا فيه من غيَ وطغيان، عاقبهم الله تعالى بذنوبهم، وأخذهم أخذ عزيز مقتدر، فقد أرسل الله تعالى الملائكة الكرام إلى رسول الله إبراهيم الخليل – عليه الصَلاة والسلام – لتبشَره بأنّ زوجته سارة سوف تنجب نبياً كريماً، على الرغم من أنَها كبيرة في السن، بالإضافة إلى مهمَة أخرى وهي أن تنزّل العذاب الأليم بقوم لوط في سدوم، وأن تخسف بهم الأرض.
وفعلاً، ذهب الملائكة إلى قوم لوط، ونزلت عند لوطٍ نفسه، وقد جاءت لوطاً على هيئة رجالٍ شديدي الجمال، الأمر الذي جعل قوم لوط يهجمون عليهم بغية ممارسة الرذيلة معهم، فحاول لوط منعهم وثنيهم عمَا هم مقدمون عليه، إلى أن أخبرته الملائكة الكرام أنَهم رسل من عند الله وأنَ عليه الخروج فوراً من هذه الأرض. وبالفعل خضع لوط لأمر الله تعالى وخرج من القرية، ونَفَذ أمر الله تعالى وخُسفت بهم الأرض، وفنوا عن آخرهم، وأصبحوا مضرباً للمثل في السَوء وقلَة الحياء وممارسة الفواحش والرذائل.