سدوم هي المدينة التي كان قوم لوط الكفرة الفجرة يعيشون فيها، ويقال أنّ هذه القارية تقع في منطقة البحر الميت ( حالياً )، حيث ذهب البعض إلى أنّ البحر الميت تكون نتيجة العذاب الذي عذبه الله تعالى لقوم لوط. يقع البحر الميت في منطقة غور الأردن، حيث يفصل حالياً بين الأردن وفلسطين، حيث يقع ضمن الشق السوري الأفريقي، وفي الأخدود المعروف باسم أخدود وادي الأردن، وهذا البحر يشتهر بكونه النقطة الأخفض على مستوى العالم كله. تقدر مساحة البحر الميت بحوالي 650 كيلو متراً مربعاً تقريباً، أما العمق الأقصى فيه فيقدر بحوالي 400 متراً.
قصة أهل سدوم
لم يعرف التاريخ جماعة أسوأ أخلاقاً، من أهل سدوم، هذه القرية الكافرة المجرمة التي لم تعرف نوعاً من المحرمات إلا وفعلته، ولم يكن قوم سدوم يتورعون عن إخفاء المعاصي بل كانوا يجاهرون بها، حيث كانت معاصيهم علنية وذلك واضح جلي في قوله تعالى ” وتأتون في ناديكم المنكر “. لم يكن قوم لوط أسوياء خلقياً بل كانوا فجاراً فكانت فيهم كل الصفات السيئة، ولقد انعدم منهم الضمير الإنسانية الي أعطاه الله تعالى للناس، والذي يبقي شيئاً من أخلاق حتى لو انعدم الدين وحتى لو انعدم الإيمان بالله تعالى. لأنّ مصدر الأخلاق كلها هو الله تعالى وحده.
من أبرز المعاصي التي كان قوم لوط يأتون بها المثلية الجنسية، فلم يكن رجالهم يشتهون النساء كما فطر الله تعالى الناس، بل كانوا يأتون الذكران من العالمين، ولم يكونوا يستترون، بل كانت ممارسة المثلية الجنسية عندهم أمراً طبيعياً جداً، وفي العلن، وهذا مما جعل عقابهم أشد وأقسى. أما المعصية الأخرى التي كانوا يأتون بها فهي أنهم كانوا يقطعون السبيل، كما وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم، وقطعهم السبيل لم يكن بشكل عادي، بل كان أيضاً فيه وقاحة أشد وأدهى، فلو صح ما جاء في الكتب العبرية، من أنهم كانوا ينتظرون التجار الذين يأتون إلى مدينتهم للتجارة، ويتجمعون عليه جماعات جماعات، ثم يأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيراً من بضاعة هذا التاجر سرقة واختلاساً، فيجلس التاجر وقد فنيت بضاعته حسراناً حزيناً على جنب الطريق، فيأتون إليه بشكل متتابع، فيقول كل واحد منهم له إذا كنت حزيناً على بضاعتك التي أخذتها منك فإني أعيدها لك، وعندما ينظر التاجر إلى هذه البضاعة ويراها قليلة، يعلم أنه لن ينتفع بها لقلتها فلا يأخذها، وهكذا حتى تعرض عليه بضاعته كلها فيرفضها لتفرقها بين أيدي القوم كلهم، لو صح ذلك لتبين أنهم من أكثر الشعوب التي مرت على الأرض وقاحة وطغياناً. هذا عدا عن حجم الجور والطغيان اللذان كانا يمارسان على هذه الأرض.
لقد عاقب الله تعالى قوم سدوم بأن أرسل إليهم الملائكة الذين خسفوا الأرض بهم وأحرجوا منهم لوطاً وبناته الثنتين وامرأته، إلا أن امرأته كانت قد التفتت إلى القرية وهي تعذب فجاءها عذاب الله تعالى أيضاً. فقد أمر الله تعالى لوطاً ومن خرج معه أن لا يتلفتوا وراءهم.