قوم لوط
قوم لوط هم جماعة من الناس كانوا يسكنون في مناطق الأغوار الفلسطينية والأردنية، في قرى كانت تدعى بعمورة وسدوم، ولقد سموا بقوم لوط نسبة إلى النبي لوط عليه السلام، الذي بعثه الله عز وجل إليهم ليعبدوه ويوحدوه وحده لا شريك له، وليهديهم ويرشدهم إلى طريق الحق والصواب وترك المنكرات والضلال، ولقد شاع في قوم لوط عادة فاحشة ونوع من أنواع الشذوذ الجنسي بل كانوا يمارسونه ويجاهرون به وهي فاحشة اللواط، وهي أن يأتون الرجال بدل النساء، ورغم أنّ النبي لوط عليه السلام قد نصحهم بتركها ومدى حرمتها وحذرهم من عقاب الله لهم إن لم يتوبوا إليه، إلا أنهم رفضوا أن يتركوها إلا قليلاً جداً منهم، فاستحقوا عذاب الله وغضبه عليهم، ونحن في هذا المقال بصدد الحديث عن ما هو عذاب قوم لوط.
معلومات عن قوم لوط
ما هو عذاب قوم لوط
إنّ الله تعالى بعث نبيه لوط عليه السلام إلى قومه، كي يهديهم ويحثهم على التوبة إلا أنهم قابلوه بالكفر والنكران، بل والمجاهرة بالفاحشة ونشرها بين الناس، قال الله تعالى في كتابه العزيز: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ، وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء: 160-164]، كما حذرهم من إتيان الفاحشة ودعاهم إلى الزواج الشرعي من الفتيات فرفضوا ذلك، قال تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ، إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُون) [الأعراف: 80-81]، بل وهددهم بعقاب الله إن ظلّوا يمارسون الفاحشة فكذبوه، قال تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) [القمر: 33]، فحقق الله وعده لهم بأن خسف بهم الأرض بالصيحة، قال تعالى: (فأخذتهم الصيحة مشرقين) [الحجر: 73]، فقُلِبت أرضهم فوق رؤوسهم ودفنوا تحتها، ثمّ أمطر عليهم حجارة من سجيل قال تعالى: (فلمَّا جاءَ أمرُنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارةً من سجيل منضود، مُسَوَّمةً عند ربكَ وما هي من الظالمين ببعيد) [هود: 82-83].
نجاة سيدنا لوط
نجّا الله سيدنا لوط عليه السلام وأهله لأنهم كانوا من الصالحين عدا امرأته التي كانت تساعد قومها وتقف معهم في طريق الباطل، قال تعالى: (قال إنَّ فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها لنُنَجيَنَّه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) [ العنكبوت: 32]، وسبق أن أخبر الله نبيه لوط بأمر العذاب ووقته عن طريق إرسال ملائكته له، قال تعالى: (قالوا يا لوط إنَّا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسْر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحدٌ إلا امرأتك إنّه مصيبها ما أصابهم إنّ موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) [هود: 81].