محتويات
'); }
أول من دون الحديث
كان أوّل تدوين رسميٍّ للحديث النبويّ الشريف في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-، وذلك على رأس سنة مئةٍ من الهجرة؛ حيث خافَ على السنة النبوية من الضياع بموت العلماء من كبار التابعين الحافظين للحديث النبويّ؛ فأمر بكتابته وتدوينه وجمعه، فكانت هذه هي بداية التدوين،[١] فكان أوّل من صنّف الحديث بأمرٍ من عمر بن عبد العزيز هو محمد بن شهاب الزهري، ومن ثمّ تتابع العلماء في تدوين الحديث كلٌّ بطريقته.[٢]
أوّل من دوّن الحديث: ابن شهاب الزهري
هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، أحد كبار التابعين، ومن أبرز علماء الحديث ومؤرّخي المغازي والسِّير، التقى عشرات الصحابة وأخذ من علمهم، وتتلمذ على يد عددٍ من كبار التابعين، ومنهم سعيد بن المسيب، وقد أخذ عنه الحديثَ جملةٌ من العلماء من أبرزهم الإمام مالك بن أنس، وكان من أبرز من دوّن العلم في عصره، وتتلمذ على يده علماء كثر، وتوفي -رحمه الله- سنة مئةٍ وأربعٍ وعشرين للهجرة.[٣]
تدوين الحديث في عهد النبي
كان أوّل تدوين الحديث الشريف بصورةٍ رسميَّةٍ -كما سبق الذكر- في عهد عمر بن عبد العزيز، إلّا أنّ ذلك لا ينفي تقييد وكتابة الحديث الشريف زمن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من قِبل بعض الصحابة، إلّا أنّ الحفظ في الصدور للأحاديث كان هو الأغلب.[٢]
'); }
ومن بين الصحف التي دوّنها بعض الصحابة في الحديث الشريف: كالصحيفة الصادقة التي دوّن فيها عبد الله بن عمرو بن العاص، وصحيفة علي بن أبي طالب، وبعض الكتب التي كتبها الرّسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أمرائه في الأمصار، وكتبه التي بعثها إلى الملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام والعهود التي عقدها مع الكفار، وغيرها من بعض الصحف المتفرّقة.[٤]
وبعد وفاة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لم يُقدم الخلفاء على تدوين السنة النبويّة؛ حتّى أنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أراد أن يُدوّن الحديث النبويّ ويجمعه، واستشار الصحابة -رضي الله عنه- في ذلك واستخار، إلّا أنه خاف أن ينشغل الناس بالأحاديث النبويّة ويتركوا القرآن الكريم، فلم يقم بتدوينٍ رسميٍّ للحديث.[٥]
أشهر مدونات الحديث الشريف
سخّر الله -تعالى- لسنّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- علماء عظماء، بذلوا جهدهم وعمرهم في جمعها وحفظها والتصنيف فيها؛ حمايةً لها من الضياع، ومن إقحام ما لا يصح فيها، ونسبته كذبًا إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وهذه المصنفات كثيرةٌ ومتنوِّعةٌ، إلّا أنّ من أهمّها وأشهرها ما يُعرف بالكتب الستة، وهي:[٦]
- كتاب الجامع المسند الصحيح، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري -رحمه الله-، والمشهور بصحيح البخاري.
- كتاب المسند الصحيح، للإمام مسلم بن حجاج النيسابوري، والمعروف بصحيح مسلم.
- كتب السنن، وهي أربعةٌ:[٦]
- السنن لأبي داود، سليمان بن الأشعث السجستاني.
- الجامع لمحمد بن عيسى الترمذي، ويُعرف بسنن الترمذي.
- السنن لأحمد بن شعيب النسائي.
- السنن لابن ماجة القزويني.
المراجع
- ↑ محمد عجاج الخطيب، السنة قبل التدوين، صفحة 332. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد بنكيران، تدوين السنة النبوية في القرنين الثاني والثالث للهجرة، صفحة 6-7. بتصرّف.
- ↑ عبد الشافي محمد عبد اللطيف، السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، صفحة 26-27. بتصرّف.
- ↑ علي عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، صفحة 45-51. بتصرّف.
- ↑ محمد عجاج الخطيب، السنة قبل التدوين، صفحة 310. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد بن مطر الزهراني، تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري، صفحة 113-114. بتصرّف.