مبادئ التعليم

جديد مظاهر الغش

الغش

أصبحت كلمة الغش متداولة كثيراً في شتى المجالات؛ حيث يدّعي بعض الأشخاص أنّهم يغُشّون من أجل تحقيق النجاح؛ إلّا أنّ ذلك فشلاً في حد ذاته، والسبب في ذلك يعود لعدة أسباب منها أنّه خِدَاع، وتزوير، وكذب، بالإضافة إلى أنّه إساءة للذات قبل أن تكون إساءة للأطراف المعنية، أو إساءة للوطن الذي يُريد أن يرتقي في أبنائه وبناته ليصلوا لخُلق الأمانة والصدق، أو للدين الذي يُحرِّم ذلك الخُلُق، وقد ثبت ذلك في قوله تعالى في سورة المطففين:( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ*الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ*وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ).[١][٢]

تعريف الغش

الغش هو خَلْط الرديء بالجيد، وفي رواية أخرى هو سواد في القلب وعُبُوس في الوجه.[٣]

مظاهر الغش

يُعتبَر الغشُّ أحد الآفات التي تضُرّ الجميع؛ وذلك لأنّ الشخص الغشَّاش لا يُفكّر جيداً؛ وذلك لأنّ الطمع قد حَجَبَ عقله؛ لأنّه لا يَرى سوى المَكاسِب التي يسعى للحصول عليها دون الالتفات إلى آثاره أو جنايته على المجتمع، وقد اختلفت مظاهر الغشِّ من خلال اختلاف المجالات التي يُستخدَم الغش فيها، وهي كما يلي:[٤]

الغش في البيع والشراء

يكون الغش في البيع والشراء من خلال عدة طرق، من أبرزها ما يلي:[٤]

  • أن يُخفِي البائع ضرراً في السلعة؛ حيثُ لو اطّلع المشتري على ذلك الأمر لن يقوم بشرائها، ويكون هدف الشخص الغشّاش في هذه الحالة هو جَمعُ المال؛ إلّا أنّ البركة تَذهَب من ذلك المال، على عكس التاجر الذي يبيع بصِدق وإن كان المالُ قليلاً، فسوف يُبارِك الله له فيما كسب، والمثال على ذلك بائع الفاكهة الذي يجعل الجيد من الثمار في الأعلى والرديء منها في الأسفل، وهذا مُحرّم، والدليل على ذلك قول حكيم بن حزام رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم:(البيِّعانِ بالخيارِ ما لم يتفرَّقا، فإنْ صدقا وبيَّنا بُورِك لهما في بيعِهما ، وإن كَذبا وكَتما مُحِقَت بركةُ بيعِهما).[٥]
  • من الممكن أن يظهر الغش من خلال التبخيس في ثمن السلع، ويظهر ذلك عندما يُقدِم شخص على عرض سلعة ما للبيع؛ حيث يقوم المشتري بالتبخيس من ثمنها رغبةً منه على الحصول على مكسب مادي، والمثال على ذلك هو أن يُقدِم الرجل على عرض منزله للبيع لدى سِمسار للعقارات، فيقوم السِّمسار بتثمين المنزل بسعر أقل مما يستحق من خلال التبخيس به ليبيعه مجدداً بثمن أغلى، وهو على دراية تامّة بأنَّ قيمتَه أعلى من ذلك؛ إلّا أنّ هذا غش ولن يبارك الله له فيما جنى.

الغش في الزواج

وينقسم هذا النوع إلى عدة أقسام، وهي كما يلي:[٣]
  • غِش الأب في عُمر ابنته، فيظن العريس أنّها أصغر البنات سناً، وعند الزواج يجدها الأكبر.
  • إخفاء الأهل عيب أو مرض في الفتاة لا يكتشفه العريس إلا بعد الزواج.
  • قيام الأب بإدخال الفتاة الجميلة إلى العريس ليراها، وعند الزواج تكون العروس ليست ذات الفتاة إنما أختها الأقل جمالاً.
  • قيام الفتاة بوضع مساحيق التجميل بكثرة خلال النظرة الشرعية؛ ممّا يتسبّب في خداع العريس.
  • غِش عائلة الفتاة في طبقتهم الاجتماعية؛ حيث يتعمّد بعض الأهل إلى الادّعاء بأنهم من طبقة اجتماعية أعلى من طبقتهم.
  • تزويج الأب للفتاة دون السؤال المسبق عن الزوج؛ ممّا يتسبّب في ظُلم الفتاة.
  • قيام البعض من الناس بمدح خُلق العريس لدى أهل الفتاة المُتقدَّم لها، فيما يكون الواقع عكس ذلك.

الغش في النصيحة

ويعني ذلك النُصْح دون وجود إخلاص؛ حيثُ يجب أن يتفانى المسلمون عند إبداء النُصح لأُخْوتهم؛ لأنّ المؤمن هو مرآة أخيه، فإن رأى به عيباً يجب أن يُصلِحه، والنُصح يجب أن يكون بكف الأذى، وستر العورات، وجلب النفع أو دفع الضُّر، مع الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، وأن يُحبّ المسلم لأخيه ما يُحبّ لنفسه.[٣]

الغش في الوظيفة

ويعني أن لا يُنفِّذ الموظّف عمله بالشكل المطلوب سواء أكان الحضور في أوقات الدوام، أو خداع المسؤولين بأنّه يقوم بعمله على أتمّ وجه، فيما يكون الحال عكس ذلك.[١]

الغش في الامتحان

الغش في الامتحانات أصبح كالمرض الفتاك الذي يُهدّد المجتمعات؛ وذلك لأنّه يؤثر على القيم الأخلاقية للطلاب، والسبب في ظهور ذلك المرض هو ضعف الوازع الديني لدى الطلاب مع قلّة الاستشعار في مراقبة لله عز وجل، بالإضافة إلى وجود مشاركة من بعض المدرسين والمشرفين من أجل تسهيل عملية الغِش في الامتحانات، عن عبدالله بن زيد -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن غشَّنا فليس منَّا والمكرُ والخداعُ في النَّارِ).[٣][٦][٧]

أضرار الغش

يؤدّي الغَش إلى عدد من الأضرار، وأهمها ما يلي:[٨]

  • أحد الطُرق إلى النار.
  • دليل على قلّة الإيمان.
  • دليل على خُبث النفس ودناءتها.
  • البعد عن الله تعالى وعن الناس.
  • يحرم صاحبه من استجابة الدعاء.
  • يُمنَع من الحصول على البركة في العُمر والمال.

طرق القضاء على الغش

هناك عدة أمور يجب القيام بها من أجل القضاء على عادة الغِش، وهي كما يلي:[٩]

  • استشعار مراقبة الله عز وجلّ.
  • التِضّرُع إلى الله عز وجل مع إخلاص العمل له.
  • الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية، وتربية الأبناء عليها.
  • بيان حُرمة الغِش ومعرفة عواقبه في الدنيا والآخرة.
  • مصادقة الرفقة الصالحة.
  • تحصيل الرزق بالحلال.
  • إنزال العقوبة بمرتكبي الغِش.

المراجع

  1. ^ أ ب أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد (16/3/2013)، “لا تغش”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2017. بتصرّف.
  2. سورة المطفيين، آية: 1-3.
  3. ^ أ ب ت ث الغش.. تعريفه ، مظاهره و مضاره (4/1/2004)، “الغش.. تعريفه ، مظاهره و مضاره”، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2017. بتصرّف.
  4. ^ أ ب الشيخ أحمد الزومان (31/5/2010)، “الغش في البيع والشراء”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2017. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حكيم بن حزام، الصفحة أو الرقم: 2110، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  6. “الغش في الامتحانات “، www.ar.islamway.net، 8/4/2017، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2017. بتصرّف.
  7. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبداللة بن زيد، الصفحة أو الرقم: 5559، خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه.
  8. الأستاذ الدكتور حسام الدين بن موسى عفانه (2005م)، فقه التاجر المسلم (الطبعة الطبعة الأولى)، القدس / أبوديس: المكتبة العلمية ودار الطيب للطباعة والنشر، صفحة 242-243. بتصرّف.
  9. الشيخ صلاح نجيب الدق (5/10/2016)، “ظاهرة الغش: أسبابها وعلاجها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2017. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى