تأملات قرآنية

جديد أطول كلمة في القرآن الكريم

أطول كلمةٍ في القرآن الكريم

تقع أطول كلمةٍ في كتاب الله في سورة الحجر، وتحديداً في الآية الثانية والعشرين، في قَوْله -تعالى-: (فَأَسقَيناكُموهُ)،[١] وعدد أحرف تلك الكلمة أحد عشر حرفاً،[٢] وحرف الفاء في الكلمة يُفيد العطف، أمّا الكاف والهاء في آخر الكلمة؛ فكلٌّ منهما مفعولٌ به، وحرف الميم يُفيد الجمع، بينما يُفيد حرف الواو الإشباع،[٣] أمّا كلمة: “أَنُلزِمُكُموها” الواردة في قَوْله -تعالى-: (قالَ يا قَومِ أَرَأَيتُم إِن كُنتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبّي وَآتاني رَحمَةً مِن عِندِهِ فَعُمِّيَت عَلَيكُم أَنُلزِمُكُموها وَأَنتُم لَها كارِهونَ)،[٤] فهي أقصر من كلمة “فَأَسقَيناكُموهُ”؛ إذ إنّ “أَنُلزِمُكُموها” عدد حروفها عشرةٌ، وتتكوّن من فعلٍ، وفاعلٍ، ومفعولٍ به أوّل، ومفعولٍ به ثانٍ.[٥]

وقد ذكر ابن مسعود -رضي الله عنه- في تفسير قَوْله -تعالى-: (وَأَرسَلنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنزَلنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسقَيناكُموهُ وَما أَنتُم لَهُ بِخازِنينَ)،[١] أنّ الرِّيح تحمل الماء، فتُجريه السَّحاب بأمرٍ من الله، فتدرّ السَّحاب الماء كما تدرّ اللقحة، وفسّرها عُبيد بن عُمير قائلاً: “تجيء الرِّيح المبشّرة فتقمّ الأَرْض قمّاً، ثمَّ تجيء الرّيح المنشأة فتنشىء السَّحَاب نشئاً، ثمَّ تَجِيء الرّيح الْمُؤَلّفَة فتؤلف السَّحَاب بعضه إِلَى بعضٍ، ثمَّ تَجِيء الرّيح اللاقحة فتلقح السَّحَاب”، أمّا لفظ: “فَأَسقَيناكُموهُ”، فيُراد به أنّ الله -تعالى- قد جعل ذلك الماء مهيّئاً للسُقيا.[٦]

معلوماتٌ حول آياتٍ وسُورٍ من القرآن

أطول آيةٍ في القرآن

أطول آيةٍ في القرآن الكريم؛ هي: آية الدَّيْن الواردة في سورة البقرة برقم مئتَين واثنين وثمانين، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ…).[٧][٨]

أقصر آيةٍ في القرآن

أقصر آيةٍ في كتاب الله وِقْق العدد المدنيّ؛ هي الآية الثالثة والستين من سورة الرَّحمن، قال -تعالى-:(مُدْهَامَّتَانِ)،[٩] أمّا وِفْق العدد الكوفيّ؛ فإنّ أقصر آيةٍ هي الآية الأولى من سورة غافر، إذ قال -تعالى-: (حم)،[١٠] فقد جاءت على حرفَين فقط.[١١]

أطول وأقصر سُور القرآن

أطول سُور القرآن الكريم؛ هي: سُورة البقرة، التي سُميّت بفسطاط القرآن، وهي أوّل ما أنزل من السُّور في المدينة المنورة،[١٢] أمّا أقصر سُور القرآن؛ فهي: سورة الكوثر.[١٣]

أوّل آيةٍ نزلت من القرآن

أوّل آيةٍ نزلت من كتاب الله؛ صَدْر سور العلق، وذلك كما ثبت في الصحيح عن البخاريّ ومُسلم عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها أوائل سورة العلق، قال -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)،[١٤] وثبت في الصحيح أيضاً عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّ أوّل ما نزل صَدْر سورة المدّثر، لِقَوْله -عليه الصلاة والسلام-: (جاوَرْتُ بحِراءٍ شَهْرًا، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوارِي نَزَلْتُ فاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الوادِي، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أمامِي وخَلْفِي، وعَنْ يَمِينِي، وعَنْ شِمالِي، فَلَمْ أرَ أحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أرَ أحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا هو علَى العَرْشِ في الهَواءِ، يَعْنِي جِبْرِيلَ عليه السَّلامُ، فأخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ، فأتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَقُلتُ: دَثِّرُونِي، فَدَثَّرُونِي، فَصَبُّوا عَلَيَّ ماءً، فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {يا أيُّها المُدَّثِّرُ (1) قُمْ فأنْذِرْ (2) ورَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وثِيابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 1 – 4]).[١٥][١٦]

آخر آيةٍ نزلت من القرآن

اختلف العلماء في آخر آيةٍ نزلت على رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، واجتهد كلٌّ منهم في تحديد آخر الآيات نزولاً؛ بسبب عدم وجود نصٍّ قطعيٍّ صريحٍ عن رسول الله في ذلك، فذكر الشيخان؛ البخاريّ ومُسلم، عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنّ آخر الآيات نزولاً قَوْله -تعالى-: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ)،[١٧] وقد ذكر البخاريّ روايةً عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- أنّ آخر الآيات نزولاً آية الرّبا، أي قَوْله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)،[١٨] وذكر الحاكم عن أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه- أنّ آخر الآيات نزولاً قَوْله -تعالى-: (لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ)،[١٩] وأكثر العلماء على أنّ آخر الآيات نزولاً قَوْله -تعالى-: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).[٢٠][٢١]

بلاغة القرآن الكريم

يمثّل القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة، فقد ظهرت فيه الفصاحة والبلاغة، بما اشتمل عليه من أحسن الحديث، فهو كلام الحقّ -سُبحانه- الذي تتجلّى وجوه إعجازه في بديع نَظْم آياته، وجزالة ألفاظه ومُفرداته، وبراعة تعبيره عن المعاني، وروعة تصويره للمشاهد، بالإضافة إلى ما اشتمل عليه من الأمثال، والأساليب البديعة، والبراهين الساطعة، والعبارات المتينة التي تستدعي انتباه القارىء للغاية التي يريدها الحقّ -سُبحانه-، وكما قال عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: “أَوْعِهَا سَمْعَكَ فَإِنَّهُ خَيْرٌ مَا يُأْمَرُ بِهِ أَوْ شَرٌّ يُنْهَى عَنْهُ”، لقارئ قَوْله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا).[٢٢][٢٣]

ولا شكّ بأنّ القرآن الكريم؛ وإن كان كتاباً يُتعبّد بتلاوته، وتزداد الحسنات الأجور بتلاوته، إلّا أنّه أيضاً كتابٌ أنزله الله -تعالى- لتحقيق غايةٍ شريفةٍ، وقَصْدٍ عظيمٍ، وهدفٍ سامٍ؛ يتمثّل بالعمل به، وتطبيق أحكامه، والتخلّق بما اشتمل عليه من الأخلاق الكريمة، والإيمان بما تضمّنته آياته من القيم النبيلة، فالجدير المسلم العمل بالقرآن؛ لئلا يكون في زمرة مَن اقتصرت محبّتهم وتعظيمهم للقرآن على قراءة آياته، وأهملوا العمل به فحادوا عن سبب إنزاله.[٢٤]

المراجع

  1. ^ أ ب سورة الحجر، آية: 22.
  2. محمد الأمين الهرري (2001)، حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار طوق النجاة، صفحة 35، جزء 15. بتصرّف.
  3. أحمد الخراط، المجتبى من مشكل إعراب القرآن، المدينة المنورة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، صفحة 556، جزء 2. بتصرّف.
  4. سورة هود، آية: 28.
  5. الشيخ صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 19، جزء 28. بتصرّف.
  6. أبو المظفر السمعاني (1997)، تفسير السمعاني (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن، صفحة 135، جزء 3. بتصرّف.
  7. سورة البقرة ، آية: 282.
  8. فهد الرومي (2003)، دراسات في علوم القرآن (الطبعة الثانية عشر)، صفحة 236. بتصرّف.
  9. سورة الرحمن ، آية: 63.
  10. سورة غافر، آية: 1.
  11. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية ، صفحة 51، جزء 2. بتصرّف.
  12. جعفر شرف الدين (1420)، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 77، جزء 1. بتصرّف.
  13. محمد سيد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار نهضة مصر، صفحة 521، جزء 15. بتصرّف.
  14. سورة العلق، آية: 1-5.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 161، صحيح.
  16. نور الدين عتر (1993)، علوم القرآن الكريم (الطبعة الأولى)، بيروت: مطبعة الصباح، صفحة 35-36. بتصرّف.
  17. سورة النساء، آية: 176.
  18. سورة البقرة، آية: 278.
  19. سورة التوبة، آية: 128.
  20. سورة البقرة، آية: 281.
  21. “آخر آية نزلت من القرآن “، www.islamqa.info، 2014-5-11، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-20. بتصرّف.
  22. سورة البقرة، آية: 104.
  23. سعيد مصطفى دياب (2016-5-18)، “فصاحة القرآن وبلاغته “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-19. بتصرّف.
  24. “(فأسقيناكموه)أطول كلمة في القرآن، مع ذكر فائدة”، www.islamweb.net، 2002-1-8، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-19. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى