محتويات
'); }
أبي حنيفة النّعمان
أبو حنيفة النّعمان رجلٌ مُحدّثٌ وصاحب مذهب فقهيّ من المذاهب الفقهية الأربعة المعتمدة، اسمه النّعمان بن ثابت، وهو من الكوفة إذ وُلد فيها زمنَ عصر صغار الصّحابة رضوان الله عليهم، في عامّ ثمانين للهجرة، وقد رأى الصّحابيّ الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، وقد قيل إنّه رأى أيضاً سبعة من الصّحابة، يُعتبر أبو حنيفة من التّابعين،[١] كما عُرفَ رحمه الله تعالى بفطنته وشدة ذكائه، وبداهتِه في الأمور وفي إقامة الحُجج، وقد كان رجلاً كريماً عابداً لِله عزّ وجل، زاهداً في الدّنيا، راغباً فيما عند الله تعالى، عمِل تاجراً للحرير مدة طويلة؛ إذ عُرف خلالها بأمانتِه وصدقه في العمل، واكتسب طرقاً كثيرة في تعامله مع النّاس؛ فأصبح ذا مرانٍ وخبرة في الحياة الاجتماعية، وقد اشتُهر بالعديد من الخِصال الحميدة التي ميّزته عمّن سِواه؛[٢] فكان يُطيل الصمت والفِكر، قليل مُحادثة النّاس، وقوراً حليماً ذا سمتٍ أصيلٍ في تعبّداتِه مع ربّه عزّ وجلّ وفي علاقاتِه كافّة.[٣]
أشهرُ تلاميذ أبي حنيفة النّعمان
تتلمذ أبو حنيفة النّعمان رحمه اللّه تعالى على شيوخ عدة؛ فكان من أبرزهم: عطاء بن أبي رباح، عمرو بن دينار، عبد الله بن دينار، ابن شهاب الزهري، نافع مولى ابن عمر، وغيرهم خلقٌ كثير، أمّا تلاميذهُ فهم كُثر، من أشهرهم ما يلي:[١]
'); }
أبو يوسف القاضي
هو إبراهيم بن يعقوب، وهو أوّل من قام بتدوين وكتابة أصول ومسائل مذهب الإمام أبي حنيفة، وقد لُقّب بصاحب الإمام، تولّى القضاء؛ إذ ساعده منصبه كثيراً على انتشار كتبه، كما واشتهر بذكائه الحادّ، له كتبٌ من أشهرها؛ كتاب الخراج، وكتاب البيوع، وكتاب الفرائض، وغيرها، أثنى عليه خلقٌ كثير من العلماء ومن أصحاب الحديث، إذ عُرف ببداهته في القضاء، وبأقواله ومواعظه المؤثرة، ترأس منصب شيخه أبي حنيفة في الحلقة، وإليه رجع المذهب الحنفيّ بعد وفاة شيخه والإمام زفر رحمهم الله جميعاً، توفي أبو يوسف القاضي عام مائة واثنين وثمانين للهجرة، كما وأوصى بماله لأهل مكة، والمدينة، وبغداد، والكوفة، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.[٤]
محمّد بن الحسن الشيباني
- محمّد بن الحسن من موالي شيبان، وهو أبو عبد الله، كان قاضياً من قضاة الإسلام، وله الأثر الكبير في نشر علم أبي حنيفة النّعمان، رغم قصر مدة تلقّيه منه، ولكنّه عُرف بإمامِته بالفقه والأصول، وكما كان فصيحاً بليغاً، حيث أثنى عليه الشافعي في ذلك، وعُرف برجاحة عقله ورأيه كما في ثناء الخطيب البغدادي، وبعد وفاة شيخه أبي حنيفة استكمل الشيباني علمه في الفقه عند أبي يوسف القاضي، والثوري، والأوزاعيّ.
- اشتهر بالتدريس والنبوغ فيه، وكان يأتي له الطلبة من المشرق وحتى المغرب، وله مواقف عديدة تدل على شدة ورعه وتمسكه بالكتاب والسنة، ترك آثاراً كثيرة من أهمها: كتاب الجامع الكبير، وقيل إنه لمن يسبق في الإسلام وأن أُلّف مثله، وكتاب السير الكبير، توفي عام مائة وتسعة وثمانين، وقد عاش فيما عاش عمراً عامراً في خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية، وترك علماً نافعاً يُنتفع به، رحمه اللّه تعالى رحمة واسعة. [٥]
المراجع
- ^ أ ب صلاح نجيب الدق (24/2/2016)، “الإمام الفقيه: أبو حنيفة النعمان”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.
- ↑ المكتبة الشاملة الحديثة، أبو حنيفة النعمان. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي، الإمام أبو حنيفة النعمان وصاحبيه، صفحة 17-18. بتصرّف.
- ↑ طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري (19/6/2016)، “أبو يوسف القاضي حياته الفقهية”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.
- ↑ فؤاد عبد المنعم أحمد (24/2/2011)، “من قضاة الإسلام: محمّد بن الحسن الشيباني”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.