شعر عربي

جديد أشعار عتاب

مقالات ذات صلة

العتاب

يعتبر العتاب جزء من المحبة إلّا أنّ العتاب لا يجدي نفعاً إذا غادرت تلك المحبة لا يكسب قلباً ولا يرد غائباً، ولطالما كان عمود العتاب المحبة فإذا انهارت المحبة انهار العتاب ليصير حطام مركون في زاوية الحياة، فالعتاب لا يحافظ على أحد بالقوة ولكن لطالما كان العتاب في نظر المُحب صلحاً.

على قدر الهوى يأتي العتاب

أحمد شوقي علي أحمد شوقي شاعر مصري من العصور الحديثة أمير الشعراء ورائدهم، ولد أحمد شوقي بالحنفي بالقاهرة منذ صغره تكفلت جدته برعايته وتربيته وعندما سافر إلى أوروبا كان قلبه معلق بالشعر وما كانت من رحلة أوروبا إلّا أنّها وسعت آفاق شاعرنا فكرياً وإبداعياً كان ما يلاحظ أن شعر أحمد شوقي مائل إلى المدح حتّى إنّه مدح “للخديوي عباس”.[١]

على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ

ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ

ألوم معذِّبي ، فألومُ نفسي

فأُغضِبها ويرضيها العذاب

ولو أنَي استطعتُ لتبتُ عنه

ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟

ولي قلب بأَن يهْوَى يُجَازَى

ومالِكُه بأن يَجْنِي يُثاب

ولو وُجد العِقابُ فعلتُ، لك

نفارُ الظَّبي ليس له عِقاب

يلوم اللائمون وما رأَوْه

وقِدْماً ضاع في الناس الصُّواب

صَحَوْتُ، فأَنكر السُّلْوان قلبي

عليّ، وراجع الطَّرَب الشباب

كأن يد الغرامَِ زمامُ قلبي

فليس عليه دون هَوى ً حِجاب

كأَنَّ رواية َ الأَشواقِ عَوْدٌ

على بدءٍ وما كمل الكتاب

كأني والهوى أَخَوا مُدامٍ

لنا عهدٌ بها، ولنا اصطحاب

إذا ما اغتَضْتُ عن عشقٍ يعشق

أُعيدَ العهدُ، وامتد الشَّراب

يعاتبني في الدين قومي وإنما

محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر الكندي أحد شعراء العصر الأموي من أهل مدينة حضرموت لقب “بالمقنع” لأنّه كان أجمل الناس وجهاً وأكملهم خلقاً ولد سنة (600) وتوفي سنة (689)، نشأ المقنع في وسط هذا وعرف بالإنفاق وحب العطاء فأنفق ما تركه له والده حتّى أصبح مديناً، وجاءت إحدى قصائده “الدالية” معبرة عن حاله بعد استدانته من أبناء عمه وتعتبر هذه القصيدة أطول وأشهر قصيدة له:[٢]

يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما

دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا

أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة

وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا

فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً

وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدا

أَسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا

ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا

وَفي جَفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها

مُكلَّلةٍ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردا

وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ

حِجاباً لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدا

وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي

وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا

أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُ

دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا

فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم

وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا

وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم

وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا

وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ

دَعوني إِلى نَصيرٍ أَتَيتُهُم شَدّا

وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي

زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا

وَإِن هَبطوا غوراً لِأَمرٍ يَسؤني

طَلَعتُ لَهُم ما يَسُرُّهُمُ نَجدا

فَإِن قَدحوا لي نارَ زندٍ يَشينُني

قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَندا

يا طاردا بالهجر لهوي

الساعاتي فخر الدين رضوان بن محمد بن علي بن رسـتم بن هَرْدُوز الخراسـاني السـاعاتي نشأ في دمشق وتوفي فيها، يعتبر الساعاتي فلكي، وميكانيكي، وساعاتي، وطبيب، وأديب، وشاعر، وموسيقي، وسياسي، وخطاط، وقد كتب رضوان مؤلفاً في الشعر عنوانه المختار أو المختارات.،:[٣]

يا طارداً بالهجر لهوي

أسرفت في صلفٍ وزهوْ

وذهبتَ لا تحنو على

دنفٍ ولا ترثي لنضو

ملآن من شوقٍ ومن

سهرٍ إلى وسنان خلو

وتل تضحك كلما

أسخطتني فبكيت شجوي

ويزيد في ظمأي وما

ء الدمع ماءٌ غير مُروي

فإذا حلفت على الوصا

ل فنيةٌ قُرنتْ بلغْو

هي شيمة الأيام في الح

الين من كدرٍ وصفو

أمررتَ عيشي كله

فاسمح بيوم منه حلو

وغضبتَ إي أني بحب

بك مذنبٌ فامنن بعفو

فالدمع للعدوان لا

ينفكُّ من جيٍ وعدو

وإذا ونت منه السوابق

حثَّ من نفسي بحدو

مزَّقت صبري كلَّهُ

فمتى تلافاهُ برفو

كل له هواك يطيب

عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان يُكنّى بأبي مروان ويعرف “بابن زهر الإشبيلي” هو طبيب مشهور في مدينة الأندلس ولد عبد الملك في إشبيلية سنة (1072) لأسرة عريقة في العلم اشتغل أبناؤها بالطب والفقه، حفظ العالم المسلم ابن زهر القرآن الكريم، وسمع الحديث واشتغل بعلم الأدب والعربية ولم يكن في زمانه أعلم منه باللغة ألف كتاب “الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد”:[٤]

كُلٌّ لَهُ هَواكَ يَطيبُ

أَنا وَعاذِلي وَالرَقيبُ

أَما أَنا فَحَيثُ تَشاءُ

هَجرٌ وَلَوعَةٌ وَعَناءُ

يا وَيلَتاه مِمّا أَساءُ

قَتَلتَني وَأَنتَ الطَبيبُ

فَأَنتَ لي عَدُوٌّ حَبيبُ

لِله عَيشي ما أَمَرّا

لَقَد شَقيتُ سِرّاً وَجَهرا

دَمعي جَرى فَصارَ بَحرا

وَاِستَبطَنَ الضُلوعَ لَهيبُ

ذابَت بِحرِّهِ وَتُذيبُ

ما لي بِمُقلَتَيكَ حَويلُ

وَلا إِلى رِضاكَ سَبيلُ

يا مَن يَحولُ فيما يَقولُ

أَشكو النَوى وَأَنتَ قَريبُ

أَمرٌ كَما تَراهُ عَجيبُ

لَم يَدرِ عاذِلي وَرَقيبي

أَنَّ الهَوى أَخَفُّ ذُنوبي

وَأَنتَ يا عَذابَ القُلوبِ

كَم تَشتَكي إِلَيكَ القُلوبُ

وَأَنتَ مُعرِضٌ لا تُجِيبُ

قالَت سماكَ أَنتَ مَلولُ

فَقُلتُ وُدّكَ المُستَحيلُ

فَأَنشَد النَصوحُ يَقولُ

مَن خانَ حَبيب اللَه حَسيب

الله يعاقبهُ أَو يُثيب

سعي العواذل

جميل بن معمر أحد شعراء العصر الأموي وقد اشتهر باسم جميل بثينة وهي محبوبته التي غنى كل قصائده فيها وما كان لحب جميل بن معمر وبثينة إلّا أن ينتشر في زمانهم وإلى زماننا عاش حياة ميسورة الحال في إحدى القرى التي تقع بين الشام والحجاز، وكانت له صفات جميلة يكفي صفته بمحبته الخالصة لمحبوبته:[٥]

أبثينَ، إنكِ ملكتِ فأسجحي

وخُذي بحظّكِ من كريمٍ واصلِ

فلربّ عارضةٍ علينا وصلَها

بالجدِ تخلطهُ بقولِ الهازلِ

فأجبتها بالرفقِ، بعدَ تستّرٍ

حُبّي بُثينةَ عن وصالكِ شاغلي

لو أنّ في قلبي، كقَدْرِ قُلامَة

فضلاً، وصلتكِ أو أتتكِ، رسائلي

ويقلنَ: إنكِ قد رضيتِ بباطل

منها فهل لكَ في اعتزالِ الباطلِ؟

ولَبَاطِلٌ، ممن أُحِبّ حَديثَه

أشهَى إليّ من البغِيضِ الباذِل

ليزلنَ عنكِ هوايّ، ثمَ يصلني

وإذا هَوِيتُ، فما هوايَ بزائِل

صادت فؤادي، يا بثينَ، حِبالُكم

يومَ الحَجونِ، وأخطأتكِ حبائلي

منّيتِني، فلوَيتِ ما منّيتِني

وجعلتِ عاجلَ ما وعدتِ كآجلِ

وتثاقلتْ لماّ رأتْ كلفي بها

أحببْ إليّ بذاكَ من متثاقلِ

وأطعتِ فيّ عواذلاً، فهجرتني

وعصيتُ فيكِ، وقد جَهَدنَ، عواذلي

حاولنني لأبتَّ حبلَ وصالكم

مني، ولستَ، وإن جهدنَ، بفاعلِ

فرددتهنّ، وقد سعينَ بهجركم

لماّ سعينَ له، بأفوقَ ناصلِ

يَعْضَضْنَ، من غَيْظٍ عليّ، أنامِلاً

ووددتُ لو يعضضنَ صمَّ جنادلِ

ويقلنَ إنكِ يا بثينَ، بخيلة

نفسي فداؤكِ من ضنينٍ باخلِ

قولي لهم

جورج جريس فرح من مواليد حيفا في فلسطين عام 1939م أنهى دراسته الثانوية في الكلية الأرثوذكسية العربية عام 1959م، كتب الشعر في سن مبكرة، كما كتب القصة القصيرة، والمقالة، وكلمات الأغاني، أصدر شاعرنا جورج مجموعته الشعرية بعنوان “بدء الحصاد” أمّا مجموعته الثانية “صوت يبحث عن صداه” وكانت هذه المجموعة لها صداها وتأثر الشعب الفلسطيني بها بسبب الانتفاضة الفلسطينية:[٦]

حبيبتي تقولُ عَن قلبي:

ألا، ما أطيَبَهْ

ويقولُ بَعضُ الناسِ

صَلبٌ قلبُهُ،

ما أصْلبَهْ

لكنَّني أرثي لقلبي،

مِن زَمانٍ أتعَبَهْ!

تبكي الصُّخورُ الصُّمُّ مِنْ وَيلاتِهِ المُتعاقِبَةْ

وفصُولها المتغيّراتِ

الحاضِراتِ الغائبَة…

قارَعْتُ كلَّ النّائباتِ،

فلم تَفُتني نائبَةْ

لكنَّ صَبْري والأناةُ

لها أصُولٌ ضَاربَةْ

لم أفقِدِ الأمَلَ الذي ما عِشْتُ أبقى طالبَهْ

فإذا قَضَيْتُ،

وما وَصَلتُ،

وما بلَغتُ مَراتِبَهْ،

قولي لهم حَبيبتي،

ما لم أشا أنْ أكتُبَهْ،

قولي لهُم:

قد راحَ يبحَثُ

عن قلوبٍ طيّبَةْ

اسمعيني

محمد عبده صالح أحد أشهر العازفين على آلة القانون، ولد في القاهرة عام 1916م وتوفي في سنة 1970م، بدأ تأثر محمد عبده بالموسيقى بالاستماع إلى “محمد العقاد” تحول محمد عبده وإلى حين وفاته إلى عضو ثابت في فرقة أم كلثوم الموسيقية:[٧]

يا من تملكين تاريخي وأسراري

يا من تخترقين جميع الحواجز

وتقتسمين عقلي وأفكاري

يا من تسكنين بصدري

وتسبحين في أوردتي

وتستريحين بين أحداقي

اسمعيني حتى لا يضيع الوقت

وتسقط كل أوراقي

ما زلت أهواكِ

يا من تملئين حياتي شوقاً

ما زالت الدنيا مرسومة في عيني

بنفس ملامحكِ الدقيقة جداً

مازالت عيناكِ دفئ من الاعصار يحميني

مازلت أنتِ الدنيا

وغيركِ فيها لايعنيني

هل تسمعيني ؟

ياكل أحلامي وأمنياتي

يامن تشعرين بنبضي وأنّاتي

يامن غيرتي مسار حياتي

يامن تحركين مشاعري

وتحفظين كل أتجاهاتي

أنتِ

يا أيتها البطلة الأسطورية

لكل قصصي وخيالاتي

يامن تشرق الشمس من بين كفيك

مازلت أحتاج إليكِ

ومازال يدفعني إليكِ حنيني

فهل تسمعيني

استريحي

أمل دنقل محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل شاعر مصري عربي قومي ولد سنة 1940م وتوفي سنة 1983م زوجته الصحافية عبلة الرويني، سُمّي أمل دنقل بهذا الاسم لأنّه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على “إجازة العالمية” فسماه باسم أمل وذلك بسبب النجاح الذي حققه، ورث أمل دنقل عن والده موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي:[٨]

استريحي

ليس للدور بقيّة

انتهت كلّ فصول المسرحيّة

فامسحي زيف المساحيق

ولا ترتدي تلك المسوح المرميّة

واكشفي البسمة عمّا تحتها

من حنين واشتهاء وخطيّة

كنت يوما فتنة قدسّتها

كنت يوما

ظمأ القلب وريّه

لم تكوني أبدا لي

إنّما كنت للحبّ الذي من سنتين

قطف التفاحتين

ثمّ ألقى

ببقايا القشرتين

وبكى قلبك حزنا

فغدا دمعة حمراء

بين الرئتين

وأنا قلبي منديل هوى

جففت عيناك فيه دمعتين

و محت فيه طلاء الشّفتين

ولوته

في ارتعاشات اليدين

كان ماضيك جدار فاصلا بيننا

كان ضلالا شبحيّه

فاستريحي

ليس للدور بقيّة

أينما نحن جلسنا

ارتسمت صورة الآخر في الركن القصيّ

كنت تخشين من اللّمسة

أن تمحي لمسته في راحتي

و أحاديثك في الهمس معي

إنّما كانت إليه ..

لا إليّ

فاستريحي

لم يبق سوى حيرة السير على المفترق

كيف أقصيك عن النار

و في صدرك الرغبة أن تحترقي

كيف أدنيك من النهر

و في قلبك الخوف و ذكرى الغارق

أنا أحببتك حقّا

إنّما لست أدري

أنا أم أنت الضحيّة

فاستريحي ليس للدور بقيّة

المراجع

  1. أحمد شوقي، “على قدر الهوى يأتي العتاب”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-1.
  2. المقنع الكندي، “يعاتبني في الدين قومي وإنما”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-1.
  3. ابن الساعاتي ، “يا طاردا بالهجر لهوي”، www.poetsgate.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-1.
  4. ابن زهر الحفيد، “كل له هواك يطيب”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-1.
  5. جميل بن معمر ، ديوان جميل بن معمر، بيروت: دار صادر، صفحة 107-108.
  6. جورج جريس فرح، “قولي لهم”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-1.
  7. عبده صالح، “إسمعيني”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-1.
  8. أمل دنقل ، “استريحي”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-1.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى