محتويات
ما هي النفس الأمارة بالسوء؟
هي الصفة المذمومة التي تتواجد فينفس الإنسان، حيث أنها تأمر النفس الإنسانية وتجبره على فعل السوء والمنكر وكل ما يغضب الله -سبحانه وتعالى-، وهذا هو في حقيقة أمرها وطبيعتها، إلا من وفقه الله -تبارك وتعالى- وأعانه وثبته لمقاومة هذه النفس.[١]
حيث إنه لا يوجد إنسان في هذه الحياة استطاع التخلص من شر هذه النفس وطبيعتها وحقيقتها، إلا بمساعدة الله -عز وجل-، كما قال -تبارك وتعالى- في كتابه الكريم في قصة امرأة العزيز: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ َلأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[٢][١]
تعريف ابن القيم رحمه الله للنفس الأمارة بالسوء
قال ابن القيم -رحمه الله- عن النفس الأمارة بالسوء بما معناه؛ أنها نفسٌ تقوم بأمر صاحبها بما تحب وبما تهوى من الشهوات والغي، حيث تقوم باتباع الباطل، وتعتبر مأوى وملجأ لكل سوء في الدنيا، وإن أطاعته نفس الإنسان قادته إلى كل أمر يحملُ في داخله القبح والكره، فإن هذه النفس بطبيعتها وحقيقتها أمارة للسوء، لأنها خلقت جاهلة وظالمة في أصلها.[٣]
نماذج وأمثلة للنفس الأمارة بالسوء خلال تاريخ البشرية
إن النفس الأمارة بالسوء هي السبب وراء الكثير والعديد منكبائر الذنوب وصغائرها، وقد وضح القرآن الكريم من خلال آياته الكريمة نماذج احتوت على بعض منها وهي:[٤]
- كانت سببًا في قتل قابيل لأخيه هابيل، قال -تبارك وتعالى-: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ).[٥]
- تعتبر النفس الأمارة بالسوء هي السبب في إقدام أخوة يوسف -عليه السلام- على التخلص منه، وشعور أبيهم يعقوب -عليه السلام- بما سولت لهم أنفسهم، في قوله -تعالى-: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ).[٦]
- تعد النفس الأمارة بالسوء وراء مراودة امرأة العزيز لسيدنا يوسف -عليه السلام-، قال -تعالى-: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ).[٧]
- وكانت أيضًا السبب في الفتنة التي قام بها السامري لبني إسرائيل في جعل العجل إلهًا يعبدونه، قال -تبارك وتعالى- على لسان موسى -عليه السلام-: (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ* قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي).[٨]
- وهي أيضًا السبب في الاستكبار في الأرض، وانتشار الظلم والاستبداد والكفر عبر مَر التاريخ، حيث قال الله -تبارك وتعالى- في كتابه العزيز: (وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً).[٩]
- حين تبين صدق نبينا يوسف -عليه السلام- وعفته وطهارته بعد رحلة السجن التي مرّ بها، حيث قامت زوجة العزيز بالإقرار والاعتراف والندم، وقامت بالإعلان أن سبب هذا كله هو النفس الأمارة بالسوء، قال -تعالى- على لسان زوجة العزيز: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ).[١٠]
المراجع
- ^ أ ب “النفس المطمئنة والنفس اللوامة والنفس الأمارة”، طريق الإسلام، 5/10/2008، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:53
- ↑ عبد الكريم الحميد، إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك، صفحة 155. بتصرّف.
- ↑ جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها 1 _ جامعة المدينة، صفحة 104-105. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:3
- ↑ سورة يوسف، آية:18
- ↑ سورة يوسف، آية:23
- ↑ سورة طه، آية:95-96
- ↑ سورة الفرقان، آية:21
- ↑ سورة يوسف، آية:53