فنون أدبية

جديد تعريف الشعر العمودي

الشعر العربي

يُعدّ الشعر واحداً من أهمّ أنواع الأدب في اللغة العربية، والذي يَقصد كاتبه أن يُعبّر من خلاله عن مشاعره، ومحاولة نقلها إلى القارىء؛ حيث يُعبّر الشاعر عنها باستخدام الكلام الموزون والمقفّى، والمحتوي على الصّفات الجمالية والدلالات الرمزية لوصف موضوعٍ مُعيّن؛ حيث تكون مَكتوبةً بشكل مقصود ومتعمّد ولغاية واضحة، كالغزل أو الهجاء أو المدح وغيرها من أغراض الشعر المختلفة. يُعتبر الشعر من أبرز آداب اللغة العربيّة وأكثرها انتشاراً، وهو الوَسيلة الأكثر فاعليةً في حفظ ونشر الثقافة واللغة العربيّة وصفات العرب، وقال عنه ابن منظور: “الشعر: منظوم القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كلّ علم شعراً”.[١]

أنواع الشعر العربي

تختلف أنواع الشعر في اللغة العربيّة حسب شكل القصائد الشعرية، ويُعتبر الاختِلاف في الأشكال الشعريّة من أبرز الخصائص التي تُميّز اللغة العربية، ومن هذه الأنواع:

  • الشعر الحر: هو شكلٌ من أشكال الشّعر في العصر الحديث، وهو موزون لكنّه لا يلتزم بنظام القافية، ويَمتاز بأسلوب السرد في القصيدة، ولحنه الموسيقي.[٢]
  • الشعر العمودي: هو أحد أنواع الشعر، ويُكتب على شكل أبياتٍ مُتتالية، وكل بيت يتكوّن من شطرين؛ فالأوّل يُطلق عليه صدر البيت، والشطر الثاني يُسمّى العجز، وهو موضوع المقال.[٣]
  • الرباعيات: هو نوعٌ خاص من الشعر تكون فيه القصيدة مكوّنةٌ من أربعة أبيات فقط، ينتهي مضمومنها بانتهاء أبياتها الأربعة، وعادةً ما يكون كلّ بيتين من القصيدة على الوزن والقافية نفسهما.[٤]
  • الشعر المرسل: هو من أنواع الشّعر الذي لا يَلتزم بالقافية ويَلتزم بِتفعيلة مُعيّنة في كل أبيات القصيدة، ويَلتزم بالإيقاع الموسيقي لأبيات القَصيدة.[٥]

تعريف الشعر العمودي

هو أحد أنواع الشعر العربي، والذي تتمّ كتابته بناءً على قَواعد العروض التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ حَيث يهتمّ بالحفاظ على وزن الشعر واتّصاله كوحدة واحدة من بداية القصيدة وحتى نهايتها. يتكوّن الشعر العمودي من شطرين؛ حيث يُسمّى الشطر الأول بالصدر، والشطر الآخر بالعجز، ومجموع الشطرين يُطلق عليه اسم بيت. الشعر العمودي هو أقدم أنواع الشعر والأساس الذي بُنيت عليه جميع أنواع الشعر؛ حيث استمرّ الشعراء في كتابة الشعر العمودي إلى حين ظهور مدارس الشعر الحديثة، مع الإشارة إلى أنّ العديد من الشعراء في العصر الحديث يُفضّلون الكتابة على طريقة الشعر العمودي، ويُشترط في كتابة هذا النوع من الشعر اللغة العربية الفصحى، ويلتزم الشاعر فيه ببُحور الشعر الستة عشر التي وضعها الفراهيدي.[٣]

القصيدة والبحور الشعرية

تُعدّ القصيدة العمود الأساسي للشعر العربي؛ فالشعر يُعرف بأنه كلام موزون ومُقفّى وهذا الكلام يُنظّم في أبيات، وهذه الأبيات مجتمعة هي القصيدة الشعرية، وتُسمّى القصيدة بهذا الاسم عندما تُحقّق شروطاً مُعيّنةً، وهذه الشروط هي: أن تكون أبياتها على نفس الوزن الشعري وملتزمة بتفعيلات البحر الشعري، وأن تكون القافية موحّدة في أبياتها الشعرية، وأن تكون فكرتها ومضمونها متناسق ومتتابع ومترابط، ولنظم القصائد الشعرية يجب على الشاعر أن يكون مُلمّاً بعلم العروض الشعري الذي وضعه الفراهيدي لتنظيم الأوزان والبحور الشعرية، وأن يكون لديه علم بالتقطيع العروضي للأبيات حتى يتجنّب الخطأ في الوزن والقافية.[٣]

يتميّز الشعر بتنظيمه وقواعده التي تَحكم وَزنه ونظمه، وغالباً ما تكون القصائد الشعريّة مُلتزمةً بوزنٍ وقافية واحدة في أبيات القصيدة، ويتكوّن الشعر العربي من ستة عشر بحراً شعرياً وهي: المُتدارَك، والمُتقارِب، والمُجتثّ، والمُقتَضَب، والمُضارِع، والخفيف، والمُنسرِح، والسّريع، والرَّمَل، والرَّجَز، والهَزَج، والكامل، والوافر، والبَسيط، والمَديد، والطّويل.[٦]

مميّزات وخصائص الشعر العمودي

يتميز الشعر العمودي عن غيره من أنواع الشعر الأخرى؛ فهو الشكل الأوّل من أشكال الشعر في اللغة العربية، ويتميز الشعر العمودي بالخصائص الآتية: [٧]

  • ترابط القصيدة المكتوبة من ناحية الأفكار والغرض والشعور.
  • صحّة المعاني الواردة في القصيدة الشعرية.
  • استقامة الألفاظ.
  • أن يكون الوصف في القصيدة مُستخدماً بشكلٍ صحيح.
  • التقارب في أسلوب التشبيه المُستخدم.
  • أن تكون البديهة ظاهرةً بكثرة في الأبيات الشعرية.
  • استخدام الأمثال بشكلٍ كبير في القصائد العمودية.

الفرق بين الشعر العمودي والشعر الحر أو شعر التفعيلة

يُعرف الشعر العمودي بأنّه أصل الشعر في اللغة العربية، وكَتب به العرب منذ ظهور الشعر وبداية نظمه وتداوله فيما بينهم، ويُعرف بأنّه الشكل التقليدي للشعر؛ لأنّ العرب التزموا به عند نظم الشعر فاصبح تقليدياً عند الشعراء، ويُعرف الشعر الحر باسم شعر التفعيلة؛ اذ إنّه يلتزم بتفعيلة واحدة في القصيدة بعكس الشعر العمودي الذي يلتزم بعدة تفعيلات للبحر الشعري نفسه الذي تكتب به القصيدة.

ظهر الشعر الحر نظراً لاختلاف الوقت والأساليب والحاجات، وتطوّر استخدامات الشعر وتطور الألفاظ عبر الزمن، وأصبحت المواضيع التي من الممكن أن تُطرح من خلال شعر التفعيلة أكثر شموليّةً نظراً لحرية الشاعر في نظم قصائده، أما في الشعر العمودي فيجب على الشاعر أن يلتزم بالوزن والبحر الشعري في جميع أبيات قصيدته، فكل نظام لا توجد عليه قيود كثيرة يحتوي على الكثير من المُميّزات التي تتيح لعدد أكبر من الشعراء الإبداع فيه.[٨]

المراجع

  1. محمد غنيم (14-5-2009)، “تعريف الشعر وفائدته وفضله وعناصره”، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2016. بتصرّف.
  2. نازك الملائكة، قضايا الشعر المُعاصر، صفحة 41. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت عبدالوهاب محمد الجبوري (05-06-2009)، “حول ظاهرة الشعر وخصائصه وأوزانه وبحوره ومقوماته”، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2016. بتصرّف.
  4. حنان بنت غالب المطيري، رباعيات محمد حسن فقي – دراسة في المضمون والشكل ، صفحة 3. بتصرّف.
  5. محمد العرفج (25-01-2014)، “سلطة القافية في الشعر الحرّ المرسل”، جريدة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 24-11-2016. بتصرّف.
  6. مصطفى حركات (1998)، أوزان الشعر ، صفحة 24. بتصرّف.
  7. عدنان علي رضا النحوي، “مع مصطلح الشعر العمودي”، المختار الإسلامي، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016. بتصرّف.
  8. طالب خليف جاسم السلطاني (18-10-2014)، “مراحل تطور الشعر العربي الحديث “، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى