محتويات
الشعر العربي
الشعر العربي أحد أهم الفنون الأدبية، التي تعبر عن صدق مشاعر الناس، فلطالما كانت الأشعار ملاذاً يلجأ إليه الشاعر في أزمته، وحزنه، وفرحه، فقد كان الشعر في زمانهم معبراً أكثر من نطق الكلام فقط، وقد عبر كثير من الشعراء في قصائدهم لمحبوبتهم عن طريق أشعار جميلة ومعبرة.
محاسن الدنيا سراب
أبو العتاهية هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، أبو إسحاق، ولد سنة 747 في مدينة عين تمر، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر وأبو العتاهية كنية غلبت عليه لما عرف به في شبابه من اللهو ولكنّه كف عن ذلك وزاد في التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا، توفي أبو العتاهية في بغداد، واختلف في سنة وفاته.[١]
أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا
-
-
-
-
- وقَد يَعفو الكَريمُ، إذا استَرَابَا
-
-
-
إذا اتَّضَحَ الصَّوابُ فلا تَدْعُهُ
-
-
-
-
- فإنّكَ قلّما ذُقتَ الصّوابَا
-
-
-
وَجَدْتَ لَهُ على اللّهَواتِ بَرْداً،
-
-
-
-
- كَبَرْدِ الماءِ حِينَ صَفَا وطَابَا
-
-
-
ولَيسَ بحاكِمٍ مَنْ لا يُبَالي،
-
-
-
-
- أأخْطأَ فِي الحُكومَة ِ أمْ أصَابَا
-
-
-
وإن لكل تلخيص لوجها،
-
-
-
-
- وإن لكل مسألة جوابا
-
-
-
وإنّ لكُلّ حادِثَة ٍ لوَقْتاً؛
-
-
-
-
- وإنّ لكُلّ ذي عَمَلٍ حِسَابَا
-
-
-
وإنّ لكُلّ مُطّلَعٍ لَحَدّاً،
-
-
-
-
- وإنّ لكُلّ ذي أجَلٍ كِتابَا
-
-
-
وكل سَلامَة ٍ تَعِدُ المَنَايَا؛
-
-
-
-
- وكلُّ عِمارَة ٍ تَعِدُ الخَرابَا
-
-
-
وكُلُّ مُمَلَّكٍ سَيَصِيرُ يَوْماً،
-
-
-
-
- وما مَلَكَتْ يَداهُ مَعاً تُرابَا
-
-
-
أبَتْ طَرَفاتُ كُلّ قَريرِ عَينٍ
-
-
-
-
- بِهَا إلاَّ اضطِراباً وانقِلاَبا
-
-
-
كأنَّ محَاسِنَ الدُّنيا سَرَابٌ
-
-
-
-
- وأيُّ يَدٍ تَناوَلَتِ السّرابَا
-
-
-
وإنْ يكُ منيَة ٌ عجِلَتْ بشيءٍ
-
-
-
-
- تُسَرُّ بهِ فإنَّ لَهَا ذَهَابَا
-
-
-
فَيا عَجَبَا تَموتُ، وأنتَ تَبني،
-
-
-
-
- وتتَّخِذُ المصَانِعَ والقِبَابَا
-
-
-
أرَاكَ وكُلَّما فَتَّحْتَ بَاباً
-
-
-
-
- مِنَ الدُّنيَا فَتَّحَتَ عليْكَ نَابَا
-
-
-
ألَمْ ترَ أنَّ غُدوَة َ كُلِّ يومٍ
-
-
-
-
- تزِيدُكَ مِنْ منيَّتكَ اقترابَا
-
-
-
وحُقَّ لموقِنٍ بالموْتِ أنْ لاَ
-
-
-
-
- يُسَوّغَهُ الطّعامَ، ولا الشّرَابَا
-
-
-
يدبِّرُ مَا تَرَى مَلْكٌ عَزِيزٌ
-
-
-
-
- بِهِ شَهِدَتْ حَوَادِثُهُ رِغَابَا
-
-
-
ألَيسَ اللّهُ في كُلٍّ قَريباً
-
-
-
-
- بلى من حَيثُ ما نُودي أجابَا
-
-
-
ولَمْ تَرَ سائلاً للهِ أكْدَى
-
-
-
-
- ولمْ تَرَ رَاجياً للهِ خَابَا
-
-
-
رأَيْتَ الرُّوحَ جَدْبَ العَيْشِ لمَّا
-
-
-
-
- عرَفتَ العيشَ مخضاً، واحتِلابَا
-
-
-
ولَسْتَ بغالِبِ الشَّهَواتِ حَتَّى
-
-
-
-
- تَعِدُّ لَهُنَّ صَبْراً واحْتِسَابَا
-
-
-
فَكُلُّ مُصِيبة ٍ عَظُمَتْ وجَلَّت
-
-
-
-
- تَخِفُّ إِذَا رَجَوْتَ لَهَا ثَوَابَا
-
-
-
كَبِرْنَا أيُّهَا الأتَرابُ حَتَّى
-
-
-
-
- كأنّا لم نكُنْ حِيناً شَبَابَا
-
-
-
وكُنَّا كالغُصُونِ إِذَا تَثَنَّتْ
-
-
-
-
- مِنَ الرّيحانِ مُونِعَة ً رِطَابَا
-
-
-
إلى كَمْ طُولُ صَبْوَتِنا بدارٍ،
-
-
-
-
- رَأَيْتَ لَهَا اغْتِصَاباً واسْتِلاَبَا
-
-
-
ألا ما للكُهُولِ وللتّصابي،
-
-
-
-
- إذَا مَا اغْتَرَّ مُكْتَهِلٌ تَصَابَى
-
-
-
فزِعْتُ إلى خِضَابِ الشَّيْبِ منِّي
-
-
-
-
- وإنّ نُصُولَهُ فَضَحَ الخِضَابَا
-
-
-
مَضَى عنِّي الشَّبَابُ بِغَيرِ رَدٍّ
-
-
-
-
- فعنْدَ اللهِ احْتَسِبُ الشَّبَابَا
-
-
-
وما مِنْ غايَة ٍ إلاّ المَنَايَا،
-
-
-
-
- لِمَنْ خَلِقَتْ شَبيبَتُهُ وشَابَا
-
-
-
صباح الحب
غادة أحمد السمان كاتبة وأديبة سورية ولدت في دمشق لعام 1942م ولها قرابة بالشاعر السوري نزار قباني، أصدرت مجموعتها القصصية الأولى “عيناك قدري” في عام 1962م تخرجت من الجامعة السورية بشهادة الأدب الإنجليزي عملت غادة في الصحافة، ثمّ سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الأوربية وعملت كمراسلة صحفية في عام 1973م أصدرت مجموعتها الرابعة “رحيل المرافئ القديمة” والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها.[٢]
وتنمو بيننا يا طفل الرياح
تلك الألفة الجائعة
وذلك الشعور الكثيف الحاد
الذي لا أجد له اسماً
ومن بعض أسمائه الحب
منذ عرفتك
عادت السعادة تقطنني
لمجرد اننا نقطن كوكباً واحداً وتشرق علينا شمس واحدة
راع انني عرفتك
وأسميتك الفرح الفرح
وكل صباح انهض من رمادي
واستيقظ على صوتي وأنا اقول لك :
صباح الحب أيها الفرح ،،،
ولأني أحب
صار كل ما ألمسه بيدي
يستحيل ضوءاً
ولأني أحبك
أحب رجال العالم كله
وأحب أطفاله وأشجاره وبحاره وكائناته
وصياديه وأسماكه ومجرميه وجرحاه
وأصابع الأساتذة الملوثة بالطباشير
ونوافذ المستشفيات العارية من الستائر …
لأني أحبك
عاد الجنون يسكنني
والفرح يشتعل
في قارات روحي المنطفئة
لأني أحبك
عادت الألوان إلى الدنيا
بعد أن كانت سوداء ورمادية
كالأفلام القديمة الصامتة والمهترئة …
عاد الغناء إلى الحناجر والحقول
وعاد قلبي إلى الركض في الغابات
مغنياً ولاهثاً كغزال صغير متمرد ..
في شخصيتك ذات الأبعاد اللامتناهية
رجل جديد لكل يوم
ولي معك في كل يوم حب جديد
وباستمرار
أخونك معك
وأمارس لذة الخيانة بك.
كل شيء صار اسمك
صار صوتك
وحتى حينما أحاول الهرب منك
إلى براري النوم
ويتصادف أن يكون ساعدي
قرب أذني
أنصت لتكات ساعتي
فهي تردد اسمك
ثانية بثانية ..
ولم (أقع ) في الحب
لقد مشيت اليه بخطى ثابتة
مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما
اني ( واقفة) في الحب
لا (واقعة) في الحب
أريدك
بكامل وعيي
( أو بما تبقى منه بعد أن عرفتك !)
قررت أن أحبك
فعل ارادة
لا فعل هزيمة
وها انا أجتاز نفسك المسيجة
بكل وعيي ( أو جنوني )
وأعرف سلفاً
في أي كوكب أضرم النار
وأية عاصفة أطلق من صندوق الآثام …
وأتوق اليك
تضيع حدودي في حدودك
ونعوم معا فوق غيمة شفافة
وأناديك : يا أنا …
وترحل داخل جسدي
كالألعاب النارية
وحين تمضي
أروح أحصي فوق جسدي
آثار لمساتك
وأعدها بفرح
كسارق يحصي غنائمه
مبارك كل جسد ضممته اليك
مباركة كل امرأة أحببتها قبلي
مباركة الشفاه التي قبلتها
والبطون التي حضنت أطفالك
مبارك كل ما تحلم به
وكل ما تنساه !
لأجلك
ينمو العشب في الجبال
لأجلك
تولد الأمواج
ويرتسم البحر على الأفق
لأجلك
يضحك الأطفال في كل القرى النائية
لأجلك
تتزين النساء
لأجلك
اخترعت القبلة !…
وأنهض من رمادي لأحبك !
كل صباح
أنهض من رمادي
لأحبك أحبك أحبك
وأصرخ في وجه شرطة
( كل الناس رجال شرطة حين يتعلق الأمر بنا)
أصرخ : صباح الحب
صباح الحب أيها الفرح
قصيدة لله سلمى حبها ناصب
بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي “أبو معاذ” ولد (714) وكان بشار بن برد من فحول الشعراء، كان أعمى منذ ولادته، بشار بن برد كان جريئاً في الاستخفاف بكثير من الأعراف والتقاليد، روى بشار عن نفسه أنّه أنشد أكثر من اثني عشر ألف قصيدة، ولكن ما وصل إلينا من شعره لا يرى في هذا القول سوى مبالغة هائلة توفي سنة (784) في العراق.[٣]
لله سلمى حبُّها ناصبُ
-
-
-
-
- وأنا لا زوْجٌ ولا خاطبُ
-
-
-
لو كنتُ ذا أو ذاك يوم اللِّوى
-
-
-
-
- أدَّى إليَّ الحلبَ الحالبُ
-
-
-
أقولُ والعينُ بها عبرة ٌ
-
-
-
-
- وباللِّسَانِ الْعَجَبُ الْعَاجِبُ
-
-
-
يا ويلتي أحرزها ” واهبٌ”
-
-
-
-
- لا نالَ خيراً بعدها واهبُ
-
-
-
سيقتْ إلى “الشَّام” وما ساقها
-
-
-
-
- إلاَّ الشَّقا والقدرُ الجالبُ
-
-
-
أصبحتُ قد راحَ العدى دونها
-
-
-
-
- ورحتُ فرداً ليس لي صاحبُ
-
-
-
لا أرْفَعُ الطرْف إِلَى زائرٍ
-
-
-
-
- كأنَّني غضْبان أوْ عاتِبُ
-
-
-
يا كاهن المصر لنا حاجة ٌ
-
-
-
-
- فانظر لنا: هل سكني آيبُ
-
-
-
قد شفَّني الشوقُ إلى وجهها
-
-
-
-
- وشاقني المزهرُ والقاصبُ
-
-
-
بَلْ ذَكَّرَتْني ريحُ رَيْحَانَة ٍ
-
-
-
-
- ومدهنٌ جاء به عاقبُ
-
-
-
مجلسُ لهو غاب حسادهُ
-
-
-
-
- تَرْنُو إِلَيهِ الْغَادَة ُ الْكَاعبُ
-
-
-
إِذْ نَحْنُ بالرَّوْحَاء نُسْقَى الْهَوَى
-
-
-
-
- صِرْفاً وإِذْ يَغْبِطُنَا اللاَّعبُ
-
-
-
وَقَدْ أرَى «سَلْمَى » لَنَا غَايَة ً
-
-
-
-
- أيام يجري بيننا الآدبُ
-
-
-
يأيُّها اللاَّئمُ في حبِّها
-
-
-
-
- أمَا تَرَى أنِّي بهَا نَاصبُ
-
-
-
«سَلْمَى » ثَقَالُ الرِّدْف مَهْضُومَة ٌ
-
-
-
-
- يأبى سواها قلبي الخالبُ
-
-
-
غنَّى بها الراكبُ في حسنها
-
-
-
-
- ومثلها غنَّى به الرَّاكبُ
-
-
-
ليست من الإنس وإن قلتها
-
-
-
-
- جنِّيَّة ً قيلَ: الْفَتَى كَاذِبُ
-
-
-
لاَ بلْ هيِ الشَّمْسُ أُتيحَتْ لَنَا،
-
-
-
-
- وسواسُ همٍّ زعمَ الناسبُ
-
-
-
لو خرجت للناس في عيدهم
-
-
-
-
- صلى لها الأمرد والشائبُ
-
-
-
تلكَ المنى لو ساعفت دارها
-
-
-
-
- كانت “لعمرو” همَّهُ عازبُ
-
-
-
أرَاجعٌ لي بَعْضَ مَا قَدْ مَضَى
-
-
-
-
- بالميث أم هجرانها واجبُ
-
-
-
قَدْ كُنْتُ لاَ ألْوي عَلَى خُلَّة ٍ
-
-
-
-
- ضَنَّتْ وَلاَ يُحْزِنُنِي الذَّاهِبُ
-
-
-
ثُمَّ تَبَدَّلْتُ عَلَى حُبِّهَا
-
-
-
-
- يا عجبا ينقلبُ الذَّاهبُ
-
-
-
وصاحبٍ ليسَ يصافي النَّدى
-
-
-
-
- يَسُوسُ مُلْكاً وَلَهُ حَاجِبُ
-
-
-
كالْمَأجَنِ الْمَسْتُورِ إِذْ زُرْتُهُ
-
-
-
-
- فِي دَارِ مُلكٍ لَبْطُهَا رَاعِبُ
-
-
-
ظَلَّ ينَاصِي بُخْلُهُ جُودَهُ
-
-
-
-
- فِي حَاجَتِي أيُّهُمَا الْغَالِبُ
-
-
-
أصْبَحَ عَبَّاساً لِزُوَّارِهِ
-
-
-
-
- يبكي بوجه حزنهُ دائبُ
-
-
-
لما رأيتُ البخل ريحانهُ
-
-
-
-
- والْجُودُ مِنْ مَجْلِسِهِ غَائِبُ
-
-
-
وَدَّعْتُهُ إِنّي امْرؤٌ حَازِمٌ
-
-
-
-
- عَنْهُ وعَنْ أمْثَالِهِ نَاكِبُ
-
-
-
أصفي خليلي ما دحا ظلهُ
-
-
-
-
- ودَامَ لي مِنْ وُدِّهِ جَانِبُ
-
-
-
لاَ أعْبُدُ الْمَالَ إِذَا جَاءنِي
-
-
-
-
- حق أخٍ أو جاءني راغبُ
-
-
-
وَلَسْتُ بالْحَاسِبِ بَذْلَ النَّدَى
-
-
-
-
- إن البخيل الكاتبُ الحاسبُ
-
-
-
كذاك يلقاني وربَّ امرئٍ
-
-
-
-
- لَيْسَ لَهُ فَضْلٌ ولاَ طَالِبُ
-
-
-
أَتاك الورد محبوباً مصوناً
عبد الله بن المعتز بالله وهو أحد خلفاء الدولة العباسية، وكنيته أبو العباس ولد عام (861) في بغداد وكان أديباً وشاعراً ويُسمّى “خليفة يوم وليلة”وبعد وفاته رثاه الكثير من الشعراء وهو مؤسس علم البديع،وفارق هذه الحياة عام (908) عن عمر يناهز(47).[٤]
أَتاكَ الوَردُ مَحبوباً مَصوناً
-
-
-
-
- كَمَعشوقٍ تَكَنَّفَهُ الصَدودُ
-
-
-
كَأَنَّ بِوَجهِهِ لَمّا تَوافَت
-
-
-
-
- نُجومٌ في مَطالِعِها سُعودُ
-
-
-
بَياضٌ في جَوانِبِهِ اِحمِرارٌ
-
-
-
-
- كَما اِحمَرَّت مِنَ الخَجَلِ الخُدودُ
-
-
-
المراجع
- ↑ أبو العتاهية (1986)، ديوان أبي العتاهية، بيروت-لبنان: دار بيروت، صفحة 32-33-34.
- ↑ غادة السمان، “صباح الحب”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-30.
- ↑ بشار بن برد، “لله سلمى حبها ناصب”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-30.
- ↑ ابن المعتز، “أَتاك الورد محبوباً مصوناً”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-30.