أشعار حب

أبيات شعر عن الحب

شعر الحب

يتميّز شعر الحبّ عن بقيّة أنواع الشِّعر الأخرى؛ فهو الأقرب إلى القلب، والأكثر تعبيراً عن المشاعر، خاصّةً عند المُحبّين، حيث تراهم يهيمون بمشاعرهم، وحبّهم دون القدرة على التعبير عمّا يجول في داخلهم، فيأتي الشِّعر الغزلي؛ تعبيراً لما يشعرون به، وقد جاء الشِّعر العربيّ الغزليّ زاخراً غنيّاً بأنواع مختلفة تتماشى ومشاعرهم على اختلافها، فلا يوجد شاعر إلّا وقد لامس قلبَه الحبُّ.

أبيات من الشِّعر الحديث عن الحب

قصيدة رسالة حب صغيرة

يُعَدّ نزار قباني شاعراً ودبلوماسيّاً سوريّاً من العصر الحديث، وقد صدر أوّل ديوان له عام 1944م، وكان بعنوان (قالت لي السمراء)، علماً أنّ عدد الدواوين التي كتبها خلال نصف قرن بلغ 35 ديواناً، وقال عنه النقاد إنّه مدرسة شعرية، ويُشار إلى أنّ نزار قباني كتب قصيدة (رسالة حب صغيرة)؛ وهي من أجمل القصائد التي قِيلت في الحب في العصر الحديث:[١]

حبيبتي ، لديَّ شيءٌ كثيرْ

أقولُهُ ، لديَّ شيءٌ كثيرْ ..

من أينَ؟ يا غاليتي أَبتدي

و كلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ

يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي

ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ

هذي أغانيَّ و هذا أنا

يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ

غداً .. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ

و اشتاقَ مِصباحٌ و غنّى سرير..

واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ

و أوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ

فلا تقولي : يا لهذا الفتى

أخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْ

و اللوزَ .. و التوليبَ حتى أنا

تسيرُ بِيَ الدنيا إذا ما أسيرْ

و قالَ ما قالَ فلا نجمةٌ

إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ

غداً .. يراني الناسُ في شِعْرِهِ

فَمَاً نَبيذِيّاً، و شَعْراً قَصيرْ

دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي

كَبيرَةً .. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ

ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ

لو لَمْ تكنْ عَيناكِ… ماذا تصيرْ ؟

قصيدة مُضناك جفاه مرقده

يُعَدّ أحمد شوقي كاتباً وشاعراً مصريّاً لُقِّب بأمير الشُّعراء، كتب ديواناً ضخماً أطلق عليه اسم (الشوقيات)؛ وهو ديوان يتكوّن من أربعة أجزاء، وتُعتبَر قصيدة (مُضناك جفاهُ مَرْقَدُه) من أجمل القصائد التي وصفت لوعة الحب، وما يُعانيه العُشّاق في حُبّهم، ومن أبياتها ما يأتي:[٢]

مُضناك جفاهُ مَرْقَدُه

وبكاه ورَحَّمَ عُوَّدُهُ

حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ

مقروح الجفنِ مسهَّدُه

أودى حرفاً إلا رمقاً

يُبقيه عليك وتُنْفِدهُ

يستهوي الوُرْق تأوُّهه

ويذيب الصخرَ تنهُّدهُ

ويناجي النجمَ ويُتعبه

ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ

ويعلم كلَّ مُطوَّقةٍ

شجناً في الدَّوحِ تُردِّدهُ

كم مدّ لِطَيْفِكَ من شَرَكٍ

وتأدّب لا يتصيَّدهُ

فعساك بغُمْضٍ مُسعِفهُ

ولعلّ خيالك مُسعِدهُ

الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ

والسُّورَةِ إنّك مُفرَدهُ

قد وَدَّ جمالك أو قبساً

حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُه

وتمنَّت كلٌّ مُقطَّعةٍ

يدَها لو تُبْعَث تَشهدُهُ

جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي

أكذلك خدُّك يَجْحَدُه؟

قد عزَّ شُهودي إذ رمَتا

فأشرت لخدِّك أشهده

وهممتُ بجيدِك أشرَكُه

فأبى، واستكبر أصيَدُه

وهزَزْتُ قَوَامَك أَعْطِفهُ

فَنَبا، وتمنَّع أَمْلَدُه

سببٌ لرضاك أُمَهِّده

ما بالُ الخصْرِ يُعَقِّدُه؟

بيني في الحبِّ وبينك ما

لا يَقْدِرُ واشٍ يُفْسِدُه

ما بالُ العاذِلِ يَفتح لي

بابَ السُّلْوانِ وأُوصِدُه؟

ويقول : تكاد تُجنُّ به

فأَقول: وأُوشِكُ أَعْبُده

مَوْلايَ ورُوحِي في يَدِه

قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَدُه

ناقوسُ القلبِ يدقُّ لهُ

وحنايا الأَضْلُعِ مَعْبَدُه

قسماً بثنايا لؤلُئِها

قسم الياقوت منضده

ورضابٍ يوعدُ كوثرهُ

مَقتولُ العِشقِ ومُشْهَدُه

وبخالٍ كاد يحجُّ له

لو كان يقبَّل أسوده

وقَوامٍ يَرْوي الغُصْنُ له

نَسَباً، والرُّمْحُ يُفَنِّدُه

وبخصرٍ أوهَنَ مِنْ جَلَدِي

وعَوَادِي الهجر تُبدِّدُه

ما خنت هواك ، ولا خطرتْ

سلوى بالقلب تبرده

قصيدة بعد العاصفة

تُعدّ (قصيدة بعد العاصفة) التي قالها نزار قباني في الحب من أجمل القصائد، وهو يبين فيها حبه لحبيبته رغم كل الظروف ورغم ماضيه الذي لا يهمه ما دامت بقربه الآن:[٣]

أتُحبّني بعد الذي كانا؟

إني أحبّكِ رغم ما كانا

ماضيكِ لا أنوي إثارتَهُ

حسبي بأنّكِ ها هُنا الآنا

تَتَبسّمينَ… وتُمْسكين يدي

فيعود شكّي فيكِ إيمانا

عن أمسِ… لا تتكلّمي أبداً

وتألّقي شَعْراً… وأجفانا

أخطاؤكِ الصُغرى… أمرّ بها

وأحوّلُ الأشواكَ ريحانا

لولا المحبّةُ في جوانحه

ما أصبحَ الإنسانُ إنسانا

عامٌ مضى. وبقيتِ غاليةً

لا هُنْتِ أنتِ ولا الهوى هانا

إني أحبّكِ… كيف يمكنني؟

أن أشعلَ التاريخَ نيرانا

وبه معابدُنا، جرائدُنا،

أقداحُ قهوتِنا، زوايانا

طفليْنِ كُنّا… في تصرّفنا

وغرورِنا، وضلالِ دعوانا

كَلماتُنا الرعْناءُ… مضحكةٌ

ما كان أغباها… وأغبانا

فَلَكَمْ ذهبتِ وأنتِ غاضبةٌ

ولكّمْ قسوتُ عليكِ أحيانا

ولربّما انقطعتْ رسائلُنا

ولربّما انقطعتْ هدايانا

مهما غَلَوْنا في عداوتنا

فالحبُّ أكبرُ من خطايانا

عيناكِ نَيْسَانانِ… كيف أنا

أغتالُ في عينيكِ نَيْسَانا؟

قدرٌ علينا أن نكون معاً

يا حلوتي رغم الذي كانا

إنّ الحديقةَ لا خيارَ لها

إنْ أطلعتْ ورقاً وأغصانا

هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا

ورفيقُنا… ورفيقُ نجوانا

أحزانُنا منهُ… ونسألهُ

لو زادنا دمعاً… وأحزانا

هاتي يديْكِ… فأنتِ زنبقتي

وحبيبتي… رغم الذي كانا

أبيات من الشِّعر الجاهلي عن الحب

يُشار إلى أنّ هناك العديد من القصائد الشعرية التي نُظِمت في الحبّ، وعتاب الأحبّة، والحزن المختلط بالحبّ، وفي ما يأتي بعض منها:

قصيدة أعاذلتي ألا لا تعذليني

يُعَدُّ السموأل بن غريض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي شاعراً من العصر الجاهلي، وهو من أشهر الشُّعراء في عَصره، عُرِف عنه وفاؤه بالعهد، وضُرِب به المثل في ذلك، وقد نَظَم السموأل قصيدته (أعاذلتي ألا لا تعذليني) والتي يخاطب فيها عاذلته قائلاً:[٤]

أعاذلتي ألا لاَ تعذليني

فكمْ منْ أمرِ عاذلة ٍ عصيتُ

دَعيني وارشُدي إن كنتُ أغوى

ولا تغويْ زعمتِ كما غويتُ

أعاذلَ قدْ أطلتِ اللومَ حتى

لو أنِّي مُنْتَهٍ لقدِ انتَهَيْت

وصفراءِ المعاصمِ قدْ دعتني

إلى وصلٍ فقلتُ لها أبيتُ

وزِقٍّ قد جَرَرْتُ إلى الندامَى

وزِقٍّ قد شرِبتُ وقد سَقَيت

وحتى لو يكونُ فَتى أُناسٍ

بكى منْ عذلِ عاذلة ٍ بكيتُ

ألا يا بَيْتُ بالعلياءِ بَيْتُ

ولولا حبُّ أهلكَ ما أتيتُ

ألا يا بَيْتُ أهْلُكَ أوعَدوني

كأنّي كلَّ ذَنْبِهِمِ جَنيْت

إذا ما فاتني لحمُ غريضُ

ضربتُ ذراعَ بكري فاشتويتُ

أتاني طيف عبلة في المنام

أحبّ عنترة عبلة ابنة عمه حباً شديداً، إذ كانت من أجمل فتيات قومها، وتقدّم لخطبتها، إلّا أنّ أباها رفض أن يُزوّجها من رجل أسود، وطلب منه مهراً لابنته ألف ناقة من نوق النعمان؛ حتّى يعجزه، فخرج عنترة ليجلب مهرها، وبعد معاناة شديدة وتعرُّضه للعديد من الأخطار نجح في ذلك، إلّا أنّ عمه عاد يماطله، وقد اختلفت كتب التاريخ فيما إذا كان قد تزوّجها أم لا، ويقول عنترة واصفاً طيف عبلة الذي أتاه في المنام؛ تعبيراً منه عن حبّه الشديد لها الأبيات الآتية:[٥]

أتاني طَيْفُ عبْلة َ في المَنامِ

فقبَّلني ثلاثاً في اللثامِ

وودَّعني فأودعني لهيباً

أستّرُهُ ويَشْعُلُ في عِظامي

ولو أنّني أخْلو بنفْسي

وأطفي بالدُّموع جوى غرامي

لَمتُّ أسًى وكم أشْكو لأَنّي

وأطْفي بالدُّموع جَوى غَرامي

أيا ابنةَ مالكٍ كيفَ التسلّي

وعهدُ هواك من عهدِ الفِطام

وكيفَ أرُومُ منْكِ القُرْبَ يوْماً

وحولَ خباكِ آسادُ الإجام

وحقِّ هواكِ لا داوَيْتُ قلبي

بغيرِ الصبر يا بنتَ الكرام

إلى أنْ أرتقي درجَ المعالي

بطعن الرُّمح أو ضربِ الحسام

أنا العبدُ الذي خُبّرْتِ عنه

رَعيْتُ جِمالَ قوْمي منْ فِطامي

أروحُ من الصَّباح إلى مغيبٍ

وأرقُدُ بينَ أطْنابِ الخِيامِ

أذِلُّ لعبْلةٍ منْ فَرْطِ وجْدي

وأجعلها من الدُّنيا اهتمامي

وأمْتثِلُ الأَوامرَ منْ أَبيها

وقد مَلكَ الهوى مني زمامي

رضيتُ بحبّها طوْعاً وكُرْهاً

فهلْ أحظى بها قبلَ الحمام

وإنْ عابتْ سوادي فهو فخري

لأنّي فارسٌ من نَسل حام

ولي قلْبٌ أشَدُّ منَ الرواسي

وذكري مثلُ عرْفِ المسْكِ نامي

ومنْ عَجبي أَصيدُ الأُسْد قَهْراً

وأَفتَرسُ الضواري كالهوَام

وتقنصني ظبا السَّعدي وتسطو

عليَّ مها الشرِبَّة ِ والخُزام

لَعَمْرُ أبيكَ لا أَسْلو هَواها

ولو طحنتْ محبَّتها عظامي

عليْكِ أَيا عُبيْلةُ كلَّ يوْمٍ

سلامٌ في سلامِ في سلامِ

قصيدة قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

امرؤ القيس شاعر من أهم شعراء العرب الجاهليين من قبيلة كندة، لُقّب بالمَلكُ الضِّلّيل وذو القروح، وقد وصف امرؤ القيس في قصيدته قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل ما حل به على فراق من يحب ومن أبياتها ما يأتي:[٦]

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل

بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ

فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ

لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ

ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها

وقيعانها كأنه حبَّ فلفل

كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا

لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ

وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ

يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل

وإنَّ شفائي عبرة ٌ مهراقة ٌ

فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ

كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها

وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل

فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً

عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي

ألا ربَّ يومٍ لك مِنْهُنَّ صالح

ولا سيّما يومٍ بدارَةِ جُلْجُلِ

ويوم عقرتُ للعذارى مَطيّتي

فيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ

فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمها

وشحمٍ كهداب الدمقس المُفتل

ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزة

فقالت لك الويلات إنّكَ مُرجلي

تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاً

عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ

فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُ

ولا تُبعديني من جناك المعللِ

فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضعٍ

فألهيتُها عن ذي تمائمَ محول

إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ

بشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ

ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرت

عَليّ وَآلَتْ حَلْفَة ً لم تَحَلَّلِ

أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل

وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي

وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَة ٌ

فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ

أغَرّكِ منّي أنّ حُبّكِ قاتِلي

وأنّكِ مهما تأمري القلب يفعل

ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي

بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ

و بيضة ِ خدر لا يُرامُ خباؤها

تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ

تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراً

عليّ حِراساً لو يُسرّون مقتلي

إذا ما الثريا في السماء تعرضت

تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ

فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها

لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَة َ المُتَفَضِّلِ

فقالت يمين الله ما لكَ حيلة ٌ

وما إن أرى عنك الغوايةَ تنجلي

خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَنا

على أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ

فلما أجزْنا ساحة الحيِّ وانتحى

بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ

هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلت

عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المُخَلخَلِ

إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُها

نَسيمَ الصبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ

مُهَفْهَفَة ٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَة ٍ

ترائبها مصقولة ٌ كالسجنجل

كِبِكْرِ المُقاناة ِ البَياضِ بصُفْرَة ٍ

غذاها نميرُ الماء غير المُحللِ

تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتَّقي

بناظرَةٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِلِ

وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش

إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ

وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ

أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ

غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُلا

تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ

وكشح لطيف كالجديل مخصر

وساق كأنبوبِ السقي المُذلل

فيديو عن درجات الحب

شاهد الفيديو لتعرف ما هي درجات الحب؟  :

المراجع

  1. “رسالة حب صغيرة “، www.poetsgate.com.
  2. أحمد شوقي، “مضناك جفاه مرقده”، www.adab.com.
  3. محمد الزينو السلوم، أعمال الشاعر نزار قباني (الطبعة الأولى)، صفحة 73-75، جزء الرابع.
  4. السموأل، “أعاذلتي ألا لاَ تعذ ليني”، www.adab.com.
  5. عنترة بن شداد، “أتاني طيف عبلة في المنام”، www.aldiwan.net.
  6. امرؤ القيس، “قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل”، www.adab.com.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شعر الحب

يتميّز شعر الحبّ عن بقيّة أنواع الشِّعر الأخرى؛ فهو الأقرب إلى القلب، والأكثر تعبيراً عن المشاعر، خاصّةً عند المُحبّين، حيث تراهم يهيمون بمشاعرهم، وحبّهم دون القدرة على التعبير عمّا يجول في داخلهم، فيأتي الشِّعر الغزلي؛ تعبيراً لما يشعرون به، وقد جاء الشِّعر العربيّ الغزليّ زاخراً غنيّاً بأنواع مختلفة تتماشى ومشاعرهم على اختلافها، فلا يوجد شاعر إلّا وقد لامس قلبَه الحبُّ.

أبيات من الشِّعر الحديث عن الحب

قصيدة رسالة حب صغيرة

يُعَدّ نزار قباني شاعراً ودبلوماسيّاً سوريّاً من العصر الحديث، وقد صدر أوّل ديوان له عام 1944م، وكان بعنوان (قالت لي السمراء)، علماً أنّ عدد الدواوين التي كتبها خلال نصف قرن بلغ 35 ديواناً، وقال عنه النقاد إنّه مدرسة شعرية، ويُشار إلى أنّ نزار قباني كتب قصيدة (رسالة حب صغيرة)؛ وهي من أجمل القصائد التي قِيلت في الحب في العصر الحديث:[١]

حبيبتي ، لديَّ شيءٌ كثيرْ

أقولُهُ ، لديَّ شيءٌ كثيرْ ..

من أينَ؟ يا غاليتي أَبتدي

و كلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ

يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي

ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ

هذي أغانيَّ و هذا أنا

يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ

غداً .. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ

و اشتاقَ مِصباحٌ و غنّى سرير..

واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ

و أوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ

فلا تقولي : يا لهذا الفتى

أخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْ

و اللوزَ .. و التوليبَ حتى أنا

تسيرُ بِيَ الدنيا إذا ما أسيرْ

و قالَ ما قالَ فلا نجمةٌ

إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ

غداً .. يراني الناسُ في شِعْرِهِ

فَمَاً نَبيذِيّاً، و شَعْراً قَصيرْ

دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي

كَبيرَةً .. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ

ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ

لو لَمْ تكنْ عَيناكِ… ماذا تصيرْ ؟

قصيدة مُضناك جفاه مرقده

يُعَدّ أحمد شوقي كاتباً وشاعراً مصريّاً لُقِّب بأمير الشُّعراء، كتب ديواناً ضخماً أطلق عليه اسم (الشوقيات)؛ وهو ديوان يتكوّن من أربعة أجزاء، وتُعتبَر قصيدة (مُضناك جفاهُ مَرْقَدُه) من أجمل القصائد التي وصفت لوعة الحب، وما يُعانيه العُشّاق في حُبّهم، ومن أبياتها ما يأتي:[٢]

مُضناك جفاهُ مَرْقَدُه

وبكاه ورَحَّمَ عُوَّدُهُ

حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ

مقروح الجفنِ مسهَّدُه

أودى حرفاً إلا رمقاً

يُبقيه عليك وتُنْفِدهُ

يستهوي الوُرْق تأوُّهه

ويذيب الصخرَ تنهُّدهُ

ويناجي النجمَ ويُتعبه

ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ

ويعلم كلَّ مُطوَّقةٍ

شجناً في الدَّوحِ تُردِّدهُ

كم مدّ لِطَيْفِكَ من شَرَكٍ

وتأدّب لا يتصيَّدهُ

فعساك بغُمْضٍ مُسعِفهُ

ولعلّ خيالك مُسعِدهُ

الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ

والسُّورَةِ إنّك مُفرَدهُ

قد وَدَّ جمالك أو قبساً

حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُه

وتمنَّت كلٌّ مُقطَّعةٍ

يدَها لو تُبْعَث تَشهدُهُ

جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي

أكذلك خدُّك يَجْحَدُه؟

قد عزَّ شُهودي إذ رمَتا

فأشرت لخدِّك أشهده

وهممتُ بجيدِك أشرَكُه

فأبى، واستكبر أصيَدُه

وهزَزْتُ قَوَامَك أَعْطِفهُ

فَنَبا، وتمنَّع أَمْلَدُه

سببٌ لرضاك أُمَهِّده

ما بالُ الخصْرِ يُعَقِّدُه؟

بيني في الحبِّ وبينك ما

لا يَقْدِرُ واشٍ يُفْسِدُه

ما بالُ العاذِلِ يَفتح لي

بابَ السُّلْوانِ وأُوصِدُه؟

ويقول : تكاد تُجنُّ به

فأَقول: وأُوشِكُ أَعْبُده

مَوْلايَ ورُوحِي في يَدِه

قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَدُه

ناقوسُ القلبِ يدقُّ لهُ

وحنايا الأَضْلُعِ مَعْبَدُه

قسماً بثنايا لؤلُئِها

قسم الياقوت منضده

ورضابٍ يوعدُ كوثرهُ

مَقتولُ العِشقِ ومُشْهَدُه

وبخالٍ كاد يحجُّ له

لو كان يقبَّل أسوده

وقَوامٍ يَرْوي الغُصْنُ له

نَسَباً، والرُّمْحُ يُفَنِّدُه

وبخصرٍ أوهَنَ مِنْ جَلَدِي

وعَوَادِي الهجر تُبدِّدُه

ما خنت هواك ، ولا خطرتْ

سلوى بالقلب تبرده

قصيدة بعد العاصفة

تُعدّ (قصيدة بعد العاصفة) التي قالها نزار قباني في الحب من أجمل القصائد، وهو يبين فيها حبه لحبيبته رغم كل الظروف ورغم ماضيه الذي لا يهمه ما دامت بقربه الآن:[٣]

أتُحبّني بعد الذي كانا؟

إني أحبّكِ رغم ما كانا

ماضيكِ لا أنوي إثارتَهُ

حسبي بأنّكِ ها هُنا الآنا

تَتَبسّمينَ… وتُمْسكين يدي

فيعود شكّي فيكِ إيمانا

عن أمسِ… لا تتكلّمي أبداً

وتألّقي شَعْراً… وأجفانا

أخطاؤكِ الصُغرى… أمرّ بها

وأحوّلُ الأشواكَ ريحانا

لولا المحبّةُ في جوانحه

ما أصبحَ الإنسانُ إنسانا

عامٌ مضى. وبقيتِ غاليةً

لا هُنْتِ أنتِ ولا الهوى هانا

إني أحبّكِ… كيف يمكنني؟

أن أشعلَ التاريخَ نيرانا

وبه معابدُنا، جرائدُنا،

أقداحُ قهوتِنا، زوايانا

طفليْنِ كُنّا… في تصرّفنا

وغرورِنا، وضلالِ دعوانا

كَلماتُنا الرعْناءُ… مضحكةٌ

ما كان أغباها… وأغبانا

فَلَكَمْ ذهبتِ وأنتِ غاضبةٌ

ولكّمْ قسوتُ عليكِ أحيانا

ولربّما انقطعتْ رسائلُنا

ولربّما انقطعتْ هدايانا

مهما غَلَوْنا في عداوتنا

فالحبُّ أكبرُ من خطايانا

عيناكِ نَيْسَانانِ… كيف أنا

أغتالُ في عينيكِ نَيْسَانا؟

قدرٌ علينا أن نكون معاً

يا حلوتي رغم الذي كانا

إنّ الحديقةَ لا خيارَ لها

إنْ أطلعتْ ورقاً وأغصانا

هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا

ورفيقُنا… ورفيقُ نجوانا

أحزانُنا منهُ… ونسألهُ

لو زادنا دمعاً… وأحزانا

هاتي يديْكِ… فأنتِ زنبقتي

وحبيبتي… رغم الذي كانا

أبيات من الشِّعر الجاهلي عن الحب

يُشار إلى أنّ هناك العديد من القصائد الشعرية التي نُظِمت في الحبّ، وعتاب الأحبّة، والحزن المختلط بالحبّ، وفي ما يأتي بعض منها:

قصيدة أعاذلتي ألا لا تعذليني

يُعَدُّ السموأل بن غريض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي شاعراً من العصر الجاهلي، وهو من أشهر الشُّعراء في عَصره، عُرِف عنه وفاؤه بالعهد، وضُرِب به المثل في ذلك، وقد نَظَم السموأل قصيدته (أعاذلتي ألا لا تعذليني) والتي يخاطب فيها عاذلته قائلاً:[٤]

أعاذلتي ألا لاَ تعذليني

فكمْ منْ أمرِ عاذلة ٍ عصيتُ

دَعيني وارشُدي إن كنتُ أغوى

ولا تغويْ زعمتِ كما غويتُ

أعاذلَ قدْ أطلتِ اللومَ حتى

لو أنِّي مُنْتَهٍ لقدِ انتَهَيْت

وصفراءِ المعاصمِ قدْ دعتني

إلى وصلٍ فقلتُ لها أبيتُ

وزِقٍّ قد جَرَرْتُ إلى الندامَى

وزِقٍّ قد شرِبتُ وقد سَقَيت

وحتى لو يكونُ فَتى أُناسٍ

بكى منْ عذلِ عاذلة ٍ بكيتُ

ألا يا بَيْتُ بالعلياءِ بَيْتُ

ولولا حبُّ أهلكَ ما أتيتُ

ألا يا بَيْتُ أهْلُكَ أوعَدوني

كأنّي كلَّ ذَنْبِهِمِ جَنيْت

إذا ما فاتني لحمُ غريضُ

ضربتُ ذراعَ بكري فاشتويتُ

أتاني طيف عبلة في المنام

أحبّ عنترة عبلة ابنة عمه حباً شديداً، إذ كانت من أجمل فتيات قومها، وتقدّم لخطبتها، إلّا أنّ أباها رفض أن يُزوّجها من رجل أسود، وطلب منه مهراً لابنته ألف ناقة من نوق النعمان؛ حتّى يعجزه، فخرج عنترة ليجلب مهرها، وبعد معاناة شديدة وتعرُّضه للعديد من الأخطار نجح في ذلك، إلّا أنّ عمه عاد يماطله، وقد اختلفت كتب التاريخ فيما إذا كان قد تزوّجها أم لا، ويقول عنترة واصفاً طيف عبلة الذي أتاه في المنام؛ تعبيراً منه عن حبّه الشديد لها الأبيات الآتية:[٥]

أتاني طَيْفُ عبْلة َ في المَنامِ

فقبَّلني ثلاثاً في اللثامِ

وودَّعني فأودعني لهيباً

أستّرُهُ ويَشْعُلُ في عِظامي

ولو أنّني أخْلو بنفْسي

وأطفي بالدُّموع جوى غرامي

لَمتُّ أسًى وكم أشْكو لأَنّي

وأطْفي بالدُّموع جَوى غَرامي

أيا ابنةَ مالكٍ كيفَ التسلّي

وعهدُ هواك من عهدِ الفِطام

وكيفَ أرُومُ منْكِ القُرْبَ يوْماً

وحولَ خباكِ آسادُ الإجام

وحقِّ هواكِ لا داوَيْتُ قلبي

بغيرِ الصبر يا بنتَ الكرام

إلى أنْ أرتقي درجَ المعالي

بطعن الرُّمح أو ضربِ الحسام

أنا العبدُ الذي خُبّرْتِ عنه

رَعيْتُ جِمالَ قوْمي منْ فِطامي

أروحُ من الصَّباح إلى مغيبٍ

وأرقُدُ بينَ أطْنابِ الخِيامِ

أذِلُّ لعبْلةٍ منْ فَرْطِ وجْدي

وأجعلها من الدُّنيا اهتمامي

وأمْتثِلُ الأَوامرَ منْ أَبيها

وقد مَلكَ الهوى مني زمامي

رضيتُ بحبّها طوْعاً وكُرْهاً

فهلْ أحظى بها قبلَ الحمام

وإنْ عابتْ سوادي فهو فخري

لأنّي فارسٌ من نَسل حام

ولي قلْبٌ أشَدُّ منَ الرواسي

وذكري مثلُ عرْفِ المسْكِ نامي

ومنْ عَجبي أَصيدُ الأُسْد قَهْراً

وأَفتَرسُ الضواري كالهوَام

وتقنصني ظبا السَّعدي وتسطو

عليَّ مها الشرِبَّة ِ والخُزام

لَعَمْرُ أبيكَ لا أَسْلو هَواها

ولو طحنتْ محبَّتها عظامي

عليْكِ أَيا عُبيْلةُ كلَّ يوْمٍ

سلامٌ في سلامِ في سلامِ

قصيدة قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

امرؤ القيس شاعر من أهم شعراء العرب الجاهليين من قبيلة كندة، لُقّب بالمَلكُ الضِّلّيل وذو القروح، وقد وصف امرؤ القيس في قصيدته قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل ما حل به على فراق من يحب ومن أبياتها ما يأتي:[٦]

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل

بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ

فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ

لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ

ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها

وقيعانها كأنه حبَّ فلفل

كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا

لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ

وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ

يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل

وإنَّ شفائي عبرة ٌ مهراقة ٌ

فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ

كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها

وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل

فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً

عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي

ألا ربَّ يومٍ لك مِنْهُنَّ صالح

ولا سيّما يومٍ بدارَةِ جُلْجُلِ

ويوم عقرتُ للعذارى مَطيّتي

فيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ

فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمها

وشحمٍ كهداب الدمقس المُفتل

ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزة

فقالت لك الويلات إنّكَ مُرجلي

تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاً

عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ

فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُ

ولا تُبعديني من جناك المعللِ

فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضعٍ

فألهيتُها عن ذي تمائمَ محول

إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ

بشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ

ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرت

عَليّ وَآلَتْ حَلْفَة ً لم تَحَلَّلِ

أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل

وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي

وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَة ٌ

فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ

أغَرّكِ منّي أنّ حُبّكِ قاتِلي

وأنّكِ مهما تأمري القلب يفعل

ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي

بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ

و بيضة ِ خدر لا يُرامُ خباؤها

تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ

تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراً

عليّ حِراساً لو يُسرّون مقتلي

إذا ما الثريا في السماء تعرضت

تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ

فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها

لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَة َ المُتَفَضِّلِ

فقالت يمين الله ما لكَ حيلة ٌ

وما إن أرى عنك الغوايةَ تنجلي

خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَنا

على أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ

فلما أجزْنا ساحة الحيِّ وانتحى

بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ

هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلت

عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المُخَلخَلِ

إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُها

نَسيمَ الصبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ

مُهَفْهَفَة ٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَة ٍ

ترائبها مصقولة ٌ كالسجنجل

كِبِكْرِ المُقاناة ِ البَياضِ بصُفْرَة ٍ

غذاها نميرُ الماء غير المُحللِ

تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتَّقي

بناظرَةٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِلِ

وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش

إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ

وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ

أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ

غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُلا

تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ

وكشح لطيف كالجديل مخصر

وساق كأنبوبِ السقي المُذلل

فيديو عن درجات الحب

شاهد الفيديو لتعرف ما هي درجات الحب؟  :

المراجع

  1. “رسالة حب صغيرة “، www.poetsgate.com.
  2. أحمد شوقي، “مضناك جفاه مرقده”، www.adab.com.
  3. محمد الزينو السلوم، أعمال الشاعر نزار قباني (الطبعة الأولى)، صفحة 73-75، جزء الرابع.
  4. السموأل، “أعاذلتي ألا لاَ تعذ ليني”، www.adab.com.
  5. عنترة بن شداد، “أتاني طيف عبلة في المنام”، www.aldiwan.net.
  6. امرؤ القيس، “قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل”، www.adab.com.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى