دول أجنبية

أسباب نهضة سنغافورة

مقالات ذات صلة

أسباب نهضة سنغافورة

الأسباب الاقتصاديّة لنهضة سنغافورة

تطور اقتصاد سنغافورة بشكل كبير مُقارنة بما كان عليه خلال الستينيات من القرن الماضي، فقد ارتفع نصيب الفرد من الناتج المَحلي الإجمالي من 320 دولاراً أمريكياً إلى 60,000 دولار أمريكي مع مرور الوقت، وذلك عن طريق إيجاد حلول للمشاكل الاقتصاديّة والبطالة، وتشجيع الاستثمار، وإطلاق برامج شاملة لعمليّات التصنيع، مما أدّى ذلك إلى نهضة الاقتصاد السنغافوري، والانفتاح السريع على الاقتصاد العالميّ، فقد أصبح اقتصاد سنغافورة بالآونة الأخيرة اقتصاداً تنافسياً وأسرع نمواً وفقاً لتقرير أصدره المعهد الدوليّ للتطوير الإداري لعام 2019م، بالرغم من جميع التحديّات التي واجهتها سنغافورة فقد أصبح القطاع الاقتصاديّ مقوماً أساسياً من مقومات تطورها ونهضتها.[١][٢]

الأسباب الجغرافيّة لنهضة سنغافورة

لعب الموقع الجغرافي الاستراتيجيّ لسنغافورة دوراً مهماً في نهضتها؛ فهي توجد في أقصى جنوب شبه جزيرة الملايو (بالإنجليزية: the Malay Peninsula)، في المنطقة المُطلة على مضيق ملقا (بالإنجليزية: Malacca Strait)، وهو مضيق مائيّ يربط المحيط الهندي ببحر الصين الجنوبي،[٣] وتسيطر سنغافورة على نحو 40% من إجمالي حركات الشحن التجاريّ البحريّ في العالم، وأصبحت البلاد بمينائها مركزاً تجارياً مهماً في المنطقة، وذلك بسبب سياسة سنغافورة التجاريّة.[٢]

ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول جغرافية وموقع سنغافورة، يمكنك قراءة مقال أين تقع سنغافورة وما هي عاصمتها.

الأسباب السياسيّة لنهضة سنغافورة

نالّت جمهورية سنغافورة (بالإنجليزية: Singapore) استقلالها التامّ في عام 1965م، فقدّ تمكّن لي كوان يو (رئيس الوزراء السابق) بعد ذلك بأربع سنوات من جعل السياسة في البلاد أكثر استقراراً؛ حيث وضع نظاماً قانونياً واضحاً، وفعّالاً يتم تنفيذه في أي وقت، وآمناً موثوقاً إلى حد ما، كل ذلك وغيره من الأسباب هَيَأ لسنغافورة حالة استقرار سياسيّ، إذ ساهم ذلك برفع مستوى جذب الاستثمارات؛ نظراً لوجود ظروف مُناسبة ومُلائمة للعمليّات الاستثمار، فلا بد أن المستثمر الأجنبيّ يرغب في وجود بيئة آمنة ومستقرة سياسياً ليقوم بإنشاء أعماله فيها، وكل ذلك ينصب بدوره في نمو الاقتصاد وازدهاره، وبالتالي نهضة الدولة وتطوّرها.[٢]

الأسباب التجاريّة لنهضة سنغافورة

تحظى سنغافورة بقطاع تجاريّ قويّ وحيويّ، وذلك بسبب سعيّ البلاد إلى اتباع العديد من السياسات والإجراءات الفعّالة للنهوض بهذا القطاع، ومنها، إنشاء بنيّة تحتيّة أساسيّة متطوّرة مثل الميناء الرئيسيّ والذي يُعتبر ميناءً لحاويات نقل البضائع وحاوية الشحن، فهو يرتبط بأكثر من 600 ميناء في العالم، مما يجعله أكبر منشأة متكاملة في العالم، وما تجدّر الإشارة إليه أن سنغافورة تعمل على تطويره ليتسع ل 65 مليون حاوية شحن أو حاويات نقل البضائع بحلول 2030م، وعَمل الميناء عن كثب مع خطوط الشحن لبناء واحدة من أكثر شبكات النقل البحريّ كثافة في العالم، ومن الجانب الآخر يستقبل مطار تشانجي 6,800 رحلة جوية خلال الأسبوع إلى 330 مدينة حول العالم، والذي يضم مجمع الخدمات اللوجستية المسؤول عن خدمات الشحن والتجارة، كما عملت سنغافورة على تغير نمطها الفكري من التحكم في التجارة إلى تيسير التجارة، والعمل على إنشاء نافذة وطنيّة موحدة لدَمج أكبر عَدد ممكن من المُعاملات التجارية في برنامج رقمي واحِد، وخلق سُبل الدخول إلى الأسواق الرئيسيّة من خلال تكثيف اتفاقيات التجارة الحرّة، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص؛ إدراكاً لأهميته في القرارات الخاصة بالسياسات، ورفع مستوى المنافسة بين القطاع الخاص والجهات الصناعية الأخرى؛ لزياد الفعاليّة والمهارة من الناحية التجاريّة، كل هذه الإجراءات وغيرها ساهمت بشكل كبير في تنمية القطاع التجاري، والذي بدوره ساهم في نهضة البلاد.[٤]

الأسباب التعليميّة لنهضة سنغافورة

يُعد القطاع التعليميّ السنغافوريّ واحداً من أهم مقومات النهضة السنغافوريّة؛ فقد تمكّنت البلاد من النهوض بقطاع التعليم؛ استناداً إلى مبدأ النظام التعليميّ في سنغافورة الذي ينص على “أن كل طفل أو طفلة يملك أو تملك مواهب بطريقة خاصة”، والمبنيّ على تجميع الأطفال ذوي القدرات المتماثلة معاً، مما يجعل من النظام التعليميّ نظاماً فعالاً، وذلك عن طريق توجيه الأطفال للمجال الذي يناسب مهاراتهم وقدراتهم لتعزيزها،[٥] فالحفاظ على تطوّر البلاد لا يكون إلا بإنشاء نظام تعليمي متكامل، يتم من خلاله توفير الموارد البشرية التي تحتاجها الدولة، وقد تحقق ذلك بالفعل؛ فقد حظّي نظام التعليم في سنغافورة بمرتبة متقدمة عالمياً، وتمكّنت الجهات المُختصة من مواجهة التعددية اللغويّة والعرقيّة من خلال جعل اللغة الإنجليزية اللغة التعليميّة الرسميّة، ومنح الحق باختيار لغة التخاطب بين الأقران، كما تم تطوير محتوى المناهج، وصقل إمكانيّات الطالب من النواحي البدنيّة والذهنيّة والأخلاقيةّ، ورفع كفاءة المعلمين باعتباره الركيزة الأساسيّة للعمليّة التعليميّة، وتخصيص نحو خُمس الميزانية لقطاع التعليم، وجعل الهدف الأساسي من التعليم إخراج جيل واعد مُتعلم وعلى قدر عالي من المعرفة والثقافة.[٦]

الأسباب الأخلاقيّة لنهضة سنغافورة

ترتكز أي دولة ناجحة على وجود قيم أخلاقيّة حسنة، وهذا الحال في سنغافورة التي نهضت وتطوّرت بفضل الاهتمام بالقيم الأخلافية؛ كالمرونة، والواقعيّة، والنزاهة، والترفع عن الأنانيّة، والنظر إلى الأسرة على أنّها المرتكز الأول للمجتمع، وبث قيم التميّز والتفرد والفخر بالذات لدى الأفراد بانتمائهم إلى سنغافورة المتطوّرة والمتعددة ثقافياً، وتعزيز الهُوية الوطنيّة، والمشاركة بالاحتفالات الجماعيّة إحياءً لذكرى المُناسبات الوطنيّة، وتعزيز الانتماء للوطن من خلال التذكير بالإنجازات المحققة في المجالات الفنية، والرياضيّة والاقتصادية، كما تسعى سنغافورة إلى تقويّة العلاقات بين الوافدين والمهاجرين، والتعامل مع منظومة الإعلام مع منحها الحرية الكاملة في نقل الأخبار في ظل سيادة القانون، فكل ذلك وغيره ساهم بشكل كبير في خلق بيئة أخلاقيّة نهضت بسنغافورة في الأمام.[٦]

ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول سنغافورة، يمكنك قراءة مقال معلومات عن سنغافورة.

المراجع

  1. Ping Zhou (10-7-2019), ” The History of Singapore’s Economic Development “، www.thoughtco.com, Retrieved 25-2-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت “The True Spell of Magic that Lies Behind Singapore’s Success”, hospitalityinsights.ehl.edu, Retrieved 25-2-2020. Edited.
  3. Thomas R. Leinbach, Annajane Kennard، Richard Olof Winstedt (22-2-2020)، ” Singapore “، www.britannica.com, Retrieved 25-2-2020. Edited.
  4. Karuna Ramakrishnan (26-1-2017)، “ثلاثة عوامل حوّلت سنغافورة إلى مركز عالمي للخدمات اللوجستية “، blogs.worldbank.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2020. بتصرّف.
  5. كيشور محبوباني, “ما سر نجاح سنغافورة؟”، dubaipolicyreview.ae, Retrieved 25-2-2020. Edited.
  6. ^ أ ب أ.شيرين ماهر، سنغافورة..رحلة نجاح العقول، صفحة 166-170. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

أسباب نهضة سنغافورة

الأسباب الاقتصاديّة لنهضة سنغافورة

تطور اقتصاد سنغافورة بشكل كبير مُقارنة بما كان عليه خلال الستينيات من القرن الماضي، فقد ارتفع نصيب الفرد من الناتج المَحلي الإجمالي من 320 دولاراً أمريكياً إلى 60,000 دولار أمريكي مع مرور الوقت، وذلك عن طريق إيجاد حلول للمشاكل الاقتصاديّة والبطالة، وتشجيع الاستثمار، وإطلاق برامج شاملة لعمليّات التصنيع، مما أدّى ذلك إلى نهضة الاقتصاد السنغافوري، والانفتاح السريع على الاقتصاد العالميّ، فقد أصبح اقتصاد سنغافورة بالآونة الأخيرة اقتصاداً تنافسياً وأسرع نمواً وفقاً لتقرير أصدره المعهد الدوليّ للتطوير الإداري لعام 2019م، بالرغم من جميع التحديّات التي واجهتها سنغافورة فقد أصبح القطاع الاقتصاديّ مقوماً أساسياً من مقومات تطورها ونهضتها.[١][٢]

الأسباب الجغرافيّة لنهضة سنغافورة

لعب الموقع الجغرافي الاستراتيجيّ لسنغافورة دوراً مهماً في نهضتها؛ فهي توجد في أقصى جنوب شبه جزيرة الملايو (بالإنجليزية: the Malay Peninsula)، في المنطقة المُطلة على مضيق ملقا (بالإنجليزية: Malacca Strait)، وهو مضيق مائيّ يربط المحيط الهندي ببحر الصين الجنوبي،[٣] وتسيطر سنغافورة على نحو 40% من إجمالي حركات الشحن التجاريّ البحريّ في العالم، وأصبحت البلاد بمينائها مركزاً تجارياً مهماً في المنطقة، وذلك بسبب سياسة سنغافورة التجاريّة.[٢]

ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول جغرافية وموقع سنغافورة، يمكنك قراءة مقال أين تقع سنغافورة وما هي عاصمتها.

الأسباب السياسيّة لنهضة سنغافورة

نالّت جمهورية سنغافورة (بالإنجليزية: Singapore) استقلالها التامّ في عام 1965م، فقدّ تمكّن لي كوان يو (رئيس الوزراء السابق) بعد ذلك بأربع سنوات من جعل السياسة في البلاد أكثر استقراراً؛ حيث وضع نظاماً قانونياً واضحاً، وفعّالاً يتم تنفيذه في أي وقت، وآمناً موثوقاً إلى حد ما، كل ذلك وغيره من الأسباب هَيَأ لسنغافورة حالة استقرار سياسيّ، إذ ساهم ذلك برفع مستوى جذب الاستثمارات؛ نظراً لوجود ظروف مُناسبة ومُلائمة للعمليّات الاستثمار، فلا بد أن المستثمر الأجنبيّ يرغب في وجود بيئة آمنة ومستقرة سياسياً ليقوم بإنشاء أعماله فيها، وكل ذلك ينصب بدوره في نمو الاقتصاد وازدهاره، وبالتالي نهضة الدولة وتطوّرها.[٢]

الأسباب التجاريّة لنهضة سنغافورة

تحظى سنغافورة بقطاع تجاريّ قويّ وحيويّ، وذلك بسبب سعيّ البلاد إلى اتباع العديد من السياسات والإجراءات الفعّالة للنهوض بهذا القطاع، ومنها، إنشاء بنيّة تحتيّة أساسيّة متطوّرة مثل الميناء الرئيسيّ والذي يُعتبر ميناءً لحاويات نقل البضائع وحاوية الشحن، فهو يرتبط بأكثر من 600 ميناء في العالم، مما يجعله أكبر منشأة متكاملة في العالم، وما تجدّر الإشارة إليه أن سنغافورة تعمل على تطويره ليتسع ل 65 مليون حاوية شحن أو حاويات نقل البضائع بحلول 2030م، وعَمل الميناء عن كثب مع خطوط الشحن لبناء واحدة من أكثر شبكات النقل البحريّ كثافة في العالم، ومن الجانب الآخر يستقبل مطار تشانجي 6,800 رحلة جوية خلال الأسبوع إلى 330 مدينة حول العالم، والذي يضم مجمع الخدمات اللوجستية المسؤول عن خدمات الشحن والتجارة، كما عملت سنغافورة على تغير نمطها الفكري من التحكم في التجارة إلى تيسير التجارة، والعمل على إنشاء نافذة وطنيّة موحدة لدَمج أكبر عَدد ممكن من المُعاملات التجارية في برنامج رقمي واحِد، وخلق سُبل الدخول إلى الأسواق الرئيسيّة من خلال تكثيف اتفاقيات التجارة الحرّة، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص؛ إدراكاً لأهميته في القرارات الخاصة بالسياسات، ورفع مستوى المنافسة بين القطاع الخاص والجهات الصناعية الأخرى؛ لزياد الفعاليّة والمهارة من الناحية التجاريّة، كل هذه الإجراءات وغيرها ساهمت بشكل كبير في تنمية القطاع التجاري، والذي بدوره ساهم في نهضة البلاد.[٤]

الأسباب التعليميّة لنهضة سنغافورة

يُعد القطاع التعليميّ السنغافوريّ واحداً من أهم مقومات النهضة السنغافوريّة؛ فقد تمكّنت البلاد من النهوض بقطاع التعليم؛ استناداً إلى مبدأ النظام التعليميّ في سنغافورة الذي ينص على “أن كل طفل أو طفلة يملك أو تملك مواهب بطريقة خاصة”، والمبنيّ على تجميع الأطفال ذوي القدرات المتماثلة معاً، مما يجعل من النظام التعليميّ نظاماً فعالاً، وذلك عن طريق توجيه الأطفال للمجال الذي يناسب مهاراتهم وقدراتهم لتعزيزها،[٥] فالحفاظ على تطوّر البلاد لا يكون إلا بإنشاء نظام تعليمي متكامل، يتم من خلاله توفير الموارد البشرية التي تحتاجها الدولة، وقد تحقق ذلك بالفعل؛ فقد حظّي نظام التعليم في سنغافورة بمرتبة متقدمة عالمياً، وتمكّنت الجهات المُختصة من مواجهة التعددية اللغويّة والعرقيّة من خلال جعل اللغة الإنجليزية اللغة التعليميّة الرسميّة، ومنح الحق باختيار لغة التخاطب بين الأقران، كما تم تطوير محتوى المناهج، وصقل إمكانيّات الطالب من النواحي البدنيّة والذهنيّة والأخلاقيةّ، ورفع كفاءة المعلمين باعتباره الركيزة الأساسيّة للعمليّة التعليميّة، وتخصيص نحو خُمس الميزانية لقطاع التعليم، وجعل الهدف الأساسي من التعليم إخراج جيل واعد مُتعلم وعلى قدر عالي من المعرفة والثقافة.[٦]

الأسباب الأخلاقيّة لنهضة سنغافورة

ترتكز أي دولة ناجحة على وجود قيم أخلاقيّة حسنة، وهذا الحال في سنغافورة التي نهضت وتطوّرت بفضل الاهتمام بالقيم الأخلافية؛ كالمرونة، والواقعيّة، والنزاهة، والترفع عن الأنانيّة، والنظر إلى الأسرة على أنّها المرتكز الأول للمجتمع، وبث قيم التميّز والتفرد والفخر بالذات لدى الأفراد بانتمائهم إلى سنغافورة المتطوّرة والمتعددة ثقافياً، وتعزيز الهُوية الوطنيّة، والمشاركة بالاحتفالات الجماعيّة إحياءً لذكرى المُناسبات الوطنيّة، وتعزيز الانتماء للوطن من خلال التذكير بالإنجازات المحققة في المجالات الفنية، والرياضيّة والاقتصادية، كما تسعى سنغافورة إلى تقويّة العلاقات بين الوافدين والمهاجرين، والتعامل مع منظومة الإعلام مع منحها الحرية الكاملة في نقل الأخبار في ظل سيادة القانون، فكل ذلك وغيره ساهم بشكل كبير في خلق بيئة أخلاقيّة نهضت بسنغافورة في الأمام.[٦]

ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول سنغافورة، يمكنك قراءة مقال معلومات عن سنغافورة.

المراجع

  1. Ping Zhou (10-7-2019), ” The History of Singapore’s Economic Development “، www.thoughtco.com, Retrieved 25-2-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت “The True Spell of Magic that Lies Behind Singapore’s Success”, hospitalityinsights.ehl.edu, Retrieved 25-2-2020. Edited.
  3. Thomas R. Leinbach, Annajane Kennard، Richard Olof Winstedt (22-2-2020)، ” Singapore “، www.britannica.com, Retrieved 25-2-2020. Edited.
  4. Karuna Ramakrishnan (26-1-2017)، “ثلاثة عوامل حوّلت سنغافورة إلى مركز عالمي للخدمات اللوجستية “، blogs.worldbank.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2020. بتصرّف.
  5. كيشور محبوباني, “ما سر نجاح سنغافورة؟”، dubaipolicyreview.ae, Retrieved 25-2-2020. Edited.
  6. ^ أ ب أ.شيرين ماهر، سنغافورة..رحلة نجاح العقول، صفحة 166-170. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أسباب نهضة سنغافورة

الأسباب الاقتصاديّة لنهضة سنغافورة

تطور اقتصاد سنغافورة بشكل كبير مُقارنة بما كان عليه خلال الستينيات من القرن الماضي، فقد ارتفع نصيب الفرد من الناتج المَحلي الإجمالي من 320 دولاراً أمريكياً إلى 60,000 دولار أمريكي مع مرور الوقت، وذلك عن طريق إيجاد حلول للمشاكل الاقتصاديّة والبطالة، وتشجيع الاستثمار، وإطلاق برامج شاملة لعمليّات التصنيع، مما أدّى ذلك إلى نهضة الاقتصاد السنغافوري، والانفتاح السريع على الاقتصاد العالميّ، فقد أصبح اقتصاد سنغافورة بالآونة الأخيرة اقتصاداً تنافسياً وأسرع نمواً وفقاً لتقرير أصدره المعهد الدوليّ للتطوير الإداري لعام 2019م، بالرغم من جميع التحديّات التي واجهتها سنغافورة فقد أصبح القطاع الاقتصاديّ مقوماً أساسياً من مقومات تطورها ونهضتها.[١][٢]

الأسباب الجغرافيّة لنهضة سنغافورة

لعب الموقع الجغرافي الاستراتيجيّ لسنغافورة دوراً مهماً في نهضتها؛ فهي توجد في أقصى جنوب شبه جزيرة الملايو (بالإنجليزية: the Malay Peninsula)، في المنطقة المُطلة على مضيق ملقا (بالإنجليزية: Malacca Strait)، وهو مضيق مائيّ يربط المحيط الهندي ببحر الصين الجنوبي،[٣] وتسيطر سنغافورة على نحو 40% من إجمالي حركات الشحن التجاريّ البحريّ في العالم، وأصبحت البلاد بمينائها مركزاً تجارياً مهماً في المنطقة، وذلك بسبب سياسة سنغافورة التجاريّة.[٢]

ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول جغرافية وموقع سنغافورة، يمكنك قراءة مقال أين تقع سنغافورة وما هي عاصمتها.

الأسباب السياسيّة لنهضة سنغافورة

نالّت جمهورية سنغافورة (بالإنجليزية: Singapore) استقلالها التامّ في عام 1965م، فقدّ تمكّن لي كوان يو (رئيس الوزراء السابق) بعد ذلك بأربع سنوات من جعل السياسة في البلاد أكثر استقراراً؛ حيث وضع نظاماً قانونياً واضحاً، وفعّالاً يتم تنفيذه في أي وقت، وآمناً موثوقاً إلى حد ما، كل ذلك وغيره من الأسباب هَيَأ لسنغافورة حالة استقرار سياسيّ، إذ ساهم ذلك برفع مستوى جذب الاستثمارات؛ نظراً لوجود ظروف مُناسبة ومُلائمة للعمليّات الاستثمار، فلا بد أن المستثمر الأجنبيّ يرغب في وجود بيئة آمنة ومستقرة سياسياً ليقوم بإنشاء أعماله فيها، وكل ذلك ينصب بدوره في نمو الاقتصاد وازدهاره، وبالتالي نهضة الدولة وتطوّرها.[٢]

الأسباب التجاريّة لنهضة سنغافورة

تحظى سنغافورة بقطاع تجاريّ قويّ وحيويّ، وذلك بسبب سعيّ البلاد إلى اتباع العديد من السياسات والإجراءات الفعّالة للنهوض بهذا القطاع، ومنها، إنشاء بنيّة تحتيّة أساسيّة متطوّرة مثل الميناء الرئيسيّ والذي يُعتبر ميناءً لحاويات نقل البضائع وحاوية الشحن، فهو يرتبط بأكثر من 600 ميناء في العالم، مما يجعله أكبر منشأة متكاملة في العالم، وما تجدّر الإشارة إليه أن سنغافورة تعمل على تطويره ليتسع ل 65 مليون حاوية شحن أو حاويات نقل البضائع بحلول 2030م، وعَمل الميناء عن كثب مع خطوط الشحن لبناء واحدة من أكثر شبكات النقل البحريّ كثافة في العالم، ومن الجانب الآخر يستقبل مطار تشانجي 6,800 رحلة جوية خلال الأسبوع إلى 330 مدينة حول العالم، والذي يضم مجمع الخدمات اللوجستية المسؤول عن خدمات الشحن والتجارة، كما عملت سنغافورة على تغير نمطها الفكري من التحكم في التجارة إلى تيسير التجارة، والعمل على إنشاء نافذة وطنيّة موحدة لدَمج أكبر عَدد ممكن من المُعاملات التجارية في برنامج رقمي واحِد، وخلق سُبل الدخول إلى الأسواق الرئيسيّة من خلال تكثيف اتفاقيات التجارة الحرّة، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص؛ إدراكاً لأهميته في القرارات الخاصة بالسياسات، ورفع مستوى المنافسة بين القطاع الخاص والجهات الصناعية الأخرى؛ لزياد الفعاليّة والمهارة من الناحية التجاريّة، كل هذه الإجراءات وغيرها ساهمت بشكل كبير في تنمية القطاع التجاري، والذي بدوره ساهم في نهضة البلاد.[٤]

الأسباب التعليميّة لنهضة سنغافورة

يُعد القطاع التعليميّ السنغافوريّ واحداً من أهم مقومات النهضة السنغافوريّة؛ فقد تمكّنت البلاد من النهوض بقطاع التعليم؛ استناداً إلى مبدأ النظام التعليميّ في سنغافورة الذي ينص على “أن كل طفل أو طفلة يملك أو تملك مواهب بطريقة خاصة”، والمبنيّ على تجميع الأطفال ذوي القدرات المتماثلة معاً، مما يجعل من النظام التعليميّ نظاماً فعالاً، وذلك عن طريق توجيه الأطفال للمجال الذي يناسب مهاراتهم وقدراتهم لتعزيزها،[٥] فالحفاظ على تطوّر البلاد لا يكون إلا بإنشاء نظام تعليمي متكامل، يتم من خلاله توفير الموارد البشرية التي تحتاجها الدولة، وقد تحقق ذلك بالفعل؛ فقد حظّي نظام التعليم في سنغافورة بمرتبة متقدمة عالمياً، وتمكّنت الجهات المُختصة من مواجهة التعددية اللغويّة والعرقيّة من خلال جعل اللغة الإنجليزية اللغة التعليميّة الرسميّة، ومنح الحق باختيار لغة التخاطب بين الأقران، كما تم تطوير محتوى المناهج، وصقل إمكانيّات الطالب من النواحي البدنيّة والذهنيّة والأخلاقيةّ، ورفع كفاءة المعلمين باعتباره الركيزة الأساسيّة للعمليّة التعليميّة، وتخصيص نحو خُمس الميزانية لقطاع التعليم، وجعل الهدف الأساسي من التعليم إخراج جيل واعد مُتعلم وعلى قدر عالي من المعرفة والثقافة.[٦]

الأسباب الأخلاقيّة لنهضة سنغافورة

ترتكز أي دولة ناجحة على وجود قيم أخلاقيّة حسنة، وهذا الحال في سنغافورة التي نهضت وتطوّرت بفضل الاهتمام بالقيم الأخلافية؛ كالمرونة، والواقعيّة، والنزاهة، والترفع عن الأنانيّة، والنظر إلى الأسرة على أنّها المرتكز الأول للمجتمع، وبث قيم التميّز والتفرد والفخر بالذات لدى الأفراد بانتمائهم إلى سنغافورة المتطوّرة والمتعددة ثقافياً، وتعزيز الهُوية الوطنيّة، والمشاركة بالاحتفالات الجماعيّة إحياءً لذكرى المُناسبات الوطنيّة، وتعزيز الانتماء للوطن من خلال التذكير بالإنجازات المحققة في المجالات الفنية، والرياضيّة والاقتصادية، كما تسعى سنغافورة إلى تقويّة العلاقات بين الوافدين والمهاجرين، والتعامل مع منظومة الإعلام مع منحها الحرية الكاملة في نقل الأخبار في ظل سيادة القانون، فكل ذلك وغيره ساهم بشكل كبير في خلق بيئة أخلاقيّة نهضت بسنغافورة في الأمام.[٦]

ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول سنغافورة، يمكنك قراءة مقال معلومات عن سنغافورة.

المراجع

  1. Ping Zhou (10-7-2019), ” The History of Singapore’s Economic Development “، www.thoughtco.com, Retrieved 25-2-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت “The True Spell of Magic that Lies Behind Singapore’s Success”, hospitalityinsights.ehl.edu, Retrieved 25-2-2020. Edited.
  3. Thomas R. Leinbach, Annajane Kennard، Richard Olof Winstedt (22-2-2020)، ” Singapore “، www.britannica.com, Retrieved 25-2-2020. Edited.
  4. Karuna Ramakrishnan (26-1-2017)، “ثلاثة عوامل حوّلت سنغافورة إلى مركز عالمي للخدمات اللوجستية “، blogs.worldbank.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2020. بتصرّف.
  5. كيشور محبوباني, “ما سر نجاح سنغافورة؟”، dubaipolicyreview.ae, Retrieved 25-2-2020. Edited.
  6. ^ أ ب أ.شيرين ماهر، سنغافورة..رحلة نجاح العقول، صفحة 166-170. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى