'); }
أدعية باسم الله الأعظم
ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- صيغ للدعاء بيّن -عليه الصلاة والسلام- أنَّها تشتمل على اسم الله -تعالى- الأعظم الذي إذا سُئل به أعطى، والدعاء بالاسم الأعظم أرجى للإجابة، وقد تعددت الآراء في تَحديد اسمه -عز وجل- الأعظم.[١]
ولعلَّ من أقرب الأقوال أنَّ اسم الله الأعظمَ هو (الله)؛ لكونه الاسمُ الوحيدُ الذي يوجد في كلِّ النصوصِ التي جاءَ أنَّ اسم الله الأعظمِ قد ورد فيها، وأيضاً لأنَّه الاسمُ الجامعُ لِلهِ -عزَّ وجلَّ- الذي يَدلُّ على جَميعِ أسمائِه وصِفاتِه،[١] ومن الأدعية الواردة في السنة باسم الله الأعظم ما يأتي.
الدعاء الأول
أقرَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم-دعاءً دعاه أحد الصحابة وهو: (اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُك بأنِّي أشهَدُ أنَّك أنتَ اللهُ الذي لا إلهَ إلَّا أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكُنْ له كُفُوًا أحَدٌ).[٢] فقال النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: والَّذي نَفْسي بيَدِه لقد سَأَلَ اللهَ باسْمِه الأعظَمِ الذي إذا سُئِلَ به أعْطى، وإذا دُعِيَ به أجابَ.[٢]
'); }
وبعضُ الناس قد يظن أنَّ اسم الله -عز وجل- الأعظم مِن أسماء الله الحسنى لا يعرفه إلا مَن كان له كرامة خارقة، وهذا خطأ فإنَّ الله -تبارك وتعالى- دعا عباده لمعرفة أسمائه وصفاته، والدعاء بها دعاء العبادة ودعاء المسألة، وأثنى على مَن عرَفها وتفقَّه فيها، ولا شك أنَّ الاسم الأعظم منها وأولاها بهذا الأمر، فإنَّ الله -تعالى- هو الجواد لا منتهى لجوده وكرمه.[٣]
الدعاء الثاني
(اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإِكْرامِ، يا حيُّ يا قيُّومُ، إنِّي أسألُكَ..)، قال النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- لأصحابِهِ عن هذا الدعاء: (والَّذي نَفسي بيدِهِ، لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ، الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى).[٤]
وفي هذا الحديثِ يَحكي أنس بن مالك -رَضي الله عنه- أنَّه كان مَع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم- جالِسًا ورَجلٌ يُصلِّي ثمَّ دعا الرجل بما يأتي:[٥]
- “اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُك بأنَّ لك الحمْدَ لا إلهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ”، أي يا الله أنت كثيرُ العَطاءِ لخَلْقِك وعبادك.
- “بَديعُ السَّمواتِ والأرضِ” أي من خلقهما وأنشأهما من العدمِ.
- “يا ذا الجلالِ والإكرامِ” أي يا صاحبَ الكبرياء والعظمة والإكرامِ.
- “يا حيُّ يا قيُّومُ” أي مَن يقوم بتَصْريفِ وتدبير شؤونِ خلقه.
وهَذه صِفاتُ الكَمالِ للهِ -عز وجل- وإقرارٌ بالعبودية والربوبية.،[٥]وقال النبي -صلَّى الله علَيه وسلم-: (لقد دَعا اللهَ باسمِه العظيمِ الَّذي إذا دُعِي به أجابَ، وإذا سُئِل به أعطَى)،[٤] وهذا يعني أنَّ اسم اللهِ الأعظم مَذكور في هذا الدُّعاءِ الذي دعا به الرجل، ولكنَّه -صلى الله عليه وسلم- لم يحدد أي اسم هو مِن هذه الأسماءِ الَّتي ذُكِرَت، وقد يراد به مجمل الدعاء.[٥]
أدعية منوعة
يستطيع المسلم أن يدعو الله -تعالى- بما شاء من الأدعية التي يتحرى بها اسم الله الأعظم مُستعيناً بالأحاديث الواردة حول هذه الأدعية أو بالدعاء بلفظه وأسلوبه، ومن هذه الأدعية ما يأتي:
- اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي أخبرنا حبيبك بأنك إذا دعيت به أعطيت وأنت أهل الكرم والعطاء والمن، أسألك باسم الله وبأن لك الحمد يا حي يا قيوم أن ترزقني الهداية.
- اللهم إنا نلتجئ إليك ونطلبك، يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، اللهم إني أسألك باسمك الأعظم أن تقضي لي مسألتي.
- اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت أن ترحمني وتسترني وتلطف بحالي.
المراجع
- ^ أ ب “الدعاء باسم الله الأعظم.. تعيينه.. وأسراره الدعاء به”، اسلام ويب، 5/10/2015، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه أحمد ، في تخريج المسند، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:22952، اسنادة صحيح.
- ↑ خالد النجار (16/8/2017)، “اسم الله الأعظم”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1299، صحيح.
- ^ أ ب ت “شروح الاحاديث”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2022.