أحاديث نبوية عن العمل
يحظى العمل في الإسلام بمكانة عالية، كونه عبادة عظيمة يقوم بها الوطن وتزدهر به الحياة، فالواجب على الإنسان أن ينهض بعمله سعياً لنيل الأجر والثواب من الله تعالى، والنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذكر ذلك في أحاديث عديدة، يُذكر منها:[١][٢]
- قال صلّى الله عليه وسلّم: (لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ).[٣]
- عن صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (اللهمَ باركْ لأمتي في بكورِها. قال: وكان إذا بعث سريةً أو جيشًا، بعثهم أولَ النهارِ. وكان صخرُ رجلًا تاجرًا. وكان إذا بعث تجارةً بعثهم أولَ النهارِ، فأثرى وكثر مالُه).[٤]
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أنَّ داوُدَ النبيَّ عليه السَّلامُ، كانَ لا يَأْكُلُ إلَّا مِن عَمَلِ يَدِهِ).[٥]
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ).[٦]
- عن عائشة رضي الله عنها، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ أطيبَ ما أَكَلتُمْ من كسبِكُم، وإنَّ أولادَكُم من كسبِكُم).[٧]
- مر على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجل، فرأى أصحابُ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من جلده ونشاطه، فقالوا: يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال: (إنْ كان خرجَ يَسعَى على ولَدِهِ صِغارًا فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كان خرجَ يَسعَى على أبويْنِ شيْخيْنِ كبيريْنِ، فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كان خرجَ يَسعَى على نفسِهِ يَعِفُّها فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كان خرجَ يسعَى رِياءً ومُفاخَرةً فهوَ في سبيلِ الشيْطانِ).[٨]
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا).[٩]
- (إنَّ اللهَ تعالى يحبُّ إذا عملَ أحدُكمْ عملًا أنْ يتقنَهُ).[١٠]
آيات قرآنية عن العمل
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز آيات كريمة تحث على العمل، منها:[١١][١٢]
- (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ).[١٣]
- (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ ).[١٤]
- (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا).[١٥]
- (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ).[١٦]
- (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ).[١٧]
- (وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ).[١٨]
- (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ).[١٩]
- (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ).[٢٠]
- (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ).[٢١]
- (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).[٢٢]
- (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).[٢٣]
- (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).[٢٤]
- (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا).[٢٥]
- (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ*فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).[٢٦]
أخلاقيات العمل في الإسلام
ينبغي على المسلم الالتزام بقيم أخلاقية تترتب عليه عند التحاقه بالعمل، أبرزها الآتي:[٢٧]
- مشروعية العمل؛ فيجب على المسلم تحري واختيار العمل المُباح، واجتناب الأعمال التي نهى عنها الإسلام.
- توقيع عقد عمل بين الطرفين؛ تحقيقاً للعدل بين العامل وصاحب العمل يتفق خلاله على أمور تتعلق بالعمل، أبرزها: مدة العمل، ونوع العمل وحجمه، بالإضافة إلى تعيين راتب مالي مقابل الخدمة.
- إسناد العمل لصاحبه؛ والمقصود هنا أن يُنسب العمل لمن تتوافر لديه الكفاءة والأهلية للقيام به.
- التكليف بالمُستطاع؛ فلا يُكلف العامل بعمل فوق قدرته لا يستطيع إنجازه.
- قبل المطالبة بالحقوق يجب القيام بالواجبات؛ فلا يحق للعامل المطالبة بحقه وهو لا يقوم بالعمل المُسند له.
المراجع
- ↑ “كسب الرزق”، www.nabulsi.com، 20-7-1992، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019. بتصرّف.
- ↑ حسان أحمد العماري (18-5-2013)، “مكانة العمل وآدابه في الإسلام”، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2374، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن صخر بن وداعة الغامدي، الصفحة أو الرقم: 1212، حسن.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2073، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2262، صحيح.
- ↑ رواه ابن حزم، في المحلى، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 8/102، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 1428، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1424، صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1855، حسن.
- ↑ ياسر بن خالد السعد (4-10-2017)، “آيات عن العمل”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019. بتصرّف.
- ↑ “آيات تحدثت عن العمل”، www.islamweb.net، 15-3-2006، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 32.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 80.
- ↑ سورة المؤمنون، آية: 27.
- ↑ سورة الروم، آية: 23.
- ↑ سورة سبأ، آية: 13.
- ↑ سورة النحل، آية: 14.
- ↑ سورة الحديد، آية: 25.
- ↑ سورة الملك، آية: 15.
- ↑ سورة المزمل، آية: 20.
- ↑ سورة الزخرف، آية: 72.
- ↑ سورة الكهف، آية: 110.
- ↑ سورة الملك، آية: 2.
- ↑ سورة الكهف، آية: 107.
- ↑ سورة الزلزلة، آية: 6-8.
- ↑ د. مفرح بن سليمان القوسي (14-6-2011)، “أخلاق العمل في الإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019. بتصرّف.