العمل
يمكن تعريف العمل بأنّه عبارة عن نشاطٍ جسديٍّ يقوم به الإنسان ويبذلُ فيه مجهوداً لتحقيق غايةً أو إنجازً أو إنتاجاً مُعيّناً، ومن الممكن أيضاً تعريفه بأنّه أداءٌ مُهمّةٌ يقوم بها الانسان لتحقيقِ فائدةٍ لشخصٍ أو مجموعةِ أشخاصٍ آخرين مقابل أجرٍ. وعرّف الإسلام العمل بأنّه ذلك المجهود الذي يقوم ببذلِهِ الإنسان في إحدى مجالات الحياة لتحقيقِ مصالحَ شخصيّةٍ أو عامّةٍ وتقديم منتوجٍ جديدٍ كثمرةٍ للمجهود المبذول التي تحقق النّفع للنّاس وتقضي حوائجَهم، ويشترط بذلك أن يكونَ العملُ في كل مجالات الحياة المحللّاً شرعاً؛ أي أن يكونَ مصدرُ الرّزق والعمل حلالاً لا يشوبه أيّ شكّ.
ويُطلق مصطلح العمل على أيِّ مجهودٍ جسديٍّ أو عضليٍّ يُنتجُ من خلاله إنجازاً أو فائدةً للإنسان والمجتمع، وتتفاوت مستوياتُ وطبيعةُ النّشاطاتِ بين المجتمعات، فمثلاً الأعمال اليدويّة تشتملُ كل من قطاعاتِ التّجارة والحِدادة والنّحت والحياكة والخياطة، فتُعتبر مصدرَ دخلٍ رئيسيٍّ في الدّول الفقيرة.
أهميّة العمل
- يعتبر العملُ وسيلةً ليستفيد الانسان من قدراتِه ومهاراتِه وتنميتها.
- يعود العملُ بالنّفع الماديّ على الإنسان، ويُعّد مصدراً رئيسيّاً للرّزق.
- يساعدُ على تحقيقِ حياةٍ كريمةٍ.
- التّشجيع على إقامةِ العلاقاتِ الاجتماعية.
- يعتبرُ مصدراً من مصادرِ السّعادة.
- يُلبّي العملُ حاجاتِ المجتمع من جميع النّواحي (الانتاج والاستهلاك).
- المساهمةُ في التّنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة.
- إشباعُ حاجات الأفرادِ النّفسية والفِكريّة والاجتماعيّة وغيرها.
العمل في الإسلام
قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم -: “ما أكل أحدٌ طعاماً قطُّ خيراً من أن يأكلَ من عمل يده، وأنَّ نبيّ الله داوود عليه السّلام كان يأكلُ من عمل يده”. برز اهتمام الإسلام بالعمل في عدّة مواضع، فورد ذكره في القرآن الكريم والسّنة النّبوية الشّريفة، وجاء اهتمام الاسلام بالعمل والحثّ عليه انطلاقاً من أهميّته البالغة ودوره في حياة الفردِ والمجتمع معاً. وفي الحديث النّبوي الشّريف السّابق وضّحَ رسولُ الله – صلّى الله عليه وسلّم – مدى هذه الأهميّة التي تحثُّ العبدَ على المِضيِّ قُدُماً وضرورة الكسب الحلالِ لضمانِ حياةٍ كريمةٍ له، كما استدّل بخيرِ مِثالٍ ضربه عن نبيّ الله داوود عليه السّلام بالعمل.
وفي الذكر الحكيم أمر الله سبحانه وتعالى صراحةً عبادَه بالسعي في مناكبِ الأرض بحثاً عن الرّزق، وحذّر من التّقاعس عن العمل والتّكاسل، كما وحذّر الإسلام من الاتّكالية على الغير في تأمين القوتِ والحياةِ الكريمة، فقد ذمَّ الإسلام القعودَ عن العملِ والتّواكل واعتبره بمقام المهانةِ والمذلّة للإنسان في الحياة الدّنيا، خاصّةً إذا كان له لديه القُدرة على العمل وتقاعَسَ عنه بإرادته. ومن صورِ اهتمام الاسلام بالعمل فقد وضعَ أُسُساً لأخلاقيّات العمل ومفهومه وأبعاده، ولم يغضَّ الطَّرْف عن كل جوانبِ العمل في الإسلام، ومن أهم الأخلاقيات التي حددها الإسلام:
- الاهتمام بحقوق العُمّال، ومنها:
- مناسبة الأجر مع ما يبذلُه العامل من جهدٍ.
- عدم المُماطلة في دفع الأجر للأجير.
- أن يكونَ العملُ مناسباً للعامل.
- الصّدق في العمل.
- إتقان العمل.
- الأمانة.
- عدم تأجيل العمل.
- استشعار رقابة الله سبحانه وتعالى أثناء العمل.