كلمات معبرة

أجمل كلام الحب والعشق

أجمل كلام الحبّ والعشق

يُعتبر الحبّ واسطة العقد والرّحمة في العالم الإنسانيّ، فهي الصّفة التي ميّز الله بها الإنسان عن باقي خلقه، بأن جعلهم قادرين على التناغم فيما بينهم، ليكونوا جنساً متناغماً قادراً على الوصول إلى أعلى درجات التّوافق فيما بينهم. والحبّ كلمةٌ صغيرةٌ بسيطةٌ لا تحتوي على أكثر من حرفين، ولكنّه سرّ الوجود الإنساني، وهو السّر الكامن وراء وجود هذا الكون العظيم.

أحبّك

أحبّك.. حتّى يتمّ انطفائي

بعينين، مثل اتّساع السّماء

إلى أن أغيب وريداً.. وريداً

بأعماق منجدلٍ كستنائيّ

إلى أن أحسّ بأنّك بعضي

وبعض ظنوني.. وبعض دمائي

أحبّك .. غيبوبةً لا تفيق

أنا عطشٌ يستحيل ارتوائي

أنا جعدةٌ في مطاوي قميصٍ

عرفت بنفضاته كبريائي

أنا – عفو عينيك – أنت. كلانا

ربيع الرّبيع.. عطاء العطاء

أحبّك.. لا تسألي أيّ دعوى

جرحت الشّموس أنا بادعائي

إذا ما أحبّك.. نفسي أحبُّ

فنحن الغناء.. ورجع الغناء..

أشهد أن لا امرأةً إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

أتقنت اللعبة إلا أنتِ

واحتملت حماقتي

عشرة أعوام كما احتملتِ

واصطبرت على جنوني مثلما صبرتِ

وقلّمت أظافري

ورتّبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تشبهني كصورةٍ زيتيّةٍ

في الفكر والسّلوك إلا أنتِ

والعقل والجنون إلا أنتِ

والملل السّريع

والتّعلق السّريع

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذتِ

واستعمرتني مثلما فعلتِ

وحرّرتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

تعاملت معي كطفل عمره شهران

إلا أنتِ..

وقدّمت لي لبن العصفور

والأزهار والألعاب

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

كانت معي كريمةً كالبحر

راقيةً كالشّعر

ودللّتني مثلما فعلتِ

وأفسدتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

قد جعلت طفولتي

تمتد للخمسين.. إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

تقدرأن تقول أنّها النّساء.. إلا أنتِ

وأنّ في سرّتها

مركز هذا الكون

أشهد أن لا امرأةً

تتبعها الأشجار عندما تسير

إلا أنتِ..

ويشرب الحمام من مياه جسمها الثّلجي

إلا أنتِ..

وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصّيفي

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

اختصرت بكلمتين قصّة الأنوثة

وحرّضت رجولتي عليّ

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

توقّف الزّمان عند نهدها الأيمن

إلا أنتِ..

وقامت الثّورات من سفوح نهدها الأيسر

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد غيّرت شرائع العالم إلا أنتِ

وغيّرت

خريطة الحلال والحرام

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تجتاحني في لحظات العشق كالزّلزال

تحرقني .. تغرقني

تشعلني .. تطفئني

تكسرني نصفين كالهلال

أشهد أن لا امرأةً

تحتلّ نفسي أطول احتلال

وأسعد احتلال

تزرعني

ورداً دمشقيّاً

ونعناعاً

وبرتقالاً

و طماطماً

يا امرأةً

اترك تحت شعرها أسئلتي

ولم تجب يوماً على سؤال

يا امرأةً هي اللغات كلها

لكنّها

تلمس بالذّهن ولا تقال

أيّتها البحريّة العينين

والشّمعية اليدين

والرّائعة الحضور

أيّتها البيضاء كالفضّة

والملساء كالبلور

أشهد أن لا امرأةً

على محيط خصرها.. تجتمع العصور

وألف ألف كوكب يدور

أشهد أن لا امرأةً.. غيرك يا حبيبتي

على ذراعيها تربّى أوّل الذّكور

وآخر الذّكور

أيّتها اللماحة الشّفافة

العادلة الجميلة

أيتها الشّهية البهيّة

الدّائمة الطفولة

أشهد أن لا امرأةً

تحرّرت من حكم أهل الكهف إلا أنتِ

وكسرت أصنامهم

وبدّدت أوهامهم

وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

استقبلت بصدرها خناجر القبيلة

واعتبرت حبّي لها

خلاصة الفضيلة

أشهد أن لا امرأةً

جاءت تماماً مثلما انتظرت

وجاء طول شعرها أطول ممّا شئت أو حلمت

وجاء شكل نهدها

مطابقاً لكل ما خطّطت أو رسمت

أشهد أن لا امرأةً

تخرج من سحب الدّخان.. إن دخّنت

تطير كالحمامة البيضاء في فكري.. إذا فكّرت

يا امرأةً..كتبت عنها كتباً بحالها

لكنّها برغم شعري كله

قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبتُ

أشهد أن لا امرأةً

مارست الحبّ معي بمنتهى الحضاره

وأخرجتني من غبار العالم الثّالث

إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

قبلك حلّت عقدي

وثقّفت لي جسدي

وحاورته مثلما تحاور القيثارة

أشهد أن لا امرأةً

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

حبّ قديم

على الأقاض وردتنا

ووجهانا على الرّمل

إذا مرّت رياح الصّيف

أشرعنا المناديلا

على مهلٍ.. على مهلٍ

وغبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى

نراوغ قطرة الطّل

تعالي مرةً في البال

يا أختاه!

إنّ أواخر الليل

تعرّيني من الألوان والظلّ

و تحميني من الذّل!

و في عينيك، يا قمري القديم

يشدّني أصلي

إلى إغفاءة زرقاء

تحت الشّمس.. والنّخل

بعيداً عن دجى المنفى..

قريباً من حمى أهلي

تشهّيت الطّفولة فيك.

مذ طارت عصافير الرّبيع

تجرّد الشّجر

وصوتك كان، يا ماكان،

يأتي

من الآبار أحياناً

و أحياناً ينقطه لي المطر

نقيّاً هكذا كالنّار

كالأشجار.. كالأشعار ينهمر

تعالي يا سلطانتي فؤاد روحي وعقلي

كأنّ في عينيك شيء أشتهيه

وكنت أنتظر

وشدّيني إلى زنديك

شدّيني أسيراً

منك يغتفر

تشهّيت الطفولة فيك

مذ طارت

عصافير الرّبيع

تجرّد الشجرّ!

ونعبر في الطريق

مكبّلين..

كأنّنا أسرى

يدي، لم أدر، أم يدك

احتست وجعاً

من الأخرى؟

ولم تطلق، كعادتها،

بصدري أو بصدرك..

سروة الذّكرى

كأنّا عابرا دربٍ،

ككلّ النّاس،

إن نظرا

فلا شوقاً

ولا ندماً

ولا شزراً

ونغطس في الزّحام

لنشتري أشياءنا الصّغرى

ولم نترك لليلتنا

رماداً.. يذكر الجمرا

وشيء في شراييني

يناديني

لأشرب من يدك ترمد الذّكرى

ترجّل مرّةً كوكب

وسار على أناملنا

ولم يتعب

وحين رشفت عن شفتيك

ماء التّوت

أقبل عندها يشرب

وحين كتبت عن عينيك

نقّط كل ما أكتب

وشاركنا وسادتنا..

وقهوتنا

وحين ذهبت..

لم يذهب

لعلّي صرت منسيّاً

لديك

كغيمة في الرّيح

نازلةً إلى المغرب..

ولكنّي إذا حاولت

أن أنساك..

حطّ على يدي كوكب

لك المجد

تجنّح في خيالي

من صداك..

السّجن، والقيد

أراك، استند

إلى وساد

مهرةٍ.. تعدو

أحسّك في ليالي البرد

شمساً

في دمي تشدو

أسمّيك الطّفوله

يشرئبّ أمامي النّهد

أسمّيك الرّبيع

فتشمخ الأعشاب والورد

أسمّيك السّماء

فتشمت الأمطار والرّعد

لك المجد

فليس لفرحتي بتحيري

حدّ

وليس لموعدي وعد

لك.. المجد

وأدركنا المساء..

وكانت الشّمس

تسرّح شعرها في البحر

وآخر قبلة ترسو

على عينيّ مثل الجمر

خذي مني الرياح

وقبّليني

لآخر مرّة في العمر

وأدركها الصّباح

وكانت الشّمس

تمشط شعرها في الشّرق

لها الحنّاء والعرس

وتذكرة لقصر الرقّ

خذي منّي الأغاني

واذكريني..

كلمح البرق

وأدركني المساء

وكانت الأجراس

تدقّ لموكب المسبيّة الحسناء

وقلبي بارد كالماس

وأحلامي صناديق على الميناء

خذي منّي الرّبيع

وودّعيني ..

كما لم تحبّ امرأة

لا تحبّي…اعشقي

لا تنفقي …أغدقي

لا تصغري ….ترفّعي

لا تعقلي ….افقدي عقلك

لا تقيمي في قلبه…بل تفشّي فيه

لا تتذوقيه ..بل التهميه

لا تكوني أمامه….بل خلفه

لاتكوني عذره ..بل غايته

لا تكوني عشيقته ..بل زوجته

لا تكوني ممحاته …بل قلمه

لا تكوني واقعه…ظلّي حلمه

لا تكوني دائماً سعادته…كوني أحياناً ألمه

لا تكوني مُتعته…بل شهوته

كوني أرقه وأميرة نومه

لا تكوني سريره كوني وسادته

كوني بين النّساء اسمه ذكرياته ومشروعات غده

لا تكوني ساعته كوني معصمه

ولا وقته…بل زمنه

كم هي صعبة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك الليالي

الّتي أحاول أن أصل فيها إليك

أصل إلى شرايينك

إلى قلبك

كم هي شاقّة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك اللحظات

التي أبحث فيها عن صدرك ليضمّ رأسي

حبيبي

الشّوق إليك يقتلني

دائماً أنت في أفكاري

وفي ليلي ونهاري

صورتك

محفورة بين جفوني

وهي نور عيوني

عيناك… تنادي عيناي

يداك… تحتضن يداي

همساتك… تطرب أُذناي

يا حبيبي

أيعقل أن تفرّقنا المسافات

وتجمعنا الآهات

يا من ملكت قلبي ومُهجتي

يا من عشقتك وملكت دنيتي

حبيبي عندما أنام

أحلم أنني أراك … بالواقع

وعندما أصحو

أتمنى ان أراك ثانيةً … في أحلامي

عندما أبدأ بالكتابة

أجد نفسي وأجد ذاتي

أجد نفسي تنطق بالحروف المقهورة

التي تأبى أن تتوراى بين السّطور

أجد ببعض الأحيان

دمعي ينساب على ورقتي يبلّلها

فتبقى حروفي هي ذاتي الخجول

الّتي تريد التحرّر ولكنّها تأبى

وأحياناً عندما أكتب

أنسى أنّ لي أبجديات ومقاييس

المفروض أن لا أفرّط بها

أمّا عندما أكتب عن حبّي

أجده يتجسّد بمعانٍ ضعيفةٍ بين السّطور

لأنّني أجد حبّي بداخلي

نابعاً بكل حساسيّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

أجمل كلام الحبّ والعشق

يُعتبر الحبّ واسطة العقد والرّحمة في العالم الإنسانيّ، فهي الصّفة التي ميّز الله بها الإنسان عن باقي خلقه، بأن جعلهم قادرين على التناغم فيما بينهم، ليكونوا جنساً متناغماً قادراً على الوصول إلى أعلى درجات التّوافق فيما بينهم. والحبّ كلمةٌ صغيرةٌ بسيطةٌ لا تحتوي على أكثر من حرفين، ولكنّه سرّ الوجود الإنساني، وهو السّر الكامن وراء وجود هذا الكون العظيم.

أحبّك

أحبّك.. حتّى يتمّ انطفائي

بعينين، مثل اتّساع السّماء

إلى أن أغيب وريداً.. وريداً

بأعماق منجدلٍ كستنائيّ

إلى أن أحسّ بأنّك بعضي

وبعض ظنوني.. وبعض دمائي

أحبّك .. غيبوبةً لا تفيق

أنا عطشٌ يستحيل ارتوائي

أنا جعدةٌ في مطاوي قميصٍ

عرفت بنفضاته كبريائي

أنا – عفو عينيك – أنت. كلانا

ربيع الرّبيع.. عطاء العطاء

أحبّك.. لا تسألي أيّ دعوى

جرحت الشّموس أنا بادعائي

إذا ما أحبّك.. نفسي أحبُّ

فنحن الغناء.. ورجع الغناء..

أشهد أن لا امرأةً إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

أتقنت اللعبة إلا أنتِ

واحتملت حماقتي

عشرة أعوام كما احتملتِ

واصطبرت على جنوني مثلما صبرتِ

وقلّمت أظافري

ورتّبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تشبهني كصورةٍ زيتيّةٍ

في الفكر والسّلوك إلا أنتِ

والعقل والجنون إلا أنتِ

والملل السّريع

والتّعلق السّريع

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذتِ

واستعمرتني مثلما فعلتِ

وحرّرتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

تعاملت معي كطفل عمره شهران

إلا أنتِ..

وقدّمت لي لبن العصفور

والأزهار والألعاب

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

كانت معي كريمةً كالبحر

راقيةً كالشّعر

ودللّتني مثلما فعلتِ

وأفسدتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

قد جعلت طفولتي

تمتد للخمسين.. إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

تقدرأن تقول أنّها النّساء.. إلا أنتِ

وأنّ في سرّتها

مركز هذا الكون

أشهد أن لا امرأةً

تتبعها الأشجار عندما تسير

إلا أنتِ..

ويشرب الحمام من مياه جسمها الثّلجي

إلا أنتِ..

وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصّيفي

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

اختصرت بكلمتين قصّة الأنوثة

وحرّضت رجولتي عليّ

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

توقّف الزّمان عند نهدها الأيمن

إلا أنتِ..

وقامت الثّورات من سفوح نهدها الأيسر

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد غيّرت شرائع العالم إلا أنتِ

وغيّرت

خريطة الحلال والحرام

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تجتاحني في لحظات العشق كالزّلزال

تحرقني .. تغرقني

تشعلني .. تطفئني

تكسرني نصفين كالهلال

أشهد أن لا امرأةً

تحتلّ نفسي أطول احتلال

وأسعد احتلال

تزرعني

ورداً دمشقيّاً

ونعناعاً

وبرتقالاً

و طماطماً

يا امرأةً

اترك تحت شعرها أسئلتي

ولم تجب يوماً على سؤال

يا امرأةً هي اللغات كلها

لكنّها

تلمس بالذّهن ولا تقال

أيّتها البحريّة العينين

والشّمعية اليدين

والرّائعة الحضور

أيّتها البيضاء كالفضّة

والملساء كالبلور

أشهد أن لا امرأةً

على محيط خصرها.. تجتمع العصور

وألف ألف كوكب يدور

أشهد أن لا امرأةً.. غيرك يا حبيبتي

على ذراعيها تربّى أوّل الذّكور

وآخر الذّكور

أيّتها اللماحة الشّفافة

العادلة الجميلة

أيتها الشّهية البهيّة

الدّائمة الطفولة

أشهد أن لا امرأةً

تحرّرت من حكم أهل الكهف إلا أنتِ

وكسرت أصنامهم

وبدّدت أوهامهم

وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

استقبلت بصدرها خناجر القبيلة

واعتبرت حبّي لها

خلاصة الفضيلة

أشهد أن لا امرأةً

جاءت تماماً مثلما انتظرت

وجاء طول شعرها أطول ممّا شئت أو حلمت

وجاء شكل نهدها

مطابقاً لكل ما خطّطت أو رسمت

أشهد أن لا امرأةً

تخرج من سحب الدّخان.. إن دخّنت

تطير كالحمامة البيضاء في فكري.. إذا فكّرت

يا امرأةً..كتبت عنها كتباً بحالها

لكنّها برغم شعري كله

قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبتُ

أشهد أن لا امرأةً

مارست الحبّ معي بمنتهى الحضاره

وأخرجتني من غبار العالم الثّالث

إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

قبلك حلّت عقدي

وثقّفت لي جسدي

وحاورته مثلما تحاور القيثارة

أشهد أن لا امرأةً

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

حبّ قديم

على الأقاض وردتنا

ووجهانا على الرّمل

إذا مرّت رياح الصّيف

أشرعنا المناديلا

على مهلٍ.. على مهلٍ

وغبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى

نراوغ قطرة الطّل

تعالي مرةً في البال

يا أختاه!

إنّ أواخر الليل

تعرّيني من الألوان والظلّ

و تحميني من الذّل!

و في عينيك، يا قمري القديم

يشدّني أصلي

إلى إغفاءة زرقاء

تحت الشّمس.. والنّخل

بعيداً عن دجى المنفى..

قريباً من حمى أهلي

تشهّيت الطّفولة فيك.

مذ طارت عصافير الرّبيع

تجرّد الشّجر

وصوتك كان، يا ماكان،

يأتي

من الآبار أحياناً

و أحياناً ينقطه لي المطر

نقيّاً هكذا كالنّار

كالأشجار.. كالأشعار ينهمر

تعالي يا سلطانتي فؤاد روحي وعقلي

كأنّ في عينيك شيء أشتهيه

وكنت أنتظر

وشدّيني إلى زنديك

شدّيني أسيراً

منك يغتفر

تشهّيت الطفولة فيك

مذ طارت

عصافير الرّبيع

تجرّد الشجرّ!

ونعبر في الطريق

مكبّلين..

كأنّنا أسرى

يدي، لم أدر، أم يدك

احتست وجعاً

من الأخرى؟

ولم تطلق، كعادتها،

بصدري أو بصدرك..

سروة الذّكرى

كأنّا عابرا دربٍ،

ككلّ النّاس،

إن نظرا

فلا شوقاً

ولا ندماً

ولا شزراً

ونغطس في الزّحام

لنشتري أشياءنا الصّغرى

ولم نترك لليلتنا

رماداً.. يذكر الجمرا

وشيء في شراييني

يناديني

لأشرب من يدك ترمد الذّكرى

ترجّل مرّةً كوكب

وسار على أناملنا

ولم يتعب

وحين رشفت عن شفتيك

ماء التّوت

أقبل عندها يشرب

وحين كتبت عن عينيك

نقّط كل ما أكتب

وشاركنا وسادتنا..

وقهوتنا

وحين ذهبت..

لم يذهب

لعلّي صرت منسيّاً

لديك

كغيمة في الرّيح

نازلةً إلى المغرب..

ولكنّي إذا حاولت

أن أنساك..

حطّ على يدي كوكب

لك المجد

تجنّح في خيالي

من صداك..

السّجن، والقيد

أراك، استند

إلى وساد

مهرةٍ.. تعدو

أحسّك في ليالي البرد

شمساً

في دمي تشدو

أسمّيك الطّفوله

يشرئبّ أمامي النّهد

أسمّيك الرّبيع

فتشمخ الأعشاب والورد

أسمّيك السّماء

فتشمت الأمطار والرّعد

لك المجد

فليس لفرحتي بتحيري

حدّ

وليس لموعدي وعد

لك.. المجد

وأدركنا المساء..

وكانت الشّمس

تسرّح شعرها في البحر

وآخر قبلة ترسو

على عينيّ مثل الجمر

خذي مني الرياح

وقبّليني

لآخر مرّة في العمر

وأدركها الصّباح

وكانت الشّمس

تمشط شعرها في الشّرق

لها الحنّاء والعرس

وتذكرة لقصر الرقّ

خذي منّي الأغاني

واذكريني..

كلمح البرق

وأدركني المساء

وكانت الأجراس

تدقّ لموكب المسبيّة الحسناء

وقلبي بارد كالماس

وأحلامي صناديق على الميناء

خذي منّي الرّبيع

وودّعيني ..

كما لم تحبّ امرأة

لا تحبّي…اعشقي

لا تنفقي …أغدقي

لا تصغري ….ترفّعي

لا تعقلي ….افقدي عقلك

لا تقيمي في قلبه…بل تفشّي فيه

لا تتذوقيه ..بل التهميه

لا تكوني أمامه….بل خلفه

لاتكوني عذره ..بل غايته

لا تكوني عشيقته ..بل زوجته

لا تكوني ممحاته …بل قلمه

لا تكوني واقعه…ظلّي حلمه

لا تكوني دائماً سعادته…كوني أحياناً ألمه

لا تكوني مُتعته…بل شهوته

كوني أرقه وأميرة نومه

لا تكوني سريره كوني وسادته

كوني بين النّساء اسمه ذكرياته ومشروعات غده

لا تكوني ساعته كوني معصمه

ولا وقته…بل زمنه

كم هي صعبة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك الليالي

الّتي أحاول أن أصل فيها إليك

أصل إلى شرايينك

إلى قلبك

كم هي شاقّة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك اللحظات

التي أبحث فيها عن صدرك ليضمّ رأسي

حبيبي

الشّوق إليك يقتلني

دائماً أنت في أفكاري

وفي ليلي ونهاري

صورتك

محفورة بين جفوني

وهي نور عيوني

عيناك… تنادي عيناي

يداك… تحتضن يداي

همساتك… تطرب أُذناي

يا حبيبي

أيعقل أن تفرّقنا المسافات

وتجمعنا الآهات

يا من ملكت قلبي ومُهجتي

يا من عشقتك وملكت دنيتي

حبيبي عندما أنام

أحلم أنني أراك … بالواقع

وعندما أصحو

أتمنى ان أراك ثانيةً … في أحلامي

عندما أبدأ بالكتابة

أجد نفسي وأجد ذاتي

أجد نفسي تنطق بالحروف المقهورة

التي تأبى أن تتوراى بين السّطور

أجد ببعض الأحيان

دمعي ينساب على ورقتي يبلّلها

فتبقى حروفي هي ذاتي الخجول

الّتي تريد التحرّر ولكنّها تأبى

وأحياناً عندما أكتب

أنسى أنّ لي أبجديات ومقاييس

المفروض أن لا أفرّط بها

أمّا عندما أكتب عن حبّي

أجده يتجسّد بمعانٍ ضعيفةٍ بين السّطور

لأنّني أجد حبّي بداخلي

نابعاً بكل حساسيّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

أجمل كلام الحبّ والعشق

يُعتبر الحبّ واسطة العقد والرّحمة في العالم الإنسانيّ، فهي الصّفة التي ميّز الله بها الإنسان عن باقي خلقه، بأن جعلهم قادرين على التناغم فيما بينهم، ليكونوا جنساً متناغماً قادراً على الوصول إلى أعلى درجات التّوافق فيما بينهم. والحبّ كلمةٌ صغيرةٌ بسيطةٌ لا تحتوي على أكثر من حرفين، ولكنّه سرّ الوجود الإنساني، وهو السّر الكامن وراء وجود هذا الكون العظيم.

أحبّك

أحبّك.. حتّى يتمّ انطفائي

بعينين، مثل اتّساع السّماء

إلى أن أغيب وريداً.. وريداً

بأعماق منجدلٍ كستنائيّ

إلى أن أحسّ بأنّك بعضي

وبعض ظنوني.. وبعض دمائي

أحبّك .. غيبوبةً لا تفيق

أنا عطشٌ يستحيل ارتوائي

أنا جعدةٌ في مطاوي قميصٍ

عرفت بنفضاته كبريائي

أنا – عفو عينيك – أنت. كلانا

ربيع الرّبيع.. عطاء العطاء

أحبّك.. لا تسألي أيّ دعوى

جرحت الشّموس أنا بادعائي

إذا ما أحبّك.. نفسي أحبُّ

فنحن الغناء.. ورجع الغناء..

أشهد أن لا امرأةً إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

أتقنت اللعبة إلا أنتِ

واحتملت حماقتي

عشرة أعوام كما احتملتِ

واصطبرت على جنوني مثلما صبرتِ

وقلّمت أظافري

ورتّبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تشبهني كصورةٍ زيتيّةٍ

في الفكر والسّلوك إلا أنتِ

والعقل والجنون إلا أنتِ

والملل السّريع

والتّعلق السّريع

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذتِ

واستعمرتني مثلما فعلتِ

وحرّرتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

تعاملت معي كطفل عمره شهران

إلا أنتِ..

وقدّمت لي لبن العصفور

والأزهار والألعاب

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

كانت معي كريمةً كالبحر

راقيةً كالشّعر

ودللّتني مثلما فعلتِ

وأفسدتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

قد جعلت طفولتي

تمتد للخمسين.. إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

تقدرأن تقول أنّها النّساء.. إلا أنتِ

وأنّ في سرّتها

مركز هذا الكون

أشهد أن لا امرأةً

تتبعها الأشجار عندما تسير

إلا أنتِ..

ويشرب الحمام من مياه جسمها الثّلجي

إلا أنتِ..

وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصّيفي

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

اختصرت بكلمتين قصّة الأنوثة

وحرّضت رجولتي عليّ

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

توقّف الزّمان عند نهدها الأيمن

إلا أنتِ..

وقامت الثّورات من سفوح نهدها الأيسر

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد غيّرت شرائع العالم إلا أنتِ

وغيّرت

خريطة الحلال والحرام

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تجتاحني في لحظات العشق كالزّلزال

تحرقني .. تغرقني

تشعلني .. تطفئني

تكسرني نصفين كالهلال

أشهد أن لا امرأةً

تحتلّ نفسي أطول احتلال

وأسعد احتلال

تزرعني

ورداً دمشقيّاً

ونعناعاً

وبرتقالاً

و طماطماً

يا امرأةً

اترك تحت شعرها أسئلتي

ولم تجب يوماً على سؤال

يا امرأةً هي اللغات كلها

لكنّها

تلمس بالذّهن ولا تقال

أيّتها البحريّة العينين

والشّمعية اليدين

والرّائعة الحضور

أيّتها البيضاء كالفضّة

والملساء كالبلور

أشهد أن لا امرأةً

على محيط خصرها.. تجتمع العصور

وألف ألف كوكب يدور

أشهد أن لا امرأةً.. غيرك يا حبيبتي

على ذراعيها تربّى أوّل الذّكور

وآخر الذّكور

أيّتها اللماحة الشّفافة

العادلة الجميلة

أيتها الشّهية البهيّة

الدّائمة الطفولة

أشهد أن لا امرأةً

تحرّرت من حكم أهل الكهف إلا أنتِ

وكسرت أصنامهم

وبدّدت أوهامهم

وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

استقبلت بصدرها خناجر القبيلة

واعتبرت حبّي لها

خلاصة الفضيلة

أشهد أن لا امرأةً

جاءت تماماً مثلما انتظرت

وجاء طول شعرها أطول ممّا شئت أو حلمت

وجاء شكل نهدها

مطابقاً لكل ما خطّطت أو رسمت

أشهد أن لا امرأةً

تخرج من سحب الدّخان.. إن دخّنت

تطير كالحمامة البيضاء في فكري.. إذا فكّرت

يا امرأةً..كتبت عنها كتباً بحالها

لكنّها برغم شعري كله

قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبتُ

أشهد أن لا امرأةً

مارست الحبّ معي بمنتهى الحضاره

وأخرجتني من غبار العالم الثّالث

إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

قبلك حلّت عقدي

وثقّفت لي جسدي

وحاورته مثلما تحاور القيثارة

أشهد أن لا امرأةً

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

حبّ قديم

على الأقاض وردتنا

ووجهانا على الرّمل

إذا مرّت رياح الصّيف

أشرعنا المناديلا

على مهلٍ.. على مهلٍ

وغبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى

نراوغ قطرة الطّل

تعالي مرةً في البال

يا أختاه!

إنّ أواخر الليل

تعرّيني من الألوان والظلّ

و تحميني من الذّل!

و في عينيك، يا قمري القديم

يشدّني أصلي

إلى إغفاءة زرقاء

تحت الشّمس.. والنّخل

بعيداً عن دجى المنفى..

قريباً من حمى أهلي

تشهّيت الطّفولة فيك.

مذ طارت عصافير الرّبيع

تجرّد الشّجر

وصوتك كان، يا ماكان،

يأتي

من الآبار أحياناً

و أحياناً ينقطه لي المطر

نقيّاً هكذا كالنّار

كالأشجار.. كالأشعار ينهمر

تعالي يا سلطانتي فؤاد روحي وعقلي

كأنّ في عينيك شيء أشتهيه

وكنت أنتظر

وشدّيني إلى زنديك

شدّيني أسيراً

منك يغتفر

تشهّيت الطفولة فيك

مذ طارت

عصافير الرّبيع

تجرّد الشجرّ!

ونعبر في الطريق

مكبّلين..

كأنّنا أسرى

يدي، لم أدر، أم يدك

احتست وجعاً

من الأخرى؟

ولم تطلق، كعادتها،

بصدري أو بصدرك..

سروة الذّكرى

كأنّا عابرا دربٍ،

ككلّ النّاس،

إن نظرا

فلا شوقاً

ولا ندماً

ولا شزراً

ونغطس في الزّحام

لنشتري أشياءنا الصّغرى

ولم نترك لليلتنا

رماداً.. يذكر الجمرا

وشيء في شراييني

يناديني

لأشرب من يدك ترمد الذّكرى

ترجّل مرّةً كوكب

وسار على أناملنا

ولم يتعب

وحين رشفت عن شفتيك

ماء التّوت

أقبل عندها يشرب

وحين كتبت عن عينيك

نقّط كل ما أكتب

وشاركنا وسادتنا..

وقهوتنا

وحين ذهبت..

لم يذهب

لعلّي صرت منسيّاً

لديك

كغيمة في الرّيح

نازلةً إلى المغرب..

ولكنّي إذا حاولت

أن أنساك..

حطّ على يدي كوكب

لك المجد

تجنّح في خيالي

من صداك..

السّجن، والقيد

أراك، استند

إلى وساد

مهرةٍ.. تعدو

أحسّك في ليالي البرد

شمساً

في دمي تشدو

أسمّيك الطّفوله

يشرئبّ أمامي النّهد

أسمّيك الرّبيع

فتشمخ الأعشاب والورد

أسمّيك السّماء

فتشمت الأمطار والرّعد

لك المجد

فليس لفرحتي بتحيري

حدّ

وليس لموعدي وعد

لك.. المجد

وأدركنا المساء..

وكانت الشّمس

تسرّح شعرها في البحر

وآخر قبلة ترسو

على عينيّ مثل الجمر

خذي مني الرياح

وقبّليني

لآخر مرّة في العمر

وأدركها الصّباح

وكانت الشّمس

تمشط شعرها في الشّرق

لها الحنّاء والعرس

وتذكرة لقصر الرقّ

خذي منّي الأغاني

واذكريني..

كلمح البرق

وأدركني المساء

وكانت الأجراس

تدقّ لموكب المسبيّة الحسناء

وقلبي بارد كالماس

وأحلامي صناديق على الميناء

خذي منّي الرّبيع

وودّعيني ..

كما لم تحبّ امرأة

لا تحبّي…اعشقي

لا تنفقي …أغدقي

لا تصغري ….ترفّعي

لا تعقلي ….افقدي عقلك

لا تقيمي في قلبه…بل تفشّي فيه

لا تتذوقيه ..بل التهميه

لا تكوني أمامه….بل خلفه

لاتكوني عذره ..بل غايته

لا تكوني عشيقته ..بل زوجته

لا تكوني ممحاته …بل قلمه

لا تكوني واقعه…ظلّي حلمه

لا تكوني دائماً سعادته…كوني أحياناً ألمه

لا تكوني مُتعته…بل شهوته

كوني أرقه وأميرة نومه

لا تكوني سريره كوني وسادته

كوني بين النّساء اسمه ذكرياته ومشروعات غده

لا تكوني ساعته كوني معصمه

ولا وقته…بل زمنه

كم هي صعبة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك الليالي

الّتي أحاول أن أصل فيها إليك

أصل إلى شرايينك

إلى قلبك

كم هي شاقّة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك اللحظات

التي أبحث فيها عن صدرك ليضمّ رأسي

حبيبي

الشّوق إليك يقتلني

دائماً أنت في أفكاري

وفي ليلي ونهاري

صورتك

محفورة بين جفوني

وهي نور عيوني

عيناك… تنادي عيناي

يداك… تحتضن يداي

همساتك… تطرب أُذناي

يا حبيبي

أيعقل أن تفرّقنا المسافات

وتجمعنا الآهات

يا من ملكت قلبي ومُهجتي

يا من عشقتك وملكت دنيتي

حبيبي عندما أنام

أحلم أنني أراك … بالواقع

وعندما أصحو

أتمنى ان أراك ثانيةً … في أحلامي

عندما أبدأ بالكتابة

أجد نفسي وأجد ذاتي

أجد نفسي تنطق بالحروف المقهورة

التي تأبى أن تتوراى بين السّطور

أجد ببعض الأحيان

دمعي ينساب على ورقتي يبلّلها

فتبقى حروفي هي ذاتي الخجول

الّتي تريد التحرّر ولكنّها تأبى

وأحياناً عندما أكتب

أنسى أنّ لي أبجديات ومقاييس

المفروض أن لا أفرّط بها

أمّا عندما أكتب عن حبّي

أجده يتجسّد بمعانٍ ضعيفةٍ بين السّطور

لأنّني أجد حبّي بداخلي

نابعاً بكل حساسيّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أجمل كلام الحبّ والعشق

يُعتبر الحبّ واسطة العقد والرّحمة في العالم الإنسانيّ، فهي الصّفة التي ميّز الله بها الإنسان عن باقي خلقه، بأن جعلهم قادرين على التناغم فيما بينهم، ليكونوا جنساً متناغماً قادراً على الوصول إلى أعلى درجات التّوافق فيما بينهم. والحبّ كلمةٌ صغيرةٌ بسيطةٌ لا تحتوي على أكثر من حرفين، ولكنّه سرّ الوجود الإنساني، وهو السّر الكامن وراء وجود هذا الكون العظيم.

أحبّك

أحبّك.. حتّى يتمّ انطفائي

بعينين، مثل اتّساع السّماء

إلى أن أغيب وريداً.. وريداً

بأعماق منجدلٍ كستنائيّ

إلى أن أحسّ بأنّك بعضي

وبعض ظنوني.. وبعض دمائي

أحبّك .. غيبوبةً لا تفيق

أنا عطشٌ يستحيل ارتوائي

أنا جعدةٌ في مطاوي قميصٍ

عرفت بنفضاته كبريائي

أنا – عفو عينيك – أنت. كلانا

ربيع الرّبيع.. عطاء العطاء

أحبّك.. لا تسألي أيّ دعوى

جرحت الشّموس أنا بادعائي

إذا ما أحبّك.. نفسي أحبُّ

فنحن الغناء.. ورجع الغناء..

أشهد أن لا امرأةً إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

أتقنت اللعبة إلا أنتِ

واحتملت حماقتي

عشرة أعوام كما احتملتِ

واصطبرت على جنوني مثلما صبرتِ

وقلّمت أظافري

ورتّبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تشبهني كصورةٍ زيتيّةٍ

في الفكر والسّلوك إلا أنتِ

والعقل والجنون إلا أنتِ

والملل السّريع

والتّعلق السّريع

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذتِ

واستعمرتني مثلما فعلتِ

وحرّرتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

تعاملت معي كطفل عمره شهران

إلا أنتِ..

وقدّمت لي لبن العصفور

والأزهار والألعاب

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

كانت معي كريمةً كالبحر

راقيةً كالشّعر

ودللّتني مثلما فعلتِ

وأفسدتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

قد جعلت طفولتي

تمتد للخمسين.. إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

تقدرأن تقول أنّها النّساء.. إلا أنتِ

وأنّ في سرّتها

مركز هذا الكون

أشهد أن لا امرأةً

تتبعها الأشجار عندما تسير

إلا أنتِ..

ويشرب الحمام من مياه جسمها الثّلجي

إلا أنتِ..

وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصّيفي

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

اختصرت بكلمتين قصّة الأنوثة

وحرّضت رجولتي عليّ

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

توقّف الزّمان عند نهدها الأيمن

إلا أنتِ..

وقامت الثّورات من سفوح نهدها الأيسر

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد غيّرت شرائع العالم إلا أنتِ

وغيّرت

خريطة الحلال والحرام

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تجتاحني في لحظات العشق كالزّلزال

تحرقني .. تغرقني

تشعلني .. تطفئني

تكسرني نصفين كالهلال

أشهد أن لا امرأةً

تحتلّ نفسي أطول احتلال

وأسعد احتلال

تزرعني

ورداً دمشقيّاً

ونعناعاً

وبرتقالاً

و طماطماً

يا امرأةً

اترك تحت شعرها أسئلتي

ولم تجب يوماً على سؤال

يا امرأةً هي اللغات كلها

لكنّها

تلمس بالذّهن ولا تقال

أيّتها البحريّة العينين

والشّمعية اليدين

والرّائعة الحضور

أيّتها البيضاء كالفضّة

والملساء كالبلور

أشهد أن لا امرأةً

على محيط خصرها.. تجتمع العصور

وألف ألف كوكب يدور

أشهد أن لا امرأةً.. غيرك يا حبيبتي

على ذراعيها تربّى أوّل الذّكور

وآخر الذّكور

أيّتها اللماحة الشّفافة

العادلة الجميلة

أيتها الشّهية البهيّة

الدّائمة الطفولة

أشهد أن لا امرأةً

تحرّرت من حكم أهل الكهف إلا أنتِ

وكسرت أصنامهم

وبدّدت أوهامهم

وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

استقبلت بصدرها خناجر القبيلة

واعتبرت حبّي لها

خلاصة الفضيلة

أشهد أن لا امرأةً

جاءت تماماً مثلما انتظرت

وجاء طول شعرها أطول ممّا شئت أو حلمت

وجاء شكل نهدها

مطابقاً لكل ما خطّطت أو رسمت

أشهد أن لا امرأةً

تخرج من سحب الدّخان.. إن دخّنت

تطير كالحمامة البيضاء في فكري.. إذا فكّرت

يا امرأةً..كتبت عنها كتباً بحالها

لكنّها برغم شعري كله

قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبتُ

أشهد أن لا امرأةً

مارست الحبّ معي بمنتهى الحضاره

وأخرجتني من غبار العالم الثّالث

إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

قبلك حلّت عقدي

وثقّفت لي جسدي

وحاورته مثلما تحاور القيثارة

أشهد أن لا امرأةً

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

حبّ قديم

على الأقاض وردتنا

ووجهانا على الرّمل

إذا مرّت رياح الصّيف

أشرعنا المناديلا

على مهلٍ.. على مهلٍ

وغبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى

نراوغ قطرة الطّل

تعالي مرةً في البال

يا أختاه!

إنّ أواخر الليل

تعرّيني من الألوان والظلّ

و تحميني من الذّل!

و في عينيك، يا قمري القديم

يشدّني أصلي

إلى إغفاءة زرقاء

تحت الشّمس.. والنّخل

بعيداً عن دجى المنفى..

قريباً من حمى أهلي

تشهّيت الطّفولة فيك.

مذ طارت عصافير الرّبيع

تجرّد الشّجر

وصوتك كان، يا ماكان،

يأتي

من الآبار أحياناً

و أحياناً ينقطه لي المطر

نقيّاً هكذا كالنّار

كالأشجار.. كالأشعار ينهمر

تعالي يا سلطانتي فؤاد روحي وعقلي

كأنّ في عينيك شيء أشتهيه

وكنت أنتظر

وشدّيني إلى زنديك

شدّيني أسيراً

منك يغتفر

تشهّيت الطفولة فيك

مذ طارت

عصافير الرّبيع

تجرّد الشجرّ!

ونعبر في الطريق

مكبّلين..

كأنّنا أسرى

يدي، لم أدر، أم يدك

احتست وجعاً

من الأخرى؟

ولم تطلق، كعادتها،

بصدري أو بصدرك..

سروة الذّكرى

كأنّا عابرا دربٍ،

ككلّ النّاس،

إن نظرا

فلا شوقاً

ولا ندماً

ولا شزراً

ونغطس في الزّحام

لنشتري أشياءنا الصّغرى

ولم نترك لليلتنا

رماداً.. يذكر الجمرا

وشيء في شراييني

يناديني

لأشرب من يدك ترمد الذّكرى

ترجّل مرّةً كوكب

وسار على أناملنا

ولم يتعب

وحين رشفت عن شفتيك

ماء التّوت

أقبل عندها يشرب

وحين كتبت عن عينيك

نقّط كل ما أكتب

وشاركنا وسادتنا..

وقهوتنا

وحين ذهبت..

لم يذهب

لعلّي صرت منسيّاً

لديك

كغيمة في الرّيح

نازلةً إلى المغرب..

ولكنّي إذا حاولت

أن أنساك..

حطّ على يدي كوكب

لك المجد

تجنّح في خيالي

من صداك..

السّجن، والقيد

أراك، استند

إلى وساد

مهرةٍ.. تعدو

أحسّك في ليالي البرد

شمساً

في دمي تشدو

أسمّيك الطّفوله

يشرئبّ أمامي النّهد

أسمّيك الرّبيع

فتشمخ الأعشاب والورد

أسمّيك السّماء

فتشمت الأمطار والرّعد

لك المجد

فليس لفرحتي بتحيري

حدّ

وليس لموعدي وعد

لك.. المجد

وأدركنا المساء..

وكانت الشّمس

تسرّح شعرها في البحر

وآخر قبلة ترسو

على عينيّ مثل الجمر

خذي مني الرياح

وقبّليني

لآخر مرّة في العمر

وأدركها الصّباح

وكانت الشّمس

تمشط شعرها في الشّرق

لها الحنّاء والعرس

وتذكرة لقصر الرقّ

خذي منّي الأغاني

واذكريني..

كلمح البرق

وأدركني المساء

وكانت الأجراس

تدقّ لموكب المسبيّة الحسناء

وقلبي بارد كالماس

وأحلامي صناديق على الميناء

خذي منّي الرّبيع

وودّعيني ..

كما لم تحبّ امرأة

لا تحبّي…اعشقي

لا تنفقي …أغدقي

لا تصغري ….ترفّعي

لا تعقلي ….افقدي عقلك

لا تقيمي في قلبه…بل تفشّي فيه

لا تتذوقيه ..بل التهميه

لا تكوني أمامه….بل خلفه

لاتكوني عذره ..بل غايته

لا تكوني عشيقته ..بل زوجته

لا تكوني ممحاته …بل قلمه

لا تكوني واقعه…ظلّي حلمه

لا تكوني دائماً سعادته…كوني أحياناً ألمه

لا تكوني مُتعته…بل شهوته

كوني أرقه وأميرة نومه

لا تكوني سريره كوني وسادته

كوني بين النّساء اسمه ذكرياته ومشروعات غده

لا تكوني ساعته كوني معصمه

ولا وقته…بل زمنه

كم هي صعبة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك الليالي

الّتي أحاول أن أصل فيها إليك

أصل إلى شرايينك

إلى قلبك

كم هي شاقّة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك اللحظات

التي أبحث فيها عن صدرك ليضمّ رأسي

حبيبي

الشّوق إليك يقتلني

دائماً أنت في أفكاري

وفي ليلي ونهاري

صورتك

محفورة بين جفوني

وهي نور عيوني

عيناك… تنادي عيناي

يداك… تحتضن يداي

همساتك… تطرب أُذناي

يا حبيبي

أيعقل أن تفرّقنا المسافات

وتجمعنا الآهات

يا من ملكت قلبي ومُهجتي

يا من عشقتك وملكت دنيتي

حبيبي عندما أنام

أحلم أنني أراك … بالواقع

وعندما أصحو

أتمنى ان أراك ثانيةً … في أحلامي

عندما أبدأ بالكتابة

أجد نفسي وأجد ذاتي

أجد نفسي تنطق بالحروف المقهورة

التي تأبى أن تتوراى بين السّطور

أجد ببعض الأحيان

دمعي ينساب على ورقتي يبلّلها

فتبقى حروفي هي ذاتي الخجول

الّتي تريد التحرّر ولكنّها تأبى

وأحياناً عندما أكتب

أنسى أنّ لي أبجديات ومقاييس

المفروض أن لا أفرّط بها

أمّا عندما أكتب عن حبّي

أجده يتجسّد بمعانٍ ضعيفةٍ بين السّطور

لأنّني أجد حبّي بداخلي

نابعاً بكل حساسيّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أجمل كلام الحبّ والعشق

يُعتبر الحبّ واسطة العقد والرّحمة في العالم الإنسانيّ، فهي الصّفة التي ميّز الله بها الإنسان عن باقي خلقه، بأن جعلهم قادرين على التناغم فيما بينهم، ليكونوا جنساً متناغماً قادراً على الوصول إلى أعلى درجات التّوافق فيما بينهم. والحبّ كلمةٌ صغيرةٌ بسيطةٌ لا تحتوي على أكثر من حرفين، ولكنّه سرّ الوجود الإنساني، وهو السّر الكامن وراء وجود هذا الكون العظيم.

أحبّك

أحبّك.. حتّى يتمّ انطفائي

بعينين، مثل اتّساع السّماء

إلى أن أغيب وريداً.. وريداً

بأعماق منجدلٍ كستنائيّ

إلى أن أحسّ بأنّك بعضي

وبعض ظنوني.. وبعض دمائي

أحبّك .. غيبوبةً لا تفيق

أنا عطشٌ يستحيل ارتوائي

أنا جعدةٌ في مطاوي قميصٍ

عرفت بنفضاته كبريائي

أنا – عفو عينيك – أنت. كلانا

ربيع الرّبيع.. عطاء العطاء

أحبّك.. لا تسألي أيّ دعوى

جرحت الشّموس أنا بادعائي

إذا ما أحبّك.. نفسي أحبُّ

فنحن الغناء.. ورجع الغناء..

أشهد أن لا امرأةً إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

أتقنت اللعبة إلا أنتِ

واحتملت حماقتي

عشرة أعوام كما احتملتِ

واصطبرت على جنوني مثلما صبرتِ

وقلّمت أظافري

ورتّبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تشبهني كصورةٍ زيتيّةٍ

في الفكر والسّلوك إلا أنتِ

والعقل والجنون إلا أنتِ

والملل السّريع

والتّعلق السّريع

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذتِ

واستعمرتني مثلما فعلتِ

وحرّرتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

تعاملت معي كطفل عمره شهران

إلا أنتِ..

وقدّمت لي لبن العصفور

والأزهار والألعاب

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

كانت معي كريمةً كالبحر

راقيةً كالشّعر

ودللّتني مثلما فعلتِ

وأفسدتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

قد جعلت طفولتي

تمتد للخمسين.. إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

تقدرأن تقول أنّها النّساء.. إلا أنتِ

وأنّ في سرّتها

مركز هذا الكون

أشهد أن لا امرأةً

تتبعها الأشجار عندما تسير

إلا أنتِ..

ويشرب الحمام من مياه جسمها الثّلجي

إلا أنتِ..

وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصّيفي

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

اختصرت بكلمتين قصّة الأنوثة

وحرّضت رجولتي عليّ

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

توقّف الزّمان عند نهدها الأيمن

إلا أنتِ..

وقامت الثّورات من سفوح نهدها الأيسر

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد غيّرت شرائع العالم إلا أنتِ

وغيّرت

خريطة الحلال والحرام

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تجتاحني في لحظات العشق كالزّلزال

تحرقني .. تغرقني

تشعلني .. تطفئني

تكسرني نصفين كالهلال

أشهد أن لا امرأةً

تحتلّ نفسي أطول احتلال

وأسعد احتلال

تزرعني

ورداً دمشقيّاً

ونعناعاً

وبرتقالاً

و طماطماً

يا امرأةً

اترك تحت شعرها أسئلتي

ولم تجب يوماً على سؤال

يا امرأةً هي اللغات كلها

لكنّها

تلمس بالذّهن ولا تقال

أيّتها البحريّة العينين

والشّمعية اليدين

والرّائعة الحضور

أيّتها البيضاء كالفضّة

والملساء كالبلور

أشهد أن لا امرأةً

على محيط خصرها.. تجتمع العصور

وألف ألف كوكب يدور

أشهد أن لا امرأةً.. غيرك يا حبيبتي

على ذراعيها تربّى أوّل الذّكور

وآخر الذّكور

أيّتها اللماحة الشّفافة

العادلة الجميلة

أيتها الشّهية البهيّة

الدّائمة الطفولة

أشهد أن لا امرأةً

تحرّرت من حكم أهل الكهف إلا أنتِ

وكسرت أصنامهم

وبدّدت أوهامهم

وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

استقبلت بصدرها خناجر القبيلة

واعتبرت حبّي لها

خلاصة الفضيلة

أشهد أن لا امرأةً

جاءت تماماً مثلما انتظرت

وجاء طول شعرها أطول ممّا شئت أو حلمت

وجاء شكل نهدها

مطابقاً لكل ما خطّطت أو رسمت

أشهد أن لا امرأةً

تخرج من سحب الدّخان.. إن دخّنت

تطير كالحمامة البيضاء في فكري.. إذا فكّرت

يا امرأةً..كتبت عنها كتباً بحالها

لكنّها برغم شعري كله

قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبتُ

أشهد أن لا امرأةً

مارست الحبّ معي بمنتهى الحضاره

وأخرجتني من غبار العالم الثّالث

إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

قبلك حلّت عقدي

وثقّفت لي جسدي

وحاورته مثلما تحاور القيثارة

أشهد أن لا امرأةً

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

حبّ قديم

على الأقاض وردتنا

ووجهانا على الرّمل

إذا مرّت رياح الصّيف

أشرعنا المناديلا

على مهلٍ.. على مهلٍ

وغبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى

نراوغ قطرة الطّل

تعالي مرةً في البال

يا أختاه!

إنّ أواخر الليل

تعرّيني من الألوان والظلّ

و تحميني من الذّل!

و في عينيك، يا قمري القديم

يشدّني أصلي

إلى إغفاءة زرقاء

تحت الشّمس.. والنّخل

بعيداً عن دجى المنفى..

قريباً من حمى أهلي

تشهّيت الطّفولة فيك.

مذ طارت عصافير الرّبيع

تجرّد الشّجر

وصوتك كان، يا ماكان،

يأتي

من الآبار أحياناً

و أحياناً ينقطه لي المطر

نقيّاً هكذا كالنّار

كالأشجار.. كالأشعار ينهمر

تعالي يا سلطانتي فؤاد روحي وعقلي

كأنّ في عينيك شيء أشتهيه

وكنت أنتظر

وشدّيني إلى زنديك

شدّيني أسيراً

منك يغتفر

تشهّيت الطفولة فيك

مذ طارت

عصافير الرّبيع

تجرّد الشجرّ!

ونعبر في الطريق

مكبّلين..

كأنّنا أسرى

يدي، لم أدر، أم يدك

احتست وجعاً

من الأخرى؟

ولم تطلق، كعادتها،

بصدري أو بصدرك..

سروة الذّكرى

كأنّا عابرا دربٍ،

ككلّ النّاس،

إن نظرا

فلا شوقاً

ولا ندماً

ولا شزراً

ونغطس في الزّحام

لنشتري أشياءنا الصّغرى

ولم نترك لليلتنا

رماداً.. يذكر الجمرا

وشيء في شراييني

يناديني

لأشرب من يدك ترمد الذّكرى

ترجّل مرّةً كوكب

وسار على أناملنا

ولم يتعب

وحين رشفت عن شفتيك

ماء التّوت

أقبل عندها يشرب

وحين كتبت عن عينيك

نقّط كل ما أكتب

وشاركنا وسادتنا..

وقهوتنا

وحين ذهبت..

لم يذهب

لعلّي صرت منسيّاً

لديك

كغيمة في الرّيح

نازلةً إلى المغرب..

ولكنّي إذا حاولت

أن أنساك..

حطّ على يدي كوكب

لك المجد

تجنّح في خيالي

من صداك..

السّجن، والقيد

أراك، استند

إلى وساد

مهرةٍ.. تعدو

أحسّك في ليالي البرد

شمساً

في دمي تشدو

أسمّيك الطّفوله

يشرئبّ أمامي النّهد

أسمّيك الرّبيع

فتشمخ الأعشاب والورد

أسمّيك السّماء

فتشمت الأمطار والرّعد

لك المجد

فليس لفرحتي بتحيري

حدّ

وليس لموعدي وعد

لك.. المجد

وأدركنا المساء..

وكانت الشّمس

تسرّح شعرها في البحر

وآخر قبلة ترسو

على عينيّ مثل الجمر

خذي مني الرياح

وقبّليني

لآخر مرّة في العمر

وأدركها الصّباح

وكانت الشّمس

تمشط شعرها في الشّرق

لها الحنّاء والعرس

وتذكرة لقصر الرقّ

خذي منّي الأغاني

واذكريني..

كلمح البرق

وأدركني المساء

وكانت الأجراس

تدقّ لموكب المسبيّة الحسناء

وقلبي بارد كالماس

وأحلامي صناديق على الميناء

خذي منّي الرّبيع

وودّعيني ..

كما لم تحبّ امرأة

لا تحبّي…اعشقي

لا تنفقي …أغدقي

لا تصغري ….ترفّعي

لا تعقلي ….افقدي عقلك

لا تقيمي في قلبه…بل تفشّي فيه

لا تتذوقيه ..بل التهميه

لا تكوني أمامه….بل خلفه

لاتكوني عذره ..بل غايته

لا تكوني عشيقته ..بل زوجته

لا تكوني ممحاته …بل قلمه

لا تكوني واقعه…ظلّي حلمه

لا تكوني دائماً سعادته…كوني أحياناً ألمه

لا تكوني مُتعته…بل شهوته

كوني أرقه وأميرة نومه

لا تكوني سريره كوني وسادته

كوني بين النّساء اسمه ذكرياته ومشروعات غده

لا تكوني ساعته كوني معصمه

ولا وقته…بل زمنه

كم هي صعبة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك الليالي

الّتي أحاول أن أصل فيها إليك

أصل إلى شرايينك

إلى قلبك

كم هي شاقّة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك اللحظات

التي أبحث فيها عن صدرك ليضمّ رأسي

حبيبي

الشّوق إليك يقتلني

دائماً أنت في أفكاري

وفي ليلي ونهاري

صورتك

محفورة بين جفوني

وهي نور عيوني

عيناك… تنادي عيناي

يداك… تحتضن يداي

همساتك… تطرب أُذناي

يا حبيبي

أيعقل أن تفرّقنا المسافات

وتجمعنا الآهات

يا من ملكت قلبي ومُهجتي

يا من عشقتك وملكت دنيتي

حبيبي عندما أنام

أحلم أنني أراك … بالواقع

وعندما أصحو

أتمنى ان أراك ثانيةً … في أحلامي

عندما أبدأ بالكتابة

أجد نفسي وأجد ذاتي

أجد نفسي تنطق بالحروف المقهورة

التي تأبى أن تتوراى بين السّطور

أجد ببعض الأحيان

دمعي ينساب على ورقتي يبلّلها

فتبقى حروفي هي ذاتي الخجول

الّتي تريد التحرّر ولكنّها تأبى

وأحياناً عندما أكتب

أنسى أنّ لي أبجديات ومقاييس

المفروض أن لا أفرّط بها

أمّا عندما أكتب عن حبّي

أجده يتجسّد بمعانٍ ضعيفةٍ بين السّطور

لأنّني أجد حبّي بداخلي

نابعاً بكل حساسيّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

أجمل كلام الحبّ والعشق

يُعتبر الحبّ واسطة العقد والرّحمة في العالم الإنسانيّ، فهي الصّفة التي ميّز الله بها الإنسان عن باقي خلقه، بأن جعلهم قادرين على التناغم فيما بينهم، ليكونوا جنساً متناغماً قادراً على الوصول إلى أعلى درجات التّوافق فيما بينهم. والحبّ كلمةٌ صغيرةٌ بسيطةٌ لا تحتوي على أكثر من حرفين، ولكنّه سرّ الوجود الإنساني، وهو السّر الكامن وراء وجود هذا الكون العظيم.

أحبّك

أحبّك.. حتّى يتمّ انطفائي

بعينين، مثل اتّساع السّماء

إلى أن أغيب وريداً.. وريداً

بأعماق منجدلٍ كستنائيّ

إلى أن أحسّ بأنّك بعضي

وبعض ظنوني.. وبعض دمائي

أحبّك .. غيبوبةً لا تفيق

أنا عطشٌ يستحيل ارتوائي

أنا جعدةٌ في مطاوي قميصٍ

عرفت بنفضاته كبريائي

أنا – عفو عينيك – أنت. كلانا

ربيع الرّبيع.. عطاء العطاء

أحبّك.. لا تسألي أيّ دعوى

جرحت الشّموس أنا بادعائي

إذا ما أحبّك.. نفسي أحبُّ

فنحن الغناء.. ورجع الغناء..

أشهد أن لا امرأةً إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

أتقنت اللعبة إلا أنتِ

واحتملت حماقتي

عشرة أعوام كما احتملتِ

واصطبرت على جنوني مثلما صبرتِ

وقلّمت أظافري

ورتّبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تشبهني كصورةٍ زيتيّةٍ

في الفكر والسّلوك إلا أنتِ

والعقل والجنون إلا أنتِ

والملل السّريع

والتّعلق السّريع

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذتِ

واستعمرتني مثلما فعلتِ

وحرّرتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

تعاملت معي كطفل عمره شهران

إلا أنتِ..

وقدّمت لي لبن العصفور

والأزهار والألعاب

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

كانت معي كريمةً كالبحر

راقيةً كالشّعر

ودللّتني مثلما فعلتِ

وأفسدتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

قد جعلت طفولتي

تمتد للخمسين.. إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

تقدرأن تقول أنّها النّساء.. إلا أنتِ

وأنّ في سرّتها

مركز هذا الكون

أشهد أن لا امرأةً

تتبعها الأشجار عندما تسير

إلا أنتِ..

ويشرب الحمام من مياه جسمها الثّلجي

إلا أنتِ..

وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصّيفي

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

اختصرت بكلمتين قصّة الأنوثة

وحرّضت رجولتي عليّ

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

توقّف الزّمان عند نهدها الأيمن

إلا أنتِ..

وقامت الثّورات من سفوح نهدها الأيسر

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد غيّرت شرائع العالم إلا أنتِ

وغيّرت

خريطة الحلال والحرام

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تجتاحني في لحظات العشق كالزّلزال

تحرقني .. تغرقني

تشعلني .. تطفئني

تكسرني نصفين كالهلال

أشهد أن لا امرأةً

تحتلّ نفسي أطول احتلال

وأسعد احتلال

تزرعني

ورداً دمشقيّاً

ونعناعاً

وبرتقالاً

و طماطماً

يا امرأةً

اترك تحت شعرها أسئلتي

ولم تجب يوماً على سؤال

يا امرأةً هي اللغات كلها

لكنّها

تلمس بالذّهن ولا تقال

أيّتها البحريّة العينين

والشّمعية اليدين

والرّائعة الحضور

أيّتها البيضاء كالفضّة

والملساء كالبلور

أشهد أن لا امرأةً

على محيط خصرها.. تجتمع العصور

وألف ألف كوكب يدور

أشهد أن لا امرأةً.. غيرك يا حبيبتي

على ذراعيها تربّى أوّل الذّكور

وآخر الذّكور

أيّتها اللماحة الشّفافة

العادلة الجميلة

أيتها الشّهية البهيّة

الدّائمة الطفولة

أشهد أن لا امرأةً

تحرّرت من حكم أهل الكهف إلا أنتِ

وكسرت أصنامهم

وبدّدت أوهامهم

وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

استقبلت بصدرها خناجر القبيلة

واعتبرت حبّي لها

خلاصة الفضيلة

أشهد أن لا امرأةً

جاءت تماماً مثلما انتظرت

وجاء طول شعرها أطول ممّا شئت أو حلمت

وجاء شكل نهدها

مطابقاً لكل ما خطّطت أو رسمت

أشهد أن لا امرأةً

تخرج من سحب الدّخان.. إن دخّنت

تطير كالحمامة البيضاء في فكري.. إذا فكّرت

يا امرأةً..كتبت عنها كتباً بحالها

لكنّها برغم شعري كله

قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبتُ

أشهد أن لا امرأةً

مارست الحبّ معي بمنتهى الحضاره

وأخرجتني من غبار العالم الثّالث

إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

قبلك حلّت عقدي

وثقّفت لي جسدي

وحاورته مثلما تحاور القيثارة

أشهد أن لا امرأةً

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

حبّ قديم

على الأقاض وردتنا

ووجهانا على الرّمل

إذا مرّت رياح الصّيف

أشرعنا المناديلا

على مهلٍ.. على مهلٍ

وغبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى

نراوغ قطرة الطّل

تعالي مرةً في البال

يا أختاه!

إنّ أواخر الليل

تعرّيني من الألوان والظلّ

و تحميني من الذّل!

و في عينيك، يا قمري القديم

يشدّني أصلي

إلى إغفاءة زرقاء

تحت الشّمس.. والنّخل

بعيداً عن دجى المنفى..

قريباً من حمى أهلي

تشهّيت الطّفولة فيك.

مذ طارت عصافير الرّبيع

تجرّد الشّجر

وصوتك كان، يا ماكان،

يأتي

من الآبار أحياناً

و أحياناً ينقطه لي المطر

نقيّاً هكذا كالنّار

كالأشجار.. كالأشعار ينهمر

تعالي يا سلطانتي فؤاد روحي وعقلي

كأنّ في عينيك شيء أشتهيه

وكنت أنتظر

وشدّيني إلى زنديك

شدّيني أسيراً

منك يغتفر

تشهّيت الطفولة فيك

مذ طارت

عصافير الرّبيع

تجرّد الشجرّ!

ونعبر في الطريق

مكبّلين..

كأنّنا أسرى

يدي، لم أدر، أم يدك

احتست وجعاً

من الأخرى؟

ولم تطلق، كعادتها،

بصدري أو بصدرك..

سروة الذّكرى

كأنّا عابرا دربٍ،

ككلّ النّاس،

إن نظرا

فلا شوقاً

ولا ندماً

ولا شزراً

ونغطس في الزّحام

لنشتري أشياءنا الصّغرى

ولم نترك لليلتنا

رماداً.. يذكر الجمرا

وشيء في شراييني

يناديني

لأشرب من يدك ترمد الذّكرى

ترجّل مرّةً كوكب

وسار على أناملنا

ولم يتعب

وحين رشفت عن شفتيك

ماء التّوت

أقبل عندها يشرب

وحين كتبت عن عينيك

نقّط كل ما أكتب

وشاركنا وسادتنا..

وقهوتنا

وحين ذهبت..

لم يذهب

لعلّي صرت منسيّاً

لديك

كغيمة في الرّيح

نازلةً إلى المغرب..

ولكنّي إذا حاولت

أن أنساك..

حطّ على يدي كوكب

لك المجد

تجنّح في خيالي

من صداك..

السّجن، والقيد

أراك، استند

إلى وساد

مهرةٍ.. تعدو

أحسّك في ليالي البرد

شمساً

في دمي تشدو

أسمّيك الطّفوله

يشرئبّ أمامي النّهد

أسمّيك الرّبيع

فتشمخ الأعشاب والورد

أسمّيك السّماء

فتشمت الأمطار والرّعد

لك المجد

فليس لفرحتي بتحيري

حدّ

وليس لموعدي وعد

لك.. المجد

وأدركنا المساء..

وكانت الشّمس

تسرّح شعرها في البحر

وآخر قبلة ترسو

على عينيّ مثل الجمر

خذي مني الرياح

وقبّليني

لآخر مرّة في العمر

وأدركها الصّباح

وكانت الشّمس

تمشط شعرها في الشّرق

لها الحنّاء والعرس

وتذكرة لقصر الرقّ

خذي منّي الأغاني

واذكريني..

كلمح البرق

وأدركني المساء

وكانت الأجراس

تدقّ لموكب المسبيّة الحسناء

وقلبي بارد كالماس

وأحلامي صناديق على الميناء

خذي منّي الرّبيع

وودّعيني ..

كما لم تحبّ امرأة

لا تحبّي…اعشقي

لا تنفقي …أغدقي

لا تصغري ….ترفّعي

لا تعقلي ….افقدي عقلك

لا تقيمي في قلبه…بل تفشّي فيه

لا تتذوقيه ..بل التهميه

لا تكوني أمامه….بل خلفه

لاتكوني عذره ..بل غايته

لا تكوني عشيقته ..بل زوجته

لا تكوني ممحاته …بل قلمه

لا تكوني واقعه…ظلّي حلمه

لا تكوني دائماً سعادته…كوني أحياناً ألمه

لا تكوني مُتعته…بل شهوته

كوني أرقه وأميرة نومه

لا تكوني سريره كوني وسادته

كوني بين النّساء اسمه ذكرياته ومشروعات غده

لا تكوني ساعته كوني معصمه

ولا وقته…بل زمنه

كم هي صعبة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك الليالي

الّتي أحاول أن أصل فيها إليك

أصل إلى شرايينك

إلى قلبك

كم هي شاقّة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك اللحظات

التي أبحث فيها عن صدرك ليضمّ رأسي

حبيبي

الشّوق إليك يقتلني

دائماً أنت في أفكاري

وفي ليلي ونهاري

صورتك

محفورة بين جفوني

وهي نور عيوني

عيناك… تنادي عيناي

يداك… تحتضن يداي

همساتك… تطرب أُذناي

يا حبيبي

أيعقل أن تفرّقنا المسافات

وتجمعنا الآهات

يا من ملكت قلبي ومُهجتي

يا من عشقتك وملكت دنيتي

حبيبي عندما أنام

أحلم أنني أراك … بالواقع

وعندما أصحو

أتمنى ان أراك ثانيةً … في أحلامي

عندما أبدأ بالكتابة

أجد نفسي وأجد ذاتي

أجد نفسي تنطق بالحروف المقهورة

التي تأبى أن تتوراى بين السّطور

أجد ببعض الأحيان

دمعي ينساب على ورقتي يبلّلها

فتبقى حروفي هي ذاتي الخجول

الّتي تريد التحرّر ولكنّها تأبى

وأحياناً عندما أكتب

أنسى أنّ لي أبجديات ومقاييس

المفروض أن لا أفرّط بها

أمّا عندما أكتب عن حبّي

أجده يتجسّد بمعانٍ ضعيفةٍ بين السّطور

لأنّني أجد حبّي بداخلي

نابعاً بكل حساسيّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

أجمل كلام الحبّ والعشق

يُعتبر الحبّ واسطة العقد والرّحمة في العالم الإنسانيّ، فهي الصّفة التي ميّز الله بها الإنسان عن باقي خلقه، بأن جعلهم قادرين على التناغم فيما بينهم، ليكونوا جنساً متناغماً قادراً على الوصول إلى أعلى درجات التّوافق فيما بينهم. والحبّ كلمةٌ صغيرةٌ بسيطةٌ لا تحتوي على أكثر من حرفين، ولكنّه سرّ الوجود الإنساني، وهو السّر الكامن وراء وجود هذا الكون العظيم.

أحبّك

أحبّك.. حتّى يتمّ انطفائي

بعينين، مثل اتّساع السّماء

إلى أن أغيب وريداً.. وريداً

بأعماق منجدلٍ كستنائيّ

إلى أن أحسّ بأنّك بعضي

وبعض ظنوني.. وبعض دمائي

أحبّك .. غيبوبةً لا تفيق

أنا عطشٌ يستحيل ارتوائي

أنا جعدةٌ في مطاوي قميصٍ

عرفت بنفضاته كبريائي

أنا – عفو عينيك – أنت. كلانا

ربيع الرّبيع.. عطاء العطاء

أحبّك.. لا تسألي أيّ دعوى

جرحت الشّموس أنا بادعائي

إذا ما أحبّك.. نفسي أحبُّ

فنحن الغناء.. ورجع الغناء..

أشهد أن لا امرأةً إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

أتقنت اللعبة إلا أنتِ

واحتملت حماقتي

عشرة أعوام كما احتملتِ

واصطبرت على جنوني مثلما صبرتِ

وقلّمت أظافري

ورتّبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تشبهني كصورةٍ زيتيّةٍ

في الفكر والسّلوك إلا أنتِ

والعقل والجنون إلا أنتِ

والملل السّريع

والتّعلق السّريع

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذتِ

واستعمرتني مثلما فعلتِ

وحرّرتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

تعاملت معي كطفل عمره شهران

إلا أنتِ..

وقدّمت لي لبن العصفور

والأزهار والألعاب

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

كانت معي كريمةً كالبحر

راقيةً كالشّعر

ودللّتني مثلما فعلتِ

وأفسدتني مثلما فعلتِ

أشهد أن لا امرأةً

قد جعلت طفولتي

تمتد للخمسين.. إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

تقدرأن تقول أنّها النّساء.. إلا أنتِ

وأنّ في سرّتها

مركز هذا الكون

أشهد أن لا امرأةً

تتبعها الأشجار عندما تسير

إلا أنتِ..

ويشرب الحمام من مياه جسمها الثّلجي

إلا أنتِ..

وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصّيفي

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

اختصرت بكلمتين قصّة الأنوثة

وحرّضت رجولتي عليّ

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

توقّف الزّمان عند نهدها الأيمن

إلا أنتِ..

وقامت الثّورات من سفوح نهدها الأيسر

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

قد غيّرت شرائع العالم إلا أنتِ

وغيّرت

خريطة الحلال والحرام

إلا أنتِ..

أشهد أن لا امرأةً

تجتاحني في لحظات العشق كالزّلزال

تحرقني .. تغرقني

تشعلني .. تطفئني

تكسرني نصفين كالهلال

أشهد أن لا امرأةً

تحتلّ نفسي أطول احتلال

وأسعد احتلال

تزرعني

ورداً دمشقيّاً

ونعناعاً

وبرتقالاً

و طماطماً

يا امرأةً

اترك تحت شعرها أسئلتي

ولم تجب يوماً على سؤال

يا امرأةً هي اللغات كلها

لكنّها

تلمس بالذّهن ولا تقال

أيّتها البحريّة العينين

والشّمعية اليدين

والرّائعة الحضور

أيّتها البيضاء كالفضّة

والملساء كالبلور

أشهد أن لا امرأةً

على محيط خصرها.. تجتمع العصور

وألف ألف كوكب يدور

أشهد أن لا امرأةً.. غيرك يا حبيبتي

على ذراعيها تربّى أوّل الذّكور

وآخر الذّكور

أيّتها اللماحة الشّفافة

العادلة الجميلة

أيتها الشّهية البهيّة

الدّائمة الطفولة

أشهد أن لا امرأةً

تحرّرت من حكم أهل الكهف إلا أنتِ

وكسرت أصنامهم

وبدّدت أوهامهم

وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

استقبلت بصدرها خناجر القبيلة

واعتبرت حبّي لها

خلاصة الفضيلة

أشهد أن لا امرأةً

جاءت تماماً مثلما انتظرت

وجاء طول شعرها أطول ممّا شئت أو حلمت

وجاء شكل نهدها

مطابقاً لكل ما خطّطت أو رسمت

أشهد أن لا امرأةً

تخرج من سحب الدّخان.. إن دخّنت

تطير كالحمامة البيضاء في فكري.. إذا فكّرت

يا امرأةً..كتبت عنها كتباً بحالها

لكنّها برغم شعري كله

قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبتُ

أشهد أن لا امرأةً

مارست الحبّ معي بمنتهى الحضاره

وأخرجتني من غبار العالم الثّالث

إلا أنتِ

أشهد أن لا امرأةً

قبلك حلّت عقدي

وثقّفت لي جسدي

وحاورته مثلما تحاور القيثارة

أشهد أن لا امرأةً

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

حبّ قديم

على الأقاض وردتنا

ووجهانا على الرّمل

إذا مرّت رياح الصّيف

أشرعنا المناديلا

على مهلٍ.. على مهلٍ

وغبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى

نراوغ قطرة الطّل

تعالي مرةً في البال

يا أختاه!

إنّ أواخر الليل

تعرّيني من الألوان والظلّ

و تحميني من الذّل!

و في عينيك، يا قمري القديم

يشدّني أصلي

إلى إغفاءة زرقاء

تحت الشّمس.. والنّخل

بعيداً عن دجى المنفى..

قريباً من حمى أهلي

تشهّيت الطّفولة فيك.

مذ طارت عصافير الرّبيع

تجرّد الشّجر

وصوتك كان، يا ماكان،

يأتي

من الآبار أحياناً

و أحياناً ينقطه لي المطر

نقيّاً هكذا كالنّار

كالأشجار.. كالأشعار ينهمر

تعالي يا سلطانتي فؤاد روحي وعقلي

كأنّ في عينيك شيء أشتهيه

وكنت أنتظر

وشدّيني إلى زنديك

شدّيني أسيراً

منك يغتفر

تشهّيت الطفولة فيك

مذ طارت

عصافير الرّبيع

تجرّد الشجرّ!

ونعبر في الطريق

مكبّلين..

كأنّنا أسرى

يدي، لم أدر، أم يدك

احتست وجعاً

من الأخرى؟

ولم تطلق، كعادتها،

بصدري أو بصدرك..

سروة الذّكرى

كأنّا عابرا دربٍ،

ككلّ النّاس،

إن نظرا

فلا شوقاً

ولا ندماً

ولا شزراً

ونغطس في الزّحام

لنشتري أشياءنا الصّغرى

ولم نترك لليلتنا

رماداً.. يذكر الجمرا

وشيء في شراييني

يناديني

لأشرب من يدك ترمد الذّكرى

ترجّل مرّةً كوكب

وسار على أناملنا

ولم يتعب

وحين رشفت عن شفتيك

ماء التّوت

أقبل عندها يشرب

وحين كتبت عن عينيك

نقّط كل ما أكتب

وشاركنا وسادتنا..

وقهوتنا

وحين ذهبت..

لم يذهب

لعلّي صرت منسيّاً

لديك

كغيمة في الرّيح

نازلةً إلى المغرب..

ولكنّي إذا حاولت

أن أنساك..

حطّ على يدي كوكب

لك المجد

تجنّح في خيالي

من صداك..

السّجن، والقيد

أراك، استند

إلى وساد

مهرةٍ.. تعدو

أحسّك في ليالي البرد

شمساً

في دمي تشدو

أسمّيك الطّفوله

يشرئبّ أمامي النّهد

أسمّيك الرّبيع

فتشمخ الأعشاب والورد

أسمّيك السّماء

فتشمت الأمطار والرّعد

لك المجد

فليس لفرحتي بتحيري

حدّ

وليس لموعدي وعد

لك.. المجد

وأدركنا المساء..

وكانت الشّمس

تسرّح شعرها في البحر

وآخر قبلة ترسو

على عينيّ مثل الجمر

خذي مني الرياح

وقبّليني

لآخر مرّة في العمر

وأدركها الصّباح

وكانت الشّمس

تمشط شعرها في الشّرق

لها الحنّاء والعرس

وتذكرة لقصر الرقّ

خذي منّي الأغاني

واذكريني..

كلمح البرق

وأدركني المساء

وكانت الأجراس

تدقّ لموكب المسبيّة الحسناء

وقلبي بارد كالماس

وأحلامي صناديق على الميناء

خذي منّي الرّبيع

وودّعيني ..

كما لم تحبّ امرأة

لا تحبّي…اعشقي

لا تنفقي …أغدقي

لا تصغري ….ترفّعي

لا تعقلي ….افقدي عقلك

لا تقيمي في قلبه…بل تفشّي فيه

لا تتذوقيه ..بل التهميه

لا تكوني أمامه….بل خلفه

لاتكوني عذره ..بل غايته

لا تكوني عشيقته ..بل زوجته

لا تكوني ممحاته …بل قلمه

لا تكوني واقعه…ظلّي حلمه

لا تكوني دائماً سعادته…كوني أحياناً ألمه

لا تكوني مُتعته…بل شهوته

كوني أرقه وأميرة نومه

لا تكوني سريره كوني وسادته

كوني بين النّساء اسمه ذكرياته ومشروعات غده

لا تكوني ساعته كوني معصمه

ولا وقته…بل زمنه

كم هي صعبة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك الليالي

الّتي أحاول أن أصل فيها إليك

أصل إلى شرايينك

إلى قلبك

كم هي شاقّة تلك الليالي

كم هي صعبة تلك اللحظات

التي أبحث فيها عن صدرك ليضمّ رأسي

حبيبي

الشّوق إليك يقتلني

دائماً أنت في أفكاري

وفي ليلي ونهاري

صورتك

محفورة بين جفوني

وهي نور عيوني

عيناك… تنادي عيناي

يداك… تحتضن يداي

همساتك… تطرب أُذناي

يا حبيبي

أيعقل أن تفرّقنا المسافات

وتجمعنا الآهات

يا من ملكت قلبي ومُهجتي

يا من عشقتك وملكت دنيتي

حبيبي عندما أنام

أحلم أنني أراك … بالواقع

وعندما أصحو

أتمنى ان أراك ثانيةً … في أحلامي

عندما أبدأ بالكتابة

أجد نفسي وأجد ذاتي

أجد نفسي تنطق بالحروف المقهورة

التي تأبى أن تتوراى بين السّطور

أجد ببعض الأحيان

دمعي ينساب على ورقتي يبلّلها

فتبقى حروفي هي ذاتي الخجول

الّتي تريد التحرّر ولكنّها تأبى

وأحياناً عندما أكتب

أنسى أنّ لي أبجديات ومقاييس

المفروض أن لا أفرّط بها

أمّا عندما أكتب عن حبّي

أجده يتجسّد بمعانٍ ضعيفةٍ بين السّطور

لأنّني أجد حبّي بداخلي

نابعاً بكل حساسيّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى