خلق الله الكون وأرسى فيه معالم الخلق والإبداع، فخلقه وكونه في أحسن صورة وتفصيل فجعل منه الأرض معاشا للناس، وخلق الكواكب والنجوم والمجرات، وقد بحث البشر عن كيفية خلق الكون ووصلوا إلى آخر ما وصلوا إليه وهي نظرية الإنفجار العظيم الذي قالوا بأنها الأدق في وصف نشأة الكون حتى الآن.
يقول الفيزيائيون بأن الكون نشأ من إنفجار و‘نفتاق جسم صغير تجاوز في صغره طول بلانك، أي أن ذلك الجسم أصبح أقل من 10 مرفوع للقوة 37 متر، وهذا الطول صغير جداً لا يمكن الشعور به حتى بأفضل التقنيات في عصرنا اليوم، وأيضاً ذلك الجسم كانت حرارته في ذلك الوقت أعلى من حرارة بلانك وهي 10 مرفوع للقوة 32، وهذه الحرارة الضخمة كانت تتحرك بسرعة أكبر من سرعة الضوء وهو جدار آينشتاين أي فاقت سرعة 10 مرفوع للقوة 8، وهذا الأمر مهم جدا لبدء هذه النظرية فقد عمل علماء الفيزياء على تحديد الظروف الأولى التي كان فيها الكون قبل الإنفجار ليستطيعوا العمل فيما بعد بواسطة علم الرياضيات على تحديد المراحل التي تبعها الكون في الوصول إلى الحالة التي هو عليها الآن، وقد بدأ العالم البريطاني هوكينغ في بحث هذه المسألة في كتاباه تاريخ موجز للزمان، وأيضاً كتاب الدقائق الثلاثة الأولى للكون، وفيه تحدث عن أن الكون في بدايته قد انفجر بذلك الشكل وقد تحول الانفجار إلى طاقة ومادة، فأما المادة فشكلت الكواكب والنجوم وفقاً لقوانين الطرد المركزي والنظام الحي في الطبيعة، والطاقة إنتشرت لتصنع التفاعلات الموجودة في الطبيعة للوصول إلى التوازن الكامل للطبيعة بين الطاقة والمادة، ويصرح هوكينغ بأن المادة لا يوجد لها تصور حتى الآن في الطبيعة حيث يمكننا القول بأن المادة التي شكلت الكواكب والنجوم ما هي إلا عبارة عن واحد بالمائة فقط من المادة التي خرجت نتيجة ذلك الإنفجار، وهذا التصريح جاء وفقا لنظرية الطاقة المشهورة التابعة للعالم آينشتاين والذي قال فيها بأن الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء، وهذا الأمر دفع العلماء إلى القول بأن باقي المادة التي نتجت عن الإنفجار ما تزال في طورها الأول في الكون وهو ما يطلع عليه المادة المعتمة أو السوداء، وهي التي تعمل على الحفاظ على توازانات التجاذب ما بين الكواكب ونجومها وما بين الكواكب بعضها ببعض.
جميع التفسيرات الفيزيائية والفلكية حتى اليوم تحاول الوصول إلى تفسير دقيق لنشأة الكون ولكن كما يقول المتخصصون في المجال، أن ذلك غير ممكن حاليا بسبب خروج الحالة الخاصة بتلك المادة التي انفجرت في البداية عن حالات الكون المحسوسة اليوم، وعلم الرياضيات حتى الآن قاصر عن تخيل تلك الحالات وتحويلها إلى معادلات قادرة على معرفة ما جرى بالفعل، وكل ما ذكر سابقا ما هو إلا فرضيات غير مثبتة بأدلة علمية قاطهعة، وإنما يتم التنبؤ بها باستخدام علم الرياضيات وبعض الأدلة القريبة له.