محتويات
عدد الركعات في كل صلاة
عدد الركعات في صلوات الفرائض
فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]
- عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
- عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.
والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]
وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]
عدد ركعات السُّنن لكل صلاة
تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]
وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]
الصّلوات الخمس وفضلها
تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]
ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]
- الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
- الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
- الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.
المراجع
- ↑ علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
- ↑ سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
- ↑ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية: 55.
- ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
- ↑ سورة الروم، آية: 17-18.
- ↑ سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.