وضوء و صلاة

ما هي أركان الصلاة

مقالات ذات صلة

ما هي أركان الصلاة

الركن لغةً: الجانب الأقوى في الشيء، فلا يتم إلا به، والركن اصطلاحاً: ماهيةُ الشيءِ الذي يتركّب منه ويكون جُزءاً من أجزائه، والرّكن في الصلاة من أساسها، فلا يسقط لا سهواً ولا عمداً ولا جهلاً، ويجب على المُصلِّي أداء أركان الصلاة جميعها لكي تصح صلاته، وهي فيما يأتي:[١][٢]

  • النيّة: وهي عزم المُصلِّي على أداءِ الصلاة تقرُّباً لله -سبحانه وتعالى-، ويجب على المُصلِّي تحديد ماهية الصلاة التي يريد أداؤها من حيث الفرضيّة؛ فرضاً أم سُنّة، وتحديد اسم الصلاة التي يريد القيام بها؛ ظهراً أو عصراً مثلاً.
  • تكبيرة الإحرام: يجب على المُصلِّى عند البدءِ بالصلاة أن يرفع يديه إلى أذنيه ويقول: “الله أكبر”، فقد ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ).[٣]
  • القيام في الفرض للقادر: فيجب على المُصلِّى أن يقف منتصباً بلا عِوجٍ ولا انحناءٍ عند أداء الصلاة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)،[٤] والقيام ركنٌ في الفرض دون السنة.
  • قراءة الفاتحة: يجب على المُصلِّي قراءة سورة الفاتحة في كل ركعةٍ في الصلاة، سواء كانت الصلاة فرضاً أم سنةً، جهريةً أو سريةً، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ)،[٥] فإذا ترك حرفاً من سورة الفاتحة ولم يأتِ به؛ لم تصح صلاته.
  • الرّكوع: وهو ركنٌ في كل ركعةٍ، لقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا).[٦]
  • الاعتدال من الرّكوع: وهو أن يقف المُصلِّي مُعتدلاً مطمئناً بعد الركوع.
  • السجود: يجب على المُصلِّي السجود في كل ركعةٍ مرّتين، ويكون السجود على الأعضاء السبعة؛ الجبهة مع الأنف، واليدين، والركبتين، وأطراف أصابع القدمين.
  • الجلوس بين السجدتين: يجب على المُصلِّي أن يجلس بين السجدتين في صلاة الفرض والنافلة؛ لقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (أنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا رفع رأسَهُ من السجدَةِ؛ لَمْ يَسْجُدْ حتَّى يستَوِيَ جالِسًا).[٧]
  • الجلوس للتشهُّد الأخير: يجب على المُصلِّي الجلوس للتشهد الأخير؛ لأن التشهد فرضٌ والجلوس له يتبعه في الحكم فيكون فرضاً.
  • التشهد الأخير: وهو أن يقول المُصلِّي: (التحيَّاتُ للهِ، والصلَواتُ الطيِّباتُ، السلامُ عليْكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، السلامُ علينا وعلَى عبادِ اللهِ الصالحينَ)،[٨] وهو ركن عند الشافعية والحنابلة، وسنة عند المالكية.
  • الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد التشهد الأخير: وهو ركن عند الشافعية والحنابلة.
  • التسليم بعد التشهد الأخير: وهو أن يتلفت المصلي على يمينه ويقول: “السلام عليكم ورحمة الله”، ثم يلتفت على يساره ويقول: “السلام عليكم ورحمة الله”، لقول السيدة عائشة -رضي الله عنها- (أنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْتِمُ الصَّلاَةَ بِالتَّسْلِيمِ).[٩]
  • الطمأنينة في كل ركن من الأركان: وتتحقّق الطمأنينة في الصلاة؛ بأن يسكن المصلي مقدار الذّكر الواجب.[١٠]
  • الترتيب بين الأركان: يجب على المُصلِّي الترتيب بين الأركان؛ لأن النبي -صلّى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك.[١١]

شروط صحة الصلاة

يجب على المُصلِّي تحقيق جميع شروط الصلاة، فلا تصحّ الصلاة بدونها، وإذا فُقد شرطٌ من شروط الصلاة بدون عذرٍ، فيجب إعادة الصلاة؛ لأنها تُعدّ باطلةً، وشروط صحة الصلاة كثيرةٌ، نذكرها فيما يأتي:[١٢][١٣]

  • الإسلام: فلا تصح الصلاة من غير المسلم.
  • العقل: يجب على المُصلِّي أن يكون عقله حاضراً عند أداء الصلاة؛ فلا تصح الصلاة من مجنون؛ لأنّه غير مكلّفٍ، ولا تصح من السكران، لأنّه أفقد نفسه عقله فأصبح مثل المجنون.
  • التمييز: إذا بلغ الصغير سبعَ سنواتٍ أُمر بالصلاة، لكن ليس على سبيل الوجوب؛ بل من أجل تعويده على القيام بالصلاة على الوجه المشروع، فوجوب الصلاة يكون عند البلوغ.
  • الطهارة: وللطهارة قسمان؛ طهارة حقيقية وطهارة حُكميّة، فالطهارة الحقيقية هي التأكُّد من طهارة الثوبِ والجسدِ والمكانِ من النّجس قبل الشروع بالصلاة، أما الطهارة الحكمية؛ فهي الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر؛ والحدث الأكبر هو الجنابة والحيض والنفاس، وتتم الطهارة منه بالغسل، أما الحدث الأصغر من بولٍ أو غائطٍ فيوجب الوضوء فقط، فإن لم يجد الماء أو لم يستطع استخدام الماء لعذرٍ فيستطيع أن يرفع الحدث الأكبر والأصغر بالتيمم.
  • ستر العورة: فإذا لم يلبس الثياب التي تستر عورته في الصلاة؛ فصلاته باطلة وعليه إعادتها، ويجب على المرأة ستر جميع جسدها ما عدا الوجه والكفين، ويجب على الرجل ستر عورته وهي ما بين السرة والركبة، ويجب أن لا يكون اللباس خفيفاً أو رقيقاً، وأن يكون الثوب طاهراً وحلالاً، فلا تصح الصلاة بثوبٍ نجس، أو ثوبٍ مُحرم؛ مثل ثوب الحرير للرجل.
  • استقبال القبلة: يجب على المسلم قبل البدء بالصلاة أن يستقبل القبلة، لقول الله -تعالى-: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).[١٤]
  • دخول وقت الصلاة: فقد اتّفق العلماء على أنّ الصلاة لا تصحّ قبل دخول وقتها، فإذا صلى شخص قبل الوقت متعمّداً، فصلاته باطلة ويأثم ويجب عليه إعادة الصلاة، أما إذا صلّى قبل الوقت ناسياً فلا يأثم، ويجب عليه إعادة الصلاة، وتعد الصلاة التي صلّاها نافلةً له، فإن صلّاها بعد انتهاء وقتها فتعدّ صلاته قضاءً ويأثم إذا كان متعمداً.
  • الابتعاد عن التكلّم والأكل والشرب أثناء الصلاة: والابتعاد عن الأفعال التي ليست من أصل الصلاة وأفعالها.[١٥]

سنن الصلاة

السنة تعني في الاصطلاح الشرعيّ: الأمر الذي يُثاب فاعله ولا يأثم تاركه، فإن لم يفعل المُصلِّي سنن الصلاة لا يأثم، لكنّه يُضيع الأجر والثواب العظيم المُترتّب على فعله، وسنن الصلاة كثيرةٌ نذكرها فيما يأتي:[١٦][١٧]

  • أن يرفع اليدين لمحاذاة الأذنين عند تكبيرة الإحرام، وعند الرّكوع، وعند الرّفع من الرّكوع، وبعد القيام من التّشهد للركعة الثالثة.
  • أن يدعو المصلّي دعاء الاستفتاح.
  • أن يزيد المُصلِّي التسبيح في الركوع والسجود عن مرة واحدة.
  • أن يزيد المصلي على قول: “ربنا ولك الحمد” بعد القيام من الركوع، مثل: “ربَّنا ولك الحمدُ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيه”.
  • أن يزيد المصلّي الدعاء بالمغفرة بين السجدتين عن مرة واحدة، فيقول: “رب اغفر لي، رب اغفر لي”.
  • أن يبعد المصلِّي العضدين عن الجنبين، والبطن عن الفخدين، والفخدين عن الساقين.
  • أن يرفع المصلِّي ذراعيه عن الأرض حين السجود.
  • أن يجلس المصلي على مقعدته ويجعل رجله اليسرى مفروشة ورِجله اليُمنى منصوبة؛ وذلك في التشهد الأول، وعند الجلوس بين السجدتين، ويُطلق عليه الافتراش.
  • أن يجعل المصلي رجله اليسرى تحت رجله اليمنى ويجعل رجله اليمنى منصوبة في التشهد الأخير، ويُطلق عليه التورك.
  • أن يرفع المصلي أصبع السبابة من أول الجلوس إلى آخره عند التشهد الأول والأخير، وعند الدعاء.
  • أن يقوم المصلي بالتبريك على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله، وعلى سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وآله عند التشهد الأول.
  • أن يقوم المصلِّي بالدعاء بعد التشهد الأخير وقبل التسليم.
  • أن يقوم المصلي بالجهر في صلاة الفجر وأول ركعتين من صلاة المغرب والعشاء، وصلاة الجمعة، وصلاة العيدين، وصلاة الاستسقاء.
  • أن يُصلِّي المُصلِّي سراً في صلاة الظهر والعصر والركعة الثالثة في صلاة المغرب، والركعتين الأخيرتين من صلاة العشاء.
  • أن يقرأ المصلِّي بعد سورة الفاتحة سورة أخرى من سور القرآن الكريم.
  • أن يضع المُصلِّي يديه منفرجتين على ركبتيه عند الركوع.
  • أن يقوم المُصلِّي بالتّعوّذ سرّا قبل قراءة سورة الفاتحة، والتأمين في آخرها.

_________________________________________

الهامش

*العَضُد: ما بين الكتف والكوع.[١٨]

المراجع

  1. سعيد القحطاني، كتاب أركان الصلاة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 5-11، جزء 1. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر، دار الصفوة، صفحة 62-72، جزء 27. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 1117، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  6. سورة الحج، آية: 77.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 498، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1169، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 498، صحيح.
  10. عبد العزيز السلمان، كتاب الأسئلة والأجوبة الفقهية، صفحة 112، جزء 1. بتصرّف.
  11. محمد التويجري (1430هـ – 2009م)، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيت الأفكار الدولية، صفحة 430، جزء 2. بتصرّف.
  12. عبد الله الطيار (1433هـ – 2012 م)، كتاب الفقه الميسر (الطبعة الثانية)، الرياض- المملكة العربية السعودية، مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 228-241، جزء 1. بتصرّف.
  13. عبد المحسن العباد (1425هـ)، شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب (الطبعة الأولى)، مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 4-8. بتصرّف.
  14. سورة البقرة، آية: 144.
  15. وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي (الطبعة الرابعة)، دمشق-سوريا، دار الفكر، صفحة 728، جزء 1. بتصرّف.
  16. عبد الرحمن الجزيري (1424هـ – 2003 م)، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 219-222، جزء 1. بتصرّف.
  17. ابن باز، كتاب الدروس المهمة لعامة الأمة، صفحة 16-18. بتصرّف.
  18. “تعريف ومعنى عضديه في معجم المعاني الجام”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-3-2021. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ما هي أركان الصلاة

الركن لغةً: الجانب الأقوى في الشيء، فلا يتم إلا به، والركن اصطلاحاً: ماهيةُ الشيءِ الذي يتركّب منه ويكون جُزءاً من أجزائه، والرّكن في الصلاة من أساسها، فلا يسقط لا سهواً ولا عمداً ولا جهلاً، ويجب على المُصلِّي أداء أركان الصلاة جميعها لكي تصح صلاته، وهي فيما يأتي:[١][٢]

  • النيّة: وهي عزم المُصلِّي على أداءِ الصلاة تقرُّباً لله -سبحانه وتعالى-، ويجب على المُصلِّي تحديد ماهية الصلاة التي يريد أداؤها من حيث الفرضيّة؛ فرضاً أم سُنّة، وتحديد اسم الصلاة التي يريد القيام بها؛ ظهراً أو عصراً مثلاً.
  • تكبيرة الإحرام: يجب على المُصلِّى عند البدءِ بالصلاة أن يرفع يديه إلى أذنيه ويقول: “الله أكبر”، فقد ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ).[٣]
  • القيام في الفرض للقادر: فيجب على المُصلِّى أن يقف منتصباً بلا عِوجٍ ولا انحناءٍ عند أداء الصلاة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)،[٤] والقيام ركنٌ في الفرض دون السنة.
  • قراءة الفاتحة: يجب على المُصلِّي قراءة سورة الفاتحة في كل ركعةٍ في الصلاة، سواء كانت الصلاة فرضاً أم سنةً، جهريةً أو سريةً، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ)،[٥] فإذا ترك حرفاً من سورة الفاتحة ولم يأتِ به؛ لم تصح صلاته.
  • الرّكوع: وهو ركنٌ في كل ركعةٍ، لقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا).[٦]
  • الاعتدال من الرّكوع: وهو أن يقف المُصلِّي مُعتدلاً مطمئناً بعد الركوع.
  • السجود: يجب على المُصلِّي السجود في كل ركعةٍ مرّتين، ويكون السجود على الأعضاء السبعة؛ الجبهة مع الأنف، واليدين، والركبتين، وأطراف أصابع القدمين.
  • الجلوس بين السجدتين: يجب على المُصلِّي أن يجلس بين السجدتين في صلاة الفرض والنافلة؛ لقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (أنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا رفع رأسَهُ من السجدَةِ؛ لَمْ يَسْجُدْ حتَّى يستَوِيَ جالِسًا).[٧]
  • الجلوس للتشهُّد الأخير: يجب على المُصلِّي الجلوس للتشهد الأخير؛ لأن التشهد فرضٌ والجلوس له يتبعه في الحكم فيكون فرضاً.
  • التشهد الأخير: وهو أن يقول المُصلِّي: (التحيَّاتُ للهِ، والصلَواتُ الطيِّباتُ، السلامُ عليْكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، السلامُ علينا وعلَى عبادِ اللهِ الصالحينَ)،[٨] وهو ركن عند الشافعية والحنابلة، وسنة عند المالكية.
  • الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد التشهد الأخير: وهو ركن عند الشافعية والحنابلة.
  • التسليم بعد التشهد الأخير: وهو أن يتلفت المصلي على يمينه ويقول: “السلام عليكم ورحمة الله”، ثم يلتفت على يساره ويقول: “السلام عليكم ورحمة الله”، لقول السيدة عائشة -رضي الله عنها- (أنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْتِمُ الصَّلاَةَ بِالتَّسْلِيمِ).[٩]
  • الطمأنينة في كل ركن من الأركان: وتتحقّق الطمأنينة في الصلاة؛ بأن يسكن المصلي مقدار الذّكر الواجب.[١٠]
  • الترتيب بين الأركان: يجب على المُصلِّي الترتيب بين الأركان؛ لأن النبي -صلّى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك.[١١]

شروط صحة الصلاة

يجب على المُصلِّي تحقيق جميع شروط الصلاة، فلا تصحّ الصلاة بدونها، وإذا فُقد شرطٌ من شروط الصلاة بدون عذرٍ، فيجب إعادة الصلاة؛ لأنها تُعدّ باطلةً، وشروط صحة الصلاة كثيرةٌ، نذكرها فيما يأتي:[١٢][١٣]

  • الإسلام: فلا تصح الصلاة من غير المسلم.
  • العقل: يجب على المُصلِّي أن يكون عقله حاضراً عند أداء الصلاة؛ فلا تصح الصلاة من مجنون؛ لأنّه غير مكلّفٍ، ولا تصح من السكران، لأنّه أفقد نفسه عقله فأصبح مثل المجنون.
  • التمييز: إذا بلغ الصغير سبعَ سنواتٍ أُمر بالصلاة، لكن ليس على سبيل الوجوب؛ بل من أجل تعويده على القيام بالصلاة على الوجه المشروع، فوجوب الصلاة يكون عند البلوغ.
  • الطهارة: وللطهارة قسمان؛ طهارة حقيقية وطهارة حُكميّة، فالطهارة الحقيقية هي التأكُّد من طهارة الثوبِ والجسدِ والمكانِ من النّجس قبل الشروع بالصلاة، أما الطهارة الحكمية؛ فهي الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر؛ والحدث الأكبر هو الجنابة والحيض والنفاس، وتتم الطهارة منه بالغسل، أما الحدث الأصغر من بولٍ أو غائطٍ فيوجب الوضوء فقط، فإن لم يجد الماء أو لم يستطع استخدام الماء لعذرٍ فيستطيع أن يرفع الحدث الأكبر والأصغر بالتيمم.
  • ستر العورة: فإذا لم يلبس الثياب التي تستر عورته في الصلاة؛ فصلاته باطلة وعليه إعادتها، ويجب على المرأة ستر جميع جسدها ما عدا الوجه والكفين، ويجب على الرجل ستر عورته وهي ما بين السرة والركبة، ويجب أن لا يكون اللباس خفيفاً أو رقيقاً، وأن يكون الثوب طاهراً وحلالاً، فلا تصح الصلاة بثوبٍ نجس، أو ثوبٍ مُحرم؛ مثل ثوب الحرير للرجل.
  • استقبال القبلة: يجب على المسلم قبل البدء بالصلاة أن يستقبل القبلة، لقول الله -تعالى-: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).[١٤]
  • دخول وقت الصلاة: فقد اتّفق العلماء على أنّ الصلاة لا تصحّ قبل دخول وقتها، فإذا صلى شخص قبل الوقت متعمّداً، فصلاته باطلة ويأثم ويجب عليه إعادة الصلاة، أما إذا صلّى قبل الوقت ناسياً فلا يأثم، ويجب عليه إعادة الصلاة، وتعد الصلاة التي صلّاها نافلةً له، فإن صلّاها بعد انتهاء وقتها فتعدّ صلاته قضاءً ويأثم إذا كان متعمداً.
  • الابتعاد عن التكلّم والأكل والشرب أثناء الصلاة: والابتعاد عن الأفعال التي ليست من أصل الصلاة وأفعالها.[١٥]

سنن الصلاة

السنة تعني في الاصطلاح الشرعيّ: الأمر الذي يُثاب فاعله ولا يأثم تاركه، فإن لم يفعل المُصلِّي سنن الصلاة لا يأثم، لكنّه يُضيع الأجر والثواب العظيم المُترتّب على فعله، وسنن الصلاة كثيرةٌ نذكرها فيما يأتي:[١٦][١٧]

  • أن يرفع اليدين لمحاذاة الأذنين عند تكبيرة الإحرام، وعند الرّكوع، وعند الرّفع من الرّكوع، وبعد القيام من التّشهد للركعة الثالثة.
  • أن يدعو المصلّي دعاء الاستفتاح.
  • أن يزيد المُصلِّي التسبيح في الركوع والسجود عن مرة واحدة.
  • أن يزيد المصلي على قول: “ربنا ولك الحمد” بعد القيام من الركوع، مثل: “ربَّنا ولك الحمدُ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيه”.
  • أن يزيد المصلّي الدعاء بالمغفرة بين السجدتين عن مرة واحدة، فيقول: “رب اغفر لي، رب اغفر لي”.
  • أن يبعد المصلِّي العضدين عن الجنبين، والبطن عن الفخدين، والفخدين عن الساقين.
  • أن يرفع المصلِّي ذراعيه عن الأرض حين السجود.
  • أن يجلس المصلي على مقعدته ويجعل رجله اليسرى مفروشة ورِجله اليُمنى منصوبة؛ وذلك في التشهد الأول، وعند الجلوس بين السجدتين، ويُطلق عليه الافتراش.
  • أن يجعل المصلي رجله اليسرى تحت رجله اليمنى ويجعل رجله اليمنى منصوبة في التشهد الأخير، ويُطلق عليه التورك.
  • أن يرفع المصلي أصبع السبابة من أول الجلوس إلى آخره عند التشهد الأول والأخير، وعند الدعاء.
  • أن يقوم المصلي بالتبريك على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله، وعلى سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وآله عند التشهد الأول.
  • أن يقوم المصلِّي بالدعاء بعد التشهد الأخير وقبل التسليم.
  • أن يقوم المصلي بالجهر في صلاة الفجر وأول ركعتين من صلاة المغرب والعشاء، وصلاة الجمعة، وصلاة العيدين، وصلاة الاستسقاء.
  • أن يُصلِّي المُصلِّي سراً في صلاة الظهر والعصر والركعة الثالثة في صلاة المغرب، والركعتين الأخيرتين من صلاة العشاء.
  • أن يقرأ المصلِّي بعد سورة الفاتحة سورة أخرى من سور القرآن الكريم.
  • أن يضع المُصلِّي يديه منفرجتين على ركبتيه عند الركوع.
  • أن يقوم المُصلِّي بالتّعوّذ سرّا قبل قراءة سورة الفاتحة، والتأمين في آخرها.

_________________________________________

الهامش

*العَضُد: ما بين الكتف والكوع.[١٨]

المراجع

  1. سعيد القحطاني، كتاب أركان الصلاة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 5-11، جزء 1. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر، دار الصفوة، صفحة 62-72، جزء 27. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 1117، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  6. سورة الحج، آية: 77.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 498، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1169، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 498، صحيح.
  10. عبد العزيز السلمان، كتاب الأسئلة والأجوبة الفقهية، صفحة 112، جزء 1. بتصرّف.
  11. محمد التويجري (1430هـ – 2009م)، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيت الأفكار الدولية، صفحة 430، جزء 2. بتصرّف.
  12. عبد الله الطيار (1433هـ – 2012 م)، كتاب الفقه الميسر (الطبعة الثانية)، الرياض- المملكة العربية السعودية، مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 228-241، جزء 1. بتصرّف.
  13. عبد المحسن العباد (1425هـ)، شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب (الطبعة الأولى)، مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 4-8. بتصرّف.
  14. سورة البقرة، آية: 144.
  15. وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي (الطبعة الرابعة)، دمشق-سوريا، دار الفكر، صفحة 728، جزء 1. بتصرّف.
  16. عبد الرحمن الجزيري (1424هـ – 2003 م)، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 219-222، جزء 1. بتصرّف.
  17. ابن باز، كتاب الدروس المهمة لعامة الأمة، صفحة 16-18. بتصرّف.
  18. “تعريف ومعنى عضديه في معجم المعاني الجام”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-3-2021. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ما هي أركان الصلاة

الركن لغةً: الجانب الأقوى في الشيء، فلا يتم إلا به، والركن اصطلاحاً: ماهيةُ الشيءِ الذي يتركّب منه ويكون جُزءاً من أجزائه، والرّكن في الصلاة من أساسها، فلا يسقط لا سهواً ولا عمداً ولا جهلاً، ويجب على المُصلِّي أداء أركان الصلاة جميعها لكي تصح صلاته، وهي فيما يأتي:[١][٢]

  • النيّة: وهي عزم المُصلِّي على أداءِ الصلاة تقرُّباً لله -سبحانه وتعالى-، ويجب على المُصلِّي تحديد ماهية الصلاة التي يريد أداؤها من حيث الفرضيّة؛ فرضاً أم سُنّة، وتحديد اسم الصلاة التي يريد القيام بها؛ ظهراً أو عصراً مثلاً.
  • تكبيرة الإحرام: يجب على المُصلِّى عند البدءِ بالصلاة أن يرفع يديه إلى أذنيه ويقول: “الله أكبر”، فقد ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ).[٣]
  • القيام في الفرض للقادر: فيجب على المُصلِّى أن يقف منتصباً بلا عِوجٍ ولا انحناءٍ عند أداء الصلاة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)،[٤] والقيام ركنٌ في الفرض دون السنة.
  • قراءة الفاتحة: يجب على المُصلِّي قراءة سورة الفاتحة في كل ركعةٍ في الصلاة، سواء كانت الصلاة فرضاً أم سنةً، جهريةً أو سريةً، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ)،[٥] فإذا ترك حرفاً من سورة الفاتحة ولم يأتِ به؛ لم تصح صلاته.
  • الرّكوع: وهو ركنٌ في كل ركعةٍ، لقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا).[٦]
  • الاعتدال من الرّكوع: وهو أن يقف المُصلِّي مُعتدلاً مطمئناً بعد الركوع.
  • السجود: يجب على المُصلِّي السجود في كل ركعةٍ مرّتين، ويكون السجود على الأعضاء السبعة؛ الجبهة مع الأنف، واليدين، والركبتين، وأطراف أصابع القدمين.
  • الجلوس بين السجدتين: يجب على المُصلِّي أن يجلس بين السجدتين في صلاة الفرض والنافلة؛ لقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (أنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا رفع رأسَهُ من السجدَةِ؛ لَمْ يَسْجُدْ حتَّى يستَوِيَ جالِسًا).[٧]
  • الجلوس للتشهُّد الأخير: يجب على المُصلِّي الجلوس للتشهد الأخير؛ لأن التشهد فرضٌ والجلوس له يتبعه في الحكم فيكون فرضاً.
  • التشهد الأخير: وهو أن يقول المُصلِّي: (التحيَّاتُ للهِ، والصلَواتُ الطيِّباتُ، السلامُ عليْكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، السلامُ علينا وعلَى عبادِ اللهِ الصالحينَ)،[٨] وهو ركن عند الشافعية والحنابلة، وسنة عند المالكية.
  • الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد التشهد الأخير: وهو ركن عند الشافعية والحنابلة.
  • التسليم بعد التشهد الأخير: وهو أن يتلفت المصلي على يمينه ويقول: “السلام عليكم ورحمة الله”، ثم يلتفت على يساره ويقول: “السلام عليكم ورحمة الله”، لقول السيدة عائشة -رضي الله عنها- (أنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْتِمُ الصَّلاَةَ بِالتَّسْلِيمِ).[٩]
  • الطمأنينة في كل ركن من الأركان: وتتحقّق الطمأنينة في الصلاة؛ بأن يسكن المصلي مقدار الذّكر الواجب.[١٠]
  • الترتيب بين الأركان: يجب على المُصلِّي الترتيب بين الأركان؛ لأن النبي -صلّى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك.[١١]

شروط صحة الصلاة

يجب على المُصلِّي تحقيق جميع شروط الصلاة، فلا تصحّ الصلاة بدونها، وإذا فُقد شرطٌ من شروط الصلاة بدون عذرٍ، فيجب إعادة الصلاة؛ لأنها تُعدّ باطلةً، وشروط صحة الصلاة كثيرةٌ، نذكرها فيما يأتي:[١٢][١٣]

  • الإسلام: فلا تصح الصلاة من غير المسلم.
  • العقل: يجب على المُصلِّي أن يكون عقله حاضراً عند أداء الصلاة؛ فلا تصح الصلاة من مجنون؛ لأنّه غير مكلّفٍ، ولا تصح من السكران، لأنّه أفقد نفسه عقله فأصبح مثل المجنون.
  • التمييز: إذا بلغ الصغير سبعَ سنواتٍ أُمر بالصلاة، لكن ليس على سبيل الوجوب؛ بل من أجل تعويده على القيام بالصلاة على الوجه المشروع، فوجوب الصلاة يكون عند البلوغ.
  • الطهارة: وللطهارة قسمان؛ طهارة حقيقية وطهارة حُكميّة، فالطهارة الحقيقية هي التأكُّد من طهارة الثوبِ والجسدِ والمكانِ من النّجس قبل الشروع بالصلاة، أما الطهارة الحكمية؛ فهي الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر؛ والحدث الأكبر هو الجنابة والحيض والنفاس، وتتم الطهارة منه بالغسل، أما الحدث الأصغر من بولٍ أو غائطٍ فيوجب الوضوء فقط، فإن لم يجد الماء أو لم يستطع استخدام الماء لعذرٍ فيستطيع أن يرفع الحدث الأكبر والأصغر بالتيمم.
  • ستر العورة: فإذا لم يلبس الثياب التي تستر عورته في الصلاة؛ فصلاته باطلة وعليه إعادتها، ويجب على المرأة ستر جميع جسدها ما عدا الوجه والكفين، ويجب على الرجل ستر عورته وهي ما بين السرة والركبة، ويجب أن لا يكون اللباس خفيفاً أو رقيقاً، وأن يكون الثوب طاهراً وحلالاً، فلا تصح الصلاة بثوبٍ نجس، أو ثوبٍ مُحرم؛ مثل ثوب الحرير للرجل.
  • استقبال القبلة: يجب على المسلم قبل البدء بالصلاة أن يستقبل القبلة، لقول الله -تعالى-: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).[١٤]
  • دخول وقت الصلاة: فقد اتّفق العلماء على أنّ الصلاة لا تصحّ قبل دخول وقتها، فإذا صلى شخص قبل الوقت متعمّداً، فصلاته باطلة ويأثم ويجب عليه إعادة الصلاة، أما إذا صلّى قبل الوقت ناسياً فلا يأثم، ويجب عليه إعادة الصلاة، وتعد الصلاة التي صلّاها نافلةً له، فإن صلّاها بعد انتهاء وقتها فتعدّ صلاته قضاءً ويأثم إذا كان متعمداً.
  • الابتعاد عن التكلّم والأكل والشرب أثناء الصلاة: والابتعاد عن الأفعال التي ليست من أصل الصلاة وأفعالها.[١٥]

سنن الصلاة

السنة تعني في الاصطلاح الشرعيّ: الأمر الذي يُثاب فاعله ولا يأثم تاركه، فإن لم يفعل المُصلِّي سنن الصلاة لا يأثم، لكنّه يُضيع الأجر والثواب العظيم المُترتّب على فعله، وسنن الصلاة كثيرةٌ نذكرها فيما يأتي:[١٦][١٧]

  • أن يرفع اليدين لمحاذاة الأذنين عند تكبيرة الإحرام، وعند الرّكوع، وعند الرّفع من الرّكوع، وبعد القيام من التّشهد للركعة الثالثة.
  • أن يدعو المصلّي دعاء الاستفتاح.
  • أن يزيد المُصلِّي التسبيح في الركوع والسجود عن مرة واحدة.
  • أن يزيد المصلي على قول: “ربنا ولك الحمد” بعد القيام من الركوع، مثل: “ربَّنا ولك الحمدُ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيه”.
  • أن يزيد المصلّي الدعاء بالمغفرة بين السجدتين عن مرة واحدة، فيقول: “رب اغفر لي، رب اغفر لي”.
  • أن يبعد المصلِّي العضدين عن الجنبين، والبطن عن الفخدين، والفخدين عن الساقين.
  • أن يرفع المصلِّي ذراعيه عن الأرض حين السجود.
  • أن يجلس المصلي على مقعدته ويجعل رجله اليسرى مفروشة ورِجله اليُمنى منصوبة؛ وذلك في التشهد الأول، وعند الجلوس بين السجدتين، ويُطلق عليه الافتراش.
  • أن يجعل المصلي رجله اليسرى تحت رجله اليمنى ويجعل رجله اليمنى منصوبة في التشهد الأخير، ويُطلق عليه التورك.
  • أن يرفع المصلي أصبع السبابة من أول الجلوس إلى آخره عند التشهد الأول والأخير، وعند الدعاء.
  • أن يقوم المصلي بالتبريك على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله، وعلى سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وآله عند التشهد الأول.
  • أن يقوم المصلِّي بالدعاء بعد التشهد الأخير وقبل التسليم.
  • أن يقوم المصلي بالجهر في صلاة الفجر وأول ركعتين من صلاة المغرب والعشاء، وصلاة الجمعة، وصلاة العيدين، وصلاة الاستسقاء.
  • أن يُصلِّي المُصلِّي سراً في صلاة الظهر والعصر والركعة الثالثة في صلاة المغرب، والركعتين الأخيرتين من صلاة العشاء.
  • أن يقرأ المصلِّي بعد سورة الفاتحة سورة أخرى من سور القرآن الكريم.
  • أن يضع المُصلِّي يديه منفرجتين على ركبتيه عند الركوع.
  • أن يقوم المُصلِّي بالتّعوّذ سرّا قبل قراءة سورة الفاتحة، والتأمين في آخرها.

_________________________________________

الهامش

*العَضُد: ما بين الكتف والكوع.[١٨]

المراجع

  1. سعيد القحطاني، كتاب أركان الصلاة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 5-11، جزء 1. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر، دار الصفوة، صفحة 62-72، جزء 27. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 1117، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  6. سورة الحج، آية: 77.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 498، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1169، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 498، صحيح.
  10. عبد العزيز السلمان، كتاب الأسئلة والأجوبة الفقهية، صفحة 112، جزء 1. بتصرّف.
  11. محمد التويجري (1430هـ – 2009م)، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيت الأفكار الدولية، صفحة 430، جزء 2. بتصرّف.
  12. عبد الله الطيار (1433هـ – 2012 م)، كتاب الفقه الميسر (الطبعة الثانية)، الرياض- المملكة العربية السعودية، مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 228-241، جزء 1. بتصرّف.
  13. عبد المحسن العباد (1425هـ)، شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب (الطبعة الأولى)، مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 4-8. بتصرّف.
  14. سورة البقرة، آية: 144.
  15. وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي (الطبعة الرابعة)، دمشق-سوريا، دار الفكر، صفحة 728، جزء 1. بتصرّف.
  16. عبد الرحمن الجزيري (1424هـ – 2003 م)، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 219-222، جزء 1. بتصرّف.
  17. ابن باز، كتاب الدروس المهمة لعامة الأمة، صفحة 16-18. بتصرّف.
  18. “تعريف ومعنى عضديه في معجم المعاني الجام”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-3-2021. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

أهميّة الصّلاة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتَين، وهي عبادة واجبة ومفروضة على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ؛ ذكراً كان أو أنثى، وهي عمود الدين، والوسيلة التي تصل العبد بربّه عزّ وجلّ، وقد فُرِضت الصلاة على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج، وهي عبادة يوميّة تُؤدّى خمس مرّات في اليوم، وهيك الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ولا يُقبَل من مسلم تركها، ولا تسقط عن مُكلَّف بأيّ حالٍ من الأحوال، إلّا المرأة في الحيض والنفاس، وهي أول ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة، ولِعظيم شأنها جعلها الله -تعالى- سبباً في محو الذنوب، وقد وردت آيات قرآنية كثيرة تؤكّد على أهميّتها، قال الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)،[١] وقال في موضع آخر: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)،[٢] وهناك بعض الصلوات المشروعة في أيّام ومناسبات معيّنة، مثل: صلاة العيد، والجنازة، والكسوف، والاستسقاء، وغيرها من الصّلوات، وقد جعل الشرع للصلاة شروطاً، وأركاناً، وواجباتٍ، وأحكاماً فقهيّةً مختلفةً تضمن للعبد صحّة صلاته، فما هي أركان الصلاة التي لا تُقبَل الصّلاة دونها؟

تعريف الصّلاة وحُكمها

قبل التعرّف على أركان الصّلاة، لا بدّ من بيان المقصود منها لُغةً واصطلاحاً:

  • تعريف الصّلاة لُغةً: الصّلاة اسم، وجمعها صلوات، وتعني: الدّعاء والعبادة؛ فيُقال: صلّى فلان؛ أي: أدّى الصلاة، وهي عبادة مخصوصة، ويُقال: صلّى فلان؛ أي: دعا ربّه.[٣]
  • تعريف الصّلاة شرعاً: هي عبادة لله -سبحانه وتعالى- وتكون بأقوال وأفعال مخصوصة مُحدَّدة، تُفتَتَح بالتكبير، وتُختَتَم بالتسليم، وسُمِّيت بالصّلاة لأنّها تشتمل على الدعاء والتَّضرع إلى الله تعالى؛ فالصّلاة في حقيقتها وأصل معناها هي اسم لكلّ دعاء.[٤]
  • حُكم الصّلاة: تجب الصّلاة على كلّ مسلم بالغ عاقل، فهي فريضة من فرائض الإسلام، ولا يجوز لمسلم أن يقصِّر فيها، أو يتركها، فقد قال الله تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)،[٥] ومَن ترك الصلّاة جحوداً بها، وإنكاراً لها، فهو كافر خارج من ملّة الإسلام بإجماع المسلمين، لذا فإنّه يُستَتاب وإلّا قُتِل بردّته بجحوده للصّلاة، ومَن تركها تكاسلاً من غير عُذر دون إنكار لفرضيّتها، فقد اختلف حُكم الفقهاء في شأنه.[٦]

أركان الصلاة

الصّلاة المشروعة لها أركان تُشكّل في مجموعها صفة الصّلاة الصحيحة؛ فترك المُصلّي لرُكن من أركانها يُبطلها، وتجب إعادتها، وبيان هذه الأركان على النحو الآتي:[٧]

  • تكبيرة الإحرام: تجب تكبيرة الإحرام على القادر على النُّطق بها؛ لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مفتاحُ الصلاةِ الوضوءُ، وتحريمُها التكبيرُ، وتحليلُها التسليمُ)،[٨] وصيغة التكبير قول المُصلّي: (الله أكبر)، وأجاز أبو حنيفة -رحمه الله- الدخول في الصلاة بأيّ لفظٍ يُراد به تعظيم الله تعالى.
  • القيام في الصلاة المفروضة: هو ركن ثابت الوجوب بإجماع جمهور الفقهاء للقادر على القيام، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (صَلِّ قائماً، فإنْ لم تستَطِع فقاعداً، فإنْ لم تستَطِعْ فعلى جَنبٍ)،[٩] والقيام الذي يتحقّق به الركن يكون بانتصاب الظَّهر، واستوائه دون رأسه، أمّا العاجز عن القيام فيُصلّي قاعداً بأيّ شكلٍ أراد، شرط استقبال القِبلة، فالعَجَز يتفاوت من مريض لآخر، ولا خِلاف بين العلماء في جواز الجلوس لمن صلّى تطوّعاً، والقيام له أفضل وأعظم أجراً.
  • قراءة القرآن: فلا تنقعد الصّلاة ولا تصحّ دون قراءة القرآن؛ سواءً في الصّلاة المفروضة أو صلاة التّطوّع، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ثمّ اقرأْ ما تيسَّرَ معكَ من القرآنِ)،[١٠] وقراءة سورة الفاتحة عند جمهور الفقهاء ركن من أهمّ أركان الصّلاة، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحةِ الكتابِ)،[١١] وتجب عند جمهور الفقهاء قراءة الفاتحة في كلّ ركعة باللغة العربيّة، ولا تصحّ الصّلاة بقراءتها بغير العربيّة، ويلزم تعلّمُها لمن لا يُتقِنها، وعدّ الحنفيّة مُطلق القراءة من القرآن هو المعتبر في ركن القراءة؛ ولذا لم يشترطوا قراءة الفاتحة؛ فتصحّ صلاة من لم يقرأ بها مع الإثم، أمّا قراءة سورة أو ما تيسّر من القرآن بعد سورة الفاتحة فقد اتّفق الفقهاء على أنّ ذلك سُنّة من سُنَن الصّلاة.
  • الرّكوع: ثبت ركن الرّكوع بحقّ القادر في نصّ القرآن الكريم؛ فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[١٢] والحدّ الأدنى الذي يتحقّق به الرّكوع وصول اليدَين إلى الرُّكبتَين، والأتمّ أن يستقيم الظَّهر والعُنق، وذهب الشافعي وأحمد وغيرهما -رحمهم الله أجمعين- إلى اشتراط الطمأنينة لصحّة الركوع.
  • الرّفع من الركوع: يُقصَد به نصب الجسم وقوفاً مع الطمأنينة، وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً لم يفعل ذلك فقال له: (إنَّه لا صلاةَ لِمَن لَمْ يُقِمْ صُلْبَه).[١٣]
  • السجود والطمأنينة فيه: ثبت ذلك في نصّ القرآن الكريم، فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[١٢] والطمانينة في السجود ركن لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمُسيء في صلاته: (ثمّ اسجُد حتّى تطمئنّ ساجداً)،[١٤] ويكون السجود التّام على سبعة أعضاء للمُصلّي القادر، وهي: الوجه، واليدان، والركبتان، والقدمان، ويُعذَر العاجز بقدر عجزه عن إتيان السجود بالأعضاء السبعة.
  • الجلوس بين السجدتين: هو أمرٌ واجبٌ بإجماع الفقهاء.
  • التشهّد: صيغة التشهّد هي (التَّحيَّاتُ للَّهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ، أشهدُ أَن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّداً عَبدُهُ ورسولُهُ)، وهو ركن في الجلوس الأخير عند الإمام أحمد والشافعي، أمّا التّشهد الأول فهو ليس بركن عند جمهور العلماء، حيث صحّ أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- نسيَ التشهّد الأول مرّةً في صلاته، فجبره بسجود السّهو، ولو كان ركناً من أركان الصلاة لَمَا جُبِر بسجود السّهو.
  • التسليم: حيث ذهب جمهور العلماء من الصحابة والإمام مالك إلى أنّ ركن التسليم يتحقّق بالتّسليمة الأولى، والتسليمة الثانية سُنّة، قال ابن المنذر: (أجمع كلّ مَن أحفظ عنه من أهل العلم أنّ صلاة مَن اقتصر على تسليمة واحدة جائزة).
  • الترتيب: يُقصَد بذلك ترتيب الأركان تِبَاعاً؛ فيُحرم المصلّي بصلاته قبل قراءة القرآن، ويأتي بركن القراءة قبل ركن الركوع، وهكذا، وذلك لفعل النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقوله: (صلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي).[١٥]

حُكم ترك ركن من أركان الصّلاة

تُقسَم الصّلاة بأفعالها وأقوالها إلى أقسام ثلاثة، وبيان ذلك على النحو الآتي:[١٦]

  • الأركان التي لا تسقط بحال من الأحوال، عمداً كان، أم سهواً، أم جهلاً؛ لأنّ الصّلاة لا تكتمل إلّا بها، ولا تُسمّى صلاةً بالمعنى الشرعي إلّا بتمامها، وفي حال ترك المُكلَّف الرّكنَ سهواً فإنّ في المسألة تفصيلاً عند العلماء، ولكن لا يجبره سجود السّهو بحالٍ، ويجب تدراك فعل الركن ما لم يبدأ المصلّي بركن آخر.
  • واجبات الصلاة التي تُجبَر بسجود السّهو لمن تركها سهواً، وتبطلُ صلاةُ من تركها عمداً.
  • سُنَن الصّلاة، وهي التي لا تُبطِل صلاة المكلّف عند تركها، سواءً أكان الترك سهواً أو عمداً.

المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 43.
  2. سورة البقرة، آية: 238.
  3. “تعريف و معنى الصّلاة في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017م. بتصرّف.
  4. د. سعيد بن وهف القحطاني، منزلة الصّلاة في الإسلام، المملكة العربيّة السعوديّة: مطبعة سفير، صفحة: 7-8. بتصرّف.
  5. سورة الماعون، آية: 4 – 5.
  6. محمد الشوبكي (6-6-2015م)، “تعريف الصلاة وفضلها وحكمها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017م. بتصرّف.
  7. عبد الحسيب عطية وعبد المطلب حمدان (19-1-2014)، “أركان الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-1-2018. بتصرّف.
  8. رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1/154 ، إسناده صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 1117، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  12. ^ أ ب سورة الحج، آية: 77.
  13. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن علي بن شيبان الحنفي، الصفحة أو الرقم: 1891، أخرجه في صحيحه.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 793 ، صحيح.
  15. رواه الذهبي، في تنقيح التحقيق، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 1/164 ، صحيح.
  16. سالم الهنداوي (25-9-2013م)، “مقدمة في أركان الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017م. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أهميّة الصّلاة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتَين، وهي عبادة واجبة ومفروضة على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ؛ ذكراً كان أو أنثى، وهي عمود الدين، والوسيلة التي تصل العبد بربّه عزّ وجلّ، وقد فُرِضت الصلاة على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج، وهي عبادة يوميّة تُؤدّى خمس مرّات في اليوم، وهيك الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ولا يُقبَل من مسلم تركها، ولا تسقط عن مُكلَّف بأيّ حالٍ من الأحوال، إلّا المرأة في الحيض والنفاس، وهي أول ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة، ولِعظيم شأنها جعلها الله -تعالى- سبباً في محو الذنوب، وقد وردت آيات قرآنية كثيرة تؤكّد على أهميّتها، قال الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)،[١] وقال في موضع آخر: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)،[٢] وهناك بعض الصلوات المشروعة في أيّام ومناسبات معيّنة، مثل: صلاة العيد، والجنازة، والكسوف، والاستسقاء، وغيرها من الصّلوات، وقد جعل الشرع للصلاة شروطاً، وأركاناً، وواجباتٍ، وأحكاماً فقهيّةً مختلفةً تضمن للعبد صحّة صلاته، فما هي أركان الصلاة التي لا تُقبَل الصّلاة دونها؟

تعريف الصّلاة وحُكمها

قبل التعرّف على أركان الصّلاة، لا بدّ من بيان المقصود منها لُغةً واصطلاحاً:

  • تعريف الصّلاة لُغةً: الصّلاة اسم، وجمعها صلوات، وتعني: الدّعاء والعبادة؛ فيُقال: صلّى فلان؛ أي: أدّى الصلاة، وهي عبادة مخصوصة، ويُقال: صلّى فلان؛ أي: دعا ربّه.[٣]
  • تعريف الصّلاة شرعاً: هي عبادة لله -سبحانه وتعالى- وتكون بأقوال وأفعال مخصوصة مُحدَّدة، تُفتَتَح بالتكبير، وتُختَتَم بالتسليم، وسُمِّيت بالصّلاة لأنّها تشتمل على الدعاء والتَّضرع إلى الله تعالى؛ فالصّلاة في حقيقتها وأصل معناها هي اسم لكلّ دعاء.[٤]
  • حُكم الصّلاة: تجب الصّلاة على كلّ مسلم بالغ عاقل، فهي فريضة من فرائض الإسلام، ولا يجوز لمسلم أن يقصِّر فيها، أو يتركها، فقد قال الله تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)،[٥] ومَن ترك الصلّاة جحوداً بها، وإنكاراً لها، فهو كافر خارج من ملّة الإسلام بإجماع المسلمين، لذا فإنّه يُستَتاب وإلّا قُتِل بردّته بجحوده للصّلاة، ومَن تركها تكاسلاً من غير عُذر دون إنكار لفرضيّتها، فقد اختلف حُكم الفقهاء في شأنه.[٦]

أركان الصلاة

الصّلاة المشروعة لها أركان تُشكّل في مجموعها صفة الصّلاة الصحيحة؛ فترك المُصلّي لرُكن من أركانها يُبطلها، وتجب إعادتها، وبيان هذه الأركان على النحو الآتي:[٧]

  • تكبيرة الإحرام: تجب تكبيرة الإحرام على القادر على النُّطق بها؛ لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مفتاحُ الصلاةِ الوضوءُ، وتحريمُها التكبيرُ، وتحليلُها التسليمُ)،[٨] وصيغة التكبير قول المُصلّي: (الله أكبر)، وأجاز أبو حنيفة -رحمه الله- الدخول في الصلاة بأيّ لفظٍ يُراد به تعظيم الله تعالى.
  • القيام في الصلاة المفروضة: هو ركن ثابت الوجوب بإجماع جمهور الفقهاء للقادر على القيام، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (صَلِّ قائماً، فإنْ لم تستَطِع فقاعداً، فإنْ لم تستَطِعْ فعلى جَنبٍ)،[٩] والقيام الذي يتحقّق به الركن يكون بانتصاب الظَّهر، واستوائه دون رأسه، أمّا العاجز عن القيام فيُصلّي قاعداً بأيّ شكلٍ أراد، شرط استقبال القِبلة، فالعَجَز يتفاوت من مريض لآخر، ولا خِلاف بين العلماء في جواز الجلوس لمن صلّى تطوّعاً، والقيام له أفضل وأعظم أجراً.
  • قراءة القرآن: فلا تنقعد الصّلاة ولا تصحّ دون قراءة القرآن؛ سواءً في الصّلاة المفروضة أو صلاة التّطوّع، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ثمّ اقرأْ ما تيسَّرَ معكَ من القرآنِ)،[١٠] وقراءة سورة الفاتحة عند جمهور الفقهاء ركن من أهمّ أركان الصّلاة، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحةِ الكتابِ)،[١١] وتجب عند جمهور الفقهاء قراءة الفاتحة في كلّ ركعة باللغة العربيّة، ولا تصحّ الصّلاة بقراءتها بغير العربيّة، ويلزم تعلّمُها لمن لا يُتقِنها، وعدّ الحنفيّة مُطلق القراءة من القرآن هو المعتبر في ركن القراءة؛ ولذا لم يشترطوا قراءة الفاتحة؛ فتصحّ صلاة من لم يقرأ بها مع الإثم، أمّا قراءة سورة أو ما تيسّر من القرآن بعد سورة الفاتحة فقد اتّفق الفقهاء على أنّ ذلك سُنّة من سُنَن الصّلاة.
  • الرّكوع: ثبت ركن الرّكوع بحقّ القادر في نصّ القرآن الكريم؛ فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[١٢] والحدّ الأدنى الذي يتحقّق به الرّكوع وصول اليدَين إلى الرُّكبتَين، والأتمّ أن يستقيم الظَّهر والعُنق، وذهب الشافعي وأحمد وغيرهما -رحمهم الله أجمعين- إلى اشتراط الطمأنينة لصحّة الركوع.
  • الرّفع من الركوع: يُقصَد به نصب الجسم وقوفاً مع الطمأنينة، وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً لم يفعل ذلك فقال له: (إنَّه لا صلاةَ لِمَن لَمْ يُقِمْ صُلْبَه).[١٣]
  • السجود والطمأنينة فيه: ثبت ذلك في نصّ القرآن الكريم، فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[١٢] والطمانينة في السجود ركن لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمُسيء في صلاته: (ثمّ اسجُد حتّى تطمئنّ ساجداً)،[١٤] ويكون السجود التّام على سبعة أعضاء للمُصلّي القادر، وهي: الوجه، واليدان، والركبتان، والقدمان، ويُعذَر العاجز بقدر عجزه عن إتيان السجود بالأعضاء السبعة.
  • الجلوس بين السجدتين: هو أمرٌ واجبٌ بإجماع الفقهاء.
  • التشهّد: صيغة التشهّد هي (التَّحيَّاتُ للَّهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ، أشهدُ أَن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّداً عَبدُهُ ورسولُهُ)، وهو ركن في الجلوس الأخير عند الإمام أحمد والشافعي، أمّا التّشهد الأول فهو ليس بركن عند جمهور العلماء، حيث صحّ أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- نسيَ التشهّد الأول مرّةً في صلاته، فجبره بسجود السّهو، ولو كان ركناً من أركان الصلاة لَمَا جُبِر بسجود السّهو.
  • التسليم: حيث ذهب جمهور العلماء من الصحابة والإمام مالك إلى أنّ ركن التسليم يتحقّق بالتّسليمة الأولى، والتسليمة الثانية سُنّة، قال ابن المنذر: (أجمع كلّ مَن أحفظ عنه من أهل العلم أنّ صلاة مَن اقتصر على تسليمة واحدة جائزة).
  • الترتيب: يُقصَد بذلك ترتيب الأركان تِبَاعاً؛ فيُحرم المصلّي بصلاته قبل قراءة القرآن، ويأتي بركن القراءة قبل ركن الركوع، وهكذا، وذلك لفعل النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقوله: (صلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي).[١٥]

حُكم ترك ركن من أركان الصّلاة

تُقسَم الصّلاة بأفعالها وأقوالها إلى أقسام ثلاثة، وبيان ذلك على النحو الآتي:[١٦]

  • الأركان التي لا تسقط بحال من الأحوال، عمداً كان، أم سهواً، أم جهلاً؛ لأنّ الصّلاة لا تكتمل إلّا بها، ولا تُسمّى صلاةً بالمعنى الشرعي إلّا بتمامها، وفي حال ترك المُكلَّف الرّكنَ سهواً فإنّ في المسألة تفصيلاً عند العلماء، ولكن لا يجبره سجود السّهو بحالٍ، ويجب تدراك فعل الركن ما لم يبدأ المصلّي بركن آخر.
  • واجبات الصلاة التي تُجبَر بسجود السّهو لمن تركها سهواً، وتبطلُ صلاةُ من تركها عمداً.
  • سُنَن الصّلاة، وهي التي لا تُبطِل صلاة المكلّف عند تركها، سواءً أكان الترك سهواً أو عمداً.

المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 43.
  2. سورة البقرة، آية: 238.
  3. “تعريف و معنى الصّلاة في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017م. بتصرّف.
  4. د. سعيد بن وهف القحطاني، منزلة الصّلاة في الإسلام، المملكة العربيّة السعوديّة: مطبعة سفير، صفحة: 7-8. بتصرّف.
  5. سورة الماعون، آية: 4 – 5.
  6. محمد الشوبكي (6-6-2015م)، “تعريف الصلاة وفضلها وحكمها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017م. بتصرّف.
  7. عبد الحسيب عطية وعبد المطلب حمدان (19-1-2014)، “أركان الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-1-2018. بتصرّف.
  8. رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1/154 ، إسناده صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 1117، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  12. ^ أ ب سورة الحج، آية: 77.
  13. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن علي بن شيبان الحنفي، الصفحة أو الرقم: 1891، أخرجه في صحيحه.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 793 ، صحيح.
  15. رواه الذهبي، في تنقيح التحقيق، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 1/164 ، صحيح.
  16. سالم الهنداوي (25-9-2013م)، “مقدمة في أركان الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017م. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أهميّة الصّلاة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتَين، وهي عبادة واجبة ومفروضة على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ؛ ذكراً كان أو أنثى، وهي عمود الدين، والوسيلة التي تصل العبد بربّه عزّ وجلّ، وقد فُرِضت الصلاة على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج، وهي عبادة يوميّة تُؤدّى خمس مرّات في اليوم، وهيك الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ولا يُقبَل من مسلم تركها، ولا تسقط عن مُكلَّف بأيّ حالٍ من الأحوال، إلّا المرأة في الحيض والنفاس، وهي أول ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة، ولِعظيم شأنها جعلها الله -تعالى- سبباً في محو الذنوب، وقد وردت آيات قرآنية كثيرة تؤكّد على أهميّتها، قال الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)،[١] وقال في موضع آخر: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)،[٢] وهناك بعض الصلوات المشروعة في أيّام ومناسبات معيّنة، مثل: صلاة العيد، والجنازة، والكسوف، والاستسقاء، وغيرها من الصّلوات، وقد جعل الشرع للصلاة شروطاً، وأركاناً، وواجباتٍ، وأحكاماً فقهيّةً مختلفةً تضمن للعبد صحّة صلاته، فما هي أركان الصلاة التي لا تُقبَل الصّلاة دونها؟

تعريف الصّلاة وحُكمها

قبل التعرّف على أركان الصّلاة، لا بدّ من بيان المقصود منها لُغةً واصطلاحاً:

  • تعريف الصّلاة لُغةً: الصّلاة اسم، وجمعها صلوات، وتعني: الدّعاء والعبادة؛ فيُقال: صلّى فلان؛ أي: أدّى الصلاة، وهي عبادة مخصوصة، ويُقال: صلّى فلان؛ أي: دعا ربّه.[٣]
  • تعريف الصّلاة شرعاً: هي عبادة لله -سبحانه وتعالى- وتكون بأقوال وأفعال مخصوصة مُحدَّدة، تُفتَتَح بالتكبير، وتُختَتَم بالتسليم، وسُمِّيت بالصّلاة لأنّها تشتمل على الدعاء والتَّضرع إلى الله تعالى؛ فالصّلاة في حقيقتها وأصل معناها هي اسم لكلّ دعاء.[٤]
  • حُكم الصّلاة: تجب الصّلاة على كلّ مسلم بالغ عاقل، فهي فريضة من فرائض الإسلام، ولا يجوز لمسلم أن يقصِّر فيها، أو يتركها، فقد قال الله تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)،[٥] ومَن ترك الصلّاة جحوداً بها، وإنكاراً لها، فهو كافر خارج من ملّة الإسلام بإجماع المسلمين، لذا فإنّه يُستَتاب وإلّا قُتِل بردّته بجحوده للصّلاة، ومَن تركها تكاسلاً من غير عُذر دون إنكار لفرضيّتها، فقد اختلف حُكم الفقهاء في شأنه.[٦]

أركان الصلاة

الصّلاة المشروعة لها أركان تُشكّل في مجموعها صفة الصّلاة الصحيحة؛ فترك المُصلّي لرُكن من أركانها يُبطلها، وتجب إعادتها، وبيان هذه الأركان على النحو الآتي:[٧]

  • تكبيرة الإحرام: تجب تكبيرة الإحرام على القادر على النُّطق بها؛ لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مفتاحُ الصلاةِ الوضوءُ، وتحريمُها التكبيرُ، وتحليلُها التسليمُ)،[٨] وصيغة التكبير قول المُصلّي: (الله أكبر)، وأجاز أبو حنيفة -رحمه الله- الدخول في الصلاة بأيّ لفظٍ يُراد به تعظيم الله تعالى.
  • القيام في الصلاة المفروضة: هو ركن ثابت الوجوب بإجماع جمهور الفقهاء للقادر على القيام، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (صَلِّ قائماً، فإنْ لم تستَطِع فقاعداً، فإنْ لم تستَطِعْ فعلى جَنبٍ)،[٩] والقيام الذي يتحقّق به الركن يكون بانتصاب الظَّهر، واستوائه دون رأسه، أمّا العاجز عن القيام فيُصلّي قاعداً بأيّ شكلٍ أراد، شرط استقبال القِبلة، فالعَجَز يتفاوت من مريض لآخر، ولا خِلاف بين العلماء في جواز الجلوس لمن صلّى تطوّعاً، والقيام له أفضل وأعظم أجراً.
  • قراءة القرآن: فلا تنقعد الصّلاة ولا تصحّ دون قراءة القرآن؛ سواءً في الصّلاة المفروضة أو صلاة التّطوّع، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ثمّ اقرأْ ما تيسَّرَ معكَ من القرآنِ)،[١٠] وقراءة سورة الفاتحة عند جمهور الفقهاء ركن من أهمّ أركان الصّلاة، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحةِ الكتابِ)،[١١] وتجب عند جمهور الفقهاء قراءة الفاتحة في كلّ ركعة باللغة العربيّة، ولا تصحّ الصّلاة بقراءتها بغير العربيّة، ويلزم تعلّمُها لمن لا يُتقِنها، وعدّ الحنفيّة مُطلق القراءة من القرآن هو المعتبر في ركن القراءة؛ ولذا لم يشترطوا قراءة الفاتحة؛ فتصحّ صلاة من لم يقرأ بها مع الإثم، أمّا قراءة سورة أو ما تيسّر من القرآن بعد سورة الفاتحة فقد اتّفق الفقهاء على أنّ ذلك سُنّة من سُنَن الصّلاة.
  • الرّكوع: ثبت ركن الرّكوع بحقّ القادر في نصّ القرآن الكريم؛ فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[١٢] والحدّ الأدنى الذي يتحقّق به الرّكوع وصول اليدَين إلى الرُّكبتَين، والأتمّ أن يستقيم الظَّهر والعُنق، وذهب الشافعي وأحمد وغيرهما -رحمهم الله أجمعين- إلى اشتراط الطمأنينة لصحّة الركوع.
  • الرّفع من الركوع: يُقصَد به نصب الجسم وقوفاً مع الطمأنينة، وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً لم يفعل ذلك فقال له: (إنَّه لا صلاةَ لِمَن لَمْ يُقِمْ صُلْبَه).[١٣]
  • السجود والطمأنينة فيه: ثبت ذلك في نصّ القرآن الكريم، فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[١٢] والطمانينة في السجود ركن لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمُسيء في صلاته: (ثمّ اسجُد حتّى تطمئنّ ساجداً)،[١٤] ويكون السجود التّام على سبعة أعضاء للمُصلّي القادر، وهي: الوجه، واليدان، والركبتان، والقدمان، ويُعذَر العاجز بقدر عجزه عن إتيان السجود بالأعضاء السبعة.
  • الجلوس بين السجدتين: هو أمرٌ واجبٌ بإجماع الفقهاء.
  • التشهّد: صيغة التشهّد هي (التَّحيَّاتُ للَّهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ، أشهدُ أَن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّداً عَبدُهُ ورسولُهُ)، وهو ركن في الجلوس الأخير عند الإمام أحمد والشافعي، أمّا التّشهد الأول فهو ليس بركن عند جمهور العلماء، حيث صحّ أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- نسيَ التشهّد الأول مرّةً في صلاته، فجبره بسجود السّهو، ولو كان ركناً من أركان الصلاة لَمَا جُبِر بسجود السّهو.
  • التسليم: حيث ذهب جمهور العلماء من الصحابة والإمام مالك إلى أنّ ركن التسليم يتحقّق بالتّسليمة الأولى، والتسليمة الثانية سُنّة، قال ابن المنذر: (أجمع كلّ مَن أحفظ عنه من أهل العلم أنّ صلاة مَن اقتصر على تسليمة واحدة جائزة).
  • الترتيب: يُقصَد بذلك ترتيب الأركان تِبَاعاً؛ فيُحرم المصلّي بصلاته قبل قراءة القرآن، ويأتي بركن القراءة قبل ركن الركوع، وهكذا، وذلك لفعل النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقوله: (صلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي).[١٥]

حُكم ترك ركن من أركان الصّلاة

تُقسَم الصّلاة بأفعالها وأقوالها إلى أقسام ثلاثة، وبيان ذلك على النحو الآتي:[١٦]

  • الأركان التي لا تسقط بحال من الأحوال، عمداً كان، أم سهواً، أم جهلاً؛ لأنّ الصّلاة لا تكتمل إلّا بها، ولا تُسمّى صلاةً بالمعنى الشرعي إلّا بتمامها، وفي حال ترك المُكلَّف الرّكنَ سهواً فإنّ في المسألة تفصيلاً عند العلماء، ولكن لا يجبره سجود السّهو بحالٍ، ويجب تدراك فعل الركن ما لم يبدأ المصلّي بركن آخر.
  • واجبات الصلاة التي تُجبَر بسجود السّهو لمن تركها سهواً، وتبطلُ صلاةُ من تركها عمداً.
  • سُنَن الصّلاة، وهي التي لا تُبطِل صلاة المكلّف عند تركها، سواءً أكان الترك سهواً أو عمداً.

المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 43.
  2. سورة البقرة، آية: 238.
  3. “تعريف و معنى الصّلاة في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017م. بتصرّف.
  4. د. سعيد بن وهف القحطاني، منزلة الصّلاة في الإسلام، المملكة العربيّة السعوديّة: مطبعة سفير، صفحة: 7-8. بتصرّف.
  5. سورة الماعون، آية: 4 – 5.
  6. محمد الشوبكي (6-6-2015م)، “تعريف الصلاة وفضلها وحكمها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017م. بتصرّف.
  7. عبد الحسيب عطية وعبد المطلب حمدان (19-1-2014)، “أركان الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-1-2018. بتصرّف.
  8. رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1/154 ، إسناده صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 1117، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  12. ^ أ ب سورة الحج، آية: 77.
  13. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن علي بن شيبان الحنفي، الصفحة أو الرقم: 1891، أخرجه في صحيحه.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 793 ، صحيح.
  15. رواه الذهبي، في تنقيح التحقيق، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 1/164 ، صحيح.
  16. سالم الهنداوي (25-9-2013م)، “مقدمة في أركان الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017م. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

أهميّة الصّلاة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتَين، وهي عبادة واجبة ومفروضة على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ؛ ذكراً كان أو أنثى، وهي عمود الدين، والوسيلة التي تصل العبد بربّه عزّ وجلّ، وقد فُرِضت الصلاة على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج، وهي عبادة يوميّة تُؤدّى خمس مرّات في اليوم، وهيك الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ولا يُقبَل من مسلم تركها، ولا تسقط عن مُكلَّف بأيّ حالٍ من الأحوال، إلّا المرأة في الحيض والنفاس، وهي أول ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة، ولِعظيم شأنها جعلها الله -تعالى- سبباً في محو الذنوب، وقد وردت آيات قرآنية كثيرة تؤكّد على أهميّتها، قال الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)،[١] وقال في موضع آخر: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)،[٢] وهناك بعض الصلوات المشروعة في أيّام ومناسبات معيّنة، مثل: صلاة العيد، والجنازة، والكسوف، والاستسقاء، وغيرها من الصّلوات، وقد جعل الشرع للصلاة شروطاً، وأركاناً، وواجباتٍ، وأحكاماً فقهيّةً مختلفةً تضمن للعبد صحّة صلاته، فما هي أركان الصلاة التي لا تُقبَل الصّلاة دونها؟

تعريف الصّلاة وحُكمها

قبل التعرّف على أركان الصّلاة، لا بدّ من بيان المقصود منها لُغةً واصطلاحاً:

  • تعريف الصّلاة لُغةً: الصّلاة اسم، وجمعها صلوات، وتعني: الدّعاء والعبادة؛ فيُقال: صلّى فلان؛ أي: أدّى الصلاة، وهي عبادة مخصوصة، ويُقال: صلّى فلان؛ أي: دعا ربّه.[٣]
  • تعريف الصّلاة شرعاً: هي عبادة لله -سبحانه وتعالى- وتكون بأقوال وأفعال مخصوصة مُحدَّدة، تُفتَتَح بالتكبير، وتُختَتَم بالتسليم، وسُمِّيت بالصّلاة لأنّها تشتمل على الدعاء والتَّضرع إلى الله تعالى؛ فالصّلاة في حقيقتها وأصل معناها هي اسم لكلّ دعاء.[٤]
  • حُكم الصّلاة: تجب الصّلاة على كلّ مسلم بالغ عاقل، فهي فريضة من فرائض الإسلام، ولا يجوز لمسلم أن يقصِّر فيها، أو يتركها، فقد قال الله تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)،[٥] ومَن ترك الصلّاة جحوداً بها، وإنكاراً لها، فهو كافر خارج من ملّة الإسلام بإجماع المسلمين، لذا فإنّه يُستَتاب وإلّا قُتِل بردّته بجحوده للصّلاة، ومَن تركها تكاسلاً من غير عُذر دون إنكار لفرضيّتها، فقد اختلف حُكم الفقهاء في شأنه.[٦]

أركان الصلاة

الصّلاة المشروعة لها أركان تُشكّل في مجموعها صفة الصّلاة الصحيحة؛ فترك المُصلّي لرُكن من أركانها يُبطلها، وتجب إعادتها، وبيان هذه الأركان على النحو الآتي:[٧]

  • تكبيرة الإحرام: تجب تكبيرة الإحرام على القادر على النُّطق بها؛ لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مفتاحُ الصلاةِ الوضوءُ، وتحريمُها التكبيرُ، وتحليلُها التسليمُ)،[٨] وصيغة التكبير قول المُصلّي: (الله أكبر)، وأجاز أبو حنيفة -رحمه الله- الدخول في الصلاة بأيّ لفظٍ يُراد به تعظيم الله تعالى.
  • القيام في الصلاة المفروضة: هو ركن ثابت الوجوب بإجماع جمهور الفقهاء للقادر على القيام، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (صَلِّ قائماً، فإنْ لم تستَطِع فقاعداً، فإنْ لم تستَطِعْ فعلى جَنبٍ)،[٩] والقيام الذي يتحقّق به الركن يكون بانتصاب الظَّهر، واستوائه دون رأسه، أمّا العاجز عن القيام فيُصلّي قاعداً بأيّ شكلٍ أراد، شرط استقبال القِبلة، فالعَجَز يتفاوت من مريض لآخر، ولا خِلاف بين العلماء في جواز الجلوس لمن صلّى تطوّعاً، والقيام له أفضل وأعظم أجراً.
  • قراءة القرآن: فلا تنقعد الصّلاة ولا تصحّ دون قراءة القرآن؛ سواءً في الصّلاة المفروضة أو صلاة التّطوّع، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ثمّ اقرأْ ما تيسَّرَ معكَ من القرآنِ)،[١٠] وقراءة سورة الفاتحة عند جمهور الفقهاء ركن من أهمّ أركان الصّلاة، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحةِ الكتابِ)،[١١] وتجب عند جمهور الفقهاء قراءة الفاتحة في كلّ ركعة باللغة العربيّة، ولا تصحّ الصّلاة بقراءتها بغير العربيّة، ويلزم تعلّمُها لمن لا يُتقِنها، وعدّ الحنفيّة مُطلق القراءة من القرآن هو المعتبر في ركن القراءة؛ ولذا لم يشترطوا قراءة الفاتحة؛ فتصحّ صلاة من لم يقرأ بها مع الإثم، أمّا قراءة سورة أو ما تيسّر من القرآن بعد سورة الفاتحة فقد اتّفق الفقهاء على أنّ ذلك سُنّة من سُنَن الصّلاة.
  • الرّكوع: ثبت ركن الرّكوع بحقّ القادر في نصّ القرآن الكريم؛ فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[١٢] والحدّ الأدنى الذي يتحقّق به الرّكوع وصول اليدَين إلى الرُّكبتَين، والأتمّ أن يستقيم الظَّهر والعُنق، وذهب الشافعي وأحمد وغيرهما -رحمهم الله أجمعين- إلى اشتراط الطمأنينة لصحّة الركوع.
  • الرّفع من الركوع: يُقصَد به نصب الجسم وقوفاً مع الطمأنينة، وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً لم يفعل ذلك فقال له: (إنَّه لا صلاةَ لِمَن لَمْ يُقِمْ صُلْبَه).[١٣]
  • السجود والطمأنينة فيه: ثبت ذلك في نصّ القرآن الكريم، فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[١٢] والطمانينة في السجود ركن لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمُسيء في صلاته: (ثمّ اسجُد حتّى تطمئنّ ساجداً)،[١٤] ويكون السجود التّام على سبعة أعضاء للمُصلّي القادر، وهي: الوجه، واليدان، والركبتان، والقدمان، ويُعذَر العاجز بقدر عجزه عن إتيان السجود بالأعضاء السبعة.
  • الجلوس بين السجدتين: هو أمرٌ واجبٌ بإجماع الفقهاء.
  • التشهّد: صيغة التشهّد هي (التَّحيَّاتُ للَّهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ، أشهدُ أَن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّداً عَبدُهُ ورسولُهُ)، وهو ركن في الجلوس الأخير عند الإمام أحمد والشافعي، أمّا التّشهد الأول فهو ليس بركن عند جمهور العلماء، حيث صحّ أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- نسيَ التشهّد الأول مرّةً في صلاته، فجبره بسجود السّهو، ولو كان ركناً من أركان الصلاة لَمَا جُبِر بسجود السّهو.
  • التسليم: حيث ذهب جمهور العلماء من الصحابة والإمام مالك إلى أنّ ركن التسليم يتحقّق بالتّسليمة الأولى، والتسليمة الثانية سُنّة، قال ابن المنذر: (أجمع كلّ مَن أحفظ عنه من أهل العلم أنّ صلاة مَن اقتصر على تسليمة واحدة جائزة).
  • الترتيب: يُقصَد بذلك ترتيب الأركان تِبَاعاً؛ فيُحرم المصلّي بصلاته قبل قراءة القرآن، ويأتي بركن القراءة قبل ركن الركوع، وهكذا، وذلك لفعل النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقوله: (صلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي).[١٥]

حُكم ترك ركن من أركان الصّلاة

تُقسَم الصّلاة بأفعالها وأقوالها إلى أقسام ثلاثة، وبيان ذلك على النحو الآتي:[١٦]

  • الأركان التي لا تسقط بحال من الأحوال، عمداً كان، أم سهواً، أم جهلاً؛ لأنّ الصّلاة لا تكتمل إلّا بها، ولا تُسمّى صلاةً بالمعنى الشرعي إلّا بتمامها، وفي حال ترك المُكلَّف الرّكنَ سهواً فإنّ في المسألة تفصيلاً عند العلماء، ولكن لا يجبره سجود السّهو بحالٍ، ويجب تدراك فعل الركن ما لم يبدأ المصلّي بركن آخر.
  • واجبات الصلاة التي تُجبَر بسجود السّهو لمن تركها سهواً، وتبطلُ صلاةُ من تركها عمداً.
  • سُنَن الصّلاة، وهي التي لا تُبطِل صلاة المكلّف عند تركها، سواءً أكان الترك سهواً أو عمداً.

المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 43.
  2. سورة البقرة، آية: 238.
  3. “تعريف و معنى الصّلاة في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017م. بتصرّف.
  4. د. سعيد بن وهف القحطاني، منزلة الصّلاة في الإسلام، المملكة العربيّة السعوديّة: مطبعة سفير، صفحة: 7-8. بتصرّف.
  5. سورة الماعون، آية: 4 – 5.
  6. محمد الشوبكي (6-6-2015م)، “تعريف الصلاة وفضلها وحكمها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017م. بتصرّف.
  7. عبد الحسيب عطية وعبد المطلب حمدان (19-1-2014)، “أركان الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-1-2018. بتصرّف.
  8. رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1/154 ، إسناده صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 1117، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  12. ^ أ ب سورة الحج، آية: 77.
  13. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن علي بن شيبان الحنفي، الصفحة أو الرقم: 1891، أخرجه في صحيحه.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 793 ، صحيح.
  15. رواه الذهبي، في تنقيح التحقيق، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 1/164 ، صحيح.
  16. سالم الهنداوي (25-9-2013م)، “مقدمة في أركان الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017م. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى