قرآن

جديد كم عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم

علم القراءات

القراءات لغةً: جمع قراءة، وهي مصدر الفعل قرأ بمعنى تلا،[١] أمَّا اصطلاحاً: فهي العلم الذي يعتني بكيفية أداء كلمات القرآن الكريم، وذِكر اختلافها معزواً إلى ناقله، وقيل: هو علمٌ بكيفيات أداء كلمات القرآن الكريم من تخفيفٍ وتشديدٍ، واختلاف ألفاظ الوحي في الحروف، وقال الدمياطي: علم يُعرف به اتفاق الناقلين لكتاب الله تعالى، واختلافهم من حيث الحذف والإثبات، والتحريك والتسكين، والفصل والوصل، وغير ذلك من هيئات النطق والإبدال، وغيره من حيث السماع.[٢]

والقراءات القرآنية المتواترة هي جملة ما بقي من الأحرف السبعة التي نزل القرآن بها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن طريق الوحي الذي نزل به جبريل عليه السلام، والتي نُقلت إلينا بالتواتر، قال الله تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)،[٣] والقراءات القرآنية لم تُؤخذ من خط العرب، أو رسم المصحف، أو اجتهاد الصحابة أو التابعين، ولا مجال للرأي والاجتهاد فيها، وإنّما تنسب إلى الإمام القارئ الذي اختار القراءة بها، وداوم عليها، واشتهر بالقراءة بها، ورُويت عنه، لا لكون ذلك الإمام القارئ قد اخترعها أو اختارها برأيه واجتهاده.[٢]

عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم

عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم عشر قراءات، وتُنسب القراءة إلى الإمام الذي اشتُهرت عنه، وهي على النحو الآتي:[٤]

  • قراءة نافع المدني: هو الإمام نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، أصله من أصبهان، وتوفي -رحمه الله- بالمدينة سنة تسعٍ وستين ومئة، وله راويان، وهما:
    • قالون: هو عيسى بن مينا المدني، وقالون لقبٌ له، وتوفي -رحمه الله- بالمدينة قريباً من سنة عشرين ومئتين.
    • ورش: هو عثمان بن سعيد المصري، وورش لقبٌ له، وتوفي -رحمه الله- بمصر سنة سبع وتسعين ومئة.
  • قراءة ابن كثير المكي: هو الإمام عبد الله بن كثير الداري، وتوفي -رحمه الله- بمكة سنة عشرين ومئة، وله راويان، وهما:
    • قنبل: هو محمد بن عبد الرحمن المخزومي، وقنبل لقبٌ له، وتوفي -رحمه الله- بمكة بعد سنة ثمانين ومئتين.
    • البزيّ: هو أحمد بن محمد بن أبي بزة المكي، ويُعرف بالبزيّ، وتوفي -رحمه الله- بمكة بعد سنة أربعين ومئتين.
  • قراءة أبو عمرو البصري: هو الإمام أبو عمرو بن العلاء ابن تميم، واختلف في اسمه؛ فقيل: الزبّان، وقيل: العُريان، وقيل: يحيى، وقيل: اسمه كنيته، وقيل غير ذلك، وتوفي -رحمه الله- بالكوفة سنة أربعٍ وخمسين ومائة، وله راويان، وهما:
    • أبو عمر: هو حفص بن عمر الدوري، والدور منطقة في بغداد، وتوفي -رحمه الله- في سنة خمسين ومئتين.
    • أبو شعيب: هو صالح بن زياد السوسي، وتوفي -رحمه الله- في خراسان سنة اثنتين ومئتين.
  • قراءة ابن عامر الشامي: هو الإمام عبد الله بن عامر اليحصُبي، وهو من التابعين، وتوفي -رحمه الله- بدمشق سنة ثمان عشرة ومائة، وله راويان، وهما:
    • ابن ذكوان: هو عبد الله بن أحمد بن ذكوان، وكنيته أبو عمرو، وتوفي -رحمه الله- بدمشق سنة اثنتين وأربعين ومئتين.
    • هشام: هو هشام بن عمار السُّلمي، قاضي دمشق، وكنيته أبو الوليد، وتوفي -رحمه الله- بدمشق سنة خمس وأربعين ومئتين.
  • قراءة عاصم: هو الإمام أبو بكر عاصم بن أبي النجود بن بهدلة، وتوفي -رحمه الله- سنة سبع وعشرين ومئة، وقيل: سنة ثمان وعشرين ومئة، وله راويان، وهما:[٥]
    • شعبة: هو أبو بكر بن عياش الأسدي، واختلف في اسمه؛ فقيل: شعبة، وقيل: سالم، وتوفي -رحمه الله- سنة ثلاث وتسعين ومئة.
    • حفص: هو حفص بن سليمان البزاز، وكنيته أبو عمر، وتوفي -رحمه الله- سنة ثمانين ومئة.
  • قراءة حمزة: هو الإمام حمزة بن حبيب التميمي، وكنيته أبو عمارة، وتوفي -رحمه الله- سنة ست وخمسين ومئة، وله راويان، وهما على النحو الآتي:[٥]
    • خلف: هو خلف بن هشام البزار، وكنيته أبو محمد، وتوفي -رحمه الله- سنة تسع وعشرين ومئتين.
    • خلّاد: هو خلّاد بن خالد الصيرفي، وتوفي -رحمه الله- سنة عشرين ومئتين.
  • قراءة الكسائي: هو الإمام علي بن الحسن الكسائي، وكنيته أبو الحسن، وتوفي -رحمه الله- سنة تسع وثمانين ومائة، وكان إمام الناس في القراءة في زمانه، وأعلمهم بالقرآن، وله راويان، وهما:[٥]
    • أبو الحارث: هو الليث بن خالد المروزي، وتوفي -رحمه الله- سنة أربعين ومئتين.
    • الدوري: هو حفص بن عمر الدوري، والدور منطقة في بغداد، وتوفي -رحمه الله- في سنة ست وأربعين ومئتين، وهو الراوي عن الإمام أبي عمرو بن العلاء البصري.
  • قراءة يزيد بن القعقاع: هو الإمام يزيد بن القعقاع المخزومي، وكنيته أبو جعفر المدني، تابعيٌ مشهور كبير القدر، وكان رجلاً صالحاً كثير العبادة، وتوفي -رحمه الله- بالمدينة ثلاثين ومئة، وقيل غير ذلك، ومن رواته؛ نافع بن أبي نعيم، وسليمان بن جمّاز.[٦]
  • قراءة يعقوب بن اسحاق الحضرمي: هو الإمام يعقوب بن اسحاق بن زيد الحضرمي البصري، وكنيته أبو يوسف، وقيل: أبو محمد، وتوفي -رحمه الله- سنة خمسٍ ومائتين، ومن رواته؛ روح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المتوكل المعروف برويس.[٦]
  • قراءة خلف بن هشام البزار: هو الإمام خلف بن هشام بن ثعلب ابن خلف البزار، وكنيته أبو محمد، أحد القرّاء العشرة المعروفين، وأحد الرواة عن سليم عن حمزة الزيّات، وتوفي -رحمه الله- سنة تسعٍ وعشرين ومئتين، ومن رواته؛ ورّاقة أحمد بن إبراهيم، وإبراهيم بن علي القصار.[٦]

أركان وأنواع القراءات القرآنية

إن لكل قراءةٍ من القراءات القرآنية ثلاثة أركان، وهي على النحو الآتي:[٧]

  • موافقة القراءة القرآنية لأحد وجوه اللغة العربية، حتى لو كان ذلك الوجه ضعيفاً.
  • موافقة القراءة القرآنية للرسم العثماني تحقيقاً أو تقديراً.
  • صحة سند القراءة القرآنية، وذلك بتواترها عن النّبي صلى الله عليه وسلم.

إن للقراءات القرآنية ستة أنواع، وهي على النحو التآتيي:[٧]

  • القراءة المتواترة: وهي القراءة التي رواها جمعٌ عن جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب، واتفقت الطرق على نقلها.
  • القراءة الصحيحة المشهورة: وهي القراءة التي صح إسنادها من أوله إلى منتهاه بنقل العدل الضابط عن مثله، ووافقت اللغة العربية والرسم العثماني.
  • القراءة الصحيحة الآحاد: وهي القراءة التي صحّ سندها، ولكنها خالفت اللغة العربية، أو الرسم العثماني.
  • القراءة غير الصحيحة الشاذة: وهي القراءة التي لم يصح سندها.
  • القراءة الموضوعة: وهي القراءة التي لا أصل لها.
  • القراءة غير الصحيحة المدرجة: وهي القراءة التي زيدت تفسيراً للقرآن الكريم.

فوائد تعدد القراءات

تعدّد القراءات له فوائد كثيرة، ومن هذه الفوائد ما يأتي:[٨]

  • التيسير على الأمّة: أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- ليبلّغه للناس كافة، وكانت القبائل العربية التي نزل القرآن بلسانها تختلف في لهجاتها وألسنتها كذلك، فنزل القرآن على سبعة أحرف تخفيفاً وتيسيراً على الناس؛ حتى تقرأ كل قبيلةٍ القرآن بلسانها.
  • التكثير: أي تكثير المعاني، فقد تدل كل قراءة على معنى لا يوجد في القراءات الأخرى، فقد توضّح إحدى القراءات حكماً فقهياً، وتوضّح القراءة الأخرى حكماً آخر.
  • الإثراء اللغوي: فالقراءات تفيد تعدّد وجوه الإعراب في اللغة، كقوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ)،[٩] فقد قرأ حمزة كلمة (الأرحام) بالخفض، وقرأها الباقون بالرفع، وفي قراءته دلالة على جواز عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور من غير إعادة العامل، وهي لغة من لغات العرب الصحيحة.
  • إظهار وجه الإعجاز في القرآن الكريم.

المراجع

  1. الفيروزآبادي (2005)، القاموس المحيط (الطبعة الثامنة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 49. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد أحمد القضاة، أحمد خالد شكري، محمد خالد منصور (2001)، مقدمات في علم القراءات (الطبعة الأولى)، عمان: دار عمار، صفحة 47-48. بتصرّف.
  3. سورة النجم، آية: 3-5.
  4. عثمان بن سعيد الداني (2015)، التيسير في القراءات السبع (الطبعة الأولى)، السعودية: دار الأندلس، صفحة 85-90. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت عمر بن قاسم الأنصاري (2001)، المكرر في ما تواتر من القراءات السبع وتحرر (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 22-25. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت محمد أحمد مفلح القضاة، أحمد خالد شكري، محمد خالد منصور (2001)، مقدمات في علم القراءات (الطبعة الأولى)، عمان: دار عمار، صفحة 101-110. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمد عباس الباز (2004)، مباحث في علم القراءات مع بيان أصول رواية حفص (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الكلمة، صفحة 42-44. بتصرّف.
  8. صلاح بن سمير محمد مفتاح (29-7-2017)، “فوائد تعدد القراءات”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019. بتصرّف.
  9. سورة النساء، آية: 1.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى