أمراض القلب و الشرايين

كيفية تنظيم ضربات القلب

مقالات ذات صلة

اضطراب نظم ضربات القلب

تعمل العُقدة الجيبيّة (بالإنجليزيّة: Sinus node) للقلب كمنظّم طبيعي لضربات القلب؛ حيث تنطلق منها إشارات عصبية تنتقل عبر العقدة الأذينيّة البُطينيّة (بالإنجليزيّة: Atrioventricular node) ثم إلى حزمة هيس (بالإنجليزيّة: Bundle of His) لتصل الإشارة العصبيّة للبُطينين (بالإنجليزيّة: Ventricles) مُسبّبةً انقباض عضلات البُطينين لينتج عن ذلك ضربة قلبيّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ عضلة القلب تنقبض في الوضع الطبيعي بشكلٍ منتظم ومستمرّ بمعدّل 60-100 نبضة في الدقيقة الواحدة، ولكن قد يحدث خلل في هذه العمليّة الطبيعيّة مُسبّباً بذلك تغيّراً في معدّل ضربات القلب أو نُظم القلب الطبيعيّ،[١] وتُسمّى هذه الحالة باضطراب النظم القلبي (بالإنجليزيّة: Arrhythmia) أو عدم انتظام ضربات القلب (بالإنجليزيّة: Irregular heartbeat).[٢]

وفي الحقيقة يظهر اضطراب النظم القلبي على شكل بُطء القلب (بالإنجليزيّة: Bradycardia)، أو تسرّع القلب (بالإنجليزيّة: Tachycardia)، أو حدوث رفرفة (بالإنجليزيّة: Flutter)، أو رجفان (بالإنجليزيّة: Fibrillation) في القلب، أو حدوث انقباض سابق لأوانه في القلب مُسبّباً ضربات قلبيّة مُبكّرة، ومن الأعراض التي قد ترافق هذه الحالة: الشعور بالدوار، وضيق النفس، وخفقان القلب أحياناً، كما قد تجعل مشكلة اضطراب النظم المريض أكثر عرضة للإصابة بحالات طبيّة خطيرة مثل السكتة الدماغيّة (بالإنجليزيّة: Stroke) أو توقّف القلب (بالإنجليزيّة: Cardiac arrest).[٢]

تنظيم ضربات القلب

قد لا تستدعي حالة اضطراب النظم عند المريض أي تدخل طبي لعلاجها في بعض الأحيان، ولكن يقوم الطبيب بعمل الإجراءات الطبيّة اللازمة لعلاج المشكلة في حال كان هناك أعراض واضحة وخطيرة مثل؛ الدوار، أو ألم الصدر، أو فقدان الوعي، أو في حال كانت المشكلة تزيد من احتمالية الإصابة بفشل القلب، أو السكتة الدماغية، أو التوقف المفاجئ للقلب، وفيما يلي توضيح لطُرق تنظيم ضربات القلب.[٣]

تغيير نمط الحياة

يُمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة أن تحافظ على صحّة القلب وسلامته، إلا أنّها لا تُغني عن العلاجات والإجراءات الطبية السابقة، ومن هذه التغييرات ما يلي:[٤]

  • تناول الغذاء الصحيّ الغنيّ بالفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، وقليل الملح والدهون الصلبة.
  • ممارسة التمارين الرياضة بانتظام.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الحفاظ على الوزن ضمن المعدّلات الصحيّة للوقاية من أمراض القلب.
  • السيطرة على معدل ضغط الدم ومستوى الكولسترول ضمن المستويات الطبيعية.
  • تجنّب تناول الكحول.
  • متابعة الوضع الصحي للمصاب مع الطبيب المختصّ، بالإضافة إلى تناول الأدوية الموصوفة حسب إرشادات الطبيب.

تنظيم ضربات القلب باستخدام الأدوية

تُستخدم بعض أنواع مضادّات عدم انتظام ضربات القلب (بالإنجليزيّة: Antiarrhythmics) لتبطّئ معدّل ضربات القلب السريع مثل؛ أدوية حاصرات بيتا (بالإنجليزيّة: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزيّة: Calcium channel blockers)، والديجوكسين (بالإنجليزيّة: Digoxin)، كما تُستخدم بعض أنواع الأدوية لإعادة نظم القلب إلى الوتيرة الطبيعيّة مثل؛ الأميودارون (بالإنجليزيّة: Amiodarone)، والفليكاينيد (بالإنجليزيّة: Flecainide)، والبروكايناميد (بالإنجليزيّة: Procainamide)، بالإضافة إلى استخدام الأدوية المميّعة للدم (بالإنجليزيّة: Blood-thinning medicines) التي تُقلّل من خطر تكوّن الخثرات الدمويّة في حالة الرجفان الأذيني (بالإنجليزيّة: Atrial fibrillation) ومن الأمثلة عليها؛ الوارفارين (بالإنجليزيّة: Warfarin)، والهيبارين (بالإنجليزيّة: Heparin)، والأسبرين (بالإنجليزيّة: Aspirin)، ولكن حتى الآن لا يوجد أدوية تُعالج حالة تباطُؤ ضربات القلب لذلك يتم علاجها باستخدام جهاز مُنظِّم لضربات القلب.[٣]

تنظيم ضربات القلب بإجراءات طبيّة

هناك مجموعة من الإجراءات الطبية التي يُمكن القيام بها لعلاج مشكلة عدم انتظام ضربات القلب، ومنها ما يلي:[٤]

  • مناورات العصب المبهم: (بالإنجليزيّة: Vagal maneuvers) حيث تعمل على تقليل معدّل ضربات القلب، وعلاج تسرّع القلب فوق البُطيني (بالإنجليزيّة: Supraventricular tachycardia) من خلال التأثير في العصب المبهم أو الحائر (بالإنجليزيّة: Vagus nerve)، ومن هذه المناورات قيام المصاب بحبس نفسه لبرهة من الوقت ثمّ دفع الهواء بقوّة، أو أن يغمر وجهه في الماء البارد، أو يقوم بالسعال.
  • تقويم نظم القلب: (بالإنجليزيّة: Cardioversion) يتمّ باستخدام صدمة كهربائيّة للقلب تُؤثّر في النبضات الكهربائيّة، لاستعادة النظم الطبيعي للقلب، وهذه الطريقة مناسبة لعلاج الرجفان الأذيني.
  • الاستئصال بالقسطرة: (بالإنجليزيّة: Catheter ablation) وفيها يُمرّر الطبيب المختصّ أداة القسطرة خلال الأوعية الدمويّة حتى تصل إلى القلب، ويتم إتلاف جزء صغير من نسيج القلب واعتراض طريق الإشارة الكهربائية التي تسبّب اضطراب النظم القلبي باستخدام الحرارة أو البرودة العالية.

تنظيم ضربات القلب بزرع الأجهزة

تُزرع في بعض الحالات أجهزة لعلاج اضطراب النظم، ومنها:[٤]

  • الناظمة القلبيّة: (بالإنجليزيّة: Pacemaker) وهي جهاز صغير الحجم يُزرع خلال عمليّة جراحيّة صُغرى تحت الجلد بالقرب من عظم الترقوة (بالإنجليزيّة: Collarbone)، ويتصل مع القلب عن طريق أسلاك معزولة، حيث يُستخدم هذا الجهاز في علاج تباطُؤ وتسارع ضربات القلب؛ من خلال إرساله لنبضات كهربائيّة تقوم بتحفيز القلب للانقباض بمعدّل طبيعي ومنتظم.
  • مقوم نظم القلب مزيل الرجفان القابل للزرع: (بالإنجليزيّة: Implantable cardioverter-defibrillator) وهو جهاز يعمل بالبطاريّة، تتمّ زراعته تحت الجلد بالقرب من عظم الترقوة، ويتصل مع القلب بأسلاك ذات أقطاب كهربائيّة؛ يعمل على مراقبة نظم القلب، وفي حال حدث أيّ اضطراب في النظم يقوم بتعديله من خلال إرسال صدمات كهربائيّة للقلب، وغالباً ما يُستخدم هذا الجهاز في علاج تسرع القلب البُطيني (بالإنجليزيّة: Ventricular tachycardia) والرجفان البُطيني (بالإنجليزيّة: Ventricular fibrillation).

تنظيم ضربات القلب بالعمليات الجراحية

يُلجأ إلى العمليّات الجراحيّة لعلاج اضطراب النظم في بعض الأحيان، ومن هذه العمليّات ما يلي:[٢][٤]

  • إجراء الدهليز: (بالإنجليزيّة: Maze procedure) ويتمّ في هذه العمليّة إجراء سلسلة من الشقوق في أنسجة القلب، وبذلك ينتج نسيج ندبي في الأذينين يحدّد مسار الإشارات الكهربائية، بهدف منع توصيل النبضات الكهربائيّة المسبّبة لاضطراب النظم.
  • جراحة تمدّد البطين: (بالإنجليزيّة: Ventricular aneurysm surgery) يتمّ فيها إزالة الانتفاخ الموجود في الأوعية الدمويّة القلبيّة والمُسبّب لعدم انتظام ضربات القلب.
  • طعم مجازة الشريان التاجي: (بالإنجليزيّة: CABG-Coronary artery bypass surgery) يمكن اللجوء لعملية طعم مجازة الشريان التاجي المعروفة بعملية القلب المفتوح لعلاج تسارع القلب، إذ يتمّ نقل وعاء دموي من أي منطقة في الجسم وربطه بالشريان التاجي لتجاوز المنطقة المتضيّقة، وبذلك يعود تدفق الدم لعضلة القلب إلى وضعه الطبيعي.

أنواع اضطراب نظم ضربات القلب

هناك مجموعة من الأنواع لاضطراب نظم ضربات القلب، وفيما يلي ذكر لأكثر هذه الأنواع شيوعاً مع أبرز أعراضها:[١]

  • الخلل الوظيفي في العقدة الجيبيّة: (بالإنجليزيّة: Sinus node dysfunction)، وقد يصاحبه بعض الأعراض مثل: الدوار، والإغماء، والشعور بالإجهاد والتعب.
  • اضطرابات دقات القلب فوق البطيني: (بالإنجليزيّة: Supraventricular tachyarrhythmias)، يرافقها عادةً خفقان القلب، وانخفاض ضغط الدم، والإغماء.
  • الرجفان الأذيني: وفي هذه الحالة قد يُعاني المريض من خفقان القلب، والإغماء، والدوار، والضعف العام، وضيق التنفس، والذبحة الصدريّة.
  • الإحصار الأذيني البُطيني: (بالإنجليزيّة: Atrioventricular block) أو إحصار القلب (بالإنجليزيّة: Heart block، في الدرجة الأولى من هذا النوع لا يُعاني المصاب من أيّ أعراض، ولكنّه يمكن أن يعاني من عدم انتظام النبض أو بطئه في الدرجة الثانية، بينما يُعاني من بطء شديد في ضربات القلب، والدوار، والإغماء في الدرجة الثالثة.
  • تسرّع القلب البُطيني: في النوع المؤقت منه قد لا يعاني المصاب من أيّ أعراض، أو قد يعاني من رفرفة قلبية بسيطة، بينما يصاحب النوع الدائم من تسرّع القلب البطيني الإصابة بالدوار، وفقدان الوعي، وقد يؤدّي للموت.
  • الرجفان البُطيني: ويرافقه أعراض خطيرة مثل: غياب النبض، وفقدان الوعي، والموت.

أسباب اضطراب نظم ضربات القلب

هناك العديد من العوامل التي قد تُؤدّي لاختلال في الإشارات الكهربائيّة للقلب مُحدثة اضطراباً في نظم ضربات القلب، ومنها:[٢]

  • الإدمان على تناول الكحول.
  • الإصابة بمرض السكري أو أمراض القلب.
  • شرب القهوة بكميات كبيرة.
  • مرض ارتفاع ضغط الدم.
  • فرط نشاط الغدّة الدرقيّة.
  • الضغط والتوتر النفسي.
  • التدخين.
  • تناول بعض أنواع الأدوية، أو المكمّلات الغذائيّة، أو العلاجات العشبيّة.

تشخيص اضطراب نظم ضربات القلب

يحتاج الطبيب المُشخِّص لمرض اضطراب نظم ضربات القلب إلى معرفة الأعراض التي يُعاني منها المصاب، بالإضافة إلى التاريخ الطبي والفحص البدني، ويقوم بإجراء عدد من الفحوصات المتخصّصة للكشف عن المرض، وأهمّها ما يلي:[٤]

  • تخطيط كهربائية القلب (بالإنجليزيّة: Electrocardiogram).
  • جهاز هولتر (بالإنجليزيّة: Holter monitor).
  • تخطيط صدى القلب (بالإنجليزيّة: Echocardiogram).
  • جهاز تسجيل نبضات القلب القابل للزراعة (بالإنجليزيّة: Implantable loop recorder).

فيديو ما هو سبب عدم انتظام دقات القلب؟

حدوث نبضات كهربائية غير طبيعية في القلب يجعل دقاته غير منتظمة.. فما الذي يؤدي لذلك؟ :

المراجع

  1. ^ أ ب “Cardiac Arrhythmias”, www.drugs.com, Retrieved 14-3-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Christian Nordqvist (8-12-2017), “Arrhythmia: Causes, symptoms, types, and treatment”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-3-2018. Edited.
  3. ^ أ ب “Arrhythmia”, www.nhlbi.nih.gov, Retrieved 14-3-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج Mayo Clinic Staff (27-12-2017), “Heart arrhythmia”، www.mayoclinic.org, Retrieved 14-3-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى