محتويات
نوح عليه السلام
يقترن ذكر نبي الله نوح -عليه الصّلاة والسّلام- بذكر الطوفان الذي حصل في ذلك الوقت، وهلك على أثره كل من لم يؤمن بسيدنا نوح – عليه الصلاة والسلام، ومن بين من هلك ابنه الذي يروي القرآن الكريم قصته وكيف قد غرق رغم التجائه إلى جبلٍ مرتفع، قال تعالى: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ*قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ)،[١] فكانت تلك الحادثة محطةً أخرى غيرت مجرى التاريخ وأحدثت فرقاً في تاريخ البشرية، حيث لم يبق على وجه الأرض إلا من آمن بنوح من أبنائه وذريته وبعض أهل قومه، فمن هم أبناء نوح عليه الصلاة والسلام، وما هي أسماؤهم، ومن الذي آمن منهم وتبع سيدنا نوحاً في السفينة، وتناسل منهم الناس، ومن الذي كفر منهم فأغرقه الله مع المُغرقين؟
تعريف بنوح عليه السلام
الاسم
اسم سيدنا نوح عليه السلام (هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ، وخنوخ هو نبي الله إدريس -عليه السلام- ابن يرد بن مهلائيل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم) عليهم السلام، فنوح عليه الصلاة والسلام يرجع في نَسَبه إلى نبي الله شيث ابن نبي الله آدم أبي البشرية جمعاء.[٢]
الميلاد
قيل في ولادة نبي الله نوح -عليه السّلام- أنه وُلِد بعد أن مضى على وفاة سيدنا آدم -عليه السّلام- مئة وستٌ وعشرون سنة، وقال أهل الكتاب: بل كان بين مولد نوح ووفاة آدم -عليهما السلام- مئة وست وأربعون سنة، أمّا ما ثبت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الفترة الفاصلة بينهما -مولد نوح ووفاة آدم- فعشرة قرون؛ حيث يروي ابن حبان في صحيحه أن رجلاً سأل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (يا رسولَ اللهِ أنبيٌّ كان آدَمُ؟ قال: نَعم مُكَلَّمٌ، قال: فكم كان بيْنَه وبيْنَ نوحٍ؟ قال: عشَرةُ قُرونٍ).[٣] وعلى ذلك فإن كان المقصود بالقرن الوارد في الحديث مئة سنة كما هو المتوارد عند الناس في العرف العام، فيكون بين نوح وآدم ألف سنة عملاً بما جاء في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أمّا إن كان المقصود بالقرن الوارد في حديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الجيل من الناس، فإن الأجيال في ذلك العصر عصرِ آدم إلى نوح -عليهما السلام- فقد كان أفراد تلك الأجيال يعمّرون طويلاً، ومنهم من بلغ من العمر ألف سنة ومنهم من بلغ أقلّ من ذلك، فيكون بين نبي الله آدم وسيدنا نوح عليه السلام آلاف السنين، لا كما مرَّ في القولين السابقين، والله تعالى أعلم.[٢]
أبناء نوح عليه السلام
لم يرد ذكر أبناء نبي الله نوح -عليه الصلاة والسلام- إلا بشكلٍ مُقتضبٍ مختصر، حيث اقتصرت جميع الكتب على ذكر قصة سيدنا نوح -عليه السّلام- مع قومه والعذاب الذي لقيه في دعوتهم، وكيف أهلكهم الله بكفرهم وقصة نجاة نوح ومن آمن معه بعد أن صنع لهم السفينة تنفيذاً لأمر الله -سبحانه وتعالى- وما جرى للذين كفروا به من الإغراق بالطوفان العظيم الذي حصل في تلك الفترة، والوحيد الذي جاء ذكره في كتاب الله من أبناء نوح -عليه السّلام- هو الذي كفر منهم، فأغرقه الله كما حصل مع غيره ممن كفر بنوح، وفيما يأتي بيان أسماء أبناء نوح -عليه السّلام- الذين آمنوا منهم معه وذريّاتهم، واسم ابنه الذي كفر به فأغرقه الله:
- الذين آمنوا من أبناء نوح عليه السلام: ثبت أنَّ أبناء سيدنا نوح -عليه السلام- أربعة، آمن معه منهم ثلاثة، وهم: سام وحام ويافِث،[٤] فعن سمرة بن جندب أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ولَدُ نوحٍ ثلاثةٌ؛ فسامُ أبو العربِ، وحامُ أبو الحبشةِ، ويافثُ أبو الرومِ).[٥]
- اسم ابن نوح الكافر: إضافة إلى الثلاثة الذين سبق ذكرهم من أبناء نوح -عليه السّلام- فإن له ولداً رابعاً لم يؤمن به حتى مات غرقاً في الطوفان الذي أغرق الله به من كفر من قوم نوح، وقد اختلف العلماء في اسمه، فمنهم من قال أنّ اسمه هو (يام)، وقد أورد ذلك الإمامان الطبري وابن كثير في تفسيريهما، أمّا الإمام البيضاوي فقد أورد في تفسيره أن اسم ابن نوح الكافر هو كنعان.[٦]
ذُريّة من آمن من أبناء نوح عليه السّلام
أُشير سابقاً إلى أنّ الذين نجوا من أبناء نوح -عليه السّلام- هم سام، وحام، ويافث، حيث آمنوا به وكانوا ممن نجا من قوم نوح، أمّا سام فخرج من ذريته العرب، وفارس، والروم؛ فهو أبوهم، وأمّا حام فذريته السودان، وأمّا يافث فذريته الترك، وقوم يأجوج ومأجوج، وقيل: إن القبط هم من ذرية قوط بن حام.[٧]
وكان من بين أولاد سام بن نوح ولد اسمه لاوُد، ومن ذريته فارس، وطسم، وجرجان، وعمليق (أبو العماليق)، ومنهم كذلك الجبابرة، ويقال لهم الكنعانيون، ومنهم الفراعنة، وأهل البحرين وعمان، ومنهم بنو أُمَيم بن لاوُد، ومن ولد سام كذلك إرم، وكان من ذريته عَوْض، وغاثر، وحويل، أمّا أولاد عوض بن إرم بن سام فهم غاثر، وعاد، وعبيل، أمّا ولد غاثر بن إرم فهم ثمود، وجديس، وكان من أبناء سام كذلك ابن اسمه أَرْفَخْشَذ، وكان من أبناء أَرْفَخْشَذ ابن اسمه قينان، ولقينان من الأبناء شالخ. ووُلِد لشالخ غابر، ووُلِد لغابر فالغ، ومن أبناء غابر كذلك قحطان، وأبناء قحطان يعرب، ويقظان، ووُلِد لفالغ بن غابر ابن اسمه أرغو وقد وُلِد له ساروغ، ووُلِد لساروغ ناخور، ولناخور تارخ (آزر)، ولآزر إبراهيم عليه السلام، ومن أبناء أَرْفَخْشَذ كذلك نمرود.[٧]
أمّا يافث بن نوح فمن أولاده (جَامِرٌ، وَمَوْعِعُ، وَمَوْرِكُ، وَبَوَّانُ، وَفَوْبَا، وَمَاشِجُ، وَتِيرَشُ)، وقد وُلِد لجامر ملوك فارس، ووُلِد لتِيرَش الترك والخزر، ووُلِد لماشِج الأشْبان، ووُلِد لمَوْعِع قوم يأجوج ومأجوج، ووُلِد لبَوَّان الصَّقَالِبَةُ وبُرْجَانُ، ويرجع الروم كذلك إلى ولد يَافِث بن نوح، أمّا حام فأولاده هم: (كُوشُ، وَمِصْرَايِمُ، وَقُوطُ، وَكَنْعَانُ)، وقد وُلِد لكوش نمرود.[٧]
المراجع
- ↑ سورة هود، آية: 42-43.
- ^ أ ب “قصة نوح عليه السلام “، WWW.library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2017. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 6190، صحيح.
- ↑ “أبناء النبي نوح عليه السلام”، WWW./fatwa.islamweb.net، 8-7-2007، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2017. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم: 1/198، رجاله موثوقون.
- ↑ “اسم ابن نوح الذي كان من المغرقين”، www.fatwa.islamweb.net، 15-4-2004، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2017. بتصرّف.
- ^ أ ب ت التاريخ والتراجم الكامل في التاريخ عز الدين أبو الحسن علي المعروف بابن الأثير (1997م)، الكامل في التاريخ (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة: 72-74، جزء: 1. بتصرّف.