محتويات
تعريف الثروَة وأنواعها
يَطمح الإنسان لأن يكون رَقماً صَعباً في مجالات عَمله، و دراسته، وعلى صعيد أُسرته، ومستقبله أيضاً؛ حيث يُواصل سَعيه، وتقدُّمه حتى يَصِل إلى أعلى درجات التميُّز، كما يحرِص على التمسُّك بالمثابرة، وتطبيق المعرفة، والتخطيط المُستمِرّ، وفي أغلب الأحيان يُرافق هذه الطُّموحات طُموحٌ مُتعلِّق بشؤونه المادّية، ويتمثَّل بتحقيق ثروة ماليَّة، أو امتلاك عَدد من العقارات، والشركات، والسؤال المُلِحُّ في هذا السياق، (كيف تُصنَع الثروَة؟)، سؤالٌ يَستحقُّ البحث.
تتعدَّد أنواع الثروات؛ فهناك الثروَة القوميَّة، وهي: مجموعة الموارد، والقُوى العاملة، والمُنتِجة في الدولة، وهناك الثروَة الطبيعيَّة والمعدنيَّة، وهي: تعبير عن وَفرة الموارد الطبيعيَّة على سطح الأرض، أو في باطنها، مثل: النُّحاس، والذهب، و الحيوانات، والمحاصيل الزراعيَّة، كما أنَّ هناك الثروَة الماليَّة للأشخاص والدُّول، وهي: وَصْف لقيمة الرصيد المادّي من أموال، ومُمتلَكات، عِلماً بأنَّ الثروة تتشكَّل، وتتزايَد بتزايُد الدخل الدوريّ في الأرصِدة البنكيَّة، والمُمتلكات، كالعقارات، والأراضي، والتُحَف، ومُضارَبات الأسهُم في البورصَة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ مُصطلح الثروَة يدلُّ على نوعٍ من أنواع الازدهار، والاستقرار الماليّ؛ فهو يُمثِّل الكَثرة في المُمتلكات، والأرصدة الماليَّة، وغالباً ما تكون مُتزايدة، وفي نُموٍّ مُستمِرٍّ نِسبيّاً.[١][٢]
وتتعدَّد أنواع الثروات وِفقاً للفئة المُكوِّنة للثروَة؛ فهناك ثروات شخصيَّة، وتشمل: مُمتلكات الشخص الماليَّة، والعينيَّة، ومُدَّخراته، وهناك ثروات الشركات التي تتعلَّق بمُمتلكات الشركة، مثل: المباني، والمعدَّات، والتقنيَّات، والآليَّات الثقيلة، وكذلك السَّندات والأسهُم، ومُحتوَيات الأرصدة البنكيَّة، وقيمتها السوقيَّة، وهناك نوع ثالث من أنواع الثروَة، وهو الثروَة الوطنيَّة، والتي تُمثِّل المُمتلَكات العائدة للدولة، من أراضٍ، ومصانع، وحسابات بنكيَّة، ومصرفيَّة، وأسهُم، وسَندات، ومشاريع، والدوائر الحكوميَّة، ومُستلزَماتها، كما تشمل التزامات الرَّهن العقاريّ، وقيمة القروض، واحتياطيّ الذهب، والعُملات الأجنبيَّة.[٣]
خطوات بناء الثروة
يُمكن تلخيص خطوات الاستثمار السليم، وبناء الثروة في النقاط الآتية:[٤]
- توفير مَصدر للدَّخل الثابت، لفترة زمنيَّة طويلة نسبياً؛ حتى يتمكَّن الفرد من الارتكاز عليه في الادِّخار، والاستثمار لاحقاً، مع ضرورة الحرص على تتبُّع المصروفات، ومُحاوَلة الاقتصار على الأساسيَّات فقط.
- التمكُّن من اقتطاع نسبة ثابتة من الدَّخل الشهريِّ، بحيث تكون مُخصَّصة للادِّخار.
- استثمار المبالغ المُتراكِمة من الادِّخارات الشهريَّة بخُطَّة استباقيَّة مُفصَّلة، تتطلَّب المعرفة، والصَّبر، والاستعداد لاقتناص الفُرَص الاستثماريَّة.
إنَّ أيّ صناعة لا بُدَّ لها من مراحل، وخطوات، وأساسيَّات ترتكز عليها، وقوانين، ومبادئ تضمَن استمرارها، وتفرُّدها، وكذلك الأمر في صناعة الثروات التي قد يصفها البعض بأنَّها مليئة بالأسرار، والمخاطر، إلّا أنّ الحقيقة تكمن في أنَّه لا تُوجَد أسرار خَفيَّة في هذه الصناعة؛ حيث إنَّ القواعد معروفة، والمبادئ مُتاحة، ومُخطَّط السَّير واضح المَعالِم، وفي ما يأتي بعض الإرشادات المُهمَّة لبناء ثروة:[٥]
- تكوين أهداف واضحة، ودقيقة، وقابلة للقياس، وتتَّسم بالواقعيَّة: وذلك من خلال تحديد الهدَف من السَّعي لتحقيق الثروَة؛ حيث تتعدَّد الأهداف، وتختلف من شخصٍ إلى آخر، فعلى سبيل المثال، هناك من يسعى لتكوين ثروَةٍ؛ من أجل تأمين مستوىً مُعيَّن من الرفاهيَّة بعد التقاعُد، وهناك من يرغب بامتلاك مشروع خاصّ به؛ ولذلك لا بُدَّ من تحديد الاحتياجات الأساسيَّة، والكماليَّات التي يرغب الشخص بامتلاكها وتحقيقها من الثروَة؛ حتى يَتسنَّى له تحديد المَبلغ التقريبيّ لتحقيق تلك الرَّغبات، وعند وصول الشخص لهذا المبلغ، يكون قد حققَّ ثروَة على المستوى الشخصيّ؛ إذ لا حاجة لامتلاك الملايين من الدولارات لتحقيق الثروَة، بل بضعة آلاف قد تفي بالغرض.
- تجنُّب التعامُل مع الدخل الشهريّ، وأيّ إيراد ماليّ على أنَّه مُصمَّم للإنفاق: وذلك من خلال التعامُل معه على أنَّه أداة مُخصَّصة للاستثمار، والادِّخار، والدليل على ذلك أنَّ أصحاب الثروات لم يُحقِّقوا ثرواتهم بإنفاق مُدَّخراتهم، وأموالهم كلِّها، إذ لا بُدّ من المرور بمرحلة تقنين النفَقات، والاقتصار على الأساسيَّات، والإصرار على الادِّخار المُستمِرّ؛ بهدف الاستثمار في المُستقبل، فكلّ إيراد هو فُرصَة استثماريَّة بادِّخاره، أو قد يكون من ضِمن مجموعة النفَقات، والمصروفات الاعتياديَّة.
- الحرص على التقليل من الديون، والقروض البنكيَّة، وعدم مُراكمتها: حيث يُوصى بتجنُّب الديون، وتسديد القروض أوَّلاً بأوَّل، وجَعْلها مُخصَّصة لتأمين الحاجات الأساسيَّة، كشراء بيت خاصّ، أو استكمال التعليم الجامعيّ، أو تغطية تكاليف صحيَّة طارئة، أمّا الكماليَّات فهي لا تستحقُّ تحمُّل أعباء القروض لأجلها.
- الاستعداد لاقتناص الفُرَص الاستثماريَّة، والمُبادرة لكسبها في أسرع وقت ممكن: حيث إنَّ الكثير من الاستثمارات في الأسهُم، أو العقارات تعتمد على الأسبقيَّة؛ إذ يُحقِّق أوَّل المُستثمِرين أعلى عائد من الاستثمار، وقد يُتاح له التحكُّم في القيمة السوقيَّة للشركة، أو العقار، أو المُنتَج، وذلك بحسب نوع استثماره، إلّا أنّ هذا لا يعفيه من دراسة الاحتمالات، ومدى جدوى الاستثمار في المشروع، بل يتطلَّب منه دِراية واطِّلاعاً أكبر على سُوق الفُرَص؛ حتى يتمكَّن من إجراء دراساته، ومُقارَنتها قبل غيره من المُنافِسين.
- تأمين الثروَة؛ لضمان عدم سرقتها، أو الاستيلاء عليها: ويُعتبَر هذا أمراً ضروريّاً بعد تحقيق الثروَة، حيث يتمّ ذلك من خلال تأمين الأموال ضدّ فُقدانها؛ بسبب المرض، أو الإعاقة، وتأمين المنزل، والسيّارة، والحرص على التأمينات الصحيَّة حتى وإن كانت باهظة الثمن، كما يُوصى بمعرفة أنواع التأمينات، ومدى صلاحيَّتها، ومشروعيَّتها، ودراسة الأبعاد القانونيَّة، إذ إنَّه في قضيَّة واحدة قد يُجرَّد الشخص من ثروته كلِّها، وهناك أيضاً ما يُعرَف بصناديق حماية الأُصول، وغيرها من الخدمات البنكيَّة التي تُساهم في حفظ الثروَة، وضمان سلامتها من الاحتيال، أو الفُقدان.
عادات بسيطة تُساعد على صناعة الثروة
هناك بعض العادات التي يُوصى باتِّباعها؛ لجعل أسلوب الحياة يتماشى مع رحلة تحقيق الثروَة، ممَّا يجعل الأمر أكثر مُتعة، وانسجاماً، ومن هذه العادات:[٦]
- كتابة قائمة تسوُّق بالحاجات الأساسيَّة، وتجنُّب شراء ما ليس فيها، وعدم إنفاق الكثير من المال في الاحتفالات، وعلى الهدايا باهظة الثمن.
- اغتنام مَواسم الخُصومات، وتجنُّب حَمْل الكثير من المال في المحفظة، كما يُوصى بالإنفاق على المُشتريَات الضروريَّة، وذلك بعد اقتطاع نِسبة الادِّخار المُخصَّصة من الدخل، وليس العكس.
- المُحافظة على صيانة المنزل، والسيّارة بشكلٍ دوريّ، وتجنُّب تأجيل دَفع الفواتير؛ حتى لا تتراكم الغرامات بسبب التأخير، كما يُوصى بعدم الاعتماد مُطلقاً على الضمان الاجتماعيّ، أو راتب التقاعُد، أو أيّ ميراث، ومُحاولة دَفع أكبر قيمة مُمكنة لتأمين السيّارة، وبذلك يُمكن الاستفادة من الخُصومات، وتحمُّل أعباء صيانة الحوادث، أو الأعطال الكبيرة، ويُعتبَر التدخين من العادات المُكلِفة التي تُهدر المال، والصحَّة معاً.
- تجنُّب التعجُّل في شراء سيّارة جديدة، والتحقُّق من الحسابات البنكيّة باستمرار، وتفقُّد المُدَّخرات، والبطاقة الائتمانيَّة.
- الحرص على تأمين مُستقبل الأسرة، وتعويد الأبناء على فنون الادِّخار، والاستثمار منذ الصِّغر دون شعورهم بالبُخل، أو النقص، وتخصيص صندوق للطوارئ، والادِّخار فيه كلّ ثلاثة أشهر، ومقاومة الرغبة في صَرف ما فيه.
- التبرُّع بجزء من المال للفقراء والمحتاجين بشكلٍ شهريّ، ومُنتظَم؛ وذلك لرسم الابتسامة على وجه من فَقَد أو حُرِم من تلك النِّعم، والأموال؛ حيث إنَّ قوَّة السَّعي لتحقيق الثروَة تمنح شعوراً إيجابيّاً في علاقة الفرد مع أهدافه، وطموحاته الماليَّة، إلّا أنَّها تتَّسم بالجفاف، وتكون محكومة بعدد من الضوابط، والأرقام الصمَّاء، ويُعتبَر تلطيف هذه الأجواء بفعل ما سبق، أمراً في غاية الأهمّية، فالسعادة، والطُمأنينة يُمكن تحقيقها قبل تحقيق الثروَة المنشودة.
العوامل الأساسيَّة لتكوين الثروَة
تُعتبَر العوامل التي ترتكز عليها صناعة الثروات من أهمّ الأمور التي لا بُدّ من دراستها؛ لأنَّ أيّ خلل، أو نقص في تلك العوامل، قد يُؤثِّر سَلباً في مُستوى الدافعية، أو الاقتناع، إذ إنَّ الأفراد ليسوا مُؤهَّلين جميعاً لأن يكونوا أصحاب ثروات، ولذلك نورد بعض أهمّ العوامل التي تُنبئ بمدى قابليَّة الشخص، واستعداده للبدء بمشوار صناعة الثروَة، وذلك على النحو الآتي:[٧]
الاستثمار والبيئة المُحيطة
يُعتبَر الاستثمار من الأنشطة الذاتيَّة المُكتسَبة، بحيث يمكن أن يعتاد عليه الفرد إذا نشأ في عائلة تُتقِن الاستثمار، وتدور معظم أحاديثها حوله، وهذا يُساهم بشكل مُباشر في تنمية الدافعيَّة، والإقدام على الاستثمار دون تردُّد، ومُماطلة، كما أنّه يُؤسِّس لإمكانيَّة المُساعدة، واستشارة المُقرَّبين في بعض التفاصيل، والقرارات المصيريَّة، في حين أنَّ الصِّنف الآخر ممَّن لم يعتد على الاستثمار كمفهوم، وأسلوب حياة، سيكون شأن الاستثمار لديه أكثر صعوبة، ومُحمَّلاً بأعباء، ومخاوف قد تمنعه عن المُضيّ فيه؛ ولذلك يجب على الشخص أن يُحيط نفسه ببيئة مُحفِّزة على الاستثمار، وذات خِبرة، وتجربة فيه؛ لأنَّ ذلك سيزيد من فُرَص النجاح، والاستمراريَّة.
المعلومات النظريَّة والخِبرة العمليَّة
تُعَدُّ المعرفة النظريَّة أساساً لا غِنى عنه لأيِّ مُستثمِر، حيث ينبغي أن يكون عارفاً بأساليب الاستثمار، وقوانينه، وخُطَطه، ومَحظوراته، وفوائده، كما يأنّه من الممكن زيادة فُرَص الربح من الاستثمار، وذلك باستشارة المُختَصِّين في شؤون البورصة، والأسهُم، والاستفادة من التجارب العِلميَّة، ودراسة الخيارات المُتاحة جيّداً، وتجدر الإشارة إلى ضرورة توزيع الأموال المُخصَّصة للاستثمار على أكثر من مشروع؛ حتى لا يخسر الشخص في حال إخفاق المشروع الذي استثمرها فيه.
الاندفاع والتروِّي
تبدو كلّ المشاريع الاستثماريَّة المُعلن عنها للوهلَة الأولى مُقنِعة، ومُربِحة، ومُثيرة للإعجاب، ومُبدِّدة لكلّ المخاوِف والتساؤلات، إلّا أنّه سُرعان ما ستَتبدَّى الحقائق عند البحث، والتأمُّل، ودراسة التفاصيل، ومن الجدير بالذكر أنَّ استثمار الأموال في المشاريع الاستثماريَّة ليس أمراً يسيراً، وهو يتطلَّب التأنِّي، والتحرِّي؛ حتى يتمكَّن الشخص من الانطلاق بخُطىً واثقة، ومبنيَّة على الإحصائيَّات، والتجارب، والخبرات، عِلماً بأنَّه في مرحلة الشباب قد يغلُب الاندفاع، وهذا يُناقِض أسلوب بناء الثروات الصحيح، حيث إنّ الأصل أن يتوجَّهوا نحو المشاريع ذات العائد الأعلى، مُقارنة بالزمن؛ لأنَّ الوقت لا يزال أمامهم حتى يجنوا تلك العوائد، والأرباح، أمّا في مرحلة مُتقدِّمة من العمر، فإنّ المُستثمرين يميلون إلى التأنِّي أكثر، والاستثمار في المشاريع الأقلّ خطورة؛ حرصاً منهم على حِفظ ثرواتهم، وفي المُحصِّلة، فإنَّ تحديد الأهداف، والتأنِّي، والاستشارة، ودراسة الفُرَص والسُّوق، واستمرار الادِّخار، والاستثمار على دُفعات، وفي عِدَّة مشاريع، والتخلُّص من الديون، كلّ ذلك يُؤسِّس أرضيَّة متينة للانطلاق في رحلة الاستثمار بخُطىً واثقة، وطُموحات مُتجدِّدة.
المراجع
- ↑ “تعريف و معنى ثروة في معجم المعاني الجامع”، almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-9-2018. بتصرّف.
- ↑ “wealth”, en.oxforddictionaries.com, Retrieved 25-9-2018. Edited.
- ↑ “Wealth and liquidity”, economicsonline.co.uk, Retrieved 25-9-2018. Edited.
- ↑ “3 Simple Steps to Building Wealth”, investopedia.com,27-11-2017، Retrieved 25-9-2018. Edited.
- ↑ “FIVE SECRETS TO BUILDING WEALTH IN THE 21 CENTURY”, chapters.onefpa.org, Retrieved 25-9-2018. Edited.
- ↑ Len Penzo, “50 Personal Finance Habits Everyone Should Follow”، time.com, Retrieved 25-9-2018. Edited.
- ↑ Miriam Caldwell (4-8-2018), “How To Begin to Build Wealth”، thebalance.com, Retrieved 25-9-2018. Edited.