محتويات
بطاقة الائتمان
بطاقة الائتمان (بالإنجليزيّة: Credit Card) هي بطاقة تصدر عن المُؤسّسات الماليّة وتحديداً البنوك، وتُوفّر لصاحبها إمكانية الحصول على المال، وغالباً يُستخدم هذا النوع من البطاقات الائتمانيّة في كلٍّ من عمليات البيع، والحصول على تمويلات ماليّة قصيرة المدى،[١] وتُعرَّف بطاقة الائتمان أيضاً بأنّها بطاقة ذات طبيعة بلاستيكيّة تُستخدم في شراء المُنتجات المتنوعة أو الحصول على الخدمات المُقدّمة من شركةٍ ما.[٢]
نشأة بطاقة الائتمان
عرف الناس النقود واستخدموها في كافّة التبادلات التجاريّة الخاصة بهم، وفي عام 1914م بالتزامن مع ظهور البنوك في أمريكا اعتمَدت الفنادق في عملها على استِخدام بطاقات خاصّة لعملائها المميّزين لتسديد المبالغ الماليّة المترتبة عليهم؛ بهدف تقليل الوقت المُستغرق في عملية السداد، مع توفير التزام مُعتمدٍ على مُدّةٍ مُحدّدةٍ لدفع المُستحقات الماليّة، ومن ثمّ حرصت بعض المتاجر على إصدار هذا النوع من البطاقات التي ظلّت مُستخدمةً حتى فترة الحرب العالميّة الثانيّة؛ حيث أدّت القيود الصادرة من الحكومة الأمريكيّة على الأدوات الائتمانيّة إلى تقليل إصدار هذه البطاقات، وبعد انتهاء الحرب عادت البطاقات للعمل مُجدداً وانتشرت بشكلٍ سريع؛ ممّا ساهم في استخدامها في القطارات والمطارات.[٣]
في عام 1949م ظهر نوعٌ من البطاقات اعتمد على فكرة الوساطة التجاريّة بين الشركات وأصحاب البطاقات؛ حيث تُحقق الشركة المُصدرة لهذه البطاقات أرباحاً ماليّةً كجُزءٍ من المبلغ الماليّ الذي يُفرض على سداد قيمة المُشتريات من المحلات التجاريّة، مثل المتاجر والمطاعم، وفي عام 1951م أصبح إصدار البطاقات الائتمانيّة معتمداً على المصارف كمصدرٍ رئيسيّ لها؛ حيث يُعدّ مصرف فرانكلين في مدينة نيويورك أوّل من أصدر هذه البطاقات، ومن ثمّ تبعته العديد من المصارف الأُخرى مع مرور الوقت، وفي عام 1959م أصدر أحد المَصارف الكبرى في أمريكا بطاقة ائتمانيّة وحرص على تطويرها مِن خِلال جعل المُؤسّسة المسؤولة عن إصدارها مُستقلةً عن المصرف، ولاحقاً أصبحت البنوك تَطمح لإصدار بطاقات ائتمانيّة خاصّة بها؛ ففي عام 1977م اتفقت المصارف معاً على تأسيس مُنظمةٍ تجمع بينها من أجل إصدار بطاقات تحمل أسماء كلٍّ منها، وعُرِفت هذه المُنظمة باسم منظمة الفيزا.[٣]
فوائد بطاقة الائتمان
تُحقق بطاقة الائتمان مجموعةً من الفوائد لكلٍّ من التاجر، وصاحب البطاقة، والمصرف وهي:[٤]
- الفوائد الخاصة بالتاجر، وتشمل الآتي:
- رفع مُعدّل المبيعات عن طريق المساهمة في جذب عُملاء جُدد.
- دعم قُدرة التاجر على تحصيل مالهِ بالاعتماد على البطاقة.
- توفير الأمان والحماية لمال التاجر من الضياع أو السرقة.
- الفوائد الخاصة لصاحب البطاقة، وتشمل الآتي:
- تعزيز الأمان الماليّ الخاص بصاحب البطاقة؛ حيث لا يحتاج لحمل مبالغ ماليّة كبيرة معه.
- توفير إمكانية السداد الماليّ باستخدام أي نوع من أنواع العُملات، وهكذا توفر البطاقة على العميل الحاجة إلى التحويل بين العُملات.
- الحصول على القروض الماليّة من المَصارف المتنوعة.
- توفير مجموعة من الخصومات على منتجات خاصة في محلات تجاريّة مُحدّدة.
- توفير خدمات لعُملاء المَصارف في جَميع الأوقات والأيام.
- الفوائد الخاصة في المصرف، وتشمل الآتي:
- تَطبيق رُسومٍ على العملاء مقابل الحصول على البطاقة أو استبدالها؛ بسبب ضياعها أو تلفها أو إعادة تجديدها.
- تَطبيق غرامة تأخير في حال تأخّر سَداد قيمة القروض المُرتَبطة مع إصدار البِطاقَة.
- الحُصول على إيرادات مُقابل استِخدام البِطاقة في عمليّات سحب بعُملات مختلفة عن عُملة البطاقة، وخُصوصاً عند السفر خارج الدولة التي يوجد فيها المصرف المُصدر للبطاقة.
أنواع البطاقات الائتمانيّة
تُقسَم البطاقات الائتمانيّة إلى عدّة أنواع، ويَتميّزُ كلّ نوعٍ منها بطبيعة استخدام خاصّة به، ومن أهمّ هذه الأنواع:[٥]
- بطاقة الحَسم الفوري (بالإنجليزيّة: Debit Card)، يُمنح هذا النوع من البطاقات إلى الأشخاص الذين يَمتلكون أرصدةً ماليّةً كافية في حساباتهم المصرفيّة، والمودعة عند المصرف المسؤول عن إصدار هذه البطاقة، وتوفّر لصاحبها إمكانيّة الحصول على الخدمات والمنتجات المتنوعة، والقُدرة على تنفيذ عمليّات السحب النقديّ، وتُخصَم قيمة مَسحوباته أو مشترياته بشكلٍ فوريّ من رصيد حسابه المصرفيّ عن طريق أحد أجهزة الصراف الآلي الإلكترونيّة التابعة للبنك الخاص في البِطاقة.
- يُعدّ أعلى حدّ سحوبات ائتمانيّة للبطاقة المدينة أو التي تسمى ببطاقة الحسم الفوري هو الرصيد الخاص في الحساب المصرفيّ؛ حيث يستطيع صاحب البطاقة دفع ثمن مشترياته ضمن حدود رصيد حسابه، ويُعتبر هذا النوع من البطاقات الائتمانيّة مُنتشراً بشكلٍ كبير في الدول الناميّة اقتصاديّاً، ويعتمد استخدامها على العمليات المصرفيّة داخل الدولة، ولا يُوفّر هذا النوع من البطاقات إمكانية الحصول على قروضٍ ماليّة بسبب اعتمادها بشكلٍ أساسيّ على وجود حساب مدين في المصرف المسؤول عن إصدارها.
- البطاقة الائتمانيّة العاديّة (بالإنجليزيّة: Charge Card)، وتُعرّف أيضاً باسم بطاقة الحسم الآجل، وهي بطاقة يحصل صاحبها على قرضٍ ماليٍّ من البنك ضمن حدٍّ مُعين، ووفقاً لدرجة تصنيف هذه البطاقة، وخلال فترة زمنيّةٍ مُحدّدةٍ، ويترتب على صاحبها تسديد كافة قيمة هذا القرض في وقت السداد المُحدّد والمُتفق عليه مُسبقاً، وعند التأخّر في سداد قيمة القرض تترتّب على الشخص فائدة ماليّة، وتُعدّ زيادةً على القيمة الأصليّة للقرض، وأُطلق عليها اسم بطاقة الوفاء أو الحسم المُؤجل؛ لأنّ قيمة سداد المُستحقات الماليّة الخاصة بها تعتمد على فترةٍ زمنيّةٍ مُعينة.
- بطاقة الائتمان المُتجدد (بالإنجليزيّة: Credit Card With Revolving Credit)، وتُعرّف أيضاً باسم بطاقة ائتمان القروض، وهي بطاقة توفّر لصاحبها إمكانية الحصول على المنتجات، والقدرة على تنفيذ عمليات السحب النقديّ عن طريق أجهزة الصراف الآليّ، كما تُوفّر القدرة على دفع قيمة الأقساط المُؤجلة من قيمة المشتريات على نظام التقسيط، وتُعدّ من البطاقات المُنتشرة في الدول المُتقدمة اقتصاديّاً، وتختلف عن بطاقات الائتمان العاديّة بأنّ المصرف مُلتزم بدفع المبالغ الماليّة المُترتبة على صاحب البطاقة للتاجر مقابل الحصول على زيادةٍ ماليّة مُتفقٍ عليها مسبقاً.
فيديو البطاقة الائتمانية الأولى
يا ترى قبل أن تصبح البطاقة الائتمانية في يد كل شخصٍ منّا، كيف بدأ تاريخها؟ :
المراجع
- ↑ “Credit Card”, Investopedia, Retrieved 14-7-2017. Edited.
- ↑ “Credit Card”, Collins Dictionary, Retrieved 14-7-2017. Edited.
- ^ أ ب فتحي عرفات (2007)، بطاقات الائتمان البنكية في الفقه الإسلامي، فلسطين: جامعة النجاح الوطنية، صفحة 7، 8. بتصرّف.
- ↑ د. سعد محمد، ومي عبد الله، وسيتا ستراك، بطاقات الائتمان المصرفية من منظور إسلامي، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم شاشو (2011)، “بطاقة الائتمان حقيقتها وتكييفها الشرعي”، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية، العدد الثالث، المجلد 27، صفحة 657، 658، 659. بتصرّف.