مهارات دراسية

جديد مهارات التدريس الفعال

التدريس

يُعتبرُ التدريس نشاطاً مهنيّاً يؤدّيه المُدرّس من خلال عمليّاتٍ أساسيةٍ ورئيسيةٍ، والهدف منه مساعدة الطلبة على حُسن التعلّم والتعليم، فهو من الأعمالِ التي يُمكن الحكم عليها، وعلى جودتها، وإتقانها من خلال التحليل والملاحظة، وبالتالي بعد التقييم يُمكن تَحسين الأداءِ وتطويره.[١]

تعريف مهارة التدريس

مهارة التدريس هو الأداء الذي يقوم به المُعلّم، القائم على السهولة والدقّة والفهم لما يكتسبه الإنسان، ويتعلّمه من الناحية الحركية والعقلية، مع توفير أكبر قدرٍ من الجهد والتكاليف، ويُمكن تعريف مهارة التدريس أيضاً بأنّها فِعل المعلّم ومقدرته على إحداث التعلّم المطلوب، وهذه المهارة يمكن تنميتها بعدةِ طرق، كالإعداد التربوي الذي يسبق العملية التدريسية، والاطّلاع على الخبرات، والتجارب السابقة في هذا الموضوع. تختلف مهارة التدريس باختلاف طبيعة المادّة المراد تدريسها للطلبة، والخصائص التي تتميز بها تلك المادة، والأهداف التي وُضعت من أجل تعليمها.[٢]

مهارات التدريس الفعّال

تُعدّ معرفة مهارات التدريس وتطبيقها من قِبل المعلّم عاملاً ضرورياً لبناء الصرح التعليمي السليم، الذي يربط بين النظرية والتطبيق، وهذه المهارات ثلاثة، وهي: التخطيط، والتنفيذ، والتقويم، وفيما يأتي بيان هذه المهارات بالتفصيل:

مهارة التخطيط

هذه العمليةُ هي أولُ مهارةٍ يجب أن يُتقنها المعلم الذي يسعى للتميّز في عمليتهِ التدريسية، وهي التخطيط للعملية التدريسية، وهذه العملية يقوم بها المعلّم وحده، فهو يُفكر في الأمور، والموضوعات التي سيُدرسّها للطلاب، وفي الكيفية التي يتم التدريس فيها. تتطلّب عملية التخطيط من المعلمِ القدرة العالية، التي يستطيع من خلالها معرفة طبيعة الفئة المستهدفة (المُتعلمين)، ومعرفة أهمّ احتياجاتهم، ليحرص على تواجدها أثناء التدريس، ويُحدّد أيضاً ما يتميّز به هؤلاء الطلاب من قدرات، وإمكانيات، لمحاولة تكريسها، والاستفادة منها في العملية التدريسية.

إنّ الأمور السابقة المذكورة هي من أهمّ المدخلات الأساسية في عملية التخطيط، والتي يعتمد عليها المعلّم في تخطيطه، وبعد تحديد هذه الأمور يجب على المعلم أن يكون قادراً على وضع أهداف العملية التعليمية، وتحليل محتوى المادة المُراد تدريسها، وتحديد الطريقة المُثلى لتقديم المادة العلمية، وبالتالي يصل لخطةٍ متقنةٍ للدرس الذي سيقدمه، وهذه الخطة ينبغي أن يذكر فيها أهمّ مبرراته في استخدامه للأهداف التعليمية، وكذلك المصادر التي تُستقى منها هذه الأهداف، وأن تكون الأهداف التي توضع ذات صياغةٍ قويةٍ، وواضحةٍ وتخدم العمليّة التعليمية.[٣]

مهارة التنفيذ

تتضمّن هذه المهارة جميع الممارسات التي يقوم بها المعلم، ويُنفّذها داخل الغرفة الصفية، والتي تندرج تحتها العديد من المهارات الأخرى مثل:[٤]

  • التمهيد قبل الدرس: هي العمليّة التي يعمل بها المعلّم على إقامة علاقة وديّة بينه وبين الطلبة، أو علاقة معرفية مرتبطة بالمادة الدراسية؛ لإشراك الطالب في الدرس، وفي مادتهِ العلمية؛ فالمعلّم الناجح الذي يبتدئ درسه بمقدمةٍ حول الدرس المراد شرحه، أو نشاطٍ معينٍ يفتتح فيه الجلسة التعليمية، وهذا ما يُعرف بالتمهيد، والذي له فوائد عديدةٌ منها: تشويق المتعلمين للموضوع، ومعرفة مدى استعداد كل واحدٍ منهم لتلقي هذا الموضوع، وسهولة الانتقال من الدرس السابق إلى الدرس الجديد وربطهما معاً.
  • التهيئة قبل الدرس: هي كلّ ما يقوم به المعلم من أقوالٍ وأفعالٍ؛ بهدف إعداد الطلبة للدرس الجديد، بحيث يكونون في حالةٍ ذهنيةٍ، وانفعاليةٍ تسمح لهم بتلقّي المعلومة الجديدة وقبولها، ومهارة التهيئة من المهارات الأساسية، التي يجب على المعلّم استخدامها لعرض الدرس، وهي تختلف عن عملية التمهيد؛ فالتمهيد للدرس ينحصر في التمهيد المنطقي للطلبة، أما التهيئة فهي التركيز على الجانب الانفعالي لدى الطلبة، واهتمامهم وجعل توجه الطلبة، ومشاعرهم تجاه المادة العلمية، وذلك بعد فهم هذه المشاعر، وتجاوب المعلم معهم، وإشعارهِ بمدى قربهِ منهم، وبما يُفكرون، وبذلك يكسب المعلم ودّ تلاميذهِ وحُبّهم له، ويضمن تجاوبهم معهُ، وهذا ما أكدتهُ البحوث التي أُجريت في هذا الموضوع، وهو أنّ استخدام المعلّم لأسلوب التهيئة يُحقق نتائج وأهدافاً أفضل بكثير ممّن لا يقومون بالتهيئة قبل الدرس.
  • استخدام السبورة: السبورة أداة من أدوات العمليّة التدريسية، والتي تكون عوناً للمعلم تسعده على نجاح عمله التعليمي، واستعمال السبورة يعني دمجها في العملية التعليميّة، وإذا استخدمها المعلّم الاستخدام الأمثل في الغرفة الصفية فإنّ ذلك يُمثل نصف الدرس. للسبورة وظائف عديدة منها: بيان المصطلحات، والمفاهيم، والتعريفات الخاصة بالدرس، والبعد عن الطابع التجريدي في الدرس الذي يبعث على الملل عند الطلبة، والسبورة أيضاً تساعد على تسهيل شرح المادة العلمية الموجودة في الدرس وتحليلها، وضرب الأمثلة، واستخدام الرسومات المساعدة.
  • فن طرح السؤال: إن طرح الأسئلة في الغرفة الصفية يُعتبر الأساس الذي تقوم عليه العمليّة التدريسية، فهو يزيد من عمليةِ التفكير لدى الطلبةِ ويعمقها، من خلال الأسئلة الهادفة التي يستخدمها المعلم، ولطرح الأسئلة أهميةٌ كبيرةٌ في تحسين الجو الصفي، وما تتخلله من أعمالٍ، وأحداثٍ تعليميةٍ، فهو يُضيف جواً من المساعدة الإيجابية، والترابط بين المعلم وتلميذه، فلا يكون التلميذُ مجرّد فردٍ متلقٍّ للمعلومة، وإنّما هو إنسانٌ يتلقى معلومةً بطريقةٍ سليمةٍ، حيث يحاور، ويناقش، فهو داخل الغرفة الصفية فردٌ نشيط، متفاعل مع الموضوع المطروح.
  • الواجبات المدرسية: الواجب المنزلي الذي يضعه المعلم للتلميذ يخلق نوعاً من التعاون بين المعلّم والطالب، والمربي، والعمل سوياً من أجل إنجاح العملية التعليمية، وتُربّي الواجبات داخل الغرفة الصفية أيضاً لدى الطالب الشعور بالمسؤولية تجاه نفسه، والاهتمام بالوقت، وقيمته؛ وذلك لأن المعلم يحدد الوقت المناسب لأداء الواجبات المدرسية أثناء إنجازها.
  • الغلق: هي الأفعال والأقوال التي يقوم بها المعلم حتى يُنهي عرض الدرس المطروح نهايةً مناسبةً، ومهارة الغلق هذه تُساعد الطلبة على تنظيمِ المعلومات التي تمّ تلقيها، في الدرس وهي تُعينهم على استيعابها بشكلٍ أكبر، ويُعدّ الغلق نشاطاً مكمّلاً للتهيئة، فالتهيئة للدرس تكون نشاطاً يبدأ المعلّم به، أما الغلق فهو نشاطٌ يُختتم به الدرس، وتظهر فائدة مهارة الغلق في جذب انتباه الطلبة، وتوجيههم لنهاية الدرس، وإبراز أهم المعلومات التي تم تناولها في الدرس، ومحاولة التأكيد عليها.

مهارة التقويم

هي المهارة الثالثة التي يجب على المُدرس إتقانها، وقد اهتمّ بها المعلمون والتربويون اهتماماً خاصاً، حتى إنّ البعض منهم يُبالغون في اهتمامهم بهذه المهارة، لدرجة أنّ العملية التعليمية أصبحت تبدو أنّها وسيلة لخدمة أهداف التقويم فقط، وهذا ينعكسُ على العمليةِ التدريسية، داخل الغرفة الصفية؛ فيلجأ المعلمون إلى التركيز أثناء الدرس على الموضوعات، التي تكثُر منها أسئلة الامتحانات. لمهارة التقويم أهميةٌ كبيرةٌ في العملية التعليمية، حيث تظهر هذه الأهمية في:[٥]

  • بيان وتقدير مدى التحصيل العلمي للطلاب، والكفاءات التي يتميزون بها في نهاية العام الدراسي.
  • تزويد المعلّم بأسسٍ يعتمد عليها في وضعِ درجات الطلاب، وتقديراتهِم بطريقةٍ عادلةٍ.
  • وضع بيانات يمكن أن تُوضّح مستوى الطلبة، وإرسال تقارير فيها للآباء.

التدريس علمٌ وفن

اختلفت وجهات النظر حول مفهوم وماهية التدريس ، هل يُعتبر التدريس فنٌ، أم هو علمٌ، أم هو علمٌ وفنٌ معاً، فالبعض من التربويين يرون أنّ التدريس فنٌ، وعلى المعلّم الإحاطة به ومعرفته كي يؤدّي العملية التدريسية، وليست هناك حاجةٌ لتهيئة المعلم، وإعداده قبل العملية التدريسية، فبعض الآخر يذكر أنّ التدريس ما هو إلا علمٌ يقوم ويستند على مجموعةٍ من الأسس العلمية، ومجموعةٍ من البحوث، والدراسات المتخصصةِ في علم التربية وعلم النفس، وأمّا القول الثالث فهو أنّ التدريس عبارةٌ عن مهنةٍ تتطلب مجموعة من المهاراتِ، والكفاءات التي على المعلم إتقانها، وممارستها قبل العملية التدريسية، وبهذا القول أصبح التدريسُ هو علمٌ وفنٌ في الوقت نفسه.[٦]

أهمية مهارة التدريس

ظهرت أهمية مهارة التدريس وضرورتها في العديد من الجوانب؛ إذ إنّ إتقان المعلم لهذه المهارة يُسهّل تحقيق أهداف العملية التدريسية، ويُسهّل تنفيذ ما تتطلبه من أعمالٍ ومهام، كما أنّ إتقان هذه المهارة يعمّق عملية التعلم والتعليم، مع زيادةٍ في الوعي، والمعرفة لدى المعلم، والخبرة النظرية الأساسية له، وبالتالي تُصبح ممارسة العملية التدريسية أمراً في غاية السهولة واليسر، وبالتالي يمكن إحداث أهمّ الإنجازات فيها من قِبل المعلّم والطالب.[٧]

المراجع

  1. داود حلس ومحمد أبو شقير، محاضرات في مهارات التدريس (الطبعة الأولى)، صفحة 13، جزء 1. بتصرّف.
  2. داود حلس ومحمد أبو شقير، محاضرات في مهارات التدريس (الطبعة الأولى)، صفحة 14 – 15، جزء 1. بتصرّف.
  3. جابر عبد الحميد جابر وسليمان الشيخ وفوزي زاهر (1985م)، مهارات التدريس (الطبعة الأولى)، القاهرة – مصر: دار النهضة العربية، صفحة 12، 21، جزء 1. بتصرّف.
  4. داود حلس ومحمد أبو شقير، محاضرات في مهارات التدريس (الطبعة الأولى)، صفحة 98، 100، 105 – 106، 112 – 114، 123، 166، 188 – 189، جزء 1. بتصرّف.
  5. جابر عبد الحميد جابر وسليمان الشيخ وفوزي زاهر (1985م)، مهارات التدريس (الطبعة الأولى)، القاهرة – مصر: دار النهضة العربية، صفحة 400 – 401، جزء 1. بتصرّف.
  6. عبد الحميد حسن عبد الحميد شاهين (2010م – 2011م)، استراتيجيات التدريس المتقدمة واستراتيجيات التعلم وأنماط التعلم (الطبعة الأولى)، جامعة الإسكندرية: كلية التربية، صفحة 8، جزء 1. بتصرّف.
  7. داود حلس ومحمد أبو شقير، محاضرات في مهارات التدريس (الطبعة الأولى)، صفحة 15، جزء 1. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى