محتويات
وفاة خالد بن الوليد
تُوفّي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وقُبضت روحه وهو على فراشه بعد صراعه مع مرض أصابه، وكان ذلك في العام الواحد والعشرين للهجرة، وقد بلغ من العمر ستين عاماً.[١]
وقد قيل إن حكمة الله -عز وجل- قضت أن لا يستشهد خالد بن الوليد في أية معركة؛ لأنّه فهو سيف الله المسلول، ولا يمكن قتله من قبل أعداء الله.
مكان قبر خالد بن الوليد
هناك قولان في مكان دفن خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، وهي كما يأتي:
- قيل إنّه توفّي في المدينة المنورة ودُفن فيها.[٢]
- قيل إنّه توفّي في سوريا في مدينة حمص، وهو القول الأشهر بين العلماء والمؤرّخين، وذكره ابن كثير -رحمه الله- في كتابه “البداية والنهاية”،[١] ومشهده موجود على باب حمص.[٣]
أقوال خالد بن الوليد قبل موته
قد حزن أنّه لم يمت في الجهاد، وقد قال وهو على فراش الموت أقوال خلدها التاريخ، فيما يأتي ذكرها: [٤]
- “لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفي ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء”.
- “ما كان في الأرض من ليلة أحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو، فعليكم بالجهاد”.
- “لقد طلبتُ القتل في مظانه، فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي شيءٌ أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتُّها وأنا متترس بترسي والسماء تهلبني، ننتظر الصبح، حتى نغير على الكفار “، ثم قال: “إذا أنا مت، فانظروا سلاحي وفرسي، فاجعلوها عدة في سبيل الله عز وجل”.
مكانة خالد بن الوليد في الإسلام
دخل خالد الإسلام بعد صلح الحديبية، ولقد برع -رضي الله عنه- في قيادة الجيوش وتنظيمها، وحقق انتصارات للمسلمين في كثير من الغزوات؛ وأهمها غزوة مؤتة التي لقبه الرسول -عليه الصلاة والسلام- على أثرها بسيف الله المسلول.[٥]
وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأدلة على ذلك منها ما يأتي:
- إنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- نَعَى زَيْدًا، وجَعْفَرًا، وابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقالَ: (أخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ ابنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ وعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ: حتَّى أخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ، حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليهم).[٦]
- عن وحشي بن حرب -رضي الله عنه- قال: (إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، يقولُ: نعَمَ عبدُ اللَّهِ وأَخو العَشيرةِ خالدُ بنُ الوليدِ، وسيفٌ مِن سيوفِ اللَّهِ سلَّهُ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ- على الكفَّارِ والمُنافِقينَ).[٧]
وبعد وفاة الرسول -عليه الصلاة والسلام- أكمل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- مسيرته العسكرية في عهد الخليفة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وعهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه، وحقق انتصارات وبطولات خالدة في حروب الردة، ومشاركته في أكثر من مائة معركة، وفتح العراق والشام.[٥]
المراجع
- ^ أ ب عبد السلام بن محسن آل عيسى، كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 734. بتصرّف.
- ↑ “اختلاف المؤرخين في محل قبر خالد بن الوليد”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2022. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 367، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة التاريخية، صفحة 167، جزء 1.
- ^ أ ب ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 140. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:4262، صحيح .
- ↑ رواه أحمد، في مسند أحمد ، عن وحشي بن حرب ، الصفحة أو الرقم:41، إسناده صحيح.