محتويات
بحث عن الإيمان بالرسل
إن أركان الإيمان التي لا يقوم إيمان العبد إلا بها: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، قال الله -تعالى-: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)،[١] وسنتعرف في هذا المقال على الإيمان بالرسل.[٢]
تعريف الإيمان بالرسل
الإيمان بالرسل هو أحد أصول الإيمان وأركانه الثابتة، ويقصد به التصديق الجازم برسالة الأنبياء والمرسلين والإقرار بنبوتهم، وتصديقهم فيما جاءوا به عن ربهم -عز وجل-، وتبلغيهم رسالاتهم للناس جميعا دون زيادة ونقصان، والأدلة في كتاب الله -تعالى- كثيرة على وجوب الإيمان بالرسل والإقرار بنبوتهم، وفيما يأتي بعضها:[٣]
- قال الله -تعالى-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٤]
- قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً)،[٥] وتدل هذه الآية الكريمة على منزلة الإيمان بالرسل، وأنها بمنزلة الإيمان بالله -تعالى-، وضرورة الإيمان برسل الله جميعهم، دون التفرقة بينهم، ودون الإيمان بأحدهم والكفر بآخرين.
الحكمة من إرسال الرسل
أرسل الله -تعالى- الأنبياء والمرسلين على الأقوام لحكم وأهداف عظيمة وهي:[٦]
- تعريف الناس بخالقهم وبيان أسمائه وصفاته، وإقامة الحجة عليهم في وجوب الإيمان بخالقهم بعد معرفتهم إياه.
- تنظيم أمور الناس وتسيير شؤون حياتهم؛ وذلك ببيانهم بأمور الحلال والحرام.
- تعريف الناس بكيفية العبادة والتقرب لله خالقهم، ولولا الرسل لابتدع كل إنسان طريقة في التقرب لله وتخبطوا في ذلك.
- إقامة العدل بين الناس؛ فمن المعلوم أن الإنسان منذ الزمن الأول كان فيه ظالم ومظلوم، وحاكم ومحكوم، وأبيض وأسود، فجاء الرسل من الله -تعالى- ليوحّدوا الناس تحت راية واحدة هي الإيمان بالله -تعالى-.
- تخليص الناس والأمم من المعتقدات والموروثات الخاطئة التي كانوا يعتقدونها ويؤمنون بها، وتصحيح مسار أفكارهم.
وظائف الرسل
أوكل الله -تعالى- رسله حين كلفهم بالنبوة بوظائف عديدة كما سيأتي ذكره:[٧]
- تبليغ رسالة الله -تعالى- للناس: قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)،[٨] وتبليغ الرسالة أمر ليس بالعين، فهو يحتاج شجاعة وإخلاصاً؛ لأن الرسول يعلم أنه سيواجه من قومه وسيكذّب.
- الدعوة إلى الله – تعالى-، وتوجيه الناس إلى ما فيه صلاحهم.
- تبشير الناس وإنذارهم: حيث إنّ وظيفة الرسل هي أن يبشروا من آمن بالله -تعالى- بالجنة والمغفرة، وينذروا من كذّب وعاند ويحذّروه من غضب الله ومن نار جهنم.
- تزكية نفوس المؤمنين وإصلاحها: حيث إنّ الرسل يبلغون من آمن معهم بكل ما يُزكّي نفوسهم ويقرّبها من خالقهم، ويدلّونهم على الأعمال التي تقربهم منه.
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:177
- ↑ ابن باز، الدروس المهمة لعامة الأمة، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ صالح الفوزان، الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد، صفحة 177. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:177
- ↑ سورة النساء ، آية:150
- ↑ أحمد الزاملي، الآيات القرآنية الواردة في الرد على البدع المتقابلة، صفحة 431. بتصرّف.
- ↑ سليمان العودة، شعاع من المحراب، صفحة 77-80. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:67