يقول الله جلّ شأنه وعلا في كتابه الكريم “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”، فالحكمة من وجود الإنسان في هذه المعمورة، هي عبادة الله وحده، إضافة إلى عمارة الأرض وما إلى ذلك من موجبات الإنسان في الأرض، فالعبادة أعظم عمل يقوم به الإنسان للتقرب من الله بالأعمال والأفعال والأقوال، يعبر من خلال هذه العبادة إيمانه بالخالق وحده لا شريك له، وبإظهار الضعف والخضوع لله.
محتويات
كيف نعبد الله
عن طريق الإكثار من الفرائض والنوافل التي تجب على كل مسلم بالغ، عاقل، وهي كالتالي:
- الالتزام بالصلوات في مواقيتها: فالله سبحانه وتعالى فرض على المسلمين خمس صلوات، فلا شيء يعادل ثوابها، فاحرصوا على أدائها.
- القيام بما جاء من أركان الاسلام، من صوم، وزكاة، وحج البيت.
- الالتزام بأوامر الله والبعد عن نواهيه، فالقرآن يحمل جملة من الأوامر والنواهي، فعلى المسلم الذي يبحث عن إرضاء الله العمل بكل ما جاء به القرآن الكريم.
- طاعة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، يقول الله سبحانه وتعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ”، أي أنّ القرآن ربط طاعة الله بطاعة رسوله.
- الإيمان بالرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وما جاء به، لأن الإيمان بالله مقترن بالإيمان بالرسول.
- الإحسان بالوالدين وبرهما، فالإحسان للوالدين يأتي في المرتبة الثانية بعد الله.
- حفظ القرآن الكريم، وتلاوته في كل يوم، من أعظم الأعمال التي يحبها الله في عباده قراءتهم لكلامه.
- التقرب لله بركعتين قيام الليل فإنّها خير من الدنيا وما فيها.
- التوبة التامة إذا قمت بعمل مكروه، والعزم على ألّا تعود له.
- كثرة الاستغفار، فإن الاستغفار يزيل سيئات الإنسان حتى لو كانت كالجبال.
- حلاوة اللسان، فالمسلم لا ينطق بالكلام الفاحش، أو البذيء، بل ينطق بالكلام الطيب والعذب.
- الدعاء، إن الله سبحانه وتعالى يحب من يسأله ويبغض على من لا يسأله، فالدعاء يعتبر من خير العبادات التي تقربنا إلى الله، وتزيد من صلة العبد بربه، ويجعل المسلم يؤمن بأن الله قادر على كل شيء.
- التسبيح بعد الانتهاء من أداء الصلوات، وفي أوقات الصباح والمساء.
- المداومة على ذكر الله، فالمؤمن التقي يذكر الله في جميع أوقاته، في السراء شكر، وفي الضراء شكر.
- الصبر على كل ما يصيب الإنسان من بلاء.
- قراءة أذكار الصباح والمساء، إضافة إلى أنّها عبادة، فهذه الأذكار تقي المسلم من كل الشرور في يومه.
- الصدقات، خير الأعمال التي تقربنا لله، فإنّ المسلم يتصدق بقدر استطاعته وله الثواب في ذلك حتى لو كانت صدقته شق تمرة.
- صلة الرحم، فتذكر أخي المسلم، لا يدخل الجنة قاطع رحم.
- عند مرورك عن جماعة، فاحرص على إفشاء السلام، فهذه الإعمال وإن كان المسلم ينظر لها بأنها بسيطة ولا تفعل شيء، فهو مخطئ لأن هذه الأعمال لها الثواب الكبير، وتقرّبنا لله.
- زيارة المريض، ما أعظم المسلم الذي يذكر أخيه عند مرضه ويحرص على زيارته.
- الحرص على طلب العلم، مكانة طالب العلم كبيرة عند الله، فاحرصوا على العلم فإنّه سلاح المسلم في مجابهة الأعداء أيضاً.
- الجهاد في سبيل الله، حيث إنّ الله سبحانه وتعالى فرض الجهاد على كل مسلم عاقل وبالغ. حيث ذكرت الآيات والأحاديث النبوية الشريفة فضل الجهاد عند الله.
- أن يحرص المسلم، على محاسبة نفسه ومراجعتها، وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأن يكون متواضعاً.
كيف يعبد المسلم ربه بجوارحه
المقصود بجوارح الإنسان أعضاؤه، فالمسلم يجب أن يوظف جوارحه لعبادة الله، فحتى تكون العبادة صحيحة يجب أن تصلح ذاتك، فالعبادة تأتي من القلب، حتى تخرج بأفعال وأقوال سليمة.
- فالأذن مثلاً على المسلم أن يحرص على سماع كل الأمور الواجب سماعها، كسماع القرآن، والخطب، والكلام العذب، والبعد عن سماع المحظورات والمحرمات، وتذكر أخي المسلم، أن المستمع مثله مثل القائل.
- العين، غض البصر عن كل المحرمات، وفقط إبصارها على الأمور المحللة لك، لأنك إذا نظرت لعمل فاحش، فقد يقودك بشكل أو بآخر لفعله، مع التأكيد على تحريم النظر للفواحش بصفة عامة.
- الأنف، شغله أيضاً بشم الروائح المباحة، وتحريم شم الأمور المحرمة كشم انواع من المخدرات مثلاً.
- اللسان، فعبادة الله من خلال اللسان تكون بذكره وبالاستغفار، وبتلاوة القرآن، فاللسان يعتبر من أخف جوارح الإنسان فقد تستطيع عبادة الله في كل وقت ومكان، في طريقك للعمل، في جلوسك، قبل نومك، وفي أوقات عدة.
- اليدين والقدمين، احرص على ألاّ تقودك قدمك او يدك للقيام بعمل يغضب ربك، فالتزم بكل الأعمال الحسنة.
- الفرج، فاحرص على حفظ الفرج من الأعمال المحرمة كالزنا مثلاً، وهذب نفسك واحفظ فرجك بأمور حللها الله كالزواج.
بالتالي إذا أحسن المسلم توظيف جوارحه في عبادة الله وطاعته وشكره، فله الثواب العظيم، فتذكر أخي المسلم، أنك تحاسب على عمل جوارحك، فاحرص على استخدامها وفق ما أمر الله به.
حب الله
حب الله من أعظم الأمور التي تقود بالمسلم لعبادته، فالإنسان بصفة عامة إذا أحب شخصاً فهو يعمل كل ما بوسعه لإرضائه، والبعد عن كل ما يغضبه، فما بالك أخي المسلم إذا أحببت الله! قال الله تعالى “وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ”. فإذا تحققت عاطفة حب المسلم لربه، فهذه أول الأمور العظيمة التي تقودك بعبادة الله حق عبادته.
كيف يمكنك تحقيق عاطفة حب الله تعالى
- أن يكون الله ورسوله أحب إليك من أي شيء أخر، وهذا ما ورد في حديث الرسول (ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ، أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)
- الحرص على موالاة المسلمين والمؤمنين وحبهم، وبغض الكافرين ومعاداتهم.
- التأمّل والتفكير في مخلوقات الله سبحانه وتعالى وقدرته،
- أن يتأمل المسلم في نفسه وكيف خلقه الله من العدم ومن تراب، ونفخ فيه واصبح بشراً سوياً.
- محبة الله تأتي في البداية وفي المقدمة، فاحرص أخي المسلم على محبة الله وتقديمه على محبة غيره.
- التأمل والتدبر في أسماء الله الحسنى وصفاته، حيث توجد كل الصفات في الخالق، من رحمة وعطف وقوة وإحسان وغيرها.
- الإكثار من الفرائض والنوافل.
- التوبة، ومحافظة المسلم على طهارته.
- الخوف من الله وخشيته، من أعظم الله التي إن تحققت، فإنها تمنع المسلم من القيام بالأعمال المكروهة والمحرمة.
عبادة الله كأنّك تراه
حتى تحسن عبادتك خالصة لله، اعبده كأنك تراه، أي استشعر مراقبة الله على اعمالك وأقوالك، فإنك ستؤدي أعمالك على أكمل وجه لله، فإذا قمت للصلاة ضع الله في نصب عينيك، وإذا تحدثت فتذكر الله، فهذا يمنعك من الحديث الفاحش أو المحرم، وعند قيامك بصلة رحم فتذكر فضلها عند الله، فهذا يجعلك تداوم عليها ولا تفكر بقطع صلة رحمك، فعبادة الله كأنك تراه هي القاعدة التي يمكنك السير عليها، وتذكر أن المقصود بأن ترى الله أمامك، هو استشعار مراقبته لأعمالك وأقوالك، أي أنّه لا يحق لك بأن تتخيل الله فهذا الأمر يأتي من وسوسة الشيطان لك، فاطرد هذه الوساوس بالاستغفار وذكر الله دائماً.