المقدمة
لعل أتمّ تعريف للمقدمة هو أنها واجهة البحث أو الكتاب، التي تتضمن المفاصل الأساسية في العمل الأدبي، ويجعلها الكاتب كخلاصة لبحثه، موضحاً مسيرة عمله في هذا البحث، وما تعرض له من عقبات وكيف كانت له القدرة على تجاوزها، وبدون هذه المقدمة لا يقبل العمل الأدبي البتة.[١]
موقع المقدمة في الأبحاث
تأتي المقدمة بعد فهرس المحتويات، في بداية البحث، وقبل متن البحث، وتأخذ الترتيب الهجائي، مثل صفحة العنوان والشكر والتقدير، وفهرس المحتويات، وليس الترقيم العددي، وفي بعض الأبحاث ينقل فهرس المحتويات إلى آخر البحث، فتأتي المقدمة بعد صفحة الشكر والتقدير، وهي تتفرد بصفحاتها غير ملحقة أو متبوعة بعنوان غير عنوان المقدمة بخطٍ عريض وغامق، مع حرية عدد الصفحات المتضمنة للمقدمة، لأن الهدف الأساسي للمقدمة هو توضيح ما جاء في العمل الأدبي بإيجاز. [٢]
عناصر المقدمة
من المتعارف عليه أن أي مقدمة في اللغة العربية لها عناصر، وبدون هذه العناصر تفقد المقدمة قيمتها الفنية واللّغوية، من المستحب ذكرها، ولا ضير في انتقاص أحدها إذا لم يتوفر، ومن الواجب إفراد كل عنصر في فقرة، مع مراعاة اللّغة الصحيحة والتركيب النحوي الدقيق، ومن هذه العناصر: [٣]
- الحمد والثناء لله عز وجلّ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- تحديد الموضوع زماناً ومكاناً، كأن تذكر جوانب تناول اللغة العربية في البحث.
- ذكر أهمية اللّغة العربية بالنسبة للفئة المستهدفة، والعلوم المطلوبة.
- توضيح أهم الأسباب التي دفعت المؤلف لانتقاء اللغة العربية والخوض فيه.
- ذكر الدراسات السابقة والتي اعتمد المؤلف عليها، وجعلها منطلقاً لبحثه، وفي هذه الفقرة يقوم المؤلف بذكر اسم صاحب الدراسة، ومن ثم عنوان الدراسة، ومكان نشر الدراسة وسنتها، وما هي الإفادة التي حصل عليها من هذه الدراسة.
- أن يوضح المؤلف المنهج الذي اتبعه في جمع المعلومات وترتيبها، واستقراءها، وهنالك مناهج كثيرة ومعتمدة في جميع العلوم الإنسانية والطبيعية، مثل: المنهج التاريخي، والوصفي، والنفسي .. الخ.
- أن يفصل في فقرة خاصة مفاصل البحث وأبوابه وفصوله، وهو ما يعرف بمصطلح مفردات البحث، كأن نقول: تناولت في بحثي مقدمة وخاتمة وثلاثة فصول، الفصل الأول تحت عنوان كذا وكذا، وفيه عناوين فرعية كذا وكذا.
- أن يذكر الباحث أهم ثلاثة مصادر ومراجع اعتمد عليها في تناول موضوع اللّغة العربية، وشكلت نقطة البداية، وسار على منهجها في الترتيب، وهنا يذكر اسم الكتاب وصاحبه وما هو مستفادٌ من هذه الكتب بدقة، مع مراعاة الترتيب التاريخي لأوقات إصدارها، فمن المتبع البدء بالأقدم فالأحدث، وبالمصادر قبل المراجع.
- أن يذكر الباحث أهم الصعوبات التي مر بها خلال جمعه وبحثه عن اللغة العربية، دون اعتبار السفر صعوبة، لأن الشبكة العنكبوتية وفرت الكثير من الجهد والمشقة والوقت، وساعدت في التخلص من هذه الصعوبة، والتي باتت اختياراً ذاتياً.
وهذه أبسط الطرق لكتابة مقدمة، ومن التزمها خرج بمقدمة قيمة وذات نوعية، وتحمل بصمة الكاتب، وتلخّص مسيرة عمله، وتجذب القارئ من بعده.
المراجع
- ↑ عبدالرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي، “مقدمة ابن خلدون”، www.maaber.50megs.com، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2018. بتصرّف.
- ↑ “الــبــحــث الــعــلـــمــــي “، www.pitt.edu، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2018. بتصرّف.
- ↑ د. أحمد إبراىيم خضر ، “الفرق بين المقدمة والتمهيد في الرسائل العلمية”، www.site.iugaza.edu.ps، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2018. بتصرّف.