تعريفات منوعة

تعريف البحث العلمي

مقالات ذات صلة

تعريف البحث العلمي

يُعَدُّ البحث العلميّ (بالإنجليزية: Scientific Research) منهجاً لوصف الوقائع عبر مجموعةٍ من المعايير التي تُساهم في نُموِّ المعرفة، وتجدر الإشارة إلى أنه اختلفت اتّجاهات الباحثين في ما يتعلَّق بتعريفه؛ وفقاً لميولهم، وقناعاتهم العلميّة، ومنها ما يأتي:[١]

  • عرَّفه (عبد الباسط خضر) على أنّه: “عمليّة فكريّة مُنظَّمة، يقوم بها شخصٌ يسمّى (الباحث)؛ من أجل تقصِّي الحقائق في مسألة، أو مشكلة مُعيَّنة تُسمّى (موضوع البحث)، باتّباع طريقة علميّة مُنظَّمة تُسمّى (منهج البحث)؛ بغية الوصول إلى حلولٍ ملائمة للعلاج، أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المُماثِلة تُسمَّى (نتائج البحث)”.
  • عرَّفه (محمد عناية) على أنّه: “التقصِّي المُنظَّم باتّباع اساليب ومناهج علميّة مُحدَّدة للحقائق العلميّة؛ بقصد التأكُّد من صحّتها، وتعديلها، أو إضافة معلوماتٍ جديدة لها”.
  • عرَّفه (فريدريك كيرلنجر (Fredrick Kerlinger)) على أنّه: “تقصٍّ تجريبيّ ناقد، ومُنظَّم، ومضبوط لافتراضاتٍ تُحدِّد طبيعة العلاقات بين مُتغيِّرات ظاهرةٍ مُعيَّنة”.[٢]

لوحظ وجود العديد من التعريفات لمفهوم البحث العلمي، إلّا أن جميع تلك التعريفات تشترك في عدّة نقاطٍ على النحو الآتي:[٢]

  • عدم اعتماد البحث العلمي على اتّباع الطرق غير العلمية كالخبرة، فهو يتّبع منهجاً وأسلوباً منظّماً في البحث.
  • يمتلك البحث العلمي القدرة على التكيُّف ضمن البيئة التي يتم دراستها وبالتالي القدرة على السيطرة عليها، فهو يهدف إلى زيادة معرفة الانسان وتوسيعها.
  • يهتم البحث العلمي باختبار جميع المعلومات التي يتوصّل إليها ويتحقق من صحّتها، ويُثبتها تجريبياً، وبعدها يتم نشرها وإعلانها.
  • يُستخدم البحث العلمي في مختلف المجالات سواءً التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمهنية، والمعرفية على حدٍّ سواء، فهو يشمل ميادين الحياة جميعها بمشكلاتها المختلفة.

يمكن تعريف البحث العلميّ اعتماداً على ما سبق على أنّه عمليّة مُخطَّطٌ لها، تتَّسم بالموضوعيّة، وتعتمد على مجموعةٍ من الخطوات؛ بهدف البحث في ظاهرةٍ معينة، ومعرفة الحقائق، والمبادئ اللازمة لاكتشاف حلولٍ تتعلَّق بالمشكلات، وفي المجالات جميعها.[٢]

تطور مراحل البحث العلمي

اُستخدمت العديد من الطرق والأساليب المتنوّعة من أجل الوصول إلى المعرفة، وتُعدُّ تلك الوسائل بمثابة خطواتٍ تدلُّ على مراحل تطوّر البحث العلمي، ويمكن تقسيم المراحل وفقاً للآتي مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ تلك المراحل مرتبطةٌ معاً وغير منفصلة عن بعضها:[٣]

  • مرحلة الصدفة: تميّزت هذه المرحلة بعدم وجود أي اهتمامٍ للبحث عن أسباب الظواهر أو المشكلات، فقد تمّ نسب حدوث تلك الظواهر والمشاكل للصدفة.
  • مرحلة المحاولة والخطأ، والاعتماد على الخبرة: تميّزت هذه المرحلة بتكرار المحاولات إلى حين التوصّل إلى حلٍّ للمشكلة التي يواجهها أيّ شخص، ومن ثم اكتساب الخبرة التي تساعده في حلِّ المشاكل البسيطة التي يمكن أن تواجهه في حياته.
  • مرحلة الاعتماد على السلطة والتقاليد: كان يتم الاعتماد على آراء وأفكار أصحاب السلطة من السياسيين ورجال الدين بغضِّ النظر عن صحتها خلال هذه المرحلة.
  • مرحلة التكهّن والتأمّل، والجدال، والحوار: تمّ التحرّر من قوّة السّلطة والتقاليد السائدة خلال هذه المرحلة؛ حيث أصبح الباحثين يعتمدون على الجدل، والنقاش، والمنطق للتوصّل إلى تفسير الظواهر وحلِّ ما يواجههم من مشاكل، وأهم ما يميّز هذه المرحلة ظهور التفكير الاستقرائي؛ الذي يتوصّل إلى المعرفة من خلال الانتقال من الأمثلة الجزئيّة إلى النتيجة النهائيّة، وظهور التفكير القياسي والذي يعتمد على الانتقال من المقدّمات إلى التوصّل إلى النتيجة النهائيّة.
  • مرحلة الطريقة العلمية: تمّ استخدام الطريقة العلمية في التوصّل إلى المعلومات في مجال العلوم الطبيعية بدايةً، ثمّ تمّ التوسّع في استخدامها لتشمل العلوم الانسانية والاجتماعية، ويتم تطبيق الطريقة العلمية بإجراء عددٍ من الخطوات وهي: وضع الفرضيات، وجمع بيانات، وعمل التجارب بهدف نفي أو تأييد الفرضيات الموضوعة اعتماداً على النتائج التي تمّ التوصّل إليها.

للتعرف أكثر على مراحل تطور البحث العلمي يمكنك قراءة المقال مراحل تطور البحث العلمي

أهداف البحث العلمي

تتعدَّد أهداف البحث العلمي، ويبين الآتي أبرز هذه الأهداف:[٤]

  • الوصف: يُعدُّ من أهم الاهداف، ويتم تحقيقه من خلال جمع معلوماتٍ حول ظاهرةٍ ما بما يُساعد الباحث على صياغة الفرضيات وتفسير الظاهرة بشكلٍ واقعيّ.
  • التنبؤ: يتم التركيز على هذا الهدف في البحث العلمي؛ فهو يُساعد على وضع تصوّراتٍ وتوقعاتٍ للتغيّرات التي من الممكن حدوثها مستقبلاً للظواهر المختلفة، وذلك بعد دراسة الظاهرة ودراسة الظروف التي قد تؤثر عليها.
  • التفسير: يُركّز هذا الهدف على شرح الظاهرة شرحاً وافياً، وبيان جميع الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها، ويوجد نوعان من الأبحاث بناءً على هذا الهدف وهي: أبحاث تفسيرية بحتة، والأبحاث التوضيحية التطبيقية.
  • التقويم: يُركّز هذا الهدف على تقويم أيّ ظاهرةٍ يتم دراستها.
  • الدحض والتنفيد يأتي هذا الهدف بعد إجراء عددٍ من التجارب حول أيّ ظاهرة؛ حيث يؤيد الباحث النظرية ويؤكد صحّتها، أو قد يرفضها بسبب ثبات عدم صحّتها.
  • التثبّت: يُقصد بهذا الهدف أن يتأكد الباحث من صحة أبحاثٍ سابقة لنفس موضوع الدراسة أو نفي صحّتها بأخذ عِدّة عيّناتٍ دراسية وضمن بيئة مختلفة عن بيئته التي اختارها لإجراء دراسته.
  • إيجاد معرفة عصرية: يُعدُّ من الاهداف المهمَّة، وهو يُشير إلى سعي الباحث للتوصّل إلى معلوماتٍ ومعرفة جديدةٍ تُفيد في تطوّر العلم وتقدّمه.
  • التحكم والضبط: يأتي هذا الهدف بعد دراسة أيّ ظاهرةٍ والتأكّد منها؛ حيث يستعين الباحث بمجموعةٍ من الأدوات التي تُساعده في ضبط دراسته والتحكّم بها.

أهمية كتابة البحث العلمي

يتم إجراء البحوث لسببٍ أو أكثر من الأسباب الآتية:[٣]

  • الاهتمام بتطوير المجتمع وخدمته.
  • الاهتمام في اكتشاف ما هو مجهول، والتوصّل إلى معلوماتٍ جديدة.
  • السعي إلى التوصّل لحلِّ مسائل غير محلولة.
  • تقديم البحث كمتطلّبٍ للحصول على درجة الدكتوراه، أو الماجستير.
  • اهتمام المؤسسات بإجراء الدراسات والبحوث التي تساهم في توسعِّها وتطورها.
  • التأكّد من نتائج بحوث سابقة بسبب الشكِّ في نتائجها.
  • شعور الباحث بالمتعة عند حلِّ المشاكل التي تواجهه أو تواجه الآخرين، أو عند إنجازه لعملٍ مفيدٍ له ولغيره بإبداع.

للتعرف أكثر على أهمية البحث العلمي يمكنك قراءة المقال أهمية البحث العلمي

خصائص البحث العلمي

يتَّصف البحث العلمي بعددٍ من الخصائص؛ التي تجعل منه بحثاً مُحكماً وشاملاً، ويبين الآتي أهمها:[٥]

  • العمق، والتحليل، والنقد، وسرد المعلومات بعد الإجابة عن عددٍ من الأسئلة مثل: لماذا؟، كيف؟، إذن ماذا؟، وغيرها من الأسئلة التي يتم طرحها أثناء إجراء بالبحث.
  • إبراز استقلالية الباحث في طرح المعلومات، والتوصّل إلى كل ما هو جديد، وسعيه لحلِّ مشكلات البحث، ويكون ذلك من خلال طرح أفكاره الخاصة بلغته، وتجنّب النقل الحرفي للمعلومات وغيرها من الأمور.
  • الموضوعيّة؛ وهي تتمثّل في عددٍ من الأمور منها: البعد عن التحيّز والعواطف عند طرح الأفكار، والنظر للموضوع بنظرة محايدة، وطرح أدلّة عقلية تعتمد على الإقناع العقلي.
  • الاستقصاء؛ فالبحث العلمي يهتم بدراسة المشكلة أو الظاهرة بكافّة مفاهيمها وجوانبها بشموليّة وبشكلٍ دقيقٍ.
  • اتّباع مناهج البحث العلمي، وأهمّها المنهج الوصفي، والاستقرائي، والتحليلي، والنقلي.
  • التوثيق؛ حيث يتم إسناد المعلومات الواردة في البحث إلى مصدرها ومرجعها، مع الاهتمام في تنويع المراجع المستخدمة.
  • الدقّة والجديّة.
  • الوضوح والبساطة.
  • التناسق؛ حيث يتم كتابة البحث باتّباع وتيرة متناسقة على جميع أجزائه.
  • تجنّب تكرار المعلومات.
  • شرح المعلومات التي يتم كتابتها وتعريفها بالاعتماد على المراجع الأصليّة التي أُخذت منها.
  • الاهتمام بأساليب الكتابة والتعبير، والقواعد المُتّبعة في الكتابات الأكاديميّة، وعلامات الترقيم، والإملاء.

مناهج البحث العلمي

تتنوَّع مناهج البحث العلميّ بتنوع المجالات العلمية وتعدُّد الموضوعات على النحو الآتي:[٦]

  • المنهج التجريبيّ: يستند الباحث في هذا المنهج إلى التحكُّم بالمُتغيِّرات، والعوامل التي كوَّنت الظاهرة جميعها، ما عدا مُتغيِّرٍ واحدٍ يتمّ إخضاعه للتغيير، والتبديل؛ بهدف قياس نتائج ذلك الأمر على الاتّجاهات الخاصّة بالظاهرة.
  • المنهج الاستقرائيّ: يهتمّ هذا المنهج بدراسة الأفراد الذين يشملهم البحث دراسةً جزئيّة، أو كلّية؛ وصولاً إلى حُكمٍ عام.
  • المنهج الوثائقيّ: يهتمّ هذا المنهج بالبحث عن الوثائق، ودراستها؛ لأنّها تُعَدُّ مرآةً للأحداث التي جرت في الماضي، ويمكن تسمية هذا المنهج أيضاً بالمنهج النقليّ، أو التاريخيّ.
  • المنهج الوصفيّ التحليليّ: يهتمّ هذا المنهج بوصف ظاهرةٍ ما، وصولاً إلى أسبابها، والعوامل التي تؤثِّر فيها، واستخراج النتائج، وتعميمها؛ ويتمّ استخدام العديد من الطرق في هذا المنهج؛ التي تتطلب جهد الباحث، وخبرته، ويتمّ تفسير النتائج بعناية كبيرةٍ، مثل: طريقة دراسة حالة، وطريقة المسح، وغيرها.
  • المنهج الاستنباطيّ: يُعنى هذا المنهج بالوصول إلى نتائج، وقضايا مُحدَّدة، عبر انتقال الذهن من قضايا مُسلَّمٍ بها، دون اللجوء إلى التجارب، وإنما من خلال المنطق.

و للتعرف على أنواع مناهج البحث العلمي يمكنك قراءة المقال أنواع مناهج البحث العلمي

أنواع البحث العلمي

يُمكن تقسيم البحوث تبعاً إلى طبيعتها والدوافع لإجرائها إلى نوعين رئيسيين وهما:[٧]

  • البحوث الأساسيّة أو البحثيّة، وتُسمّى أحياناً بالبحوث النظريّة.
  • البحوث التطبيقيّة.

كما يُمكن تقسيمها تبعاً للمناهج والأساليب المستخدمة في إجرائها إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسيّةٍ، وهي:[٧]

  • بحوث تاريخيّة.
  • بحوث وصفيّة.
  • بحوث تجريبيّة.

للتعرف أكثر على أنواع البحث العلمية يمكنك قراءة المقال أنواع البحوث العلمية

خطوات البحث العلمي

يجب أن يمتاز الباحث الجيد بالموضوعية لتجنُّب الوقوع بالخطأ، والتحيزات الشخصية التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور نتائج مزيفة وغير حقيقية، فلذلك تحتاج عملية البحث العلمي بأكملها بدءاً من تحديد سؤال البحث إلى استخلاص النتائج الى أن يفكر الباحث بشكلٍ نقدي ويعالج القضايا بطريقةٍ منظمة؛ مما يمكنه من تأكيد أو إعادة تقييم النظريات الموجودة، أو تطوير نظريات جديدة تماماً، وذلك عن طريق البحث العلمي بتحديد موضوع البحث وطرح السؤال البحثي، ثم التأكد فيما إذا تمت الإجابة عنه أم لا، وذلك من خلال قراءة مقالات وأبحاث علمية لعلماءٍ آخرين، والتي يمكن العثور عليها من خلال قواعد بيانات البحوث أو المجلات العلمية التي تنشر مقالاتٍ أكاديمية على الإنترنت، ليكون الباحث بذلك قد اطلع على الموضوع بشكلٍ أوسع واستطاع تضييق عملية البحث.[٨]

لا بدَّ من جمع المعلومات البحثية ليتم وضع الفرضية والتي تَشكّل الاعتقاد والتَوقع المُسبق لنتائِج تجربةٍ مُعينة بناءً على المعلومات التي تَم جمعها سابقاً، ثم إجراء التجربة لجمع البيانات المطلوبة للتأكد من الفرضية، وتَسجيل وتَجميع المُلاحظات التي تم الحُصول عليها من التجربة، لتبدأ عملية تحليل النتائج ومَعرفة فيما إذا كانت الفرضية الصحيحة؛ وذلك باستخدام الطرق الإحصائية المختلفة، ووضع نتيجة نهائية للتجربة، ومقارنتها مع الفرضية الأصلية، أو النتائج التي تم الحصول عليها من تجارب العلماء الآخرين، وفي النهاية عرض النتائج، وشرحها، وكيفية الاستفادة منها، ووضع التوصيات والاقتراحات المستقبلية.[٨]

للتعرف أكثر على خطوات البحث العلمي بالترتيب يمكنك قراءة المقال خطوات البحث العلمي بالترتيب

فيديو خصائص البحث العلمي وعناصره

للتعرف على خصائص البحث العلمي وعناصره شاهد الفيديو:

المراجع

  1. سعيد سالم الحنكي (2006م)، مجالات البحث العلميّ الأمنيّ في ظلّ إدارة الجودة الشاملة، الشارقة: جامعة الشارقة، صفحة 27. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت خلود محمد الشواف (1434/1435هـ)، مفهوم البحث العلميّ والبحث التربويّ، السعوديّة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة، صفحة 6،8. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ربحي عليان، عثمان غنيم (2000)، مناهج وأساليب البحث العلمي – النظرية والتطبيق (الطبعة الأولى)، عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع، صفحة 20, 21, 22. بتصرّف.
  4. “أهداف البحث العلمي وأهميته”، www.bts-academy.com، 5-12-2017، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2020. بتصرّف.
  5. عدنان العساف، مقدمة في أصول البحث العلمي ومناهجه، صفحة 1, 2. بتصرّف.
  6. شؤون التطوير (2015/2016)، دليل الباحث في كتابة البحث وشكله، طرابلس- لبنان: جامعة الجنان، صفحة 4. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمد العبيدي، آلاء العبيدي (2010)، طرق البحث العلمي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار ديبونو للنشر والتوزيع، صفحة 62, 63. بتصرّف.
  8. ^ أ ب Matthew Schieltz (24-4-2017), “Steps & Procedures for Conducting Scientific Research”، www.sciencing.com, Retrieved 23-4-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف البحث العلمي

يُعَدُّ البحث العلميّ (بالإنجليزية: Scientific Research) منهجاً لوصف الوقائع عبر مجموعةٍ من المعايير التي تُساهم في نُموِّ المعرفة، وتجدر الإشارة إلى أنه اختلفت اتّجاهات الباحثين في ما يتعلَّق بتعريفه؛ وفقاً لميولهم، وقناعاتهم العلميّة، ومنها ما يأتي:[١]

  • عرَّفه (عبد الباسط خضر) على أنّه: “عمليّة فكريّة مُنظَّمة، يقوم بها شخصٌ يسمّى (الباحث)؛ من أجل تقصِّي الحقائق في مسألة، أو مشكلة مُعيَّنة تُسمّى (موضوع البحث)، باتّباع طريقة علميّة مُنظَّمة تُسمّى (منهج البحث)؛ بغية الوصول إلى حلولٍ ملائمة للعلاج، أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المُماثِلة تُسمَّى (نتائج البحث)”.
  • عرَّفه (محمد عناية) على أنّه: “التقصِّي المُنظَّم باتّباع اساليب ومناهج علميّة مُحدَّدة للحقائق العلميّة؛ بقصد التأكُّد من صحّتها، وتعديلها، أو إضافة معلوماتٍ جديدة لها”.
  • عرَّفه (فريدريك كيرلنجر (Fredrick Kerlinger)) على أنّه: “تقصٍّ تجريبيّ ناقد، ومُنظَّم، ومضبوط لافتراضاتٍ تُحدِّد طبيعة العلاقات بين مُتغيِّرات ظاهرةٍ مُعيَّنة”.[٢]

لوحظ وجود العديد من التعريفات لمفهوم البحث العلمي، إلّا أن جميع تلك التعريفات تشترك في عدّة نقاطٍ على النحو الآتي:[٢]

  • عدم اعتماد البحث العلمي على اتّباع الطرق غير العلمية كالخبرة، فهو يتّبع منهجاً وأسلوباً منظّماً في البحث.
  • يمتلك البحث العلمي القدرة على التكيُّف ضمن البيئة التي يتم دراستها وبالتالي القدرة على السيطرة عليها، فهو يهدف إلى زيادة معرفة الانسان وتوسيعها.
  • يهتم البحث العلمي باختبار جميع المعلومات التي يتوصّل إليها ويتحقق من صحّتها، ويُثبتها تجريبياً، وبعدها يتم نشرها وإعلانها.
  • يُستخدم البحث العلمي في مختلف المجالات سواءً التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمهنية، والمعرفية على حدٍّ سواء، فهو يشمل ميادين الحياة جميعها بمشكلاتها المختلفة.

يمكن تعريف البحث العلميّ اعتماداً على ما سبق على أنّه عمليّة مُخطَّطٌ لها، تتَّسم بالموضوعيّة، وتعتمد على مجموعةٍ من الخطوات؛ بهدف البحث في ظاهرةٍ معينة، ومعرفة الحقائق، والمبادئ اللازمة لاكتشاف حلولٍ تتعلَّق بالمشكلات، وفي المجالات جميعها.[٢]

تطور مراحل البحث العلمي

اُستخدمت العديد من الطرق والأساليب المتنوّعة من أجل الوصول إلى المعرفة، وتُعدُّ تلك الوسائل بمثابة خطواتٍ تدلُّ على مراحل تطوّر البحث العلمي، ويمكن تقسيم المراحل وفقاً للآتي مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ تلك المراحل مرتبطةٌ معاً وغير منفصلة عن بعضها:[٣]

  • مرحلة الصدفة: تميّزت هذه المرحلة بعدم وجود أي اهتمامٍ للبحث عن أسباب الظواهر أو المشكلات، فقد تمّ نسب حدوث تلك الظواهر والمشاكل للصدفة.
  • مرحلة المحاولة والخطأ، والاعتماد على الخبرة: تميّزت هذه المرحلة بتكرار المحاولات إلى حين التوصّل إلى حلٍّ للمشكلة التي يواجهها أيّ شخص، ومن ثم اكتساب الخبرة التي تساعده في حلِّ المشاكل البسيطة التي يمكن أن تواجهه في حياته.
  • مرحلة الاعتماد على السلطة والتقاليد: كان يتم الاعتماد على آراء وأفكار أصحاب السلطة من السياسيين ورجال الدين بغضِّ النظر عن صحتها خلال هذه المرحلة.
  • مرحلة التكهّن والتأمّل، والجدال، والحوار: تمّ التحرّر من قوّة السّلطة والتقاليد السائدة خلال هذه المرحلة؛ حيث أصبح الباحثين يعتمدون على الجدل، والنقاش، والمنطق للتوصّل إلى تفسير الظواهر وحلِّ ما يواجههم من مشاكل، وأهم ما يميّز هذه المرحلة ظهور التفكير الاستقرائي؛ الذي يتوصّل إلى المعرفة من خلال الانتقال من الأمثلة الجزئيّة إلى النتيجة النهائيّة، وظهور التفكير القياسي والذي يعتمد على الانتقال من المقدّمات إلى التوصّل إلى النتيجة النهائيّة.
  • مرحلة الطريقة العلمية: تمّ استخدام الطريقة العلمية في التوصّل إلى المعلومات في مجال العلوم الطبيعية بدايةً، ثمّ تمّ التوسّع في استخدامها لتشمل العلوم الانسانية والاجتماعية، ويتم تطبيق الطريقة العلمية بإجراء عددٍ من الخطوات وهي: وضع الفرضيات، وجمع بيانات، وعمل التجارب بهدف نفي أو تأييد الفرضيات الموضوعة اعتماداً على النتائج التي تمّ التوصّل إليها.

للتعرف أكثر على مراحل تطور البحث العلمي يمكنك قراءة المقال مراحل تطور البحث العلمي

أهداف البحث العلمي

تتعدَّد أهداف البحث العلمي، ويبين الآتي أبرز هذه الأهداف:[٤]

  • الوصف: يُعدُّ من أهم الاهداف، ويتم تحقيقه من خلال جمع معلوماتٍ حول ظاهرةٍ ما بما يُساعد الباحث على صياغة الفرضيات وتفسير الظاهرة بشكلٍ واقعيّ.
  • التنبؤ: يتم التركيز على هذا الهدف في البحث العلمي؛ فهو يُساعد على وضع تصوّراتٍ وتوقعاتٍ للتغيّرات التي من الممكن حدوثها مستقبلاً للظواهر المختلفة، وذلك بعد دراسة الظاهرة ودراسة الظروف التي قد تؤثر عليها.
  • التفسير: يُركّز هذا الهدف على شرح الظاهرة شرحاً وافياً، وبيان جميع الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها، ويوجد نوعان من الأبحاث بناءً على هذا الهدف وهي: أبحاث تفسيرية بحتة، والأبحاث التوضيحية التطبيقية.
  • التقويم: يُركّز هذا الهدف على تقويم أيّ ظاهرةٍ يتم دراستها.
  • الدحض والتنفيد يأتي هذا الهدف بعد إجراء عددٍ من التجارب حول أيّ ظاهرة؛ حيث يؤيد الباحث النظرية ويؤكد صحّتها، أو قد يرفضها بسبب ثبات عدم صحّتها.
  • التثبّت: يُقصد بهذا الهدف أن يتأكد الباحث من صحة أبحاثٍ سابقة لنفس موضوع الدراسة أو نفي صحّتها بأخذ عِدّة عيّناتٍ دراسية وضمن بيئة مختلفة عن بيئته التي اختارها لإجراء دراسته.
  • إيجاد معرفة عصرية: يُعدُّ من الاهداف المهمَّة، وهو يُشير إلى سعي الباحث للتوصّل إلى معلوماتٍ ومعرفة جديدةٍ تُفيد في تطوّر العلم وتقدّمه.
  • التحكم والضبط: يأتي هذا الهدف بعد دراسة أيّ ظاهرةٍ والتأكّد منها؛ حيث يستعين الباحث بمجموعةٍ من الأدوات التي تُساعده في ضبط دراسته والتحكّم بها.

أهمية كتابة البحث العلمي

يتم إجراء البحوث لسببٍ أو أكثر من الأسباب الآتية:[٣]

  • الاهتمام بتطوير المجتمع وخدمته.
  • الاهتمام في اكتشاف ما هو مجهول، والتوصّل إلى معلوماتٍ جديدة.
  • السعي إلى التوصّل لحلِّ مسائل غير محلولة.
  • تقديم البحث كمتطلّبٍ للحصول على درجة الدكتوراه، أو الماجستير.
  • اهتمام المؤسسات بإجراء الدراسات والبحوث التي تساهم في توسعِّها وتطورها.
  • التأكّد من نتائج بحوث سابقة بسبب الشكِّ في نتائجها.
  • شعور الباحث بالمتعة عند حلِّ المشاكل التي تواجهه أو تواجه الآخرين، أو عند إنجازه لعملٍ مفيدٍ له ولغيره بإبداع.

للتعرف أكثر على أهمية البحث العلمي يمكنك قراءة المقال أهمية البحث العلمي

خصائص البحث العلمي

يتَّصف البحث العلمي بعددٍ من الخصائص؛ التي تجعل منه بحثاً مُحكماً وشاملاً، ويبين الآتي أهمها:[٥]

  • العمق، والتحليل، والنقد، وسرد المعلومات بعد الإجابة عن عددٍ من الأسئلة مثل: لماذا؟، كيف؟، إذن ماذا؟، وغيرها من الأسئلة التي يتم طرحها أثناء إجراء بالبحث.
  • إبراز استقلالية الباحث في طرح المعلومات، والتوصّل إلى كل ما هو جديد، وسعيه لحلِّ مشكلات البحث، ويكون ذلك من خلال طرح أفكاره الخاصة بلغته، وتجنّب النقل الحرفي للمعلومات وغيرها من الأمور.
  • الموضوعيّة؛ وهي تتمثّل في عددٍ من الأمور منها: البعد عن التحيّز والعواطف عند طرح الأفكار، والنظر للموضوع بنظرة محايدة، وطرح أدلّة عقلية تعتمد على الإقناع العقلي.
  • الاستقصاء؛ فالبحث العلمي يهتم بدراسة المشكلة أو الظاهرة بكافّة مفاهيمها وجوانبها بشموليّة وبشكلٍ دقيقٍ.
  • اتّباع مناهج البحث العلمي، وأهمّها المنهج الوصفي، والاستقرائي، والتحليلي، والنقلي.
  • التوثيق؛ حيث يتم إسناد المعلومات الواردة في البحث إلى مصدرها ومرجعها، مع الاهتمام في تنويع المراجع المستخدمة.
  • الدقّة والجديّة.
  • الوضوح والبساطة.
  • التناسق؛ حيث يتم كتابة البحث باتّباع وتيرة متناسقة على جميع أجزائه.
  • تجنّب تكرار المعلومات.
  • شرح المعلومات التي يتم كتابتها وتعريفها بالاعتماد على المراجع الأصليّة التي أُخذت منها.
  • الاهتمام بأساليب الكتابة والتعبير، والقواعد المُتّبعة في الكتابات الأكاديميّة، وعلامات الترقيم، والإملاء.

مناهج البحث العلمي

تتنوَّع مناهج البحث العلميّ بتنوع المجالات العلمية وتعدُّد الموضوعات على النحو الآتي:[٦]

  • المنهج التجريبيّ: يستند الباحث في هذا المنهج إلى التحكُّم بالمُتغيِّرات، والعوامل التي كوَّنت الظاهرة جميعها، ما عدا مُتغيِّرٍ واحدٍ يتمّ إخضاعه للتغيير، والتبديل؛ بهدف قياس نتائج ذلك الأمر على الاتّجاهات الخاصّة بالظاهرة.
  • المنهج الاستقرائيّ: يهتمّ هذا المنهج بدراسة الأفراد الذين يشملهم البحث دراسةً جزئيّة، أو كلّية؛ وصولاً إلى حُكمٍ عام.
  • المنهج الوثائقيّ: يهتمّ هذا المنهج بالبحث عن الوثائق، ودراستها؛ لأنّها تُعَدُّ مرآةً للأحداث التي جرت في الماضي، ويمكن تسمية هذا المنهج أيضاً بالمنهج النقليّ، أو التاريخيّ.
  • المنهج الوصفيّ التحليليّ: يهتمّ هذا المنهج بوصف ظاهرةٍ ما، وصولاً إلى أسبابها، والعوامل التي تؤثِّر فيها، واستخراج النتائج، وتعميمها؛ ويتمّ استخدام العديد من الطرق في هذا المنهج؛ التي تتطلب جهد الباحث، وخبرته، ويتمّ تفسير النتائج بعناية كبيرةٍ، مثل: طريقة دراسة حالة، وطريقة المسح، وغيرها.
  • المنهج الاستنباطيّ: يُعنى هذا المنهج بالوصول إلى نتائج، وقضايا مُحدَّدة، عبر انتقال الذهن من قضايا مُسلَّمٍ بها، دون اللجوء إلى التجارب، وإنما من خلال المنطق.

و للتعرف على أنواع مناهج البحث العلمي يمكنك قراءة المقال أنواع مناهج البحث العلمي

أنواع البحث العلمي

يُمكن تقسيم البحوث تبعاً إلى طبيعتها والدوافع لإجرائها إلى نوعين رئيسيين وهما:[٧]

  • البحوث الأساسيّة أو البحثيّة، وتُسمّى أحياناً بالبحوث النظريّة.
  • البحوث التطبيقيّة.

كما يُمكن تقسيمها تبعاً للمناهج والأساليب المستخدمة في إجرائها إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسيّةٍ، وهي:[٧]

  • بحوث تاريخيّة.
  • بحوث وصفيّة.
  • بحوث تجريبيّة.

للتعرف أكثر على أنواع البحث العلمية يمكنك قراءة المقال أنواع البحوث العلمية

خطوات البحث العلمي

يجب أن يمتاز الباحث الجيد بالموضوعية لتجنُّب الوقوع بالخطأ، والتحيزات الشخصية التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور نتائج مزيفة وغير حقيقية، فلذلك تحتاج عملية البحث العلمي بأكملها بدءاً من تحديد سؤال البحث إلى استخلاص النتائج الى أن يفكر الباحث بشكلٍ نقدي ويعالج القضايا بطريقةٍ منظمة؛ مما يمكنه من تأكيد أو إعادة تقييم النظريات الموجودة، أو تطوير نظريات جديدة تماماً، وذلك عن طريق البحث العلمي بتحديد موضوع البحث وطرح السؤال البحثي، ثم التأكد فيما إذا تمت الإجابة عنه أم لا، وذلك من خلال قراءة مقالات وأبحاث علمية لعلماءٍ آخرين، والتي يمكن العثور عليها من خلال قواعد بيانات البحوث أو المجلات العلمية التي تنشر مقالاتٍ أكاديمية على الإنترنت، ليكون الباحث بذلك قد اطلع على الموضوع بشكلٍ أوسع واستطاع تضييق عملية البحث.[٨]

لا بدَّ من جمع المعلومات البحثية ليتم وضع الفرضية والتي تَشكّل الاعتقاد والتَوقع المُسبق لنتائِج تجربةٍ مُعينة بناءً على المعلومات التي تَم جمعها سابقاً، ثم إجراء التجربة لجمع البيانات المطلوبة للتأكد من الفرضية، وتَسجيل وتَجميع المُلاحظات التي تم الحُصول عليها من التجربة، لتبدأ عملية تحليل النتائج ومَعرفة فيما إذا كانت الفرضية الصحيحة؛ وذلك باستخدام الطرق الإحصائية المختلفة، ووضع نتيجة نهائية للتجربة، ومقارنتها مع الفرضية الأصلية، أو النتائج التي تم الحصول عليها من تجارب العلماء الآخرين، وفي النهاية عرض النتائج، وشرحها، وكيفية الاستفادة منها، ووضع التوصيات والاقتراحات المستقبلية.[٨]

للتعرف أكثر على خطوات البحث العلمي بالترتيب يمكنك قراءة المقال خطوات البحث العلمي بالترتيب

فيديو خصائص البحث العلمي وعناصره

للتعرف على خصائص البحث العلمي وعناصره شاهد الفيديو:

المراجع

  1. سعيد سالم الحنكي (2006م)، مجالات البحث العلميّ الأمنيّ في ظلّ إدارة الجودة الشاملة، الشارقة: جامعة الشارقة، صفحة 27. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت خلود محمد الشواف (1434/1435هـ)، مفهوم البحث العلميّ والبحث التربويّ، السعوديّة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة، صفحة 6،8. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ربحي عليان، عثمان غنيم (2000)، مناهج وأساليب البحث العلمي – النظرية والتطبيق (الطبعة الأولى)، عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع، صفحة 20, 21, 22. بتصرّف.
  4. “أهداف البحث العلمي وأهميته”، www.bts-academy.com، 5-12-2017، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2020. بتصرّف.
  5. عدنان العساف، مقدمة في أصول البحث العلمي ومناهجه، صفحة 1, 2. بتصرّف.
  6. شؤون التطوير (2015/2016)، دليل الباحث في كتابة البحث وشكله، طرابلس- لبنان: جامعة الجنان، صفحة 4. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمد العبيدي، آلاء العبيدي (2010)، طرق البحث العلمي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار ديبونو للنشر والتوزيع، صفحة 62, 63. بتصرّف.
  8. ^ أ ب Matthew Schieltz (24-4-2017), “Steps & Procedures for Conducting Scientific Research”، www.sciencing.com, Retrieved 23-4-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

تعريف البحث العلمي

يُعَدُّ البحث العلميّ (بالإنجليزية: Scientific Research) منهجاً لوصف الوقائع عبر مجموعةٍ من المعايير التي تُساهم في نُموِّ المعرفة، وتجدر الإشارة إلى أنه اختلفت اتّجاهات الباحثين في ما يتعلَّق بتعريفه؛ وفقاً لميولهم، وقناعاتهم العلميّة، ومنها ما يأتي:[١]

  • عرَّفه (عبد الباسط خضر) على أنّه: “عمليّة فكريّة مُنظَّمة، يقوم بها شخصٌ يسمّى (الباحث)؛ من أجل تقصِّي الحقائق في مسألة، أو مشكلة مُعيَّنة تُسمّى (موضوع البحث)، باتّباع طريقة علميّة مُنظَّمة تُسمّى (منهج البحث)؛ بغية الوصول إلى حلولٍ ملائمة للعلاج، أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المُماثِلة تُسمَّى (نتائج البحث)”.
  • عرَّفه (محمد عناية) على أنّه: “التقصِّي المُنظَّم باتّباع اساليب ومناهج علميّة مُحدَّدة للحقائق العلميّة؛ بقصد التأكُّد من صحّتها، وتعديلها، أو إضافة معلوماتٍ جديدة لها”.
  • عرَّفه (فريدريك كيرلنجر (Fredrick Kerlinger)) على أنّه: “تقصٍّ تجريبيّ ناقد، ومُنظَّم، ومضبوط لافتراضاتٍ تُحدِّد طبيعة العلاقات بين مُتغيِّرات ظاهرةٍ مُعيَّنة”.[٢]

لوحظ وجود العديد من التعريفات لمفهوم البحث العلمي، إلّا أن جميع تلك التعريفات تشترك في عدّة نقاطٍ على النحو الآتي:[٢]

  • عدم اعتماد البحث العلمي على اتّباع الطرق غير العلمية كالخبرة، فهو يتّبع منهجاً وأسلوباً منظّماً في البحث.
  • يمتلك البحث العلمي القدرة على التكيُّف ضمن البيئة التي يتم دراستها وبالتالي القدرة على السيطرة عليها، فهو يهدف إلى زيادة معرفة الانسان وتوسيعها.
  • يهتم البحث العلمي باختبار جميع المعلومات التي يتوصّل إليها ويتحقق من صحّتها، ويُثبتها تجريبياً، وبعدها يتم نشرها وإعلانها.
  • يُستخدم البحث العلمي في مختلف المجالات سواءً التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمهنية، والمعرفية على حدٍّ سواء، فهو يشمل ميادين الحياة جميعها بمشكلاتها المختلفة.

يمكن تعريف البحث العلميّ اعتماداً على ما سبق على أنّه عمليّة مُخطَّطٌ لها، تتَّسم بالموضوعيّة، وتعتمد على مجموعةٍ من الخطوات؛ بهدف البحث في ظاهرةٍ معينة، ومعرفة الحقائق، والمبادئ اللازمة لاكتشاف حلولٍ تتعلَّق بالمشكلات، وفي المجالات جميعها.[٢]

تطور مراحل البحث العلمي

اُستخدمت العديد من الطرق والأساليب المتنوّعة من أجل الوصول إلى المعرفة، وتُعدُّ تلك الوسائل بمثابة خطواتٍ تدلُّ على مراحل تطوّر البحث العلمي، ويمكن تقسيم المراحل وفقاً للآتي مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ تلك المراحل مرتبطةٌ معاً وغير منفصلة عن بعضها:[٣]

  • مرحلة الصدفة: تميّزت هذه المرحلة بعدم وجود أي اهتمامٍ للبحث عن أسباب الظواهر أو المشكلات، فقد تمّ نسب حدوث تلك الظواهر والمشاكل للصدفة.
  • مرحلة المحاولة والخطأ، والاعتماد على الخبرة: تميّزت هذه المرحلة بتكرار المحاولات إلى حين التوصّل إلى حلٍّ للمشكلة التي يواجهها أيّ شخص، ومن ثم اكتساب الخبرة التي تساعده في حلِّ المشاكل البسيطة التي يمكن أن تواجهه في حياته.
  • مرحلة الاعتماد على السلطة والتقاليد: كان يتم الاعتماد على آراء وأفكار أصحاب السلطة من السياسيين ورجال الدين بغضِّ النظر عن صحتها خلال هذه المرحلة.
  • مرحلة التكهّن والتأمّل، والجدال، والحوار: تمّ التحرّر من قوّة السّلطة والتقاليد السائدة خلال هذه المرحلة؛ حيث أصبح الباحثين يعتمدون على الجدل، والنقاش، والمنطق للتوصّل إلى تفسير الظواهر وحلِّ ما يواجههم من مشاكل، وأهم ما يميّز هذه المرحلة ظهور التفكير الاستقرائي؛ الذي يتوصّل إلى المعرفة من خلال الانتقال من الأمثلة الجزئيّة إلى النتيجة النهائيّة، وظهور التفكير القياسي والذي يعتمد على الانتقال من المقدّمات إلى التوصّل إلى النتيجة النهائيّة.
  • مرحلة الطريقة العلمية: تمّ استخدام الطريقة العلمية في التوصّل إلى المعلومات في مجال العلوم الطبيعية بدايةً، ثمّ تمّ التوسّع في استخدامها لتشمل العلوم الانسانية والاجتماعية، ويتم تطبيق الطريقة العلمية بإجراء عددٍ من الخطوات وهي: وضع الفرضيات، وجمع بيانات، وعمل التجارب بهدف نفي أو تأييد الفرضيات الموضوعة اعتماداً على النتائج التي تمّ التوصّل إليها.

للتعرف أكثر على مراحل تطور البحث العلمي يمكنك قراءة المقال مراحل تطور البحث العلمي

أهداف البحث العلمي

تتعدَّد أهداف البحث العلمي، ويبين الآتي أبرز هذه الأهداف:[٤]

  • الوصف: يُعدُّ من أهم الاهداف، ويتم تحقيقه من خلال جمع معلوماتٍ حول ظاهرةٍ ما بما يُساعد الباحث على صياغة الفرضيات وتفسير الظاهرة بشكلٍ واقعيّ.
  • التنبؤ: يتم التركيز على هذا الهدف في البحث العلمي؛ فهو يُساعد على وضع تصوّراتٍ وتوقعاتٍ للتغيّرات التي من الممكن حدوثها مستقبلاً للظواهر المختلفة، وذلك بعد دراسة الظاهرة ودراسة الظروف التي قد تؤثر عليها.
  • التفسير: يُركّز هذا الهدف على شرح الظاهرة شرحاً وافياً، وبيان جميع الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها، ويوجد نوعان من الأبحاث بناءً على هذا الهدف وهي: أبحاث تفسيرية بحتة، والأبحاث التوضيحية التطبيقية.
  • التقويم: يُركّز هذا الهدف على تقويم أيّ ظاهرةٍ يتم دراستها.
  • الدحض والتنفيد يأتي هذا الهدف بعد إجراء عددٍ من التجارب حول أيّ ظاهرة؛ حيث يؤيد الباحث النظرية ويؤكد صحّتها، أو قد يرفضها بسبب ثبات عدم صحّتها.
  • التثبّت: يُقصد بهذا الهدف أن يتأكد الباحث من صحة أبحاثٍ سابقة لنفس موضوع الدراسة أو نفي صحّتها بأخذ عِدّة عيّناتٍ دراسية وضمن بيئة مختلفة عن بيئته التي اختارها لإجراء دراسته.
  • إيجاد معرفة عصرية: يُعدُّ من الاهداف المهمَّة، وهو يُشير إلى سعي الباحث للتوصّل إلى معلوماتٍ ومعرفة جديدةٍ تُفيد في تطوّر العلم وتقدّمه.
  • التحكم والضبط: يأتي هذا الهدف بعد دراسة أيّ ظاهرةٍ والتأكّد منها؛ حيث يستعين الباحث بمجموعةٍ من الأدوات التي تُساعده في ضبط دراسته والتحكّم بها.

أهمية كتابة البحث العلمي

يتم إجراء البحوث لسببٍ أو أكثر من الأسباب الآتية:[٣]

  • الاهتمام بتطوير المجتمع وخدمته.
  • الاهتمام في اكتشاف ما هو مجهول، والتوصّل إلى معلوماتٍ جديدة.
  • السعي إلى التوصّل لحلِّ مسائل غير محلولة.
  • تقديم البحث كمتطلّبٍ للحصول على درجة الدكتوراه، أو الماجستير.
  • اهتمام المؤسسات بإجراء الدراسات والبحوث التي تساهم في توسعِّها وتطورها.
  • التأكّد من نتائج بحوث سابقة بسبب الشكِّ في نتائجها.
  • شعور الباحث بالمتعة عند حلِّ المشاكل التي تواجهه أو تواجه الآخرين، أو عند إنجازه لعملٍ مفيدٍ له ولغيره بإبداع.

للتعرف أكثر على أهمية البحث العلمي يمكنك قراءة المقال أهمية البحث العلمي

خصائص البحث العلمي

يتَّصف البحث العلمي بعددٍ من الخصائص؛ التي تجعل منه بحثاً مُحكماً وشاملاً، ويبين الآتي أهمها:[٥]

  • العمق، والتحليل، والنقد، وسرد المعلومات بعد الإجابة عن عددٍ من الأسئلة مثل: لماذا؟، كيف؟، إذن ماذا؟، وغيرها من الأسئلة التي يتم طرحها أثناء إجراء بالبحث.
  • إبراز استقلالية الباحث في طرح المعلومات، والتوصّل إلى كل ما هو جديد، وسعيه لحلِّ مشكلات البحث، ويكون ذلك من خلال طرح أفكاره الخاصة بلغته، وتجنّب النقل الحرفي للمعلومات وغيرها من الأمور.
  • الموضوعيّة؛ وهي تتمثّل في عددٍ من الأمور منها: البعد عن التحيّز والعواطف عند طرح الأفكار، والنظر للموضوع بنظرة محايدة، وطرح أدلّة عقلية تعتمد على الإقناع العقلي.
  • الاستقصاء؛ فالبحث العلمي يهتم بدراسة المشكلة أو الظاهرة بكافّة مفاهيمها وجوانبها بشموليّة وبشكلٍ دقيقٍ.
  • اتّباع مناهج البحث العلمي، وأهمّها المنهج الوصفي، والاستقرائي، والتحليلي، والنقلي.
  • التوثيق؛ حيث يتم إسناد المعلومات الواردة في البحث إلى مصدرها ومرجعها، مع الاهتمام في تنويع المراجع المستخدمة.
  • الدقّة والجديّة.
  • الوضوح والبساطة.
  • التناسق؛ حيث يتم كتابة البحث باتّباع وتيرة متناسقة على جميع أجزائه.
  • تجنّب تكرار المعلومات.
  • شرح المعلومات التي يتم كتابتها وتعريفها بالاعتماد على المراجع الأصليّة التي أُخذت منها.
  • الاهتمام بأساليب الكتابة والتعبير، والقواعد المُتّبعة في الكتابات الأكاديميّة، وعلامات الترقيم، والإملاء.

مناهج البحث العلمي

تتنوَّع مناهج البحث العلميّ بتنوع المجالات العلمية وتعدُّد الموضوعات على النحو الآتي:[٦]

  • المنهج التجريبيّ: يستند الباحث في هذا المنهج إلى التحكُّم بالمُتغيِّرات، والعوامل التي كوَّنت الظاهرة جميعها، ما عدا مُتغيِّرٍ واحدٍ يتمّ إخضاعه للتغيير، والتبديل؛ بهدف قياس نتائج ذلك الأمر على الاتّجاهات الخاصّة بالظاهرة.
  • المنهج الاستقرائيّ: يهتمّ هذا المنهج بدراسة الأفراد الذين يشملهم البحث دراسةً جزئيّة، أو كلّية؛ وصولاً إلى حُكمٍ عام.
  • المنهج الوثائقيّ: يهتمّ هذا المنهج بالبحث عن الوثائق، ودراستها؛ لأنّها تُعَدُّ مرآةً للأحداث التي جرت في الماضي، ويمكن تسمية هذا المنهج أيضاً بالمنهج النقليّ، أو التاريخيّ.
  • المنهج الوصفيّ التحليليّ: يهتمّ هذا المنهج بوصف ظاهرةٍ ما، وصولاً إلى أسبابها، والعوامل التي تؤثِّر فيها، واستخراج النتائج، وتعميمها؛ ويتمّ استخدام العديد من الطرق في هذا المنهج؛ التي تتطلب جهد الباحث، وخبرته، ويتمّ تفسير النتائج بعناية كبيرةٍ، مثل: طريقة دراسة حالة، وطريقة المسح، وغيرها.
  • المنهج الاستنباطيّ: يُعنى هذا المنهج بالوصول إلى نتائج، وقضايا مُحدَّدة، عبر انتقال الذهن من قضايا مُسلَّمٍ بها، دون اللجوء إلى التجارب، وإنما من خلال المنطق.

و للتعرف على أنواع مناهج البحث العلمي يمكنك قراءة المقال أنواع مناهج البحث العلمي

أنواع البحث العلمي

يُمكن تقسيم البحوث تبعاً إلى طبيعتها والدوافع لإجرائها إلى نوعين رئيسيين وهما:[٧]

  • البحوث الأساسيّة أو البحثيّة، وتُسمّى أحياناً بالبحوث النظريّة.
  • البحوث التطبيقيّة.

كما يُمكن تقسيمها تبعاً للمناهج والأساليب المستخدمة في إجرائها إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسيّةٍ، وهي:[٧]

  • بحوث تاريخيّة.
  • بحوث وصفيّة.
  • بحوث تجريبيّة.

للتعرف أكثر على أنواع البحث العلمية يمكنك قراءة المقال أنواع البحوث العلمية

خطوات البحث العلمي

يجب أن يمتاز الباحث الجيد بالموضوعية لتجنُّب الوقوع بالخطأ، والتحيزات الشخصية التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور نتائج مزيفة وغير حقيقية، فلذلك تحتاج عملية البحث العلمي بأكملها بدءاً من تحديد سؤال البحث إلى استخلاص النتائج الى أن يفكر الباحث بشكلٍ نقدي ويعالج القضايا بطريقةٍ منظمة؛ مما يمكنه من تأكيد أو إعادة تقييم النظريات الموجودة، أو تطوير نظريات جديدة تماماً، وذلك عن طريق البحث العلمي بتحديد موضوع البحث وطرح السؤال البحثي، ثم التأكد فيما إذا تمت الإجابة عنه أم لا، وذلك من خلال قراءة مقالات وأبحاث علمية لعلماءٍ آخرين، والتي يمكن العثور عليها من خلال قواعد بيانات البحوث أو المجلات العلمية التي تنشر مقالاتٍ أكاديمية على الإنترنت، ليكون الباحث بذلك قد اطلع على الموضوع بشكلٍ أوسع واستطاع تضييق عملية البحث.[٨]

لا بدَّ من جمع المعلومات البحثية ليتم وضع الفرضية والتي تَشكّل الاعتقاد والتَوقع المُسبق لنتائِج تجربةٍ مُعينة بناءً على المعلومات التي تَم جمعها سابقاً، ثم إجراء التجربة لجمع البيانات المطلوبة للتأكد من الفرضية، وتَسجيل وتَجميع المُلاحظات التي تم الحُصول عليها من التجربة، لتبدأ عملية تحليل النتائج ومَعرفة فيما إذا كانت الفرضية الصحيحة؛ وذلك باستخدام الطرق الإحصائية المختلفة، ووضع نتيجة نهائية للتجربة، ومقارنتها مع الفرضية الأصلية، أو النتائج التي تم الحصول عليها من تجارب العلماء الآخرين، وفي النهاية عرض النتائج، وشرحها، وكيفية الاستفادة منها، ووضع التوصيات والاقتراحات المستقبلية.[٨]

للتعرف أكثر على خطوات البحث العلمي بالترتيب يمكنك قراءة المقال خطوات البحث العلمي بالترتيب

فيديو خصائص البحث العلمي وعناصره

للتعرف على خصائص البحث العلمي وعناصره شاهد الفيديو:

المراجع

  1. سعيد سالم الحنكي (2006م)، مجالات البحث العلميّ الأمنيّ في ظلّ إدارة الجودة الشاملة، الشارقة: جامعة الشارقة، صفحة 27. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت خلود محمد الشواف (1434/1435هـ)، مفهوم البحث العلميّ والبحث التربويّ، السعوديّة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة، صفحة 6،8. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ربحي عليان، عثمان غنيم (2000)، مناهج وأساليب البحث العلمي – النظرية والتطبيق (الطبعة الأولى)، عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع، صفحة 20, 21, 22. بتصرّف.
  4. “أهداف البحث العلمي وأهميته”، www.bts-academy.com، 5-12-2017، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2020. بتصرّف.
  5. عدنان العساف، مقدمة في أصول البحث العلمي ومناهجه، صفحة 1, 2. بتصرّف.
  6. شؤون التطوير (2015/2016)، دليل الباحث في كتابة البحث وشكله، طرابلس- لبنان: جامعة الجنان، صفحة 4. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمد العبيدي، آلاء العبيدي (2010)، طرق البحث العلمي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار ديبونو للنشر والتوزيع، صفحة 62, 63. بتصرّف.
  8. ^ أ ب Matthew Schieltz (24-4-2017), “Steps & Procedures for Conducting Scientific Research”، www.sciencing.com, Retrieved 23-4-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف البحث العلمي

يُعَدُّ البحث العلميّ (بالإنجليزية: Scientific Research) منهجاً لوصف الوقائع عبر مجموعةٍ من المعايير التي تُساهم في نُموِّ المعرفة، وتجدر الإشارة إلى أنه اختلفت اتّجاهات الباحثين في ما يتعلَّق بتعريفه؛ وفقاً لميولهم، وقناعاتهم العلميّة، ومنها ما يأتي:[١]

  • عرَّفه (عبد الباسط خضر) على أنّه: “عمليّة فكريّة مُنظَّمة، يقوم بها شخصٌ يسمّى (الباحث)؛ من أجل تقصِّي الحقائق في مسألة، أو مشكلة مُعيَّنة تُسمّى (موضوع البحث)، باتّباع طريقة علميّة مُنظَّمة تُسمّى (منهج البحث)؛ بغية الوصول إلى حلولٍ ملائمة للعلاج، أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المُماثِلة تُسمَّى (نتائج البحث)”.
  • عرَّفه (محمد عناية) على أنّه: “التقصِّي المُنظَّم باتّباع اساليب ومناهج علميّة مُحدَّدة للحقائق العلميّة؛ بقصد التأكُّد من صحّتها، وتعديلها، أو إضافة معلوماتٍ جديدة لها”.
  • عرَّفه (فريدريك كيرلنجر (Fredrick Kerlinger)) على أنّه: “تقصٍّ تجريبيّ ناقد، ومُنظَّم، ومضبوط لافتراضاتٍ تُحدِّد طبيعة العلاقات بين مُتغيِّرات ظاهرةٍ مُعيَّنة”.[٢]

لوحظ وجود العديد من التعريفات لمفهوم البحث العلمي، إلّا أن جميع تلك التعريفات تشترك في عدّة نقاطٍ على النحو الآتي:[٢]

  • عدم اعتماد البحث العلمي على اتّباع الطرق غير العلمية كالخبرة، فهو يتّبع منهجاً وأسلوباً منظّماً في البحث.
  • يمتلك البحث العلمي القدرة على التكيُّف ضمن البيئة التي يتم دراستها وبالتالي القدرة على السيطرة عليها، فهو يهدف إلى زيادة معرفة الانسان وتوسيعها.
  • يهتم البحث العلمي باختبار جميع المعلومات التي يتوصّل إليها ويتحقق من صحّتها، ويُثبتها تجريبياً، وبعدها يتم نشرها وإعلانها.
  • يُستخدم البحث العلمي في مختلف المجالات سواءً التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمهنية، والمعرفية على حدٍّ سواء، فهو يشمل ميادين الحياة جميعها بمشكلاتها المختلفة.

يمكن تعريف البحث العلميّ اعتماداً على ما سبق على أنّه عمليّة مُخطَّطٌ لها، تتَّسم بالموضوعيّة، وتعتمد على مجموعةٍ من الخطوات؛ بهدف البحث في ظاهرةٍ معينة، ومعرفة الحقائق، والمبادئ اللازمة لاكتشاف حلولٍ تتعلَّق بالمشكلات، وفي المجالات جميعها.[٢]

تطور مراحل البحث العلمي

اُستخدمت العديد من الطرق والأساليب المتنوّعة من أجل الوصول إلى المعرفة، وتُعدُّ تلك الوسائل بمثابة خطواتٍ تدلُّ على مراحل تطوّر البحث العلمي، ويمكن تقسيم المراحل وفقاً للآتي مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ تلك المراحل مرتبطةٌ معاً وغير منفصلة عن بعضها:[٣]

  • مرحلة الصدفة: تميّزت هذه المرحلة بعدم وجود أي اهتمامٍ للبحث عن أسباب الظواهر أو المشكلات، فقد تمّ نسب حدوث تلك الظواهر والمشاكل للصدفة.
  • مرحلة المحاولة والخطأ، والاعتماد على الخبرة: تميّزت هذه المرحلة بتكرار المحاولات إلى حين التوصّل إلى حلٍّ للمشكلة التي يواجهها أيّ شخص، ومن ثم اكتساب الخبرة التي تساعده في حلِّ المشاكل البسيطة التي يمكن أن تواجهه في حياته.
  • مرحلة الاعتماد على السلطة والتقاليد: كان يتم الاعتماد على آراء وأفكار أصحاب السلطة من السياسيين ورجال الدين بغضِّ النظر عن صحتها خلال هذه المرحلة.
  • مرحلة التكهّن والتأمّل، والجدال، والحوار: تمّ التحرّر من قوّة السّلطة والتقاليد السائدة خلال هذه المرحلة؛ حيث أصبح الباحثين يعتمدون على الجدل، والنقاش، والمنطق للتوصّل إلى تفسير الظواهر وحلِّ ما يواجههم من مشاكل، وأهم ما يميّز هذه المرحلة ظهور التفكير الاستقرائي؛ الذي يتوصّل إلى المعرفة من خلال الانتقال من الأمثلة الجزئيّة إلى النتيجة النهائيّة، وظهور التفكير القياسي والذي يعتمد على الانتقال من المقدّمات إلى التوصّل إلى النتيجة النهائيّة.
  • مرحلة الطريقة العلمية: تمّ استخدام الطريقة العلمية في التوصّل إلى المعلومات في مجال العلوم الطبيعية بدايةً، ثمّ تمّ التوسّع في استخدامها لتشمل العلوم الانسانية والاجتماعية، ويتم تطبيق الطريقة العلمية بإجراء عددٍ من الخطوات وهي: وضع الفرضيات، وجمع بيانات، وعمل التجارب بهدف نفي أو تأييد الفرضيات الموضوعة اعتماداً على النتائج التي تمّ التوصّل إليها.

للتعرف أكثر على مراحل تطور البحث العلمي يمكنك قراءة المقال مراحل تطور البحث العلمي

أهداف البحث العلمي

تتعدَّد أهداف البحث العلمي، ويبين الآتي أبرز هذه الأهداف:[٤]

  • الوصف: يُعدُّ من أهم الاهداف، ويتم تحقيقه من خلال جمع معلوماتٍ حول ظاهرةٍ ما بما يُساعد الباحث على صياغة الفرضيات وتفسير الظاهرة بشكلٍ واقعيّ.
  • التنبؤ: يتم التركيز على هذا الهدف في البحث العلمي؛ فهو يُساعد على وضع تصوّراتٍ وتوقعاتٍ للتغيّرات التي من الممكن حدوثها مستقبلاً للظواهر المختلفة، وذلك بعد دراسة الظاهرة ودراسة الظروف التي قد تؤثر عليها.
  • التفسير: يُركّز هذا الهدف على شرح الظاهرة شرحاً وافياً، وبيان جميع الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها، ويوجد نوعان من الأبحاث بناءً على هذا الهدف وهي: أبحاث تفسيرية بحتة، والأبحاث التوضيحية التطبيقية.
  • التقويم: يُركّز هذا الهدف على تقويم أيّ ظاهرةٍ يتم دراستها.
  • الدحض والتنفيد يأتي هذا الهدف بعد إجراء عددٍ من التجارب حول أيّ ظاهرة؛ حيث يؤيد الباحث النظرية ويؤكد صحّتها، أو قد يرفضها بسبب ثبات عدم صحّتها.
  • التثبّت: يُقصد بهذا الهدف أن يتأكد الباحث من صحة أبحاثٍ سابقة لنفس موضوع الدراسة أو نفي صحّتها بأخذ عِدّة عيّناتٍ دراسية وضمن بيئة مختلفة عن بيئته التي اختارها لإجراء دراسته.
  • إيجاد معرفة عصرية: يُعدُّ من الاهداف المهمَّة، وهو يُشير إلى سعي الباحث للتوصّل إلى معلوماتٍ ومعرفة جديدةٍ تُفيد في تطوّر العلم وتقدّمه.
  • التحكم والضبط: يأتي هذا الهدف بعد دراسة أيّ ظاهرةٍ والتأكّد منها؛ حيث يستعين الباحث بمجموعةٍ من الأدوات التي تُساعده في ضبط دراسته والتحكّم بها.

أهمية كتابة البحث العلمي

يتم إجراء البحوث لسببٍ أو أكثر من الأسباب الآتية:[٣]

  • الاهتمام بتطوير المجتمع وخدمته.
  • الاهتمام في اكتشاف ما هو مجهول، والتوصّل إلى معلوماتٍ جديدة.
  • السعي إلى التوصّل لحلِّ مسائل غير محلولة.
  • تقديم البحث كمتطلّبٍ للحصول على درجة الدكتوراه، أو الماجستير.
  • اهتمام المؤسسات بإجراء الدراسات والبحوث التي تساهم في توسعِّها وتطورها.
  • التأكّد من نتائج بحوث سابقة بسبب الشكِّ في نتائجها.
  • شعور الباحث بالمتعة عند حلِّ المشاكل التي تواجهه أو تواجه الآخرين، أو عند إنجازه لعملٍ مفيدٍ له ولغيره بإبداع.

للتعرف أكثر على أهمية البحث العلمي يمكنك قراءة المقال أهمية البحث العلمي

خصائص البحث العلمي

يتَّصف البحث العلمي بعددٍ من الخصائص؛ التي تجعل منه بحثاً مُحكماً وشاملاً، ويبين الآتي أهمها:[٥]

  • العمق، والتحليل، والنقد، وسرد المعلومات بعد الإجابة عن عددٍ من الأسئلة مثل: لماذا؟، كيف؟، إذن ماذا؟، وغيرها من الأسئلة التي يتم طرحها أثناء إجراء بالبحث.
  • إبراز استقلالية الباحث في طرح المعلومات، والتوصّل إلى كل ما هو جديد، وسعيه لحلِّ مشكلات البحث، ويكون ذلك من خلال طرح أفكاره الخاصة بلغته، وتجنّب النقل الحرفي للمعلومات وغيرها من الأمور.
  • الموضوعيّة؛ وهي تتمثّل في عددٍ من الأمور منها: البعد عن التحيّز والعواطف عند طرح الأفكار، والنظر للموضوع بنظرة محايدة، وطرح أدلّة عقلية تعتمد على الإقناع العقلي.
  • الاستقصاء؛ فالبحث العلمي يهتم بدراسة المشكلة أو الظاهرة بكافّة مفاهيمها وجوانبها بشموليّة وبشكلٍ دقيقٍ.
  • اتّباع مناهج البحث العلمي، وأهمّها المنهج الوصفي، والاستقرائي، والتحليلي، والنقلي.
  • التوثيق؛ حيث يتم إسناد المعلومات الواردة في البحث إلى مصدرها ومرجعها، مع الاهتمام في تنويع المراجع المستخدمة.
  • الدقّة والجديّة.
  • الوضوح والبساطة.
  • التناسق؛ حيث يتم كتابة البحث باتّباع وتيرة متناسقة على جميع أجزائه.
  • تجنّب تكرار المعلومات.
  • شرح المعلومات التي يتم كتابتها وتعريفها بالاعتماد على المراجع الأصليّة التي أُخذت منها.
  • الاهتمام بأساليب الكتابة والتعبير، والقواعد المُتّبعة في الكتابات الأكاديميّة، وعلامات الترقيم، والإملاء.

مناهج البحث العلمي

تتنوَّع مناهج البحث العلميّ بتنوع المجالات العلمية وتعدُّد الموضوعات على النحو الآتي:[٦]

  • المنهج التجريبيّ: يستند الباحث في هذا المنهج إلى التحكُّم بالمُتغيِّرات، والعوامل التي كوَّنت الظاهرة جميعها، ما عدا مُتغيِّرٍ واحدٍ يتمّ إخضاعه للتغيير، والتبديل؛ بهدف قياس نتائج ذلك الأمر على الاتّجاهات الخاصّة بالظاهرة.
  • المنهج الاستقرائيّ: يهتمّ هذا المنهج بدراسة الأفراد الذين يشملهم البحث دراسةً جزئيّة، أو كلّية؛ وصولاً إلى حُكمٍ عام.
  • المنهج الوثائقيّ: يهتمّ هذا المنهج بالبحث عن الوثائق، ودراستها؛ لأنّها تُعَدُّ مرآةً للأحداث التي جرت في الماضي، ويمكن تسمية هذا المنهج أيضاً بالمنهج النقليّ، أو التاريخيّ.
  • المنهج الوصفيّ التحليليّ: يهتمّ هذا المنهج بوصف ظاهرةٍ ما، وصولاً إلى أسبابها، والعوامل التي تؤثِّر فيها، واستخراج النتائج، وتعميمها؛ ويتمّ استخدام العديد من الطرق في هذا المنهج؛ التي تتطلب جهد الباحث، وخبرته، ويتمّ تفسير النتائج بعناية كبيرةٍ، مثل: طريقة دراسة حالة، وطريقة المسح، وغيرها.
  • المنهج الاستنباطيّ: يُعنى هذا المنهج بالوصول إلى نتائج، وقضايا مُحدَّدة، عبر انتقال الذهن من قضايا مُسلَّمٍ بها، دون اللجوء إلى التجارب، وإنما من خلال المنطق.

و للتعرف على أنواع مناهج البحث العلمي يمكنك قراءة المقال أنواع مناهج البحث العلمي

أنواع البحث العلمي

يُمكن تقسيم البحوث تبعاً إلى طبيعتها والدوافع لإجرائها إلى نوعين رئيسيين وهما:[٧]

  • البحوث الأساسيّة أو البحثيّة، وتُسمّى أحياناً بالبحوث النظريّة.
  • البحوث التطبيقيّة.

كما يُمكن تقسيمها تبعاً للمناهج والأساليب المستخدمة في إجرائها إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسيّةٍ، وهي:[٧]

  • بحوث تاريخيّة.
  • بحوث وصفيّة.
  • بحوث تجريبيّة.

للتعرف أكثر على أنواع البحث العلمية يمكنك قراءة المقال أنواع البحوث العلمية

خطوات البحث العلمي

يجب أن يمتاز الباحث الجيد بالموضوعية لتجنُّب الوقوع بالخطأ، والتحيزات الشخصية التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور نتائج مزيفة وغير حقيقية، فلذلك تحتاج عملية البحث العلمي بأكملها بدءاً من تحديد سؤال البحث إلى استخلاص النتائج الى أن يفكر الباحث بشكلٍ نقدي ويعالج القضايا بطريقةٍ منظمة؛ مما يمكنه من تأكيد أو إعادة تقييم النظريات الموجودة، أو تطوير نظريات جديدة تماماً، وذلك عن طريق البحث العلمي بتحديد موضوع البحث وطرح السؤال البحثي، ثم التأكد فيما إذا تمت الإجابة عنه أم لا، وذلك من خلال قراءة مقالات وأبحاث علمية لعلماءٍ آخرين، والتي يمكن العثور عليها من خلال قواعد بيانات البحوث أو المجلات العلمية التي تنشر مقالاتٍ أكاديمية على الإنترنت، ليكون الباحث بذلك قد اطلع على الموضوع بشكلٍ أوسع واستطاع تضييق عملية البحث.[٨]

لا بدَّ من جمع المعلومات البحثية ليتم وضع الفرضية والتي تَشكّل الاعتقاد والتَوقع المُسبق لنتائِج تجربةٍ مُعينة بناءً على المعلومات التي تَم جمعها سابقاً، ثم إجراء التجربة لجمع البيانات المطلوبة للتأكد من الفرضية، وتَسجيل وتَجميع المُلاحظات التي تم الحُصول عليها من التجربة، لتبدأ عملية تحليل النتائج ومَعرفة فيما إذا كانت الفرضية الصحيحة؛ وذلك باستخدام الطرق الإحصائية المختلفة، ووضع نتيجة نهائية للتجربة، ومقارنتها مع الفرضية الأصلية، أو النتائج التي تم الحصول عليها من تجارب العلماء الآخرين، وفي النهاية عرض النتائج، وشرحها، وكيفية الاستفادة منها، ووضع التوصيات والاقتراحات المستقبلية.[٨]

للتعرف أكثر على خطوات البحث العلمي بالترتيب يمكنك قراءة المقال خطوات البحث العلمي بالترتيب

فيديو خصائص البحث العلمي وعناصره

للتعرف على خصائص البحث العلمي وعناصره شاهد الفيديو:

المراجع

  1. سعيد سالم الحنكي (2006م)، مجالات البحث العلميّ الأمنيّ في ظلّ إدارة الجودة الشاملة، الشارقة: جامعة الشارقة، صفحة 27. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت خلود محمد الشواف (1434/1435هـ)، مفهوم البحث العلميّ والبحث التربويّ، السعوديّة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة، صفحة 6،8. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ربحي عليان، عثمان غنيم (2000)، مناهج وأساليب البحث العلمي – النظرية والتطبيق (الطبعة الأولى)، عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع، صفحة 20, 21, 22. بتصرّف.
  4. “أهداف البحث العلمي وأهميته”، www.bts-academy.com، 5-12-2017، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2020. بتصرّف.
  5. عدنان العساف، مقدمة في أصول البحث العلمي ومناهجه، صفحة 1, 2. بتصرّف.
  6. شؤون التطوير (2015/2016)، دليل الباحث في كتابة البحث وشكله، طرابلس- لبنان: جامعة الجنان، صفحة 4. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمد العبيدي، آلاء العبيدي (2010)، طرق البحث العلمي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار ديبونو للنشر والتوزيع، صفحة 62, 63. بتصرّف.
  8. ^ أ ب Matthew Schieltz (24-4-2017), “Steps & Procedures for Conducting Scientific Research”، www.sciencing.com, Retrieved 23-4-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تعريف البحث العلمي

يُعَدُّ البحث العلميّ (بالإنجليزية: Scientific Research) منهجاً لوصف الوقائع عبر مجموعةٍ من المعايير التي تُساهم في نُموِّ المعرفة، وتجدر الإشارة إلى أنه اختلفت اتّجاهات الباحثين في ما يتعلَّق بتعريفه؛ وفقاً لميولهم، وقناعاتهم العلميّة، ومنها ما يأتي:[١]

  • عرَّفه (عبد الباسط خضر) على أنّه: “عمليّة فكريّة مُنظَّمة، يقوم بها شخصٌ يسمّى (الباحث)؛ من أجل تقصِّي الحقائق في مسألة، أو مشكلة مُعيَّنة تُسمّى (موضوع البحث)، باتّباع طريقة علميّة مُنظَّمة تُسمّى (منهج البحث)؛ بغية الوصول إلى حلولٍ ملائمة للعلاج، أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المُماثِلة تُسمَّى (نتائج البحث)”.
  • عرَّفه (محمد عناية) على أنّه: “التقصِّي المُنظَّم باتّباع اساليب ومناهج علميّة مُحدَّدة للحقائق العلميّة؛ بقصد التأكُّد من صحّتها، وتعديلها، أو إضافة معلوماتٍ جديدة لها”.
  • عرَّفه (فريدريك كيرلنجر (Fredrick Kerlinger)) على أنّه: “تقصٍّ تجريبيّ ناقد، ومُنظَّم، ومضبوط لافتراضاتٍ تُحدِّد طبيعة العلاقات بين مُتغيِّرات ظاهرةٍ مُعيَّنة”.[٢]

لوحظ وجود العديد من التعريفات لمفهوم البحث العلمي، إلّا أن جميع تلك التعريفات تشترك في عدّة نقاطٍ على النحو الآتي:[٢]

  • عدم اعتماد البحث العلمي على اتّباع الطرق غير العلمية كالخبرة، فهو يتّبع منهجاً وأسلوباً منظّماً في البحث.
  • يمتلك البحث العلمي القدرة على التكيُّف ضمن البيئة التي يتم دراستها وبالتالي القدرة على السيطرة عليها، فهو يهدف إلى زيادة معرفة الانسان وتوسيعها.
  • يهتم البحث العلمي باختبار جميع المعلومات التي يتوصّل إليها ويتحقق من صحّتها، ويُثبتها تجريبياً، وبعدها يتم نشرها وإعلانها.
  • يُستخدم البحث العلمي في مختلف المجالات سواءً التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمهنية، والمعرفية على حدٍّ سواء، فهو يشمل ميادين الحياة جميعها بمشكلاتها المختلفة.

يمكن تعريف البحث العلميّ اعتماداً على ما سبق على أنّه عمليّة مُخطَّطٌ لها، تتَّسم بالموضوعيّة، وتعتمد على مجموعةٍ من الخطوات؛ بهدف البحث في ظاهرةٍ معينة، ومعرفة الحقائق، والمبادئ اللازمة لاكتشاف حلولٍ تتعلَّق بالمشكلات، وفي المجالات جميعها.[٢]

تطور مراحل البحث العلمي

اُستخدمت العديد من الطرق والأساليب المتنوّعة من أجل الوصول إلى المعرفة، وتُعدُّ تلك الوسائل بمثابة خطواتٍ تدلُّ على مراحل تطوّر البحث العلمي، ويمكن تقسيم المراحل وفقاً للآتي مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ تلك المراحل مرتبطةٌ معاً وغير منفصلة عن بعضها:[٣]

  • مرحلة الصدفة: تميّزت هذه المرحلة بعدم وجود أي اهتمامٍ للبحث عن أسباب الظواهر أو المشكلات، فقد تمّ نسب حدوث تلك الظواهر والمشاكل للصدفة.
  • مرحلة المحاولة والخطأ، والاعتماد على الخبرة: تميّزت هذه المرحلة بتكرار المحاولات إلى حين التوصّل إلى حلٍّ للمشكلة التي يواجهها أيّ شخص، ومن ثم اكتساب الخبرة التي تساعده في حلِّ المشاكل البسيطة التي يمكن أن تواجهه في حياته.
  • مرحلة الاعتماد على السلطة والتقاليد: كان يتم الاعتماد على آراء وأفكار أصحاب السلطة من السياسيين ورجال الدين بغضِّ النظر عن صحتها خلال هذه المرحلة.
  • مرحلة التكهّن والتأمّل، والجدال، والحوار: تمّ التحرّر من قوّة السّلطة والتقاليد السائدة خلال هذه المرحلة؛ حيث أصبح الباحثين يعتمدون على الجدل، والنقاش، والمنطق للتوصّل إلى تفسير الظواهر وحلِّ ما يواجههم من مشاكل، وأهم ما يميّز هذه المرحلة ظهور التفكير الاستقرائي؛ الذي يتوصّل إلى المعرفة من خلال الانتقال من الأمثلة الجزئيّة إلى النتيجة النهائيّة، وظهور التفكير القياسي والذي يعتمد على الانتقال من المقدّمات إلى التوصّل إلى النتيجة النهائيّة.
  • مرحلة الطريقة العلمية: تمّ استخدام الطريقة العلمية في التوصّل إلى المعلومات في مجال العلوم الطبيعية بدايةً، ثمّ تمّ التوسّع في استخدامها لتشمل العلوم الانسانية والاجتماعية، ويتم تطبيق الطريقة العلمية بإجراء عددٍ من الخطوات وهي: وضع الفرضيات، وجمع بيانات، وعمل التجارب بهدف نفي أو تأييد الفرضيات الموضوعة اعتماداً على النتائج التي تمّ التوصّل إليها.

للتعرف أكثر على مراحل تطور البحث العلمي يمكنك قراءة المقال مراحل تطور البحث العلمي

أهداف البحث العلمي

تتعدَّد أهداف البحث العلمي، ويبين الآتي أبرز هذه الأهداف:[٤]

  • الوصف: يُعدُّ من أهم الاهداف، ويتم تحقيقه من خلال جمع معلوماتٍ حول ظاهرةٍ ما بما يُساعد الباحث على صياغة الفرضيات وتفسير الظاهرة بشكلٍ واقعيّ.
  • التنبؤ: يتم التركيز على هذا الهدف في البحث العلمي؛ فهو يُساعد على وضع تصوّراتٍ وتوقعاتٍ للتغيّرات التي من الممكن حدوثها مستقبلاً للظواهر المختلفة، وذلك بعد دراسة الظاهرة ودراسة الظروف التي قد تؤثر عليها.
  • التفسير: يُركّز هذا الهدف على شرح الظاهرة شرحاً وافياً، وبيان جميع الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها، ويوجد نوعان من الأبحاث بناءً على هذا الهدف وهي: أبحاث تفسيرية بحتة، والأبحاث التوضيحية التطبيقية.
  • التقويم: يُركّز هذا الهدف على تقويم أيّ ظاهرةٍ يتم دراستها.
  • الدحض والتنفيد يأتي هذا الهدف بعد إجراء عددٍ من التجارب حول أيّ ظاهرة؛ حيث يؤيد الباحث النظرية ويؤكد صحّتها، أو قد يرفضها بسبب ثبات عدم صحّتها.
  • التثبّت: يُقصد بهذا الهدف أن يتأكد الباحث من صحة أبحاثٍ سابقة لنفس موضوع الدراسة أو نفي صحّتها بأخذ عِدّة عيّناتٍ دراسية وضمن بيئة مختلفة عن بيئته التي اختارها لإجراء دراسته.
  • إيجاد معرفة عصرية: يُعدُّ من الاهداف المهمَّة، وهو يُشير إلى سعي الباحث للتوصّل إلى معلوماتٍ ومعرفة جديدةٍ تُفيد في تطوّر العلم وتقدّمه.
  • التحكم والضبط: يأتي هذا الهدف بعد دراسة أيّ ظاهرةٍ والتأكّد منها؛ حيث يستعين الباحث بمجموعةٍ من الأدوات التي تُساعده في ضبط دراسته والتحكّم بها.

أهمية كتابة البحث العلمي

يتم إجراء البحوث لسببٍ أو أكثر من الأسباب الآتية:[٣]

  • الاهتمام بتطوير المجتمع وخدمته.
  • الاهتمام في اكتشاف ما هو مجهول، والتوصّل إلى معلوماتٍ جديدة.
  • السعي إلى التوصّل لحلِّ مسائل غير محلولة.
  • تقديم البحث كمتطلّبٍ للحصول على درجة الدكتوراه، أو الماجستير.
  • اهتمام المؤسسات بإجراء الدراسات والبحوث التي تساهم في توسعِّها وتطورها.
  • التأكّد من نتائج بحوث سابقة بسبب الشكِّ في نتائجها.
  • شعور الباحث بالمتعة عند حلِّ المشاكل التي تواجهه أو تواجه الآخرين، أو عند إنجازه لعملٍ مفيدٍ له ولغيره بإبداع.

للتعرف أكثر على أهمية البحث العلمي يمكنك قراءة المقال أهمية البحث العلمي

خصائص البحث العلمي

يتَّصف البحث العلمي بعددٍ من الخصائص؛ التي تجعل منه بحثاً مُحكماً وشاملاً، ويبين الآتي أهمها:[٥]

  • العمق، والتحليل، والنقد، وسرد المعلومات بعد الإجابة عن عددٍ من الأسئلة مثل: لماذا؟، كيف؟، إذن ماذا؟، وغيرها من الأسئلة التي يتم طرحها أثناء إجراء بالبحث.
  • إبراز استقلالية الباحث في طرح المعلومات، والتوصّل إلى كل ما هو جديد، وسعيه لحلِّ مشكلات البحث، ويكون ذلك من خلال طرح أفكاره الخاصة بلغته، وتجنّب النقل الحرفي للمعلومات وغيرها من الأمور.
  • الموضوعيّة؛ وهي تتمثّل في عددٍ من الأمور منها: البعد عن التحيّز والعواطف عند طرح الأفكار، والنظر للموضوع بنظرة محايدة، وطرح أدلّة عقلية تعتمد على الإقناع العقلي.
  • الاستقصاء؛ فالبحث العلمي يهتم بدراسة المشكلة أو الظاهرة بكافّة مفاهيمها وجوانبها بشموليّة وبشكلٍ دقيقٍ.
  • اتّباع مناهج البحث العلمي، وأهمّها المنهج الوصفي، والاستقرائي، والتحليلي، والنقلي.
  • التوثيق؛ حيث يتم إسناد المعلومات الواردة في البحث إلى مصدرها ومرجعها، مع الاهتمام في تنويع المراجع المستخدمة.
  • الدقّة والجديّة.
  • الوضوح والبساطة.
  • التناسق؛ حيث يتم كتابة البحث باتّباع وتيرة متناسقة على جميع أجزائه.
  • تجنّب تكرار المعلومات.
  • شرح المعلومات التي يتم كتابتها وتعريفها بالاعتماد على المراجع الأصليّة التي أُخذت منها.
  • الاهتمام بأساليب الكتابة والتعبير، والقواعد المُتّبعة في الكتابات الأكاديميّة، وعلامات الترقيم، والإملاء.

مناهج البحث العلمي

تتنوَّع مناهج البحث العلميّ بتنوع المجالات العلمية وتعدُّد الموضوعات على النحو الآتي:[٦]

  • المنهج التجريبيّ: يستند الباحث في هذا المنهج إلى التحكُّم بالمُتغيِّرات، والعوامل التي كوَّنت الظاهرة جميعها، ما عدا مُتغيِّرٍ واحدٍ يتمّ إخضاعه للتغيير، والتبديل؛ بهدف قياس نتائج ذلك الأمر على الاتّجاهات الخاصّة بالظاهرة.
  • المنهج الاستقرائيّ: يهتمّ هذا المنهج بدراسة الأفراد الذين يشملهم البحث دراسةً جزئيّة، أو كلّية؛ وصولاً إلى حُكمٍ عام.
  • المنهج الوثائقيّ: يهتمّ هذا المنهج بالبحث عن الوثائق، ودراستها؛ لأنّها تُعَدُّ مرآةً للأحداث التي جرت في الماضي، ويمكن تسمية هذا المنهج أيضاً بالمنهج النقليّ، أو التاريخيّ.
  • المنهج الوصفيّ التحليليّ: يهتمّ هذا المنهج بوصف ظاهرةٍ ما، وصولاً إلى أسبابها، والعوامل التي تؤثِّر فيها، واستخراج النتائج، وتعميمها؛ ويتمّ استخدام العديد من الطرق في هذا المنهج؛ التي تتطلب جهد الباحث، وخبرته، ويتمّ تفسير النتائج بعناية كبيرةٍ، مثل: طريقة دراسة حالة، وطريقة المسح، وغيرها.
  • المنهج الاستنباطيّ: يُعنى هذا المنهج بالوصول إلى نتائج، وقضايا مُحدَّدة، عبر انتقال الذهن من قضايا مُسلَّمٍ بها، دون اللجوء إلى التجارب، وإنما من خلال المنطق.

و للتعرف على أنواع مناهج البحث العلمي يمكنك قراءة المقال أنواع مناهج البحث العلمي

أنواع البحث العلمي

يُمكن تقسيم البحوث تبعاً إلى طبيعتها والدوافع لإجرائها إلى نوعين رئيسيين وهما:[٧]

  • البحوث الأساسيّة أو البحثيّة، وتُسمّى أحياناً بالبحوث النظريّة.
  • البحوث التطبيقيّة.

كما يُمكن تقسيمها تبعاً للمناهج والأساليب المستخدمة في إجرائها إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسيّةٍ، وهي:[٧]

  • بحوث تاريخيّة.
  • بحوث وصفيّة.
  • بحوث تجريبيّة.

للتعرف أكثر على أنواع البحث العلمية يمكنك قراءة المقال أنواع البحوث العلمية

خطوات البحث العلمي

يجب أن يمتاز الباحث الجيد بالموضوعية لتجنُّب الوقوع بالخطأ، والتحيزات الشخصية التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور نتائج مزيفة وغير حقيقية، فلذلك تحتاج عملية البحث العلمي بأكملها بدءاً من تحديد سؤال البحث إلى استخلاص النتائج الى أن يفكر الباحث بشكلٍ نقدي ويعالج القضايا بطريقةٍ منظمة؛ مما يمكنه من تأكيد أو إعادة تقييم النظريات الموجودة، أو تطوير نظريات جديدة تماماً، وذلك عن طريق البحث العلمي بتحديد موضوع البحث وطرح السؤال البحثي، ثم التأكد فيما إذا تمت الإجابة عنه أم لا، وذلك من خلال قراءة مقالات وأبحاث علمية لعلماءٍ آخرين، والتي يمكن العثور عليها من خلال قواعد بيانات البحوث أو المجلات العلمية التي تنشر مقالاتٍ أكاديمية على الإنترنت، ليكون الباحث بذلك قد اطلع على الموضوع بشكلٍ أوسع واستطاع تضييق عملية البحث.[٨]

لا بدَّ من جمع المعلومات البحثية ليتم وضع الفرضية والتي تَشكّل الاعتقاد والتَوقع المُسبق لنتائِج تجربةٍ مُعينة بناءً على المعلومات التي تَم جمعها سابقاً، ثم إجراء التجربة لجمع البيانات المطلوبة للتأكد من الفرضية، وتَسجيل وتَجميع المُلاحظات التي تم الحُصول عليها من التجربة، لتبدأ عملية تحليل النتائج ومَعرفة فيما إذا كانت الفرضية الصحيحة؛ وذلك باستخدام الطرق الإحصائية المختلفة، ووضع نتيجة نهائية للتجربة، ومقارنتها مع الفرضية الأصلية، أو النتائج التي تم الحصول عليها من تجارب العلماء الآخرين، وفي النهاية عرض النتائج، وشرحها، وكيفية الاستفادة منها، ووضع التوصيات والاقتراحات المستقبلية.[٨]

للتعرف أكثر على خطوات البحث العلمي بالترتيب يمكنك قراءة المقال خطوات البحث العلمي بالترتيب

فيديو خصائص البحث العلمي وعناصره

للتعرف على خصائص البحث العلمي وعناصره شاهد الفيديو:

المراجع

  1. سعيد سالم الحنكي (2006م)، مجالات البحث العلميّ الأمنيّ في ظلّ إدارة الجودة الشاملة، الشارقة: جامعة الشارقة، صفحة 27. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت خلود محمد الشواف (1434/1435هـ)، مفهوم البحث العلميّ والبحث التربويّ، السعوديّة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة، صفحة 6،8. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ربحي عليان، عثمان غنيم (2000)، مناهج وأساليب البحث العلمي – النظرية والتطبيق (الطبعة الأولى)، عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع، صفحة 20, 21, 22. بتصرّف.
  4. “أهداف البحث العلمي وأهميته”، www.bts-academy.com، 5-12-2017، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2020. بتصرّف.
  5. عدنان العساف، مقدمة في أصول البحث العلمي ومناهجه، صفحة 1, 2. بتصرّف.
  6. شؤون التطوير (2015/2016)، دليل الباحث في كتابة البحث وشكله، طرابلس- لبنان: جامعة الجنان، صفحة 4. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمد العبيدي، آلاء العبيدي (2010)، طرق البحث العلمي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار ديبونو للنشر والتوزيع، صفحة 62, 63. بتصرّف.
  8. ^ أ ب Matthew Schieltz (24-4-2017), “Steps & Procedures for Conducting Scientific Research”، www.sciencing.com, Retrieved 23-4-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى