سلطنة بروناي
سلطنة بروناي (بالإنجليزيّة: Brunei Darussalam) هي دولة صغيرة بمساحتها وعدد سكانها، وكبيرة في حجم ثرائها ودخل الفرد فيها. يُطلق على هذه السلطنة أيضاً اسم بروناي دار السلام، أمّا عاصمة سلطنة بروناي فهي مدينة بندر سري بكاوان، وتبلغ المساحة الإجماليّة لبروناي 5,765 كم2، ويعيش فيها 436,620 نسمة، وذلك وفق إحصاءات عام ٢٠١٦م، وتُعدّ اللغة المالويّة اللغة الرسميّة للسلطنة، ويتحدث سكانها أيضاً اللغة الإنجليزيّة، وبعض اللهجات الصينيّة.[١]
نظام الحكم في سلطنة بروناي سلطانيّ، أو الملكيّة المطلقة،[١] ويرأس السلطان في الوقت نفسه الحكومة والسلطة التنفيذيّة المطلقة، أما السلطان الحالي لهذه الدولة فهو السلطان حسن بلقيه.[٢] وتُعدّ الديانة الإسلامية الديانة الرسميّة للسلطنة، وهي الديانة التي تعتنقها غالبيّة السكان بنسبة ٧٨.٨٪، بالإضافة إلى وجود العديد من الديانات الأخرى مثل البوذيّة، والمسيحيّة.[١]
موقع سلطنة بروناي
تقع سلطنة بروناي جنوب شرق القارة الآسيويّة، وتحديداً في جزيرة تُدعى بورنيو، وهي ثالث أكبر جزيرة في العالم، وتقع بين شبه الجزيرة الهنديّة الصينيّة وأستراليا، وتطل بروناي على ساحل بحر الصين الجنوبيّ من الشمال، وتُحيطها دولة ماليزيا من الشرق، والغرب، والجنوب،[٣] ويبلغ طول ساحل السلطنة 161 كم، ويبلغ طول حدودها البريّة 266 كم، وتمتد إحداثيّات السلطنة بين 30 4 شمالاً، و40 114 شرقاً.[١]
الجغرافيا
تنقسم سلطنة بروناي إلى منطقتين رئيسيّتين،[١] تفصل بينهما مدينة تُسمّى لمبانج، وهي تابعة لماليزيا، وتُعتبر هذه المدينة كسوار يحيط بسلطنة بروناي بشكل تام، ما عدا جزء واحد فقط منها، ألا وهو الساحل الشماليّ لبروناي.[٤] كما أنّ سلطنة بروناي هي الدولة الوحيدة الموجودة على جزيرة بورنيو بشكل كامل، حيث تتوزّع باقي الأراضي من الجزيرة بين أجزاء من دولة ماليزيا، ودولة إندونيسيا.[٥]
تضم سلطنة بروناي أربعة أقاليم إداريّة رئيسيّة وهي: إقليم بيليت، وإقليم بروناي وموارا، وإقليم تيمبورونغ، وإقليم توتونغ. أمّا أعلى قمة في بروناي فهي بوكيت باجان، والتي يبلغ ارتفاعها 1,850 متراً.[٤] وتتمتّع بروناي بمناخ استوائي بسبب وقوعها على خط الاستواء، وتتميّز بمعدلات أمطار عالية، ودرجات رطوبة عالية عبر أشهر السنة كاملةً، ويصل أعلى متوسط لدرجة الحرارة خلال النهار °٢٩.٤ درجة سيليزيّة، بينما يصل أدنى متوسط لدرجة الحرارة °٢١.١ درجة سيليزيّة.[٦]
السياحة
تتمتع سلطنة بروناي باستقرار سياسيّ كبير، وتناغم بين الأعراق والأديان، حيث يُطلق عليها السكان دار السلام لما تتمتع به من سكينة واستقرار، وتشكل هذه الأسباب عوامل جذب سياحيّة رئيسيّة، إلى جانب العديد من المناطق السياحية الجذّابة، حيث تتميز بروناي بمُناخها الاستوائي اللطيف، وغاباتها الاستوائية التي تغطي ٧٠٪ من مساحتها الإجمالية.[٧]
من أبرز الأماكن السياحية الجذابة في بروناي كامبونج آير القرية المائيّة، والتي تقع على ضفاف نهر بروناي، وتُسمّى بفنيسيا الشرق. بالإضافة إلى متحف بروناي الذي يضم مجموعة واسعة من التاريخ الطبيعيّ لبروناي، والإرث الثقافي.[٨] وتُعدّ السياحة البيئيّة أبرز أشكال السياحة في بروناي، ومن الجدير بالذكر أنّ ما يقارب٤٠٪ من غابات السلطنة توجد في محميّات طبيعيّة تضم العديد من الأجناس الحيوانيّة والطيور النادرة التي لا توجد إلا في بروناي.[٩]
الاقتصاد
تُعتبر بروناي من الدول المتقدّمة اقتصاديّاً، ويُعدّ معدل دخل الفرد فيها نسبة للناتج المحلي من أعلى الدخول في العالم، والتعليم فيها متقدّم وحظ الفرد فيها من ناحية الصحّة والأمن الغذائيّ والاجتماعيّ من أعلى المستويات على مستوى العالم، وفي عام ٢٠١٥ وصل الناتج المحلي الإجمالي إلى 10.46 مليار دولار، بينما وصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى 79,700 دولار في عام ٢٠١٦.[١]
ويعود سبب اقتصاد بروناي القوي لغناها بالنفط الذي يشكّل عمود الاقتصاد العالميّ بلا منازع حتى الآن، حيث تُعتبر بروناي من الدول الغنيّة بالنفط والغاز الطبيعيّ بشكل كبير، فإنتاج النفط والغاز الطبيعي يُشكلان ما يُقارب 65٪ من الناتج المحلي الإجماليّ، و95٪ من إجمالي الصادرات، وبالإضافة إلى قطاع الصناعة الذي يُشكل نسبة 60.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي، ويُساهم قطاع الخدمات بنسبة 38.5٪، وقطاع الزراعة بنسبة 1.1٪ أيضاً.[١]
التاريخ
يعود تاريخ سلطنة بروناي إلى القرنين السابع والثامن قبل الميلاد، وذلك وفق المؤرّخين العرب والصينيّين الأوائل.[١٠] وبرزت بروناي كمركز رئيسيّ لتصدير البهارات والأخشاب بين عامي ٥٠٠م و٦٠٠م، وكانت تُصدّر للصين والهند بشكل رئيسيّ، وفي الفترة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر كانت بروناي تعيش في العصر الذهبيّ لها، وامتدت سيطرتها على كامل جزيرة بورنيو وشمالاً إلى الفلبّين.[١١]
في عام 1526م أنشات البرتغال مركزاً تجاريّاً لاستخدامه في التجارة مع الجزيرة، وفي عام 1578م هجمت إسبانيا على الجزيرة، وسيطرت على أجزاء منها، قبل أن تنسحب منها في العام نفسه بسبب انتشار مرض الكوليرا، إلا أنها أعادت الهجوم عليها عام 1579م وتمت هزيمتها، وبين العامين 1605م و1619م وضع السلطان حسن هيكل الديوان الملكيّ للسلطنة، وفي أواسط الستينات من القرن السابع عشر قامت حرب أهليّة بسبب الخلاف على الحُكم.[١١]
سمح السلطان عمر سيف الدين الثاني لضابط الجيش البريطاني جيمس بروك بالسيطرة على إقليم سراواك؛ وذلك لحل الحرب الأهلية في بروناي، وفي عام 1888م حكمت بريطانيا بروناي بالوصاية، وتقلّص دور السلطان في الدولة، وفي مطلع القرن العشرين تحديداً في عام 1929م تم اكتشاف النفط في بروناي، ممّا جعلها مطمعاً للاحتلال اليابانيّ، وقد احتلّتها بين 1941م و1945م.[١١]
بعد انتهاء الاحتلال اليابانيّ شُكّلت إدارة مدنيّة لحكم البلاد، وفي عام 1959م تمّت كتابة الدستور، وأعلنت بروناي أنّها دولة ذات حكم ذاتيّ، وأُعلن الإسلام الديانة الرسميّة للبلاد، ولكن بريطانيا استمرّت بالتحكم بالدفاع والشؤون الخارجيّة، وقامت بعد ذلك العديد من الحروب الأهليّة، وشهدت السنوات اللاحقة تنامي قوة السلطان في الحُكم، وانضمّت بروناي إلى العديد من المنظمات الدوليّة.[١١] وفي الأول من يناير لعام 1984م نالت سلطنة بروناي استقلالها عن بريطانيا بشكل كامل.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د “EAST & SOUTHEAST ASIA :: BRUNEI”, CIA.
- ↑ “Brunei Darussalam : Constitution and politics”, thecommon wealth.
- ↑ “Political Map of Brunei Darussalam”, nations online.
- ^ أ ب “Geography Statistics Of Brunei Darussalam”, World Atlas.
- ↑ “Borneo”, my malaysia paradise.
- ↑ “Brunei Darussalam Weather”, World Atlas.
- ↑ “Travel To Brunei Darussalam”, World Atlas.
- ↑ “EXPERIENCE BRUNEI”, brunei tourism.
- ↑ “ECO-TOURISM”, brunei tourism.
- ↑ “Brunei History”, world rover.
- ^ أ ب ت ث “Brunei Darussalam History Timeline”, World Atlas.