قارة أستراليا
تتميز قارة أستراليا بأنّها دولةً وقارة على حدٍ سواء، تقع القارة إلى الجنوب الشرقي من قارة آسيا، وإلى الغرب من المحيط الهندي، وكدولة أستراليا فعاصمتها هي كانبرا، قارة أستراليا عبارة عن جزيرةٍ كبيرة محاطة بالمياه من كل الجهات، فمن الشمال يقع بحر أرفورا وبحر تيمور بالإضافة لمضيق توروز، أمّا من الشرق فتقع شواطيء القارة على بحر تسمان وبحر كورال، وجنوبي القارة يقع ممرّ باس، وتطل على المحيط الهندي من الغرب والجنوب.
نبذة تاريخية
سكنت القارة قبل ستين ألف عام، حيث كانت المياه المحيطة بالقارة ضحلة، بحيث تسمح للناس الإبحار إليها بكل سهولةٍ ويسر، وبعد ارتفاع منسوب المياه المحيطة بالقارة حوصر الناس فيها، ولم يتمكّنوا من العودة لمواطنهم الأصليّة، كانت قارة أستراليا فيما مضى مجهولةً للعالم بأسره حتى حلول القرن السابع عشر للميلاد.
عاش السكان الأصليون للقارة وقد امتهنوا مهنة الصيد فيها، ويقتاتون على ثمارها، وكانوا يشعلون النيران في الأراضي لتطهيرها ومن ثم فلاحتها، وعمل السكان على إقامة سدود المياه، لتغيير مسار المياه، والتحكّم في مخارج البرك والبحيرات للعمل على تربية الأسماك فيها، وارتبط السكان الأصليين بالأرض رغم بأنّهم شعب بدويّ، فقد كانوا يتسارعون نحو التغيير باستخدام الأدوات الحجريّة.
حضارات قامت في أستراليا
قامت في أقصى الجنوب القارة حضارة موراي في المنطقة المحيطة بنهري موراي و جارلنج التي تتشكل مياههما من الجليد المنصهر، وهذا بالإضافة لوجود بحيرة مونغو، والتي تمّ العثور على بقايا هيكل للإنسان الأول بجوارها، ويتميّز السكان الأصليون بثنائية اللغة بل هناك من يتحدث بأكثر من لغتين، حيث كان في الجزيرة أكثر من مائتين وخمسين لغةً متداولة انقرضت جميعها في مطلع القرن التاسع عشر للميلاد.
تم العثور على عدد من الهياكل العظمية التي تجاوز عمرها الستة وعشرين ألف سنة، وتم العثور على عدد من الجماجم فيها والتي تشبه في تكوينها إنسان الصين، ومارس السكان التجارة، حيث كان بمقدورهم التواصل مع الأطراف البعيدة عنهم في نفس القارة وذلك بفضل تكيّفهم مع العوامل البيئيّة للجزيرة، وكان لهم عادات معيّنة وتواصل ثقافيّ وحضاريّ خاص، وقد عثر الأوروبيون على بقايا آثار لتلك الثقافات إبان استيطانهم للقارة في القرن التاسع عشر للميلاد.
الاستيطان الأوروبي للقارة
بدأ الاستيطان الأوروبي للقارة عام ألفٍ وسبعمائةٍ وثمانٍ وثمانين للميلاد بعد وصول أوائل البريطانيين إليها، ومن هنا بدأ هذا الاستيطان والذي كان نتيجته انخفاض أعداد السكان الأصليين للقارة لأسبابٍ عدة منها انتشار الأمراض المعدية، وسوء المعاملة على أيدي السكان الجدد للقارة، وتطوّرت أولى المستوطنات التي قام بإنشائها البريطانيون لتتحول لاحقاً إلى مدينة سيدني.